خالد منتصر يكتب : بلاها كاميليا خُد عبير
خالد منتصر يكتب : بلاها كاميليا خُد عبير
خالد منتصر يكتب : بلاها كاميليا خُد عبير
عندما تسيطر عقلية القطيع وغريزة الغوغاء، يتسيد الشارع تيار لا يفكر إلا بنصفه الأسفل ولا يشغله إلا وسواس المرأة، وعندما تسيطر فكرة الدولة الدينية تحت مظلة تنافس قبلى يقسم الوطن إلى ألتراس مسلم ومسيحى، حينها يرسم سيناريو الفتنة بشكل أسهل من رسم خط أو نقطة، لا تحتاج حينها أقلاماً أو ألواناً كثيرة لكى تصنع أبشع بورتريه فى الكون، يكفى أن ترسم امرأة لا يهم أن تكون فاتنة أو حتى متوسطة الجمال، المهم أن تكون امرأة وهذا فيه الكفاية لكل من انتقل مخه من بين أذنيه واستقر بين فخذيه لكى يحرق الدنيا ويولعها فتنة، فمن يفجر نفسه بحزام ناسف فى ميدان ليقتل أبرياء لأن أمير جماعته لوح له بالحور العين، من السهل جداً أن يحرق الوطن من أجل امرأة، ومن الشرعى جداً أن يطابق ما بين فقدان عفتها الجنسية وفقدان عفتها الدينية!، ويحكمنا منطق شعاره «عفة المرأة التى دخلت قبيلتنا لا تمس ولا تنجس من أفراد القبيلة المنافسة».
توقعت أن يحدث هذا بعد الدش البارد الذى هبط على رأس الجماعات التى صدعتنا بعد أن خرجت من الجحور بـ«كاميليا أختنا اللى لازم ترجع جنب إخواتها تصلى وتركع!»، خرجت كاميليا وقالت «أنا مسيحية»، وبالطبع خسرنا نحن، كمسلمين، أهم قيمة وقامة كانت ستقيلنا من عثرتنا الاقتصادية والعلمية وتحل مشكلة الغذاء والفقر والجهل الذى نغرق فيه حتى آذاننا!!..
هذا الدش البارد الذى لم تفلح فى تخفيف صدمته أكاذيب أبويحيى وأبوحسين وأبوحسانين وأبوجلمبو عن أدائها صلاة الفجر أمامه للزوجة، وصراخها أنا مسلمة من جراء تعذيب أمن الدولة لها، ولا جميع صور الفوتوشوب المفبركة سواء بالحجاب أو النقاب.. هذا الدش الكاميلياوى الذى وضع كلمة النهاية لأكبر فيلم عبثى فى تاريخ مصر، لم يضع كلمة النهاية لتيار يعيش على أسطوانة أو أكسجين الفتنة الدينية، وكيس دم الكبت الجنسى، والخلايا الجذعية للتخلف الفكرى.. هل سيعترفون بالبطالة ويجلسون دون عمل؟..
فليخترعوا وبسرعة شغلانة أخرى وامرأة أخرى، فاليد البطَّالة نجسة، اخترعوا عبير، وكما قال الفنان فؤاد المهندس «بلاها سوسو خد نادية»، قالوا «بلاها كاميليا خُد عبير»، و«بلاها» ممكن أن تكتب بالألف «بلاها» وأيضاً بالهاء «بلاهة»!، لا يهم إن كانت عبير فى علاقة شرعية أو غير شرعية، المهم أنها امرأة اختارت الإسلام، وهذا يكفى جداً للتغاضى عن أى خطيئة، المهم ألا تنجس عفتها بأى حيوان منوى أو غير منوى لشخص من قبيلة أخرى أدنى وأقل من قبيلتنا، فلا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى تراق على جوانبه زجاجات المولوتوف!
العقلية التى احتفت بالشورت الإسلامى لمدحت وردة وربيع ياسين من عشرين سنة، حمايةً لمشاعرنا من رؤية الركبتين الفاتنتين أو صابونة الركبة التى يتركز فيها الإغراء، هى العقلية نفسها التى أقامت احتفالات و«ليالى ملاح» لحجاب الفنانات المعتزلات وكأنهن حررن فلسطين.. هى العقلية نفسها التى تظاهرت من أجل أفيش فيلم يظهر فيه كتف ممثلة.. هى العقلية نفسها التى طالبت بمحاكمة عبدالوهاب على أغنية «من غير ليه».. هى العقلية نفسها التى تتظاهر من أجل إخفاء أنف وأذن وفم وحنجرة ونفس طالبة جامعية تحت لثام… إلخ.. عقلية يحكمها الكبت والتعامل مع المرأة بازدواجية تجمع ما بين قمة الاشتهاء والشبق وقمة الاحتقار والدونية والدناوة.
إلى كل من يتهم الفلول والأذناب والقوى الخارجية بتفجير أحداث إمبابة شاهدوا هذا الشاب على هذا اللينك http://www.youtube.com/watch?v=CBRCgtz0Ofk&feature=player_embedded لتعرفوا ماذا جرى للعقل المصرى ومن هو الفاعل الحقيقى المحرض الذى غيب عقولنا، إنه مجرد نموذج ولكنه للأسف نموذج، مسيطر تساعده نماذج مغيبة.. الوطن يحترق ونحن نتصرف كمن احترق بيته ووصلت النار إلى ذيل جلبابه وأكلت لحم أهل بيته وهو مازال يحمد الله على أن النار لم تلتهم غشاء بكارة جثث بناته!