أسئلة يسألها المسلمون ج36 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج36 والرد المسيحي عليها
73 – خطيـة رأوبيـن مع بلهـة
في سفر التكوين (35: 21-22) “ثم رحل يعقوب من هناك ونصب خيمته على الجانب الآخر من مجدل عدر وبينما هو ساكن في تلك الأرض ذهب رأوبين فضاجع بلهة، محظية أبيه فسمع بذلك يعقوب”.
من الواضح أنه لا يوجد هنا أيضاً أي أمر لأحد بأن يرتكب تلك الفاحشة ولكن هذا الإنسان خالف الأمر الإلهي الذي حرم الزنا وارتكب خطية الزنا.
السؤال: هل قال الكتاب المقدس مثلاً ثم كلم الرب رأوبين قائلاً: اسمع يا رأوبين اذهب الآن وانكح بلهة محظية أبيك فهذا أمري وعليك النفاذ؟! لو كان في الكتاب المقدس هذا الهراء لكان من حقك أيها النجار أن تزعم بأن في الكتاب المقدس ما يدعم زنا المحارم.
بلهة هو محظية يعقوب المقلب بإسرائيل وليست زوجته.
ولكن يبدو أن النجار ومن يفكرون بطريقته ينقلون من بعضهم البعض دون مراعاة السند ولا الدقة والحق.
ويتساءل أصحاب المواقع الالكترونية التي يفكر أصحابها بأسلوب النجار قائلين: لماذا لم يتخذ ابني يعقوب من الجارية بلهة أي رد فعل رادع كانتقام من رأوبين؟ لكن يبدو أنهم قد نسوا أن الكتاب المقدس أخبرنا فقط بأن يعقوب هو الذي عرف فقط “وسمع إسرائيل” (تك 21: 35) فكيف ينتقم الاثنين من شخص ما على فعلة لم يعرفا أصلاً بحدوثها؟؟؟
أما العقوبة الرادعة التي أنزلها يعقوب المبارك الملقب بإسرائيل بابنه الخاطئ هذا فقد كانت العقوبة سرمدية أبدية.
نال يعقوب بركة أبدية سرمدية من الله وجعل الله له اسم “إسرائيل”، “لا يدعى اسمك يعقوب بل إسرائيل لأنك جاهدت مع الإله والناس قدرت” (تك 28: 32) وبقدر هذه البركة التي أخذها يعقوب، كانت العقوبة الرادعة لرأوبين رهيبة، فقد جمع يعقوب كل بنيه وهو على فراش موته لينقل لهم بركته الأبدية “ودعا يعقوب بنيه وقال اجتموا لأنبكم بما يصيبكم في آخر الأيام” (تك 49: 1) ولما كان رأوبين هو بكر يعقوب الملقب إسرائيل والابن البكر في التقليد الإسرائيلي العبراني الأصيل يحصل على نصيب مضاعف من البركة وكان من الطبيعي أن ينقل يعقوب بركته لرأوبين ولكنه أخذ نصيبه وأعطاه لآخر!!!
ماذا حدث في جلسة نقل البركة الأبدية:
لقد صرخ يعقوب في وجه بكره رأوبين في جلسة نقل البركة الأبدية السرمدية لبنيه عامة وابنه البكر خاصة وطرد ابنه البكر وحرمه من البركة قائلاً” رأوبين أنت بكري قوتي وأول قدرتي، فضل الرفعة وفضل العز فاتراً كالماء لا تتفضل، لأنك صعدت على مضجع أبيك حينئذ دنسته” (تك 49: 3، 4) (لا تتفضل) أي لا تدخل لجلسة نقل البركة الأبدية لماذا… هذا هو السبب في أن الوحي المقدس دون الحادثة التي لا يعجب النجار وغيره أنه دونها….
لقد دونها حتى لا نتعجب عندما نفاجأ بيعقوب يخالف التقليد الإسرائيلي العبراني فلا ينقل بركته لابنه البكر بل ينقل البركة لآخر. والسبب كما نقله الوحي المقدس “لأنك صعدت على مضجع أبيك حينئذ دنسته على فراشي…!!! (تك 49: 4).
لماذا لم يعاقب رأوبين بعقوبة كالقتل أو خلافه؟
لم يكن هناك حد أو عقوبة مادية بالقتل أو غيره لأن يعقوب جاء قبل عهد موسى… وأي عقوبة أفظع من حرمانه من البركة وفقدان نعمة أن يأتي من نسله مخلص العالم… أرجو أن يكون النجار قد فهم شيء وليعرف كيف يقرأ وكيف يفهم…
القمص مرقص عزيز خليل