أسئلة يسألها المسلمون ج14 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج14 والرد المسيحي عليها
44 – هـل لله ابـــن؟
يؤمن المسيحيون أن الله موجود وهو الخالق العظيم خالق الكون وما فيه، الذي يملأ السماوات والأرض، الأزلي الذي لا بداءة له والذي لا نهاية له، غير المحدود في قدرته وسلطانه وفي علمه وحكمته. إن العقل السليم يستطيع أن يعرف وجود الله ولكنه يعجز عن معرفة ذاته وحقيقته، وكيانه وجوهره، لأن الله أعظم من أن يحيط به عقل الإنسان المخلوق المحدود. لذا لزم الإعلان الإلهي، لأنه لو لم يعلن الله عن ذاته لنا لما أمكننا أن نعرفه.
إن الله واحد، لا إله إلا هو. وإليك بعض الشواهد من الكتاب المقدس:
“فاعلم اليوم وردد في قلبك أن الرب هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه” (تثنية 4: 39).
“أنا الرب صانع كل شيء ناشر السماوات وحدي باسط الأرض. من معي؟” (أشعيا 44: 24).
“أليس أب واحد لكلنا، أليس إله واحد خلقنا؟” (ملاخي 2: 10)
“فقال له الكاتب جيداً يا معلم، بالحق قلت لأن الله واحد وليس آخر سواه” (مرقص 12: 32).
“كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجداً بعضكم من بعض والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه” (يوحنا 5: 44).
“أنت تؤمن أن الله واحد، حسناً تفعل” (رسالة يعقوب 2: 19).
” لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد” (1تيموثاوس 2: 5).
ولكن وحدانية الله تختلف عن وحدانية الإنسان فوحدانية الإنسان تجعله محدوداً لا يمكنه أن يوجد في مكانين في نفس الوقت. ولكن الله غير محدود، ولذلك هو في كل مكان. وكذلك جسد الإنسان محدود وخاضع لقوانين الطبيعة التي حددها الله وجعل مخلوقاته خاضعة لها. ولكن الله الذي خلق كل شيء وحدد هذه القوانين لمخلوقاته، ليس هو خاضعاً لهذه القوانين. فإن أراد الله أن يكون في السماء، وفي نفس الوقت يأتي إلى هذه الأرض في جسد إنسان، هل هناك من يستطيع أن يمنعه؟
يحكي لنا التاريخ عن ملوك لبسوا ملابس الفقراء وذهبوا إلى بيوت الفقراء ليتكلموا معهم وليحسنوا إليهم دون أن يخيفوهم ونحن نعجب بمثل هؤلاء. فإن أراد الله أن يأتي كإنسان ليزور الإنسان، هل هناك من يستطيع أن يمنعه؟ كلا… وهذا هو ما حدث فعلاً. يقول الكتاب المقدس: “عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد”. ويقول أيضاً: “الكلمة (لقب من ألقاب المسيح) صار جسداً وحل بيننا.
فالقول بأن المسيح ابن الله لا يعني أن الله اتخذ زوجة أو صاحبة، لأن الله ليس إنساناً مثلنا، وهو لا يلد. بل يقول الكتاب المقدس أن الله روح “فبنوة المسيح هي بنوة روحية”. هي علاقة تفوق إدراك العقل البشري. ولكنها حقيقة أكيدة. حين قال الملاك جبرائيل للعذراء مريم: “ها أنت ستحبلين وتلدين ابن وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً، وابن العلي يدعى” (لوقا 1: 31، 32)، “قالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟ فأجابها الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، فلذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله” (لوقا 1: 34-36).
وكذلك لما كان المسيح مع يوحنا المعمدان وهو المسمى أيضاً يحيى ابن زكريا انفتحت السماء وجاء عليه صوت من السماء قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (متى 3: 17). وهذا ما حدث مرة أخرى حين كان المسيح على الجبل مع ثلاثة من تلاميذه (انظر متى 17: 5).
والكتاب المقدس يعلمنا في أماكن كثيرة أن المسيح جاء من السماء وصار إنساناً من أجلنا لكي يحتمل عقاب خطايانا. ومتى اعترفنا بخطايانا وآمنا به، وقبلناه في قلوبنا، ننال غفران الخطايا والحياة الأبدية. لذلك يقول الكتاب المقدس: “هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية”. وليس هناك مؤمن يقول إن الله اتخذ زوجة وولد ولداً، لأن مثل هذا الكلام هو نوع من الكفر والتجديف ضد الله. فالمسيح هو ابنه بنوة روحية، نؤمن بها، لأن الله أعلنها لنا، ولو أنها تفوق العقل البشري.