هل شاهد تلاميذ المسيح الصلب ؟ ديدات يكذب والكتاب المقدس يصعقه ويرد
هل شاهد تلاميذ المسيح الصلب ؟ ديدات يكذب والكتاب المقدس يصعقه ويرد
“كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.” (2بط 3: 16)
في هذه النقطة حاول ديدات فاشلاً كالعادة، أن يبعد كل تلاميذ المسيح عن مكان الصليب، خاصة الذين كتبوا الإنجيل المقدس، وذلك بهدف واحد، وهو أنهم سمعوا عن حادثة الصلب ولكنهم لم يروا المسيح على الصليب، وعاد وكرر هذا المفهوم مستخدماً بعض الآيات التي فسرها على هواه لخداع القارئ… خاصة أنه لا يذكر مناسبة الاية التي يستخدمها ولا سياقها الذي قيلت فيه …
تحت عنوان “قضية يتم الفصل فيها لدى أول جلسة” وفي ص 7 كتب يقول:
“فإن أحد الشهود المزعومين وهو القديس مرقس يخبرنا أنه في أكثر اللحظات حرجاً في حياة السيد المسيح أن (كل تلاميذه) قد خذلوه وهربوا. كما جاء بإنجيل مرقس (14: 50). وسل صديقك المسيحي هل (كل) تعني (كل)؟. ومهما تكن لغته سيقول لك: نعم. لماذا إذاً لا يتذكرون هذه الجملة –أي الجملة السابقة – الواردة في الإنجيل بكل لغة كتب بها الإنجيل؟ وهكذا فإن من يزعمون انهم كانوا (شهود عيان) للحدث لم يكونوا شهود عيان وإلا كان القديس مرقس كاذباً في روايته الإنجيلية).
ثم يلوك ذات الكلام ويُعيده مرة أخرى في ص21 وتحت عنوان “الإخفاق والمحاكمة” حيث كتب:
“بينما كانوا يتداولون يسوع بين ايديهم ويسوقونه نحو مصيره. أين كان صناديده الأبطال الذين كانوا يدقون بايديهم على صدورهم قائلين: نحن مستعدون يا سيد أن نموت من أجلك ومستعدون أن نذهب السجن فداءً لك”. يقول القديس مرقس وهو من اوائل من دونوا الإنجيل، دون خجل أو وجل يقول: “فتركه الجميع وهربوا” (مرقس 14: 50).
ثم في ص55 يتقيأ ديدات ذات الكلام، تحت عنوان “الأتباع العباقرة” فيكتب:
”أم مرقس يكذب؟ عندما قال “كل” ألم يكن يعني “كل”؟
بداية أقول: القديس مرقس لم يكذب: فالكذاب هو ديدات. وهذه حياته وطريقته التي لا يمكن أن يتخلى عنها: وكالعادة نذهب للإنجيل المقدس حيث كلمة الرب التي تحكم الصخر.
فقد طمس ديدات وقت هروب تلاميذ المسيح، لأنه لا يستطيع ان يقدمها وفي ذات الوقت يقدم خياله… فالظملة لا تجتمع مع النور.. فلو قدم وقت الهروب ومناستبه، فسينسف كل احلامه في أن يجعل تلاميذ المسيح لم يشاهدوا المسيح على الصليب.
وبالرغم من تدليس ديدات وأكاذيبه: إلا أنه يؤكد حقيقة هامة وهي: ممعرفته استحالة خداع كل هؤلاء الذين حضروا الصلب! وخاصة تلاميذ المسيح! فكيف يمكن للآلاف الذين شاهدوا المسيح على الصليب يُخدعوا في معرفة شخصه وهو على الصليب؟ وقد كان يجول كل يوم بينهم يصنع خيراً؟! كيف يُخدعون في موته على الصليب ودفنه؟!ز ولأن ديدات يستصعب هذا الأمر، ويعرف عدم منطقيته أساساً فهو يريد ان يجعل من التلاميذ خاصة، مجرد أناساً سمعوا عن الصلب ولم يشاهدوه..
وقبل أن أقدم آيات الإنجيل التي تدحض تدليسه وكذبه، أود ان أقول: إن كل مسيحي على وجه الأرض، عارف بعقيدته وكتابه المقدس يقول بأعلى صوته ويؤكد بان تلاميذ السيد المسيح هربوا عنه وتركوه وحيداً، وهكذا قال الإنجيل الذي دونه روح الله القدوس من خلال تلاميذ الرب الهاربين، ولكن: متى كان الهروب؟ متى ترك التلاميذ المسيح؟ هنا (فبركة) ديدات -الفاشلة- للحقيقة..
محاولة ديدات الفاشلة أن تلاميذه لم يشاهدوا الصلب، مع أن تلاميذ المسيح تركوه وقت القبض عليه بتصريح منه شخصياً، ففي شجاعة وعناية بتلاميذه قال المسيح للذين يقبضون عليه “فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون” (يوحنا 18: 8) وهناك صلوات وترانيم كثيرة في الكنيسة المسيحية تعبر عن ترك التلاميذ للسيد المسيح وحيداً ساعة القبض عليه.
كذلك اضيف أمراً هاماً: فقد أخذ ديدات عبارة “فتركه الجميع وهربوا” من (الاصحاح 14 لبشارة القديس مرقس) مع ان ذات الاصحاح 14 يؤكد لنا أنه بعد هذا الهروب وقت القبض على المسيح، أن هناك من التلاميذ من رجع وتابع الأمر حتى النهاية، اي تابعوا صلب المسيح حتى الموت، وذلك بعد سطرين فقط مما أورده ديدات… فهل لم يره أم لا يريد ان يراه؟…
ففي هذا الاصحاح 14 نقرأ: “فتركه الجميع وهربوا.. وكان بطرس قد تبعه من بعيد إلى داخل دار رئيس الكهنة وكان جالساً بين الخدام يستدفء عند النار” (مرقس14: 50-54) فمرقس الذي ذكر انهم قد هربوا، ذكر أيضاً عودة البعض، بل وفي نفس الاصحاح .. بل إن هذا الأمر ورد أيضاً في كل من (متى26 وفي لوقا22).
كما أن ”التلميذ الآخر” أو “التلميذ الذي كان يسوع يحبه” كان قد تبع المسيح بعد هروبه ساعة القبض عليه، حيث ذكر الوحي الإلهي “وكان سمعان بطرس والتلميذ الآخر يتبعان يسوع وكان ذلك التلميذ – الآخر- معروفاً عند رئيس الكهنة فدخل مع يسوع إلى دار رئيس الكهنة، وأما بطرس فكان واقفاً عند الباب خارجاً. فخرج التلميذ الآخر الذي كان معروفاً عند رئيس الكهنة وكلم البوابة فأدخل بطرس” (يوحنا18: 15،16).
نعم هربوا كلهم وقت القبض عليه، ولكنهم تجمعوا كلهم أيضاً في وقت صلبه.. وقد ذكر الوحي بعضهم بالاسم .. فما رأيك عزيزي القارئ؟
وبما يقول البعض: لكنك لم تذكر هنا غير تلميذين فقط، وهما بطرس ويوحنا. فأين الباقي؟…
اقول: لن أستشهد بما كتبه ديدات بأن هناك جموعاً كثيرة شاهدت الصلب، وبالتالي يمكن أن يكون بينهم التلاميذ… وقد ذكر الوحي هذه الجموع التي شاهدت الصلب.. (لوقا23: 48).
كذلك لن أستشهد فأقول ربما كانوا ضمن حشود اليهود الذين قرأوا العنوان الذي علقه بيلاطس على الصليب، لأن مكان الصليب كان قريباً من المدينة ولذلك فمعظم الشعب كان هناك. كما كتب القديس يوحنا في (19: 19، 20) وكما شهد ديدات بذلك، بأن يوم الصليب كان عطلة وكل الشعب كان عند الصليب.. ومع أنها جموع وحشود عند الصليب، لا يمنع أن يكون بقية التلاميذ في وسطهم… إلا أنني أريد الدليل القاطع بأنهم كانوا هناك عند الصليب وقد رأوا بأنفسهم المسيح وقد مات على الصليب…
وقبل أن أثبت هذا الحق الإنجيلي، أود أن أطرح سؤال ديدات: فهل عبارة “كل” تعني “كل“؟ وهل عبارة “جميع” تعني “جميع“؟.. إن ديدات سألنا هذا السؤال وأعتقد أننا نخاف الإجابة عليه. ولكننا بكل ثقتنا في كلمة الرب: أجبنا بنعم، وأوضحنا محاولات التحريف الفاشلة، ولن أطيل في هذه الجزئية. فقد أكد الوحي الإلهي حضور كل التلاميذ لحدث الصليب حتى إنزال المسيح من الصليب ميتاً فقال “وكان جميع معارفه ونساء كن قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك، وإذا رجل اسمه يوسف وكان مشيراً ورجلاً صالحاً باراً. هذا لم يكن موافقاً لرأيهم وعملهم، وهو من الرامة مدينة اليهود. وكان هو ايضاً ينتظر ملكوت الله هذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع وانزله ولفه بكتان ووضعه في قبر منحوت حيث لم يكن أحد وضع قط” لوقا 23: 49-53).
جميع معارفه شاهدوا صلبه وموته على الصليب، فشهدوا بذلك واستشهدوا في سبيل هذه الرسالة الخالدة.. فالوحي المقدس يؤكد “جميع معارفه”، وبالطبع فتلاميذه ضمن اول الأسماء في قائمة معارف الرب يسوع المسيح. أليس هم الذين كتب عنهم ديدات ذاته في ص 41، بأن المسيح أطلق عليهم صفة “أمي وأخوتي”ليصور منزلتهم في قلبه؟ الذين لهم هذه المنزلة، بلا شك هم أكثر الناس الذين ينطبق عيهم تعبير “جميع معارفه”. وهكذا فمشاهدة التلاميذ كلهم لحقيقة موت المسيح على الصليب، أمر مؤكد ومثبوت في الكتاب المقدس.
إذاً فتلاميذ المسيح هم شهود عيان، وليسوا شهود سمع كما ادعى ديدات، وهذا ما عبر عنه القديس يوحنا في رسالته: وهو يتكلم عن نفسه وبقية التلاميذ الذين يحملون البشارة لكل العالم، فقال “الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعويننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة فإن الحياة أُظهرت وقد راينا ونشهد ونخبركم به. لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً” (1يوحنا1: 1-14) راجع ما تحته خط.
إنهم عاشوا مع المسيح حتى آخر لحظة حينما نكس رأسه على الصليب وفارقت روحه البشرية جسده.. وكل ما كتبوه لنا غنما كان نتيجة حياة معاشة مع الرب يسوع المسيح ونتيجة رؤيتهم وسماعهم وحياتهم مع المسيح شخصياً..
ثم: ألم يكن يوحنا الحبيب واقفاً عند الصليب مع السيدة العذراء مريم، وقال الوحي الإلهي “فلما راي يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً قال: يا امرأة هوذا ابنك. ثم قال للتلميذ –أي يوحنا- هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته” (يوحنا 19: 26، 27).
فلو كان التلاميذ قد سمعوا فقط، لما تحملوا كل هذا التعب. فتركوا بيوتهم وأهلهم، وجالوا يبشرون العالم كله بالمسيح الذي قهر الموت وقام وصعد إلى السموات وارسل غليهم الروح ليسكن فيهم إلى الأبد، فلوا كانوا قد سمعوا فقط، لكانت بشارتهم ضعيفة تسقط عند أول محنة، وما كانت ستصمد بالنعمة حتى بذلوا دماءهم وحياتهم رخيصة من أجل شهادتهم بموت المسيح وقيامته، وقد اكد الوحي المقدس على هذه الحقيقة فلا يمكن نقضها…
كما أن هناك أمراً آخر في منتهى الأهمية، فإن المسيح لا يرضى بأن يرسل أناساً لم يروا شيئاً … ثم يوصيهم بأن يبشروا العالم بأحداث سمعوها فقط أو حُكيت لهم، لأن شهادتهم ستكون شهادة ضعيفة وكاذبة لأنهم يجب أن يكونوا قد شهدوا وعاشوا كل ما سيبشرون به.. وحاشا للمسيح أن يرسل مستعمين فقط .. خاصة أن التلاميذ في بشارتهم قالوا للعالم
“الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعويننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فإن الحياة أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم به، لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا. وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً” (1يوحنا1: 1-14) وها هو أثر شهادتهم إلى اليوم باق ومؤثر وفعّال وحي.
وليس ذلك فقط: فإن دليل رؤية كل التلاميذ لموت المسيح على الصليب، هو شهادة المسيح نفسه: بعد قيامته من الموت حيث قال لكل التلاميذ: “هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأً من أورشليم. وأنتم شهود لذلك” (لوقا 24: 46-48).
ها هو المسيح بنفسه يشهد ويؤكد حضور كل التلاميذ لحادث الصلب والموت، ولذلك فهم شهود على قيامته أيضاً..
ثم يجب أن نلاحظ خدمة التلاميذ العملية، فحينما تعرضوا للإضطهاد والضرب بل وقتل واحد منهم وهو يعقوب بن زبدي.. لم يخافوا بل قبلوا ذلك بفرح.
إن مجرد سمع الأذن، لا قيمة له لا في المحاكم البشرية، ولا في الأمثال الشعبية، فكيف تقوم عليه عقيدة سماوية، هذه قوتها وطولها وعرضها؟…
هل شاهد تلاميذ المسيح الصلب ؟ ديدات يكذب والكتاب المقدس يصعقه ويرد
انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان
هل أخطأ الكتاب المقدس في ذِكر موت راحيل أم يوسف؟! علماء الإسلام يُجيبون أحمد سبيع ويكشفون جهله!
عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الأول – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث
رائحة المسيحيين الكريهة – هل للمسيحيين رائحة كريهة؟ الرد على احمد سبيع