زوجة وأم لشهيدين تروي تفاصيل جريمة قتل زوجها وابنها على يد الإرهابيين بالعريش ..وتكشف اخر كلمات الشهيد
زوجة وأم لشهيدين تروي تفاصيل جريمة قتل زوجها وابنها على يد الإرهابيين بالعريش ..وتكشف اخر كلمات الشهيد
زوجة وأم لشهيدين تروي تفاصيل جريمة قتل زوجها وابنها على يد الإرهابيين بالعريش ..وتكشف اخر كلمات الشهيد
كانت أكثر 15 دقيقة مراراً فى حياتى، هكذا وصفت نبيلة فوزى حنا الدقائق التى شهدت مقتل زوجها وابنها على أيدى عناصر الجماعات التكفيرية داخل منزلهم الكائن بشارع أسيوط فى مدينة العريش، وتحدثت السيدة البالغة من العمر 65 عاماً لـالوطن عن تلك التجربة المريرة، التى خرجت منها بلا عائل أو سند، بعدما اغتالت يد الإرهاب الأسود زوجها وشريك عمرها سعد حكيم حنا، الذى كان يبلغ من العمر 70 سنة، دون أن يشفع له كبر سنه أو عجزه عن الحركة، بالإضافة إلى ابنهما الوحيد مدحت، صاحب الـ45 عاماً.
وقالت نبيلة، بينما غلب على نبرة صوتها الشعور بالمرارة المشوبة بالتوتر: يوم الثلاثاء الماضى، فى نحو الساعة 10:30 مساءً، فوجئنا بطرق شديد على باب المنزل، مما أصابنا بالفزع، توجه ابنى مدحت ليفتح الباب، ففوجئ بوجود اثنين من العناصر المسلحة ملثمين، قاما بدفعه وأشهرا أسلحتهما النارية فى وجهه، ثم اقتاداه إلى باب حجرتى وسألوه: اسمك إيه؟، فأجاب: مدحت، أنتم عايزين مننا إيه؟، فقاما بإطلاق رصاصة على رأسه،
وشاهدت ابنى يسقط أمامى جثة هامدة على باب الحجرة، والدماء تسيل من رأسه وأذنه وأنفه، صرخت بأعلى صوتى وكأننى غبت عن الوعى، فقاما بشدى من أعلى السرير، وألقيا بى حافية القدمين وبملابس النوم خارج المنزل، ثم توجها إلى زوجى، الرجل الكبير المسن، ونظراً لأن سمعه ثقيل، كان لا يقوى على سماع ما يقولان، ثم بكى قائلاً لهما: أنا راجل مسن مابشتغلش وفى حالى، لا بروح ولا باجى ولا باخرج من باب المنزل، ولا عمرنا آذينا حد، عايزين مننا إيه؟، فقاما بإطلاق الرصاص عليه، رصاصة أسفل أذنه فخرجت من رقبته، وأخرى فى رأسه، فلقى مصرعه فى الحال وهو على السرير.
التكفيريون اقتحموا البيت ليلاً وقتلوا ابنى الوحيد بطلق نارى وزوجى المسن برصاصتين.. وسرقوا البوتاجاز والمواعين وانتزعوا دبلة زواجى من يدى وفجّروا المنزل بمحتوياته
وتابعت الأرملة والأم الثكلى بقولها: بعد ذلك، توجهوا لى وسألونى: اسمك إيه؟، أجبتهما: نبيلة فوزى حنا، قالوا لى: مين دول؟، قلت: زوجى وابنى، قالوا: انت مسيحية، قلت: مسيحية، قالوا لى: هاتى الفلوس والدهب، قلت: إحنا ناس على قد حالنا، لا معانا فلوس ولا معانا دهب، نظروا إلى يدى وقاموا بانتزاع دبلة زواجى من يدى، حاولت الاحتفاظ بها وقلت لهم: دى فالصو مش هتعمل لكم حاجة، دفعونى ودخلوا إلى المطبخ، وحملوا البوتاجاز ووضعوه فى سيارة كانت تنتظرهم أسفل المنزل، كما سرقوا الحلل والمواعين، وأحضروا أنبوبة البوتاجاز، وأشعلوا النار فى البيت بالكامل، مما أدى إلى تفحم جثة ابنى، وتدمير الشقة بمحتوياتها، وبعدها تركوا العمارة وفروا هاربين.
وعن ردود أفعال الجيران إزاء ما حدث، قالت نبيلة: بعد مغادرة الإرهابيين، بدأ الجيران بالنزول، وحاولوا إطفاء النيران المشتعلة فى البيت، والحقيقة أن جميع جيراننا مسلمون وطيبون للغاية، وتربطنا بهم علاقات ود وحب وتراحم، لكنهم خافوا النزول ومواجهة الإرهابيين فى البداية، خشية أن يقتلوهم، وبعدها حضر رجال الشرطة، لكننى كنت قد فقدت الوعى بالكامل،
وتابعت بقولها: 15 دقيقة مرت عليا وكأنها 15 سنة، من الرعب والخوف والمرار، فى لحظات معدودة فقدت زوجى عشرة عمرى، وابنى أغلى ما أملك، فى عمل إجرامى وحشى، لأصبح بلا أسرة ولا سند ولا عائل، بعدها قررت شقيقاتى البنات مغادرة العريش، حتى لا تتكرر المأساة مع إحداهن، وبالفعل توجهنا إلى الإسماعيلية، ووصلنا إلى الكنيسة الإنجيلية، ثم توجهنا إلى نزل الشباب، وأكدت أنها ليس لديها أى مطالب سوى مكان يلمنى ويستر ما تبقى من عمرى الحزين، إذا كان فى العمر بقية، على حد تعبيرها.