الأناجيل الغنوصية – لماذا لا نثق في الاناجيل الغنوصية ؟ جيمس بيشوب
لماذا لا نثق في الاناجيل الغنوصية ؟ جيمس بيشوب
لماذا لا نثق في الاناجيل الغنوصية ؟ جيمس بيشوب
يتكلم الباحث Dan Wallace عن الاعمال الغنوصية قائلاً “انها كانت محاولة للجمع بين الفلسفة اليونانية و الأفلاطونية. مع التركيز علي قيمة الافكار والتركيز علي الرمزية المسيحية فالفكره هي انشاء تعبيرات مسيحية اكثر انسجاماً مع الفكر والثقافة اليونانية الرومانية “. (1)
ويقول ويليام لان كريج
“الغنوصية فلسفة نشأت في الشرق الادني القديم واعتبرت العالم المادي هو شر والعالم الروحي هو خير. ويخلص الانسان من خلال المعرفة للعالم الروحي الذي يحرر الروح من سجن العالم المادي. (7)
كان الغنوصيين “طائفة بدايتها في بداية القرن الثاني. وكانوا ينظرون إلى العالم المادي انه شر وان معرفة الاشياء الخفية هي الطريق الوحيد للخلاص ” (2)
ومع ذلك يقترب الباحثين والدارسين للاناجيل الغنوصية والوثائق بحذر. خاصتاً حينما يتداولون رواياتها المزعومة عن يسوع التاريخي. وهناك عدة اسباب مقنعة عن لماذا يتصرفون هكذا ؟
اولاً لكتابتها في وقت متاخر جداً بين القرن الثاني والرابع الميلادي. فهذه الفترة الزمنية الطويلة بينها وبين كتابات العهد الجديد يسمح لهذه الكتابات ان ننظر اليها انها تم اعاده صياغتها من سرد العهد الجديد الاصلي. وهذا بوضوح يظهر في انجيل بطرس حينما يتكلم عن خروج يسوع من القبر فيقول لنا ويليام لان كريج , احد الامور في انجيل بطرس هو وصف خروج يسوع منتصراً من القبر يرافقة زيارة ملائكية. تابعين له متحدثين عن الصليب. واصوات من السماء. وشهد كل هذا الحرس الروماني وقادة اليهود وعدد كبير من المتفرجين ! (3)
هذا النوع من البيانات التي نجدها في الكتب الغنوصية هي عباره عن خيال منمق. وهو تعديل للكتابات التاريخية لاناجيل العهد الجديد يكشف لنا والاس عن هل الاناجيل الغنوصية توفر لنا اي فكرة تاريخية ذات مصداقية مسيحية مبكرة فيقول “هي اناجيل غير صحيحة تاريخياً ” وهي عبارة عن “محاولة مضلله عفا عليها الزمن لكتابة التاريخ بتزيف “
ويقول الباحث والاستاذ N. T. Wright “ان المواد التي نطلع عليها في الكتب الغنوصية لشخصية خيالية تسمي يسوع يتحدث فيها إلى شخصيات وهمية (4)ففي انجيل يهوذا نجد ان يسوع يضحك وبقدر ما نعرف من كتابات العهد الجديد والمصادر لم يتم ذكر هذا مره واحده. ”ومن المؤكد انه بكي وايضاً يذكر ضحك التلاميذ ولا يوجد ما يوافق ما لدينا من كتابات العهد الجديد فعندما يتعلق الامر بيسوع التاريخي علينا ان نكون حذرين للغاية عند تناول هذه النصوص الغنوصية “
ثانيا اختيار الغنوصيين اسماء اشخاص ليوحي للبعض ان هذه الكتابات مكتوبة من قبل مع ان مؤلفين هذه الكتب مجهولين. فارجعوا اسماء الكتابات إلى بطرس ويهوذا وتوما وغيرهم من الاشخاص البارزين منهم مريم المجدلية بمكر شديد للحصول علي مصداقية لا مبرر لها. وهو ما يسمي pseudepigrapha فعلي سبيل المثال كيف كتب يهوذا انجيل يهوذا وانجيل يهوذا يرجع نحو نهاية القرن الثاني اي فتره طويلة بعد موت يهوذا. كما يقول والاس “هذا التاريخ يجعل من الواضح ان هذا الانجيل فات الاوان ليكون هو اصلي من يهوذا (5)
ومع ذلك علينا ان نعرف ان ايضاً دوافع كُتاب الكتب الغنوصية واضحه انها كانت دوافع ضد المسيحين. وكانت المعتقدات الدينية للغنوصية مخالفة ومختلفة تاماً عن المسيحين في وقت مبكر. فحاولوا صياغة يسوع التاريخي من جديد لصالح ارائهم الدينية. هذا التشكيل ذهب بهم إلى نقيضين حيث مثلا مؤلف انجيل الطفولة او انجيل توما اضاف معلومات عن يسوع في سنوات الطفولة والشباب حيث لم يكن هناك اي بيانات اشارة إلى هذه المرحلة ” باستثناء اشارة موجزه في انجيل لوقا.
وفي انجيل الطفولة نجد ان يسوع فعل افعال خارقة للطبيعة لاجل مصلحته وحقده علي الاخرين من ضمنها قصة الطفل يسوع الذي خلق طيور من طين ثم عادة للحياة (هذه معجزة ليس لها معني روحي كما نقرأ في اناجيل العهد الجديد ) ولدينا يسوع يلعن زميله الطفل ثم تحول إلى كهل ثم إلى جثة. وكذلك لعن جيران يوسف ومريم من خلال العمي.
ومن الواضح ان هذا لا يمكن ان ننظر له بمنظور تاريخي. فيسوع كان ضد العنف في الكتابات المبكرة للعهد الجديد. وفعل يسوع المعجزات كان لها معني وهدف هو اظهار قوة الله ورحمته بالمرضي والمتشوهين والمنبوذين.
علاوة علي ذلك الاختلافات اللاهوتية الهائلة في هذه الكتب فانجيل يهوذا يعلم بالانفصال الكبير بين الله والخليقة الذذي يخالف الفكر اليهودي والمسيحي وانجيل توما يحتوي علي مجموعة من اقوال مزعومة قالها يسوع تحتوي علي 114 قول. فنجد هوه صارخه بين يسوع القرن الاول ويسوع الاناجيل الغنوصية. علي سبيل المثال انجيل توما لم يركز علي الخلاص فكان الخلاص هو التركيز علي الشخص وليس الثقة في المخلص.
فلا يوجد اسوأ من الكتابات الغنوصية في اعاده صياغة الاناجيل الموجوده سابقاً وصياغتها بحسب الفكر الغنوصي (9) فهي كتاببات لا تعتبر شهادات مستقلة عن اقوال او افعال يسوع. ويقول البروفيسور ريموند براون
لا نعلم حقيقة جديده قابله من التحقق منها عن خدمة يسوع التاريخي او حتي عدد قليل من الاقوال الجديده التي ربما تكون له (11)
والعديد من الفروقات المعروضة هنا كما يقول والاس ” هي علي خلاف مع صورة يسوع التي وجدناها في الاناجيل مثل متي ومرقس ولوقا ناهيك عن بقية العهد الجديد (6) ويقول الاستاذ Blomberg ان نعظم وثائق نجع حمادي هي في الغالب وثائق غنوصية. لا تمثل اي شئ بالنسبة لتقاليد الاناجيل في حياة يسوع الارضية (8)ويخلص دوغلاس ان الغنوصيين ونصوصهم كانت “شماعات الهراطقة لمحاولة تسخير اللغة المسيحية في استخدامها ضد التعاليم المسيحية في وقت مبكر. ولم يحصلو علي علامات متفوقة كوثائق عن تاريخية يسوع (10)
مدونة ميمرا يهوه
المراجع
1. Wallace, D. 2010. Dethroning Jesus. p. 87.
2. Wallace, D. 2010. Ibid. p. 120.
3. Craig, W. Visions of Jesus. Available.
4. Wright, N. 2006. Judas and the Gospel of Jesus. p. 64.
5. Wallace, D. 2010. Ibid. p. 83.
6. Wallace, D. 2010. Ibid. p. 127.
7. Craig, W. 1998. “Rediscovering the Historical Jesus: The Presuppositions and Presumptions of the Jesus Seminar” in Faith and Mission.
8. Blomberg, C. 1987. The Historical Reliability of the Gospels. p. 208.
9. Groothuis, D. 1991. “The Gnostic Gospels: Are They Authentic?” in Christian Research Journal, vol. 13 (3).
10. Groothuis, D. 1991. Ibid.
11. Raymond Brown, “The Gnostic Gospels,” The New York Times Book Review (1980).
انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان
المذيع محمود داود يُعلن إيمانه في الكتاب المقدس
القديسة مريم العذراء – دراسة في الكتاب المقدس
تاريخ النور المقدس والرد على الأسئلة والتشكيكات المُثارة ضده | بيشوي مجدي
هذا ليس حقيقي – هل يمكن ان يكون شيء حقيقي لك و ليس حقيقي لي؟ | ترجمة: ريمون جورج