أسئلة يسألها المسلمون ج37 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج37 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج37 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج37 والرد المسيحي عليها
74 من هو النبـي المثيـل لموسى؟
تنبأ الكتاب المقدس في سفر التثنية قائلاً “يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون. حسب كل ما طلبت من الرب إلهك في حوريب يوم الاجتماع قائلاً لا أعود أسمع صوت الرب إلهي ولا أرى هذه النار العظيمة لئلا أموت. قال لي الرب قد أحسنوا فيما تكلموا. أقيم لهم نبياً من وسط إخوتك مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به. ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه” (تث 18: 15-19).
ويرى بعض الكتاب من الإخوة الأحباء المسلمين، بعد أن حذفوا الآيتين الأولى والثانية من النبوة واكتفوا فقط بالآية التي تبدأ بقوله “أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك”، إن النبي المقصود في هذه النبوة هو نبي المسلمين وليس الرب يسوع المسيح.
وقبل أن نبدأ في دراسة هذه النبوة يجب أن ندرسها بمفهوم ومنطق وأسلوب الكتاب المقدس وطريقة تطبيقه لها وليس بأي مفهوم أو منطق لكتاب آخر أو فكر آخر.
وبدراسة النبوة مع بقية الآيات المرتبطة بها، نجد الآتي:
- إن الآيات السابقة لها هي وصايا الله لبني إسرائيل.
- إن الآيات التالية لها تتكلم عن صفات كل من النبي الصادق والنبي الكاذب والعلامات التي يعرفه بها بنو إسرائيل.
- كان لموسى النبي صفات وخصائص مرتبطة بجوهر النبوة لا بد أن تتحقق في النبي الموعود بصورة أساسية.
ماذا تقول النبوة ومن هو المخاطب فيها؟ وما معنى اخوتك؟
– تقول النبوة “يقيم لك الرب إلهك” والمخاطب هنا في قوله “لك: هو بنو إسرائيل، أي “يقيم لك يا إسرائيل”
– “نبياً من وسطك” وعبارة “من وسطك” هنا تعني “من وسطك يا إسرائيل” أي من الأسباط الاثني عشر وليس من خارجهم (ليس من خارج بين إسرائيل).
– وقوله “من اخوتك” بحسب ما جاء في سفر التثنية الذي وردت به النبوة يقصد به أسباط إسرائيل باعتبارهم اخوة بعضهم لبعض، فقد وردت الكلمة في السفر عشرين مرة واستخدمت بخمس طرق:
- استخدمت 14 مرة للأسباط الاثني عشر باعتبارهم اخوة بعضهم لبعض.
- ومرة واحدة عن اللاويين (سبط لاوي) باعتبارهم، أيضاً، اخوة.
- ومرتين عن الآدوميين، نسل (عيسو).
- ومرة واحدة عن الإخوة بمعناها الحرفي “إذا سكن إخوة معاً” (تث 25: 5).
- ومرتين في هذه النبوة.
ولم تستخدم ولا مرة واحدة – لا في هذا السفر ولا في غيره، عن أبناء إسماعيل كإخوة لبني إسرائيل. ومن ثم يكون معنى الإخوة – بحسب مفهوم الكتاب المقدس – والذي وردت به هذه النبوة، والذي يعني من بقية الأسباط. فالأسباط بني إسرائيل، هم الأخوة الأقرب بعضهم لبعض، حيث قال الله لهم إذا بيع لك أخوك العبراني أو اختك العبرانية وخدمك ست سنين ففي السنة السابعة تطلقه حراً من عندك” (تث 15: 12).
كما قال لهم أيضاً “من وسط اخوتك تجعل عليك ملكاً. لا يحل لك أن تجعل عليك رجلاً أجنبياً ليس هو أخاك” (تث 17: 14، 15). فهل كان المقصود في قوله هنا “من اخوتك” أن يملك عليهم أحد أبناء إسماعيل، بحسب منطق هؤلاء الكتّاب؟! كلا! لأنه يقول بكل تأكيد “لا يحل لك أن تجعل عليك رجلاً أجنبياً ليس هو أخاك”. وكان أبناء إسماعيل في ذلك الوقت أجانب بالنسبة لبني إسرائيل.
وكان أول ملك جلس على عرش إسرائيل هو شاول البنياميني، من سبط بنيامين، تلاه داود الملك والنبي، الذي من سبط يهوذا، وابنه سليمان، وكل من جلس على عرش يهوذا بعد ذلك وحتى السبي البابلي كان من نسل داود النبي، وحتى في أيام السبي البابلي والاحتلال الفارسي واليوناني ثم الروماني لكل فلسطين لم يحكم على اليهود أحد من نسل إسماعيل..
بل كان يحكم عليهم أحد الولاة اليهود، من نسل داود، من قبل الإمبراطورية المحتلة إلى أن اغتصب الحكم هيرودس اليهودي الآدومي الذي من بني آدوم، عيسو، شقيق يعقوب التوأم، محققاً بذلك نبوة يعقوب لابنه يهوذا أن المسيح المنتظر والنسل الموعود سيأتي عند زوال الحكم والتشريع من سبط يهوذا “لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع الشعوب”. كما قال لهم أيضاً “قد أعطاكم (الرب) هذه الأرض لتمتلكوها. مجردين تعبرون أمام اخوتكم بين إسرائيل” (تث 3: 18)، أي أمام بقية أسباط إسرائيل.
تأكيد الكتاب المقدس صراحة أن النبي الموعود هنا هو المسيح والكتاب المقدس يؤكد ان النبوة هنا المقصود بها المسيح المنتظر الذي هو الرب يسوع المسيح، الذي أكد ذلك بنفسه، والذي قال لليهود “لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوني لأنه هو كتب عني” (يو 5: 46).
وكما أكد تلاميذه، ففي خطاب القديس بطرس الرسول في الهيكل وأمام علماء ورجال الدين اليهود والجموع الحاشدة أكد لهم أن كل ما تنبأ به جميع أنبياء العهد القديم وتكلم به الله على أفواههم تممه في أيامهم في شخص المسيح يسوع “وأما الله فما سبق وأنباً به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح، قد تممه هكذا. فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب. ويرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل. الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر.
فإن موسى قال للآباء أن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من اخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به. ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب. وجميع الأنبياء أيضاً من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبأوا بهذه الأيام. أنتم أبناء الأنبياء والعهد الذي عاهد به الله آباءنا قائلاً لإبراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض. إليكم أولاً إذ أقام الله فتاه يسوع أرسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره” (أع 3: 18-26). وهذا تأكيد مطلق على أن المقصود في هذه النبوة هو الرب يسوع المسيح وليس أحد غيره.
ولكن يقول البعض أن موسى نبي وأنتم تؤمنون أن المسيح إله نزل من السماء ومن ثم لا يكون مثل موسى. وللإجابة على هذا التساؤل نؤكد أننا نؤمن بحسب ما جاء في الكتاب المقدس أن الرب يسوع المسيح هو كلمة الله وصورة الله الذي من ذات الله الآب “نور من نور إله حق من إله حق”، ولكنه أيضاً “تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنس”. ويقول الكتاب: “الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب” (في 2: 6-8).
فهو كلمة الله بطبيعته ولكنه أيضاً إنساناً بتجسده، وكإنسان حل عليه الروح القدس ومسحه كاهناً وملكاً ونبياً، فقام بمهام وعمل ودور ووظيفة النبي في حمل رسالة الله الآب للعالم وكان كاهناً على الصليب وملكاً لملكوت السماوات، ولذا قيل عنه “يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل” (مت 21: 11)، ورأى فيه اليهود نبياً عظيماً وقالوا عنه “قد قام فينا نبي عظيم” (لو 7: 11)، بل والنبي الذي تنبأ عنه موسى “هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم” (يو 6: 14).
ونخاطب هؤلاء الكتاب أيضاً بمنطقهم ونقول لهم وأنتم لا تؤمنون أن المسيح إله بل نبي. وبهذا المنطق فالمسيح مثل موسى.
القمص عبد المسيح بسيط.