Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

هل تنبأ الكتاب المقدس عن رسول الإسلام ؟ أحمد ديدات وزاكر نايك في ورطة

هل تنبأ الكتاب المقدس عن رسول الإسلام ؟ أحمد ديدات وزاكر نايك في ورطة

هل تنبأ الكتاب المقدس عن رسول الإسلام ؟ أحمد ديدات وزاكر نايك في ورطة

هل تنبأ الكتاب المقدس عن رسول الإسلام ؟ أحمد ديدات وزاكر نايك في ورطة

في فيديوهات عديدة للشيخ أحمد ديدات وتلميذه زاكر نايك نجدهما يكرران أن الكتاب المقدس قد تنبأ برسول الاسلام، ولقد قمنا بتجميع هذه الفيديوهات_ أو بعضها _ في فيديو واحد يمكنكم مشاهدته من هنا :

https://www.youtube.com/watch?v=g9J1UCkJ788


وفي هذه المقالة سنقوم بالرد على هذه الشبهات، إليكم الرد كاملًا ..

لتحميل الرد للاحتفاظ به على الهاتف أو الكمبيوتر اضغط على الرابط الآتي
الرد على: هل تنبأ الكتاب المقدس عن رسول الاسلام ؟

الرد
كما رأيتم في الفيديو المرفق، فإن أحمد ديدات وتلميذه النجيب زاكر نايك لا يكفان أبداً عن ترديد أن الكتاب المقدس بعهديه قد تنبأ بقدوم نبي الإسلام، بل وأكثر من هذا فقد تنبأ الكتاب المقدس باسمه حرفيًا، حيث ذُكر اسم “محمد” كما رأيتم في الفيديو، وبالطبع، يتناقل الأخوة المسلمون هذه النصوص فيما بينهم في منتدياتهم وفي فيس بوك وحواراتهم الصوتية ظنًّا منهم أن هذه النصوص لها علاقة بنبي الإسلام من قريب أو من بعيد وذلك لأن أسد الدعوة -أحمد ديدات- كما يلقبونه، كان يكرر هذه النصوص بلا فهم أو تدبر، وما زاد الطينة بلة أن تلميذه النجيب زاكر نايك لا يكف عن ترديد هذه النصوص عينها بنفس الترتيب ذاته في كل مرة يأتي ذِكر نبوات الكتاب المقدس عن رسول الإسلام، ولقد أظهرنا عدم معرفة من يستشهدون بهذه النصوص كدليل على احتواء الكتاب المقدس لمثل هذه النبوات، والردود بالفعل كثيرة ومنتشرة ومفصلة، وفي هذا الموضوع ارتأينا أنْ نجمع لكم ما يستشهد به ديدات وتلميذه زاكر ونرد على كلامهم ردًا مفصلًا، آملين أن يقرأ تلاميذهم الجُدد ومن يعجبون بهم هذه الردود ويكفون عن ترديد مثل هذه الأكاذيب التي يكررونها ليل نهار دون دراسة أو وعي.

لاحظنا أنهما دومًا يكرران 8 نبوات مزعومة عن نبي الإسلام في الكتاب المقدس، لذا سيكون منهجنا هو عرض هذه النصوص المُستشهد بها في سياقها ثم سنُبيِّنُ مواطن الجهل الذي ألمَّ بها الشيخان ديدات وزاكر وكيف يستغلان جهل الأتباع لخداعهم في كل مرة يقرأون هذه النصوص على مسامعهم أو يذكرون شواهدها.

تثنية 18: 18-19

Deu 18:15 «يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون.

Deu 18:16 حسب كل ما طلبت من الرب إلهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا: لا أعود أسمع صوت الرب إلهي ولا أرى هذه النار العظيمة أيضا لئلا أموت

Deu 18:17 قال لي الرب: قد أحسنوا في ما تكلموا.

Deu 18:18 أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به.

Deu 18:19 ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه.

أولاً: دائمًا يستشهد أحمد ديدات وزاكر نايك بهذه الآيات بَدءًا من النص 18 وإلى النص 19، ولكنهم يغفلون عمدًا النص رقم 15، وهو نصٌ شديدُ الصلة لهما، ويتحدث عن ذات النبي، وذات السياق، لكن لأن النص 15 به كلمة “من وسطك من إخوتك” فهم دائمًا يتهربون منها لأنها صريحة وواضحة في أن النبوة تتكلم عن نبي يهودي، أي من وسط اليهود كموسى اليهودي، وبالطبع، فلأنهم يعرفون أن نبي الإسلام ليس يهوديًا فهم يبدأون القراءة والإستشهاد من النص 18 و19 وليس قبل! وهذا لأنهم يحبون أن يدلسوا في معاني الكلمات [من وسط إخوتهم مثلك]، وهنا لنا سؤال لمروجي أفكار ديدات وزاكر، لماذا يخفي شيخاكم عليكم هذا النص وهو شديد الصلة والقرب ومن ذات السياق؟ أليس لأنهما يعلمان أن بإستشهادهما بهذا النص سيكون كلامهما لا معنى له حيث أن “من وسطك من إخوتك” تعني أن هذا النبي سيكون يهودي؟

ثانيًا: لقد حسم الكتابُ المقدس نفسه أمر هذا النبي، وأخبرنا بمن يكون هو بكل صراحة وحرفية، فإن كان ديدات وتلميذه زاكر يلجئان للكتاب المقدس فلِمَ يكفران به في ذات الإستشهاد؟ ألا ينطبق عليهما النص القرآني [أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا] البقرة 85؟ فالكتاب المقدس وبكل صراحة وحرفية يقول:

Act 3:18 وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد تممه هكذا.

Act 3:19 فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب.

Act 3:20 ويرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل.

Act 3:21 الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شيء التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر.

Act 3:22 فإن موسى قال للآباء: إن نبيا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم. له تسمعون في كل ما يكلمكم به.

Act 3:23 ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب.

Act 3:24 وجميع الأنبياء أيضا من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبأوا بهذه الأيام.

إذن، فالكتاب المقدس قد شهد حرفيًا أن الرب المسيح يسوع هو النبي المُبشر به من قِبل موسى، فلماذا يخدع ديدات وزاكر تلاميذهما؟ ألأنهم لا يقرأون الكتاب المقدس ويصدقونهم؟!

ثالثاً: حتى إن تنازلنا جدلاً عن النص رقم 15 وبدأنا فقط من النص 18 كما يفعل ديدات وزاكر، فمن هم “إخوتهم” الذين يتكلم عنهم النص؟ هل هم العرب؟! هل كان العرب أخوة لليهود؟ ألم يكونوا في حرب دائمة؟، وبالإضافة لهذا أيضًا فإن لفظ “إخوتهم” قد ورد في نصوص أخرى غير هذا النص وهو يشير دومًا إلى اليهود أيضًا، فكيف لا يعرف ديدات وزاكر هذا؟!

Exo 2:11 وحدث في تلك الايام لما كبر موسى انه خرج الى اخوته لينظر في اثقالهم فراى رجلا مصريا يضرب رجلا عبرانيا من اخوته

Exo 4:18 فمضى موسى ورجع الى يثرون حميه وقال له: «انا اذهب وارجع الى اخوتي الذين في مصر لارى هل هم بعد احياء». فقال يثرون لموسى: «اذهب بسلام».

Lev 10:6 وقال موسى لهارون والعازار وايثامار ابنيه: «لا تكشفوا رؤوسكم ولا تشقوا ثيابكم لئلا تموتوا ويسخط على كل الجماعة. واما اخوتكم كل بيت اسرائيل فيبكون على الحريق الذي احرقه الرب.

Num 18:6 هئنذا قد أخذت إخوتكم اللاويين من بين بني إسرائيل عطية لكم معطين للرب ليخدموا خدمة خيمة الاجتماع.

فها هي النصوص تصرح أن هذا اللفظ هو لإخوة اليهود من اليهود، ولا علاقة له بالعرب من قريب أو من بعيد، فكيف يخدع ديدات من يستمعون إليه ومن بعده يكمل خداعهم زاكر؟! فإن كانا يعلمان فهما كاذبان، وإن كانا لا يعلمان فهما جاهلان بما يتكلمان به، فليختر الإخوة المسلمون أيًّا منهما.

رابعاً: يشهد القرآن نفسه أن النبوة قد جعلها الله في ذرية إسحق، ولم يقل ولا مرة واحدة أنه جعلها في ذرية إسماعيل!، وكما يقول المسلمون أن نبي الإسلام هو من ذرية إسماعيل، وليس من ذرية إسحق، فكيف سيكون المقصود بهذه النبوة نبي الإسلام؟!

خامسًا: هل تكلم نبي الإسلام عن إله اليهود والمسيحيين يهوه؟ فالنبوة في نصها العبري تتكلم عن يهوه:

Deu 18:15 «يقيم لك الرب (يهوه_יְהוָ֣ה) إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون.

Deu 18:16 حسب كل ما طلبت من الرب (يهوه_יְהוָ֤ה) إلهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا: لا أعود أسمع صوت الرب (يهوه_יְהוָ֣ה) إلهي ولا أرى هذه النار العظيمة أيضا لئلا أموت

Deu 18:17 قال لي الرب (يهوه_יְהוָ֖ה): قد أحسنوا في ما تكلموا.

Deu 18:18 أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به.

Deu 18:19 ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه.

Deu 18:20 وأما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي.

Deu 18:21 وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب (يهوه_יְהוָ֣ה) ؟

Deu 18:22 فما تكلم به النبي باسم الرب (يهوه_יְהוָ֣ה) ولم يحدث ولم يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب (يهوه_יְהוָ֑ה) بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه».

فهل تكلم نبي الإسلام باسم يهوه أم أنه تكلم باسم آلهة أخرى (الله)؟ وهل تكلم نبي الإسلام عن إله اليهود يهوه יְהוָ֣ה ؟!

سادسًا: يقول ديدات أن موسى لا يشبه المسيح، وعليه، فلا تكون النبوة تتكلم عن المسيح بل عن شخص آخر غيره، فيسوق ديدات أدلته على أن موسى النبي يختلف عن المسيح، وقبل أن نورد كلام ديدات وردنا عليه نقول أن هناك فارق بين لفظ “تشابه” ولفظ “تطابق” فالتشابهات لا تشترط أن تكون كلها موجودة في المتشابهين، أما التطابق فيشترط أن تكون كل أوجه التشابه موجودة في المتشابهين، وبالتالي، فعندما يوجد إختلاف ما بين المسيح وموسى فهذا من الطبيعي والمنطقي والمنتظر، فهناك شيء أسمه “وجه الشبه”.

والآن يقول ديدات أن هذه النبوة لا تنطبق على المسيح لأن موسى النبي لم يكن إلها ولكن المسيح هو الله بمقتضى عقيدتنا، وأن المسيح مات لأجل خطايانا بينما موسى لم يفعل!، ذهب المسيح إلى الجحيم لثلاثة أيام ولكن موسى لم يفعل! ومن هنا يكون ديدات قد قدم أدلته أن المسيح لا يشبه موسى ولا موسى يشبه المسيح وبالتالي فالنبوة ليست عن المسيح! أنظروا لهذا العبث العبس، أنظروا لمستوى الشيخ ديدات في طرح الأدلة ونقدها!، ولمن لم يتضح له بعد مستوى ما قدمه ديدات سنورد -على نفس مستوى كلامه- إختلافات بين موسى النبي ونبي الإسلام لندلل على ذات ما أراد الشيخ أن يدلل عليه، فنقول: موسى النبي إسمه موسى ولكن نبي الإسلام ليس أسمه موسى! موسى النبي يهوديا، بينما نبي الإسلام ليس يهوديا، موسى النبي كان بمثابة أمير في قصر فرعون، بينما نبي الإسلام لم يكن، موسى النبي لم يعرف إلها إسمه “الله” بينما كان يعرفه نبي الإسلام، موسى النبي لم يتزوج من امرأة تسمى عائشة وفاطمة ..إلخ، بينما نبي الإسلام فعل، موسى النبي أخرج شعبه العبراني وشعب الرب من أرض مصر، بينما لم يفعل نبي الإسلام هذا…. إلخ، ويمكننا أن نقيس كل شيء بهذا المستوى العبثي للشيخ ديدات ونقول في النهاية: إذن النبوة ليست عن نبي الإسلام!

فمن الذي قال أن التشابه بين موسى والمسيح يجب أن يكون كلاهما إله وأن يموتا لأجل خطايا شعبهما وأن ينزلا إلى الجحيم لكي يدلل ديدات أن موسى والمسيح يختلفان في هذه الصفات أصلا؟! هذه واحدة، ثم إن المسيح مع أنه الله المتجسد إلا أنه نبي أيضاً لأنه تنبأ ورسول لأنه مرسل من الآب، ولا يمكن أن يكون هناك إلهان لكي يبحث ديدات في أن موسى إله من عدمه ويجعله شرط، فهذا من الواضح بديهةً.

سابعاً: بعد هذا يقدم ديدات أدلته أن النبوة تتكلم عن نبي الإسلام، فيقول إن كلًا من موسى ونبي الإسلام كان لهما أبوان (أب وأم)، وأن كليهما قد تزوج وأنجب الأولاد، وأن كليهما كانا زعماء لهما سلطة القيادة والحكم والإعدام مثلا، وأن كليهما أتيا بشريعة جديدة، وكليهما ماتا ميتة طبيعية! أنظروا لكيفية إثبات ديدات أن النبوة خاصة بنبي الإسلام! ديدات يورد أمورا طبيعية تجدها في أشخاص كثيرين جداً، فمثلا، لو أن هناك ملك أو إمبراطور، سيكون له أبوان، وسيكون له أولاد وسيكون زعيم وقائد وحاكم وسيأتي بقوانينه ويفرض ما يروق له وسيموت ميتة طبيعية في الأخير غالبًا! فلماذا لا يقول ديدات بأن هذه الأوصاف انطبقت على مئات بل آلاف من البشر الآخرين؟!! لماذا لا يكون أي شخص إدعى للنبوة هو المقصود وفقا لمبدأ ديدات في التشابهات!؟ هل كانت النبوة تتكلم عن أن النبي الذي مثل موسى أنه سيكون من أبوين ويُنجب ويموت ميتة طبيعية!؟!!، ثم إن مبدأ الإتيان بشريعة جديدة هو نفسه مخالف للنبوة الصادقة هنا، فموسى النبي جاء بشريعة جديدة لأنه كان من جمع بني إسرائيل وكان في بداية تكون “شعب للرب” بناموس الرب، ولما جاء المسيح فإنه لم ينقض هذا الناموس، بل تممه وكمله بإيضاح مقاصده ومعانيه وغاياته وتحقيق رموزه بالمرموز إليها، فالشريعة لا تتغير بل تُحقق وتُتمم، فلِمَ يأتي بعد ذلك شخص بشريعة جديدة كما يقول ديدات؟ هذا ببساطة لأنه ليس له علاقة بالشريعة القديمة ولا بالذي وضعها.

ثامنًا: المسيح بنفسه قد قال أن موسى النبي تنبأ عنه هو:

Luk 24:27 ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب.

تاسعًا: بعض التشابهات بين الرب يسوع المسيح وموسى النبي:

والآن قد وصلنا لنهاية تعليقنا على النبوة الأولى، فبأي دليل يقول ديدات وتلميذه زاكر أن هذه نبوة عن نبي الإسلام؟!

أشعياء 29: 12

Isa 29:1 ويل لأريئيل لأريئيل قرية نزل عليها داود. زيدوا سنة على سنة. لتدر الأعياد.

Isa 29:2 وأنا أضايق أريئيل فيكون نوح وحزن وتكون لي كأريئيل.

Isa 29:3 وأحيط بك كالدائرة وأضايق عليك بحصن وأقيم عليك متارس.

Isa 29:4 فتتضعين وتتكلمين من الأرض وينخفض قولك من التراب ويكون صوتك كخيال من الأرض ويشقشق قولك من التراب.

Isa 29:5 ويصير جمهور أعدائك كالغبار الدقيق وجمهور العتاة كالعصافة المارة. ويكون ذلك في لحظة بغتة.

Isa 29:6 من قبل رب الجنود تفتقد برعد وزلزلة وصوت عظيم بزوبعة وعاصف ولهيب نار آكلة.

Isa 29:7 ويكون كحلم كرؤيا الليل جمهور كل الأمم المتجندين على أريئيل كل المتجندين عليها وعلى قلاعها والذين يضايقونها.

Isa 29:8 ويكون كما يحلم الجائع أنه يأكل ثم يستيقظ وإذا نفسه فارغة. وكما يحلم العطشان أنه يشرب ثم يستيقظ وإذا هو رازح ونفسه مشتهية. هكذا يكون جمهور كل الأمم المتجندين على جبل صهيون.

Isa 29:9 توانوا وابهتوا. تلذذوا واعموا. قد سكروا وليس من الخمر. ترنحوا وليس من المسكر.

Isa 29:10 لأن الرب قد سكب عليكم روح سبات وأغمض عيونكم. الأنبياء ورؤساؤكم الناظرون غطاهم.

Isa 29:11 وصارت لكم رؤيا الكل مثل كلام السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين: «اقرأ هذا» فيقول: «لا أستطيع لأنه مختوم».

Isa 29:12 أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له: «اقرأ هذا» فيقول: « لا أعرف الكتابة».

في الحقيقة أن الإستشهاد بهذا النص بالأخص هو تدليس صريح من أحمد ديدات ومن زاكر نايك، فمجرد قراءة سياق النصوص سيتضح ما تعنيه جيدًا، فديدات وتلميذه زاكر قد إقتطعا النص من سياقه تمامًا ليخدعا به تلاميذهم وتابعيهم الذين يصدقونهم عن ثقة فيهم وعدم معرفة وعدم مراجعة لما يقولاه، فمن يقرأ -مجرد قراءة- النص في سياقه، فيقرأ الأصحاح من بدايته سيعرف أنه لا علاقة بين ما يقوله هذا الأصحاح وبين ما يقوله ديدات وزاكر، بل سيستنكر عليهما أن تكون هذه نبوة عن نبي الإسلام، فالأصحاح يتكلم من بدايته عن عقاب لأريئيل، ويقول حرفيًا [ويل لأريئيل] و[وأنا أضايق أريئيل فيكون نوح وحزن] و[وأحيط بك كالدائرة وأضايق عليك بحصن وأقيم عليك متارس] فتتضع أريئيل وتتكلم من الأرض من التراب، ثم يهزم الرب أعداء أريئيل، ثم يقول الرب لأريئيل ما معناه ” أنكم ستكونوا مثل السكارى ” لأن الرب قد سكب عليهم روح سبات وأغمض أعينهم. وأغلق أعين أنبيائهم وغطى رؤوس رائيهم (أصحاب الرؤى)، وكنتيجة لهذا تصير الرؤى غير مفهومة لهم كمثل أن يعطى كتاب لشخص يعرف القراءة ويقال له “إقرأ” فيقول “لا أستطيع القراءة لان الكتاب مختوم (أي مخفى أو مشفر)” وهذا الختم بفعل الرب عقابًا لهم، أو يعطى لمن لا يعرف قراءة هذا الكتاب فيقال له “إقرأ” فيرد ويقول “لا أعرف القراءة”! وهذا كله لأن هذا الشعب قد اقترب إلى الرب بفمه وأكرمه بشفتيه وأما قلبه فأبعده عنه بعيدًا وصارت مخافتهم للرب وصية يعلمها لهم الناس..

فالقضية كلها هنا أن الرب يعاقب أهل أريئيل (اليهود) لأنهم يكرمون الرب بشفاههم فقط ولكن قلبهم مبتعد عن الرب كثيرًا وأصبحت مخافة الرب مجرد وصية من الناس وليس الرب، وهذا ما قاله لهم المسيح بالتحديد عندما قال [يا مراؤون! حسنا تنبأ عنكم إشعياء قائلا: يقترب إلي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني بعيدا. وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس».] (متّى 15: 7-9) راجع أيضًا (مرقس 7: 6-7)، فهذا الكلام موجه لليهود وهو توبيخ وعقاب لهم من الرب، وكنتيجة لهذا العقاب لن يعرف أنبياؤهم أو راؤههم معاني الرؤى والنبوات لأنها ستكون كمُشفرةٍ فلا يعرفها أي منهم، فما علاقة هذا الكلام كله بنبوة نبي الإسلام؟! الكلام عن اليهود، فهل كان نبي الإسلام يهوديًا؟ هل كان نبي الإسلام من شعب بني إسرائيل! إن ديدات وزاكر ومن بعدهم من لا يقرأون مثلهم يتمسكون بهذه النصوص لأنهم فقط رأوا فيها كلمة “لا أعرف الكتابة”! وتركوا كل السياق ومكانه والمتكلم والمُكلَّم! فهل لا يوجد شخص أميٌّ غير نبي الإسلام حسبما تقولون؟! وما علاقة كل هذا بنبوة عن قدوم نبي من الأساس؟

هل كان رسول الإسلام أميًّا؟

سنضع مجموعة من الروايات ثم سنترك لحضراتكم إستخلاص النتائج منها:

2387 حدثنا عبيد الله بن سعيد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن سعد حدثنا صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلاأبا بكر (صحيح مسلم)

2552 – حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعاك لكن أنت محمد بن عبد الله قال (أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله). ثم قال لعلي (امح رسول الله). قال لا والله لا أمحوك أبدا فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب فكتب (هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله لا يدخل مكة سلاح إلا في القراب وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه وأن لا يمنع أحدا من أصحابه أراد أن يقيم بها). فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فتبعتهم ابنة حمزة يا عم يا عم فتناولها على فأخذها بيدها وقال لفاطمة عليها السلام دونك ابنة عمك احملها فاختصم فيها على وزيد وجعفر فقال على أنا أحق بها وهي ابنة عمي وقال جعفر ابنة عمي وخالتها تحتي وقال زيد ابنة أخي فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال (الخالة بمنزلة الأم). وقال لعلي (أنت مني وأنا منك). وقال لجعفر (أشبهت خلقي وخلقي). وقال لزيد (أنت أخونا ومولانا) (صحيح البخاري)

2997 – حدثنا محمد حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول سمع سعيد ابن جبير سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول: يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى قلت يا أبا عباس ما يوم الخميس؟ قال اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال (ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما له أهجر استفهموه؟ فقال (ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). فأمرهم بثلاث قال (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). والثالثة خير إما أن سكتن عنها وإما أن قالها فنسيتها. قال سفيان هذا من قول سليمان. (صحيح البخاري)

فهذه الروايات الصحيحة هي من كتب الصحاح وجميعها صرَّحت نصًا بأن رسول الإسلام كان “يكتب”!

 

نشيد الأنشاد 5: 16

فجأة، يتحول كل الهجوم التاريخي غير المبرر ضد سفر نشيد الأنشاد إلى بخار قد اضمحلَّ!، فجأة يستخرج لنا ديدات وزاكر نبوة عن رسول الإسلام من سفر نشيد الأنشاد وينسيان الهجوم على السفر، فقط لأنهما يتوهمان بوجود نبوة فيه عن نبيهما! هكذا بلا منطق أو معيار! بل أنه منطق الهوى.

يُتحفنا أحمد ديدات وزاكر نايك بأن النص السادس عشر من الأصحاح الخامس من سفر نشيد الأنشاد يحتوي على نبوة لرسول الإسلام، ليس هذا فحسب، بل إنهما وفي هذه المرة يقولان أن هذا النص لا يحتوي على نبوة فقط، بل يحتوي على إسم النبي حرفيًا، كما رأيتم في الفيديو! فنسألهما أين هو؟ فيقولان لنا أن الكلمة العبرية المترجمة لديكم “مشتهيات” (كل حسب لغة الترجمة التي يقرأ منها) هي في أصلها العبري تنطق محمديم، ثم يضيفان أن مقطع الياء والميم “ـيم” الموجود في آخر الكلمة العبرية هي للتعظيم، وليست من أصل الكلمة، فيمكن إزالتها وهنا سنجد اسم النبي واضحًا صريحًا: محمد!! وهما يقولان لنا أننا أخطأنا عندما ترجمنا هذا الإسم إلى “مشتهيات” فالأسماء (حسب كلامهم) لا تترجم ومن هنا فكان يجب علينا أن نترك الكلمة كما هي “محمد”. هذا هو الادعاء بكل وضوح وصراحة! وسنرد عليه كما اعتدنا في نقاط توضيحية تعليقية بسيطة.

Son 5:16 حلقه حلاوة وكله مشتهيات (מַחֲמַדִּים). هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات أورشليم.

أولًا: من قال أن كلمة محمديم מַחֲמַדִּים هي إسم عَلَم من الأساس؟! إن أحمد ديدات وزاكر نايك لا يعرفان العبرية كما لا يعرفان اليونانية ولا العربية! فمن أين علم ديدات أن هذه الكلمة هي إسم عَلَم لكي يقول ما قال؟!

ثانيًا: بفرض أن هذه الكلمة تقصد نبي الإسلام محمد، وأنه يجب عدم ترجمتها بل تركها كما هي، فالنص يقول [حلقه حلاوة وكله محمد يم] (حسب ديدات وزاكر) فهل يقول المسلم هذا؟ وما معنى أن يكون حلق شخص ما محمد؟ وحلق من هذا؟، ثم لو أكملنا النص لوجدناه يقول [هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات أورشليم]، فمن هي هذه التي تكلم بنات أورشليم اليهوديات لتقول لها أنه حبيبها وخليلها؟!

ثالثًا: لو إفترضنا أيضًا صحة كلام ديدات وزاكر نايك، وهو خاطيء، فسنحضر كل المرات التي أتت فيها هذه الكلمة في الكتاب المقدس لنرى هل سيرضى المسلمون بهذا أم لا، فسنأتي بكل المواضع التي أتت فيها الكلمة المذكورة بجذرها מחמד ونضع الكلمة بين أقواس ليقوم المسلمون لقراءة النص لو وضعنا الإسم الذي يريده ديدات وزاكر نايك ونرى، هل سيقبلونه أم لا.

فهل يقبل المسلمون هذه الأوصاف والسياقات إذا استبدلنا كل كلمة مشتهيات بكلمة מחמד التي يقول ديدات عنها أنها إسم نبي الإسلام حرفيًا؟

رابعًا: بعيدًا عن الهراء الذي يقدمه أحمد ديدات وزاكر نايك اللذان لا يعرفان العبرية، فإن توجهنا لأي معجم للغة العبرية بأي لغة سنجدها قد أجمعت على أن معنى هذه الكلمة هي “مشتهيات” بأوصاف مختلفة، وهذه بعض المعاجم البسيطة:

†מַחְמַד n.m. desire, desirable thing—abs. מַחְמַר Ho 9:6; cstr. id. 1 K 20:6 + 3 times Ez; pl. מַחֲמַדַּים Ct 5:16; cstr. מַחֲמַדֵּי La 2:4 Ho 9:16; sf. מַחֲמַדַּי Jo 4:5; מַחֲמַדֵּינוּ Is 64:10; מַחֲמַדֶּיהָ 2 Ch 36:19 La 1:10; מַחֲמַדֵּיהֶם La 1:11 Qr (v. also מַחְמֹד); —desirable, precious things כלי־מ׳ 2 Ch 36:19; sg. coll. Ho 9:6; pl. Jo 4:5 Is 64:10 La 1:10, 11 (Qr), מ׳ בִּטְנָם Ho 9:16; v. especially pl. intens. כֻּלּוֹ מַחֲמַדִּים Ct 5:16 all of him is delightfulness (|| מַמְתַֿקִּים); elsewhere מַחְמַד עינים desire of the eyes, i.e. that in which the eyes take delight 1 K 20:6 Ez 24:16 (of proph.’s wife), v 21, 25; pl. La 2:4.[1]

*מַחְמָד: חמד, Bauer-L. Heb. 490z; Ug. mḥmd (Gordon Textbook §19:872; Aistleitner 936), JArm.g מחמדה: מַחְמַד, מַחֲמַדִּים, מַחֲמַדֵּי (Bauer-L. Heb. 558c), מַחֲמַדַּי, מַחְמַדֵּיהֶם Lam 111 Q (K מַחְמוֹד): —1. something desirable, precious object Is 6410 (־דֵּנוּ) Hos 96 (rd. מַחְמַדֵּי כַסְפָּם :: Driver JSS 5:424: with Sept. Μαχμας, Syrtis Maior) Jl 45 Lam 110f Song 516 2C 3619; —2. metaph., rd. מַחְמַד עֵינַיִם what is pleasing to the eyes 1K 206 Ezk 2416 (wife of Ezekiel). 21a.25 Lam 24, Ezk 2421b (cj. for מַחְמַל rd. מַחְמַד נַפְשָׁם); מַחֲמַדֵּי בִּטְנָם their beloved offspring Hos 916. †[2]

  1. מַחְמָד maḥmāḏ: A masculine noun indicating a desire, a desirable thing, a precious thing. It indicates whatever is desirable, something one wishes to have, to possess. It is used of things (1 Kgs. 20:6; 2 Chr. 36:19; Hos. 9:6; Joel 3:5[4:5]); of persons (Song 5:16). It is used especially of what is attractive to the eyes (1 Kgs. 20:6; Ezek. 24:16, 21, 25).[3]
  1. מַחְמָד machmâd, makh-mawd’; from 2530; delightful; hence, a delight, i.e. object of affection or desire: — beloved, desire, goodly, lovely, pleasant (thing).[4]

فكيف يقوم أحمد ديدات وزاكر نايك بخداع المسلم الذي لا يعرف العبرية ووثق بهما أنهما عالمان فذَّان ويقولان الصدق؟! فكما رأينا فإن المعاجم تتفق في معنى الكلمة تمامًا.

خامسًا: لم يقم المسيحيون وحدهم بالرد على هذه الشبهة، بل قام المسلمون أيضًا، فقد قام أحد من ينسب نفسه إلى العلم باللغة العبرية، وأسمه أحمد بالرد على هذه الكذبة التي طرحها أحمد ديدات ولا يزال تلميذه زاكر نايك يطرحها على آلاف المسلمين الذين يصدقونه، وستجدون هنا رده المختصر على هذه الشبهة: http://www.difa3iat.com/3441.html.

يوحنا 14: 16؛ يوحنا 15: 26؛ يوحنا 16: 7؛ يوحنا 16: 12-14

Joh 14:16 وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد.

Joh 14:17 روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم.

Joh 15:26 «ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي.

Joh 16:7 لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي ولكن إن ذهبت أرسله إليكم.

Joh 16:12 «إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن.

Joh 16:13 وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية.

في الحقيقة، إن هذه الشبهة قديمة جدًا، بل وحتى المسلمون أنفسهم الذين لهم معرفة ولو قليلة بالكتاب المقدس يستحون من أن يذكروا هذه النصوص كشواهد لنبوة نبيهم في الكتاب المقدس، فهم يعرفون حق المعرفة أن من يذكر هذه الشواهد (مثل ديدات وزاكر) كنبوات في الكتاب المقدس عن نبي الإسلام، هو جاهل أو مدلس أو مختل عقليًا، فلا يمكن لأي عاقل أو صادق أو من له من العلم شيئ أن يقول أن هذه نبوات عن نبي الإسلام، فأحمد ديدات وتلميذه زاكر نايك، يقولان أن المعزي المقصود هنا هو رسول الإسلام، ويتركان الأوصاف الخاصة بهذا المعزي المذكورة في هذه النصوص عينها، ويتركون أيضًا ما سيقوم به هذا المعزي للتلاميذ وللمسيح ومن هو بالنسبة للمسيح.

لذا، وفي هذا الرد سنمر سريعًا على أوصاف هذا المعزي والتي لم ولن ولا يجرؤ أي شخص من المدعين بأن المعزي (باراكليتوس) هو رسول الإسلام أن يذكرها لأنه حينها سيكون كلامه واضحَ السخفِ، ثم سنسأل أسئلة بناء على هذه الأوصاف للأحبة المسلمين، فهل يقبلونها؟! لنبدأ:

والإجابة على كل هذه الأسئلة، هي إجابة واحدة، وهي “لا”، إذن كيف يكون المقصود بالمعزي هنا هو رسول الإسلام؟ كيف يخدع ديدات وزاكر نايك من بعده من يستمعون إليهما بهذا الشكل الساذج؟ إن المعزي هو الروح القدس، وهذه المعلومة لا تحتاج إلى تعب أو مجهود أو مهارات خارقة في الفهم، بل فقط تحتاج أن تتعلم القراءة! نعم، القراءة فقط سترد على هذه الشبهة في ثانيتين، حيث أن المسيح له كل المجد بنفسه قد أوضح لنا حرفيًا من هو المعزي، حيث قال المسيح في نفس الأصحاح الذي يستشهد منه ديدات وزاكر نايك ويغضان أعينهما عن هذا النص الصريح الحرفي:

Joh 14:26 وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم.

فها هو رب المجد، ورئيس الحياة يسوع المسيح، الإله المتجسد يخبرنا وحرفيًا عمّن هو المعزي، فيقول أن المعزي هو الروح القدس، فهل رسول الإسلام هو الروح القدس مسيحيًا أو إسلاميًا؟ فالروح القدس هو الله (أقنوم) في المسيحية، فهل رسول الإسلام يعترف بالأقانيم؟ وهل هو الله؟ والروح القدس هو جبريل في الإسلام، فهل يقول المسلمون أن رسول الإسلام هو جبريل؟! وهل علَّم رسول الإسلام التلاميذ وذكَّرهم بكل ما قاله المسيح لهم؟!

هل عرفتم لماذا قلنا أن من يدعي أن المعزي المذكور هنا هو إما جاهل او مدلس أو مختل؟ لأن إما أن ديدات وزاكر نايك لا يعلمان كل هذه الأوصاف التي لا تمت بصلة لرسول الإسلام بل يرفضها المسلمون أنفسهم، أو إنهما يعرفان هذه الأوصاف ولا يذكرانها لكي لا ينفضح كذبهم وبهذا فهم مدلسون، أو إنهم يقرأونها ولا يفهمون كل هذا وهنا سيكونا مختلين العقل! فليختر أحباب أحمد ديدات وزاكر نايك أي من هذه الصفات ويطلقونها على شيخيهم بدلا من الألقاب المنيفة مثل “أسد الدعوة” ..إلخ.

1يوحنا 4: 1-3

1Jn 4:1  أيها الأحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح: هل هي من الله؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم.

1Jn 4:2  بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله،

1Jn 4:3  وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي، والآن هو في العالم.

حجة ديدات وزاكر نايك هنا هو أن النص يحدد من هو النبي الكاذب من النبي الصادق (هكذا فهمها ديدات ) بمعيار، وهذا المعيار هو أن كل من يعترف أن يسوع المسيح قد جاء في الجسد فهو من الله، أي نبي من الله، ومن لا يعترف أنه قد جاء في الجسد فهو ليس من الله، وبالتالي، فيقول ديدات هنا أن طالما أن رسول الإسلام يعترف بنبوة المسيح، ويقول أنه نبي من عند الله، فهو إذن يعترف أنه قد جاء في الجسد وبالتالي فيكون رسول الإسلام هو نبي حقيقي من عند الله. والآن، سنرد على هذا الكلام في نقاط كما تعودنا:

أولاً: لنفرض صحة كل ما قاله ديدات وزاكر هنا، بلا اعتراض، حسنا، لماذا توقف ديدات عند رسول الإسلام فقط؟ فإن كل مسلم ومسيحي يعترف أن المسيح قد أتى في الجسد، وبالتالي فيكون حسبما فَهم ديدات النص أن كل مسيحي ومسلم أنبياء بالحقيقة، وهذا لا يوافق عليه، ولا يؤمن به المسيحيون أو المسلمون، فالمسلمون يقولون أن نبي الإسلام هو آخر الأنبياء، والمسيحيون يقولون أن ليس بعد المسيح أنبياء. فهل سيوافق ديدات على تطبيق ما فهمه بالخطأ من النص على كل من يؤمن بأن المسيح قد جاء في الجسد؟ لو وافق ديدات والمسلمون سيكونون قد كفروا بالإسلام حسب شرع الإسلام.

ثانيًا: إن كل من قرأ رسالة القديس يوحنا الأولى، وهي قصيرة، يعرف مدى الجرم الذي يفعله ديدات بلا خجل، فهو يبتر النصوص من سياقها تمامًا، ليس هذا فحسب، بل إنه ينتقي ما يعجبه فقط ويترك البقية، على الرغم من أن كلهم في ذات الكتاب المقدس، بل من ذات الكاتب (يوحنا) بل من نفس الرسالة (رسالة يوحنا الأولى)! ورغم ذلك يتركه كله ويقتطع نص، ليس هذا فحسب، بل يأخذ هذا النص المبتور تمامًا، ويضيف عليه تفسيره الخاص، ضاربًا بالسياق والخلفية التاريخية واللاهوتية عرض الحائط! ولهذا، سنعتمد في هذه النقطة على كشف ما أرادا ديدات وزاكر أن يخفياه.

يقول القديس يوحنا أيضًا في نفس الرسالة:

1Jn 2:22  من هو الكذاب، إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح؟ هذا هو ضد المسيح، الذي ينكر الآب والابن.

1Jn 2:23  كل من ينكر الابن ليس له الآب أيضا، ومن يعترف بالابن فله الآب أيضا.

والسؤال هنا، هل نبي الإسلام يعترف بالآب والإبن أم لا يعترف بهما؟ بالطبع لا تعترف العقيدة الإسلامية جمعاء بالأقانيم الثلاثة، ولا بمبدأ أن لله إبن، أو آنه آب، وهنا القديس يوحنا كان يصف في عصره كل من لا يعترف بالإبن والآب بأنه كذاب، فإن كان ما فهمه ديدات صحيحًا فكيف يكون هناك نبي ويكون كذابًا في ذات الوقت لأنه ينكر الآب والابن؟

ثالثًا: هل كان القديس يوحنا حينها، يتكلم عن أشخاص في ذلك الوقت أم في وقت قادم؟ بمعنى: هل كان هذا المعيار ليطبقوه على من ظهروا في ذلك الوقت أم أنه معيار عام للمستقبل؟ لنقرأ ما قاله القديس يوحنا بنفسه:

1Jn 4:3  وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي، والآن هو في العالم.

إذن، فالقديس يوحنا يتكلم عن أشخاص موجودين في وقته هو، ينكرون أن المسيح قد جاء في الجسد، أي أنه لم يكن له جسد إنساني حقيقي بل جسد هلامي لا يتألم ولا يجوع ولا يعطش ..إلخ من المحسوسات وهذه الجماعة هي الغنوصيون، فمهما تعددت أفكارهم إلا أن هذه الفكرة تعد أساسية لديهم، فالقديس يوحنا هنا يتكلم عن جماعة معروفة في وقته كانت تنكر حقيقة تجسد المسيح في جسد إنساني بشري، فيسميهم “ضد المسيح” ويقول:

1Jn 2:18  أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون. من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة.

1Jn 2:19  منا خرجوا، لكنهم لم يكونوا منا، لأنهم لو كانوا منا لبقوا معنا. لكن ليظهروا أنهم ليسوا جميعهم منا.

1Jn 2:20  وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء.

فالقديس يوحنا هنا يتكلم عن أشخاص معاصرين له ولهم ويقول “قد صار الآن” ويقول عنهم أنهم “منا خرجوا” فهم كانوا كأشباه مسيحيين ولكن ليسوا مسيحيين حقيقيين، ويكتب إليهم ليس لأنهم لا يعلمونهم بل لأنهم يعلمونهم، إذن، فهو لا يكتب عن حدث مستقبلي أو يضع معيار عام مستقبلي، بل يضع وصفًا لأشخاص كانوا في عصره وهو يحذر منهم ويرد عليهم، ولهذا يقول في بداية رسالته:

1Jn 1:1  الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا، من جهة كلمة الحياة.

فهو يرد عليهم ويقول أنهم سمعوه ورأوه بأعينهم ولمسته أياديهم، فهذا كله مخالف لما يقوله أضداد المسيح هؤلاء.

رابعًا: ماذا قال القديس يوحنا أيضًا؟ إن الباحث المحقق عليه أن يجمع كل ما قاله القديس يوحنا في الكتاب المقدس ليعرف، ماذا يقصد القديس يوحنا بـ”آتيًا في الجسد”، هل فقط أن يؤمن الإنسان بأن للمسيح جسد؟ أم أن يؤمن أنه الله الآتي في الجسد؟ لن نتعب كثيرًا في بحثنا إذ أن القديس يوحنا كان شديد الوضوح في أمر تجسد المسيح لكونه هو الله، وقد كتب إلينا القديس يوحنا بشارته وثلاث رسائل وسفر رؤيوي، فقال:

Joh 1:1 في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.

Joh 1:14 والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا.

فعبارة “آتيًا في الجسد” التي لم يفهمها ديدات لا تعني فقط أنه ذا جسد، بل أنه له طبيعة أخرى غير الطبيعة التي أتى فيها، فهو الله وقد تجسد، ولهذا نجده يفتتح رسالته الأولى كما إفتتح إنجيله فقال:

1Jn 1:1  الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا، من جهة كلمة الحياة.

خامسًا: يرفض المسلمون جميعًا، مع أحمد ديدات، أن يكون الإسلام أو رسول الإسلام أو القرآن أن يُقِرّوا بعقيدة بنوة المسيح لله، وبالأخص البنوة الفريدة التي ليست بالإيمان بل بالطبيعة، ورغم هذا فنجد القديس يوحنا قد لخَّصَ سبب كتابته لبشارته فقال:

Joh 20:31 وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه.

وليست بنوة المسيح لله الآب كبنوتنا له، بل أنها نبوة فريدة لا يشاركه أحد فيها، فيقول:

Joh_1:18 الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر.

Joh_3:16 لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.

فإن كان غاية كتابة يوحنا الرسول لبشارته هو أن نؤمن أن المسيح هو إبن الله الوحيد، والمسلمون جميعًا، والقرآن والأحاديث ورسول الإسلام يرفضون هذا المفهوم جملة وتفصيلًا، فكيف يكون الكتاب المقدس يبشر بمجيء رسول الإسلام أو فيه نبوات عنه كنبي حقيقي؟ ليس هذا فحسب، بل إن القديس يوحنا نفسه وفي نص صريح ومباشر يقول:

Joh_3:18 الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد.

فها هو القديس يوحنا الذي يستشهد بكلامه أحمد ديدات وأتباعه يقول صراحة، أن الذي يؤمن بإبن الله، المسيح، لا يدان، والذي لا يؤمن بالمسيح كإبن وحيد لله حسب الطبيعة قد دين، وبالطبع فالإسلام كله لا يعترف بإبن الله الوحيد، فهذا هو المعيار العام الكامل، والآن علينا أن نسأل ديدات، إذا كنت تأخذ معاييرك من الكتاب المقدس ومن كلام القديس يوحنا، فكيف سيكون القديس يوحنا يقصد ما فهمته إذا كان رسول الإسلام لا يؤمن بإبن الله الوحيد وهو الشرط الذي وضع القديس يوحنا للجميع؟

والآن وقد وصلنا إلى نهاية هذا التعليق الموجز على ما قاله أحمد ديدات وزاكر نايك من أوهام يتوقعان بها أن الكتاب المقدس قد تنبأ عن رسول الإسلام، ورأينا كيف أنهما أساءا فهم النصوص وتفسيرها، بل واقتطعا النص من سياقه ومن لاهوته ومن تاريخه، وأنهما لا يعرفان اللغة العبرية وكيف أنهم يستغلون عدم معرفة الجمهور المسلم بالكتاب المقدس على الإطلاق ليبثوا الأكاذيب والأضاليل داخل عقولهم دون رادع أو فاحص لما يقولاه هذان، فكيف يثق المسلمون فيهما ويعطونهما ألقابًا منيفة لا يفهمانها فضلا عن أن يستحقانها؟

وإلى اللقاء في تعليق جديد عن أكاذيب أحمد ديدات وزاكر نايك.

† prefixed, or added, or both, indicates ‘All passages cited.’

  1. nomen, noun.
  2. masculine.

abs. absolute.

cstr. construct.

+ plus, denotes often that other passages, etc., might be cited. So also where the forms of verbs, nouns, and adjectives are illustrated by citations, near the beginning of articles; while ‘etc.’ in such connexions commonly indicates that other forms of the word occur, which it has not been thought worth while to cite.

  1. plural.
  2. suffix, or with suffix.

Qr Qerê.

  1. vide, see.
  2. singular.

coll. collective.

|| parallel, of words (synonymous or contrasted); also of passages; sometimes = ‘see parallel,’ or ‘see also parallel.’

v verse.

[1]Brown, F., Driver, S. R., & Briggs, C. A. 2000. Enhanced Brown-Driver-Briggs Hebrew and English Lexicon. Strong’s, TWOT, and GK references Copyright 2000 by Logos Research Systems, Inc. (electronic ed.) (326). Logos Research Systems: Oak Harbor, WA

* hypothetical form

Ug. Ugaritic

JArm. Jewish Aramaic; JArm.b Jewish Aramaic of the Babylonian tradition; JArm.g ~ Galilean tradition; JArm.t ~ Targumic tradition; → HAL Introduction; Kutscher Fschr. Baumgartner 158ff

Q qe (:: K); → Meyer Gramm. §17.2; Würthwein Text 19f; for Qumran cf. DJD and Lohse Texte p. x for abbreviations in particular texts

  1. to be read as

:: in contrast with

JSS Journal of Semitic Studies, Manchester

Sept. Septuagint; → Swete Septuagint, Göttingen Edition 1936ff; Rahlfs Sept.; Brooke-M. OT in Greek; SeptA → BHS Prolegomena p. iv; Würthwein Text 75f (fourth ed.); SeptRa → Rahlfs Septuaginta

  1. conjectural reading

† every Biblical reference quoted

[2]Koehler, L., Baumgartner, W., Richardson, M., & Stamm, J. J. 1999, c1994-1996. The Hebrew and Aramaic lexicon of the Old Testament. Volumes 1-4 combined in one electronic edition. (electronic ed.) (570). E.J. Brill: Leiden; New York

[3]Baker, W. 2003, c2002. The complete word study dictionary: Old Testament (596). AMG Publishers: Chattanooga, TN

i.e. i.e. = that is

[4]Strong, J. 1997, c1996. The new Strong’s dictionary of Hebrew and Greek words (H4261). Thomas Nelson: Nashville

 

هل تنبأ الكتاب المقدس عن رسول الإسلام ؟ أحمد ديدات وزاكر نايك في ورطة

لتحميل الرد للاحتفاظ به على الهاتف أو الكمبيوتر اضغط على الرابط الآتي
الرد على: هل تنبأ الكتاب المقدس عن رسول الاسلام ؟

Exit mobile version