أسئلة يسألها المسلمون ج13 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج13 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج13 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج13 والرد المسيحي عليها
43 – هل كـان صـلب المســيح ضروريـاً؟
هل كان صلب المسيح ضرورياً ولماذا ترك المسيح اليهود يصلبونه، ألم يكن بإمكانه أن يخلص نفسه منهم؟
تشير تعاليم الإنجيل المقدس إلى أن صلب المسيح كان ضرورياً لخلاص الجنس البشري من الخطية. فعدالة الله تقضي أن “النفس التي تخطئ هي تموت” (حزقيال 18: 20) لذلك كان موت المسيح على الصليب بدلاً عن الخطاة، ولهذا فإن صلب المسيح يعتبر عملاً كفارياً.
* ولكن لماذا كان صلب المسيح وموته ضروريين لتبرير الخطاة؟
للإجابة على هذا السؤال بوضوح لا بد من الرجوع إلى جذور الموضوع. فمنذ سقوط الإنسان الأول في الخطية، وعد الله بإرسال مخلص يخلص الناس من شرورهم وفسادهم، ويكون من نسل المرأة.
ونقرأ في سفر التكوين من الكتاب المقدس أنه بعد ما خلق الله آدم وحواء ووضعهما في جنة عدن، أوصاهما أن يأكلا من كل شجر الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير والشر. ولكن آدم وحواء عصيا أمر الله.
وبسبب عصيانهما، صدر الحكم العادل عليهما وعلى الحية التي أغرتهما، فقال الرب الإله للحية، لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية. على بطنك تسعين، وتراباً تأكلين كل أيام حياتك. وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه” (تكوين 3: 14) ومن هنا بدأت خطية الإنسان، فأصبح الناس يتوارثون الخطية التي ورثوها أصلاً عن أبويهم آدم وحواء. ويشير الكتاب المقدس إلى أن كل الناس خطاة فيقول:
الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله (رومية 3: 23) ونقرأ أيضاً في رسالة رومية “من أجل ذلك، كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع” (رومية 5: 12) وبما أن الجميع خطاة لا يستطيعون تتميم وصايا الله وناموسه، فق حاول البعض منهم في العهد القديم التكفير عن خطاياهم بطرق مختلفة.
* وما هي تلك الطرق التي حاول الناس قديماُ بواسطتها التكفير عن خطاياهم؟
بالرجوع إلى العهد القديم من الكتاب المقدس نلاحظ أن الذبائح كانت تقدم لله للتكفير عن خطايا الناس. وكانت تقدم بطرق مختلفة. فنوح قدم ذبائح لله كما يقول الكتاب المقدس: “وبنى نوح مذبحاً للرب؛ وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح” (تكوين 8: 20). ونلاحظ أن النبي موسى أيضاً قال لفرعون ملك مصر قديماً، عندما لم يرد أن يعطيه ماشية بني قومه “أنت تعطي أيضاً في أيدينا ذبائح ومحرقات لنصنعها للرب إلهنا، فتذهب مواشينا أيضاً معنا” ونقرأ في سفر اللاويين ما يلي:
“إذا أخطأ رئيس وعمل بسهو واحدة من جميع مناهي الرب إلهه التي لا ينبغي عملها وأثم؛ ثم أعلم وخطيته التي أخطأ بها، يأتي بقربانه تيساً من المعز ذكراً صحيحاً؛ ويضع يده على رأس التيس ويذبحه في الموضع الذي يذبح فيه المحرقة أمام الرب؛ إنه ذبيحة خطيه” (لاويين 4:24) والجدير بالذكر أن الذبائح والقرابين ترجع إلى عهد بعيد جداً حينما قدم قايين وهابيل ولدا آدم وحواء ذبائحهما لله (تكوين 4: 3) كما أن المؤمنين في العهد القديم اعتادوا أن يقدموا لله ذبائح؛ كل بيت يقدم حمال، أي خروف بلا عيب.
* وما علاقة هذه الذبائح بموت المسيح؟
إن تلك الذبائح والحملان كانت تقدم للتكفير عن الخطايا، ولكنها في الوقت نفسه كانت تشير إلى المسيح، والذي هو حمل الله، والذي تنبأ عنه أنبياء العهد القديم بأنه مسيح الله الذي وعد بإرساله ليضع حداً لعهود الذبائح والمحرقات، ويفتدي العالم بذبيحة واحدة هي المسيح. ويشير الكتاب المقدس إلى المسيح بقوله: “هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (يوحنا 1: 29).
ويقول أيضاً، إن الرب أعد المسيح ليكون ذبيحة تبطل ذبائح العهد القديم. فنقرأ ما يلي: “اسكت قدام السيد الرب لأن يوم الرب قريب، لأن الرب قد أعد ذبيحة قدس مدعويه” (صفنيا 1: 7) وقد تمت هذه الذبيحة بموت المسيح على الصليب، فالمسيح نفسه الذي مات على الصليب هو الذبيحة المشار إليها.
وهل هناك تأكيدات في الكتاب المقدس تشير إلى أن موت المسيح كان يقصد خلاص الجنس البشري من الخطيئة؟
الكتاب المقدس مليء بالتأكيدات التي تشير إلى ذلك. نقتبس منها ما يلي: “الذي جمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر، الذي بجلدته شفيتم” وأيضاً قوله: “لأنه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 16) وهكذا علينا أن ندرك أن في عملية صلب المسيح التي كانت بترتيب الله، تمت المصالحة بين الله القدوس والإنسان الخاطئ.
والدليل على ذلك ما ورد في رسالة كولوسي (1: 20) بأن موت المسيح كان ضرورياً لمصلحة الإنسان مع الله إذ يقول بأن الله في الصليب صالح الكل لنفسه، عاملاً الصلح بدم صليبه بواسطته. ولهذا السبب كان من الضروري أن يموت المسيح على الصليب من أجل الخطاة. وقد أطاع المسيح ترتيب الله حتى الموت، كما يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيليبي: “فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً، الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى ذاته آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس.
وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب. لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء من فوق ومن الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل إنسان إن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب” (فيليبي 2: 5-11) وهكذا نرى أن الرب يسوع صلب ومات لأجل الخطاة، وأنه بموته انتهى عصر الذبائح لأنه كان الذبيحة الأخيرة المرتبة من الله، فكل من يؤمن بالمسيح ينال أو يحصل على هبة الحياة الأبدية.