أسئلة يسألها المسلمون ج42 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج42 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج42 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج42 والرد المسيحي عليها
79 – قال المسيح “وأنا أقول لكم اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية” (لو 16: 9). فما معنى هذا الكلام؟؟ هل الأموال التي نتحصل عليها عن طريق ظلم الغير أو بطرق غير مشروعة يمكن أن نصنع بها صدقات وصداقات وخير؟ وهل يقبل الله مثل هذه التصرفات؟
بالقطع لا… ف الله لا يمكن أن يقبل مثل هذا المال أو الأعمال التي تأتي بواسطته مهما كانت حسنة. فلم يقصد السيد الرب بكلمة “مال الظلم” هنا في هذا المثال، المال الحرام الذي يقتنيه الإنسان عن طريق الظلم، ظلم نفسه أو غيره أو المال الذي يكون مصدره غير مشروع (على سبيل المثال، شخص يتاجر بالمخدرات ثم يتصدق مما يكسبه على الفقراء، أو زانية تقدم عطاء للكنيسة مما تكسب) فمثل هذا المال لا يقبله الله بتاتاً. فالكتاب المقدس يقول:
“لا تدخل أجر زانية ولا ثمن كلب إلى بيت الرب إلهك عن نذر ما لأنهما كليهما رجس لدى الرب إلهك” (سفر التثنية 23: 18).
فالله لا يقبل عمل الخير الذي يأتي عن طريق الشر.
إذاً ما هو مال الظلم الذي أوصانا الرب أن نصنع منه أصدقاء؟
مال الظلم ليس هو المال الذي نكسبه بطرق غير مشروعة، إنما هو المال الذي نقع في الظلم إن استبقيناه معنا…
فمثلاً: أعطانا الله مالاً وأعطانا معه وصية بأن ندفع العشور، فالعشور ليس ملكنا لكنها ملك للرب (للكنيسة والفقراء) فإن لم ندفعها نكون قد ظلمنا مستحقيها وسلبناهم إياها باستبقائها معنا أو انفاقها على أنفسنا ويقول الكتاب المقدس:
“أيسلب الإنسان الله، فإنكم سلبتموني. فقلتم بم سلبناك؟ في العشور والتقدمة” (سفر ملاخي 3: 8).
هذه العشور التي لم ندفعها لأصحابها هي مال ظلم نحتفظ به معنا. أيضاً النذور إن لم نوفها والبكور إن لم نقدمها نكون قد ظلمنا الفقير واليتيم والأرملة فعندما يصرخون إلى الرب من شدة الحاجة يكون صراخهم من ظلمنا لهم.
إذاً منى اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم هو أن نعطي هذا المال للمحتاجين إليه لكي يسدوا به اعوازهم عندما يصلهم في موعده وبذلك يصيروا أصدقاء لنا بمعنى عندما يصلون من أجلنا ويستمع الرب لصلاتهم ودعائهم ويبارك لنا في مالنا:
“هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا أفتح لكم كوى السماوات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع” (ملا 3: 10).
لذلك مدح الرب تصرف وكيل الظلم بحكمة عندما ساعد الفقراء (ليس عن طريق السرقة)، فالوكيل كان موكلاً على مال الرجل الغني ويتصرف في جميع أموره فقد كان يتاجر بالمال (نيابة عن سيده)، وكان عليه أن يدفع العشور مما يربحه ولكنه فيما يبدو لم يكن يفعل ذلك واستبقى العشور والبكور وخلافه وبذلك تسبب في ظلم أولئك الفقراء المديونين لصاحب المال وفي ظلم نفسه أيضاً عندما انقلب عليه سيده وطرده، فلو كان قد خصم العشور من مديونيتهم لخفف عنهم الكثير وازدادت الأرباح نتيجة للبركة التي كانت ستحل على تجارة سيده لأن ما استبقاه ليس له ولا لسيده إنما كان للفقراء ولكنه استدرك الأمر مؤخراً فاستفاد بصداقة ومحبة أولئك الفقراء الذين قطعاً بدعواتهم له وصلاتهم من أجله وجد ملاذاً لذلك كان تصرفاً حكيماً منه استحق مدح الرب.