قطع الرؤوس في الكتاب المقدس – ايليا وقطع رؤوس ابناء أخاب
الرد علي شبهة قطع الرؤوس في الكتاب المقدس ايليا وقطع رؤوس ابناء أخاب
زعم المعترض أن إيليا امر بقطع رؤوس أبناء أخاب وهذا لا يوجد ذكره في الكتاب المقدس بأكمله بل أورد نصاً في سفر الملوك الأول لا علاقة له بأخاب ومن الواضح عدم الاطلاع على النص فالنص يوجد في الملوك الثاني الأصحاح العاشر وليس الملوك الأول وهذه عادة الناقلين بدون فهم وتم تداول الشاهد الخاطئ بين العامة.
لكن النص المقصود هو ما جاء في ملوك الثاني 10: 7 فلما وصلت الرسالة إليهم أخذوا بني الملك وقتلوا سبعين رجلا ووضعوا رؤوسهم في سلال وأرسلوها إليه إلى يزرعيل. وهو لا علاقة له بإيليا. فإيليا تنبأ فقط ولم يقم بإصدار امر لكنه قال نبوة وسنتحدث عنها في مستهل الرد.
الرد باختصار
القصة في ملوك الثاني 10
1 وكان لأخاب سبعون ابنا في السامرة. فكتب ياهو رسائل وأرسلها إلى السامرة، إلى رؤساء يزرعيل الشيوخ وإلى مربي أخآب قائلا
2 «فالآن عند وصول هذه الرسالة إليكم، إذ عندكم بنو سيدكم، وعندكم مركبات وخيل ومدينة محصنة وسلاح،
3 انظروا الأفضل والأصلح من بني سيدكم واجعلوه على كرسي أبيه، وحاربوا عن بيت سيدكم».
4 فخافوا جدا جدا وقالوا: «هوذا ملكان لم يقفا أمامه، فكيف نقف نحن؟»
5 فأرسل الذي على البيت والذي على المدينة والشيوخ والمربون إلى ياهو قائلين: «عبيدك نحن، وكل ما قلت لنا نفعله. لا نملك أحدا. ما يحسن في عينيك فافعله».
6 فكتب إليهم رسالة ثانية قائلا: «إن كنتم لي وسمعتم لقولي، فخذوا رؤوس الرجال بني سيدكم، وتعالوا إلي في نحو هذا الوقت غدا إلى يزرعيل». وبنو الملك سبعون رجلا كانوا مع عظماء المدينة الذين ربوهم.
7 فلما وصلت الرسالة إليهم أخذوا بني الملك وقتلوا سبعين رجلا ووضعوا رؤوسهم في سلال وأرسلوها إليه إلى يزرعيل.
8 فجاء الرسول وأخبره قائلا: «قد أتوا برؤوس بني الملك». فقال: «اجعلوها كومتين في مدخل الباب إلى الصباح».
9 وفي الصباح خرج ووقف وقال لجميع الشعب: «أنتم أبرياء. هأنذا قد عصيت على سيدي وقتلته، ولكن من قتل كل هؤلاء؟
10 فاعلموا الآن أنه لا يسقط من كلام الرب إلى الأرض الذي تكلم به الرب على بيت أخآب، وقد فعل الرب ما تكلم به عن يد عبده إيليا».
11 وقتل ياهو كل الذين بقوا لبيت أخاب في يزرعيل وكل عظمائه ومعارفه وكهنته، حتى لم يبق له شاردا.
أين ما زعمه المعترض أن هذا امر من إيليا؟ بل أن الأمر كله يختص بياهو الذي تم مسحه ملكاً على إسرائيل من قبل أليشع. وكان إعلان اليشع أن ياهو سيبيد كل بيت أخاب الذين قتلوا الأنبياء وعبدوا البعل ونشروا الفساد. بناءاً على إعلان الرب لإيليا من قبله في النبوة. في ملوك الأول 21: 21 هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ شَرًّا، وَأُبِيدُ نَسْلَكَ، وَأَقْطَعُ لأَخْآبَ كُلَّ بَائِلٍ بِحَائِطٍ وَمَحْجُوزٍ وَمُطْلَق فِي إِسْرَائِيلَ. وذلك لعده أسباب وهي:
شرور الملك أخاب المبغض للرب والشرير الذي ترك العنان لإيزابيل زوجته لتقود المملكة للشر والدمار. ومن شروره تفننه في اغاظة الرب كما جاء في:
ملوك الأول 16
33 وعمل أخآب سواري، وزاد أخآب في العمل لإغاظة الرب إله إسرائيل أكثر من جميع ملوك إسرائيل الذين كانوا قبله.
قتل أتقياء الرب
قتل أخآب رجلاً تقيًّا مسكينًا، اسمه نابوت اليزرعيلي، لا ذنب له إلا إنه متمسك بشريعة الرب ورفض بيع كرامته قائلاً: «حاشا لي من قبل الرب أن أعطيك ميراث أبائي» (1ملوك21: 30). فأظهر أخآب طمعه وفراغ قلبه رغم كل ممتلكاته، وأظهر كراهيته وشراسته بقتله تقيًّا يخاف الرب.
بغضة للحق وسماعة للضلال بحسب ما جاء في ملوك الأول 22
المسكين أخآب لم يكن مُحِبًّا لصوت الحق؛ فمرة من المرات خرج للحرب وجمع حوله 400 رجلاً من أنبيائه الذين ملأهم روح الكذب ليسألهم عن رأي الرب في الخروج للحرب، فقالوا له: «اصعد وأفلح فيدفعها الرب ليدك»! وفى ذات الوقت استبعد ميخا بن يملّة النبي التقي، بل سجنه في حبس، لأنه تكلم إليه بكلام الرب بصدق.
وفعل أخاب العديد من الشرور التي تلاحق الوثنية لكن لا يوجد لدينا متسع من الوقت لسردها. فرفع الرب عنه الحماية وسمح بعقابه على يد ياهو على الرغم أن ياهو لم يكن بعيداً أيضا عن الشر فيقول عنه سفر الملوك الثاني 10: 31 ولكن ياهو لم يتحفظ للسلوك في شريعة الرب إله إسرائيل من كل قلبه.
لم يحد عن خطايا يربعام الذي جعل إسرائيل يخطئ. لكن بعد فعله ما فعله مع بيت أخاب قال الرب له انه فعل المستقيم بعينه من سماح لهذا الأمر أن يحدث. وتكلم معه بمصطلحات بشرية يفهمها الإنسان كأنه يقول له جيد ما فعلت بحسب فعل السماح وعلمي المسبق.
وعلي العلم انه يعلم انه لم يكن مستقيم القلب بدرجة كبيره وانه سيحيد قال له أن أبناءه سيجلسون على كرسي إسرائيل للجيل الرابع فهذه مشيئة الله لكن يختار الإنسان دائما عكس لمشيئة الصالحة لله فلم يتحفظ سلوك ياهو في شريعة الرب بل حاد عنها؟ فالأمر هو علم الله المسبق بقضاء ياهو على بيت أخاب وسماحه بهذا الأمر. فالله هو الخالق والمالك لا نسأله عن توقيت وفاة شخص أو مجموعة أو سبب الوفاة فهذه هي مقاصد الله التي لا يمكن أن نفهمها.
يقول كتاب:
Bergant, D., & Karris, R. J. (1989). The Collegeville Bible commentary: Based on the New American Bible with revised New Testament. Previously published in 36 separate booklets. (314). Collegeville, Minn.: Liturgical Press
كان الأمر اعتبار تحقيقاً لنبوة إيليا على بيت أخاب كما جاء في ملوك الأول 21: 21.
ويقول كتاب:
Adeyemo, T. (2006). Africa Bible commentary (452). Nairobi, Kenya; Grand Rapids, MI.: WordAlive Publishers; Zondervan.
ادعي ياهو انه برئ من وفاة الأمراء ولكن الأمر كان تحقيق النبوة التي لإيليا لكن ياهو ذهب بعيداً بكثير عن الله وقتل جميع الأصدقاء والكهنة والقادة الذين كانوا مقربين من أخاب.
ويذكر لنا كتاب:
Matthews, V. H., Chavalas, M. W., & Walton, J. H. (2000). The IVP Bible background commentary: Old Testament (electronic ed.) (2 Ki 10:6-8). Downers Grove, IL: InterVarsity Press.
عن السياسة التي اتبعها ياهو ضد أي تمرد كقائد عام لدولة إسرائيل وكقائد للجيش. وهي سياسة قطع الرؤوس ووضعها على البوابة وهي ما تم استعماله من قبل جيوش أشور فيقول
أن الرؤوس على البوابة كانت من عادات الممارسات الأشورية وهو لتحذير السكان أن أي تمرد سيقابل بنوع من القسوة.
وهذا ما يؤكده كتاب:
KJV Bible commentary. 1997, c1994 (716). Nashville: Thomas Nelson.
أن ياهو استخدم حيلة أشورية في الحرب وهي الرؤوس على البوابة.
وقد حاول أخاب تبرئة نفسه من الدماء فيقول لنا كتاب:
Radmacher, E. D., Allen, R. B., & House, H. W. (1999). Nelson’s new illustrated Bible commentary (2 Ki 10:6-9). Nashville: T. Nelson Publishers.
تظاهر ياهو أن رسالته قد أساء فهمها. ولكن على أي حال أن شر أخاب قد جلب على هؤلاء القضاء الإلهي.
في النهاية فعل ياهو ما فعله بناءاً على سماح الرب وعلم الرب المسبق وإعلان الرب لإيليا لما سوف يفعله ياهو فالله ليس في مسرح السماء يمسك الخيوط ويحرك الأشخاص للفعل. بل هم يفعلوا بأنفسهم فياهو هو ملك إسرائيل ويجوز له كملك حماية مملكته ودولة إسرائيل من هؤلاء. فنحن نتكلم عن دولة وليس مدينة مثالية فضلي. تذهب الدول الي الحروب عادتاً وكانت الحروب تتميز بالوحشية الشديدة في هذه العصور.
إذا كان هناك رئيس مجلس لإدارة شركة وهذه الشركة في اليابان ويوجد هناك فرع للشركة في مصر له مدير خاص به. وكان رئيس مجلس الادارة قبل تعيين المدير قد أوصاه بمراقبة موظف نتيجة كثرة الشكاوى حوله. وقال له انه يعلم انه آجلاً أم عاجلاً سيتم طرد هذا الموظف قريباً على يدي المدير.
والمدير يطلع رئيس مجلس الادارة بكافة التطورات وما يدور داخل الفرع في مصر. وأخر التطورات التي اطلعه عليها هو فساد واخذ رشوة وإهدار للمال لهذا الموظف. فما كان على المدير بطرده خارج الشركة بدون أي مستحقات.
يمكننا أن نرى الله انه رئيس مجلس الادارة، وإسرائيل المدير، والموظف هو بيت أخاب. إسرائيل كدولة يحق لها حماية نفسها من أي فساد كما يحق لمدير الفرع في مصر حماية الفرع من الموظف.
رئيس مجلس الادارة (الله) نبه وأعلن لإسرائيل ما سوف يتم ولم يكن له دخل بتدخل مباشر في الموضوع لكن بعلمه المسبق بسير فساد الموظف “بيت أخاب” وما سيفعله المدير “إسرائيل” قريبا أعلن.
ليكن للبركة