غير المعقولات التي وقع فيها السيد ديدات
غير المعقولات التي وقع فيها السيد ديدات
غير المعقولات التي وقع فيها السيد ديدات
“العقل يحفظك والفهم ينصرك” (أم 2: 11)
في عرف الشرطة وعالم الإجرام، أن كل مجرم مهما كان ذكياً وحويطاً، لابد أن يقع في خطأ يكون بمثابة دليل على جريمته، فقد يترك بصماته أو منديله أو أي شيء يوصل العدالة إليه، وهناك مثل يقول “الكذاب نساي” وهذا شيء طبيعي في الفطرة الإنسانية، فلأن أحداث الكذب لا تمثل وقائع حقيقية في نفس الكاذب، لذلك فهو يتكلم ويتصرف بفطرته وواقعه مجرداً عن أحداث الكذب التي اخترعها، وهكذا ينكشف كذبه دون أن يقصد أو يدري.
كان هذا حال ديدات فيما كتب، فهناك أحداث سقط في نسجها معاً، وهناك بديهات كان يجب أن يلتفت إليها، وأسئلة منطقية جداً، كان يجب ان يضعها نصب عينيه… وأول هذه الأسئلة: ماذا لو فتح المسيحيون إنجيلهم، ولم يجدوا ما أكتب؟… لم يضع ديدات أي قيم أمامه… وهذه هي النتيجة….
خارج دائرة الأنبياء
تحت عنوان “ضربة وقائية” ص10 كتب ديدات عن تخطيط المسيح للقيام بانقلاب عسكري ضد الرومان، وديني ضد اليهود.. واغلب صفحات كتابه يفبرك فيها لهذه الأكذوبة…
وغير المعقول الذي وقع فيه ديدات… أن مجرد قيام نبي بانقلاب عسكري بطريقة ديدات، يُخرجه تماماً من دائرة أنبياء الله، خاصة عندما يفشل انقلابه، كما فشل انقلاب عيسى كما زعم ديدات…
فأولاً: كيف يكون نبياً من الله ويقوم بانقلاب؟ وهل رسالة الأنبياء الانقلاب؟ وكيف لو ان هذا الانقلاب هو رسالته من الله، يفشل فيه؟ أما لو لم يكن هذا الانقلاب الفاشل، هو رسالته من الله، ولكنه قام به من ذاته، فهذا يعني أنه نبي عاصٍ ترك رسالة الله وشرع في تحقيق ميوله الخاصة، ومعنى ذلك أنه لم يقم برسالته السماوية…
أما الدليل الذي تركه ديدات بعد جريمته، فقد كتب في كتابه، في ص27 أن المسيح قال “أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله” (متى 22: 21).
إذاً فكيف يعمل المسيح الناس باهمية وفاء الضرائب لقيصر، وفي ذات الوقت يريد الإنقلاب ضده.. إنه ديدات الذي يخرج الأنبياء خارج دائرة الله…
ضد الرومان ولكن دون مواجهتهم، وأيهما افضل البستان أم الهروب؟
أولاً: ضد الرومان ودون مواجهتهم: فمع أن ديدات ادعى في ص10 أن هدف المسيح هو الانقلاب على الحكم الروماني والسلطة الدينية اليهودية… وكتب في ص13 ان المسيح لم يتوقع معركة مع الحامية الرومانية… كيف يريد أن يقلب حكمهم ولا يواجههم؟… إنه كلام غير عاقل….
ثانياً: البستان أم الهروب: كتب ديدات من ص10- ص14، أن فكرة الانقلاب كاننت غير ناضجة…
وأنه اتى الوقت الذي يدفع فيه المسيح ثمن الفشل والخطأ في حساب المعركة…
غير أن اللامعقول هو أيضاً في ص14 حيث كتب ديدات: أن السيد المسيح أخذ تلاميذه وذلك بعد فشل الانقلاب إلى البستان… لكي يكونوا في البستان في موقف أفضل بالنسبة لموضوع الدفاع عن أنفسهم!… وأن هذا البستان يبعد عن المجينة حوالي خمسة أميال.
وأنا اقول: هل لو تأكد الانقلابيون من أن إنقلابهم قد فشل، فيا ترى هي سيفكرون في أي شيء غير الهروب؟
لنضع عقل ديدات وإمكاناته المتواضعة أمامنا… قيام 12 شخصاً بانقلاب…
إمكاناتهم المعرفية: أغلبهم صيادوا سمك… أسلحتهم: سيفان… عدوهم: الاحتلال الروماني لدولة إسرائيل، والسلطة اليهودية الدينية… الزمان: القرن المسيحي الأول.
النتيجة: فشل الانقلاب العبثي… بدأ الرومان واليهود في البحث عن مدبري هذا الإنقلاب.. كانت هناك فرصة لمدبري الانقلاب فخرجوا عن المدينة…
المطلوب الآن: ما هو أنسب تصرف يجب أن يقوموا به للنجاة بحياتهم خاصة بعد فشل انقلابهم؟
هل يهربون أم يدافعون؟ هل يهربون دون توقف؟ أم يحبسون أنفسهم في بستان، ليدافعوا عن أنفسهم؟ ويدافعوا أمام مَن؟ أمام أعظم قوة حربية في ذلك الوقت؟
إنها إمكانات ديدات وقدراته، ولا نطالب الرجل بأكثر مما يملك….
فلقد خرج الرجال من المدينة، وهذه فرصة جيدة… إذاً فليهربوا لأي مدينة من مدن إسرائيل العديدة، ويختفون تماماً، وسيجدون من الشعب الإسرائيلي آلاف الناس الذين يتعاطفون معهم ضد الرومان، ويساعدونهم على الاختفاء، حتى ولو في بيوتهم..ز بل وسيعتبرونهم أبطالاً.. يحاربون من أجل وطنهم وأمتهم وقضيتهم.
أما الجهل كل الجهل أن يحبسهم ديدات في هذا البستان، والهدف الساذج هو: حتى يدافعوا عن أنفسهم… ولا تسأل ديدات أي دفاع يقصد؟ أو كم عددهم؟ وسيقفون ضد مَن؟
فإنه يمكن لقائد روماني ومعه 20 جندياً فقط، أن يقوم بالمهمة كاملة.. هذا باعتبار أن هناك إنقلاباً حسب أكاذيب ديدات…
والدليل الذي تركه ديدات في جريمته هذه، أنه نسي ما كتبه في ص18 و19.. بأنه تم الإمساك بالتلاميذ –الانقلابيين- وهم نيام، بينما كان المسيح يصلي….
فأي سخف أكثر من هذا… أناس حياتهم معرضة للموت في أي لحظة لأن إنقلابهم قد فشل، ومطلوب القبض عليهم، وأنهم ذهبوا للبستان ليكونوا في وضع افضل للدفاع عن أنفسهم.. وفجأة يتغير مشهد هؤلاء الإنقلابييين في خيال ديدات، فيتم القبض عليهم وهم نيام، وقائدهم يصلي؟
وعلينا نحن أن نصدق هذه الخرافات التي يهلوس بها ديدات…
شك توما
في ص76 كتب ديدات، عن شك توما بانه تلفيق واختراع، وذلك ببساطة لأن شك توما وأحداثه المختلفة، يقتل أوهام ديدات..
كيف لا يكون شك توما حقيقة، ويقبل التلاميذ أن يصفون زميلهم بهذه الصفة؟ لابد أن يكون شك توما حقيقة، وإلا فليس هناك أي منطق لآن يتم اختيارهم لتوما بصورة خاصة، لإلصاق هذه التهمة به… فلماذا يظلمونه ويشوهون سمعته لكل الأجيال المسيحية والعالمية اللاحقة لهم؟ … بل وكيف يقبل توما هذا الوضع المخزي وهذه الشهاادة السيئة عنه دون أن يكون قد فعلها؟
فلو أنه فعلها لاختلف المر كثيراً واصبح اعترافاً بالشك… بل لماذا وكيف يكذب تلاميذ السيد المسيح في بشارتهم للعالم؟ وهي البشارة التي وكلها لهم معلمهم وسيدهم وإلههم المسيح؟