طريقة يسوع في الحوار – الافلات من المطرقة والسندان (متى 22: 28)
طريقة يسوع في الحوار – الافلات من المطرقة والسندان
كان يسوع له تفكير نقدي متطور. استطاع من خلاله أن يهزم مُعضلات طُرحت عليه من قِبل متحديه. وعلى سبيل المثال ما تم تسجيله من قبل البشير متى والمواجهة الصعبة التي واجهها يسوع من قبل الصدوقيين. فحاول الصدوقيون ادخال يسوع في مأزق بسؤال عن الحياة الأخرى. فهم لا يؤمنون بوجود حياة أخرى ولا بالملائكة والارواح مثل الفريسيين. فسأل الصدوقيون سؤال ليسوع في انجيل متى 22
23 في ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون، الذين يقولون ليس قيامة، فسألوه 24 قائلين: «يا معلم، قال موسى: إن مات أحد وليس له أولاد، يتزوج أخوه بامرأته ويقم نسلا لأخيه. 25 فكان عندنا سبعة إخوة، وتزوج الأول ومات. وإذ لم يكن له نسل ترك امرأته لأخيه. 26 وكذلك الثاني والثالث إلى السبعة. 27 وآخر الكل ماتت المرأة أيضا. 28 ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة؟ فإنها كانت للجميع!»
فالحجة هنا المطروحة من قبل الصدوقيين هي حجة ذكية جدا .فهم وضعوا يسوع في مقابل شريعة موسي .وكانوا يعلمون أن يسوع يؤمن بوجود قيامة بعد الموت .وكانوا يرون فيما يؤمنون به أنهم منطقيون علي خلاف من يؤمن بوجود حياة اخري .فالمرأة لا يمكن ان تكون متزوجة للسبعة فالناموس لا يسمح بهذا .فينبغي بحسب فكرهم أن يكون لها زوج واحد (وهذه اشارة الي وحدانية الزواج وليس التعدد) .فوضعوا يسوع في مجابهة فإما ان يقف يسوع ضد موسي او ينكر وجود حياة أخري .فهذه معضلة منطقية موجهة ليسوع أما نكران الناموس الذي بموسي اعطي أو انكار وجود حياة أخري .
كان امام يسوع عده خيارات وهي:
1-اما تفادي السؤال والحديث عن موضوع أخر ليس له صله بالموضوع هذا.
2-اما أن يهددهم بالهلاك الابدي.
3-او تناول الامر من ناحية منطقية بدون تردد او خجل فكانت اجابة يسوع قوية وذكية فقال يسوع لهم انكم في خطأ وفشلتم في معرفة الكتاب وقوة الله. ولنرجع لرد يسوع في متى 22: 30 – 32
29 فأجاب يسوع وقال لهم: «تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. 30 لأنهم في القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله في السماء. 31 وأما من جهة قيامة الأموات، أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل: 32 أنا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب؟ ليس الله إله أموات بل إله أحياء». 33 فلما سمع الجموع بهتوا من تعليمه. 34 أما الفريسيون فلما سمعوا أنه أبكم الصدوقيين اجتمعوا معا،
فكانت اجابة يسوع بارعه تؤكد مهارته وذكاءه وسرعة البديهة لديه. فيسوع لم يخضع للخيارين بل اوجد خيار ثالث مبني على الكتب المقدسة. فكان يمكن ليسوع أن يتماشى مع ما طرحوه ويذوب ويتوه في المعضلة.
ثانياً كان رده هو اعتراض منطقي فقارن يسوع بين القيامة للرجال والنساء مع الملائكة وهو يعلم تماماً انكار الصدوقيين للملائكة. وكان غيرهم من اليهود يؤمنون ايضا ان الملائكة لا تتزوج او تنجب.
ثالثاً استشهد يسوع بنصوص يحترمها الصدوقيين حيث أعلن الرب لموسى من العليقة انه إله ابراهيم واسحق ويعقوب مثل خروج 3
6 ثم قال: «أنا إله أبيك، إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب». فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله.
وكان يمكن ليسوع أن يستشهد من كتابات خارج الكتب الخمسة الاولي لدعم القيامة مثل ما جاء في دانيال 12: 2 وما جاء في ايوب 25 – 27 ولكن يسوع يعلم تماماً ايمان للصدوقيين بالكتب الخمسة الاولي.
والتي كان يستشهد منها مثل ما جاء في متى 5: 17 – 20 ويوحنا 10: 35.
رابعا استشهاده بالآية في صيغة المضارع فالله لم يقل كنت إلههم بالماضي بل قال انه أله حي يشمل جميع من ماتوا واضاف القديس متى أن من سمع حجة يسوع بهتوا من تعليمه لان يسوع أبكم الصدوقيين.
المرجع
ESCAPING THE HORNS OF A DILEMMA Douglas Groothuis