تفسير ليكونوا واحد كما نحن ليكونوا هم ايضا واحد فينا أبائيا
تفسير ليكونوا واحد كما نحن ليكونوا هم ايضا واحد فينا أبائيا
يريد الهراطقة القول ان النص القائل” ليكونوا واحد كما نحن” هو اشاره الي مفهوم الوحده أي ان الوحده هنا ليس المقصود بها وحدانية الجوهر بل وحدانية بشرية تنفي عن الابن وحدانية الجوهر .فالابن لا يختلف عن البشر في أي شئ فهو ليس من نفس جوهر الآب .والعجيب ان الابن لم يحصي نفسه قائلاً لنكون واحد بل ليكونوا واحد “هم” كما نحن “الآب والابن ” وسنري تفسير الاباء باختصار وتصرف.
رأي القديس كيرلس بتبسيط في نقاطٍ :
– بفرض انه لا يوجد اختلاف بين الابن والبشر في علاقته مع الآب .ونحن نعلم ان الابن خالق ..فلماذا لا يطلق علينا نحن البشر اننا خالقين ؟
– بفرض اننا مثل الابن ..فهل لنا نفس مكانته التي له عند الآب فقد اطلق عليه انه وحيد الجنس وكلمة وحكمة الآب (من ذات الآب ).ونحن نعلم ان خواص الطبيعة واحده فمادمنا مثل الابن بالتاكيد لابد ان يكون لنا ما له .
– هذا الكلام غير معقول فالحكمة والكلمة وشعاع الآب هو الابن .فالابن ليس مثلنا بحسب الطبيعة لانه مولود من الآب قبل كل الدهور .وبالتالي هو واحد مع الآب .
– هو ليس مثلنا فنحن كسبنا الوحده معه بطريقة المشاركة والشركة .(1)
ويشرح القديس كيرلس عمود الدين قائلاً بتبسيط وتصرف:
كما أننا نحن واحدٌ، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مُكمَّلين إلى واحدٍ فكأنـه يقول:
”كما أني أنا فيهم بسبب لبسي نفس الجسد الذي لهم، وأنت أيها الآب فيَّ بسبب كوني من جوهرك الخاص؛ هكذا أُريد أنهم هم أيضاً يرتبطون بنوعٍ مـن الاتحاد، حتى يصـيروا متداخلين بعضهم في بعض وكـأنهم صـاروا جسداً واحداً، فيكونون جميعاً فيَّ، وكـأني أحملهم جميعاً في هيكل جسدي .(2)
رباط الوحده هنا ان يكون الحب بين المسيحين بحسب القديس كيرلس السكندري يرغب المسيح ان يكون التلاميذ في وحده الهوية والاراده وان يعملوا بروح ونفس واحده بسلام ومحبة لبعضهم لبعض .وحده غير قابلة للتجزئة وغير قابله للفناء وحفاظ هذه الوحده هو الحب الذي يحفظة التفاني والقداسة وبولس اكد نفس المفهوم حينما قال جسد واحد وروح واحد وايضا نحن في جسد واحد للمسيح لاننا نشترك في الخبز الواحد وان لنا روح واحد وهو روح المسيح (3)
رأي القديس اثناسيوس بتبسيط:
–إن كنا نصير نحن واحداً فى الآب، هكذا أيضاً يكون الإبن واحداً مع الآب، وهكذا أيضاً يكون هو فى الآب، فكيف تنجون أنتم من قوله “أنا والآب واحد”، “أنا فى الآب والآب فىّ، أن الإبن هو من ذات جوهر الآب ومساوي له؟
وهذا يتطلب إما إن نكون نحن أيضاً من ذات جوهر الآب أو أن يكون هو غريب عن هذا الجوهر مثلما نحن غرباء عنه.
–مثل قول الشيطان نصعد إلى السموات – ونصير مثل العلى لأن ما يعطى للإنسان بالنعمة هذا يجعلونه مساوياً لإلوهية المعطى لأنهم إذ سمعوا أن البشر سيصيرون أبناء الله، ظنوا أنفسهم مساويين للابن الحقيقى بالطبيعة والآن أيضاً إذ يسمعون من المخلص: “لكى يكونوا واحداً، كما نحن”، يخدعون أنفسهم ويتوقحون لدرجة أنهم يظنون أنهم سيصيرون مثل الإبن فى الآب والآب فى الإبن، غير معتبرين بسقوط أبيهم الشيطان، الذى حدث نتيجة لمثل هذا التخيل (4)
يقول اورجانوس بتبسيط واختصار:
واحد تشير الي الانسجام ان يكون لجميع المؤمنين قلباً واحداً وعقلاً واحداً .بروح واحد فقد عمدنا في جسد واحد (5)
راي القديس يوحنا ذهبي الفم باختصار
–ارادة الآب والابن والروح القدس واحده وهذا ما يريد المسيح قوله في ليكونوا واحد كما نحن .فلا شئ يساوي الوحده والتوافق (6)
المراجع
من كتاب الكنوز 12 : 88 بتصرف جورج عوض
Thesaurus 12 (PG 75,204).
Commentary on the Gospel of John 11.9 Elowsky, J. C
القديس اثناسيوس الرسولي في رسالته الثالثة للأريوسيين، الفصل 25
Fragment 140 on the Gospel of John Elowsky, J. C
Homilies on the Gospel of John 78.3–4 Elowsky, J. C