Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

سر المسيح بين الكروبيم

سر المسيح بين الكروبيم

سر المسيح بين الكروبيم

سر المسيح بين الكروبيم

❶ شرق الجنة

تك 3: 24 “.. وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة”
أول موقف ظهر فيه الكروبيم بوضوح هو بعد خطية آدم وحواء حيث ظهر الكروبيم وبينهم لهيب سيف متقلب ، هناك عدة ملحوظات على النص.
أخطأ البعض في تصور ان الملائكة كانت تحمل السيف فهذا خاطئ، النص العبري واضح وليس فيه التباس ، وايضا كثير من الترجمات جعلت من لهيب السيف نكرة بينما في العبرية جاءت معرفة. فالنص يُترجم حرفيا الى
تك 3: 24 “.. وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب السيف المتقلب لحراسة طريق شجرة الحياة”
كلمة أٌقام بحسب الفكر اليهودي القديم تعود على الشكينة (المجد الإلهي) ، فمجد الرب حلَّ بين الكروبين ، تلك القراءة اعتمدت على كون الفعل “أقام – ישכן” أصلها عبريا (שכן) وهي أصل كلمة (שכינה) والتي تعني حرفيا (سكنة الله) واستخدم اليهود هذا المصطلح للتعبير عن الحلول الإلهي ، وردت بهذا المفهوم في ترجوم نيوفيتي [وأقام مجد شكينته الذي من البدء بين اثنان الكروبيم](1) وأيضا هكذا جاء في الترجوم المنسوب ليوناثان والاورشليمي.

هذة القراءة متحاملة على النص إلا أنها تعرض فكرة صحيحة ، فما السيف المتقلب بين الكروبين إلا صورة للتعبير عن المجد الإلهي. وأصبح هذا المنظر وهو الرب الحالل بين الكروبيم أيقونة تكررت فيما بعد في تابوت العهد (خر 25: 18-22) والهيكل (1مل 8: 6-7) وفي صلوات اليهود (2مل 19: 15).

سر المسيح بين الكروبيم

❷ تابوت العهد

خر 25: 22 “.. وأتكلم معك من على الغطاء من بين الكروبين اللذين على تابوت الشهادة..”
أمر الرب موسى بعد الخروج من مصر أن يصنع تابوتا خشبيا ويطليه بالذهب ، هذا التابوت يمثل سكنة الله في وسط الشعب ، أمر الرب أيضا بعمل كروبين على غطاء التابوت وأجنحتهما متقابلة واعلن الرب صراحة أنه سيتكلم من بين الكروبين (خر 25: 18-22) .

وهذا المنظر ما هو إلا صورة للأيقونة القديمة حيث الرب حالل بين الكروبين. لاحظ أن كلمة تابوت تشير للموت (تك 50: 26). وكأن الصورة هي أن الرب من خلال الموت كان يتكلم من بين الكروبين.

❸ قبر المسيح

(يو 20: 12) “فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الرأس والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعا.”
يروي يوحنا انه عندما دخلت مريم القبر وجدت ملاكين وبينهما قبر المسيح ، تلك الصورة هي شبيهة بالمنظر الأول الذي رآه آدم ، ولكن الفارق هو أن السيف كان موجودا ليمنع دخول آدم لشجرة الحية ، أما وقت المسيح ، فالرب لم يعد حاللا بين الملاكين ، وكأن المعنى هو أن طريق شجرة الحياة أصبح مفتوحا.

هذا صحيح ، فالمسيح الذي قال عن نفسه “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يو 14: 6) قد كلل عمله في النهاية بأن عُلِق على شجرة الصليب وكأنه ثمرة للحياة من يأكله يحيا به.

صورة الملاكان وبينهما الموضع الذي كان المسيح موضوع عليه يذكرنا أيضا بتابوت العهد وعليه الكروبين ، ولكن الاختلاف هو أن الصورة الأولى فيها تابوت ، فيها موت . أما المنظر الثاني فليس فيه موت فالمسيح الميت قد قام بالفعل . لهذا قال المسيح عن نفسه “أنا هو القيامة والحياة” (يو 11: 25).

❹ عرش المسيح

2مل 19: 15 “وصلى حزقيا أمام الرب وقال: أيها الرب إله اسرائيل، الجالس فوق الكروبيم، أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض أنت صنعت السماء والأرض” أيضا أنظر (1صم 4: 4 ، 2صم 6: 2) ، (مز 80: 1).

كثير من صلوات قديسي العهد القديم تحوي عبارة “الجالس على الكروبيم” وربما تلك الصورة نبعت من روؤة اليهود لتابوت العهد ، ففي عدة مرات رأى اليهود المجد الإلهي حالل من التابوت والمجد الالهي كان يظهر على هيئة نار ونور عظيم صاعد للسماء ، فكان المنظر هو وكأن الكروبيم من أسفل والمجد الإلهي يعلوه وتلك الصورة ربما هي التي جعلت قديسي العهد القديم يتصورون أن الكروبيم هم حاملين للمجد الإلهي أو للعرش الإلهي.

وقد قال داود النبي في تمجيده للرب بعدما تخلص من أعدائه “ركب على كروب وطار” (2صم 22: 11). في ذهن اليهود لاحقا كان الكروب هو بمثابة وسيلة للحمل وللإنتقال. ورد في بسيكتا ربتي (36) – كتاب يهودي تراثي- أنه بعد أن يتألم المسيح من أجل شعبه، وبعد أن يقدم خلاصه ، فإن الأربع حيوانات (حز 1) ستحمل عرش المسيح!

[وفي تلك الساعة يعدّ القدوس المبارك (الله) له (للمسيح) الأربع حيوانات(2) الذين سيحملوا عرش المجد الذي للمسيح.] (3)

صنع المسيح خلاصا بموته الكفاري على الصليب وصعد في المجد ، ويحكي لنا يوحنا الرائي رؤية فيها رأى العرش الإلهي جالسا عليه المسيح وحوله الأربع حيوانات (رؤ 4: 6-8). وهذا يتشابه الى حد كبير مع ما أوردناه سابقا عن ما ورد في التقليد.

________________________________________________

(1) [ואשרי יקר שכינתיה מן לקדמין בין תרין כרוביא]
(2) وصفهم حزقيال النبي بشبه الحيوانات (حز 1: 5) وأيضا ذكر أن اسمها الكروبيم (حز 10: 20)
(3) פסיקתא רבתי פרשה לו [באותה שעה מונה לו הקב”ה ארבע חיות שנושאות את כסאו של הכבוד של משיח]

 

سر المسيح بين الكروبيم

Exit mobile version