الدرس التاسع في أساسيات الإيمان المسيحي: الله كلي القدرة
الدرس التاسع: الله كلي القدرة
كثيراً ما يُساء فهم قدرة الله وكثيراً ما يُطرح هذا السؤال المشكك في قدرة الله: هل يستطيع الله ان يخلق صخرة اكبر من ان يستطيع حملها؟
للوهلة الأولى يبدو إن السؤال من النوع التعجيزي فمهما كان الجواب سيكون ذلك طعن في قدرة الله. إن قلنا نعم ان الله يستطيع خلق صخرة اكبر من ان يحملها فهذا يعني ان الله محدود في قدرته ولا يستطيع حمل الصخرة. في نفس الوقت إن قلنا لا، فهذا يعني إن الله لا يستطيع ان يخلق الصخرة وبالتالي غير كلي القدرة.
قبل ان نرد على السؤال علينا ان نقارن المثال أعلاه بقوانين الفيزياء التي نعرفها. لنعتبر قدرة الله هي قوة تستطيع تحريك كل الأشياء ولنعتبر الصخرة كبيرة لدرجة لا يمكن تحريكها. هل يمكن للقوة الغير محدودة وللصخرة الكبيرة ان يكونوا متواجدين في نفس الوقت؟ هل يمكن ان توجد قوة تحرك الصخرة وصخرة لا تحرك في نفس الوقت؟ بطبيعة الحال لا، فلا يمكن للأثنين التواجد معاً.
لنرجع لله وقدرته ولنحاول فهم معنى القدرة الألهية قبل ان نضعها في امثلة ومعادلات. فما معنى ان الله كلي القدرة. هل يستطيع الله فعل كل شئ؟ ما هي الأشياء التي يستطيع الله فعلها؟
الله كُلي القدرة لا تعني ان الله يفعل كل شئ. فالله لا يكذب ولا يموت ولا يفعل اي شئ يتعارض مع طبيعته. معنى القدرة الإلهية هي إن الله له القدرة والسلطان الكامل على خليقته وعلى اي شئ يتماشى مع طبيعته.
لنرجع للسؤال التعجيزي من جديد وننظر فيه من جديد بعد تعرفنا على معنى “كلي القدرة” بالمعنى الأدق. والجواب سيكون لا، لا يمكن لله ان يخلق صخرة أكبر من ان يحملها لانها لا تتماشي مع طبيعته وتخرج عن سياق سلطانه على خليقته.
يمكننا ان ننظر اليها من زاوية اخرى ونقول ان خلق الله لشئ خارج عن قدرته هو كسر لقانون القدرة الإلهية وبالتالي لا يمكن لله ان يتنازل عن قدرته لخلق هذه الصخرة.
عندما نقول ان كل شئ ممكن عند الله وإنه بمقدوره ان يعمل كل ما يشاء لانه لا يوجد شئ يحد قوته وقدرته، لكن في نفس الوقت لا يمكن لله ان يفعل اي شئ ضد طبيعته.
معرفة قدرة الله بصورة صحيحة هي مصدر عزاء للمسيحي المؤمن، فنحن نؤمن ان الكون وما فيه بين يدي الله، فقد أظهر الله قوته من الخروج من مصر الى قيامته المجيدة، بل ما زال يعمل ويصنع العجائب بقدرته الغير محدودة. فيا له من شعور مريح ان نعرف إن الله مخلصنا هو إله كلي القدرة قادر على تقديم العون والمساعدة لنا في اي وقت يتناسب مع مشيئته وطبيعته.
الخلاصة
عندما نقول ان الله كلي القدرة علينا ان نفهم أبعاد قدرته، إذ هي قدرة غير محدودة تتماشى مع مشيئته وطبيعته فلا يمكن لله ان يعمل اي شئ ضد مشيئته او طبيعته.
عندما نقول إن الله كلي القدرة فهنا نشير الى سلطان الله وقدرته وسيطرته التامة على خليقته، لا يوجد اي شئ مخلوق خارج قدرة الله ولا يمكن لله ان يخلق شئ خارج قدرته.
قدرة الله هي مصدر راحة وتعزية للمسيحي المؤمن، فلنا ثقة في قدرة الله فهو هو الذي خلق الكون هو هو الذي حقق خلاصنا وهو هو الذي يعزينا ويعيننا في حياتنا ليوم مجيئه.
شواهد كتابية للتأمل