أسئلة يسألها المسلمون ج30 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج30 والرد المسيحي عليها
64 – خطية آمنـون مع ثامـار أختـه
جاء في صموئيل الثاني (13: 10-14) “فقال آمنون لثامار أخته: ادخلي الطعام إلى غرفتي فآكل من يديك، فأخذت ثامار الكعك وجاءت به إلى آمنون آخيها في غرفته وقدمت له ليأكل فأمسكها وقال: تعالي نامي معي يا أختي، فقالت له: لا تغصبني يا أخي هذه فاحشة لا يفعلها أبناء إسرائيل فلا تفعلها أنت فأنا أين أذهب بعاري؟ وأنت ألا تكون كواحد من السفهاء في إسرائيل فكلم الملك فهو لا يمنعني عنك فرفض أن يسمع كلامها فهجم عليها واغتصبها”.
عند دراسة الموضوع نلاحظ الآتي:
– أن آمنون كان مريضاً حباً بأخته ثامار غير الشقيقة.
– قد أشار عليه صديقه يوناداب بمشورة رديئة.
– حاول الزنا معها ولكنها رفضت بشدة “فقالت له لا يا أخي لا تذلني لأنه لا يفعل هكذا في إسرائيل لا تعمل القباحة.”
– فلم يشأ أن يسمع لصوتها بل تمكن منها وقهرها واضجع معها “فبقيت ثامار ذليلة بسبب ذلك الفعل”. وكان عليها ثوب ملون لأن بنات الملك العذارى كن يلبسن جبات مثل هذه فأخرجها خادمه إلى الخارج وأقفل الباب وراءها فجعلت رماداً على رأسها ومزقت الثوب الملون الذي عليها ووضعت يدها على رأسها وكانت تذهب صارخة”.
– وقد ولد ذلك عداوة بين آمنون وأبشالوم شقيق ثامار “فقال لها أبشالوم أخوها هل كان آمنون أخوك معك فالآن يا أختي اسكتي. أخوك هو. لا تضعي قلبك على هذا الأمر فأقامت ثامار مستوحشة في بيت أبشالوم أخيها”.
– وكان ذلك سبب مرارة لداود وخاصة أنه ولد عداوة بين الأخوين “ولما سمع الملك داود بجميع الأمور اغتاظ جداً ولم يكلم أبشالوم آمنون بشر أو بخير لأن أبشالوم أبغض آمنون من أجل أنه أذل ثامار أخته.
– انتقام أبشالوم وأمره بقتل أخيه “وكان بعد سنتين من الزمان أنه كان لأبشالوم جزازون في بعل حاصور التي عند أفرايم فدعا أبشالوم جميع بني الملك. فقال أبشالوم إذاً دع أخي آمنون ليذهب معنا فقال الملك: لماذا يذهب معك، فألح عليه أبشالوم فأرسل معه آمنون وجميع بني الملك فأوصى أبشالوم غلمانه قائلاً انظروا متى طاب قبل آمنون بالخمر وقلت لكم أضربوا آمنون فاقتلوه، لا تخافوا، أليس إني أنا أمرتكم فتشددوا وكونوا ذوي بأس ففعل غلمان أبشالوم بآمنون كما أمر أبشالوم فقام جميع بين الملك وركبوا كل واحد على بغله وهربوا”.
وهنا نرى أنها خطية بكل المقاييس وقد سجلها الكتاب المقدس ليرينا ما يمكن أن يقع فيه أي إنسان من خطية مهما كان نوعها وبشاعة الخطية ونتيجتها هي الموت. فقد مرمرت الخطية قلب ثامار وأذلتها وكرهت الأخ في أخيه وأذلت الأب وشقت بيت داود.
هذه هي نتيجة الخطية وهذا ما قصده الوحي الإلهي من ذكر هذه الحادثة.
طبعاً من الواضح أن المعترض لم يكلف نفسه حتى بقراءة ما ينقله من المواقع المنحرفة فلو قرأ لرأي أن إله إسرائيل لا يأمر بارتكاب تلك الفواحش والاغتصاب بل أن نص الكتاب المقدس وضح أن ثامار دافعت عن نفسها وحاولت أن تهرب ولو بالكذب بأن الملك لن يمنعها عن أخيها وهو ما لن يحدث.
لماذا لم يعاقب داود ابنه آمنون طبقاً لشريعة موسى؟
لم يعاقب داود ابنه آمنون طبقاً لشريعة موسى لأن شريعة موسى تأمر للزاني والزانية “على فم شاهدين أو ثلاثة شهود يقتل الذي يقتل ولا يقتل على فم شاهد واحد. أيدي الشهود تكون عليه أولاً لقتله ثم أيدي جميع الشعب أخيراً فتنزع الشر من وسطك” (تث 17: 6-7) وفي هذه الحادثة لم يكن هناك شهود على هذا الزنا الصريح، بل حدث سراً في غرفة آمنون وما فعله أبشالوم بالانتقام من أخيه لم يكن تطبيقاً للشريعة بل ثأر وانتقام من أخيه وهو قبيح في عيني الرب…
القمص مرقص عزيز خليل