لوقا 3: 22 و البنويين ، أنت إبني الحبيب بك سررت. الرد على بارت إيرمان وتابعيه
هل هذه الآية محرفة لأجل أغراض لاهوتية إن كانت محرفة من الأساس؟
أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ
أكبر دراسة نصيّة ، تفسيريّة ، آبائية ، تحليلية ، دفاعية لقصة عِماد رب المجد يسوع المسيح في بشارة القديس لوقا ، والرد على بارت إيرمان وتابعيه لأول مرة في الشرق الأوسط باللغة العربية.
الشبهة :
شبهتنا اليوم عن الآية الواردة في بشارة معلمنا لوقا والأصحاح الثالث والآية الثانية والعشرون وتحديداً الجزء الذي يقول ” أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ ” فيقول البعض أن هذه الآية محُرفة بل و أن من حرفها هم الأبيونيوون لتأكيد بدعتهم حيث وضعوا النص ” أنا اليوم ولدتك ” والذين في هذه بدعتهم يقولون أن المسيح ليس أزلياًَ أو أن الرب يسوع المسيح لم يكن موجوداً قبل ولادته من السيد العذراء مريم ، فهل هذا الكلام صحيحاً ؟ سنرى ..
الرد على الشبهة :
لكي نرى مدى هشاشة هذه الشبهة علينا أن نبحث في أمرين ، هما ، الشِق النصي والذي فيه سنبحث عن النص في الوثائق القديمة ، والشِق المنطقي و اللاهوتي ، فدعونا نبدأ..
الشق النصي[1] :
قراءة إثبات ” بك سررت “..
المخطوطات اليونانية :
البردية 4 ( النصف الثاني من القرن الثاني ، 150 – 175م ) [2] ، السينائية ( القرن الربع ) ، السكندرية ( القرن الخامس ) ، الفاتيكانية ( القرن الرابع ) ، واشنطن ( القرن الخامس ) ، B ( القرن الرابع ) ، E ( القرن الثامن ) ، G ( القرن التاسع ) ، H ( القرن التاسع ) ، K ( القرن التاسع ) ، L ( القرن الثامن ) ، N ( القرن السادس ) ، Δ (القرن التاسع ) ، Θ (القرن التاسع ) ، Π (القرن التاسع ) ، Ψ ( القرن الثامن/التاسع ) ، 070 ( القرن السادس ) ، 0233vid ( القرن الثامن ) ، 28 ( القرن الحادي عشر ) ، 33 ( القرن التاسع ) ، 157 ( 1125م ) ، 180 ( القرن الثاني عشر ) ، 205 ( القرن الخامس عشر ) ، 565 ( القرن التاسع عشر ) ، 579 ( القرن الثامن ) ، 597 ( القرن الثامن ) ، 700 ( القرن الحادي عشر ) ، 892 ( القرن التاسع ) ، 1006 ( القرن الحادي عشر ) ، 1009 ( القرن الثامن ) ، 1010 ( القرن الثاني عشر ) ، 1071 (القرن الثاني عشر ) ، 1079 ( القرن العاشر ) ، 1195 ( 1123م ) ، 1216 ( القرن الحادي عشر ) ، 1230 ( 1124م ) ، 1241 ( القرن الثاني عشر ) ، 1242 ( القرن الثالث عشر) ، 1243 ( القرن الحادي عشر ) ، 1292 ( القرن الثامن ) ، 1342 ( القرن الثامن ) ، 1344 ( القرن السابع ) ، 1365 ( القرن السابع ) ، 1424 ( القرن التاسع/العاشر ) ، 1505 ( القرن الثاني عشر ) ، 1546 ( 1263م؟ ) ، 1646 ( 1172م ) ، 2148 ( 1337 ) ، X ( القرن العاشر ) ، 1253 ( القرن الخامس عشر ) ، 1574 ( القرن الرابع عشر ) ، كل مخطوطات النص البيزنطي ( يقدر عددها بما يزيد على الـ 1500 مخطوطة ).
التراجم القديمة :
خابوريوس ( 165م نظرياً ) ، الفلجاتا اللاتينية للقديس جيروم ( القرن الرابع ) ، السريانية الهيركلينية ( 616م ) ، القبطية الصعيدية ( القرن الثالث/الرابع ) ، بعض مخطوطات القبطية البحيرية ( القرن الثالث/الرابع ) ، بعض مخطوطات الترجمة الأرمينية ( القرن الخامس ) ، الإثيوبية ( القرن السادس ) ، الجورجينية ( القرن الخامس ) ، السلافينية ( القرن التاسع ) ، السريانية الفلسطين ( القرن الخامس ) ، بعض مخطوطات القبطية البحيرية ( القرن الثالث/الرابع ) ، البشيطا ( القرن الخامس ) ، السريانية السينائية ( القرن الرابع ) ، الغوطية ( القرن الرابع ) ، بعض مخطوطات الأرمينية ( القرن الخامس ) ، itaur ( القرن السابع ) ، ite ( القرن الخامس ) ، itq ( القرن السادس/القرن السابع ) ، itf ( القرن السادس ) ، كل مخطوطات القراءات الكنسية.
الآباء الأوليين :
العلامة أوريجانوس ( 254م ) [3]، أثناسيوس الرسولي ( 326م ) ، أمبروسيوس ( 397م ) ، أغسطينوس ( 430م ) ، دياتسرون تاتيان ( القرن الثاني ) ، أعمال بيلات ( القرن الرابع ).
قراءة إثبات ” أنا اليوم ولدتك “..
المخطوطات اليونانية :
مخطوطة بيزا ( القرن الخامس ).
التراجم القديمة :
ita ( القرن الرابع ) ، (itb) ( القرن الخامس ) ، itc ( القرن السابع/الثامن ) ، itd ( القرن الخامس ) ، itff2 ( القرن الخامس ) ، itl ( القرن الثامن ) ، itr1 ( القرن السابع ).
الآباء الأوليين :
ديوجينيتوس ( القرن الثاني ) ، إنجيل الأبيونيّن ( القرن الثاني ) ، يوستينوس الشهيد ( 165م ) ، ميثيؤديوس ( القرن الثالث ) ، إكليمندس ( 215م ) ، أوريجانوس ( 254م ) ، جيوفنكس ( 330م ) ، أمبروسياستر ( القرن الرابع ) ، فوستس ميليفوس ( القرن الرابع ) ، هيلاري ( 367م ) ، القوانين الرسولية ( 380م ) ، تيكونيس ( 390م ) ، مخطوطات لاتينية بحسب القديس أغسطينوس.
النصوص النقديّة :
ويستكوت و هورت :
και καταβηναι το πνευμα το αγιον σωματικω ειδει ως περιστεραν επ αυτον και φωνην εξ ουρανου γενεσθαι συ ει ο υιος μου ο αγαπητος εν σοι ευδοκησα[4]
تشيندورف :
και καταβηναι το πνευμα το αγιον σωματικω ειδει ως περιστεραν επ αυτον και φωνην εξ ουρανου γενεσθαι συ ει ο υιος μου ο αγαπητος εν σοι ευδοκησα[5]
NA27 :
καὶ καταβῆναι τὸ πνεῦμα τὸ ἅγιον σωματικῷ εἴδει ὡς περιστερὰν ἐπʼ αὐτόν, καὶ φωνὴν ἐξ οὐρανοῦ γενέσθαι· σὺ εἶ ὁ υἱός μου ὁ ἀγαπητός, ἐν σοὶ εὐδόκησα.[6]
جوزيف روثرهام :
and the Holy “Spirit descended in bodily appearance as a dove, upon him ; and a voice came out of heaven, thou art my °Son, the Beloved, in thee I delighted.[7]
NET Bible :
and the Holy Spirit descended on him in bodily form like a dove. And a voice came from heaven, “You are my one dear Son; in you I take great delight.”
UBS 4 :
καὶ καταβῆναι τὸ πνεῦμα τὸ ἅγιον σωματικῷ εἴδει ὡς περιστερὰν ἐπʼ αὐτόν, καὶ φωνὴν ἐξ οὐρανοῦ γενέσθαι, Σὺ εἶ ὁ υἱός μου ὁ ἀγαπητός, ἐν σοὶ εὐδόκησα.[8]
روبرت بالمر :
And the Holy Spirit descended on him in the bodily form of a dove. And a voice from heaven said, You are my Son, whom I love; with you I am well pleased”[9]
مايكل هولمس :
καὶ καταβῆναι τὸ πνεῦμα τὸ ἅγιον σωματικῷ εἴδει ⸀ὡς περιστερὰν ἐπʼ αὐτόν, καὶ φωνὴν ἐξ οὐρανοῦ ⸀γενέσθαι· Σὺ εἶ ὁ υἱός μου ὁ ἀγαπητός, ἐν σοὶ εὐδόκησα. [10]
تحليل الأدلة الخارجية :
بمجرد النظر إلى الشواهد نتأكد بنسبة 100% من قراءة ” بك سُررت ” فمن حيث الأقدمية ، ومن حيث الأكثرية العددية ومن حيث الإنتشار في أنواع النصوص المختلفة ، ومن حيث المخطوطات اليونانية ومن حيث التراجم القديمة ومن حيث التراجم النقدية ومن حيث التعليقات النصية للعلماء أنفسهم كما سنرى ، قراءة ” بكَ سُررت ” ثابتة تماماً ، ولا يوجد ولو سبب واحد للحديث عنها كمشكلة نصيّة.
التعليقات النصية للعلماء :
يقول بروس متزجر :
Σὺ εἶ ὁ υἱός μου ὁ ἀγαπητός, ἐν σοὶ εὐδόκησα {B}
The Western reading, “This day I have begotten thee,” which was widely current during the first three centuries, appears to be secondary, derived from Ps 2.7. The use of the third person (“This is … in whom …”) in a few witnesses is an obvious assimilation to the Matthean form of the saying (Mt 3.17).[11]
يقول دانيال والاس :
Instead of “You are my one dear Son; in you I take great delight,” one Greek ms and several Latin mss and church fathers (D it Ju [Cl] Meth Hil Aug) quote Ps 2:7 outright with “You are my Son; today I have fathered you.” But the weight of the ms testimony is against this reading.[12]
يقول بروس تيري :
Although it is possible that the text reading was borrowed from the parallel in Mark 1:11, it seems more likely that the footnote reading was taken from Psalm 2:7. Some of the evidence for the text (listed in braces above) uses the wording of Matthew 3:17 (“This is . . . with whom . . . .”), either partially or a few times wholly.[13]
بل أن هناك علماء لم يضعوا تعليقاً على هذه القراءة لهشاشة التعليق النصي عليها بشأن أصوليتها ، فإنها تدعمها مخطوطة واحدة يونانية ! ، وكما سنرى فيما يلي تفنيداً لمعظم المزاعم التي يثيرها بعض الجُهال والحاقدين على الإيمان المستقيم لكي ننتظر حُججهم في الرد على أسئلتنا.
البرهان الداخلي :
صراحة ، هذا البحث كله كان لأجل هذا الجزء ، فالشبهة من الناحية النصية لا كلام فيها ولا مجرد شك ، وحتى من يشكون في هذا الجزء نرى أنهم أخطأوا في التفكير ولو للحظات ، فسنقوم في هذا الجزء بعرض وجهات النظر المختلفة وتحليلها والرد عليها بنعمة المسيح لكي نرى كيف أخطأ من أخطأ وكيف حاد من حاد.
علمنا أن الأدلة النصية ( البرهان الخارجي ) ساحق بدرجة مهولة لقراءة ” بك سُررت ” ولكن قد يتسائل البعض ، فلماذا كان هذا البحث طالما أن الموضوع بهذه السهولة ؟ ، وفي الحقيقة هذا البحث هو للرد على الفكر الذي أراه شاذا عن كل ما يُعرف بالمَنطق بل حتى انك ستجد أفكاراً لعالم أثناء نقاشه في هذه القراءة تضاض بشكل صريح الهدف الذي من أجله قام بمناقشة هذا النص من البداية ! ، بإختصار ، هناك ادلة نصية وادلة عقلية ، الأدلة النصية تتلخص في مخطوطة بيزا وبعض التراجم اللاتينية وبعض أقوال الآباء و أما عن الأدلة العقلية فالبعض يقول عدة أفكار سنرد عليها جميعاً ، فمثلاً يقول البعض أن الأبيونيون هم من غيروا في النص من قراءة ” بك سُررت ” إلى قراءة ” أنا اليوم ولدتك ” ويستدلون في هذه بأن الأبيونيون من ضمن عقائدهم الهرطوقية أنهم يعتبرون المسيح لم يكن موجودا بشكل أزلي ، ويقول بعض آخر أن النص تمت موازاته ليوافق النصوص الموجودة في ( مت 3 : 17 ) ، ( مرقس 1 : 11 ) ، ( 2 بطرس 1 : 16 ) ، ويقول البعض الآخر ما هو أغرب ، حيث يقول أن المسيحيون أنفسهم عندما رأوا أن الأبيونيون قد يستخدموا هذا النص أو استخدموه بالفعل في اثبات عقيدتهم بشأن المسيح فقاموا بتغير النص نفسه من ” أنا اليوم ولدتك ” إلى ” بك سُررت ” لكي يقضوا على آمال الأبيونيين في أن يعثروا على دليل يؤيد بدعتهم ، وعجبي ! ، كل هذا سنرد عليه ، ثم بعد هذا سنبحث في أقوال أحد ” علماء ” النقد العهد الجديد لا لأنه يستحق أن نناقش كلامه بل لإستشهاد البعض به وأخذ كلامه كحقيقة مُسَلّم بهها ،وعدم الرجوع على الأقل للعلماء الذين ” طحنوا ” كتاباته وردوا عليها مرارا وتكراراً ، ولكن هذا ما تعودناه منهم ، كل هذا فضلاً عن وزن كلام هذا الرجل الذي كلما أقرأ له شيء أعود لغلاف الكتاب لأتأكد من الدرجات التي حصل عليها ، لربما أكون مخطيء فيها ! ، وبعد الرد على هذا الـ ” عالم ” سنرد على ” متعالم ” قد أبدع حقاً فيما كتب في هذا الموضوع حتى إستعجبت من تشابه التفكير الغريب !
- الأبيونيون والتغير !
هل قام الأبيونيون بهذا التغير كحجة لعقيدتهم ؟ ، فيما يلي سنعرض عليكم الأسباب التي توضح انه من المستحيل أن يقوم الأبيونيون بهذا الفعل..طالبين من معتنقي هذا الرأي الإجابة اليقينية على كل ما سنعرضه…
- هذا النص بحسب قراءة ترجمة الفانديك ” بك سُرِرت ” يوجد في ( مت 3 : 17 ) ” وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:« هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ» ” ، ( مرقس 1 : 11 ) ” وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ:«أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ». “، ( 2 بطرس 1 : 16 ) ” لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى:«هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ» ” ، ومن سوء حسن حظ المشككين أن في كل منهم لا يوجد أي إختلاف نصي في هذا الجزء وكلاهم يروي قصة العماد ، فما الداعي للتغير في بشارة لوقا وعدم التغير في بشارتي متى ومرقس ورسالة بطرس الثانية ؟ لو كانوا يريدون التغير للتأكيد على معتقداتهم لكانوا غيروا في كل هذه النصوص وليس في نص واحد !
- لماذا يغير الأبيونيون القراءة من ” بك سررت ” إلى ” أنا اليوم ولدتك ” لتأكيد عقيدة ما ، وهذه القراءة موجودة في أماكن أخرى من الكتاب بعهديه ويتم تفسيرها على أنها للمسيح ؟ فمثلاً القراءة هذه موجودة في ( مزمور 2 : 7 ) ” إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ ” وموجودة أيضاً في ( أعمال 13 : 33 ) ” إِنَّ اللهَ قَدْ أَكْمَلَ هذَا لَنَا نَحْنُ أَوْلاَدَهُمْ، إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضًا فِي الْمَزْمُورِ الثَّانِي: أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ ” ، و أيضاً ( عبرانين 1 : 5 ) ” لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا:«أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا»؟ ” ، وأيضاً ( عبرانيين 5 : 5 ) ” لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا:«أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا»؟” ، فما الداعي لتغير الأبيونيين المزعوم لهذا النص إن كان هناك أكثر من نص يستطيعوا إستخدامه بكل سهولة ويسر !؟
- قال القديس أريناؤس عن الأبيونيين ” إنهم يستخدمون الإنجيل بحسب متى فقط ، ويتبرأون ( يقصد يرفضون ) من الرسول بولس “[14] ، وقد قاموا بالفعل بالإعتماد على إنجيل متى فقط ، ولكن الغريب حقاً أن هذا الإنجيل الذي يحتوي على الآية التي نحن بصدد الحديث عنها ( مت 3 : 17 ) ” وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً:« هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ» ” لا توجد بها أي اختلاف نصي في هذا الجزء المعني بالبحث ! فكيف يعتمدون على إنجيل متى ولا يغيرون فيه ولا يعتمدون على إنجيل لوقا ومع ذلك يغيرون به ( جدلاً ) ؟ أليس من الأولى أن يغيرون في الإنجيل الذي إستخدموه ليكون شامل لكل عقائدهم !؟ أم يضعون قراءة في إنجيل لا يستخدموه !؟
- من المعروف عند الغالبية العظمى من العلماء أن الإنجيل كما رواه معلمنا مرقس يُعد هو الأقدم وهو مصدر لكل من لوقا ومتى بل وعند البعض أن كل من متى ولوقا قد كان معه نسخة من هذه الإنجيل اثناء كتابته إنجيله ، والسؤال الآن ، كيف تكون القراءة ( انا اليوم ولدتك ) هى القراءة الأصلية بحسب هذه المزاعم الباطلة ، وتكون في إنجيل مرقس ( المصدر ) و إنجيل متى ( أحد الفروع ) ” بك سُررت ” في نفس قصة العِماد ؟
- يوجد إنجيل أبوكريفي بإسم ” إنجيل الأبيونيين ” بحسب التسمية الحالية ، وفي هذا الإنجيل الأبوكريفي يوجد هذا النص ” أنا اليوم ولدتك ” فإن كان النص ثابت في كتابهم وثابت بصورتيه في الكتاب المقدس بعهديه فلماذا يحرفون نص واحد في إنجيل واحد فقط للمسيحيين ؟
- المسيحيين والتغير!
في هذا الجزء تتخلص اعتراضات البعض وأفكارهم أن المسيحيين القدماء عندما رأوا أن هذا النص ( أنا اليوم ولدتك ) في لوقا 3 :22 ( بإعتبار أنه الأصلي ، جدلاً ) أنه يؤيد مزاعم الأبيونيين وأنهم يستخدموه لإثبات عقائدهم الفاسدة ضد العقائد السليمة ، فقاموا بتغيير النص من ” أنا اليوم ولدتك ” إلى ” بك سُررت ” ! وعجبي ! ، بالطبع إعتراض كهذا او حتى مجرد فكرة الإعتقاد بهذا الإعتراض ، فكرة هشّة جداً وغير واردة ولا هى معقولة لكل من يتفحصها تماماً ، والرد على هذا الإعتراض بسيط جداً ، وهو كيف يحُرّف المسيحيون نص إنجيل لوقا من القراءة الأبيونية ( جدلاً ) ويتركون ( مزمور 2 : 7 ) ” إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ: قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ ” وموجودة أيضاً في ( أعمال 13 : 33 ) ” إِنَّ اللهَ قَدْ أَكْمَلَ هذَا لَنَا نَحْنُ أَوْلاَدَهُمْ، إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضًا فِي الْمَزْمُورِ الثَّانِي: أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ ” ، و أيضاً ( عبرانين 1 : 5 ) ” لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا:«أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا»؟ ” ، وأيضاً ( عبرانيين 5 : 5 ) ” لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضًا:«أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا»؟” ؟ أليست كل هذه النصوص بها نفس الفكرة التي يضعها هؤلاء كسبب لتغير القراءة وهى فكرة الولادة الآنية ، أي في الزمن؟ ، فإن كل هذه النصوص تحتوي على فكرتهم بشكل عام وبلا شك ان كل هذه الآيات تتكلم عن المسيح ووفقا لفكرتهم فهى ستنفي الأزلية وتجعله إبناً للحظة في الزمن وليس أزلي!
السبب الآخر في هذه النقطة هو ، لماذا لم يحذف المسيحيون هذا النص كاملاً لكي ينسفون بنسبة 100 % كل استخدام خاطيء لهذا النص من قبل الأبيونيين طالما أن التغير متاح بهذه السهولة ؟، فلتحقيق أكبر مكسب طالما التغيير سيحدث لا محالة فليُغيروا النص كاملا ويحذفوه بدلاً من مجرد تعديله ! ، السبب الأخير في هذه النقطة هو ، لماذا لا نجد هذه القراءة ( أنا اليوم ولدتك ) منتشرة في التقليد النصي لكل القوائم النصية للعهد الجديد والتي وجدنا فيها انتشار ساحق لقراءة ” بك سُررت ” ؟ هل يعني هذا أن كل هذه القوائم هى نتاج تقليد نَسْخي واحد ؟ هل يقول بهذا عاقل ؟
- المشكك و أنا!
في هذا الجزء سوف نناقش مَقالة ” خَفيفة ” ، ظريفة ، كوميديّة في بعض الكلمات ، لمُشكك مسلم ألبسَ على القاريء البسيط بأمور لا علاقة لها بالموضوع تارة وأثبت أنهُ ” أمين ” و ” صادق ” تارة ، وخدع القاريء البسيط تارة ، وعرض نصف الحقيقة تارة وتعمد إستخدام كتابات قد رد عليها العلماء تارة ، حيث أننا سننقل كلامه حرفياً ونُعلّق عليه بطريقة الإقتباس والرد المباشر ولكُم الحكُم! ، والغريب قبل أن نبدأ أن المشكك قد إستشهد بكلام لبارت إيرمان ( ضيف هذا الرد وهو صاحب الجزء الأخير ) وهذا الكلام في حد ذاته لن يقبله بل والإرب أنه ينسف موضوعه بيده بهذا الكلام ! ، تخيلوا ! وسامحونا ، سنبتعد قليلاً عن محور الموضوع بسبب إبتعاد المشكك عن محور الموضوع ومحاولة التلبيس على القاريء بخداعه في علم النقد النصي نفسه ، فسامحونا على ردنا البعيد على رده الأبعد … وسنعود سريعاً ….
الحقيقة ان علماء النقد النصي لا يميلون إلي هذا الرابط المباشر(العدد) في التعامل مع المخطوطات ، فوفقاً لأول قاعدة نقدية في التعامل مع دليل المخطوطات هو ما يصرح به علماء النقد بشكل يقرب من الإجماع أن : المخطوطات يجب ان توزن ( تُقيم ) لا ان تُعد |
وفي حقيقة الأمر ، كما يقال ، هذا قول حق ، مُراد به باطل ! ، ففي أفضل الأحوال ومع إفتراض أحسن النوايا ، سيكون هذا الكلام بلا أدنى قيمة أن يذكرهُ المشكك هنا ! ، ففعلاً علماء النقد النصي لا يعنيهم بالدرجة الأولى كثرة المخطوطات كعدد بدون النظر إلى أي شيء آخر ، ولكن هل يستطيع هذا المُشكك أن يقول أن عدد المخطوطات التي تشهد لأي نص لا تَهِم علماء النقد النصي في كل الأحوال ؟! ، لا أعتقد ، فعامل الكثرة العددية لا يؤخذ بمعزل عن كل العوامل وعليه يثَبّت نص أو يمُحى ، بل تدخل معه عوامل كثيرة بسيطة ومعقدة أحياناً ، مثل إلى أي العائلات النصية تنتمي هذه الوفرة من المخطوطات ؟ هل كلها نتاج نسخي واحد ؟ أم أنها بهذا العدد الكبير قد حققت ميزة أخرى ألا وهى عامل الإنتشار ؟ بالطبع ، الشيء الآخر ، هو ما إذا كانت هذه الوفرة في العدد قد حققت عامل مهم وهو جودة تمثيل النص نفسه ، بمعنى أن هناك مخطوطات يصنفها العلماء على أنها أكثر موثوقية في تمثيل النص خير تمثيل ، العامل الآخر هو عامل القِدم وهو ما إذا كانت هذه الوفرة في المخطوطات قد أثبتت النص في أزمنة قديمة جداً وأيضاً أزمنة حديثة جداً ، فيكون هناك عامل آخر قد تحقق بالتباعية بسبب وفرة المخطوطات ، ومن هنا يكون عدد المخطوطات في حد ذاته ليس هو الاكثر أهمية ، بل ما يحققه هذا الـ ” عدد ” الكبير من مميزات تدخل بصفة أساسية في تعليق العلماء على النص نفسه سواء بثبوته أو برفضة ، ولسوء حسن حظ المشكك فكل العوامل المميزة والمؤكِدة لهذا تأتي بجانب إثبات أصولية النص ، ففي أفضل تمثيل للنص السكندري ، النص ثابت لا محالة ومن حيث الإنتشار فحدث ولا حرج ومن حيث التوزيع في العائلات النصية فالنص ثابت ثبوت الصخر ، فعندما يقول العلماء أن المخطوطات يجب ان توزن ( تُقَيّم ) ولا تُعد ،فهذا صحيح وهذا هو ما موجود فعلاً في حالتنا هنا بالإضافة إلى عامل الكثرة العددية ، فكلام العلماء في صالح القراءة وليس كما وهمت بعدم علم ! ، ولكن دعونا نعود لموطن إستشهاده بكلام العلماء لنرى ماذا اخفى، بالطبع هو هنا لم يضع النص الإنجليزي لكلام العالم والسبب بسيط ومعروف وهو ان العالم في نفس النقطة التي يستشهد بها قد ضرب كلامه كاملاً و اطاح به أرضاً على عكس ما أراد المشكك ان يوهمنا بِتَقَولِهِ على العالم ، حيث جاء[15] :
Furthermore, manuscripts should be weighed, not counted, and the peculiar traits of each manuscript should be duly considered. However important the early papyri, or a particular uncial, or minuscule may be, there is no single manuscript or group of manuscripts that can be followed mechanically, even though certain combinations of witnesses may deserve a greater degree of confidence than other. Rather, decisions in textual criticism must be worked out afresh, passage by passage (the local principle)
فقد إستشهد المشكك بالكلام الملون باللون الأخضر فقط ليجرف المعنى عن مراده الأصلي ، مع أن هذه الجملة نفسها تدينه ولا تؤيده في شيء إلا أنه وضعها ما فيها أيضاً ، فعندما نأتي للجملة الملونة باللون الأحمر سنجد العالم يقول ” لا توجد مخطوطة واحدة ( في حالتنا هذه : مخطوطة بيزا ) أو مجموعة من المخطوطات ( في حالتنا هذه : بعض مخطوطات الترجمات اللاتينية ) يمكن أن يُتبعوا ميكانيكيّاً ، بالرغم من أنه هناك مجموعات معينة من الشواهد ( البردية 4 والسينائية والفاتيكانية … إلخ ) قد تستحق قدراً أكبر من الثقة عن غيرها ” فهذه الجملة التي باللون الأزرق تنسف موضوعه تماماً حيث أن ما فيها هو تأكيد على أن في حالتنا هذه القراءة ثابتة لقوة الشواهد و أفضليتها عن كل الشواهد بحسب العلماء ، فلماذا لم يضع لنا المشكك النص من الأساس فضلا عن أن يضعه كاملاً ؟!
تلك القاعدة والتي مدارها بكل بساطه يدور علي ان قوة الدليل الخارجي من ناحية المخطوطات لا يتمثل في كميتها وإنما في قيمتها |
جدلاً ، هذا صحيح ، ولسوء حسن حظ المشكك أن كلاً من الكثرة العددية والقيمة النقدية لكل مخطوطة من المخطوطات التي تؤيد قراءة ” بك سُررت ” كبيرة جداً فلو سألناه عن ما هو أفضل تمثيل للنص السكندري ؟ ولو سألناه عن ما هو أفضل تمثيل لنص الغالبية ؟ ولو سألناه عن أفضل تمثيل للنص البيزنطي ؟ ولو سألناه عن ما هو أفضل تمثيل للنص القيصري ؟ ..إلخ ، ستكون النتيجة أن كل الطرق تؤدي إلى روما ! لان بسبب هذه الوفرة الكبيرة والتوزيع الجغرافي والزمني الكبيران فقد تحقق أفضل تمثيل لكل هذه العائلات النصيّة التي تشهد للقراءة ” بك سُررت ” فأين حجتك ؟ أن تضعك قوانين في غير محلها ومع هذا فإن هذه القوانين هى نفسها ما ترفضك رفضاً تاماً وتؤيدنا تأيداً ساحق ، فهل تكتب لأجل الكتابة أم لكلامك معنى؟!
وهو ما يفقد عامل العدد بحالتنا هذه وغيرها من الحالات ميزة الأغلبية او كما يقول العالم ستان لارسون : Counting MSS is not as significant as weighing their value |
بالطبع الزميل يعلم تماماً أنه لا أحد من أبناء أمته سيراجع ما يكتبه هذا إن كان احد سيقرأ كلامه من الأساس فضلاً على أن يراجعه ، ولا يعلم الزميل أن كل ما يكتبه سيأتي عليه يوم ( كهذا ) حينما يتم كشف ما يريد إيهام القاريء به ، بالطبع هذه الجملة ( العربية ) التي كتبها هى محض إفتراء وتدليس وتلبيس على القاريء ، فكما قلنا أن عامل الكثرة وحدة ليس هو العامل الأول عند نقد النص بل وكما قلنا هناك عوامل كثيرة ولسوء حسن حظ المشكك فإنها جميعاً قد تحققت في هذا المثال ( بك سُررت ) فالعدد مؤكد بكل الطرق سواء كانت عدداً ام نوعاً أم إنتشاراً ، أم موثوقية أو .. إلخ ، ففي حالتنا هذه عامل العدد عامل مهم للغاية حيث انه لم يحوي فقط عامل العدد بل صار ” عامل العدد ” يحوي في داخله عوامل مهمة للغاية في تحديد أصولية النص كما أقر العلماء الذين اسلفنا ذكرهم فكيف ومن أين خرج علينا المشكك ليقول ” ما يفقد عامل العدد بحالتنا هذه وغيرها من الحالات ميزة الأغلبية ” ؟ من قال هذا الكلام عن هذا العدد ؟!! عجبي !
ثم بعد ذلك يأتي لإستشهاد بستان لارسون ويضع لنا جملة تبدو من شكلها أنها غريبة ، مقصوصة ، مبتورة ، بتر واضح صريح ، فهل قال العالم هذه الجملة في الهواء الطلق كما وضعها لنا المشكك هكذا ؟ ام جاءت في سياق يتكلم عن أمر معين ويوضح أمراً معيناً ؟ بالطبع ولكن المشكك حتى لم يصل إلى مرحلة البتر والتدليس المحترف ! فيقص الكلام بشكل يثير الشفقة ! ولكن دعونا نعود لمصدر إستشهاده كالعادة لنرى عن ماذا كان يتكلم الكلام كاملاً :
The modern critical text found in examples 1, 6, and 10 is to be preferred because it can in various ways be shown to be the original text, not because it happens to be supported by the majority of Greek MSS.3 For it must be remembered that a secondary text can become dominant due to ecclesiastical authorization and thus be copied many more times than other texts. Counting MSS is not as significant as weighing their value. The readings of the modern critical text in the other examples are supported by considerably fewer MSS, but these MSS are demonstrably older and of better quality. Varying combinations of diversified and early external support and both transcriptional and intrinsic internal considerations have lead to the overwhelming preference of these readings over those in the TR.[16]
هل رأيتم الفاجعة ؟ هل رأيتم كم التدليس على هذه الكلمات من قِبل المُشكك هل رأيتم كم التلوين بالأزرق و كم التلوين بالأخضر؟ ومع هذا فهذا الأخضر لا يفيده في هذا الموضوع تماماً حيث أن القيمة لهذه المخطوطات لا تضاهيها أي قيمة لأي مخطوطة تقريباً! فهذه الجملة التي يستشهد بها هى لا تفده على الأطلاق بل تضاده تماماً لأنها تؤيد القراءة ” بك سُررت ” ، فإن كان هذا حال الكلمات التي إستشهد بها هو فالكلمات التي لم يعرضها للقاريء كم تكون ؟ هل هذا المشكك لا يعرف ماذا يريد ان يثبت بالضبط أم لا يعرف الإنجليزية أم ماذا حل به ليستشهد بأقول تضاد هدفه في الموضوع !؟ عجبي على هذا المستوى ! ، يقول لارسون في البداية ” النص النقدي الجديد الموجود في الأمثلة 1 و 6 و 10 يكون مفضلاً لانه يوجد طرق مختلفة تظهره أنه النص الأصلي ، ليس بسبب أنه مؤيد من قبل الغالبية العظمى من المخطوطات اليونانية ” وفي حالتنا هذه ، ليس فقط توجد طرق أخرى غير الكثرة العددية تؤكد انه النص الأصلي بل أن كل الطرق الأخرى تؤكد هذا ! فنعم هؤ مؤيد من الغالية العظمى من المخطوطات ولكن ليس هذا فقط بل انه مؤيد من كل المخطوطات اليونانية إلا المخطوطة البيزية ! وقد عرضنا سابقاً النص النقدي لعلماء نقديين وضعوا هذه القراءة ” بك سررت ” في نسخهم النقدية وهذا ما يقوله الإقتباس من العالم !فكيف بعد هذا التأكيد الذي هو من المعترض نفسه يأتي هذا المعترض ذاته ويحاول أن يثبت عدم أصالة النص !؟ ماذا به ؟
الجملة الثانية هى ” وعليه يتم نسخها عدد اكثر من المرات أكثر من النصوص الأخرى ” وحقيقة أنا اتعجب من هذا المشكك ! ، كيف لم يضع جملة كهذه ؟ فإنه في حالتنا هذه كل المخطوطات ( إلا واحدة ) تؤيد هذه القراءة ( بك سررت ) وهكذا تم نسخها ألاف المرات على عكس القراءة الأخرى التي لا ممثل لها إلا البيزية في المخطوطات اليونانية !!
الجملة الثالثة ” قراءات النص النقدي الجديد في الامثلة الأخرى مُدعمة من عدد أقل من المخطوطات ذو قيمة مهمة ، ولكن هذه المخطوطات ( القليلة ) هى أقدم و وذات جودة أفضل كما هو مبين ” هذا الكلام في حد ذاته ينسف كل البحث الذي اراد ان يوهم به المشكك القُراء البسطاء حيث أن هذا الكلام يؤكد على أن هناك مخطوطات ذات قيمة مهمة و ايضا انها اقدم وذات جودة أفضل وهذا كله موجود ومتوفر للغاية في المخطوطات المؤيدة لقراءة ” بك سررت ” ! فكيف لم يضع لنا المشكك هذا الكلام ؟! أرأيتم مستوى الامانة العلمية لهؤلاء المدعوون زوراً بالـ ” باحثين ” ؟!!
فهل النص الصحيح يمكن ان يكون فعلاً مثبت بمخطوط واحد فقط مقابل كل المخطوطات الاخري ؟ ، لا داعي للتخمين والبحث عن الإجابة هنا او هناك ، فواقع الحال للنص النقدي عند علماء الكتاب المقدس هو ان النص الصحيح قد يعتمد علي مخطوط واحد فعلاً |
بالطبع هذا تلبيس على القاريء ، فالمشكك لم يضع لنا هذا الكلام كقاعدة ذاتية من قواعد علم النقد النصي ، وعندما رجعنا إلى مصدر استشهاده الذي لم يضعه خوفاً لكي لا ينكشف أمره كما هو الحاصل الآن وجدنا أن موريس روبينسون لا يتكلم في قوانين من الأساس بل يتكلم في حالة واحدة هي حالة ( يوحنا 9 : 4 ) ولم يقل أن هذا قانوناً ! وأيضاً هذا الإختلاف هو في كلمة واحدة ، وهى ” εως ” بدلا من ” ως ” وطبعاً تلاحظون الإختلاف وهو في الحرف الأول فقط ، ومع هذا فلا يوجد مخطوطة واحدة بل إثنان حيث قال العالم في نفس معرض كلامه ” the NA27 text is represented only by MS B and (with permutation) MS D. ” أي أن المخطوطة D تضع نفس الكلمة ولكن بترتيب مختلف فأين المخطوطة الواحدة في إثبات الكلمة من عدمه ( بغض النظر عن الترتيب ) ؟ سننتظر الجواب ، بعد كل هذا نجد العالم يقول في معرض كلامه ” and that the same MS so favored by Westcott and Hort under a quite different transmissional scenario ” فهو قال أن ويستكوت و هورت فضلوها ولم يقل أنها قاعدة ، كل هذا سأتغاضى عنه وأعود للنقطة الرئيسية ، هل يصلح أن يتم تطبيق هذه الحالة على حالتنا هذه ؟ بالطبع الزميل وضع لنا كلاماً عن القراءة النصية في ( يوحنا 9 : 4 ) ولم يضع لنا أي شيء عن ( لوقا 3 : 22 ) لانه يعرف ماذا يريد أن يلبس به على القُراء ، فإنه ما أبعد هذه الحالة عن حالتنا نحن الآن ، ففي الحالة التي يستشهد بها الزميل لا توجد مخطوطات كثيرة لهذا الجزء من النص من الاساس ولهذا فأقل مخطوطات يجب العمل بها وهذا ما هو غير موجود على الإطلاق في حالتنا ، لانه توجد آلاف المخطوطات التي تؤكد على قراءة ” بك سُررت ” على عكس الحالة التي يستشهد بها لأنها حالة لا يوجد لها مخطوطات كثيرة ، ولكني ألاحظ ان هناك شيء غريب في كلام روبنسون ، ولكني لم أتمكن من العثور عليه ، ولهذا أسأل المشكك ، ما هى القراءة التي قال عنها روبنسون أنها لم تثبت إلا في مخطوطة واحدة وأقر بها عالم ؟
وبذلك فإن في حالتنا النقدية تلك فإن علماء النقد لم يكن الأمر محسوماً عندهم علي الإطلاق من النظره الأولي نظراً لأن علم النقد حالياً قد صار مجال عمله يُبني علي قاعدتين مميزتين لا ينفصلان ذكرهما العالم لاك قائلاً: THE textual critic has two distinct tasks. He has to reconstruct the true text, and he has to explain the variations which he finds. الناقد النصّي لدية مهمّتان مُتميّزتان. هو يَجِبُ أَنْ يُعيدَ بناء النَصَّ الصحيح ، وهو يَجِبُ أَنْ يُوضّحَ الإختلافاتَ التي يَجِدها . |
بالطبع ما يقوله ، لا يُعد في ميزان العلم سوى همس النسيم فهو يحاول ربط خيوط لا علاقة لها ببعض عن طريق جمع قصاصة من هنا ومن هناك وكلمة من الشرق وكلمة من الغرب مستغل عدم علم القراء بأي شيء في هذا العلم لكي يتكلم على هواه ، فالنقطة الاولى قد تحققت بالفعل وهى صولية النص وفقاً لقواعد النقد النصي كما سنعرضها فيما بعد الإختلافات تم توضيحها ايضاً بل وأيضاً سبب الإختلافات ، بأنه نقل من المزمور الثاني فما الذي تبقى الآن !؟
ولذلك فإن بعض محرري الترجمات النقدية كان عندهم الدافع الكافي لاعتماد قراءة مخطوطة بيزا مثل |
هذه الجملة هى دليل على مدى إستغفال القاريء ، ومن عِدّة وجوه ، فمثلاً ، هو يستشهد بالويكيبيديا ولم يعطينا الرابط الخاص بهذا الكلام على الويكيبيديا ، وبالطبع السبب معروف وسوف تتأكدون منه الآن وتحكمون بأنفسكم ، لنذهب إلى الويكيبيديا ونرى ماذا تقول ولماذا لم يضع لنا الرابط لنبحث خلف كلامه[17] :
Sources
This version of scripture is translated “directly from the Hebrew, Greek or Aramaic”. The 1973 French translation, the Bible de Jérusalem, is followed only “where the text admits to more than one interpretation.” The introductions and notes, with some modifications, are taken from the Bible de Jérusalem.[1] The NJB’s New Testament is translated from the Novum Testamentum Graece 25th ed., with occasional parallels to Codex Bezae. Its Old Testament is drawn from the Biblia Hebraica Stuttgartensia with Septuagint, and the Apocrypha from the Septuagint with Vulgate influence.
هل عرفتم السبب الآن ؟ ، هل لاحظتم ” Codex Bezae ” ، الكلام مفاده في الجزء الملون بالأزق ان هذه النسخة مترجمة من ” Novum Testamentum Graece ” مع بعض التشابهات ( الموازاة ) العارضة مع مخطوطة بيزا ، ففي نسخة ” Novum Testamentum Graece ” جاء النص ” καὶ καταβῆναι τὸ πνεῦμα τὸ ἅγιον σωματικῷ εἴδει ❐ὡς περιστερὰν ❑ἐπʼ αὐτόν, καὶ φωνὴν ἐξ οὐρανοῦ γενέσθαι· ✕σὺ εἶ ὁ υἱός μου ὁ ἀγαπητός, ἐν σοὶ εὐδόκησα✖.[18] ” أي انها تقر القراءة ” بك سُررت ” والغريب أن الكلام في الويكيبيديا يقول انها توازي بعض العبارات مع مخطوطة بيزا ! وهى المخطوطة اليونانية التي جاءت فيها هذه القراءة ! فما الداعي للإستغراب !! ، هذه أول نقطة ، أما الثانية فهو عبارة عن سؤال ” وهو : من الذي قال لك أن هذه النسخة هى نسخة نقدية ؟ وارجو التركيز في السؤال حرفياً ، واما النقطة الثالثة ، فهو يريد ان يمرر فكرة مغلوطة ان النسخ النقدية تُقر هذه القراءة وهذا خاطيء فكما رأينا في صـ 5 النسخ النقدية والتراجم ، فكيف يقول هذا المشكك هذا الكلام مستغل عدم علم القاريء البسيط بهذا الكلام ليُمرر له معلومات مغلوطة ؟! عجبي !
بعد ذلك ، دخل المشكك في ما لا يعنيه ولا يعرف فيه أي شيء وهو علم الآباء ، الباترولوجي ، وأعتقد انه يقصد ما فعله بالفعل ، حيث انه فعل أشياء عجيبة للغاية !! سوف اريكم اياها لتروا مدى صدق وأمانة هؤلاء الـ ” باحث ” ـين !
الخطوة الثانية :تحليل كتابات الآباء لهذا العدد يبين لنا الآتي: |
1- يوستينيوس الشهيد من القرن الثاني فى الحوار مع تريفون فصل 88 (12) |
لاحظوا إستخدام كلمات مثل ” لهذا العدد ” و أيضاً ” بالعدد ” مما يوضح أن ما سينقله لنا هو استشهاد بالنص الموجود في لوقا تحديداً لان الخلاف كله على ( لوقا 3 : 22 ) فهل لا يعتبر خطلاً إن إستشهد في شبهة نصية بإقتباس أب لنص آخر في الكتاب المقدس ؟ لكم التعليق ! ولكن قبل أن أبدا في عرض كلامه وتفنيده يجب ذِكر كل الشواهد في الكتاب المقدس التي وردت فيها الآية ، سواء في شكلها المعمداني ” بك سُررت ” أو في شكلها النبوي ” أنا اليوم ولدتك ” ، الآية ذُكرت بشكلها المعمداني في كل من ( مت 3 : 17 ) و ( مرقس 1 : 11 ) و ( 2 بطرس 1 : 16 ) وبالطبع نص القديس لوقا ! ، وأما عن قراءة ” انا اليوم ولدتك ” فقد وردت في آيات آخرى تماماً وهى ، ( مزمور 2 : 7 ) و ( أعمال 13 : 33 ) و ( عبرانين 1 : 5 ) و ( عبرانيين 5 : 5 ) وعليه ، فطالما نحن نبحث في إثبات قراءة محددة في نص محدد وهو نص القديس لوقا فلا يصح أن نأخذ إقتباس قديس بـ ” بك سررت ” من إنجيل متى أو مرقس أو رسالة بطرس الثانية ، وهذا مع القراءة الأخرى ، وعليه فسنذهب لنعرف ماذا قال المشكك .. المدعو باحثا !
حقيقي أنا أتعجب وكُلّي أسف على هذا المستوى الذي وصل إليه هؤلاء ! ، هل هذا الكلام يدل من قريب أو من بعديد على نص القديس لوقا ؟ عجبي ! ، ألم ير المشكك قوله ” على لسان داود ” و ايضاً ” أعلن ما ســيقال ” هل هو هنا يتكلم عن نص ( لوقا 3 : 22 ) ام على نص المزمور الخاص بداؤد النبي ( مزمور 2 : 7 ) ؟ بالطبع يتحدث عن نص المزمور ، فما علاقة هذا الكلام بنصنا الحالي من الأساس !، ولنضع النص الإنجليزي للكلام :
but then the Holy Ghost, and for man’s sake, as I formerly stated, lighted on Him in the form of a dove, and there came at the same instant from the heavens a voice, which was uttered also by David when he spoke, personating Christ, what the Father would say to Him: ‘Thou art My Son: this day have I begotten Thee; ’353 [the Father] saying that His generation would take place for men, at the time when they would become acquainted with Him: ‘Thou art My Son; this day have I begotten thee.’ ”354[19]
الغريب في الأمر أن التعليق نفسه من العالم جيمس دونالدسون أقر أنه من المزمور الثاني والآية السابعة ! فكيف يستشهد المشكك بنص في المزامير ونحن نتحدث عن نص في انجيل لوقا للتدليل على شبهة نصية في إنجيل لوقا !؟ أرأيتم مدى امانته !؟
وايضا فى فصل 103(13) يقول: |
نعود في البداية للنص الإنجليزي الذي بتره صديقنا وكانه وُجد بهذا الشكل !! ، حتى البتر لا يجيده ! :
For “sata” in the Jewish and Syrian tongue means apostate; and “nas” is the word from which he is called by interpretation the serpent, i.e., according to the interpretation of the Hebrew term, from both of which there arises the single word Satanas. For this devil, when [Jesus] went up from the river Jordan, at the time when the voice spake to Him, ‘Thou art my Son: this day have I begotten Thee, ’397 is recorded in the memoirs of the apostles to have come to Him and tempted Him, even so far as to say to Him, ‘Worship me; ’and Christ answered him, ‘Get thee behind me, Satan: thou shalt worship the Lord thy God, and Him only shalt thou serve.’398 [20]
كليمنت السكندري من القرن الثالث فى كتابه المربي The Instructor. [Paedagogus.] (Cont.) |
كما ترون ، القديس يوستينوس لم يقل أبداً أن هذا النص من لوقا ! ، وقال العلماء هنا أن هذا النص يقتبسه القديس يوستينوس من مصدرين بدمج كلاهما وهما نص المزمور السالف ذكره ونص القديس متى 3 : 17 ، وربما يسأل البعض ويقول ، كيف عرف العلماء أن هذا النص من متى تحديداً والإجابة بسيطة للغاية ، وهى أن هذا النص في متى بل أنه النص الأخير المذكور في الأصحاح الثالث ، وفي بداية الأصحاح الرابع بل في أول نص فيه كانت قصة تجربة الشيطان للمسيح على الجبل وقد قام بذكرهما القديس يوستينوس بهذا الترتيب في كلامه هذا ، ومن هنا علم العلماء انه يتكلم عن بشارة متى ، التي دمجها مع نبوة المزمور حيث انه لا شبهة نصية في نص القديس متى ، ولكن بعدياً عن كل هذا ، من أين خرج علينا هذا المشكك ان القديس يوسيتنوس يتكلم عن نص إنجيل لوقا ؟!! سننتظر الإجابة !
مازال المشكك لا يعرف ما هو الموضوع ! فنجد ان كل ما يهمه هو جمع قول لأي أب يقول فيه جملة ” أنا اليوم ولدتك ” ونسى ان الخلاف ليس عن ” أنا اليوم ولدتك ” بل عن إثبات أن القديس مارلوقا البشير قد كتب ” انا اليوم ولدتك ” في بشارته ، فأين هذا الدليل الذي يقول انه كتب هذا في هذا الكلام !!؟
3- من الاباء اليونانيين فى القرن الثالث ميثوديوس Methodius اقتبس النص على صيغة انت ابنى الحبيب انا اليوم ولدتك (Symposium. 9) |
مازال المشكك يعاني من حالة عصيبة للغاية حيث أنه نسى الهدف من الموضوع أو انه مازال يتذكرهُ ولكنه يخفيه على القاريء البسيط وفي كلتا الحالتين ، سنقوم – كالعادة – بكشفه أمام الكل لكي يعرف الجميع حقيقة من يقرأون لهم بدون التنقيب خلف مراجعهم و كلامهم ويعتبرونهم ذو علم ( ولو قليل ) ، لنراجع النص الإنجليزي الذي لم يضعه المشكك لأنه يعرف أن كلامه كذب :
Now, in perfect agreement and correspondence with what has been said, seems to be this which was spoken by the Father from above to Christ when He came to be baptized in the water of the Jordan, “Thou art my son: this day have I begotten thee; ”28 [21]
وكالعادة نسأل ، أين هو التلميح على الأقل للقديس لوقا في كل هذا النص ؟ هذا أولا ، وأما عن ثانيا : فهل لاحظ المشكك أن العالم روبرت دونالدسون قال أن هذا النص هو إقتباس من المزمور الثاني ولم يقل أن له علاقة بنص لوقا على الإطلاق ، فمن أين أتى المشكك بأنه له علاقة بنص لوقا محل البحث ؟ هذا لم يكن يعلم ، أما لو يعلم ويضع كل ما يأتي أمامه فقط بدون تثبت فهذه طامة أكبر حيث أنه يتعمد التضليل للقاريء ! ولو كان أكمل الكلام سيعرف أن القديس يتكلم عن تطبيق النبوة الخاصة بالمزمور على المسيح في هذا الكلام وبعدها قد رد على شبهات كثيرة في هذا الجزء سوف نأتي لها مع بارت ايرمان الذي بنى المشكك موضوعه عليه من الألف للياء حتى أنه قد وضع ما يقرب من نصف البحث كاملاً من تعليق هذا الشخص ( بارت ايرمان ) على النص ، ولم يناقش أو يفكر في ما قاله إيرمان ، وكعادة كلام إيرمان فهو كلام عجيب وفي بعض الأحيان كلام مضحك وفي بعضها بلا فهم ، كما سنرى بعد قليل ، فهل يتعب هؤلاء في البحث لكي يوصلوا معلومة صحيحة لقراءهم بدلاً من زيادة بحر عدم العلم بحراً ؟
من المدافعين الفلاسفة لاكتانيوس |
لنرى ماذا كتب لاكتانتيوس :
Having spoken of the second nativity, in which, He showed Himself in the flesh to men, let us come to those wonderful works, on account of which, though they were signs of heavenly power, the Jews esteemed Him a magician. When He first began to reach maturity163 He was baptized by the prophet John in the river Jordan, that He might wash164 away in the spiritual layer not His own sins, for it is evident that He had none, but those of the flesh,165 which He bare; that as He saved the Jews by undergoing circumcision, so He might save the Gentiles also by baptism—that is, by the pouring forth166 of the purifying dew. Then a voice from heaven was heard: “Thou art my Son, to-day have I begotten Thee.”167 Which voice is found to have been foretold by David.[22]
هذه أستطيع ان اقول عليها ، انه إستخفاف بعقل القاريء ، حيث ان النص يقول بكل وضوح وصراحة ” Which voice is found to have been foretold by David ” وهذه الجملة هى الجملة المباشرة للإقتباس الذي يقتبسه هذا المشكك ! فتخيلوا كم التضليل الذي يمارسه هذا الشخص ! ، وكالعادة ، النص لم يقل أن هذا من انجيل لوقا وكالعادة نفس العالم يؤكد في الهامش أن هذا النص مقارنة بانجيل متى و المزمور الثاني ! فهى محاولة تفسير العهد القديم بالجديد وربط النبوة بتحقيقها زمنياً.
من الاباء اللاتين هيلاري Hilary |
كالعادة نذهب إلى أصل الكلام ونرى ماذا كان به ونرى ماذا قال عليه العلماء :
Now I think that it ought to be clearly understood that God the Father is denoted by the Spirit of God, because our Lord Jesus Christ declared that the Spirit of the Lord was upon Him since He anoints Him and sends Him to preach the Gospel. For in Him is made manifest the excellence of the Father’s nature, disclosing that the Son partakes of His nature even when born in the flesh through the mystery of this spiritual unction, since after the birth ratified in. His baptism this intimation of His inherent Sonship was heard as a voice bore witness from Heaven:—Thou art My Son; this day have begotten Thee34.[23]
نعود فنكرر ، أولا ، لم يذكر انه يقتبسه من أحد الاناجيل فضلا على أن يقول أنه يقتبسه من القديس لوقا ، وبالطبع نفس العالم كالعادة قال أنه دمج بين مزمور 8 ( خطأ ، ويقصد 7 وليس 8 ) وبين إنجيل متى ، وأيضاً النص المقتبس يقول ” انت ابني ، أنا اليوم ولدتك ” وهذا هو نص المزمور حرفياً ! فمن أين اتى المشكك ان هذا النص يتكلم عن نص القديس لوقا؟!
5- اوغسطينيوس الاب اللاتينى المعروف فى القرن الخامس فى كتابه Enchiridion 49 المشهور بكتاب العظة”الايمان ,الامل ,الحب ” (16) |
أرجو التركيز في هذا الجزء أكثر مما سبق لأننا سنتعرض لأشياء ممتعة فيه بحق ،، في البداية كما تعودنا نعود إلى أصل الكلام :
Now, those who were baptized in the baptism of John, by whom Christ was Himself baptized,82 were not regenerated; but they were prepared through the ministry of His forerunner, who cried, “Prepare ye the way of the Lord,”83 for Him in whom only they could be regenerated. For His baptism is not with water only, as was that of John, but with the Holy Ghost also;84 so that whoever believes in Christ is regenerated by that Spirit, of whom Christ being generated, He did not need regeneration. Whence that announcement of the Father which was heard after His baptism, “This day have I begotten Thee,”85 referred not to that one day of time on which He was baptized, but to the one day of an unchangeable eternity, so as to show that this man was one in person with the Only-begotten.[24]
وكالعادة نسأل ، أين قال أن هذا كلام القديس لوقا ؟ أين قال أنه يقتبس نص إنجيلي أصلاً ؟ ، وكالعادة أيضا العالم هنا قال أن هذا إقتباس من المزمور الثاني ، بل والأكثر من ذلك أن العالم فيليب سكاف وهو عالم متخصص في الباترولوجي قال أن القديس أغسطينوس عندما نسب النص هذا إلى صوت الآب من السماء فقد أخطأ ، حيث قال العالم ” It is by a mistake that Augustin quotes these words as pronounced at our Lord’s baptism. ” ، وقد رأى المشكك هذا الكلام كله وكان عليه أن لا يقحم نفسه فيما لا يعرفه ولكنه أراد ان يناطح السحاب وعندما أراد هذا وشرع في المناطحة فقد وجد أن تخطييء فيليب سكاف في كلامه هذا ، مستحيل ، فماذا يفعل لكي يعبر هذه المحنة ؟ ، لجأ إلى الحل الأمثل وهو التدليس ، فماذا فعل ؟ ، شاهدوا ماذا قال :
لاحظ هنا المترجم يخطأ اوغسطينيوس فى هذا الاقتباس فيقول معلقا فى الهامش: |
قبل أن نستعرض هذه الأخطاء الذي وقع فيها ، علينا ان نراجع الجزء الذي يشير إليه المشكك في كلام القديس أغسطينوس كاملاً :
Thereafter Matthew proceeds thus: “And Jesus, when He was baptized, went up straightway out of the water; and, lo, the heavens were opened unto Him, and He saw the Spirit of God descending like a dove, and lighting upon Him; and, lo, a voice from heaven saying, This is my beloved Son, in whom I am well pleased.” This incident is also recorded in a similar manner by two of the others, namely Mark and Luke. But at the same time, while preserving the sense intact, they use different modes of expression in reproducing the terms of the voice which came from heaven. For although Matthew tells us that the words were, “This is my beloved Son,” while the other two put them in this form, “Thou art my beloved Son,” these different methods of speech serve but to convey the same sense, according to the principle which has been discussed above. For the heavenly voice gave utterance only to one of these sentences; but by the form of words thus adopted, namely, “This is my beloved Son,” it was the evangelist’s intention to show that the saying was meant to intimate specially to the hearers there [and not to Jesus] the fact that He was the Son of God. With this view, he chose to give the sentence, “Thou art my beloved Son,” this turn, “This is my beloved Son,” as if it were addressed directly to the people. For it was not meant to intimate to Christ a fact which He knew already; but the object was to let the people who were present hear it, for whose sakes indeed the voice itself was given. But furthermore now, with regard to the circumstance that the first of them puts the saying thus, “In whom I am well pleased,”145 the second thus,” In Thee I am well pleased;”146 and the third thus,” In Thee it has pleased me;”147 —if you ask which of these different modes represents what was actually expressed by the voice, you may fix on whichever you will, provided only that you understand that those of the writers who have not reproduced the self-same form of speech have still reproduced the identical sense intended to he conveyed. And these variations in the modes of expression are also useful in this way, that they make it possible for us to reach a more adequate conception of the saying than might have been the case with only one form, and that they also secure it against being interpreted in a sense not consonant with the real state of the case. For as to the sentence, “In whom I am well pleased,”148 if any one thinks of taking it as if it meant that God is pleased with Himself in the Son, he is taught a lesson of prudence by the other turn which is given to the saying, “In Thee I am well pleased.”149 And on the other hand, if, looking at this last by itself, any one supposes the meaning to be, that in the Son the Father had favour with men, he learns something from the third form of the utterance, “In Thee it has pleased me.”150 From this it becomes sufficiently apparent, that whichever of the evangelists may have preserved for us the words as they were literally uttered by the heavenly voice, the others have varied the terms only with the object of setting forth the same sense more familiarly; so that what is thus given by all of them might be understood as if the expression were: In Thee I have set my good pleasure; that is to say, by Thee to do what is my pleasure.151 But once more, with respect to that rendering which is contained in some codices of the Gospel according to Luke, and which bears that the words heard in the heavenly voice were those that are written in the Psalm, “Thou art my Son, this day have I begotten Thee;”152 although it is said not to be found in the more ancient Greek codices, yet if it can be established by any copies worthy of credit, what results but that we suppose both voices to have been heard from heaven, in one or other verbal order?[25]
بعد ان عرضنا كلام القديس كاملاً نبدأ في شرح التداليس ، و أرجو التركيز في الجُمَل الملونة بأي لون غير الأسود.
في الإقتباس قبل السابق للقديس أغسطينوس أوضح العالم سكاف انه ( أي القيدس أغسطينوس ) هنا قد أخطأ في نسب الكلمات ” انا اليوم ولدتك ” لصوت المعمودية السماوي فإعترض المشكك على كلامه ! ، بل واشار إلى ما يعده دليلاً أنه القديس أغسطينوس أشار إلى هذا النص في إنجيل لوقا ، والحقيقة التي أتعجب منها ان هذا الإقتباس يناقض كلامه بشكل حرفي بل ويدمر الشبهة كلها سواء أكانت منه ام من بارت إيرمان حيث أن في الإقتباس قبل السابق لم يقل القديس اغسطينوس ان هذه الكلمات هى كلمات لوقا ولكن في الإقتباس السابق عندما تكلم عن ” انا اليوم ولدتك ” لم ينسبها إلى القديس لوقا بل قال ضمنيا أن المخطوطات التي وردت فيها هذه القراءة ” أنا اليوم ولدتك ” لا يمكن الوثوق فيها حيث قال مفترضاً ” yet if it can be established by any copies worthy of credit ” إذن عندما تكلم عن هذه القراءة تكلم عنها بإعتبار انها موجودة في مخطوطات غير موثوق بها على عكس القراءات التي إستشهد بها قبلاً في نفس الفقرة والتي سنأتي لها الآن ، ومن هنا يتأكد لنا أنه حين ذكر المرة الأولى هذه القراءة ونسبها لصوت المعمودية السماوي قد أخطأ بالفعل كما قال العالم فيليب سكاف بالرغم من أن القراءة هناك لم يقل فيها هو انها تتبع لإنجيل لوقا من قريب او من بعيد وهذا هو محل البحث ، ولكنه هنا عندما لم يخطيء أشار إلى أنها موجودة في بعض المخطوطات وقال بعدها ان هذه القراءة غير موجودة في مخطوطات أكثر وهو ما يدل على قِلّة انتشار هذه القراءة في حياته ( تنيح 430 ميلادياً ) وقبلها بالطبع وهو الوضع الموجود الآن ، فكيف يعترض هذا المشكك على كلام العالم فيليب سكاف وهو بهذا المستوى ؟ بل كيف يضع دليلاً على خطأ كلامه وكانه يؤيده ؟! هذا مقدماً !
النقطة الأخرى هى ان القديس نفسه يرد بكل قوة على هذه الشبهة ! ، تعالوا لنرى كيف أثبت القديس أغسطينوس وجود القراءة ” بك سررت ” في كل من إنجيل متى ومرقس ولوقا ، قال في البداية :
Thereafter Matthew proceeds thus: “And Jesus, when He was baptized, went up straightway out of the water; and, lo, the heavens were opened unto Him, and He saw the Spirit of God descending like a dove, and lighting upon Him; and, lo, a voice from heaven saying, This is my beloved Son, in whom I am well pleased.” This incident is also recorded in a similar manner by two of the others, namely Mark and Luke.
وقال في المنتصف :
the first of them puts the saying thus, “In whom I am well pleased,”145 the second thus,” In Thee I am well pleased;”146 and the third thus,” In Thee it has pleased me;”
وقال في النهاية :
For as to the sentence, “In whom I am well pleased,”148 if any one thinks of taking it as if it meant that God is pleased with Himself in the Son, he is taught a lesson of prudence by the other turn which is given to the saying, “In Thee I am well pleased.”149 And on the other hand, if, looking at this last by itself, any one supposes the meaning to be, that in the Son the Father had favour with men, he learns something from the third form of the utterance, “In Thee it has pleased me.”
والكلام واضح وصريح وسهل وبسيط لمن يقرأ ! فالقديس هنا يعرف القراءتين ويعرف أن الثابتة هى القراءة ” بك سررت ” والشاذة هى ” أنا اليوم ولدتك ” بخصوص نص إنجيل لوقا ، فكيف يعترض هذا المشكك على كلام العالم فيليب سكاف عندما خَطّأ استشهاد القديس هنا ؟ عجبي ! ، الأغرب من هذا أن القديس هنا يرد على شبهة أخرى وهى شبهة تناقضية بمعنى ان بها زعم ان هناك تناقض بين الروايات الثلاثة ولم يدخل الإختلاف النصي في هذا التفسير على الإطلاق بل رفضه بكل قوة !
والنقطة الأخيرة هى تدليس صريح ، فالمشكك يقول على القديس أغسطينوس ” ثم بعد ذلك يقدم حلا لو ان قراءة انا اليوم ولدتك اثبتت عنده بمخطوطات قديمة فيقول:اذن هناك قرائتان قيلا فى نفس لحظة العماد ! ” وهذا لم يقله على الأطلاق القديس أغسطينوس بل العكس تماماً هو ما قيل حيث قال :
what results but that we suppose both voices to have been heard from heaven, in one or other verbal order?
فهو نسب القولين إلى الترتيب بينهم أي أن يكون الآب قال هذه وبعدها قال تلك ، ومن المفترض ان المعترض له علم بالإنجليزية بحُكم تعليمه !
6- اوريجانوس مدير مدرسة اللاهوت بالاسكندرية(17) فى القرن الثالث فى تعليقاته على انجيل يوحنا
|
صراحة ، هذا ضحك على عقل القاريء البسيط بكل صراحة ، وكالعادة وكما تعودنا ومللنا ، سنعرض ما قاله العلامة أوريجانوس :
None of these testimonies, however, sets forth distinctly the Saviour’s exalted birth; but when the words are addressed to Him, “Thou art My Son, this day have I begotten Thee,”147 this is spoken to Him by God, with whom all time is to-day, for there is no evening with God, as I consider, and there is no morning, nothing but time that stretches out, along with His unbeginning and unseen life. The day is to-day with Him in which the Son was begotten, and thus the beginning of His birth is not found, as neither is the day of it.[26]
7 –انجيل الابيونيين كما نقل ذلك ابيفانيوس يقرا “انت ابنى الحبيب انا اليوم ولدتك” |
عجبي ! هذا هو التعبير المناسب للإستشهاد بهذا النص في موضعنا ! ، فلا يوجد أي مجرد تلميح إلى القديس لوقا ولا يوجد أي مجرد تلميح للعماد من الأساس ، لا أعرف ماذا يحدث لهذا المشكك ! ما علاقة هذا الكلام بالنص محل البحث !؟ لماذا لا يكون هذا أي نص من المذكورين في الأماكن الأخرى مثل المزامير أو سفر الأعمال أو رسالة العبرانيين ؟! عجبي ! هل نسى المشكك ان النص ثابت في الكتاب المقدس ككل بصورتيه ولكن البحث هنا عن اثبات قراءة محددة ( بك سررت ) في مكان محدد ( لوقا 3 :22 ) ؟!
وما علاقة أن المسمى بـ ” إنجيل الأبيونيين ” به نص ” أنا اليوم ولدتك ” أم لا بالموضوع هذا ؟ هل وجود نص في مكان يعني وجوده في مكان آخر ؟ ما علاقة وجود النص في إنجيل الأبيونيين بالنص محل البحث في بشارة القديس لوقا 3 : 22 ؟ فليثبت في إنجيل الأبيونيين أو لا يثبت ، فإين إثباته في بشارة معلمنا لوقا 3 : 22 ؟!
وبهذا ننتهي من ما عرضه المشكك من شهادات أبائية ..
ملحوظة : انا هنا لا اقصد أن أنفي استشهاد الآباء بنص ” أنا اليوم ولدتك ” ، ولكني أقول أنه لا دليل على أن الآباء في هذه الشهادات يتكلمون عن النص محل البحث ( لوقا 3 : 22 ) حيث انهم لم يذكروا هذا كما رأينا ولا حتى أشاروا له ، فبفرض الجدل أنهم إستشهدوا به ، هذا لا يثبته ( من الجانب النصي ) في نص إنجيل لوقا بسبب أنه لا دليل أنهم يستشهدون بما في إنجيل لوقا وبسبب أن علم النقد النصي يتبع ترتيب معين وهو ، المخطوطات اليونانية أولاً ثم تأتي التراجم القديمة ، ثم شهادات الآباء ، هذا من جهة الادلة الخارجية ومن هنا لا شك في أصولية قراءة ” بك سُررت ” ، وأما عن جهة الأدلة الداخلية فقد تكلمنا في هذا الجزء قبلاً و أثبتنا خطأ التفكير في أي جانب للتغير المتعمد، كل هذا يؤكد أصولية القراءة ” بك سررت ” ولكن بفرض الجدل مرّة أخرى سنقول حتى وإن كانت قراءة ” انا اليوم ولدتك ” هى القراءة الأصلية ( وهذا غير صحيح ) فالتغير تم بغرض الموازاه بين نصوص الأناجيل ونص إنجيل لوقا وليس لسبب لاهوتي أو عقيدي أو ما شابه أي أن سبب التغير سبب غير متعمد. ولكن كما قلت أن هذه فرضية خاطئة في أحسن الأحوال.
قلت:بروس متزجر اكد على انتشار القراءة فى القرون الثلاثة الاولي ! |
بعد هذا يمُتعنا المشكك بسنفونية ” إستغفال ” للقاريء البسيط ، حيث يقوم بالتعليق على تعليقات العلماء النصية ، وسامحوني ، سأضطر إلى تغيير لهجة حواري قليلاً والنزول لهذا المستوى لان هناك تعليقات له تثير الشفقة ولا معنى لها فسأضطر أن ارد عليها بالتعبيرات العامية حتى تشعرون بما أشعر أنا به الآن !
بالطبع القراءة منتشرة في القرون الأولى وحتى الأن ! لانها مذكورة في اماكن أخرى كثيرة مثل المزامير وسفر الأعمال ورسالة العبرانيين فكيف تكون غير منتشرة !؟ ، واما عن قولك بانه لم يخبرك بسبب الإنتشار فهو واضح وجلي ، وهو انه يفترض ان كلامه سيقرأه المسيحيون فقط ولست أنت ، فكل ذي عقل سيعرف ان ميتزجر هنا تكلم عن القراءة ولم يذكر انها القراءة في لوقا برغم أنه يعلق على هذه الآية التي في لوقا ، إلا ان تعليقه لم يتكلم عن انتشار قراءة لوقا بل عن انتشار القراءة نفسها وهذا سببه معروف ولا يحتاج هو أن يذكره حيث ان الكل يعلم انها ثابتة في أماكن أخرى في الكتاب المقدس فلماذا يخبرك بالواضح والجلي !؟
ولماذا لا نقول ان هذه القراءة هى الاصل وغيرت لاعتبارات لاهوتية؟ |
ولكن هل ثمة اعتبارات لاهوتية فى هذه القراءة قد تؤدي بالبعض الى بذل الجهد فى تغييرها؟! |
ياااه ، دا انت محتاج تقرأ الموضوع مرة تاني ! ، بعد كل ده ومش عارف ليه مايبقاش أصلي !؟ وما هى الإعتبارات اللاهوتية !؟ كل الطرق تؤدي إلى روما ، فمن ناحية الأدلة الخارجية الامر أكثر من محسوم ومن ناحية الادلة الداخلية الأمر مضحك إن تحدث فيه أحد!
من قال أن قراءة ” أنا اليوم ولدتك ” تعني أن المسيح مولود في حيز الزمن ؟ القراءة ثابتة في أكثر من مكان في الكتاب المقدس مثل المزامير وأعمال الرسل ورسالة العبرانيين ولا يعطي هذا المفهوم الغريب على الإطلاق إلا لذوي نفس العقول بالطبع ! ،هذا المفهوم بإختصار يقول بأن الرب يسوع المسيح لم يكن إبن الله قبل لحظة العماد ، أي أن الله ( الآب ) عندما قال في لحظة العماد ” انا اليوم ولدتك ” ( بفرض قراءة ” أنا اليوم ولدتك ” ) فهو بذلك قد تبنى الرب يسوع المسيح في هذا اليوم فقط ولم يكن المسيح إبناً لله قبل هذا الوقت بل أنه منذ هذا الوقت فقط وليس قبله أصبح فجأة ” إبن الله ” ! ، بالطبع أنا اعرف مدى ما تشعرون به من إشمئزاز من هذه الأفكار الساذجة ، ولكن لنكمل في الرد على كل حال ، على حسب هذا الزعم يكون المسيح ليس إبنا لله قبل هذا الوقت أي وقت العماد ، اليس كذلك ؟! ، جيد ، فلنتأمل بشارة القديس لوقا في الأصحاح التي سبق الأصحاح الثالث ، فنجد في قصة الهيكل عندما لم يجدا أبوي يسوع ، يسوع ، فقال لهما بعد ان وجداه :
٤٩ فَقَالَ لَهُمَا:«لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟».
إذن فالمسيح يقول أنه كان في ما لأبيه ( هيكل الله ) ، إذن فهو يقول أنه أبيه ! ، وهذا كان في الأصحاح الثاني أي قبل قصة العماد كلها ، أعرفتم مدى هشاشة الإعتراض الساذج هذا ؟ ، ليس هذا فقط ، بل تعالوا لنرى بشارة متى وبشارة مرقس عن الأحداث قبل العماد..
في إنجيل متى ( 2 : 15 ) جاء ” وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل:«مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني». ” ، وهذا الحدث في طفولة الرب يسوع المسيح بحسب الجسد ، ونجد هنا القديس متى يربط نبوة النبي هوشع بالطفل يسوع ويصف الآب هنا أنه يقول ليسوع ” مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني ” ويسوع زار مصر وهو طفل ، فكيف يكون يسوع وهو طفل ( بحسب الجسد بالطبع ) هو إبن الله ويأتي مشكك ويقول أن الرب يسوع المسيح لم يصبح ” إبن الله ” إلا في لحظة العماد ؟! أيكفي هذا لتعرفوا مدى سذاجة هذا التفكير ؟! ، لنأخذ مثال آخر ، وهو بعد ان ذكرنا مثال حرفي سنذكر مثال مجازي قد قاله الرب يسوع المسيح بنفسه يبين أن هذا المرسل هو منذ إرساله ” إبن الله ” فنجد في لوقا والأصحاح العشرون أن الرب يسوع المسيح يحكي مثل السيد والعبيد ” فَقَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ ابْنِي الْحَبِيبَ، لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ يَهَابُونَ! “( لوقا 20 : 13 ) ، فنجد هنا نفس التعبير اللوقاوي وهو ” إبني الحبيب ” وهنا يؤكد أن المُرسَل هو نفسه ” إبنه الحبيب ” هذا الفكر أيضاً يقول بان الرب يسوع المسيح قبل لحظة العماد كان إنساناً عادياً وفجأة في لحظة العماد صار إبن الله ، فهل هذا الكلام صحيح ؟ ، بالطبع لا ، لو ذهبنها إلى بشارة متى والأصحاح الثالث سنجد أن يوحنا المعمدان قال ” أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ12 الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ 13 حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ 14 وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ ! ” ونجد ايضاً هذا الحوار في بشارة معلمنا مرقس والأصحاح الأول أن يوحنا المعمدان قال ” يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ ” وفي بشارة القديس لوقا والأصحاح الثالث ” أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ، وَلكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ. ” وكل هذه الروايات للحدث الواحد كانت قبل معمودية يسوع أي في الفترة التي يقول فيها المُشكك أنه هنا كان إنساناً عادياً كباقي البشر ، فكيف يقول عنه يوحنا في هذه الفترة الكلمات ” أَقْوَى مِنِّي ” و ” لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ ” و ” أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ ” و ” لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ ” ؟ فما هى ميزة المسيح هنا لكي يقول يوحنا عليه هذه الكلمات وهو نبي ؟
الجدير بالذكر ان هذا العدد سواء كان فى انجيل لوقا او فى المزامير او فى سفر الاعمال او فى رسالة العبرانيين(22) كان من اهم النصوص التى كان يستند عليها القس اريوس فى صراعاته مع القائلين بلاهوت المسيح والثالوث وكان يستدل بكلمة اليوم (23) , ومما وافقه على ذلك طائفة البنويين اصحاب عقيدة التبني التى كانت تعتقد ان المسيح هو ابن الله بالتبني وليس بالطبيعة وان هذا التبني قد حدث فى لحظة العماد وصوت الله مسموعا انت ابني انا اليوم ولدتك اليوم! |
كل هذا يثبت بكل بساطة سذاجة هذا التفكير الصبياني ، فالقول بأن قراءة ” انا اليوم ولدتك ” هى إدخال المسيح في حيز الزمن هو محض إفتراء و ذروة هراء ، فالقول موجود وهو في كل المرات على المسيح وسواء كان في العماد أو في غيرهِ فالنص ثابت وهو ” انا اليوم ولدتك ” فطالما – بهذا التفكير – المسيح وفقاً لكلمة ” يوم ” يكون داخل حيز الزمن فسواء كان هذا اليوم هو قبل ميلادة الجسدي او بعده فهو ينفي ألوهيته ( بحسب زعم هؤلاء ) وهو ما لا قيمة له لنناقشة !
أشار هنا المشكك إلى مصدرين رمز لهما بـ ” 23 ” و ” 24 ” وعندما رجعنا إليهما لم نجدهما يتحدثان عن نص إنجيل لوقا 3 : 22 كالعادة ، وها هى المصادر التي أشار إليها :
علم اللاهوت النظامي , تأليف: القس جيمس أَنِس, راجعه ونقَّحه وأضاف إليه: القس منيس عبد النور ,الفصل 13 سؤال 27 ص 182
ما جاء في مزمور 2: 7 «إني أخبر من جهة قضاء الرب. قال لي: أنت ابني. أنا اليوم ولدتك». فقالوا إن المسيح دُعي ابن اللَّه يوم ولادته على الأرض. وبالتالي لم يُدع بهذا الاسم في الأزل، ولا كان بينه وبين الآب تلك العلاقة قبل ولادته. فنجيب: إن هذا المزمور من أشهر النبوات عن المسيح. وتفسيره الأصح أنه إما ترنيمة حمد لأن داود انتصر على أعدائه، فتكون الإشارة فيه إلى المسيح رمزية. وإما أن يكون ترنيمة حمد المسيح رأساً، بسبب مجده ونصرته واتساع ملكه، وهو الأرجح، لأن هذا هو منطوق العهد الجديد الذي اقتبس فيه إشارة إلى المسيح (أع 4: 24-27 و13: 32، 33 وعب 1: 25 و5:5 ورؤ 2: 27 و12: 5). ويقوي ذلك الوعد بإعطائه أقاصي الأرض ملكاً له، والمكافأة للمتكلين عليه والعقاب للذين يرفضونه. أما قول الهراطقة إن عبارة «أنا اليوم ولدتك» دليلٌ على أن المسيح لم يكن ابن اللَّه إلا بناءً على ولادته البشرية فظاهر الخطأ، لأن الإشارة في المزمور لا تتعلق بولادة المسيح الزمنية، بل إلى ما يتعلق بولادته الأزلية، أي أن الغاية منه الإنباء «بقضاء الرب» الذي هو منذ الأزل، وإنما يظهر في الزمان. وقول اللَّه: «أنا اليوم ولدتك» حقيقة أزلية أعلنها اللَّه للبشر حين أقام المسيح أمام عيونهم في الجسد فادياً، لأن الرسول بولس لم يرد بقوله «إذ أقام يسوع» (أع 13: 33) إقامته من الموت، بل إظهاره متجسداً أمام الناس لينجز الموعد الذي كان للآباء، وأُكمل لنا نحن أولادهم كما قال الرسول. أما القيامة من الموت فأوضحها الرسول في آيتي 34، 35 من نفس الأصحاح، باقتباسه من مزمور 16. فبنوَّة المسيح للَّه لا تتوقف على التجسد أو المعمودية أو التجلي أو القيامة، لأنه كائن ابن اللَّه منذ الأزل، ولكنها أُعلنت بواسطة تلك الحوادث الزمنية حسب قول الرسول: «الذي هو صورة اللَّه غير المنظور، بكر كل خليقة» (كو 1: 15) أي أنه كان قبل الخلق. وقوله: «الذي صار من نسل داود من جهة الجسد وتعيَّن ابن اللَّه بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات» (رو 1: 3، 4). فكلمة «تعيَّن» تعني «أُعلن» وتم ذلك الإعلان بتجسده (عب 1: 5، 6) وبمعموديته (مت 3: 17) وبتجلّيه (مت 17: 5) وبقيامته (أع 13: 34، 35 ورو 1: 4).
وهناك حقيقة أخرى، وهي أنه يُقال في الولادة الجسدية «أنا اليوم ولدتك. أنت ابني». فالولادة تتمّ أولاً، ثم يتبعها إعلان البنوة. ولكن اللَّه يقول في المزمور «أنت ابني. أنا اليوم ولدتك». فبنويَّة المسيح سابقة لميلاده، ووجوده سبق ميلاده، ولذلك نقول إنه «مولود غير مخلوق». ويقولون إنه كلمة اللَّه التي أُلقيت إلى العذراء. فالكلمة موجود من قبل أن يُحبَل به!
الدكتور القس حنا جرجس الخضري, تاريخ الفكر المسيحي,الجزء الاول ,ص491- 494
فما علاقة كل هذا بنص إنجيل لوقا ؟ أين استشهد هنا بنص إنجيل لوقا بصورته التي تريدها ؟ ومن جانب آخر ، طالما نفس الفكرة قالوها بالإستناد إلى نصوص أخري في الكتاب المقدس ، فما الداعي إذن لكي يغيروا النص في إنجيل لوقا !؟ أليسوا هُم يعترضون بالفعل ومعهم الأدلة ؟! ما الداعي لكل هذا التعب ؟!
وهذا قد يجاوب به على من يقول ان النص موجود فى اعمال الرسل وفى رسالة العبرانيين فلما لم يتغير ايضا؟! |
وهنا عدة مغالطات و ” إستغفالات ” للقراء بكل بجاحة ، ولكي لا يضيع أي منها سنعلق عليها في صورة نقاط ..
أولاً : يقول أن النص مرتبط عندهم بلحظة العماد ولهذا لم يغيروا إلا في لوقا فقط ! ، وهذا خطل ! ، إذ أنه لم يثبت من الأساس أنه هناك تغيير ! وبفرض الجدل أن هناك تغيير فهذا التغيير في مخطوطة يونانية واحدة وبعض التراجم اليونانية القديمة وبعض شهادات الآباء التي لا علاقة بها بالموضوع كما بينّا ووفقاً لكل هذا فلا تثبت القراءة أبداً وبفرض الجدل مرة أخرى لم يثبت أن هذا التغيير ( جدلاً ) تم عن عمد ، وبفرض الجدل أيضاً وأيضاً فالبنويين لا يرتبط الفكر بحدث العماد فقط بل بالقيامة أيضاً ويستشهدون برسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومية ( 1 : 4 ) ” وتعيّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الاموات. يسوع المسيح ربنا ” فلماذا لم يغير المسيحيون ايضاً هذا النص ؟ ، وبفرض الجدل أيضاً لماذا لم يحذف المسيحيون النص كاملاً من لوقا بدلا من تعديله ، طالما أنهم سيعدلونه لا محالة ؟ لماذا لم يكتفوا بنصي متى ومرقس ؟ ، ثم أنها فكرة ساذجة للغاية ، حيث أن نفس النص ( بك سررت ) موجود في أنجيلي متى ومرقس فلماذا لم يعدلوهم أيضاً ( أقصد البنويين ) طالما أنهم يغيرون ليثبتوا شيء ما !؟
ثانياً : يسأل المشكك ويقول أن هناك من يتسائل لماذا لم يحرف المحرفون نص أعمال الرسل والعبرانيين ! ، ونسى المشكك ان النص موجود أيضاً وفي لحظة العماد أيضاً في إنجيلي متى ومرقس ، هه واحدة ، وأما الثانية فهى أنه يقول أن التحريف تم في الذي يعتمدوه فقط !! ، ومن قال أصلاً أنهم يعتمدون إنجيل لوقا ؟!! أين قَدّم المشكك الدليل أنهم يعتمدون إنجيل لوقا فقط ؟ بشرط أن يكون لوقا فقط !
ثالثاً : بكل بجاحة و إستخفاف وإستظراف يقول ” وان قيل فهل هم يعتمدوا انجيل لوقا أصلاً ؟ نقول ان لم يكونوا يعتمدوه فروايتهم الموازية الموجودة في إنجيلهم توافق الرواية الموجودة في اصل انجيل لوقا,لذلك تم التغيير فى رواية انجيل لوقا فقط ولم يتم في الأماكن الأخرى ” ، هل في حياتكم رأيتم سؤال بـ ” هل ” يكون الرد عليه ” إن لم يكونوا ” فهذا نفسه إفتراض فكيف يكون رداً على سؤال بـ ” هل ” ، هذه واحدة ، أما الثانية فهى أنه يقول ” الرواية التي في إنجيلهم ” وهذا خطل ! ، فالرواية التي في إنجيلهم ما علاقتها أصلا بنا ! ، انا مولكا مثلا سأكتب كتاباً وأضع فيه ما أريد وقد اقتبس من الكتاب المقدس بعض الأشياء ، وأشياء أخرى أكتبها من عندي ، فهل ما اكتبه من عندي له علاقة بما هو مكتوب في الكتاب المقدس ! ما علاقتنا بما موجود في إنجيلهم !؟ فليكن عندهم ما يكون ، ما علاقتنا به !؟ ، هذه الثانية ، أما الثالثة ، فهى أنه يقول ” توافق الرواية الموجودة في اصل انجيل لوقا “و هذا إستغفال للقاريء ! فمتى أثبت هذا المشكك أصلاً أن هذه القراءة ” أنا اليوم ولدتك ” هى القراءة الأصلية في إنجيل لوقا كي يستشهد بها في موافقة إنجيل الأبيونيين !؟ ، هل رأيتم المستوى الفكري لهؤلاء المدعوون زوراً ” باحث ” ـين ؟!
وأيضا لا يلزم ان يحدث التغيير والتحريف فى مكان فيتم التحريف والتغيير فى الموضع الموازي له فى الاناجيل والاسفار الاخري |
المشكلة أن لم يتم إلا في مخطوطة واحدة لإنجيل واحد باللغة اليونانية ! فكأنه لم يتم !
فعلى سبيل المثال العلماء يقروا بحذف النساخ لكلمة “ولا الابن” فى انجيل متي 24/36 الذى يدل على عدم علم المسيح ليوم الساعة ,مع انها لم تحذف من النص الموازي له فى انجيل مرقص 13:32 , |
بل على سبيل التدليس ! ، العلماء قالوا بوجود إحتمال للحذف او إحتمال للموازاة بين نص القديس مرقس ونص القديس متى وللأسف لا يوجد من يصمد في الحوار منكم إن إعتنق رأي العلماء وحاورنا به ! لان الذي إعتمد عليه العلماء في هذا الرأي الذي تقوله انت ضعيف للغاية ![27]
فانتشار الاناجيل والاسفارلم يكن على نفس المستوي ,والمحرفون ليسوا بنفس العقلية وبنفس المستوي من الاجتهاد! |
بالطبع هذه حجج واهية جداً ، بسبب العلم إن إنجيل مامرقس هو أول إنجيل تمت كتابته بحسب غالبية العلماء والأناجيل الأخرى مكتوبة على بعد صغير زمنيّاً ، فلا يوجد تحريف أو خلافه .. ولعلك تسألني ، ما هو سبب وجود قراءة ” أنا اليوم ولدتك ” في التقليد اللاتيني ؟ ، طبعاً لك الحق ان تسأل وحققك علىّ أن أُعلمك ما لا تعلمه ، ففي كتاب ” تاريخ الفكر المسيحي ” الذي إستشهدت به في صفحتين فقط وتركت الباقي وبترت الكلام ستجد جزء من الإجابة يقول لك :
وتبدأ الصورة في الوضوح شيئاً فشيئاً عندما نعرف أن مخطوطة بيزا كانت لأجل الإستعمال الليتورجي أي في الكنائس بالإضافة إلى أنها باللغتين اللاتينية واليونانية جنباً إلى جنب ، بالإضافة إلى أن هذه المخطوطة تحتوي على آلاف القراءات التي لا توجد إلا فيها وبعض هذه القراءات وصفها العلماء بالقراءات الغريبة [28].
بعد ذلك يعلق على ما قاله دانيال والاس في النت بايبل :
قلت:ولكن شهادات الاباء لهذه القراءة التى هى قديمة ترجع للقرن الثاني ومنتشرة بين الشرق والغرب تؤكد اصالة القراءة وتشهد لها . |
أولاً : أريد التنوية إلى انه يعارض هنا العلماء ، بل وأكبر العلماء فهو علّق على ميتزجر والآن يعلق على والاس ، وليته يعلق بشيء صحيح وله قيمة بل شيء خاطيء وليس له أي قيمة !
ثانياً : يحاول هنا خلط الحابل بالنابل لكي تضيع معالم التعليق النصي للعالِم ولكن ” هيهات ” ، فكما بينّا أن شهادات الآباء لم يأتِ فيها أي ذكر لهذه القراءة بنسبها إلى القديس لوقا وفي بعض الأحيان إلى العهد الجديد كاملاً ، ولا أعرف ماذا يقصد بعبارته ” الشرق والغريب ” حيث أنه لا يوجد أصلاً شهادات ! ، بالإضافة إلى أن من أساسيات النقد النصي التي يعرفها كل طفل فيه هو أن المخطوطات اليونانية لها السلطة الاولى ثم التراجم القديمة ثم أقوال الآباء ، فحتى لو ثبتت أقوال الآباء فلن يؤثر ذلك على النص نفسه لأن العامل الأول هو المخطوطات اليونانية وليس أقوال الآباء ، فمثلاً الآباء يعيشون في أزمنة ومناطق جغرافية متباينة فهل لو كان هناك أب يوناني ( يتحدث اليونانية ) له معرفة أو له ثقافة أو قد سافر إلى مكان به هذا النص عند الآباء اللاتين وعندما رجع او وهو هناك إقتبس النص ” أنا الوم ولدتك ” يكون هذا النص من الجهة الجغرافية منسوباً إلى النص اليوناني أم النص اللاتيني ؟ ومن يحدد وكيف ؟ كما أن الآباء وخاصة القدامى منهم كانوا يعيشون في ازمنة إضطهاد و صراعات لاهوتية وكريستولوجية ضخمة للغاية ووسط هراطقة من كل حدب وصوب ويواجهونهم بالتعليم الصحيح ويهزمونهم ، فهل لو إنتشرت بدعة ما و أخطأ أب من الآباء واقتبس النص الذي يقولوه وخلط بينه وبين النص الكتابي فهل يصير هذا النص نص كتابي ؟! ( هذا ما أُرشحه انه السبب في خطأ حالة القديس أغسطينوس ).
ثالثاً : أما عن كثرة المخطوطات ، فقد رددنا على هذا الجزء في صـ 10 وبينّا كيف أراد المشكك أن يخدع القاريء بهذه الكلمات الساذجة ، وأما ما أحب لفت الأنظار له هنا هو ان هذا المشكك بهذا المستوى يقول لعالم من أكبر نُقّاد النص في العالم كله جملة كهذه ” والقضية ليست فى كثرة المخطوطات ” فهل تقول جملة كهذه لدانيال والاس أيها المشكك وانت بهذا المستوى؟
رابعاً : يقول هو ” وان كان القدم عليه التعويل ” وأنا اسألك ، عن أقدم تتحدث بعدما تفحصنا الأدلة الأبائية ؟ وحتى عامل القدم لا يخدمك في هذه القضية ! لوجود الترجمة السريانية المسماه بـ خابوريوس والتي تعود نظرياً لعام 165م !
قلت :شك بروس تيري فى قراءة النص بالنهاية ابنى الحبيب الذي به سررت له دلالته لثقل الدلائل التاريخية والنصية على ذلك |
إن كان بروس تيري عندما شك في قراءة ” بك سررت ” أعطاها حرف C فكم وكم يكون مستوى قراءة ” أنا اليوم ولدتك ” التي لم يدخلها ضمن الحسبان من الأساس ؟!! عجبي على مثل هذه العقول !
قلت :هذا تصريح بان النص الاصلى غير وتم تبديله من قبل النساخ لانه هو الاصعب والاقدم والاكثر انتشارا ! |
بل هذا تدليس منك ! ففيلند فلكر لم يقل أن هذا النص كان منتشراً في الكتاب المقدس قديماً وتم تغييره ! هذا كذبك فقط ! ، لكنه قال أنه كان منتشراً وهذا لا خلاف عليه أصلاً حيث أنه كانت هناك طائفة وهم البنويين أو الأبيونيين يتخذونه مؤيداً لعقيدتهم ويستخدمونه من الكتاب المقدس لأنه بالفعل مذكور في الكتاب المقدس في أماكن أخرى كثيرة ذكرناها من قبل فكان من هنا إستشهادهم ولكن ما علاقة هذا بالموضوع هنا ؟ الحديث هنا عن نص محدد في إنجيل لوقا وليس وجود النص او عدم وجوده في الكتاب المقدس أو حتى عدم وجوده في العصور الأولى ! فهذا لا خلاف عليه ولا علاقة له بالموضوع إذ ان الحديث عن نص محدد ! فلماذا هذا التدليس ؟ وفي نفس الوقت لم يقل أنه الأكثر انتشارا فهذا هراء لان العكس هو الصحيح ولكنه يقول انه كان الأكثر إنتشاراً في العصور الأولى وهذا أثبتنا عدم صحته نصاً نصاً ثم أنه أقر بأن هذه القراءة يمكن ان تكون للموازاة بين النصوص ، وهنا المشكك قد أخفى أنه إختار قراءة ” بك سُررت ” ! وجدير بالذكر أن فيلاند فيلكر قد أشار لما وصلنا إلى في هذا البحث في الجزء الخاص بهل الآباء بالفعل قد إقتبسوا نص القديس لوقا أم نص المزامير أو أي نص آخر فقال :
Do the church fathers really quote a special Lukan reading or are they just quoting Ps 2:7?
وعاد بعدها ليسأل ويقول :
The version in the Gospel of the Ebionites is clearly a conflation, but of what? Of Mt and Lk? Or of two versions of Lk?
- إيرمان وأنا ! ، انا وإيرمان ! ، إيرمان وأنا ! ، انا وإيرمان ! ، إيرمان وأنا ! ، انا وإيرمان ! …
هذا العنوان هو الذي يعبر عن حالة بارت إيرمان بكل دقة ، فبارت إيرمان هو إنسان لديه لَذّة ومتعة في عمل من الحَبة قُبة ! ولديه خيال خصب جداً لكي يرى أن كل شيء فيه تغيير مُتعمّد بل ولغرض سيء في بعض الأحيان ، بالطبع العلماء قد ردوا كثيراً عليه ولكن اليوم أريد أن أناقش فكر هذا الرجل في هذه القضية ، تكلم إيرمان في خمسة مؤلفات له عن هذا النص وقام إيرمان بنسج خيوط من أكاذيب و ضعف فكر ومنطق أحياناً ، بل وفي بعض الأحيان تراهُ يُقِر ما يحاول أن ينفيه بكل قوة ! ولتفنيد كلام إيرمان بالإجمال سنناقشه مناقشة طويلة نوعاً ما ، وهذه المناقشة ستكون في عِدّةِ نقاط رئيسيّة :
- تناقض إنجيل لوقا مع سفر أعمال الرسل
سأشرح لكم ما سيفعله إيرمان هنا وما هو مراده بالضبط ثم أضع لكم ما قاله ثم أفنده تماماً ، إيرمان لديه قناعة تامة بأن النص الأصلي في إنجيل لوقا هو ” انا الوم ولدتك ” ، جيد ، ممتاز ، ماذا يفعل كي يثبته ؟ بالطبع سيتكلم في أدلة داخلية وادلة خارجية وإحتمالات نسخية ، هذا العنوان ” تناقض إنجيل لوقا مع سفر أعمال الرسل ” هو أحد الأدلة الداخلية التي يتكلم فيها إيرمان ويناقشها ويحاول أن يثبت بالدليل الداخلي أن القراءة الأصلية هى ” انا الوم ولدتك ” ، وهو في نفس الوقت يقول ان من غيرها من ” أنا اليوم ولدتك ” إلى ” بك سُررت ” هم المسيحييون أو المحافظون المستقيمي العقيدة لأن البنويّون كانوا يستخدمون قراءة ” أنا الوم ولدتك ” ( بإعتبار أنها الأصلية ) في إثبات صحة اعتقادهم الذي هو عبارة عن أن المسيح كان انسانا عادياً تماما وليس إلها ولا إبن لله و انه في لحظة العماد( أو القيامة ) فقط ، أكرر ، فقط ، قد تبناه الله واصبح ” إبن الله ” ومنذ هذا الوقت وهو يصنع معجزات ولديه قوة كبيرة يصنع بها ما شاء عن طريق انه اصبح إبن لله بالتبني وليس بالطبيعة ، فيقول إيرمان أن شكل النص الأصلي هو ” أنا اليوم ولدتك ” وان البنويون قد إستخدموه في تأكيد هرطقتهم ومزاعمهم ، فقام المسيحيون بتغير النص من ” أنا اليوم ولدتك ” إلى ” بك سررت ” ليقطعوا الطريق عليهم ولا يستقوون بهذا النص ضد العقيدة الصحيحة المستقيمة ، وهنا يعرض إيرمان رأي العلماء المحافظيين والذي يردون به على مثل هذه المزاعم الفارغة ويقول على لسانهم أنهم سيقولون له في هذه الحالة أن القديس لوقا قد كتب في الآيات التي سبقت الآية 3 : 22 أدلة على أن المسيح هو ” ابن الله ” قبل هذه اللحظة حيث جاء مثلاً ” فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ ” ( لوقا 1 : 35 ) ، إذن فوفقاً لرأي العلماء الذي يعرضه إيرمان أن لوقا يُقِر ويعترف ان المسيح لم يصبح إبنا لله منذ لحظة العماد ( أو القيامة ) بل انه كان ” إبن الله ” منذ الميلاد كما قال الملاك لمريم العذراء وبالتالي تسقط مزاعم إيرمان الذي يقول أن لوقا يقول ان المسيح أصبح ” إبن الله ” فقط منذ لحظة العماد ( أو القيامة ، سنعرف فيما بعد لماذا اقول القيامة ) ، لأنه لا يمكن أن يكون القديس لوقا في الأصحاح الأول يقول أن المسيح هو ” إبن الله ” ويأتي في الأصحاح الثالث ويقول أن المسيح لم يكن إبن لله إلا في لحظة العماد فقط وليس قبلها ، فيصير القديس لوقا متناقضا في كلامه إذ انه يقول ان المسيح إبن الله من الأصحاح الأول ثم يأتي ويقول أن المسيح هو منذ الأصحاح الثالث فقط ” إبن الله ” ! ، هنا لم يجد إيرمان أي إجابة ، وعجز عن التفكير ، فماذا يفعل ؟ بدل ان يحل الإشكال الذي وضعه وانتهى به إلى انه جعل القديس لوقا متناقضا ، لا ، قام بتعميم هذا التناقض ، بمعنى أنه قام بمحاولة إثبات ان القديس لوقا من عادته التناقض !! ، تخيلوا ! ،أي انه يريد أن يقول ، أن لوقا كثيراً ما يتناقض فلا عجب أن يكون متناقضاً هنا أيضاً ، يذكر في الأصحاح الأول أن المسيح ” إبن الله” ويعود ويناقض نفسه ويقول ان المسيح لم يكن ” إبن الله ” إلا في الأصحاح الثالث فقط ! ، فكيف يثبت إيرمان أن القديس لوقا متناقض دوماً؟ ، يقوم بجمع أكثر من قول للقديس لوقا في بشارته ( إنجيل لوقا ) يناقض أي قول في سفر أعمال الرسل حيث انه هو الكاتب أيضاً أو يقوم بجمع تناقض من نفس المصدر ! ، وبدأ إيرمان في وضع التناقضات بحسب ما يراه هو ، وسأضع لكم ما قاله بحسب ترجمة المشكك الأول باللغة العربية :
هذه الاحتمالات المبنية على أفعال النساخ تصبح مقنعة على نحو أبلغ عندما نتذكر كيف تتناغم القراءة التي تتضمنها مخطوطة بيزا على نحو دقيق مع الأجندا اللاهوتية الخفية التي كان يعمل لصالحها كاتب إنجيل لوقا نفسه، على الرغم من أن هذه الأجندا ربما لم يشاركه إياها النساخ المتأخرون من عصر ما قبل الأرثوذكسية. في هذا الباب ثمة حشد وافر من العوامل، وذلك لأن القراءة التي سببت للمسيحيين الأرثوذكس من العصور المتأخرة هذا النوع من الحيرة الواضحة تظهر تناغما ملحوظا مع رؤية لوقا الخاصة لمعمودية يسوع.
لا يعني هذا أننا نقول إن التوافق الداخلي للقراءة معترف به على نطاق واسع. بل العكس تماما هو الصحيح، فمن وجهة نظر علماء كثيرين، عندما يكون يسوع قد ولد بالفعل كابن لله(من عذراء) قبل ذلك بإصحاحين فليس للصوت السماوي الذي تحدث عنه لوقا معلنا أن يسوع أصبح ابنا لله لحظة معموديته كبير حظ من المنطق. وكذلك، مع التسليم بالبيان اللوقاوي لمشهد البشارة التي جاءت بها الملائكة إلى مريم(«اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.» لو 1 : 35 ) فليس من المتصور من الناحية الواقعية، انطلاقا من هذه الرؤية، أن يقال ليسوع فيما بعد«أنت ابني أن اليوم ولدتك.
لسوء حظ هؤلاء، وكما يحدث مرارًا وتكرارًا مع هذا النوع من الحجج، من الصعوبة بمكان أن يعرف المرء أن فيما يفضله حتفه. فأي تناقض محتمل بين الفصلين 1 و 3 قد يؤدي بسهولة كبيرة بالنساخ القدامى إلى أن يوفقوا بين النص في العدد 3 : 22 من إنجيل لوقا مع العدد الموازي له في مرقس 1 : 11 ، وبهذه الطريقة تبطل المشكلة. على هذا المستوى، ربما يبدو أن الحجج المستمدة من الاحتمالات الداخلية(أي قراءة من المرجح أن لوقا قد كتبها) ومن الاحتمالات النسخية( أي قراءة يحتمل بدرجة أكبر أن النساخ قد اختلقوها) قد توقفت عن العمل.
ليست هذه مع ذلك نتيجة لا مفر منها لتقييم الأنواع المختلفة من الترجيحات. فهي تحدث فحسب عندما يتم تقييم الاحتمالات الداخلية وفقا لمقدمات مشكوك في صحتها تنص على أن لوقا كان ثابتًا (من الناحية المنطقية) على
مبدإ واحد في استعماله للألقاب وللتصورات ذات المحتوى الكريستولوجي أعني أن هذه الحجة تفترض أن لوقا ما كان له أن يخلع اللقب نفسه على يسوع على أساس اللحظات الحرجة المختلفة ونقاط التحول في حياة يسوع. في الواقع من الواضح أن هذا الافتراض لا يتمتع بأي أساس من الصحة. فحينما ينظر المرء إلى ما هو أبعد من العلاقة التي تربط بين العددين 3 : 22 و 1 : 32 – 35 من إنجيل لوقا، وإذا امتلكنا رؤية أكثر شمولا لهذا الكتاب ذي المجلدين، فسيبدو واضحا للعيان أن كلمات المزمور 2 ، عدد 7 في أثناء معمودية يسوع لا تستحدث كثيرا تناقضا غير مقبول بقدر ما تبرز صعوبات موجودة بالفعل، بل وموجودة باستمرار، في ثنايا وصف الصورة التي يرسمها لوقا ليسوع.
مثال شديد الوضوح لهذا الأمر نأخذه من التصوير اللوقاوي ليسوع باعتباره المسيا. وفقا لرواية لوقا عن سن طفولة يسوع، كان يسوع مسيحا منذ يوم ميلاده ( 2 : 11 ). لكنه في واحدة على الأقل من مقولاته في سفر الأعمال يفهم أنه قد صار المسيح يوم معموديته ( 10 : 37 – 38 ؛ وربما 4 : 27 ) ؛ بينما يصرح لوقا بوضوح في موضع آخر أن يسوع أصبح المسيح عند قيامته من الأموات(2 : 38 ). وربما في تصريح آخر مع ذلك ( 3 : 20 ) ينظر إلى يسوع باعتباره المسيح عند مجيئه الثاني فق تصريحات لوقاوية أخرى تتسم ب«عدم ثباتها على موقف موحد» بطريقة تشبه ما سبق ذكره هي تلك التي تتعلق بخلع ألقاب مثل «الرب» و«المخلِّص» على يسوع. فبالطريقة ذاتها يولد يسوع ربا في لوقا 2 : 11 ، بينما في لوقا 10 : 1 يلقب بهذا اللقب أثناء حياته، لكنه في سفر الأعمال، عدد 2 : 38 ، يقال إنه أصبح ربا عند قيامته. والأمر نفسه نجده في لوقا 2 : 11 حيث يعتبر يسوع مخلصا منذ لحظة ميلاده، وفي سفر الأعمال 13 : 23 – 24 يخلع عليه لقب المخلص أثناء حياته، لكنه، وفقا لسفر الأعمال 5 : 31 ، يقال إنه رفع مخلصا يوم قيامته من الأموات.
. ولا يشذ لقب ابن الله عن هذا النوع من المعالجة بادية التذبذب ، وهو اللقب وثيق الصلة بدراستنا على نحو مباشر بدراستنا الحالية: يولد يسوع وهو ابن الله في لوقا 1 :32 – 35، وينحدر من صلب آبائه ابنا لله وفقا لسلسلة النسب قي لوقا 3 : 23- 38، ويعلن ابنا لله أبان حياته ( انظر على سبيل المثال لوقا 8 : 28 ؛ و9 : 35 ) ؛ لكن العدد 13 : 33 من سفر الأعمال يصرح أنه صار ابنا لله عند قيامته من الأموات. هذا الشكل من أشكال الالتباس في ألقاب المسيح لا يوحي بالثقة في أقوال من يزعمون أن بعض القراءات لا يمكن التصديق على صحة نسبتها إلى لوقا لأنها تقف في حالة اضطراب مع استعمال لوقا للألقاب الكريستولوجية في الأماكن الأخرى.
لا يعني هذا أن الرؤية الواسعة لرواية لوقا غير ذات صلة بالمشكلة النصية التي يعاني منها العدد 3 : 22 . بل هي وثيقة الصلة، ولكن ليس عبر الطعن في الاستخدام الثابت لمفاهيم كريستولوجية. الأكثر إثمارا هو تقييم الإشارات الأخرى إلى معمودية يسوع في كل أجزاء إنجيل لوقا، كما لو كانت «نظرات إلى الخلف» تمنحنا مفاتيح لحل لغز ما قد وقع عند هذه النقطة من الرواية. ما يثير صدمة القارئ هو أن هذه الإشارات الأخرى إلى معمودية يسوع لا يبدو أنها تفترض مسبقا «صيغة تعريف» مبسطة يتم الاعتراف عبرها بيسوع كابن لله(«أنت ابني الحبيب»). بل تفترض كبديل عن ذلك أن الله في الواقع فعل في تلك اللحظة فعلا ما، وهو أنه منح يسوع وضعا مميزا («أنا اليوم ولدتك).
طرح إيرمان هنا أول تناقض في رأيه وهو أن القديس لوقا قال في إنجيله أن الرب يسوع المسيح كان هو ” المسيح ” مذ ولادته حيث جاء في ( لوقا 2 : 11 ) ” أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ ” بينما ناقض نفسه وقال في ( أعمال الرسل 10 : 37،38 ) ” أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ الأَمْرَ الَّذِي صَارَ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئًا مِنَ الْجَلِيلِ، بَعْدَ الْمَعْمُودِيَّةِ الَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا 38 يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ ” و ناقض نفسه مرة أخرى وقال في ( أعمال 2 : 38 ) ” فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ :«تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ ” وأيضاً في ( اعمال الرسل 3 : 20 ) ” وَيُرْسِلَ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُبَشَّرَ بِهِ لَكُمْ قَبْلُ ” ، في الحقيقة كلام إيرمان هنا يعبر تعبيراً صارخا عن نفسيته أثناء كتابة هذا الجزء من كتابه وما هو الموقف النفسي الذي يحاول فيه أمام نفسه أن يثبت كلامه بأي طريقة حتى ولو كانت لا معنى لها ! فمثلاً ، لا أعرف انا ما علاقة ( أعمال 2 : 38 ) و ( اعمال 3 : 20 ) بكل الموضوع ! ،ففي الأولى يقول بطرس الرسول ” على إسم يسوع المسيح ” فهو يذكر إسم يسوع المسيح ! فأين هنا قال أنه أصبح ” المسيح ” في أي زمن !؟ لا أعرف وفي الثانية يقول ” يسوع المسيح المبشر به ” ، ما علاقة هذا الكلام بإستشهاد إيرمان !!؟ يسوع المسيح المبشر به من قبل ! ماذا في هذا يخدم إيرمان !! ، اعتقد ان ايرمان كان يبحث عن اي ذِكر لكلمة ” المسيح ” في أعمال الرسل !! وعجبي ! ، اما في الباقي فيبدأ التركيز حيث ان إيرمان من عشان التفسير الغريب بدون الرجوع إلى أي مفسر وكانه لا يوجد شيء اسمه ” الآباء ” ! ، في لوقا 2 : 11 يقول الملاك أن المولود هذا هو ” المسيح ” الرب ، هل قال أن يسوع سيصبح عند لحظة ميلاده ” المسيح ” ؟ ام قال أن هذا المولود هو ” المسيح ” ؟! أين هنا الزمنيّة في القصة ؟ اين هنا التحول من حالة ” اللامسيح ” إلى حالة ” المسيح ” !؟ ، في الآية الأخرى ( أعمال الرسل 10 : 38،37 ) ” أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ الأَمْرَ الَّذِي صَارَ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئًا مِنَ الْجَلِيلِ، بَعْدَ الْمَعْمُودِيَّةِ الَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا 38 يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ ” ،لا أعرف ما علاقة هذا الكلام بـ ” المسيح ” ! ، الرسول هنا يتحدث عن معجزات المسيح التي فعلها بعد المعمودية ! ، فأين التناقض ؟ بالفعل الله الآب مسح يسوع ، هذه تتناقض مع ماذا ؟ ولكن متى حدث هذا المسح بالتحديد ، هذا المسح هو مسح أزلي وأما عن ما حدث في المعمودية هو ظهور وحلول الروح القدس في صورة مرئية كما كان الصوت مسموعاً ، أي إظهار هذه المسحة فيقول القديس البابا أثناسيوس الرسولي في مقالته الأولى ضد الأريوسيين :
46- أن هذا الشرح كما كتبه الرسول، إنما يدحض هؤلاء العديمى التقوى. وما قاله المرنم له أيضاً نفس المعنى المستقيم الذى أساء هؤلاء فهمه. فى حين أن منشد المزامير يوضح التقوى لأنه هو أيضاً يقول “عرشك يا الله إلى الدهور، صولجان استقامه هو صولجان ملكك أحببت البر وأبغضت الأثم، من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الإبتهاج أكثر من شركائك” (مز7:45-8).
أنظروا أيها الآريوسيون وميزوا الحقيقى هنا أيضاً. فالمرنم يقول، أننا جميعاً “شركاء” الرب. فلو كان اللوغوس من العدم. وكان هو واحداً من المخلوقات، لكان هو أيضاً واحداً من الشركاء، وحيث أن المرنم سبح له بإعتباره الإله الأبدى قائلاً “عرشك يا الله إلى دهر الدهور” وقد أعلن أن جميع الأشياء الأخرى تشاركه. فماذا يجب أن يفهمه الواحد منا، غير أنه آخر غير المخلوقات (مختلف عن المخلوقات). وأنه هو وحده كلمة الله الحق. وهو البهاء والحكمة التى تشارك فيه جميع المخلوقات، وهى تتقدس منه بالروح؟ ولذلك فهو هنا “يمسح” (بضم الياء) لا لكى يصير إلهاً، لأنه كان إلهاً حتى قبل أن يمسح، ولا لكى يصير ملكاً، لأنه قد كان هو المالك على الدوام، إذ أنه صورة الله كما يقول الوحى (أنظر 2كور4:4، كولوسى 15:1). بل أن هذا أيضاً (أى أنه مسح) قد كتب من أجلنا. لأنه عندما كان الملوك – أيام أسرائيل – يمسحون، فعندئذ فقط كانوا يصيرون ملوكاً، حيث أنهم لم يكونوا ملوكاً قبل مسحهم، وذلك مثل داود وحزقيا ويوشيا وغيرهم. أما المخلص فهو على العكس، حيث أنه إذ هو الله، يزاول دائماً حكم مملكة الآب ولما كان هو نفسه مانح الروح القدس. إلا أنه يقال الآن أنه يمسح (بضم الياء). لكنه كإنسان يقال عنه أنه يمسح (بضم الياء) بالروح وذلك حتى يبنى فينا نحن البشر سكنى الروح وألفته تماماً مثلما وهبنا الرفعة والقيامة. وهذا ما عناه هو نفسه عندما أكد الرب عن نفسه فى الإنجيل بحسب يوحنا “أنا قد أرسلتهم إلى العالم ولأجلهم أقدس أنا ذاتى ليكونوا هم أيضاً مقدسين فى الحق” (يو18:17،19). وقد أوضح بقوله هذا أنه ليس هو المقدس (بتشديد وفتح الدال) بل المقدس بتشديد وكسر الدال). لأنه لم يقدس من آخر بل هو يقدس ذاته. حتى نتقدس نحن فى الحق. وهذا الذى يقدس ذاته إنما هو رب التقديس. كيف إذن حدث هذا؟ وماذا يريد أن يقول بهذا سوى أنه: “كونى أنا كلمة الآب، فأنا نفسى أعطى ذاتى الروح. أنا الصائر إنساناً. وأنا الحق. (لأن “كلمتك أنت هى الحق” يو17:17).
47- إذن فإن كان يقدس ذاته من أجلنا. وهو يفعل هذا لأنه قد صار إنساناً، فمن الواضح جداً أن نزول الروح عليه فى الأردن، إنما كان نزولاً علينا نحن، بسبب لبسه جسدنا. وهذا لم يصر من أجل ترقية اللوغوس، بل من أجل تقديسنا من جديد، ولكى نشترك فى مسحته، ولكى يقال عنا “ألستم تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم” (1كو16:3) فحينما أغتسل الرب فى الأردن كإنسان، كنا نحن الذين نغتسل فيه وبواستطه.
وحينما أقتبل الروح، كنا نحن الذين صرنا مقتبلين للروح بواسطته. ولهذا السيد، فهو ليس كهارون. أو داود أو الباقين – قد مسح بالزيت هكذا – بل بطريقة مغايرة لجميع الذين هم شركاؤه – أى “بزيت الإبتهاج” – التى فسر أنه يعنى الروح – قائلاً بالنبى “روح الرب على لأنه مسحنى” (أش 1:61). كما قال الرسول أيضاً “كيف مسحه الله بالروح القدس” (أع38:10). متى قيلت عنه هذه الأشياء – إلا عندما صار فى الجسد وأعتمد فى الأردن. “ونزل عليه الروح”؟ (مت16:3). وحقاً يقول الرب لتلاميذه أن “الروح سيأخذ مما لى” (يو16:14). و”أنا أرسله” (يو7:16). و “أقبلوا الروح القدس” (يو22:20). إلا أنه فى الواقع هذا الذى يعطى للآخرين ككلمة وبهاء الآب، يقال الآن أنه يتقدس وهذا من حيث أنه قد صار إنساناً، والذى يتقدس هو جسده ذاته.
إذن فمن ذلك قد بدأنا نحن الحصول على المسحة والختم، مثلما يقول يوحنا “أنتم لكم مسحة من القدوس” (1يو20:2) والرسول يقول “أنتم ختمتم بروح الموعد القدوس” (أفسس13:1). ومن ثم فإن هذه الأقوال هى بسببنا ومن أجلنا. فأى تقدم فى الأرتقاء، وأى أجر فضيلة أو عموماً أى أجر عمل للرب، يتضح من هذا؟.
فلو أنه لم يكن إلهاً، ثم صار إلهاً، ولو كان قد رقى إلى ملك وهو لم يكن ملكاً، فإنه يكون لقولكم بعض الظل من الإحتمال.
أما إن كان هو الله، ويكون “عرش ملكه أبدى” فإلى أى مدى يمكن أن يرتقى الله؟. أو ماذا ينقص هذا الذى هو جالس على عرش الآب؟ وكما قال الرب نفسه، إن كان الروح هو روحه. والروح أخذ منه، وهو نفسه أرسل الروح (أنظر يو14:16، يو7:16)، إذن، فلا يكون اللوغوس بإعتباره اللوغوس والحكمة هو الذى يمسح من الروح، الذى يعطيه هو ذاته، بل الجسد الذى قد أتخذه، هو الذى يمسح فيه ومنه، وذلك لكى يصير التقديس الصائر إلى الرب كإنسان، يصير (هذا التقديس) إلى جميع البشر به. لأن يقول: “إن الروح لا يتكلم من نفسه” (أنظر يو13:16). بل اللوغوس هو الذى يعطى هذا (الروح) للمستحقين. فإن هذا يشبه ما سبق من قول، لأنه كما كتب الرسول “الذى إذ كان فى صورة الله، ولم يحسب خلسة أن يكون مساوياً لله، ولكنه اخلى نفسه أخذاً صورة عبد” (فيلبى6:2،7). وبالمثل يرنم داود للرب. إنه إله وملك أبدى، مرسل إلينا ومتخذاً جسدنا الذى هو مائت. لأن هذا هو المقصود فى المزمور بالقول “مر وعود وقرفة تفوح من ثيابك” (مز8:45) ويتضح نفس الشئ مما فعله نيقوديموس والنسوة اللائى مع مريم حينما جاء نيقوديموس حاملاً “مزيج مر وعود نحو مئة رطل” (يو39:19). وكانت النسوة قد أعددن الحنوط لجسد الرب (لو1:24).
48- فأى تقدم هو إذن بالنسبة لغير المائت عندما يتخذ ما هو مائت؟ وأى أرتقاء هو للأزلى عندما يلبس ما هو وقتى وأى أجر يمكن أن يكون بالنسبة لله والملك الأبدى الذى هو فى حضن الآب؟ إلا تدركون أن هذا قد صار وكتب بسببنا ومن أجلنا، لأنه إذ قد صار الرب إنساناً، لكى يصوغنا نحن المائتين والوقتيين ويجعلنا غير مائتين. ولكى يدخلنا إلى ملكوت السموات الأبدى؟ ألا تستحون وأنتم تزيفون الأقوال الإلهية؟ لأنه بنزول ربنا يسوع المسيح وأقامته بيننا، فإننا بالحقيقة قد أرتقينا لأننا تحررنا من الخطيئة، أما هو فهو باقٍ هو هو ولا يتغير بصيرورته إنساناً (لأنه يلزم أن نكرر نفس القول)، بل كما هو مكتوب فإن “كلمة الله يبقى إلى الأبد” (أش8:40).
إذن، مثلما كان قبل تأنسه – إذ أنه كان اللوغوس، فإنه منح الروح للقديسين بإعتباره خاصاً به – وهكذا عندما صار إنساناً فإنه قدس الجميع بالروح وقال لتلاميذه، “اقبلوا الروح القدس” (يو22:20)، وقد أعطى (الروح) لموسى وللسبعين الآخرين (أنظر عدد16:11). والذى به صلى داود للآب قائلاً: روحك القدوس لا تنزعه منى” (مز11:51).
أما عندما صار إنساناً فقد قال “سأرسل لكم المعزى روح الحق” (يو26:15)، وبالفعل أرسله، لأن كلمة الله منزه عن الكذب. إذن فإن “يسوع المسيح هو هو بالأمس واليوم وإلى الأبد” (عب8:13) وحيث أنه يظل غير متغير وهو ذاته العاطى والآخذ: فهو يعطى ككلمة الله، ويأخذ كإنسان. وتبعاً لذلك فليس اللوغوس – بإعتباره بالحقيقة لوغوس – هو الذى أرتقى، إذ كانت له دائماً. وله على الدوام – كل الأشياء. أما البشر – الذين يأخذون البداية منه وبسببه. – فهؤلاء هم الذين يرتقون. لأنه حينما يقال بحسب الوجهة البشرية أنه الآن يمسح (بضم الياء) – نكون نحن، الذين نمسح فى شخصه. حيث أنه حينما أعتمد، نكون نحن الذين نعتمد فى شخصه. ويوضح المخلص بالأحرى كل هذه الأمور حينما يقول للآب: “وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد” (يو22:17). وتبعاً لذلك فإنه كان يطلب المجد أيضاً من أجلنا. وبسببنا أيضاً أستخدم كلمة “أخذ” وكلمة “أعطى” وكلمة “مجد مجداً عالياً. وذلك لكى نأخذ نحن أيضاً. ولكى يعطى لنا، ولكى نمجد نحن فيه مجداً عالياً. وذلك كما يقدس ذاته من أجلنا، لكى نتقدس نحن فى شخصه.
49- وإن كان هؤلاء – بسبب ما جاء فى المزمور “من أجل هذا مسحك الله إلهك” (مز8:45) يستخدمون التعبير “من أجل هذا” من أجل رغباتهم الخاصة، فليعرف هؤلاء الذين يجهلون. الكتب المقدسة، والذين انكشف عدم تقواهم، أن تعبير “من أجل هذا” هنا أيضاً، لا يعنى أجر فضيلة أو سلوكاً خاصاً باللوغوس، بل يعنى السبب الذى من أجله نزل إلينا، ويعنى السبب فى مسحة الروح التى مسح بها من أجلنا. لأنه لم يقل “من أجل مسحك” لكى يصير هو إله أو ملك أو ابن أو لوغوس. لأنه كان هكذا وهو دائماً هكذا من قبل أن يمسح، كما سبق أن أظهرنا، بل بالأحرى، بما أنك أنت إله وملك، من أجل ذلك أيضاً مسحت. حيث أنه لم يكن فى وسع أحد أخر أن يوجد الإنسان بالروح القدس، سواك أنت الذى هو صورة الله. تلك الصورة التى يحسبها خلقنا منذ البدء، لأن الروح هو روحك أنت. وكل هذا حدث لأن طبيعة المخلوقات لا يركن إليها بخصوص هذا الأمر. ففى حين تمرد الملائكة، فإن البشر كانوا عصاة. لذلك كان الأمر يحتاج بالضرورة إلى تدخل الله – “لأن اللوغوس هو الله” (يو1:1)، وذلك لكى يحرر الذين صاروا تحت عبء اللعنة. فلو كان هو من العدم لما كان هو المسيح، لكونه واحداً بين الجميع وشريكاً لهم.
ولكن بما أنه إله لكونه ابن الله، فهو ملك أبدى، نظراً لأنه بهاء الآب وصورته. من أجل ذلك فمن اللائق أن يكون هذا هو المسيح المنتظر، الذى وعد الآب البشر به، كما كشف عنه لأنبيائه القديسين، لكى كما خلقنا به، يصير به هكذا أيضاً خلاص الجميع من خطاياهم، ولكى تكون كل الأشياء تحت حكمه. وهذا هو سبب المسحة التى صارت له، وسبب “الحضور المتجسد للوغوس”. وهذا السبب هو الذى تنبأ به مرنم المزامير مسبحاً بألوهيته وملكوته الأبوى، عندما هتف قائلاً “عرشك يا الله إلى دهر الدهور، صولجان استقامه هو صولجان ملكك” (مز6:45)، ثم يعلن نزوله إلينا بقوله: “من أجل ذلك، مسحك الله، الهك، بزيت الابتهاج أكثر من شركائك” (مز7:45).
50- لماذا يكون مثيراً للدهشة، أو بعيداً عن الإعتقاد، ان كان الرب، وهو واهب الروح، يقال عنه الآن أنه مسح بالروح حينما تستلزم الحاجة ذلك، فإنه لا يرفض القول عن نفسه أنه هو أدنى شأناً من الروح – بسبب طبيعته البشرية – لأنه عندما قال اليهود أنه “يخرج الشياطين بيعلزبول” (متى24:12) فإنه لكى يكشف تجديفهم، أجاب وقال لهم “أنى بروح الله أخرج الشياطين” (متى 28:12). فها هوذا واهب الروح يقول الآن أنه يخرج الشياطين بالروح، وهذا القول لم يكن ليقال لأى سبب آخر، سوى من ناحية الجسد. لأنه كما أن طبيعة الإنسان لم تكن كافية من ذاتها أن تطرد الشياطين بدون قوة الروح، من أجل هذا كان كإنسان يقول “أنى بروح الله أخرج الشياطين”. وطبيعى أن التجديف الذى صار ضد الروح القدس، أعظم من التجديف الذى ضد ابن الإنسان يغفر له” (متى55:13). أما الذين يجدفون على الروح القدس، وينسبون أعمال اللوغوس للشيطان فهؤلاء سيكون لهم عقاب لا مناص منه. إذن فإن الرب قال مثل هذه الأقوال لليهود كإنسان، أما التلاميذ فقد بين لهم ألوهيته وجلاله، مشيراً إلى ذاته أنه ليس أقل إطلاقاً من الروح بل مساوٍ له. وأعطاهم الروح وقال: “أقبلوا الروح القدس” (يو22:20) وأيضاً “أنا أرسله” (يو7:16)، و”ذاك 13:169. وبالمثل إذن فإن الرب مانح الروح نفسه، لا يكف عن القول أنه بالروح يخرج الشياطين كإنسان، وبنفس الطريقة، حيث أنه هو ذاته واهب الروح، فإنه لا يتوقف عن القول: “روح الرب على لأنه مسحنى” (أش1:61) وذلك بسبب أنه قد صار جسداً (يو14:1)، كما قال يوحنا، لكى يتضح أنه فى هذين الأمرين، أننا نحن الذين نكون محتاجين لنعمة الروح لكى نتمجد، وأنه ليس فى وسعنا أن نخرج الشياطين بدون قوة الروح.
بواسطة من إذن، وممن كان يجب أن يمنح (بضم الياء) الروح إلا بواسطة الإبن. وهو الذى يعتبر الروح أيضاً روحه.؟ ومتى كان فى استطاعتنا نحن الحصول على الروح إلا عندما صار اللوغوس إنسانا؟ (يو16:1). وهذا ما يتضح تماماً من قول الرسول، أننا لم نحصل على الفداء ولا على التمجيد مجداً عالياً، لو لم “يتخذ صورة عبد، ذاك الذى كان فى صورة الله” (فى6:2،7).
هكذا يرينا داود أيضاً أنه ليست هناك طريقة أخرى، لكى نشارك الروح، ونتقدس لو لم يقل اللوغوس ذاته، واهب الروح. بأنه هو ذاته، مسح بالروح من أجلنا، ولهذا السبب طبعاً أخذنا الروح، إذ أنه هو الذى قيل فيه أنه قد مسح بالجسد. حيث أن جسده الخاص هو الذى تقدس أولاً. وإذ قيل عنه كإنسان. أن جسده قد أتخذ هذا (الروح)، فلأجل هذا، فنحن نمتلك نتيجة لذلك، نعمة الروح، أخذين أياها “من ملئه” (أنظر يو16:1).
51- وأما الآية الواردة فى المزمور: “أحببت البر، وأبغضت الأثم” (م7:45)، فهى ليست مثلما تفهمونها أنتم أنها تبين أن طبيعة اللوغوس متغيرة، بل بالأحرى فإنها تعنى أن اللوغوس غير متغير. لأنه بما أن طبيعة المخلوقات متغيرة والبعض تعدوا الوصية، والبعض الآخر قد تمردوا، كما سبق أن قيل فإن أعمالهم ليست أكيدة، بل يحدث كثيراً أن ذلك الذى هو صالح الآن، يتحول بعد ذلك ويصير شيئاً آخر. فمثلاً هذا الذى يكون الآن عادلاً، فبعد قليل يكون ظالماً لذا أيضاً، كان هناك احتياج إلى واحد غير متغير، لكى يحصل البشر على عدم تغير بر اللوغوس، كصورة ومثال لأجل تحقيق الفضيلة. أما مثل هذا التفكير فله أيضاً سبب معقول للذين يفكرون بإستقامة، لأنه بما أن الإنسان الأول آدم (1كو45:15) تعرض للتغير، وبسبب الخطية دخل الموت إلى العالم (رو12:5) من أجل هذا وجب أن يكون آدم الثانى غير متغير، حتى ولو استمرت الحية تزاول عملها، فإن خداعها يضعف، أما الرب، فلكونه غير متغير وثابت، تصير الحية عاجزة عن مساعيها ضد الجميع. لأنه مثلما سقط أدم فى العصيان. فإن الخطية “قد إجتازت إلى جميع الناس” (رو12:5)، وهكذا حينما صار الرب إنسانا، وحطم الحية. فإن قوته العظيمة هذه قد إنتقلت إلى جميع الناس، حتى يقول كل واحد منا “لأننا لا نجهل أفكاره” (2كو11:2).
ومن الصواب إذن، فإن الرب، الذى هو دائماً بحسب طبيعته غير متغير -. وهو الذى يحب البر، ويبغض الأثم، مسح (بضم الميم) وأرسل هو ذاته، لكونه هو ذاته. وهو باق هو هو، بإتخاذه جسداً متغيراً، لكى يدين الخطية فى الجسد (أنظر رو3:8)، ولكى يجعل ذات هذا الجسد حراً، ولكى يستطيع من الآن فصاعداً أن يتمم به حكم الشريعة، ولكى نستطيع أن نقول “نحن لسنا فى الجسد فى الروح، أن كان حقاً روح الله ساكناً فى داخلنا” (رو9:8). [29]
ويقول القديس أغسطينوس :
God is anointed by God. In Latin it looks as though the word God is just repeated in the nominative case, but in Greek the distinction is perfectly clear: one name belongs to the person addressed, the second to the person who addresses him.… You have to accept this and understand the verse in this way, because it is quite clear in the Greek.… God was anointed by God, and when you hear the word anointed, understand that it means Christ, for “Christ” is derived from “chrism,” and the name “Christ” means “Anointed one.”[30]
ولتبسيط الشرح نقول ، هذه الآية والتي كررها الرب يسوع المسيح أكثر من مرة مثل قوله في المجمع ” روح الرب عليّ لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للمأسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية 19واكرز بسنة الرب المقبولة. ” ( لوقا 4 : 9 ) ، هى نبوة في العهد القديم تقول ” روح السيد الرب عليّ لان الرب مسحني لابشر المساكين ارسلني لاعصب منكسري القلب لانادي للمسبيين بالعتق وللماسورين بالاطلاق 2 لانادي بسنة مقبولة للرب وبيوم انتقام لالهنا لأعزي كل النائحين ” ( أشعياء 61 : 1، 2 ) ، فإن كان في العهد القديم ، النبوة تقول ” روح السيد الرب عليّ ” أي انها عليه ! ، وتقول أيضاً ” لان الرب مسحني ” أي فعل ماضِ ، مسحه ، إذن فهو ” المسيح ” منذ الأزل ، ولهذا فإن حلول الروح القدس وتسميته بالمسيح لم تكن إيجاد ما لم يكن موجوداً بل إظهار ما هو موجود بالفعل ولهذا نجد أن الرب يسوع المسيح بعد العماد قد جال يصنع المعجزات في كل الأماكن ولهذا نجد القديس بطرس لم يربط بين ” المسحه ” وبين المعجزات ، فالرب يسوع المسيح لا يحتاج إلى مسحة ولذلك نجد في إنجيل يوحنا اللاهوتي ان بعدما إعتمد المسيح في الأصحاح الأول ، قال في الأصحاح الثاني لأمه مريم العذراء ” ما لي ولك يا امرأة. لم تأت ساعتي بعد ” ( يوحنا 1 : 45 ) ، فمع أنه المسيح ومع انه قد تعمد إلا انه مازال يقول ” لم تأتِ ساعتي ” ، ولهذا لو رجعنا لما يستشهد به إيرمان ، ( أعمال الرسل 10 : 38،37 ) ” أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ الأَمْرَ الَّذِي صَارَ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئًا مِنَ الْجَلِيلِ، بَعْدَ الْمَعْمُودِيَّةِ الَّتِي كَرَزَ بِهَا يُوحَنَّا 38 يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُوَّةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ ” ، القديس بطرس يتكلم هنا عن أمران ، الأول هو أنه بعد المعمودية التي كرز بها يوحنا التي كرز بها يوحنا قام المسيح بعمل معجزات كبيرة وكثيرة ولم يقل بعد معمودية المسيح من يوحنا ولم يقل بسبب معمودية المسيح من يوحنا ، فهو يرتب الأمر زمنياً لأن اليهود مازالوا يعروفن من هو يسوع الذي طلبوا صلبه ، والأمر الثاني هو انه يقر أن هذا هو المسيح المنتظر ، فلا علاقة في كلام القديس يوحنا بوقت المسحة بل بتقرير المسحة.
يقول جوزيف فيتزماير :
how God anointed Jesus of Nazareth with a Holy Spirit and with power. Barrett (Acts, 524): this “presumably means that God made him christos.” Although the gospel tradition never speaks of the baptism of Jesus by John as an “anointing,” Luke so interprets it here. In his Gospel, Luke depicted Jesus’ ministry influenced by the Spirit (see 3:22 [descent of the Spirit on him at his baptism]; 4:1 [led by the Spirit in the desert]; 4:14 [armed with the Spirit, he withdraws to Galilee]; see Luke, 227–31). Now he implies that Jesus’ “power” stemmed from the Spirit with which he had been anointed; in Luke 5:17 it is “power of the Lord,” i.e., Yahweh.[31]
وبعد كل هذا لا ننسى أن الكتاب المقدس يذر أن المسيح هو ” المسيح ” منذ ولادته حيث جاء في بشارة لوقا ” أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ ” ( لوقا 2 : 11 ) ،فهنا الملاك يقول أن هذا المولود هو المسيح الرب وليس سيصبح المسيح أو سيكون مسيحا في يوم من الأيام ، فالمسيح لم يكن يكوما ليس ” المسيح “، هذا هو إعتراض إيرمان ألأول أو بمعنى أصح محولته الأولى لإظهار القديس لوقا متناقضاً دائما ، ولكن حتى إيرمان لا يعرف التفكير المنطقي حتى في حل التناقضات ( من وجهة نظره ) فالأصل أن الثابت يظل ثابتاً ثم يتم تفسير به لا العكس ، ليس هذا فقط كالعادة ، فإن من يحاول أن يقنع نفسه بالخطأ سيعمى عن الحق ولو كان ظاهراً ، فنجد القديس لوقا يقر أن المسيح ” هو ” مسيح ” قبل عماده بل في طفولته ، ففي قصة سمعان الشيخ يذكر لنا القديس لوقا أن المسيح هو ” مسيح الرب ” منذ أن كان طفلاً حيث يقول في الأصحاح الثاني ” 25 وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ، وَهَذَا الرَّجُلُ كَانَ بَارًّا تَقِيًّا يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ 26 وَكَانَ قَدْ أُوحِيَ إِلَيْهِ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ أَنَّهُ لاَ يَرَى الْمَوْتَ قَبْلَ أَنْ يَرَى مَسِيحَ الرَّبِّ. ” ، فكما نعرف أن هذا الحدث كان في طفولة يسوع ( بحسب الجسد ) أي قبل العماد بكثير فهو الآن – أي المسيح له كل المجد – في فكر القديس لوقا ، مسيح ، قبل وقت العماد ، فأين التناقض المزعوم يا إيرمان ؟!
بعد هذا يدخل إيرمان في مرحلة جديدة من التضليل ويقوم بالإستشهاد بإنجيل لوقا وبالآيات ( 1 : 32 – 35 ) و ( 3 : 23 – 38 ) و ( 8 : 28 ) ، و ( 9 : 35 ) بالمقارنة مع أعمال الرسل ( 13 : 33 ) الذي يقول ” إِنَّ اللهَ قَدْ أَكْمَلَ هذَا لَنَا نَحْنُ أَوْلاَدَهُمْ، إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضًا فِي الْمَزْمُورِ الثَّانِي: أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ ” فهنا إيرمان يقول أن كلمة ” أقام ” تعود عبى بنوية الإبن ، بمعنى أن الله أقام يسوع ابنا له ، أي أن يسوع لم يكن إبنا لله قبل هذه الـ ” إقامة ” ! ، حقيقة أن هذا كلام ساذج في أحسن تقدير ، حيث أنه لو نظر للنص التالي مباشرة سيجد انه يوضح ما هى هذه الـ ” إقامة ” و يقول ” إِنَّهُ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ ” ، إذن فالمقصود هنا هى أنه أقيم من بين الأموات وليس أقيم ليكون ” الإبن ” ، هذه واحدة ، واما الثانية ، لسوء الحظ إيرمان لم يوضح ما يريده هنا تحديداً فيمكن أن يكون يقصد ما قلناه أعلاه ويمكن أنه يكون قد قصدَ أن النص قد احتوى على حدثين هما القيامة من الموت و الولادة ( انا اليوم ولدتك ) ، وحقيقة لو كان يقصد هذا فلن يكون كلامه ساذج بل سيكون بلا منطق وعقل ! ، لماذا ؟ ، لاننا لو نظرنا لمنتصف النص سنجده يقول ” كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضًا فِي الْمَزْمُورِ الثَّانِي ” إذن فالفعل هنا ( أي في أعمال الرسل ) ليس تقريري ، بمعنى أنه هنا لا يقول ان المسيح وُلدَ اليوم ولكنه ربط بين حدث ونبوة قيلت في العهد القديم ولم يقل مثلاً ، ” إذ أقام يسوع وقال أنت ابني أنا اليوم ولدتك ” فهذه لم نجدها أبداً ! ، والسبب الآخر هو أننا لو عدنا إلى النص سنجده في المزامير كما اشرنا كثيراً وهو في المزامير أيضاً بصيغة الماضي ” ولدتك ” ، وفي هذا الوقت ( وقت المزامير ) لم يحدث حدث معين للمسيح كما يعرف ايرمان ويتغافل عن ذلك ، فهو كان الرب يسوع متأنساً في العهد القديم ؟ أي هل كان له جسد كما كان له في حياته على الأرض ؟ لهذا نجد أن هذا النص يعطي المعنى عند المفسرين أنه قيل في الأزل أي انه يقرر حقيقة أزليه ولا يبدأها من عدم ، فهنا لوقا البشير يقول ، بأن المسيح هو ” الإبن ” وليس ” أصبح الإبن ” وهذا ما جعل إيرمان لا يستفيض في شرح نقاط القوة التي يعتقدها لديه في هذه الإعتراضات بل كان يمر عليها فقط بطرحها والخروج منها ! ، ولكن ماذا عن الآباء ؟ ، لنرى ماذا قال الآباء في شرح هذه الآية المقدسة.
يقول القديس كيرلس الأورشليمي :
The only one who knows the Father and who is only known by the Father as his Wisdom and Word and as “the Angel of great counsel” according to the prophet,18 perfectly explains to us the mystery of the incarnation. Since he was Son by nature and by truth and had shone forth from the very essence of God the Father, he was made flesh, that is, man, according to John.19 He desired to be called the brother of those who are in the world and to be born according to flesh like us. However, he was before time and sat with his parent even though he was made flesh. The Father knew him also as Son and said to him, “You are my Son; today I have begotten you.”20 Observe the explicit confession, nay rather, the proclamation! Indeed, he said, “you are” in order to point out that he existed before time. Actually, he was never in time but was always the same, to be sure, the Son. And he added, “today I have begotten you,” in order to indicate his final generation according to the flesh that he voluntarily underwent in the womb of the holy Virgin so that he was also called “begotten of God.”21 [32]
ويقول القديس Bede [33]:
It should not be supposed that this example of the psalm pertains to Christ’s resurrection, even though he [Paul] mentions it next to [his reference to] that event. Instead, it pertains to his incarnation, about which he spoke above. Moreover, the following verse very clearly bears witness to the resurrection. Since in the preceding verses he [Paul] concerned himself with his [Christ’s] incarnation, passion and resurrection, he wished to provide each [of these events] equally with testimonies furnished by a psalm. You then, he says, are eternal, Son before the ages. Now will you appear, born in time. Some manuscripts have, “just as is written in the first psalm.” This is explained as follows, “Among the Hebrews the first and second psalms” are conflated “in one psalm, which begins with blessedness and comes to a close in blessedness.”23 [34]
وبالطبع ، إيرمان لم يقرأ أي شيء من هذه الأقوال ! ، الغريب حقاً أنك تجد إيرمان بعدما حاول بكل المحاولات أن يجعل القديس لوقا يُقر بأن المسيح أصبح فجأة ” الإبن ” في لحظة العماد ، تجده الىن يقنعك ان المسيح أصبح فجأة ” الإبن ” في لحظة القيامة ! ، فلو كان أصبح فجأة الإبن في لحظة القيامة ، فهو بالتأكيد لم يصبح ” فجأة ” الإبن في لحظة العماد ، لان العماد قبل القيامة ، لأنه لو أصبح الإبن في وقت العماد فكيف يصبح فجاة أيضاً ” الإبن ” في القيامة ! فهذه تنفي تلك ! وهذه هى عقيدة البنونيين التي لم يقدموا على الأقل تفسيراً مقنعاً لها ! لان أساسها خاطيء ! وفهمها مغلوط !
بعد هذا الجزء من المراوغات بشأن موضوع ” التبني ” المزعوم ، يبدأ إيرمان في الدخول إلى حَلَبَةْ ” المنطق ” بعدما أعدَ عقل من يقرأ له أن هناك سر مستور عبر طيات السنين والعصور ، فيبدأ في مناقشة فكرة اخرى أو لفظ آخر وهو ” الإختيار ” أي أن الرب يسوع المسيح وُلدَ ولادة عادية تماماً ، ولم يكن إبناً لله ، ولكنه وفجأة ، وقع عليه الإختيار ، لكي يكون ” إبن الله ” ، ويبدأ إيرمان في عرض ادلته ، سواء كانت النصيّة أو المنطقية ( من وجهة نطره ) ، وسوف نعرض ادلته ونشرحها لحضراتكم ثم نقوم بتحليلها تماماً ، وسوف أتعمّد موافقة إيرمان على معظم توجهاته اللهم إلا عن نقطة الخلاف التي نناقشها هنا بتركيز لكي لا يتشعب الموضوع كثيراً ويكون سهل وبسيط ، والآن لنبدأ في أخذ كلام إيرمان ، يبدأ إيرمان في الحديث عن النص الوارد في بشارة معلمنا لوقا ( 9 : 35 ) والذي يقول ” وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:«هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا» ” يحاول إيرمان أن يقول أنها في الأصل لا تقول هذا بل تقول ” وَصَارَ صَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:«هذَا هُوَ ابْنِي مخُتَاريَ. لَهُ اسْمَعُوا» ” ، لن نناقش أصولية القراءة هنا من عدمها ، ولكن لنوافق على ما يريده نصياً لكي نصل معه لنقطة الخلاف ، وهى كيفية فهم هذا النص بحسب إيرمان وخطأه.. ، ما يريده إيرمان هنا هو ان يقول أن الآب – وفقاً لهذا النص – قد إختار يسوع ليكون الإبن أي أن الإختيار هو فعل ” التبني ” أي أن فعل الإختيار كان نتيجته التبني ، فأصبح يسوع مختاراً فأصبح ” إبن الله ” ! وهذا خطأ وسوف نبيّن الخطأ ، ففي البداية نقول انه لا يوجد علاقة نصية بين ” البنوة ” و ” الإختيار ” حيث أن النص بصورته التي يريدها إيرمان يقول ” هذَا هُوَ ابْنِي مخُتَاريَ. لَهُ اسْمَعُوا ” فهو إذن إبنه وهو أيضاً إذن مختاره ( أو المختار ) لكن النص لم يقل أبداً أنه إختاره ليكون إبنه أو أنه إختاره ليكون إبنه من بين البشر ، فهناك وصف بـ ” الإبن ” وهناك وصف أخر منفصل عنه هو ” مختار ” ، ونعرف جميعا ان فعل الإختيار لابد ان يكون متبعاً بما اختير الفاعل ( المسيح ) لاجله أو ليقوم به ، فما هو هذا الفعل؟ ، قبل أن نجيب على هذا السؤال السهل البسيط الواضح دعونا نعرف لماذا قال القديس لوقا هذه الكلمات عن الرب يسوع المسيح ، فالحقيقة ان هذه نبوة من العهد القديم من سفر أشعياء النبي حيث قال ” هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ، مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ ” ( أشعياء 42 : 1 ) ، فواضح جدا ان النبوة تتكلم عن الرب يسوع المسيح كـ ” عبد ” كما جاء في رسالة القديس بولس الرسول ” لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ “( فيلبي 2 : 7 ) وواضح أيضاً ان النبوة تتكلم عن الإختيار لشيء معين ، فما هو ذلك الشيء الذي أُختير من أجله الرب يسوع المسيح ليتممه ؟ ولعدم التشعب ، سنركز فقط على هذا اللفظ في إنجيل مار مرقس فقط لكي نأتي بتعريفه عند مار مرقس كما يريد إيرمان :
يقول ترنت باركر :
In the Exodus narrative (Exod. 18–24), God spoke from a cloud to reveal his nature and his will. The transfiguration ends as the disciples hear the divine voice from the cloud. The Gospel poses the question, “Who is Jesus?” Taking up Old Testament language (Ps. 2:7; Isa. 42:1; cf. Luke 3:22), God answers the question. Jesus is the Son of God, chosen by God to complete his plan of redemption and salvation. He completes that plan by being the suffering servant (cf. Isa. 53). God’s people must listen to him. There is no need to build tabernacles and hope Moses and Elijah will return. Their day has passed. Their voices are drowned out by the voice of Jesus, the chosen Son. Commitment to God means listening to his Son.[35]
ويقول كينث باركر :
The Voice speaking from the cloud is the awesome Voice of God the Father himself. The message expressed by the Voice is so clear that any uncertainty about the meaning of some of the other aspects of this great scene become comparatively unimportant. The focus throughout the Transfiguration is on the supreme person and glory of the Lord Jesus Christ. And now he is expressly declared to be God’s Son—a declaration similar to that spoken by the Voice at Jesus’ baptism (cf. 3:22) and later just before his passion (Jn 12:28–30). It affirms that Jesus is the one who is sent by God and who has God’s authority. These words spoken by the Voice on these three occasions affirm that Jesus is the Son of God, is obedient to him, and possesses divine authority for his mission. The words “this is my Son” recall Ps 2:7; “chosen” (GK 1721) points us to Isa 42:1 and the concept of the Suffering Servant found in the broader context of Isaiah (esp. 52:13–53:12).[36]
ويقول ولتر إيلول :
In addition, the voice from the cloud (the cloud represents God’s presence) says to listen to Jesus, stressing again that Jesus is God’s final and definitive revelation. The scene is similar to Jesus’ baptism (3:21–22), for Jesus is again called God’s chosen Son. The purpose of the story is to confirm Jesus’ sonship and glory. The disciples think that Jesus’ passion rules out his glory, but actually the passion is the route to glory.[37]
ويقول أليسون تريتس :
He was indeed the “Chosen One”; the disciples were to “listen to him” (9:35), obey him, and work with him for the fulfillment of the divine purpose. The Son of Man “must” suffer, but, in doing so, he would bring many sons and daughters to share in his glory (cf. Heb 2:10). The Transfiguration seems to be a proleptic foretaste of the glory of Jesus, revealed in his mighty resurrection from the dead, his glorious ascension into heaven, and the dramatic events associated with Pentecost and the subsequent spread of the Kingdom of God through the Spirit-directed expansion of the Christian church. In conclusion, the words of Archbishop Ramsey (1949:101–102) about Jesus’ transfiguration are insightful:[38]
ويقول أرثر جاست :
ὁ υἱός μου ὁ ἐκλελεγμένος—The perfect passive participle ὁ ἐκλελεγμένος, used as a title for Jesus, shows that he is the Son who from all eternity has been chosen to accomplish the plan of salvation. The beloved Son (cf. Jesus’ baptism) is also the Chosen One. The words here are a clear repetition of Ps 2:7 and the Father’s words at Jesus’ baptism; they also refer to Jesus as Israel reduced to one, the Suffering Servant of Is 42:1. It is the eternal plan of God that Jesus suffer rejection and crucifixion and be exalted to glory, seen momentarily here and consummated at the resurrection. Clearly, Luke sees Jesus here as the Suffering Servant of Isaiah, the Chosen One, the true Israel, whose “exodus” is about to be accomplished in Jerusalem.[39]
ويقول جورج بييَل :
Second, the address of Jesus as ho eklelegmenos (“the chosen” [9:35]) by the heavenly voice is likely an allusion to Isa. 42:1 (“Here is my servant, whom I uphold, my chosen [ho eklektos mou], in whom my soul delights”), especially in light of the allusion to the same verse in the heavenly voice of the baptismal account: en soi eudokēsa (“with you I am well pleased” [3:22]). As in the qualification to Peter’s confession where the suffering of the Messiah is explicitly noted (9:22), this glorious experience on the mountain is also qualified by the mission of the Suffering Servant, who will be rejected.
Third, as ho eklelegmenos (“the chosen”) points back to Jesus’ baptismal experience, so the phrase ho huios mou (“my son” [9:35]) is identical to ho huios mou of 3:22, where one finds the allusion to the Davidic psalm of Ps. 2:7. As in that context, here the royal messianic sense is clear. This use of the “Son” terminology is found elsewhere in the Lukan writings (4:41; 18:38–39; 20:41, 44 [cf. 8:28; 10:22; 22:70; Acts 9:20]).
With these allusions appearing in one context, a Mosaic figure emerges who is also the Suffering Servant and the Davidic royal figure appearing at the end of times. These paradigms help to clarify the mission of Jesus, even though by themselves they are inadequate to explicate fully his significance.[40]
ويقول فريدريك جودت :
It is a question here of the elect in an absolute sense, in opposition to servants, like Moses and Elijah, chosen for a special work.[41]
ويقول نورفال جلدنهويز :
When the Saviour at His baptism accepted the work of redemption God spoke with a voice from heaven to assure Him of His divine pleasure in Him. And now that Jesus had voluntarily chosen the way of suffering anew, by remaining upon earth, and had again laid down His divine glory in order to suffer and to die in the form of a servant (Phil. 2:7), God once more spoke with a voice from the heavenly cloud in order to express His pleasure in Christ and to proclaim to the world that He must be listened to—with attention, faith and obedience; for He is His beloved Son.[42]
ويقول كلينتون ارنولد :
The phrase “whom I have chosen” reflects Isaiah 42:1, where the messianic Servant of the Lord is called “my chosen one.”254 As at his baptism, Jesus is identified here as both the Messiah and the suffering Servant.[43]
ويقول القاموس اللاهوتي للعهد الجديد :
Common to the sayings in Lk. 9:35 and 23:35 is the fact that Christ in connection with His passion is called ὁ υἱός μου ὁ ἐκλελεγμένος (→ 144) at His transfiguration, just before entering the way of suffering,16 and then ὁ χριστὸς τοῦ θεοῦ ὁ ἐκλεκτός as He hangs on the cross.17 The first saying is a declaration of the heavenly voice, the second a contemptuous doubting of His claim by His enemies. It is in Lk., who in 24:26, 46 shows the passion to be a necessary point of transition to the glory, that this designation as the Elect is brought into connection with the suffering. He is the Elect, not merely in or in spite of His passion, but in His appointment thereto. The scorn of His adversaries proves that this Elect refuses to help Himself. Herewith His claim to be ἐκλεκτός is shown to imply a complete break with human ideas of success. The electing divine will does not depend on appearances. The combination ἐκλεκτόσ/ἐκλεκτοί is not found here, though it is striking that Lk. is the only Evangelist who has both in his gospel (cf. 18:7). Nevertheless, he does not say expressly that the ἐκλεκτός produces the ἐκλεκτοί, as does Paul in the case of the υἱός, Gl. 3:26; cf. 4:3, 5, 6, 7; R. 8:3, 9, 11, 14, 15, 19; also Hb. 2:10: The Son produces sons (cf. Eph. 1:4 ff. → 175).[44]
ويسأل ريتشرد بلايت نفس السؤال ويقول :
QUESTION—In what respect was Jesus chosen?
‘Chosen’ is equivalent to the title ὁ ἐκλεκτός ‘the Chosen One’, which is a Messianic title used in 23:35 [AB, TG, TH]. God chose Jesus for his ministry [Lns, TNTC] of redeeming the world [Lns]. Since Jesus is called ‘the Chosen One’ at 23:35, it refers to God’s choice of his Son to take the path of suffering that leads to glory [NIGTC]. God chose Jesus for the great work that had to be accomplished [Arn].[45]
ولعدم الإطالة نكتفي بهذا ولكن لو أردنا المزيد فيوجد اكثر منه بكثير ، والآن ، العلماء قالوا أن هذا الـ ” إختيار ” هو إختيار الآب للإبن لـ ” مهمة الخلاص ” و لـ ” تنفيذ الخطة الأبدية لخلاص الإنسان ” ، فإيرمان يفترض تفسير خاطيء ويبني عليه أقوال خاطئة أيضاً ، فلا علاقة هنا بين ” البنوة ” وبين ” الإختيار ” ، فهو إبن الله قبل وأثناء وبعد التجسد وكان ويكون وسيكون دائماً إبن الله الوحيد الجنس الذي هو من نفس طبيعة الآب كما قال ” أنا والآب واحد ” ( يوحنا 10 : 30 ) ، وأما عن الإختيار ، فهو الإختيار الأزلي من الله الآب لـ الله الإبن ليقوم بعمل الفداء للبشرية جميعها وهذا ما يؤكده الكتاب المقدس نفسه وحرفياً ” وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، ” ( غلاطية 4 : 4 ) ، فالكتاب يقول ” في ملء الزمان ” أي انه هنا يحدد الزمن ، زمن ماذا ؟ زمن الإرسال في الجسد أي التأنس ، أرسلَ اللهُ مَن ؟ ، أرسل إبنه ، فالمرسل هنا حرفياً هو ” إبنه ” ولم يكن مجرد إنساناً عادياً ثم تبناه ، لا ، ” أرسل إبنه ” أي منذ اللحظة الأولى للإرسال ( التأنس ) هو الإبن لانه الإبن وسيكون وكان ويكون الإبن وهذا المفهوم يؤكده الكتاب المقدس كثيراً جداً حتى أني استغرب كيف لعالم أن لا يكون يعرف هذه الأساسيات ! ، فالكتاب مثلا يقول ” بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. 10 فِي هذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا ” ( 1 يوحنا 4 : 9 ، 10 ) وكما يقول الكتاب أيضاً ” لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ، ” ( رومية 8 : 3 ) ، إذن فالكتاب يؤكد أن الإبن هو الإبن دوماً ولم يتبناه الآب ولكنه الإبن بالطبيعة ، يقول إيرمان أن الله الآب قد أعطى يسوع منزلة أو مكانة جديدة وفقاً لهذا النص وهذه القراءة أي ” هذَا هُوَ ابْنِي مخُتَاريَ. لَهُ اسْمَعُوا ” وهذا تضليل ، فحتى هذا النص لا يقول أبداً ما يدعيه إيرمان ! ، فهو ” إبنه ” و هو ” مختاره ” فكان يجب على إيرمان أن يسأل نفسه ” مختاره لأي شيء ؟! ” ولكنه كالعادة لم يفعل ، فإيرمان يحاول في معظم تشكيكاته أن يتوهم أولا ثم يهم القاريء ثانياً ان هناك شيء خفي ومستور يقوم هو بكشفه ! لكي يجذب إنتباه القاريء ! ،فحتى القراءة ” هذَا هُوَ ابْنِي مخُتَاريَ. لَهُ اسْمَعُوا ” لا يوجد بها مشكلة لاهوتيه ، على الإطلاق ، الشيء الغريب هنا وهو الشيء الذي اخذه عليه معظم العلماء الذين ردوا عليه وعلقوا على كلامه هو أن أيرمان يفترض ويبحث في طرق صعبة للغاية وهو امامه طريق سهل ومعروف وبسيط ومنطقي ، وهو ان النساخ في النص 9 :35 قد حاولوا موازاة النص هذا مع بقية النصوص في إنجيلي مرقس ومتى وهذا هو التفسير الذي إتجمع عليه كل علماء النقد النصي تقريباً ، ولكن كيف لإيرمان ألا يشذ !؟ لابد وأن يشذ عنهم مخترعاً ، وعندما يقوم العلماء بالرد عليه ، تجد إيرمان لا يرد عليهم بل يعود ويكرر ما يقوله هنا وهناك حتى ان إيرمان ذكر هذا الموضوع ( موضوع لوقا 3 :22 ) في أكثر من 5 كتب له ! تخيلوا كيف يكتب هذا الرجل ! الأشد غرابة ان إيرمان بنفسه قد إقترب بعد هذا الكلام من الحل المنطقي الصحيح وهو حديثه عن النص ( لوقا 23 : 35 ) وكان يجب عندها أن يقف ويراجع نفسه إلا أنه إستخدم هذا النص الذي يوضح خطأه في تأكيد خطأه ! ، فإيرمان يقول أن النص ” وَكَانَ الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ، وَالرُّؤَسَاءُ أَيْضًا مَعَهُمْ يَسْخَرُونَ بِهِ قَائِلِينَ:«خَلَّصَ آخَرِينَ، فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَسِيحَ مُخْتَارَ اللهِ!» ” يؤكد وجهة نظره بشأن أن القديس لوقا يقدم المسيح على أنه مجُرد ” مختار ” ! ، فبداية ، لم يلحظ إيرمان أن القديس لوقا يقول ” وَكَانَ الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ، وَالرُّؤَسَاءُ أَيْضًا مَعَهُمْ يَسْخَرُونَ بِهِ قَائِلِينَ ” ، فمن هنا الذي قال يا إيرمان؟ ، الشعب والرؤساء والقديس لوقا يذكر ما قالوه هُم وليس هو ، وهذا ما يجعل استشهادك هنا خاطيء تماماً حيث انك تعزو اللقب ” مختار الله ” الى القديس لوقا نفسه ، في حين ان القديس لوقا نفسه يقول أن هذا كان كلام الشعب والرؤساء ! فياحبذا لو نزيد التركيز ! ، الشيء الآخر وهو الذي قلت عنه انه كان من المفترض ان يُفيق إيرمان من غفلته هو المناسبة التي قيلت فيها هذه الجملة ! ما هى ؟ إنها مناسبة الصلب ! ، وهذه المناسبة هى غاية الخلاص كله ، فلا خلاص بدون الصليب ، ولهذا فالمسيح مختار الله ليتمم الفداء بالصليب ، ومما يؤكد هذا التفسير داخلياً هو ان القديس لوقا ذكر أن المسيح تم صلبه في الآية 33 حيث قال ” وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ، وَاحِدًا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ ” ثم بعد ذلك مباشرة في الآية 35 ذكر ما قاله الشعب والرؤساء عليه ” وَكَانَ الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ، وَالرُّؤَسَاءُ أَيْضًا مَعَهُمْ يَسْخَرُونَ بِهِ قَائِلِينَ:«خَلَّصَ آخَرِينَ، فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَسِيحَ مُخْتَارَ اللهِ!» ” فبمجرد أن صُلب المسيح ذكر القديس لوقا هذه العبارة ليدلل ويبرهن على أن هذا الإختيار هو اختيار الآب للإبن لقيام الأخير بعملية الفداء وليس إختيار للبنوة ، فهذا اللقب هو من الألقاب الخاصة بالمسيح لأنه هو المختار ليتمم قصده للبشرية ، والغريب حقاً أن إيرمان الذي يأخذ نص من هنا ونص من هناك ويربطما ببعض بشكل غريب لم يلحظ ان معلمنا القديس مارمرقس الرسول قد اورد هذا الإعلان ولكن بشكل آخر حين قال ” وَكَانَ فِي مَجْمَعِهِمْ رَجُلٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ، فَصَرَخَ قَائِلاً: «آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ!» ” ( مرقس 1 : 23 ، 24 ) بل والغريب أن لوقا الرسول نفسه قد اوردها ومع ذلك لم يقترب إليها إيرمان ! فقال ” قِائِلاً:«آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ؟ أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ اللهِ!». ” ( لوقا 4 : 34 ) ، بل والإغرب من ذلك أن إيرمان لم يلحظ أبداً أن هذا النص هو قول اليهود للمسيح والقديس لوقا ينقله فقط فالنص الكامل يقول ” وَكَانَ الشَّعْبُ وَاقِفِينَ يَنْظُرُونَ، وَالرُّؤَسَاءُ أَيْضًا مَعَهُمْ يَسْخَرُونَ بِهِ قَائِلِينَ:«خَلَّصَ آخَرِينَ، فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إِنْ كَانَ هُوَ الْمَسِيحَ مُخْتَارَ اللهِ ” فإفتراضات إيرمان كلها تنقصها المصداقية أو لنقُل الوعي ! ، والآن ، يجب أن نعود للأصل ، لماذا كان كل هذا ؟ اليس لإثبات صحة قراءة ميعنة في نص ( لوقا 3 : 22 ) ؟ فحتى لو فرضنا كل ما قاله إيرمان هنا عن استخدام القديس لوقا لهذه اللفظة ، فهل هذا يثبت بأي طريقة أو بأي حال أنه قالها في النص محل البحث ؟! إيرمان يتبع منهج غريب ، يقوم بجمع كل ما يمكنه أن يجمعه سواء كان له علاقة او ليس له علاقة مباشرة بالموضوع لكي يشتت ذهن القاريء عن الهدف الأول ، فيقوم بمحاولة إثبات اشياء لا مشكلة فيها اصلا حتى وإن قبلناها كما يريدها إيرمان ، لكي يقبلها القاريء البسيط له وبالتالي يكون في حالة موافقة على كلامه في الإجمال وبالتالي يمرر له الهدف الرئيسي من بحثه وهذا ستجدونه في اغلب محاولات ايرمان وتشكيكاته ! ، ثم أما بعد ، اربطوا الأحزمة ، حقاً اربطوها ، ليس لأننا سنرتفع عن سطح البحر بل لأننا سنرتفع عن سطح العقل ، بعد أن أتحفنا إيرمان بأعجوباته ، الآن يقدم لنا فاصل كوميدي ينهي به مناقشته لهذا النص وحقاً لم اتمالك نفسي عندما قرأت كلامه ، وسوف اذكركم بما قاله مرة اخرى لنضحك سوياً ، قال إيرمان ” هل معموديته تمثل هذه اللحظة؟ إذا رجعنا إلى الحدث، سنجد الإشارات الأخرى التي كتبها لوقا تقترح أن المعمودية هي بالفعل هذه اللحظة. إحدى التغييرات اللافتة للنظر التي أحدثها لوقا في تسلسل رواية مرقس جدها في نقله لموضع العظة ولعدم قبول الناصرة له إلى مستهل خدمة يسوع الكهنوتية (مرقس 6 : 1 – 6 ؛ ولوقا 4 : 16 – 30 ). كما هو معروف، لم يغير لوقا سياق الرواية في القصة، بل إنه قام كذلك بإحداث عدد من التغييرات الداخلية البارزة لكي يقدم المشهد كنوع من التحذيرات النموذجية لما سيتعرض له يسوع في الإنجيل وتلاميذه في سفر الأعمال. في السياق الذي يسبق هذا، ينزل روح الله على يسوع لحظة العماد(3 : 22 )، ثم يقوده في البرية لأربعين يوما(4 : 1 ). وحينما يعود يسوع للجليل،«بقوة الروح»( 4: 14 )، يلقي موعظته الأولى. تبدأ هذه الموعظة بإعلان يسوع عن نفسه مستعملا كلمات أشعياء ( 61 : 1 ) :« رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي(εχρισεν) لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ…». مع تسليم المرء بأن هذه الكلمات مقتبسة من الكتاب المقدس، فما يزال المرء يتساءل عن أهمية هذه الكلمة (εχρισεν) مصاغة في زمن الماضي (aorist tense)في اللغة اليونانية بالنسبة للوقا. أعني: متى تحديدا(فيما الإصحاحات التي تسبق الإصحاح 4 من لوقا)«مسح» الرب يسوع؟ تجيبنا القراءة التي استصعبها النساخ المتأخرون إجابة واضحة عن هذا السؤال: حدث ذلك في الإصحاح السابق حينما أعلن الله :«أنت ابني أنا اليوم ولدتك.» ” ! ، فماذا اقول !؟ هل لاحظتم مدى عقل هذا الرجل ؟ ، إيرمان هنا يريد ان يقول أن المسيح في في وقت عماده قد اختير من الله كإبن الله عن طريق الإختيار ، بالقول ” أنا اليوم ولدتك ” فكأنها أنا اليوم أخترتك ويقوم بربط هذا القول ( الذي لم يثبت ) بما فعله المسيح بعد هذا فيقول أنه في الأصحاح الرابع ذهب إلى البرية منقاداً من الروح القدس ثم قضى أربعين يوماً ثم عاد ليبدأ خدمته وإذا به يبدأ هذه الخدمة بقراءة قصيرة من العهد القديم ويقول فيها ” ) :« رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي(εχρισεν) لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ…» ” ، ويركز إيرمان على كلمة ” مسحني εχρισεν ” فيسأل إيرمان ، في أي أصحاح قبل هذا الأصحاح ( الرابع ) تم هذا الفعل أي فعل المسح ؟! ويبدأ بالرجوع بالرجوع بالرجوع ، وفجأة ! يخبرنا بما اكتشفه هذا الإيرمان ويقول لنا ” وجدتها ” أنها ما ابحث عنها طوال بحثي هذا وهى ” أنا اليوم ولدتك ( لوقا 3 : 22 ) ! فحقيقةً ، تباً للجهل ! ، أولاً بالنسبة لإستخدام زمن الماضي ، فهذا لا إشكال ولا خلاف فيه أبداً حيث أن المسيح فعلا هو المختار في الماضي فهو مختار من الأزل لينفذ خطه ابيه الآب ليخلص البشرية فالله كلي المعرفة ، ولكن خلافنا مع ايرمان هو ” أين هذا الماضي تحديداً ” إيرمان بهذا العقل الرائع يقول أنه حدث في الأصحاح الذي قبل الرابع ! وهنا لنا عدة ردود ، فأولاً إيرمان يعلم تماماً ان هذه النبوة قد قيلت في العهد القديم وجاءت في زمن الماضي أيضاً ، في أشعياء 61 : 1 ” رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. ” فهنا نجد الفعل في زمن الماضي ” has anointed ” فهل نذهب ونبحث خلف الأصحاح 61 لنرى أين مسح الله المسيح في هذا السفر ؟! ما هذا الخبل ؟! ، انها نبوة ومن الطبيعي انه يقتبس النبوة كما هى فما الداعي للحديث عن زمن الفعل إن كانت الجملة التي فيها هذا الفعل هى إقتباس قيل كاملاً في الماضي ؟! انه إيرمان ! ، ثانياً : إيرمان ليس مسيحياً ولكنه يعتبر ملحداً ومن هنا ينشأ فكر آخر وهو حسب النصوص المقدسة ان الرب يسوع المسيح فتح السفر ووجد الموضوع الذي كان موجوداً فيه هذا النص من العهد القديم والسؤال لإيرمان هو سؤال عقلي بحت ، ماذا لو كان المسيح لم يفتح على هذا الجزء من سفر اشعياء النبي ؟! فإن هذا الجزء لم يبحث عنه ليقرأهُ تحديدً بل فتحَ فقرأ ما خرج له ، ثالثاً وهو شيء لا أعرف كيف لم يلحظه إيرمان ، فإيرمان ركّزَ على ما قاله المسيح في البداية وهو لا يفيد ايرمان في شيء لان الرب يسوع المسيح هنا يقرأ ما جاء في العهد القديم ولكن إيرمان لم يقرأ ولم يلحظ ما قاله المسيح عندما انتهى من هذه الكلمات ، فتُرى ماذا كان رد المسيح ؟! ، لقد رد المسيح على أمثال ايرمان بكل وضوح وقال ” إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ ” ولو عدنا لهذا المكتوب الذي تم اليوم سنجد انه ” رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ” فهل يستطيع إيرمان أن يخبرنا أين هذا ” اليوم ” الذي تم فيه هذا الكلام في المسيح ؟ بمعنى ان الرب يسوع المسيح يقول ” اليوم ” فإيرمان مطالب بأن يأتينا بما حدث في هذا ” اليوم ” من مع مطابقة هذا الذي سيأتي به ايرمان مع نص النبي أشعياء لانه هو الذي قال عنه المسيح انه تم اليوم ! فهل يا إيرمان المسيح تم مسحه في هذا اليوم أم قبلها بكثير عند الميلاد ؟! وكيف يكون قد تم مسحه في هذا اليوم وهو قد تم مسحه قبلاً في العماد ؟! ، رابعاً ( هذا الجزء بحسب نظرة أيرمان ) وهو أمر غريب ألا يقرأه إيرمان وامثاله ! وهو ما قيل من المسيح بعد هذا ” فَقَالَ لَهُمْ:«عَلَى كُلِّ حَال تَقُولُونَ لِي هذَا الْمَثَلَ: أَيُّهَا الطَّبِيبُ اشْفِ نَفْسَكَ! كَمْ سَمِعْنَا أَنَّهُ جَرَى فِي كَفْرِنَاحُومَ، فَافْعَلْ ذلِكَ هُنَا أَيْضًا فِي وَطَنِكَ» ” فهنا يقول المسيح عن نفسه بلسانهم أنه قد فعل معجزات كثيرة جداً حتى أن هذه المعجزات سمعوا عنها وهم في مكانهم وهنا يتم ضرب نظرية إيرمان من وجهتين ، الأولى أن ايرمان يفترض بالخطأ ان هذا الحدث ( حدث قراءة المسيح للنبوة في الهيكل ) قد كان بعد حدث المعمودية مباشرة أي انه تَعمّد ثم فوراً ذهب للجبال ثم فوراً عاد للهيكل وقرأ في السفر ، وهذا كلام خاطيء تماماً حيث ان هناك فترة زمنية كبيرة جداً بين حدث المعمودية وحدث الهيكل هذا كما يتضح ذلك من بشارة القديس يوحنا ( 2 – 5 ) ، ومن هنا يأتي السؤال إن كان المسيح يقول ” اليوم ” بمعنى انه قد مُسح اليوم ( بحسب منطق ايرمان ) فكيف يكون قد فعل هذه المعجزات قبل أن يتم مسحهُ ؟ وبالطبع إيرمان لا يمكنه أن يشكك في تفسيرهذا النص لأنه صريح جدا بأن المسيح نفسه قد فعل معجزات قبل هذا ، ولأنه لو شكك في هذا النص في الشق الخاص بالمدة بين المعمودية والهيكل سيكون قد دمر موضوعه بنفسه تماماً حيث ستكون هذه المعجزات من المسيح حدثت قبل حدث المعمودية كله ! وبالتالي فلا يوجد لإيرمان موضوع حيث ان ( ثانياً ) ايرمان يعتمد في هذا الموضوع على ان المسيح قد أخذ قوة وهبة وعظمة ولقب وسلطان في وقت المعمودية ولهذا تجد المسيح ( بحسب فكر ايرمان ) قد قام بهذه المعجزات المؤيَدة بقوة من الله كإبن لله بعد العماد وليس قبله ! وبالتالي فيكون المسيح معه هذه القوة قبل العماد نفسه وبالتالي فلا يوجد سبب لمناقشة ايرمان في أن فعل الولادة ” انا اليوم ولدتك ” قد حدث في العماد ! بشكل تفسيري بالإضافة بالطبع الى الشق النصي ، لان ايرمان يريد ان يَصل بعقل القُراء إلى ان الرب يسوع المسيح إنساناً عادياً تماماً ولكن في لحظة من الزمان إختاره الله وتبناه وجعله ” إبن الله ” واعطاه المسحة التي اعطته القوة الخارقة وبالتالي جال يصنع هذه المعجزات الفريدة، بعد هذه الكلمات الظريفة من بارت إيرمان يدخل في النهاية وهى لم تقل غرابة عن ما قدمه قبلها من أفكار غريبة وساذجة جداً، فيستشهد بالنص ” 23 ولما اطلقا أتيا الى رفقائهما واخبراهم بكل ما قاله لهما رؤساء الكهنة والشيوخ 24 فلما سمعوا رفعوا بنفس واحدة صوتا الى الله وقالوا ايها السيد انت هو الاله الصانع السماء والارض والبحر وكل ما فيها. 25 القائل بفم داود فتاك لماذا ارتجّت الامم وتفكر الشعوب بالباطل. 26 قامت ملوك الارض واجتمع الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه 27 لانه بالحقيقة اجتمع على فتاك القدوس الذي مسحته هيرودس وبيلاطس البنطي مع امم وشعوب اسرائيل 28 ليفعلوا كل ما سبقت فعيّنت يدك ومشورتك ان يكون ” ( أعمال الرسل 4 : 23 – 28 ) وأيضاً ذكر ” 37 انتم تعلمون الامر الذي صار في كل اليهودية مبتدئا من الجليل بعد المعمودية التي كرز بها يوحنا.38 يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله كان معه.39 ونحن شهود بكل ما فعل في كورة اليهودية وفي اورشليم. الذي ايضا قتلوه معلقين اياه على خشبة.40 هذا اقامه الله في اليوم الثالث واعطى ان يصير ظاهرا ” ففي النص الأول يعود إيرمان ليتغافل ان هذا إقتباس من العهد القديم ، ويتغافل إيرمان أيضا فيه على انه كالعادة جاء متناغماً مع الصلب وهيرودس وبيلاطس ، وفي النص الثاني نفس الفكرة تقريباً حيث أنه عندما ذكر ” كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة ” قد أرفق هذا الفعل مع ” الذي ايضا قتلوه معلقين اياه على خشبة.40 هذا اقامه الله في اليوم الثالث واعطى ان يصير ظاهرا ” ليؤكد في كل مرة أن هذا الفعل والإختيار هو لمشيئة الله الأزلية وعلمه السابق هو لتتميم الخطة الإلهية للخلاص بيسوع المسيح إبنه ، وهنا ينتهي كلام إيرمان ونعود لنذكر ببعض الأمور ، ايرمان هنا يعتمد على بشارة لوقا واعمال الرسل فقط ومع هذا لم يفلح في إثبات هذا الكلام العجيب الذي يخبرنا به ، ولكن ما اريد التنويه عنه هنا أننا لن نبذل مجهودا كبيراً إن ذهبنا لبقية أسفار العهد الجديد لتضح الصورة كاملة ، فمثلا لو ذهبنا إلى مقدمة القديس يوحنا الحبيب في بشارته سنجده يقول ” فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ ” أي أن المسيح كان في البدء والمسيح هذا هو نفسه الله ، وطالما هو الله فهو له كل قدرات الله فكيف يتثنى لإيرمان أن يقول ان يسوع كان مجرد إنساناً عادياً ثم اعطاه الله القوة ؟ فهو فعلا الله ومعه كل القوة والسلطان ! ، وأيضاً لأزليّة المسيح ، لن نتعب كثيراً لو ذهبنا إلى الأصحاح السادس عشرسنجد ان الرب يسوع في حواره مع الآب قال له ” وَالآنَ مَجِّدْنِي أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ عِنْدَ ذَاتِكَ بِالْمَجْدِ الَّذِي كَانَ لِي عِنْدَكَ قَبْلَ كَوْنِ الْعَالَمِ ” إذن فالرب يسوع المسيح كان موجوداً قبل كون العالم وبالتالي فهو الله وله كل صفات الله فكيف يدعي إيرمان هذا الإدعاء ؟! عجبي !
في نهاية البحث أحب ان اقدم لكم بعض الردود على إيرمان ومنها رد من الدكتور توني كوستا[46] ، وهو رد بسيط وقصير ، وانصح بقراءته ، ورد آخر[47] لإريك ليونز وهو رد مطوّل نوعاً ما .. وكان الأخ فادي أليسكندر قد كتب مقاله بعنوان ” صوت المعمودية السماوي “[48] وقد ركّز الأخ فادي على عدم منطقية إيرمان في الإدعاء بأن النصوص كان يتم تغيرها لدافع لاهوتي ..
وإلى اللقاء مع إيرمان في شبهات أُخرى ..
« إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ »
لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا
(لو 21 : 15)
† Molka Molkan
9 / يونيو / 2011
[1] سيكون تركيزنا على القراءة ” أنا اليوم ولدتك ” ، هل هى موجودة أم لا ؟ بالمقارنة مع القراءة ” بك سررت “.
[2]Comfort, P. W., & Barrett, D. P. (2001). The text of the earliest New Testament Greek manuscripts (A corrected, enlarged ed. of The complete text of the earliest New Testament manuscripts) (43). Wheaton, Ill.: Tyndale House.
[3]Just, A. A. (2005). Vol. 3: Luke. Ancient Christian Commentary on Scripture NT 3. (66). Downers Grove, Ill.: InterVarsity Press.
بالطبع أوريجانوس ليس من الآباء ولكنه علامة.
[4]Westcott, B. F., & Hort, F. J. A. (1996). 1881 Westcott-Hort Greek New Testament (Lk 3:22).
[5]Tischendorf, C. v. (1997, c1869-1894). Vol. 3 vol.: Tischendorf’s Greek New Testament (electronic ed. of the 8th ed.) (Lk 3:22).
[6]Aland, B., Aland, K., Black, M., Martini, C. M., Metzger, B. M., & Wikgren, A. (1993, c1979). The Greek New Testament (4th ed.) (162). Federal Republic of Germany: United Bible Societies.
[7] Joseph, B. Rotherham. The New Testament Newly Translation from the Greek text of Tregelles and the critically emphasised, Page 117.
[8]Swanson, J., Aland, B., Aland, K., Black, M., Martini, C. M., Metzger, B. M., & Wikgren, A. (2003). The Swanson New Testament Greek morphology : United Bible Societies’ Fourth Edition (4th ed.) (Lk 3:22).
[9] http://bibletranslation.ws/luke1.html
[10]Holmes, M. W. (2010; 2010). The Greek New Testament: SBL Edition (Lk 3:22)
{B} {B} The letter {B} indicates that the text is almost certain.
[11]Metzger, B. M., & United Bible Societies. (1994). A textual commentary on the Greek New Testament, second edition a companion volume to the United Bible Societies’ Greek New Testament (4th rev. ed.) (112). London; New York: United Bible Societies.
[12]Biblical Studies Press. (2006; 2006). The NET Bible First Edition Notes (Lk 3:22). Biblical Studies Press.
[13] http://www.ovc.edu/terry/tc/lay06luk.htm
[14] ECF 1.1.7.1.1.27 : They use the Gospel according to Matthew only, and repudiate the Apostle Paul, maintaining that he was an apostate from the law.
[15] Kurt Aland & Barbara Aland, The Text of the New Testament , 2nd Edition, p280.
3 Since the determination of which variant sides with the majority of Greek Mss is sometimes difficult, the decisions embodied in Zane C. Hodges and Arthur L. Farstad, The Greek New Testareent according to the Majority Text (Nashville: Thomas Nelson Publishers, 1982) have been followed. This non-critical text is basically the TR, except where the latter does not follow the majority of Greek Mss.
[16]Trinity Journal Volume 7. 1986 (vnp.7.1.26). Winona Lake, IL: Trinity Evangelical Divinity School.
[17] http://en.wikipedia.org/wiki/New_Jerusalem_Bible
[18]Nestle, E., Nestle, E., Aland, K., Aland, B., & Universität Münster. Institut für Neutestamentliche Textforschung. (1993, c1979). Novum Testamentum Graece. At head of title: Nestle-Aland. (27. Aufl., rev.) (162). Stuttgart: Deutsche Bibelstiftung.
353 Ps. ii. 7.
354 The repitition seems quite superfluous.
[19]Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. (1997). The Ante-Nicene Fathers Vol.I : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. The apostolic fathers with Justin Martyr and Irenaeus. (244).
397 Ps. ii. 7; Matt. iii. 17.
398 Matt. iv. 9, 10.
[20]Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. (1997). The Ante-Nicene Fathers Vol.I : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. The apostolic fathers with Justin Martyr and Irenaeus. (251)
28 Ps. ii. 7.
[21]Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. (1997). The Ante-Nicene Fathers Vol. VI : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. Fathers of the Third Century: Gregory Thaumaturgus, Dionysius The Great, Julius Africanus, Anatolius and Minor Writers, Methodius, Arnobius. (337).
163 Cum primus coepit adolescere.
164 Aboleret.
165 Not of His own flesh but of human nature. Our Lord Himself gives a better explanation of His baptism, in His reply to the Baptist who at first forbade him: “Suffer it to be so now, for thus it becometh us to fulfil all righteousness” (Matt. iii. 15.]
166 Perfusione.
167 Compare Matt. iii. 17 with Ps. ii. 7.
[22]Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. (1997). The Ante-Nicene Fathers Vol. VII : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. Fathers of the Third and Fourth Centuries: Lactantius, Venantius, Asterius, Victorinus, Dionysius, Apostolic Teaching and Constitutions, Homily and Liturgies. (114). Oak Harbor: Logos Research Systems.
34 Ps. ii. 8, cf.St. Matt. iii. 17, & c.
[23]Schaff, P. (1997). The Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series Vol. IX. Hilary of Poitiers, John of Damascus. (144).
82 Matt. iii. 13–15.
83 Matt. iii. 3.
84 Matt. iii. 11.
85 Ps. ii. 7; Heb. i. 5, v. 5. It is by a mistake that Augustin quotes these words as pronounced at our Lord’s baptism.
[24]Schaff, P. (1997). The Nicene and Post-Nicene Fathers Vol. III. St. Augustin on the Holy Trinity, Doctinal Treatieses, Moral Treatieses. (253).
145 In quo mihi complacui—well pleased with myself.
146 In te complacui.
147 In te complacuit mihi. Matt. iii. 16, 17; Mark i. 10, 11; Luke iii. 22. [The Greek Mss., of most weight, show no variation between Mark and Luke in the last clause.—R.]
148 In quo mihi complacui—as it = in whom I am well pleased with myself.
149 In te complacui.
150 In te complacuit mihi.
151 In te placitum meum constitui, hoc est, per te gerere quod mihi placet. [Greek aorist points to a past act; hence “set my good pleasure” is a better rendering of the verb, in all three accounts, than “am well pleased.”—R.]
152 Ps. ii. 7.
[25]Schaff, P. (1997). The Nicene and Post-Nicene Fathers Vol. VI. St. Augustin: Our Lord’s Sermon on the Mount, according to Matthew. (119).
145 In quo mihi complacui—well pleased with myself.
146 In te complacui.
148 In quo mihi complacui—as it = in whom I am well pleased with myself.
149 In te complacui.
147 Mark i. 11; Ps. ii. 7; Heb. i. 5.
[26]Roberts, A., Donaldson, J., & Coxe, A. C. (1997). The Ante-Nicene Fathers Vol. X : Translations of the writings of the Fathers down to A.D. 325. The Gospel of Peter by Professor J. Armitage Robinson, Introduction and Synoptical Table by Andrew Rutherfurd, B.D. (314).
[27] يمكنكم قراءة الرد الشامل على هذه الشبهة من كل جوانبها هنا : http://www.mediafire.com/?66x663zc5gcvsgg
[28]Freedman, D. N. (1996, c1992). The Anchor Yale Bible Dictionary (1:1070). New York: Doubleday.
[29]Schaff, P. (1997). The Nicene and Post-Nicene Fathers Second Series Vol. IV. Athanasius: Select Works and Letters. (333).
[30] J. E. Rotelle, ed. Works of St. Augustine: A Translation for the Twenty-First Century. Hyde Park, NY: New City Press, 1995, 2000. 3 16:296–97.
[31]Fitzmyer, J. A., S.J. (2008). The Acts of the Apostles: A new translation with introduction and commentary (464). New Haven; London: Yale University Press.
18 Is 9:6 (9:5 lxx).
19 Jn 1:14.
20 Ps 2:7.
21 Jn 1:18.
[32]J. A. Cramer, ed. Catenae Graecorum patrum in Novum Testamentum. 8 vols. Oxford: Clarendon Press, 1840. 3:224.
[33] Bede the Venerable (c. 672/673–735). Born in Northumbria, at the age of seven he was put under the care of the Benedictine monks of Saints Peter and Paul at Jarrow and given a broad classical education in the monastic tradition. Considered one of the most learned men of his age, he is the author of An Ecclesiastical History of the English People.
23 Jerome Commentary on Psalm 1:1 (CCL 72:178–79).
[34]Cistercian Studies. Kalamazoo, Mich.: Cistercian Publications, 1973-. 117:119–20.
[35]Butler, T. C. (2000). Vol. 3: Luke. Holman New Testament Commentary; Holman Reference (149). Nashville, TN: Broadman & Holman Publishers.
GK Goodrick/ Kohlenberger number
[36]Barker, K. L. (1994). Expositor’s Bible Commentary (Abridged) (244). Grand Rapids, MI: Zondervan Publishing House.
[37]Elwell, W. A. (1996, c1989). Vol. 3: Evangelical commentary on the Bible. Baker reference library (Lk 9:28). Grand Rapids, Mich.: Baker Book House.
[38]Trites, A. A., & William J. Larkin. (2006). Cornerstone biblical commentary, Vol 12: The Gospel of Luke and Acts. “With the entire text of the New Living Translation.” (154). Carol Stream, IL: Tyndale House Publishers.
[39]Just, A. A. (1997, c1996). Luke 1:1-9:50. Concordia commentary (401). St. Louis, MO: Concordia Pub. House.
[40]Beale, G. K., & Carson, D. A. (2007). Commentary on the New Testament use of the Old Testament (312). Grand Rapids, MI; Nottingham, UK: Baker Academic; Apollos.
[41]Godet, F. L., Shalders, E. W., & Cusin, M. D. (1881). A commentary on the gospel of St. Luke (1:430). New York: I. K. Funk & co.
[42]Geldenhuys, N. (1977). Commentary on the Gospel of Luke: The English Text with Introduction, Exposition and Notes. The New International Commentary on the Old and New Testament (282). Grand Rapids, MI: Wm. B. Eerdmans Publishing Co.
254 Many Old Testament persons are described as being “chosen” by God, including Abraham (Neh. 9:7; cf. 4 Ezra 3:13; Apoc. Ab. 14), Moses (Ps. 105:26; Sir. 45:4), Levi and Aaron (Num. 17:5; Ps. 105:26; Sir. 45:16), Saul (1 Sam. 10:24; 12:13), David (Ps. 89:20; cf. Sir. 45:4), Solomon (1 Chron. 28:5, 6), Zerubbabel (Hag. 2:23), and others. The Teacher of Righteousness, the leader of the Dead Sea sect, is called “his elect” in 1QpHab 9:12. Throughout the intertestamental book of 1 En., the Messiah is called the “Elect One.”
[43]Arnold, C. E. (2002). Zondervan Illustrated Bible Backgrounds Commentary Volume 1: Matthew, Mark , Luke. (405). Grand Rapids, MI: Zondervan.
16 Cf. Lk. 9:31: Moses and Elijah speak with Him about His ἔξοδος.
17 In both cases abs., as apposition, not adj., cf. the usage of apocal. → 184. On ἐκλελεγμένος → II, 740. The reading ἐκλελεγμένος is authentic, אBLΞa ff2 (electus) syc syhlmg eth bo sa arm.—ἀγαπητός as Mt. 17:5; Mk. 9:7: ACDNΨ vg syc sypesh syhl Marc. For textual criticism cf. A. Merx, Die Ev. d. Mk. u. Lk. (1905), 266. A. v. Harnack, Studien, I (1931), 129.
[44]Theological dictionary of the New Testament. 1964-c1976. Vols. 5-9 edited by Gerhard Friedrich. Vol. 10 compiled by Ronald Pitkin. (G. Kittel, G. W. Bromiley & G. Friedrich, Ed.) (electronic ed.) (4:189). Grand Rapids, MI: Eerdmans.
TG Bratcher, Robert G. A Translator’s Guide to the Gospel of Luke. London, New York: United Bible Societies, 1982.
Lns Lenski, R. C. H. The Interpretation of St. Luke’s Gospel. Minneapolis: Augsburg, 1946.
Arn Arndt, William F. Luke. St. Louis: Concordia, 1984.
[45]Blight, R. C. (2008). An Exegetical Summary of Luke 1-11 (2nd ed.) (417). Dallas, TX: SIL International.
[46] http://www.biblicaltheology.com/Research/CostaT01.pdf
[47] http://apologeticspress.ws/articles/240269
[48] http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?t=180292