أقتباس كتابي
7 وأخبروا يوثام فذهب ووقف على رأس جبل جرزيم ، ورفع صوته ونادى وقال لهم : اسمعوا لي يا أهل شكيم ، يسمع لكم الله
|
||
|
||
أقتباس كتابي
|
||
هل كانت الاشجار تتكلم مع بعضها في الكتاب المقدس ؟!
للرد نقول ان هذا مثل ضربه يوثام وليس حقيقة بل مثل
وتعريف المثل
تعريف المثل
(1) كما قال المبرد :المثل مأخوذ من المثال، وهو قول سائر يشبه فيه حال الثاني بالأول. والأصل فيه التشبيه.
(2) وكما قال ابن السكيت: المثل: لفظ يخالف لفظ المضروب به، ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ، شبهوه بالمثال الذي يعمل عليه غيره.
(3) وكما قال الزمخشري: المثل في الأصل بمعنى المثل، أي النظير.
الفائدة من الأمثال:
والفائدة من الأمثال، إنها تقرب المراد للعقل، لأنها تصور المعقول بصورة المحسوس، فتجعل المعاني كالأشخاص، وهذا يثبتها في الاذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس.
فالكتاب بيقول
في المزمور
طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس
لكن في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه. التي تعطي ثمرها في أوانه. وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح
شبه الرجل بالشجرة المغروسة
“ثَمَرُ الصِّدِّيقِ شَجَرَةُ حَيَاةٍ، وَرَابحُ النُّفُوسِ حَكِيمٌ” (سفر الأمثال 11: 30)
اَلصِّدِّيقُ كَالنَّخْلَةِ يَزْهُو، كَالأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو” (سفر المزامير 92: 12)
كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَرًا وَلَمْ يَجِدْ. فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَرًا فِي هذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضًا؟ فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَرًا، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا” (إنجيل لوقا 13: 6-9)
]مت 3:10
والآن قد وضعت الفاس على اصل الشجر . فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا
تقطع وتلقى فيالنار هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة . واما الشجرة الردية فتصنع
اثمارا رديّة .
مت 7:18
كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار
مت 7:19
كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار .
لو 3:9
والآن قد وضعت الفاس على اصل الشجر . فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا
تقطع وتلقى في النار
لو 6:43
لانه ما من شجرة جيدة تثمر ثمرا رديّا . ولا شجرة ردية تثمر ثمرا
جيدا .
لو 13:6
وقال هذا المثل . كانت لواحد شجرة تين مغروسة في كرمه .
الي كانت رمز للامة اليهودية
يطلب فيها ثمرا ولم يجد .
وغيرها من الايات الكثيرة
تفسير الايات الاولي من سفر القضاة اصحاح 9 اية7 حتي 21
عدد7 فجرزيم:الجبل الذي تليت عندة البركات لمن يطيع الله (يوشع اصحاح الثامن عدد 30 الي 33) فغضب يوثام من اهل الشكيم لقتلهم اخوتة ,فصعد علي جبل الجرزيم وجبل عيبال ونادي علي سكانها ليسمعوه فيقبلهم الله ويسمع طلباتهم وهذة بداية حكيمة منه ليجذبهم فيها لسماع كلامه بمثل ليشوقهم حتي يسمعو كلامه ومن علي الجبل في البرية يمكن ان يدوي الصوت فيسمع في كل الوادي بل وعلي الجبل المقابل ايضا
فابتدي يوثام وعظتة بمثل الاشجاار
ليوصل لهم المعلومة ويقربها لقلبهم
عدد8:تمسح عليها ملكا:تقسم عليها ملكا وقيل تمسح لان من طقوس اقامة ملوك اسرائيل مسحهم مسحة مقدسة بالزيت المقدس
ضرب لهم مثلا من الطبيعة قائلا ان الاشجار قررت ان تقيم عليها ملكا فعرضو الملك علي شجرة الزيتون
عدد9:رفضت شجرة الزيتون الملك قائلة انها لن تضحي بدهنها الطيب ذي المنافع العديدة من اضاءة الرج وصنع الدهن المسحة المقدسة واضافتة لاطعمة شهية ,فهي لن تترك كل هذا لكي تستعيض عنه بعظمة زائلة لا ينتفع بها احد فيعلن بهذا المثل ان عمل الانسان وخدمتة لمن حوله اهم من حبه للرئاسة الذي وراءه الكبرياء والتسلط كما فعل ابيمالك
عدد10 و 11 :توجهت الاشجار الي شجرة اخري نافعة هي شجرة التين وعرضت عليها ان تملك علي بقية الاشجار فرفضة ايضا لانها ليست علي استعداد لانها ترك خدمتها للناس بمنحهم الثمر الطيب الذيذ الطعم لكي تتباهي بعظمة الملك الزائفة
عدد12و13 :المسطار عصير العنب الطازج قبل ان يختمر. نفس العرض تقدمت به الاشجار للكرمه واجابت بنفس الرد المشابه للاشجار النافعة الاخري وهو انها لن تترك عيصير العنب الذي يفرح قلوب الناس ويسكب علي الذبائح فيسر به الله ويرضي علي مقدميها
عدد14:عندما لم تجد الاشجار استجابة من الاشجار البهية النافعة,اضطرت لعرض الملك علي شجرة لا تعطي قمرا ولا ظلالا وكلها شوك وهي شجرة العوسج والتي كانو يستخدمو شوكها في الوقود لانة سريع الاشتعال
عدد15كان العوسج يعلم برفض الاشجار الاخري للملك ويعلم ان اللجوء اليه لم يكون لجدارته ,لذالك تحدي الاشجار الاخري بانهم لو كانو فعلا يريدونه ملكا عليهم فلياتوا ويحتموا بظله قال هذا وهو يعلم انه ليس له ظل لتظلل به الاشجار وبالتالي فهو لا يستطيع حمايتها ولا يصلح ملكا عليها , واضاف انه لو لم يقدروا ان يحتمو بظله =وهو بالتاكيد الامر الواقعي فسيحدث الخلاف بينهما لان الاشجار ستدرك عدم النفع العوسج لها فتقلب عليه وهو سيقابل انقلابها هذا بالعنف اذ ستخرج النار منه لتحرق الاشجار حتي العظيمة فيها مثل شجرة الارز المعروفة بضخامة جزعه وعلو ساقه
كان يوثام بهذا المثل يشير الي اهل شكيم بالاشجاروالاشجار النافعة واشجار الارز باولاد جدعون الذين اغتالهم ابيمالك ويشير بالعوسج الي ابيمالك الشرير ,مبينا حماقة اهل شكيم في الالتفاف حوله وتنصيبة ملكا عليهم ويشير الي ابناء جدعون الذين قتلوا بانهم مثل اشجار الزيتونوالكرمة والتينة الذين لا يطلبون حب الرئاسة بل يخدمون من حولهم بهدوء.اما ابيمالك فيشير اليه بالعوسج العاجز عن خدمة غيرة لان ليس له ظل بل علي العكس يؤذي من حوله باشواكه ويحترق بسهولة ,فيحرق من حوله الذين هم اهل شكيم المؤيدين له ونري هنا ان الاختيار السئ للقائد يؤزي كل من الشعب والقائد ايضا
عدد16 ارتكب اهل الشكيم خطاين كبيرين ,الاول تمليكهم ابيمالك والثاني عدم الوفاء وحفظ الجميل لجدعون وابنائه فوبخهم يوثام في صيغة تساؤل فاجاب علية في نهاية خطابة في العدد 20 فهو يسالهم ان كان تمليك ابيمالك هو عدل وتم بناء علي كفاءة وجدوها فيه ويسالهم ان كانو بتصرفهم هذا قد حفظو الجميل الذي فعله لهم جدعون
عدد17 يذكرهم بما فعله وقام به جدعون من حروب بغرض انقاذ بني اسرائيل من بطش اعدائهم المديانيين,وما تحمله من مخاطر ليحقق لهم الحرية والامان.
عدد18 لم يعترض اهل شكيم علي افعال ابيمالك بقتلة الاخوة السبعين ابناء جدعون ولم يوبخوه علي عمله الشرير بل جاملوه وبايعوه ملكا وهو ليس ابنا من زوجة حرة ولكنة ابن جارية وبذالك لا يكون له حق في ان يرث ابيه لا في المال ولا في السلطة
عدد 19 يظهر يوثام تحقيره الشديد لفعل اهل الشكيم مع جدعون واهل بيته باسلوب فية استخفاف بتصرفهم ,اذ يقول لهم ان ما قاموا به عمل نحو بيت جدعون ان كان عما عادلا فهنيئا لهم بابيمالك ملكا.
عدد20:وان لم يكن عملاعادلا بل عملا ظالما كما هو الحال فعلا فسينقلب عملهم عليهم وستشعل نار النزاع والحروب بينهم وبين ابيمالك فيموت منهم الكثيرون ويموت ابيمالك ايضا
وقد تحقق بالفعل ما قاله يوثام كما سياتي في الاعداد التالية
عدد21 :بعد القاء يوثام خطابه الذي يشع مرارة وجراة في نفس الوقت هرب حتي لا يعثر ابيمالك ويبطش به كما سبق وفعل باخوته السبعين وهرب الي مكان يسمي البئر يقع بين شكيم واورشاليم
نقلت التفسير ليكم من الكتاب الرائع
الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم شرح لكل اية الجزء الرابع يشوع والقضاة وراعوث اعداد مجموعة من كهنة وخدام كنيسة مارمرقص بمصر الجديدة صفحة264 و265 و266
عظيمٌ هو أمر هذه التينة .. ففى المثل الذى ضربه يوثام .. أردت الأشجار أن تتوج هذه التينة عليها ملكة .. فرفضت أن تتباهى بالألقاب أو أن تسعى وراء الذات والكبرياء .. وقالت : ” فقالت لها التينة أاترك حلاوتي وثمري الطيب وأذهب لكي أملك على الأشجار.. ” (قض 9 : 11)
لقد رفضت هذه التينةالعظيمة أن تقضى أيامها وسنينها فى الحكم على الأخرين .. فى النميمة ومسك السيرة .. تاركة حلاوتها وثمرها الطيب .. لذا قال سليمان الحكيم : ” كممسك أذني كلب هكذا من يعبر ويتعرض لمشاجرة لا تعنيه ” (أم 26 : 17)
ويؤكد معلمنا بطرسنفس الأمر بقوله : ” فلا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق أو فاعل شرأو متداخل في أمور غيره ” (1بط 4 : 15)
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
. حديث يوثام مع شكيم :
“يهوثام” كلمة عبرية تعني (يهوه تام أو كامل).
إذ رأى يهوثام هجوم الأعداء على إخوته هرب، فجاء قوم يخبرونه بما فعل أبيمالك بهم وكيف اغتصب السلطة وأقام نفسه ملكًا على أهل شكيم، فذهب يوثام ووقف على جبل جرزيم ورفع صوته مناديًا أهل شكيم أن يسمعوا له، ثم أخذ يروي لهم مثل الأشجار والعوسج ليوبخهم على اختيار أبيمالك ملكًا، وقتلهم إخوته بلا ذنب.
نحن نعلم أن الوادي الذي فيه تقع شكيم (نابلس)، يقع بين جبل الجرزيم وعيبال، على الأول وقف نصف الأسباط ينطقون بالبركات وعلى الثاني النصف الآخر ينطقون باللعنات (يش 8: 33-35). وقف يوثام على الجبل يتكلم كما على منبر، وفي وسط الصحراء يدوي الصوت، فيمكن سماعه في شكيم بل وعلى الجبل المقابل عيبال. تكلم من جبل البركة لا جبل اللعنة حتى يقبلوا السماع له حتى النهاية، إذ بدأ بالمثل بطريقة غامضة ومشوقة حتى يجتذبهم للاستماع والتفكير وختمه بالنتيجة المؤلمة حتى إذا ما ثاروا عليه يستطيع أن يهرب في إحدى مغائر الجبل وكهوفه الكثيرة فلا يعرفون له أثر.
قال يوثام “مرة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكًا” [8]. إنها قصة خيالية يظهر فيها الأشجار تتحرك معًا، وتفكر وتطلب أن تقيم لها ملكًا، وهو بهذا يجتذبهم للاستماع خلال التمثيل الخيالي، ومن ناحية أخرى يستطيع أن يعلن ما في داخله من مرارة نفس دون تجريح بأسماء معينة.
“فقالت للزيتونة: أملكي علينا. فقالت لها الزيتونة: أأترك دهني الذي به يكرمون بيّ الله والناس وأذهب لكيّ أملك على الأشجار؟!” [8-9]. ما هذه الزيتونة إلاَّ الكنيسة الحية أو بمعنى أدق المؤمن المرتبط بالكنيسة والمغروس فيها كزيتونة خضراء، وكما يقول المرتل: “أما أنا فمثل زيتونة خضراء في بيت الله” (مز 52: 8)، ويقول النبي: “زيتونة خضراء ذات ثمر جميل الصورة دعا الرب إسمكِ” (إر 11: 16). فالمؤمن المثمر بالروح إذ هو ممتلئ في الداخل لا يسعى نحو السلطة، وحتى حينما يُطلب ليملك يشتهي إن أمكن أن يخدم الله والناس بزيت النعمة الداخلي ولا ينشغل بالمظاهر الخارجية مهما تكن كرامتها. إنه يقول مع الزيتونة صاحبة الثمر: “أأترك دهني (زيت الزيتون) الذي به يكرمون بيّ الله والناس وأذهب لأملك على الأشجار؟!”. فما يبهج قلبها أن تقدم زيتها في المنارة الذهبية لتحترق أمام مذبح الله، وتهب بزيتها شفاءً للناس (يستخدم كدواء) وشبعًا لهم (يستخدم في الطعام)، يُستهلك زيتها في بيت الله وفي حياة الناس أفضل من أن تنشغل بكرامات بين إخوتها الأشجار.
“ثم قالت الأشجار للتينة تعالي أنت أملكي علينا. فقالت لها التينة: أأترك حلاوتي وثمري الطيب لكي أملك على الأشجار؟!” [10-11]. التينة أيضًا كالزيتونة تُشير إلى الكنيسة الحية التي تضم أعضاءها في داخلها كالبذر الرفيع تحتضنه بغلاف روح الحب والوحدة الحلو كقول القديس يوحنا الذهبي الفم[4]: [وكأن التينة تتمسك بالغلاف الحلو أي بروح الحب والوحدة لتقدم ثمرًا طيبًا لكل نفس عوض الانشغال بالكرامات الزمنية التي تمزق الوحدة وتنزع الحب عن الجماعة المقدسة.
“فقالت الأشجار للكرمة تعالي أنت وأملكي علينا. فقالت لها الكرمة: أأترك مسطاري الذي يفرح الله والناس وأذهب لكي أملك على الأشجار؟!” [12-13]. إن كانت الزيتونة اشتهت أن تقدم زيتًا يحترق ويُستهلك لأجل الله والناس، والتينة تقدم روح الحب والوحدة من أجل شبع كل نفس، فالكرمة وهي تمثل الكنيسة بكونها بيت الصليب فيها يعصر العنب لينتج مسطارًا (خمرا جديدًا)، فهي تفرح بالصليب والألم لكي يُسر بها الله ويفرح الناس عوض طريق الكرامة المتسع والسهل. إنها تقبل الطريق الكرب والباب الضيق من أجل الرب وخلاص الناس (مت 7: 14). خلال الصليب (المعصرة) تنتج الكرمة خمرًا يستخدم كسكيب على الذبيحة اليومية (خر 29: 38-40) يُشير إلى فرح الله المرتبط بذبيحة المسيح، أو لتعزيتها الملتحمة بالضيقات من أجل الرب[5].
أخيرًا إذا جاءت الأشجار إلى العوسج تطلب ذات الأمر، “قال العوسج: إن كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكًا فتعالوا واحتموا تحت ظلي، وإلاَّ فتخرج نار من العوسج وتأكل أرز لبنان” [14-15]. العوسج نبات ذو أشواك يظهر عادة في المناطق الجافة لا يحتاج إلى مياه كثيرة. لقد طلب العوسج من الأشجار أن تحتمي تحت ظله مع أن الأشجار أكثر علوًا وضخامة من نبات العوسج الصغير الحجم، هذا وورقه وأشواكه حادة لا يستطيع أحد أن يستظل تحته، وإذ هو قليل الرطوبة يتعرض للحرق، بل ويسبب احتراقًا للأشجار التي بجواره. هكذا يشبه يوثام أبيمالك بالعوسج الشجيرات الجافة التي بلا نفع، بل بها أشواك مؤذية، وبسبب تعرضها للحريق تحطم الأشجار التي حولها.
يوبخ يوثام أهل شكيم لأنهم قتلوا إخوته الذين لا يطلبون السلطة بل هم كالزيتونة والتينة والكرمة يودون الخدمة والبذل، وأقاموا أبيمالك العوسج الذي يحترق بشره ويحترقون هم معه بعد أن تصيبهم أشواكه المؤذية.
قبل أن يهرب يوثام وبخهم لأنهم ردوا محبة جدعون وجهاده الأمين لأجلهم بقتل أبنائه، وفي سخرية مملوءة تحذيرًا ختم قوله: “فأفرحوا أنتم بأبيمالك وليفرح هو أيضًا بكم. وإلاَّ فتخرج نار من أبيمالك وتأكل أهل شكيم وسكان القلعة، وتخرج نار من أهل شكيم وسكان القلعة وتأكل أبيمالك” [19-20]. ظنوا في اختيارهم لمن هو من مدينتهم أنه قادر أن يسندهم، لكنهم لم يدركوا أن شره كالنار تخرج منه كما من العوسج لتحرقهم مع أنها كأشجار الأرز، وبسبب شرهم إذ اشتركوا معه في قتل إخوته السبعين وتمليك رجل فاسد عليهم تخرج نار لتأكله هو! كأن الاختيار السيئ للقيادة الروحية مهلكة للخادم والمخدومين معًا! إنه احتماء بالعوسج المملوء أشواكًا، يظن أنه قادر على حماية غيره، فإذ به يلتهب بنار الشر فيحترق ويحرق المحتمين فيه.
إذ قال يوثام هذا هرب إلى بئر وأقام هناك من وجه أبيمالك [21]. توجد أماكن كثيرة تحمل هذا الاسم، فالبعض يرى أنه ذهب إلى بئر سبع، والبعض يرى أنه ذهب إلى ما يسمى الآن “البيرة” تبعد عشرة أميال شمال أورشليم…. على أي الأحوال لم يكن ممكنًا ليوثام أن يهرب من أهل شكيم الذين ملّكوا “أبيمالك” عليهم، أي يهرب من الشر الذي يُرى في إبليس ملكًا عليه، إلاَّ بالاحتماء في البئر الحقيقية أي مياه المعمودية المقدسة، التي فيها سحق السيد المسيح إبليس تحت قدميه، واهبًا إيانا بروح القدوس روح البنوة، فنقبل الله الآب ملكًا علينا عوض أبيمالك (تعني أبي يملك).
تفسير القمص انطونيوس فكري
آية (7): “واخبروا يوثام فذهب ووقف على راس جبل جرزيم ورفع صوته ونادى وقال لهم اسمعوا لي يا أهل شكيم يسمع لكم الله.”
يهوثام = يهوة تام أو كامل. وكان حديث يوثام لأهل شكيم حين سمع بما فعلوه وأنهم أقاموا أبيمالك ملكاً عليهم. وكان كلام يوثام كأنه إنذار أو نبوة من الله لشكيم ولكن كان أهل شكيم لهم أذان ولا يسمعون. يسمع الله لكم = أى يجازيكم خيراً بإستجابة طلباتكم. ولقد وقف يوثام على الجبل كمن على منبر. وفى وسط الصحراء يدوى الصوت فيمكن سماعه فى شكيم بل وعلى الجبل المقابل عيبال. وبدأ كلامه بمثل بطريقة غامضة ومشوقة ليجذبهم للإستماع والتفكير وختم بالنتيجة المؤلمة حتى إذا ما ثاروا عليه يستطيع أن يهرب فى إحدى مغائر الجبل. وروعة المثل قالهُ يوثام تتفق مع كونه إبناً لرجل عظيم مثل جدعون.
آية (8): “مرة ذهبت الأشجار لتمسح عليها ملكا فقالت للزيتونة املكي علينا.”
هل الأشجار تطلب حماية من ملك ؟! هذا أول توبيخ لهم على فكرة وجود ملك ليحمى إسرائيل، فالله هو الذى يحميها كما يحمى الأشجار. والنصيحة التالية أنهم لو فكروا أن يكون لهم ملك فليكن لهُ فائدة مثل الزيتونه والكرمة والتينة، أى قادر على العطاء وعلى خدمة شعبه.
آية (9): “فقالت لها الزيتونة ااترك دهني الذي به يكرمون بي الله والناس واذهب لكي املك على الأشجار.”
الزيتونة مصدر الزيت والدهن هى رمز للكنيسة المملوءة من الروح القدس أو النفس المملوءة من الروح (مز 52 : 8 + أر 11 : 16). والإنسان المملوء من الروح مملوء من ثمار الروح لا يبحث عن كرامة زمنية أو سلطة بل يطلب خدمة الناس، ما يبهج قلبه أن يستخدم الدهن الذى فيه لينير للناس شفاء وشبع (الزيت يستخدم فى الإضاءة والعلاج والأكل). الخادم الحقيقى يحترق لينير للناس.
الآيات (10-11): “ثم قالت الأشجار للتينة تعالي أنت واملكي علينا. فقالت لها التينة ااترك حلاوتي وثمري الطيب واذهب لكي املك على الأشجار.”
التينة تشير للكنيسة فهى مملوءة بذوراً تشير لأعضاء الكنيسة والتينة لها غلاف واحد يجمع البذور هو روح الحب والوحدة الحلو. والكنيسة المملوءة حباً وكل فرد فيها لهُ روح خدمة الآخرين لا يبحث أحد أعضائها عمن يكون رئيساً على الآخرين.
الآيات (12-13): “فقالت الأشجار للكرمة تعالي أنت واملكي علينا. فقالت لها الكرمة ااترك مسطاري الذي يفرح الله والناس واذهب لكي املك على الأشجار.”
الكرمة تمثل الكنيسة بكونها بيت الصليب فيها يعصر العنب لينتج مسطاراً (خمرً جديداً). هذه الكنيسة تفرح بالصليب والألم لكى يُسَّر بها الله. والخمر يشير للفرح، والله يفرح بالكنيسة التى تقبل الألم والصليب ويسكن عليها تعزياته وأفراحه فتفرح وسط ألامها. والكرمة تشير لفرح الله المرتبط بذبيحة المسيح وفرح الكنيسة المتألمة مع مسيحها، ومثل هذه الكنيسة (الكرمة) لا تبحث عن كرامة زمنية.
آية (14): “ثم قالت جميع الأشجار للعوسج تعال أنت واملك علينا.”
العوسج نبات ذو أشواك وهو مضر ومؤلم وبلا ثمر ويظهر فى المناطق الجافة ولا يحتاج لمياه كثيرة، وإذ هو قليل الرطوبة يتعرض للحرق، بل ويسبب إحتراقاً للأشجار التى بجواره. وملحض مثل يوثام أن الذى لهُ عمل وخدمة لا يبحث عن رئاسة وسيطرة على الآخرين، أمّا الذى بلا عمل وسط الناس فيهتم بالسيطرة وإستغلال المركز لأنه يشعر بنقصه وهذا كالعوسج (أبيمالك) يحترق ويحرق الآخرين.
آية (15): “فقال العوسج للأشجار أن كنتم بالحق تمسحونني عليكم ملكا فتعالوا واحتموا تحت ظلي وإلا فتخرج نار من العوسج وتأكل أرز لبنان.”
لقد طلب العوسج أن تحتمى الأشجار تحت ظله مع أن الأشجار أكثر علواً وضخامة من نبات العوسج الصغير الحجم بل أن ورقة وأشواكه حادة لا يستطيع أحد أن يستظل تحته. ولم يكتفى العوسج بالملك إذ يُعرض عليه بل هدد الأشجار بالحرق بدلاً من أن يشكرها. وهذا شأن اللؤماء “إن أنت أكرمت اللئيم تمردا “.
الآيات (16-19): “فالان أن كنتم قد عملتم بالحق والصحة إذ جعلتم ابيمالك ملكا وأن كنتم قد فعلتم خيرا مع يربعل ومع بيته وأن كنتم قد فعلتم له حسب عمل يديه. لان أبى قد حارب عنكم وخاطر بنفسه وأنقذكم من يد مديان. وانتم قد قمتم اليوم على بيت أبى وقتلتم بنيه سبعين رجلا على حجر واحد وملكتم ابيمالك ابن أمته على أهل شكيم لأنه أخوكم. فان كنتم قد عملتم بالحق والصحة مع يربعل ومع بيته في هذا اليوم فافرحوا انتم بابيمالك وليفرح هو أيضا بكم.”
توبيخ من يوثام لأهل شكيم لأنهم ردوا جميل جدعون لهم بخيانته.
الآيات (21،20): “وإلا فتخرج نار من ابيمالك وتأكل أهل شكيم وسكان القلعة وتخرج نار من أهل شكيم ومن سكان القلعة وتأكل ابيمالك. ثم هرب يوثام و فر و ذهب الى بئر و اقام هناك من وجه ابيمالك اخيه.”
هنا تحذير يوثام لهم وهو كنبوة على ما حدث بعد ذلك. فأهل شكيم ظنوا أن أبيمالك سيسندهم ولم يدركوا أنه سيكون ناراً تحرقهم وتحرقه هو نفسه. فشره كان كنار تحرق الجميع. فكيف يقبلون ملك خائن قتل إخوته