Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تحدي الإيمان 1 – لي ستروبل

تحدي الإيمان 1 – لي ستروبل

تحدي الإيمان 1 – لي ستروبل

تحدي الإيمان 1 – لي ستروبل

“الإيمان بالإله المسيحي لا بد أن يرفضه أي إنسان يوجه أدنى احترام للمنطق.”

جورج هـ. سميث، ملحد[1]

“الإيمان المسيحي ليس قفزة لا عقلانية. فعندما تُفحص ادعاءات الكتاب المقدس بموضوعية، يتضح أنها مسائل عقلية مدعمة جيداً بالمنطق والبرهان.”

تشارلز كولسون، مسيحي[2]

تماسك ويليام فرانكلين جراهام بالقبض على جانبي المنبر. كان في الثمانين من عمره، يتصارع مع مرض شلل الرعاش؛ لكنه تأمل ملياً في الحشود داخل قبة RCA في انديانابوليس، وتكلم بصوت قوي ثابت. لم تكن هناك أية إشارة تردد، لا شك، أو غموض. كانت عظته هي نفس الرسالة البسيطة الصريحة التي اعتاد أن يعظها لمدة 50 عاماً.

لقد أشار إلى الفوضى والعنف حول العالم، وركز على العذاب، والألم، والاضطراب في قلوب البشر. تكلم عن الخطية، والغفران، والفداء، وعن الوحدة، واليأس، والاكتئاب الذي يرهق الكثير من البشر.

قال بلهجة نورث كارولينا المألوفة لديه بينما اقترب من ختام حديثه: “نحن جميعاً نريد أن نكون محبوبين. فكلنا نريد مَن يحبنا. حسناً، أريد أن أخبركم أن الله يحبكم. إنه يحبكم جداً حتى بذل عنا ابنه كي يموت على الصليب من أجل خطايانا. وهو يحبكم جداً حتى إنه سيغير حياتكم، وسيعدل مسارها، وسيجعل كلاً منا إنساناً جديداً مهما كانت حالته.”

“هل أنت متأكد أنك تعرف المسيح؟ تأتي لحظة يوبخك فيها روح الله، ويدعوك، ويتحدث إليك عن فتح قلبك والتأكد من علاقتك مع الله. مئات الحاضرين منكم الليلة غير متأكدين. عليكم أن تتأكدوا. عليكم أن تغادروا هذا المكان الليلة وأنتم عارفين أنه إن متم في طريق عودتكم، تكونون مستعدين للقاء الله.”

وهكذا حثهم على المجيء. وقد فعلوا. في البداية كانت هناك قلة من الناس، ثم بدأت الجموع تتدفق: أفراد، أزواج، وعائلات بأكملها تتدفق إلى الفضاء الشاسع أمام المنصة. وسرعان ما صاروا كتفاً لكتف حتى التفوا حول المنصة، وكان عددهم حوالي 3000 إنسان. كان البعض يبكي وهم متأثرون بالتوبيخ الشديد، والبعض الآخر يحدق للأسفل، وهم لا يزالوا نادمين على ماضيهم، وكان كثيرون مبتسمين، متحررين، فرحين…. فقد عادوا أخيراً إلى الوطن.

كانت هناك سيدة متزوجة تعيش حياة مثالية. فقد قالت لأحد الاستشاريين: “أمي ماتت بمرض السرطان عندما كنت صغيرة، واعتقدت حينها أنني أعاقب من الله. والليلة أدركت أن الله يحبني. لقد كنت أعرف ذلك، لكني لم أستطع الفهم. الليلة لمس السلام قلبي.”[3]

ما هو الإيمان؟ لم تكن هناك حاجة لتعريف الإيمان لهؤلاء الناس في ليلة يونيو الحارة تلك. لقد كان الإيمان ملموساً بالنسبة لهم تقريباً. فلقد توصلوا إلى الله تقريباً كما لو كانوا يتوقعون أن يحتضنوه بالجسد. لقد انتشلهم الإيمان من الذنب الذي حاصرهم. الإيمان بدل اليأس بالرجاء. الإيمان ألهمهم بمسار جديد وبهدف جديد. الإيمان فتح السماء. الإيمان كان كماء بارد ينفذ إلى نفوسهم الظمآنة. لكن الإيمان ليس دائماً بهذه السهولة، حتى بالنسبة لمن يريده بكل كيانه. البعض يجوع من أجل اليقين الروحي، ومع ذلك يعوقهم شيء ما عن اختبار ذلك. يتمنون أن يكونوا قد ذاقوا ذاك النوع من الحرية، لكن العقبات تعترض طرقهم. الاعتراضات تضايقهم. الشكوك تسخر منهم. قلوبهم تريد أن تحلق إلى الله، لكن عقلياتهم تجعلهم مربوطين ومشدودين لأسفل.

يشاهدون التغطية التلفزيونية للجماهير التي جاءت للصلاة مع بيللي جراهام، فيهزون رؤوسهم، ويتنهدون قائلين آه لو كان الأمر بهذه البساطة. آه لو لم تكن هناك أسئلة كثيرة.

من المثير للسخرية أن الأسئلة الدائرة حول الله قد تحولت إلى اعتراض حاد للمسيحية من قبل تشارلز تمبلتون – رفيق بيللي جراهام على المنبر وصديقه المقرب. ومثل جراهام، تحدث تمبلتون بقوة للجماهير وصديقه المقرب. ومثل جراهام، تحدث تمبلتون بقوة للجماهير في احدى المرات في مساحة شاسعة. ودعا الناس لأن تكرس حياتها ليسوع المسيح، حتى إن البعض تنبأوا ان شعبية تمبلتون كواعظ ستفوق شعبية جراهام.

لكن هذا كان منذ وقت طويل. كان هذا قبل الأسئلة المحيرة.

واليوم فإن إيمان تمبلتون – الذي تحطم باستمرار بالشكوك المتواصلة العنيدة – قد انهار. وربما إلى الأبد.

…. ربما!

من الإيمـان إلى الشـك

كان العام 1949. لم يكن بيللي جراهام البالغ من العمر ثلاثين عاماً يدرك أنه على وشك أن ينطلق للشهرة والنفوذ حول العالم. والمثير للسخرية أنه بينما أعد نفسه لهذه الحملة القوية في لوس أنجلوس، إلا أنه وجد نفسه يتصارع مع الشك – حول وجود الله أو ألوهية يسوع – بل حول ما إذا كان بإمكانه الوثوق كلية فيما يقوله له الكتاب المقدس.

في سيرة حياته، قال بيللي جراهام إنه شعر كما لو كان مهملاً. وقد جذبته إلى الله هنرييتا ميرس المعلمة المسيحية الرقيقة اللامعة التي كان لها فهم شامل للثقافة الحديثة، وثقة وافية بيقين الأسفار المقدسة. وكان ينتزعه للجانب الآخر رفيقه المقرب وزميل كرازته تشارلز تمبلتون البالغ من العمر الثالثة والثلاثين عاماً.[4]

أصبح تمبلتون مسيحياً – على حد قوله – مبكراً بخمسة عشر عاماً عندما وجد نفسه قد سأم على نحو متزايد أسلوب حياته الذي اعتاده في فريق تورنتو جلوب. وبعد أن أفاق من ليلة ماجنة قضاها بالخارج في ناد للتعري، شاعراً بالدناءة الدنس، دخل غرفته وركع أمام فراشه في الظلام.

وفيما استدعى ذكرياته بعد ذلك قال: “وفجأة، بدا كما لو كانت بطانية سوداء قد انسدلت عليّ. شعور بالذنب غطى عقلي وجسدي بأكمله. كانت كلماتي الوحيدة هي: “يا رب، هلم إليّ. هلم إليّ…” ثم:

بدأ حمل يرتفع عني ببطء، حمل ثقيل ثقلي أنا. مر من خلال فخذي، وجذعي، وذراعي، وكتفي، وفارقني. وبدأ دف يفوق الوصف يغمر جسدي. بدا الأمر كما لو كان نور قد أنار في صدري، وإنه قد طهرني… تجرأت بصعوبة أن أتنفس، خشية أن أغير هذه اللحظة أو أختمها. وسمعت نفسي أهمس مراراً في رقة. “أشكرك يا رب، أشكرك، أشكرك.” وبعدها استلقيت بهدوء في الفراش في منتهى السعادة الغامرة المتألقة السامية.[5]

بعدما ترك الصحافة من أجل الخدمة، تقابل تمبلتون مع جراهام في العام 1945 في أحد اجتماعات “شباب للمسيح Youth for Christ”. كانا رفيقا غرفة واحدة، ورفيقان دائمان خلال رحلة أوربية مثيرة، حيث كانا يتبادلان مكانيهما على المنبر أثناء وعظهما في الاجتماعات. أسس تمبلتون كنيسة سرعان ما كان عدد المترددين عليها يفوق الـ 1200 مقعد اليت هي سعتها. قالت المجلة الأمريكية American Magazine إنه “وضع معياراً جديداً للكرازة الشاملة”.[6] وقد نمت صداقته مع جراهام حتى قال عنه جراهام ذات مرة لأحد كاتبي السير: “إن تمبلتون هو أحد الرجال القلائل الذين أحببتهم في حياتي.”[7]

لكن الشكوك سرعان ما بدأت تُزعج تمبلتون. فقد قال فيما بعد: “لقد جزت اختبار تحول بينما كنت شاباً غضاً. افتقدت المهارات العقلية والتدريب اللاهوتي الضروري لتدعيم معتقداتي حينما بدأت الأسئلة والشكوك تعذبني، وكان هذا الأمر لا يمكن تجنبه…. بدأ عقلي يتشكك، وأحياناً يهاجم، العقائد الأساسية للإيمان المسيحي”[8]

انتصـار للإيمـان

والآن كان تمبلتون المتشكك – على خلاف هنرييتا ميرس الأمينة – يجذب بيللي جراهام بعيداً عن تأكيداتها المتكررة بأن الأسفار المقدسة موثوق بها. وكان يتجادل قائلاً: “بيللي، أنت إنسان متأخر بمقدار 50 عاماً. فالناس لم يعودوا يقبلون بالكتاب المقدس كموحى به كما تقبله أنت. إن إيمانك ساذج جداً”.

كان يبدو أن تمبلتون يكسب السباق. فقد قال جراهام فيما بعد: “حتى ولو لم أكن متشككاً تماماً، فقد كنت بالتأكيد مضطرباً.” لقد عرف أنه إن لم يستطع أن يثق بالكتاب المقدس، لما تمكن من الاستمرار. كانت حملة لوس أنجلوس – الحدث الذي سيفتح الباب أما خدمة بيللي جراهام حول العالم – موضع تقييم.

بحث جراهام الأسفار المقدسة من أجل الإجابات، وقام بالصلاة والتأمل. وأخيراً في نزهة تمشية كئيبة في جبال سان بيرناردينو المتلألئة تحت ضوء القمر، وصل كل شيء إلى حد الذروة. ممسكاً بكتاب مقدس، خرّ جراهام على ركبتيه، واعترف أنه لم يستطع إجابة بعض الأسئلة الفلسفية والنفسية التي كان يثيرها تمبلتون وآخرون.

وكتب قائلاً: “كنت أحاول أن أكون صادقاً مع الله، لكن شيء ما بقي دون أن يوصف.” “في النهاية حررني الروح القدس كي أقول ذلك.” “أبي، سأقبل هذا ككلمتك أنت – بالإيمان! سأسمح للإيمان أن يتخطى أسئلتي وشكوكي العقلية، وسأؤمن أن هذه هي كلمتك الموحى بها.”

نهض من ركوعه، والدموع تملأ عينه، قال جراهام إنه شعر بقوة الله كما لو لم يشعر بها من عدة شهور. وقال: “لم تجاب كل أسئلتي، لكن جسراً رئيسياً تم عبوره. عرفت بكل تأكيد أن هناك معركة روحية في نفسي قد حوربت ورُبحت.”[9]

كانت هذه اللحظة محورية بالنسبة لجراهام، لكنها كانت بمثابة انقلاب أحداث مُخيب للآمال بالنسبة لتمبلتون. فقد صرّح تمبلتون قائلاً: “لقد ارتكب [جراهام] الانتحار العقلي حينما أغلق عقله.” وكانت العاطفة التي شعر بها بالأكثر تجاه صديقه هي الشفقة والآن بدأت حياتهما في الانعطاف في اتجاهين مختلفين.

التاريخ يعرف ما سيحدث لجراهام في السنوات اللاحقة، ذاك الذي سيصبح أكثر كارزي العصور الحديثة إقناعاً وتأثيراً، وأحد أكثر الرجال المحبوبين حول العالم. ولكن ماذا سيحدث لتمبلتون؟ لقد استقال تمبلتون – مقهوراً بشكوكه – من الخدمة، وعاد إلى كندا حيث أمصبح معلقاً وروائياً.

إن منطق تمبلتون طارد إيمانه. ولكن هل الإيمان العقل متنافران حقاً؟ هل من الممكن أن تكون مفكراً ومسيحياً مؤمناً بالكتاب المقدس في نفس الوقت؟ البعض لا يؤمنون بذلك.

يؤكد الملحد جورج هـ. سميث قائلاً: “العقل والإيمان ضدان، مصطلحان مانعان تبادلياً: فليس هناك توافق أو أرضية مشتركة فالإيمان هو الثقة بدون، أو بالرغم من، العقل.”[10]

أما المعلم المسيحي بينجهام هانتر W. Bingham Hunter فيتبنى الرؤية المضادة، حيث قال: “الإيمان استجابة عقلية لبرهان إعلان الله عن ذاته في الطبيعة، والكتاب المقدس، وابنه القائم.”[11]

بالنسبة لي، وبما إني عشت أغلب حياتي ملحداً، فإن الشيء الذي لا أريده بالمرة هو إيمان ساذج مبني على أساس هش من تطويع الأفكار للأماني أو التظاهر. فأنا أحتاج إيماناً متناغماً مع المنطق، لا متعارضاً معه. أريد معتقدات متأصلة في الواقعية، لا منفصلة عنها. أحتاج أن أكتشف مرة واحدة وإلى الأبد ما إذا كان الإيمان المسيحي يمكنه أن يواجه الفحص.

آن الأوان بالنسبة لي كي أتحدث مع تشارلز تمبلتون وجهاً لوجه.

من “خادم” إلى “لا أدري”

على بعد 500 ميل تقريباً من المكان الذي كان بيللي جراهام يُطلق منه حملته في أنديانابوليس، تعقبت تمبلتون إلى مبنى حديث في إحدى مقاطعات تورونتو متوسطة المستوى. وحيث أخذت المصعد إلى الدور الخامس والعشرين، توجهت إلى باب عليه هذه العلامة “Penthouse”، وضغطت على المقبض النحاسي.

كنت أحمل تحت ذراعي نسخة من آخر مؤلفات تمبلتون الذي لا يترك عنوانه أي مجال للشك بخصوص منظوره الروحي، فقد كان عنوان الكتاب: “وداعاً الله: أسباب رفضي للإيمان المسيحي “Farewell to God: My Reasons for Rejecting the Christian Faith.[12] هذا الكتاب الفظ يسعى لسلب المعتقدات المسيحية، وشن الهجوم عليها باعتبارها “عتيقة، خاطئة مع توافر الأدلة، غالباً ما تكون في اظهاراتها الخاصة ضارة بالأفراد وبالمجتمع.”

يعتمد تمبلتون على مجموعة من التوضيحات فيما يجاهد أن يقوض الإيمان بإله الكتاب المقدس. لكني صُدمت بشكل خاص بقطعة مؤثرة أشار فيها لمصاعب مرض الزهايمر، وهو يصف بالتفصيل الممل الطريق التي يسلب بها الزهايمر شخصية الإنسان بإفساد ذهنه وذاكرته. وتساءل قائلاً كيف يمكن لإله حنان ان يعذب مثل هذا المرض المرعب ضحاياه ومحبيهم؟

واستنتج أن الإجابة بسيطة: فالزهايمر لا يمكن أن يوجد إن كان هناك إله محب. ولأن الزهايمر موجود، فهذا دليل آخر مقنع أن الله غير موجود.[13]وبالنسبة لإنسان مثلي، حيث احتملت أسرة زوجتي عواقب الزهايمر المدمرة، كان ذلك بمثابة حجة قوية.

لم أكن متأكداً مما كنت أتوقعه بينما انتظرت على عتبة تمبلتون. هل سيكون مهاجماً كما كان في كتابه؟ هل سيكون حاداً تجاه بيللي جراهام؟ وهل حتى سيستكمل لقائنا؟ عندما كان تمبلتون قد وافق في مكالمة هاتفية قصيرة قبل يومين، قال بغموض إن صحته ليست على ما يرام.

فتحت مادلين تمبلتون – وهي منتعشة من ري الزهور في حديقتها أعلى السطح – الباب، وألقت عليّ التحية بدفء. وقالت: “أعرف أنك جئت من شيكاغو، لكني أخشى أن أقول لك إن تشارلز مريض جداً”

فعرضت عليها قائلاً: “يمكنني العودة في وقت آخر.”

فقالت: “حسناً، لنر كيف هي صحته الآن.” قادتني للأعلى عبر سلم مُغطى بسجاد أحمر إلى شقتهما الفاخرة، وكان بالقرب منها كلبان كبيران نشيطان. “لقد كان نائماً…””

في تلك اللحظة، خرج زوجها البالغ من العمر الثالثة والثمانين من غرفة النوم. كان يرتدي رداءً بنياً قاتماً خفيفاً فوق بيجامة بنفس اللون، وخُفاً أسمر في رجليه. كان شعره الرمادي الخفيف مبعثراً قليلاً. كان نحيفاً شاحباً. رغم أن عيناه ذات الزرقة الرمادية قد بدتا متحفزتان معبرتان. مد يده للمصافحة في أدب.

قال: “من فضلك أعذرني – وهو يسعل – لكنني لست على ما يرام.” ثم أضاف كنوع من التأكيد: “في الواقع أنا أحتضر.”

فسألته: “ما الأمر؟”

فصدمتني إجابته: “الزهايمر”

اتجه ذهني لما كتبه عن أن الزهايمر هو برهام عدم وجود الله، وفجأة تبادرت إلى ذهني فكرة بخصوص بعض الدوافع وراء تأليف كتابه.

لقد أصبت به …. هل منذ ثلاث سنوات؟

قالها وهو يقطب حاجبيه ويوجه نظره لزوجته من أجل المساعدة. “لقد أصبت به… منذ ثلاث سنوات. حقاً، أليس كذلك يا مادلين؟”

فأومأت إليه قائلة: “بلى، يا عزيزي، ثلاث سنوات.”

فقال: “لم تعد ذاكرتي كما كانت، فكما تعرف أن الزهايمر قاتل دائماً. دائماً. كم يبدو هذا مأساوياً، لكن الحقيقة هي أنني أموت غير مأسوف عليّ. فآجلاً أو عاجلاً سيقتلني. لكنه أولاً سيحتل ذهني.” ابتسم بشحوب وقال: “أخشى أن يكون قد بدأ. ومادلين يمكنها أن تشهد بذلك.”

فقلت: “عفواً لتدخلي. طالما أنت لست على ما يرام…”

فأصر تمبلتون على إجراء الحوار، وقادني نحو غرفة المعيشة، المزخرفة بألوان زاهية بأسلوب عصري، والمغمورة بأشعة شمس ما بعد الظهيرة التي تسللت من خلال الأبواب الزجاجية التي أتاحت رؤية بانورامية رائعة للمدينة. جلسنا على مقاعد مزخرفة قريبة، وفي غضون دقائق بدا أن تمبلتون قد استجمع طاقة جديدة.

قال: “أعتقد أنك تريد أن أشرح كيف اتجهت من الخدمة إلى اللا أدرية.” وبهذه الكلمات أفاض الحديث عن الأحداث التي قادته لرفض إيمانه بالله.

كان هذا هو ما توقعته، لكنني لم أتوقع أبدأ كيف سينتهي حوارنا.

إقرأ أيضاً: تحدي الإيمان 2 – لي ستروبل

[1] George H. Smith, Atheism: The Case Against God (Amherst, N. Y.: Prometheus Books, 1989), 51.

[2] Charles Colson, How Shall We Live? (Wheaton, 111.: Tyndale House, 1999), 31 – 32.

[3] “Billy Graham Indiana Crusade.” Available: www.billygraham.org/newsannouncementl2.asp [1999, June 4].

[4] Billy Graham, Just As I Am (Grand Rapids, Mich: Zondevan, 1997), 137 – 138.

[5] Charles Templeton, Farewell to God (Toronto: McClelland & Stewart, 1996), 3.

[6] Ibid., 11.

[7] Ibid., 9.

[8] Ibid., 5-6.

[9] Billy Graham, Just As I Am, 139.

[10] George H. Smith, Atheism: The Case Against God, 98.

[11] W. Bingham Hunter, The God Who Hears (Downers Grove, 111.: InterVarsity Press, 1986), 153.

[12] Charles Templeton, Farewell to God, vii.

[13] Ibid., 200-202.

تحدي الإيمان 1 – لي ستروبل

Exit mobile version