Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

أسئلة يسألها المسلمون ج33 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج33 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج33 والرد المسيحي عليها

أسئلة يسألها المسلمون ج33 والرد المسيحي عليها

67 هل الأرض جزء من الشمس؟ قرأت في أحد الكتب انتقاداً لقصة الخليقة كما رواها الأصحاح الأول من سفر التكوين: إذ كيف تكون الأرض جزءاً من الشمس حسب كلام العلماء، بينما يقول الكتاب أن الشمس قد خلقت في اليوم الرابع، أي بعد خلق الأرض! فكيف تكون جزءً من شيء خلق بعدها؟!

كلام العلماء لا يقول إن الأرض كان جزءً من الشمس وانفصلت عنها، وإلا فإن الشمس تكون حالياً ناقصة هذا الجزء… إنما ما يقوله العلماء إن الأرض كانت جزءً من المجموعة الشمسية، وليس من الشمس. كانت جزءاً من السديم، من تلك الكتلة الملتهبة من النار، التي كانت منيرة بلا شك. وهذه الكتلة الملتهبة من السديم، هي التي عناها الكتاب بقول الرب في اليوم الأول “ليكن نور” فكان نور… من هذه الكتلة انفصلت الأرض. ثم أخذت تبرد بالتدريج، إلى أن برد سطحها تماماً، وأصبح صالحاً لأن تنمو عليه النباتات في اليوم الثالث مستفيدة من هذا النور.

وفي اليوم الرابع، صنع الرب من هذه الكتلة الشمس والقمر والنجوم والكواكب والشهب والمجرات وكل الأجرام السماوية. ونظم تعاملها… وبقيت الشمس بوضعها في اليوم الرابع، كاملة لم تنفصل عنها أرض. إنما نظم الرب علاقة الأرض بالشمس والقمر وبباقي النجوم والكواكب، في قوانين الفلك التي وضعها الرب في اليوم الرابع.

68 أليس الله كلي الصلاح؟ كيف يقال عنه أنه خالق الخير وخالق الشر (أش 45: 7) بينما الشر لا يتفق مع طبيعة الله؟!

ينبغي أن نعرف أولاً معنى كلمة الخير، ومعنى كلمة الشر، في لغة الكتاب المقدس. لأنه لكل منهما أكثر من معنى… كلمة شر يمكن أن تكون بمعنى الخطيئة. ولا يمكن أن تقصد بهذا المعنى عبارة “صانع الشر” في (أش 45: 7). لأن الشر بمعنى الخطية، لا يتفق مع صلاح الله الكلي الصلاح، ولكن كلمة (شر) تعني أيضاً – بلغة الكتاب – الضيقات والمتاعب…. كما أن كلمة (خير) لها أيضاً المعنيان المقابلان:

أذاً يمكن أن تعنى البر والصلاح، عكس الخطيئة. كما تعنى – بعكس الضيقات – الغنى والوفرة والبركات والنعم المتنوعة مادية وغير مادية. ولعل هذا واضح جداً في قصة أيوب الصديق. فإنه لما حلت عليه الضيقات، وتذمرت امرأته، حينئذ وبخها بقوله “تتكلمين كلاماً كإحدى الجاهلات، الخير من الله نقبل والشر لا نقبل؟” (أي 2: 10). وأيوب لا يقصد بكلمة الشر هنا الخطية، لأنه لم تصبه خطية من عند الرب. إنما يقصد بالشر ما قد أصابه من ضيقات… من جهة موت أولاده، وهدم بيته، ونهب مواشيه وأغنامه وجماله وأتنه.

هذه الضيقات والمصائب التي يسميها العرف شراً. وعن هذا المصائب قال الكتاب “فلما سمع أصحاب أيوب الثلاثة بكل الشر الذي أتى عليه، جاءوا كل واحد من مكانه… ليرثوا له ويعزوه” (أي 2: 11). وبهذا المعنى تكلم الرب على معاقبته لبني إسرائيل فقال “ها أنذا جالب شراً على هذا الموضع وعلى سكانه، جميع اللعنات المكتوبة في السفر” (2أي 34: 24). وطبعاً لم يقصد الرب بالشر هنا معنى الخطية… إنما كان الرب يقصد بالشر:

السبي الذي يقع فيه بنو إسرائيل، وانهزامهم أمام أعدائهم، وباقي الضربات التي يعاقبهم بها. ومن أمثلة هذا الأمر أيضاً قول الرب عن أورشليم “هأنذا جالب على الموضع شراً، كل من سمع به تطن أذناه” (أر 19: 3). وذكر تفصيل هذا (الشر) فقال “أجعلهم يسقطون بالسيف أمام أعدائهم… وأجعل جثثهم أكلاً لطيور السماء ولوحوش الأرض. وأجعل هذه المدينة للدهش والصفي… هكذا أكسر هذا الشعب وهذه المدينة كما يكسر وعاء الفخاري بحيث لا يمكن جبره بعد” (أر 19: 7-10). ونفس المعنى ما ورد في سفر عاموس (9: 4).

وفي عود الرب لإنقاذ الشعب من السبي والضيق والهزيمة، “هكذا قال الرب: كما جلبت على هذا الشعب كل هذا الشر العظيم، هكذا أنا أجلب عليهم كل الخير الذي به تكلمت به عليهم” (أر 32: 42)، أي يردهم من السبي. وكلمة الخير هنا لا يقصد بها البر والصلاح، وواضح أيضاً أن كلمة الشر هنا لا يقصد بها الخطيئة. لعل من كلمة الخير بمعنى النعم، اشتقت كلمة خيرات…. وفي هذا يقول المزمور (مز 103: 5) “يشبع بالخير عمرك”.

ويقول الرب في سفر أرميا “خطاياكم منعت الخير عنكم” (أر 5: 25). وبهذا المعنى قيل عن الرب أنه صانع الخير وصانع الشر” أي أنه يعطي النعم والخيرات، وأيضاً يوقع العقوبة والضيقات… ما دام الأمر هكذا، إذاً ينبغي أن نفهم معنى كلمة الشر” … إن كانت كلمة الشر معناها الضيقات، فمن الممكن أن تصدر عن الله، يريدها أو يسمح بها، تأديباً للناس، أو حثاً لهم على التوبة، أو لأية فائدة روحية تأتي عن طريق التجارب (يع 1: 2-4).

إذاً عبارة خالق الشر، أو صانع الشر معناها ما يراه الناس شراً، أو تعباً او ضيقاً، ويكون أيضاً للخير. أما الخير بمعنى الصلاح، والشر بمعنى الخطيئة، فمن أمثلته: “للانتقام من فاعلي الشر، وللمدح لفاعلي الخير” (1بط 2: 14). وأيضاً “حد عن الشر واصنع الخير” (مز 34: 14). وقول الرب “بنوكم الذين لم يعرفوا اليوم الخير والشر” (تث 1: 29). وكذلك عبارة “شجرة معرفة الخير والشر” (تك 2: 9).

وهنا كانت عبارة “يصنع به خيراً” أي يساعده، يعينه، ينقذه، يعطيه من العطايا والخيرات، يرحمه، يحسن إليه. وبالعكس عبارة “يصنع به شراً” أي يؤذيه. وحينما يجلب الله شراً على أمة، يقصد بهذا وضعها تحت عصا التأديب، بالضيقات والضربات التي يراها الناس شراً.

أسئلة يسألها المسلمون ج33 والرد المسيحي عليها

Exit mobile version