أريستون الذي من بيلا (البيللاوي) Aristo of Pella
أريستون الذي من بيلا (البيللاوي) Aristo of Pella
يبدو أن أول مُدافع عن المسيحية ضد اليهودية في مقالة مكتوبة هو أريستون الذي من بيلا[1] (Aristo of Pella)، فقد قام بكتابة “المحاور بين ياسون (Jason) وبابيسكوس (Papiscus) حول يسوع المسيح”، ذلك العمل الذي فقد للأسف. ولقد كان “ياسون” مسيحياً من أصل يهودي، بينما “بابيسكوس” يهودي من مدينة الإسكندرية بمصر.
ويخبرنا أوريجينوس أن الفيلسوف الوثني كيلسوس قد هاجم هذا الدفاع في كتابه “حوار الحق”، وذلك لأن كاتب الدفاع كان يميل لتفسير العهد القديم تفسيراً رمزياً. وقد دافع أوريحينوس عن هذا العمل القصير، مُشيراً إلى أن هذه المقالة قد كُتبت لأجل الناس عامة، ومن ثم، ما كان ينبغي أن تستفز شخصاً منفتح العقل ليُعلق عليها تعليقاً سلبياً.
وتبعاً لما يقوله أوريجينوس في عمله “الرد على كيلسوس” (فصل 4: 52)، فإن هذا الدفاع يصف “الكيفية التي بها يقوم مسيحي، مدعوماً بالكتابات اليهودية (العهد القديم)، بمناظرة يهودي، وهو يستمر ليثبت أن النبوءات المتعلقة بالمسيح تتحقق في يسوع. وذلك بينما يقوم الخصم، بأسلوب شجاع وليس بساذج، بدور اليهودي في هذا الجدال”، ثم ينتهي النقاش ببابيسكوس اليهودي وقد اعترف بأن المسيح هو ابن الله، طالباً المعمودية.
وتسرد الشذرة المتبقية من الترجمة اللاتينية لهذه المحاورة، والتي هي بالمثل مفقودة، القصة نفسها. وفي الحقيقة، كانت هذه الشذرة، المنسوبة بالخطأ إلى كبريانوس، تحت العنوان (Ad Vigilium Episcopum de Judaica Incredulitate)، هي مقدمة الترجمة اللاتينية لهذه المحاورة ولابد من أن أريستون قد قام بتأليف عمله هذا حوالي عام 140م، كما أن التفسير الرمزي وحقيقة كون بابيسكوس اسكندرياً، يشير إلى مدينة الإسكندرية باعتبار مكان الكتابة.
[1] هي مدينة بيلا “Pella” بفلسطين، مدينة خربة فحل الحالية. (المراجع)