شيخ الأزهر أمام تواضروس: الإسلام يُدان وحده والتطرف المسيحي يمر بسلام
شيخ الأزهر أمام تواضروس: الإسلام يُدان وحده والتطرف المسيحي يمر بسلام
قال شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب أن هناك كيل بمكيالين فيما يتصل بإرهابيين مسلمين وما يتصل بإرهابيين مسيحيين أو يهود.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الإمام الأكبر أمام مؤتمر “الحرية والمواطنة”، الثلاثاء، بالقاهرة بحضور الأنبا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حيث أكد شيخ الأزهر أنه من المحزن والمؤلم، تصوير الدين وكأنه أداة سحقت بها أجساد الأبرياء الشرذمة الشاردة عن نهج الدين وأوشكت على أن تجيش العالَم كله ضد الإسلام.
وأضاف أنَّ البحث في كل ذلك هو أوجب ما تُعقد له الندوات، وألزم ما يلزم رجال الدين والمُفكِّرين، وأحرار العالَم وعُقلاءه لتعرية هذا الوباء الحديث، وتحديد المسؤول عنه، وعن الدِّماء والأشلاء التي تُراق كل يوم على مذابحه وتقدم قرابين لأوثانه وأصنامه.
وأكد شيخ الأزهر الشريف أن المتأمل المنصف في ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تخطئ عيناه هذه التفرقة اللا منطقية، أو هذا الكيلَ بمكيالين بين المحاكمة العالمية للإسلام من جانب، وللمسيحية واليهودية من جانب آخر، رُغم اشتراك الكل في عريضة اتهام واحدة، وقضية واحدة هي قضية العنف والإرهاب الديني.
وقال “بينما مرَّ التطرُّف المسيحي واليهودي بردًا وسلامًا على الغرب دون أن تُدنَّس صورة هذين الدينين الإلهين؛ إذا بشقيقهما الثالث يُحبَسُ وحده في قفص الاتهام، وتجري إدانتُه وتشويه صورتهِ حتى هذه اللحظة”.
مضيفا “نعم! لقد مرت بسلام أبشع صور العنف المسيحي واليهودي في فصلٍ تامٍ بين الدِّين والإرهاب، ومنها على سبيل المثال: اعتداءات مايكل براي بالمتفجرات على مصحات الإجهاض، وتفجير في تيموثي ماكْفي للمبنى الحكومي بأوكلاهوما، وديفيد كوريش، وما تسبب عن بيانه الديني من أحداث في ولاية تكساس، دع عنك الصراع الديني في أيرلندا الشمالية، وتورط بعض المؤسسات الدينية في إبادة واغتصاب ما يزيد على مائتي وخمسين ألفًا من مسلمي ومسلمات البوسنة”.
وجاءت كلمة شيخ الأزهر بعد يومين من صدور بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اعتبر فيه وصف الإسلام بالفاشية والإرهاب افتراء خطيرا على الإسلام، وإهانة لمليار و700 مليون مسلم، ويشكل تهديدا لروح التعايش السلمي العالمي. وحذر الاتحاد من أن الترويج لهذا الوصف مع العنصرية، إثارة لفتن أخرى تساعد على مزيد من الفوضى الهدامة في العالم أجمع، وتهدد بحرب عالمية ثالثة.
كما اعتبر مراقبون تصريحات شيخ الأزهر بمثابة رد على تصريحات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي حمّل ما وصفه بالتطرف الإسلامي مسؤولية العديد من الحوادث.
وسبق أن صرح السيسي لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية خلال حوار أجراه على هامش مشاركته في أعمال الدورة الـ٧١ للجمعية العامة للأمم المتحدة قائلا إنه ينبغي تصحيح الخطاب الديني مؤيدا وقتها استخدام مصطلح “التطرف الإسلامي”، وذلك ردا على سؤال من محاورته عن مدى عدالة استخدام مصطلح “التطرف الإسلامي”.
كما أكد السيسي في حفل بمناسبة ذكرى المولد النبوي قبل عامين “أن هناك نصوصا تم تقديسها على مدار مئات السنين تعادي الدنيا كلها”، وتساءل وقتها “يعني 1.6 مليار هيقتلوا الدنيا كلها اللي فيها 7 مليار علشان يعيشوا هما” رابطا بشكل واضح بين الإرهاب والدين الإسلامي.
كما أثار الجيش المصري جدلا واسعا في شهر يوليو تموز من العام الماضي حيث أجرى تدريبات بحضور السيسي نقلها التلفزيون المصري على الهواء مباشرة بحضور السيسي، وقام وقتها باستخدام مجسم لمسجد كهدف إرهابي اقتحمه جنود وضباط الجيش، وهو ما اعتبره مراقبون ربطا واضحا بين المساجد والإرهاب.