Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

الأخطاء النسخية في المخطوطات هل تؤثر على صحة العهد الجديد؟ – ترجمة توماس نبيل

الأخطاء النسخية في المخطوطات هل تؤثر على صحة العهد الجديد؟

الأخطاء النسخية في المخطوطات هل تؤثر على صحة العهد الجديد؟

الأخطاء النسخية في المخطوطات هل تؤثر على صحة العهد الجديد؟

ورنر والاس بتصرف وايضاح

ترجمة توماس نبيل

إشراف فريق اللاهوت الدفاعي

من الطبيعي وجود أخطاء نسخية في أي مخطوط، فمنذ زمن بعيد، لم يكن هُناك نظارة رؤيا، أو الأدوات الحديثة المتوفرة اليوم. ويذكر بروس متزجر إنّ أحد النُسَّاخ ثُنيَّ ظهره أثناء عملية النسخ، وآخر تجمد الحبر في يده. فإن كانت المخطوطات متشابهة بدرجة كبيرة سنقول إن هُناك يد عبثت بها.

لكن الأخطاء النسخية التي لدينا هي تضفي موثوقية، إذ أن كاتب المخطوطة بشر غير معصوم. يقودنا ورنر والاس لتحليل الأمر بشكل آخر نتيجة لعمله كمحقق وكونه مُلحد سابق آمن بالرب يسوع مخلص لحياته.

 في كل جريمة طوال عملي قابلت كلاً من الدليل والاثار التي صُنعت بواسطة الإنسان، وقد كان عملي أن أُفرق بينهما. هل القاتل هو من سبّب بقعة الدم هذه؟ أم أنها صُنعت بواسطة المُسعف الذي حاول إسعاف الضحية؟

بعض هذه البقع قد يكون دليلاً أستطيع استخدامه لإعادة بناء القضية من جديد، والبعض الآخر منها قد يكون ببساطة اثارًا ليس لها أي علاقة بالجريمة. فالدليل مهم ولكن الآثار المصنوعة غير هامة بالمرة. فأيضًا الأدلة على الكتاب المقدس قد تحتوي على آثار مصنوعة ليس لها أي اهمية.

 بارت إيرمان، على سبيل المثال قد اثار الانتباه لعدد من الاختلافات النصية التي يُمكن وصفها أنها (آثار مصنوعة)، أي، ليس لها أي علاقة نصية في العهد الجديد. يصف بارت في كتابه “سوء اقتباس عن يسوع” يصف تركه للإيمان:

“على الرغم من ذلك كانت هُناك مشكلة واضحة في الإدعاء القائل بإن الإنجيل اُوحيَّ به لفظيًا حتى آخر كلماته. لأننا تعلمنا في معهد مودي للإنجيل في أحد أوائل الكورسات في المنهج الدراسي، أننا بالفعل لا نملك النسخ الرئيسية للعهد الجديد.

ما نملكه هو نسخ عن هذه الكتابات نُسخت بعدها بسنوات، وبالإضافة إلى ذلك، فإن أيًا من هذه النسخ ليس دقيقًا بصورة كاملة لوجود أخطاء نسخية مثل: زغللة العنين، أو متشابهات، أو أخطاء هجائية، وهذا يوجد في جميع المخطوطات القديمة فالناسخ ليس معصوم. فنحن نملك نسخ من المخطوطات الاصلية من الطبيعي أن يوجد بها أخطاء”.[1]

لكن ما نملكه نسخ كُتبت بعدها -في معظم الحالات- وهذه المخطوطات قد تختلف كل واحدة عن الأخرى فالمخطوطات هي اشبه بكتاب بشري بصورة كبيرة. بالضبط كما نسخ وعدّل نصوص الكتاب المقدس نسّاخ بشريون غير معصومين، ايضاً كتب النصوص الاصلية اناس عاديون مسوقين بالروح القدس.

 هذا كان كتابًا بشريًا منذ البداية الي النهاية، بفعل الروح القدس. من الواضح أن إيرمان انزعج من وجود الآثار النصية المصنوعة،[2] وفي النهاية آمن انه لم يستطع الوثوق بأي دليل إنجيلي قام بإفساح مجال في صفحات الكتاب المقدس. تخيل لو أنّي اتخذت نفس النهج إلى مواقع الجريمة خاصتي.

إذا كل مرة واجهت فيها موقع جريمة ليس صافياً (سليماً) بشكل واضح واستسلمت، ما كنت قد حللت قضية واحدة. كل موقع جريمة به آثار مصنوعة، تخلص منها. من أجل هذا الغرض نحن يجب أن نتعلم أن نكون مُحققين ماهرين. إنها وظيفتنا أن نفرز ما بين الدليل والآثار المصنوعة.

نحن فقط يجب ألاَّ نستسلم، لأن الموقع أقل ترتيبًا مما نحب. إنه من الهام أيضًا أن نُدرك أن توقع إيرمان الأولي للعصمة الكتابية أدى به إلى فقدان الثقة في الإنجيل عندما اكتشف شيئًا لا ينتمي للنص. ربما هذا بسبب أنه نشأ في الكنيسة والتعليم عن العصمة كان أساسيًا لإيمانه.

بصفتي محقق ملحد يبلغ من العمر خمسة وثلاثون عامًا، اتيت من مكان مختلف تمامًا عندما اكتشفت لأول مرة وجود الاختلافات الخاصة بالنسخ في النص الإنجيلي. كنت بالفعل قد نظرت في عدد من المشتبه بهم في جرائم سرقة وقتل قبل قراءة الأناجيل.

كنت معتادًا جدًا على طبيعة وبنية وخصائص تصريحات شهود العيان في مجال عملي طويلاً قبل أن ابدأ في فحص ادعاءات كتبة الاناجيل. توقعاتي لشهود العيان في مجال عملي كانت أقل بكثير مما كانت لإيرمان. كنت بالفعل قد سلمت بصحة شيئين عن شهود العيان:

في مجال عملي كمحقق بالرغم من ذلك شهود العيان من الممكن ان يُعتبروا محل للثقة وموثوق بهم حينما نقوم بالعمل الجاد في تحديد: لماذا قد يروا شيئًا بشكل مختلف أو غير صحيح؟

في الواقع يأمر قضاة ولاية كاليفورنيا هيئة المحلفين، بما يلي: “ألاَّ يرتابوا في شاهد عيان فقط لأنه قد يكون مخطئًا في بعض جوانب شهادته. فلا ترفض شهادة تلقائيًا فقط بسبب تناقضات أو صراعات. خُذ بعين الاعتبار ما إذا كانت الاختلافات هامة أم لا.

الناس احيانًا، بكل أمانة، يتناسون أشياء أو يخطئون بخصوص الشيء الذي يتذكرونه. ايضاً، اثنين من الناس قد يعاينوا نفس الحدث ولا يزالوا يرونه أو يسمعونه بشكل مختلف”.[3]

شهود العيان من الممكن ان يكونوا مخطئين في بعض جوانب شهادتهم، ولكنهم لا يزالوا مُعتبرين اهلاً للثقة. اجمالاً عندما تتفهم لجنة التحكيم لماذا قد يخطئ شاهد العيان في أحد التفاصيل، فانهم يتشجعون لاعتبار باقي الشهادة محل للثقة. دعني أكون واضحاً حول شيئاً ما هُنا:

 بعد فحص قصص الإنجيل، لا أؤمن أنها تحوي أية تناقضات حقيقية أو أخطاء واقعية. أنا أؤمن بالرغم من ذلك أنها تحوي اختلافات طبيعية بالمخطوطات. وهذه الاختلافات قد وُضّحت بالفعل على صفحات الكتاب المقدس بواسطة ناشري ترجماتنا الحديثة.

بينما أنا أؤمن بعصمة النص الأصلي للعهد الجديد، فقد تطرقت في فحصي للأناجيل بمعيار مختلف تمامًا: أنا لم أطالب أن يكون شهود العيان معصومين في مجال عملي، لكن فقط أهلاً للثقة. شاهد العيان قد يخطئ بخصوص بعض التفاصيل الصغيرة ولايزال مُعتبرًا أهلاً للثقة فيما يتعلق بخصوص ادعاءاته الكبرى. هكذا نُسَّاخ المخطوطات.

على الرغم من انه من الواضح ان العهد الجديد الذي نملكه اليوم يحوي اختلافات “متغيرات” والتي حددناها بدقة بمقارنة أكثر من 24,000 جزء من مخطوطات ووثائق كبري، هذا لا يحمل أي سند على ما إذا كانت محل للثقة أم لا. هذه الاختلافات قد تكون عذرًا للبعض لرفض ادعاءات الكتاب المقدس بكسل، ولكن المحققون الجيدون لا يملكون رفاهية أن تكون كسولاً.

إن واجبنا –بدلاً من ذلك- أن نفصل الآثار المصنوعة عن الدليل حتى نستطيع حل القضية ونحدد ما حدث فعلاً في موقع الجريمة. جهود مماثلة يتم الاحتياج إليها إذا كنَّا في أي وقت سنقيّم ادعاءات المسيحية بشكل عادل.

المرجع

بتصرف:

A Witness Can Be Wrong and Reliable J. Warner Wallace.

 

[1] يوجد شهادة لترتليان ايريناوس عن وجود النسخ الأصلية خلال القرن الثاني وهذا ما ذكره كريج إيفانز ودانيال والاس.

[2] تعبير خاص بعمل الكاتب في مجال الجريمة، والمقصود هو الآثار التي نتجت عن أخطاء بعض النُسَّاخ، ولم تكن متواجدة في النص الأصلي.

[3] فصل 105، مجلس قضاء كاليفورنيا تعليمات لجنة التحكيم الجنائي، 2006.

انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان

مختصر تاريخ ظهور النور المقدس

الأخطاء النسخية في المخطوطات هل تؤثر على صحة العهد الجديد؟

Exit mobile version