أسئلة يسألها المسلمون ج8 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج8 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج8 والرد المسيحي عليها
أسئلة يسألها المسلمون ج8 والرد المسيحي عليها
28 – كيف مع محبة المسيح للسلام، وكونه رئيس السلام، يقول “لا تظنوا أني جئت لألقى سلاماً على الأرض. ما جئت لألقى سلاماً، بل سيفاً… جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه….” (مت 10: 34، 35)؟
يقصد السيف الذي يقع على المؤمنين، بسبب إيمانهم. وفعلاً، ما أن قامت المسيحية، حتى قام ضدها السيف من الدولة الرومانية، ومن اليهود، ومن الفلاسفة الوثنين وتحقق قول الرب “تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله” (يو 16: 2). وعصر الاستشهاد الذي استمر إلى بداية حكم قسطنطين، دليل على ذلك. كذلك حدث انقسام – حتى في البيوت – بسبب إيمان بعض أعضاء الأسرة مع بقاء أعضاء الأسرة الآخرين غير مؤمنين.
فمثلاً يؤمن الابن بالمسيحية، فيقف ضده أبوه، أو تؤمن البنت بالمسيحية فتقف ضدها أمها، وهكذا يحدث انقسام داخل الأسرة بين من يقبل الإيمان المسيحي من أعضائها ومن يعارضها، حسبما قال “ينقسم الأب على الابن، والابن على الأب. والأم على البنت، والبنت على الأم. والحماة على كنتها، والكنة على حماتها” (لوقا 12: 53). وكثيراً ما كان المؤمن يجد محاربة شديدة من أهل بيته ليرتد عن إيمانه. ولذلك قال الرب متابعاً حديثه “وأعداء الإنسان أهل بيته. من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني…” (مت 10: 36، 37). كان يتكلم عن السيف ضد الإيمان. وليس السيف في المعاملات العامة…
ولهذا فإن قوله “ما جئت لألقى سلاماً بل سيفاً” (مت 10: 34)، سبقه مباشرة بقوله “من ينكرني قدام الناس، أنكره أنا أيضاً قدام أبي الذي في السماوات” (متى 10: 33). وقد يدخل الأمر في تطبيق المبادئ الروحية المسيحية… فقد يحدث انقسام بين البنت المسيحية المتدينة وأمها في موضوع الحشمة في الملابس والزينة. وقد يحدث نفس الاصطدام بين الابن وأبيه في موضوع خدمة الكنيسة والتكريس، أو في موضوع الصحة والصوم، أو فيما لا يحصى من بنود السلوك المسيحي، ويكون “أعداء الإنسان أهل بيته”…
أما من جهة المعاملات العادية بين الناس، فيقول السيد في عظته على الجبل: “طوبى لصانعي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون” (مت 5: 9). وقد دعي السيد المسيح “رئيس السلام” (أش 9: 6). ولما بشر الملائكة بميلاده قالوا “وعلى الأرض السلام” (لو 2: 14). وقد قال لتلاميذه “سلامي أترك لكم، سلامي أنا أعطيكم” (يو 14: 27). وقال الكتاب “ثمر البر يزرع في السلام، من الذين يصنعون السلام” (يع 3: 18). وقيل من ثمار الروح “محبة وفرح وسلام” (غل 5: 22).
29 – نرجو تفسير هذه الآية التي وردت في (غل 3: 13) “لأنه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة”. فهل هذه اللعنة أصابت المسيح؟
إن الآية بوضعها الكامل هي “المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب ملعون كل من علقة على خشبة” (غل 3: 13). في الواقع كانت هناك لعنات كثيرة لكل من يخالف الوصايا وقد وردت في سفر التثنية (تث 27: 15-26) (تث 28: 15-68) ففي الفداء، كان لا بد من إنسان بار ليس تحت اللعنة، لكي يحمل كل لعنات الآخرين، ليفديهم من لعنات الناموس، والوحيد الذي كانت تنطبق عليه هذه الصفة، ويقوم بهذا العمل الفدائي، هو السيد المسيح الذي قال عنه الكتاب “الكائن فوق الكل، إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين” (رو 9: 5).
فهو بطبيعته مبارك، وبركة. ولكنه في موته عن العالم كله، حمل كل اللعنات التي تعرض لها العالم كله. هو بلا خطية، ولكنه حامل خطايا. وقد حمل خطايا العالم كله (يو 1: 29) (1يو 2: 2). وهو مبارك بلا لعنة، ولكنه حمل اللعنات التي يستحق العالم كله. هو في حب كامل مع الآب. ولكن حلم غضب الآب بسبب كل خطايا العالم. هذا هو الكأس الذي شربه المسيح عنا. “كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه. والرب وضع عليه إثم جميعنا” (أش 53: 6). ولو لم يحمل المسيح هذه اللعنة، لبقينا كلنا تحت اللعنة. مبارك هو في كل ما حمله عنا.
30 – لماذا لا تتبع المسيحية شريعة العهد القديم، بينما هي لم تنقضها حسب قول السيد المسيح “لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء” فلماذا لا تسير المسيحية بمبدأ “عين بعين، وسن بسن” ولا داعي لعبارة “من لطمك على خدك حول له الآخر”، وما يشبهها. وإلا تكون قد نقضت الناموس؟
لاحظ أن السيد المسيح لم يقل فقط ما جئت لأنقض، وإنما أضاف بل لأكمل. وعبارة إنه جاء ليكمل لها معنيان: الأول: إنه جاء يكمل فهم اليهود للشريعة. فاليهود ما كانوا على فهم سليم للشريعة. حتى أن شريعة السبت مثلاً، كانوا يفهمونها بطريقة حرفية بحتة، فلا يعمل الإنسان أي عمل في السبت، حتى فعل الخير…
لدرجة أنه حينما قام السيد المسيح بمعجزة كبيرة، في يوم سبت، وهي منح البصر لشخص مولود أعمى، قابلوا هذا الإنسان بعد أن أبصر وقالوا له إن الذي شفاه إنسان خاطئ!! (يو 9: 24) لمجرد أنه صنع المعجزة في يوم السبت!! وهي منح البصر لشخص مولود أعمى قابلوا هذا الإنسان بعد أن أبصر وقالوا له إن الذي شفاه إنسان خاطئ!! (يو 9: 24) لمجرد أنه صنع المعجزة في يوم سبت!! وقد جادلوا المسيح في عناد عن “هل يحل الإبراء في السبوت؟ لكي يشتكوا عليه (مت 12: 10).
وما أكثر المجادلات التي دخلوا فيها لحل مشكلة “هل يحل في السبت فعل الخير؟!” (لو 6: 9) (مت 12: 12). فماذا كان تكميل فهمهم في وصية عين بعين وسن بسن؟ كانت للأحكام القضائية، وليست للمعاملات الشخصية. بدليل أن يوسف الصديق لم يعامل أخوته بوصية “عين بعين وسن بس” ولم ينتقم لنفسه من الشر الذي صنعوه به، وإنما أكرمهم في مصر، وأسكنهم في أرض جاسان، واعتنى بهم” (تك 50: 17-21). وداود النبي لم يكافئ شاول شراً بشر، بل احترمه في حياته.
وفي وفاته رثاه بعبارات مؤثرة (2صم 1: 17-25). وأحسن إلى كل أهل بيته… ثانياً: عبارة يكمل تعنى أيضاً يكمل لهم طريق السمو والقداسة. وبخاصة لأن العهد الجديد بدأت تزول فيه العبادة الوثنية التي كانت منتشرة طوال العهد القديم. وعمل الإيمان في قلوب الناس، إلى جوار عمل الروح القدس فيهم، ومؤازرة النعمة لهم. فكان يمكن لهم أن يتقدموا في حياة الروح ويسلكوا بسمو أعلى من ذي قبل. وتكملة الطريق الروحي، لم يكن فيها نقد للقديم.
فمثلاً قال لهم السيد المسيح “سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن، أما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه” (مت 5: 27، 28). هنا الوصية القديمة “لا تزن” لا تزال قائمة لم تنقض. لكن أضيف إليها معنى أعمق، هو عفة القلب والنظر، وليس مجرد عفة الجسد… مثال آخر: قال السيد “قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم. أما أنا فأقول لكم كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم” (مت 5: 21، 22).
هنا الوصية القديم “لا تقتل”، لا تزال قائمة لم ينقضها، ولكن أضيف إليها منع الغضب الباطل، على اعتبار أن القتل خطوته الأولى هي الغضب، كما أن الزنى خطوته الأولى هي شهوة القلب… إذن السيد المسيح لم ينقض العهد القديم.
بل شرح روح الوصية، ومنع الخطوة الأولى إلى الخطية. ويعوزنا الوقت إن دخلنا في كل التفاصيل بالنسبة إلى كل الوصايا، فهذا يحتاج إلى كتاب كامل، وليس إلى مجرد مقال أو إجابة سؤال. كذلك ليس العهد القديم فيه الوصايا العشر فقط، إنما توجد فيه وصايا وتعاليم أدبية كثيرة فيها سمو كبير. وقد خفي ذلك على عديد من معلمي اليهود. لذلك قال لهم السيد المسيح في مناسبة أخرى: “تضلون إذ لا تعرفون الكتب” (مت 22: 29).
31 – هل يعبـد المسـيحيون ثـلاثـة آلهـة؟
هذا زعم باطل تماماً وليس فيه شيء من الصحة، فنحن المسيحيون نعبد إلهاً واحداً وكتابنا المقدس في عهديه يؤكد هذا. أنتخب من الكتاب بعض الآيات التي تؤكد هذه الحقيقة.
ففي العهد القديم نقرأ “أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. لا يكن لك آلهة أخرى أمامي”. وفي تثنية “اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد”. وفي سفر الملوك الأول “ليعلم كل شعوب الأرض أن الرب هو الله وليس آخر.” وفي سفر أشعياء “أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري.” وأيضاً “أنا الرب وليس آخر. لا إله سواي. أنا الرب وليس آخر”. وفي أشعياء أيضاً “إني أنا هو. قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيري مخلص”.
وفي العهد الجديد نقرا في إنجيل مرقص أنه حين سأل واحد من الكتبة الرب يسوع “آية وصية هي أول الكل” أن يسوع أجابه “إن أول الوصايا هي اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد”. “فقال له الكاتب جيداً يا معلم. بالحق قلت لأنه الله واحد وليس آخر سواء. فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له لست بعيداً عن ملكوت الله”. وفي الرسالة الأولى إلى كورنثوس يقول “فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان نعلم أن ليس وثن في العالم وأن ليس إله آخر إلا واحد”. وفي الرسالة إلى أفسس نقرأ القول “إله وأب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وفي كلكم”. ويعقوب يكتب في رسالته “أنت تؤمن أن الله واحد. حسناً تفعل”.
لكن هذه الوحدانية ليس وحدانية مجردة مطلقة، لكنها وحدانية جامعة، بمعنى أنه إله واحد، جوهر واحد، ذات واحدة، لاهوت واحد، لكنه أقانيم متحدون بغير امتزاج، ومتميزون بغير انفصال، وكلمة أقنوم هي كلمة سريانية تدل على التميز بغير انفصال.
والأدلة كثيرة على أن وحدانية الله جامعة وليست مطلقة، فأسماء الله قد وردت في العهد القديم بصيغة الجمع أكثر من ثلاثة آلاف مرة. أول آية في الكتاب المقدس في سفر التكوين تقول “في البدء خلق (بصيغة المفرد) الله (إلوهيم بصيغة الجمع) السماوات والأرض”. “نعمل (بصيغة الجمع) الإنسان على صورتنا كشبهنا (بصيغة الجمع)” “هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا” “هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم” وفي سفر أشعياء “ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل (بالمفرد) ومن يذهب من أجلنا (بالجمع)”.
ولا يمكن أن نقول إن هذه صيغة تعظيم، فصيغة التعظيم لا وجد لها في اللغة العبرانية لكنها مستحدثة في اللغة العربية، وحتى هذه الصيغة المستحدثة لا تنطبق على قوله “هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا” وهذا الوحدانية الجامعة غير المجردة لازمة وضرورية لتفسير طبيعة الله قبل خلق هذه الخليقة، فنحن نعرف أنه بعد خلق الله الخليقة قد أحبنا وصار يسمع صلواتنا ويتكلم إلينا في الأنبياء.
32 – لمـاذا عنـدكـم أربـع أنـاجيـل؟
يجب أن نعرف أولاً أن كلمة إنجيل معناها الأخبار السارة – أي المفرحة. وفي الغالب تطلق كلمة (الإنجيل) على كتاب العهد الجديد كله (لأنه مليء بالأخبار السارة). إلا أن كلمة إنجيل عادة يقصد بها أحد الكتب الأربعة التي نقلت لنا بشارة المسيح والتي دونها أربعة من أتباع المسيح المعاصرين له بإيحاء من الروح القدس. فقد شاء الله أن يسجل سيرة المسيح في أربعة كتب، فحصلنا على بشارة الخلاص المفرحة: إنجيل واحد، تعليم واحد، وحقيقة واحدة، مسجلة في أربعة كتب بأربعة أساليب إنشائية وأدبية مختلفة.
إنجيل متى أي الأخبار السارة عن المسيح كما دونها البشير متى بوحي من الروح القدس. وهدفه الأساسي أن يثبت للناس عامة، ولليهود خاصة، أن يسوع هو المسيا أي المسيح الذي تنبأ عنه الأنبياء مئات المرات. ولذلك تتكرر فيه عبارة “لكي يتم ما هو مكتوب (أي في العهد القديم)”. وفيه يعطي سلسلة نسب المسيح إلى ابيهم إبراهيم، وإلى داود الملك. ولكن اليهود لم يؤمنوا به فرضوا ملكهم ومخلصهم.
إنجيل مرقص، كتبه مرقص بوحي من الروح القدس وفيه سرد للخدمات التي قام بها المسيح الذي قال عن نفسه أنه جاء “لا لُيخدم، بل ليخدم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين…”
إنجيل لوقا، كتبه البشير لوقا بوحي من الروح القدس ليثبت أن المسيح جاء أيضاً لكل العالم ولذلك فسلسلة نسبه تمتد إلى آدم، والذي هو أبو الجنس البشري كله. وأنه جاء “ليطلب ويخلص ما قد هلك”. ففيه تظهر نعمة الله التي ترحب بالخاطئ التائب. وفيه قال المسيح أنه “يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب”.
إنجيل يوحنا، كتبه الرسول يوحنا بوحي من الروح القدس، ليثبت أن المسيح جاء من السماء وصار إنساناً لأجلنا. وأن الله أحب العالم كله وبذل المسيح “كي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية”.
فالإنجيل الواحد، كما دونه أربعة بشيرون مختلفون، ليس من تأليف إنسان، بل هو من الله، وإذ ندرسه نحصل على فكرة أكمل وأشمل عن فادينا ومخلصنا يسوع المسيح.
وبخلاف ما يظن البعض لم يكن هناك إنجيل “أنزل على المسيح”، بل المسيح هو الذي أوحى لهؤلاء الأربعة، بروحه القدوس، أن يكتبوا هذه البشائر الأربعة.
33 – هل الكتـاب المقـدس محـرف؟؟؟
القول بالتحريف عن الأخوة المسلمين معناه وأسبابه:
ما هو التحريف؟
التحريف كما اصطلح علماء المسلمين هو تحريف الكلام بمعنى تفسيره على غير معناه بدون دليل وإعطاؤه معنى يخالف معناه الحقيقي. ويعني أصل التحريف في اللغة تبديل المعنى. والتحريف اصطلاحاً له معان كثيرة منها: التحريف الترتيبي: أي نقل الآية من مكانها إلى مكان آخر. ومنها تحريف المعنى وتبديله إلى ما يخالف ظاهر لفظه، وهذا يشمل التفسير بالرأي، وكل من فسر الكلام بخلاف حقيقته وحمله على غير معناه فهو تحريف. ومنها تحريف اللغظ: وهو يشمل الزيادة أو النقص، والتغير والتبديل.
أولاً: التحريف بالزيادة: بمعنى أن بعض الكتاب ليس من كلام الكتاب الأصلي.
- الزيادة في الآية بحرف أو أكثر.
- الزيادة في الآية بكلمة أو أكثر.
- الزيادة في جزء من الكتاب.
- الزيادة في مجموع الكتاب.
ثانياً: التحريف بالنقص: بمعنى أن بعض الكتاب لا يشتمل على جميع ما كتبه الأنبياء بالروح، بأن يكون قد ضاع بعضه إما عمداً، أو نسياناً، وقد يكون قد ضاع إما عمداً، أو نسياناً، وقد يكون هذا البعض حرفاً أو كلمة أو آية أو جزءاً من الكتاب.
- النقص في الآية بحرف أو أكثر.
- النقص في الآية بكلمة أو أكثر.
- النقص في جزء واحد.
- النقص في مجموع الكتاب.
أي التحريف في تبديل كلمة بدل أخرى، التحريف في تبديل حرف بآخر، التحريف في تبديل حركة بأخرى.
هذا معنى التحريف وأقسامه كما عرفها وبينها علماء المسلمين.
السؤال هو: هل ينطبق معنى التحريف هذا على أسفار الكتاب المقدس؟ وإن كان البعض يتصور ويزعم حدوث ذلك فهل يستطيع الإجابة على الأسئلة التالية:
- متى حرف الكتاب المقدس؟ وفي أي عصر تم التحريف؟
- هل تم التحريف قبل القرن السادس الميلادي أم بعده؟
- من الذي حرف الكتاب المقدس؟
- أين حرف الكتاب المقدس؟ وفي أي بلد من بلاد العالم؟
- لماذا حرف الكتاب المقدس؟ وما هو الهدف من ذلك؟
- هل يستطيع أحد أن يقدم دليلاً تاريخياً على هذا الزعم؟
- أين نسخة الكتاب المقدس غير المحرفة؟ وما هي النصوص التي حرفت؟ وكيف تستطيع أن تميز بين ما حرف وما لم يحرف؟
- كيف تم التحريف؟ وهل كان في إمكان أحد أن يجمع جميع نسخ العهد القديم والتي كانت موجودة مع اليهود والمسيحيين، وجميع أسفار العهد الجديد التي كانت منتشرة في عشرات الدول ومئات المدن وألوف القرى، سواء التي كانت مع الأفراد أو التي كانت في الكنائس، ثم يقوم بتحريفها وإعادتها إلى من أخذت منهم؟
ولم يقل أحد قط من المسيحيين سواء من المستقيمين في العقيدة أو الهراطقة بتحريف الكتاب المقدس عبر تاريخ الكتاب المقدس والمسيحية. وبرغم ظهور الفرق المسيحية المختلفة، سواء في القرون الأولى أو في العصور الحديثة، وظهور البدع والهرطقات عبر تاريخ المسيحية، واختلافها وتباينها في الفكر والعقيدة حول شخص وطبيعة الرب يسوع المسيح، فلم تقل فرقة واحدة أو مجموعة من المجموعات بتحريف الكتاب المقدس.
وقد كان كل من رجال الكنيسة والهراطقة علماء في الكتاب المقدس، وقد درسوا كل كلمة فيه وحفظوها عن ظهر قلب وكان لدى كل منهم نسخته الخاصة من الكتاب المقدس. وقد عقدت المجامع المكانية والمسكونية ودارت فيها مناقشات حامية حول مفهوم كل منهم لآيات نفس الكتاب المقدس الواحد، فقد اختلفوا حول تفسير بعض آياته ومفهوم كل منهم لها، وجعل بعضهم آياته تخدم أفكاره الخاصة، ولكنهم جميعاً آمنوا بوحي واحد لكتاب مقدس واحد معصوم من الخطأ والزلل.
كما لم يقل أحد من اليهود بتحريف الكتاب المقدس، وكان قد انضم إلى المسيحية المئات من كهنة اليهود في السنوات الأولى للبشارة بالإنجيل، يقول الكتاب “وكانت كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جداً في أورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان” (أع 6: 7). كما دارت مناقشات حامية بين اليهود والمسيحيين حول ما جاء عن المسيح من نبوات في العهد القديم آمن بسببها الآلاف منهم وصاروا مسيحيين (أع 17: 2-4).
ومن أشهر المناقشات في القرن الثاني الحوار الذي دار بين يوستينوس الشهيد وتريفو اليهودي، واعتمد كلاهما على آيات نفس الكتاب والمقدس الواحد، العهد القديم، ولي يتهم أحدهما الآخر بتحريف الكتاب المقدس إنما اختلفا في التفسير والتطبيق. وبرغم ظهور آلاف الترجمات للكتاب المقدس فقد ترجمت جميعها من النص الأصلي، العبري والآرامي الذي كتب به العهد القديم، واليوناني الذي كتب به العهد الجديد، ولدينا له مخطوطات ترجع لأيام الرب يسوع المسيح وأيام رسله الأطهار.