لقاء مع جيليرمو جونزاليز وجاي ويسلي ريتشاردز 3 – لي ستروبل
لقاء مع جيليرمو جونزاليز وجاي ويسلي ريتشاردز 3 - لي ستروبل
لقاء مع جيليرمو جونزاليز وجاي ويسلي ريتشاردز 3 – لي ستروبل
لقاء مع جيليرمو جونزاليز وجاي ويسلي ريتشاردز 3 – لي ستروبل
مخاطر عالم مائي
بعدما اكتشفت مدى مساهمة القمر لنظام الأرض الداعم للحياة، قررت أنه آن أوان التركيز على كوكبنا نفسه. وقد درست ما يكفي في علم الجيولوجيا كي أعرف أن الأرض أكثر من مجرد صخرة دائرية غير مميزة، بل أن داخلها هو نظام معقد وديناميكي قطره 8000 ميل، ولها قلب صلب محاط بالحديد تحول إلى سائل بفعل الحرارة. وفي مركزها، حيث الضغط أكثر من ثلاثة ملايين مرة مما هو على سطح الكوكب، قد ترتفع درجات الحرارة إلى 9000 درجة فهرنهيت.
سألت جونزاليز: “ما هي بعض الظواهر على الأرض التي تسهم في قدرتها على تدعيم الحياة؟”
فقال: “دعنا أولاً نتحدث عن كتلة الأرض. يجب أن يحتوي الكوكب الأرضي على حد أدنى من الكتلة ليحتفظ بغلاف جوي. وتكون بحاجة إلى غلاف جوي للتبادل الحر لكيماويات الحياة، ولحماية السكان من الإشعاع الكوني. وأنت بحاجة أيضاً إلى غلاف جوي غني بالأوكسجين لتدعيم المخلوقات العاقلة كالإنسان. فالغلاف الجوي للأرض يحتوي على نسبة 20٪ من الأوكسجين؛ وهي النسبة الصحيحة تماماً كما يتضح”.
“وعلى الكوكب أن يكون حداً أدنى من الحجم كي يحفظ الحرارة التي بداخله من أن تفقد بسرعة. إن الحرارة الصادرة عن داخله الإشعاعي هي التي تنقل الحمل الحراري الخارجي المهم جداً داخل الأرض. ولو كانت الأرض أصغر حجماً، كالمريخ، ولبردت بسرعة شديدة، وفي الحقيقة، فإن المريخ ريد، وهو الآن ميت أساساً”.
“وماذا لو كانت كتلة الأرض أكبر؟”
“كلما ازداد حجم الكوكب، كلما ارتفعت جاذبية سطحه، وقل وضوح سطحه بين أحواض المحيط والجبال. فالصخور أسفل الجبال يمكنها تحمل ثقل كبير جداً قبل أن تنكس. وكلما ارتفعت جاذبية سطح كوكب، كلما ازداد سحب الجاذبية على الجبال، ويكون الميل نحو خلق سطح أملس”.
“تخيل لو أن كوكبنا كان سطحاً أملس. فالأرض تحتوي على قدر كبير من الماء في قشرتها. والسبب الوحيد في أننا لسنا عالم مائي حتى الآن هو وجود قارات وجبال تقوم عليها. وإذا استطعت أن تحول الأرض كلها إلى مكان أملس، سيكون الماء على عمق 2 كيلومتر. وسوف يكون العالم مائي، والعالم عالم ميت”.
أثارني هذا الأمر، فقلت: “إن كنت بحاجة إلى ماء من أجل الحياة، فلماذا لا تُعتبر وفرة الماء وفرة حياة؟”
فأجاب جونزاليز: “نحن نتمتع بالحياة على الأرض لأن لدينا سطح المحيطات المضاء بضوء الشمس والغني بالطاقة، والمملوء بالمواد الغذائية المعدنية. إن المد والتجوية* تجرف المواد الغذائية من القارات إلى الميحطات حيث تُغذى الكائنات الحية. أما في العالم المائي، فإن كثيراً من معادن الحياة الأساسية ستهبط إلى القاع. وهذه هي المشكلة الأساسية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تركيز الملح في العالم المائي سيكون عالياً بقدر كبير. فالحياة يمكنها أن تسمح فقط بمستوى معين من الملوحة”.
“إن محيطاتنا وبحارنا مالحة، فكيف يمكن للأرض أن تنظم ذلك؟”
“لدينا مناطق مستنقعية على طول بعض الشواطئ. وبسبب ضحولتها، يأتي الماء من المحيط ويتبخر بسرعة، تاركاً الملح ورائه. ولهذا يكون لديك احتياطي ضخم من الملح متراكم على القارات، ومحتوى ملح المحيط يمكن التحكم فيه. ولكن في العالم المائي، فإن الملح الزائد سيتشرب الماء، ويترسب في القاع. وهذا ما يُنتج محلول ملح جيد النقع لا يدعم وجود حياة”.
قلت إن بعض العلماء وضعوا نظريات تقول بأن الحياة قد توجد داخل قمر المشتري المتجمد يوروبا، حيث يمكن وجود محيط نظري. وتساءلت: “يبدو أنك لا تعتقد بوجود حياة في بيئة كهذه”.
“كلا، لا أعتقد ذلك. ولا أعتقد أنها ستكون مكاناً قابلاً للسكنى. فلن توجد طريقة لتنظيم الملح، ولهذا لا أتخيل بالتأكيد وجود دولفين يسبح هناك”.
الجبال والقارات ضرورية للغاية إذاً لوجود كوكب مزدهر الحياة. ولكن من أين أتت؟ لقد تعلمت حديثاً أنها جزئياً نتاج عناصر إشعاعية واضحة والألواح التكتونية *– وهي مكونات ضرورية للغاية لأي كوكب لتدعيم مجال حيوي مزدهر.
محرك الأرض
قرر العلماء خلال العقود الأخيرة الأهمية القصوى للألواح التكتونية والتحرك القاري لتدعيم الحياة على الأرض[1]. فالتحرك القاري يشير إلى انتقال دستة أو أكثر من الألواح الكبيرة في يابسة الأرض؛ وهي الطبقة الخارجية الصلبة من الكوكب. ومن النتائج الحاسمة لهذه الألواح التكتونية تطور سلاسل الجبال التي خُلقت أساساً على فترات طويلة من الزمن بينما تتصادم الألواح وتلتوي.
يكتشف العلماء ان أهمية الألواح التكتونية من الصعب المبالغة فيها. فقد قال وورد وبراونلي في كتابهما “الأرض النادرة Rare Earth”[2] “إن الألواح التكتونية هي المتطلب المركزي للحياة على سطح كوكب”[3]. وأضافا أنه من المدهش “من بين كل الكواكب والأقمار في مجموعتنا الشمسية، فإن الألواح التكتونية موجودة فقط على الأرض”[4]. وفي الحقيقة فإن أي جسم سماوي سيحتاج إلى محيطات ماء كمطلب أساسي للألواح التكتونية، وذلك لتسهيل حركة الألواح.
وعندما سألت جونزاليز لماذا تعتبر الألواح التكتونية مهمة جداً، بدأ في وصف سلسلة غير محتملة من العمليات الطبيعية عالية التنسيق تركتني مندهشاً مرة أخرى لمدى تعديل كوكبنا حقاً.
قال: “إن الألواح التكتونية لا تساعد فقط على تنمية القارات والجبال – التي تمنع وجود عالم مائي، لكنها أيضاً تطرد ثاني أكسيد الكربون على الأرض؛ أي دورة الصخور. وهذا أمر ضروري لتنظيم البيئة من خلال توازن غازات الصوب الزجاجية، والحفاظ على درجة حرارة الكوكب في مستوى الحياة”.
وكما ترى، فإن غازات الصوب الزجاجية، مثل ثاني أكسيد الكربون، تمتص طاقة الأشعة تحت الحمراء، وتساعد على تدفئة الكوكب. وهذا يوضح مدى أهميتها الحاسمة. والمشكلة هي أن تركيزها في الغلاف الجوي يكون بحاجة إلى التنظيم بينما تسطع الشمس ببطء. وإلا لن تتمكن الأرض من تثبيت درجة حرارة سطحها، وهذا ما سيؤدي لكوارث.
“إن الألواح التكتونية تُدير كسورً من قشرة الأرض – بما فيها الحجر الجيري الذي يتكون من الكالسيوم وثاني أكسيد الكربون وذرات الأوكسجين – حتى تصل إلى غلاف الأرض. وهناك تطلق حرارة الكوكب الداخلية ثاني أكسيد الكربون الذي ينطلق حينها باستمرار إلى الغلاف الجوي من خلال البراكين. إنها عملية معقدة للغاية، لكن النتيجة النهائية تكون بمثابة ترموستات تحفظ توازن الصور الزجاجية ودرجة حرارة سطحنا تحت السيطرة.
“والذي يدفع الألواح التكتونية هي الحرارة الداخلية التي تتولد بالنظائر المشعة – بوتاسيوم 40، ويورانيوم 235، ويورانيوم 238، وثوريوم 232. هذه العناصر المتعمقة في باطن الأرض نتجت أصلاً في السوبرنوفا، وإنتاجها في المجرة يتناقص بمرور الزمن لأن معدل السوبرنوفا يتناقص بمرور الزمن. وهذا سيحد من إنتاج كواكب شبيهة بكوكب الأرض في المستقبل لأنها لن تولد حرارة داخلية كثيرة كما تفعل الأرض.
“وهذا التحلل الإشعاعي يساعد أيضاً في النقل الحراري للحديد السائل المحيط بقلب الأرض، والذي تنتج عنه ظاهرة مدهشة: خلق دينامو يولد بالفعل المجال المغناطيسي للكوكب. والمجال المغناطيسي مهم للحياة على الأرض لأنه يحمينا من الأشعة الكونية ذات الطاقة المنخفضة. وإن لم يكن لدينا ستاراً مغناطيسياً، لكان هناك إشعاع خطير أكثر يصل إلى الغلاف الجوي. وأيضاً فإن جزيئات الريح الشمسية ستتفاعل مباشرة مع الغلاف الأعلى، وبذلك تزيله، ولا سيما جزيئات الهيدروجين والأوكسجين من الماء. وستكون هذه أخبار سيئة لأن الماء سيُفقد بسرعة أكثر”.
“والآن، هل تتذكر أنني قلب إن الألواح التكتونية تساعد على تنظيم درجة الحرارة الكونية بموازنة غازات الصوب الزجاجية؟ حسناً، هناك أيضاً ترموستات طبيعي آخر يسمى ألبيدو الأرض *The Earth’s albedo”. وكلمة albedo تشير إلى نسبة ضوء الشمس التي يعكسها كوكب. والأرض بها مجموعة غنية من مصادر ألبيدو – المحيطات، والقمم الجليدية القطبية، وأعماق القارات، بما فيها الصحاري – تساعد على تنظيم المناخ. وأي ضوء لا تعكسه الأرض يُمتص، وهذا معناه أن السطح يسخن”.
“وهذا يُنظم من خلال احدى الميكانيزمات الطبيعية للأرض. ومثال ذلك، بعض الطحالب البحرية تنتج كبريتات ثنائية المثيل dimethyl sulfide. وهذا يساعد على تكوين نواة تكثيف السحب؛ وهي جزيئات صغيرة في الغلاف الجوي الذي يمكن أن يتكثف حولها المياه لتكوين قطرات سحب”.
“وإن تعرض المحيط للدفء الشديد، سرعان ما تقوم هذه الطحالب بإعادة إنتاج وإطلاق المزيد من الكبريتات ثنائية المثيل، وهذا ما يؤدي إلى تركيز أكبر من CCN، ونسبة أعلى من الألبيدو للسحب البحرية الرمادية. وألبيدو السحب المرتفعة بدوره يبرد المحيط من أسفل، ومن هنا يقلل المعدل الذي تعيد به الطحالب إنتاجها. ولهذا يتيح ذلك ترموستات طبيعية”[5].
“ومن الجانب الآخر، يفتقد المريخ المحيطات، ولهذا لا يحتوي على محتوى الألبيدو هذا. إنه يحتوي فقط صحاري، وقمم جليدية صغيرة، وسحب رقيقة جداً وانفاقية. ولهذا فالمريخ أقل قدرة بكثير على ضبط الألبيدو الخاص به لأن مداره الخاص الأكثر انحرافاً يقربه من الشمس ثم يبعده عنها. وهذا أحد الأسباب في أنه يجتاز درجات حرارة أعلى من الأرض”.
الألواح العملاقة للصخر المتحول التي يُحتمل أنها توازن غازات الصوب، تحلل النظائر المشعة التي تعمل كفرن باطني داعم للحياة، مولد داخلي يولد مجالاً مغناطيسياً يُزيغ المخاطر الكونية، دوائر كهربية بالغة الدقة توحد بين الأحياء والأرصاد الجوية – كان عليّ التوقف والتأمل في العمليات المعقدة المتداخلة التي تدير بكل مهارة بيئة كوكبنا.
كان هذا كله مجرد البداية. علمت أن جونزاليز بإمكانه أن يستمر في حديثه عن ظواهر تعديل أخرى. ومن بينها العمليات الفيزيائية المعقدة التي نتجت عنها مواد خام قيمة استقرت قرب سطح الكوكب، وساهمت في تطورنا التكنولوجي. قال الجيولوجي جورج بريمهول من جامعة كاليفورنيا في بيركلي:
إن خلق المواد الخام ووجودها بالقرب من سطح الأرض هي نتاج ما هو أكثر من مجرد صدفة جيولوجية بسيطة. فوجود سلسلة من الأحداث الكيميائية والفيزيائية التي ظهرت في البيئة الصحيحة وفي السياق الصحيح، وقد تبعتها أحوال مناخية معينة بإمكانه أن يرفع هذه المستويات إلى تركيز عال، وهذا حاسم للغاية لتقدم الحضارة والتكنولوجيا[6].
عندما ربطت هذا كله مع الظروف “الاتفاقية” المتنوعة التي تتضمن موقعنا المتميز في الكون، لم تسعفني الكلمات لأصف إعجابي. فالاقتراح القائل بأن هذا كله مبني على الصدفة الاتفاقية أصبح سخيفاً بالنسبة لي. والعلامات الدالة على التصميم واضحة من أقصى نقطة في الطريق اللبني إلى قلب كوكبنا.
ومع ذلك كان هناك المزيد – بعد جديد تماماً من الأدلة يقترح أن هذا العالم المذهل قد خُلق – جزئياً – حتى يمكننا أن نباشر مغامرة اكتشافه.
قوة كسوف شمسي
تبدأ القصة بحب صريح للكسوف الشمسي والخسوف القمري اللذان ساعدا جيليرمو جونزاليز عندما كان صغيراً لقضاء دراسة طوال حياته لأسرار النجوم.
ولأنه كان مفتوناً بالكسوف الجزئي الذي شهده كأحد هواة الفلك، اشتاق جونزاليز أن يرى ذروة هذا كله: كسوف كلي للشمس، حيث يغطي القمر سطح الشمس. وأخيراً وجد فرصته في العام 1995. فعندما علم بأن كسوفاً للشمس سيحدث في 24 أكتوبر من هذا العام، رتب أحواله حتى يتمكن من أن يشهد الحدث في شمال الهند؛ وهي أحد الأماكن القليلة التي ستشهد الكسوف واضحاً تماماً.
قال لي: “هناك شيء يتعلق بالكسوف هو أن عالم الفلك المتمرس يمكن أن يكون واقفاً بجوار شخص من قرية بعيدة، وكلاهما ستدمع عيونهما. فكلاهما تنتابهما الرهبة. ففي المكان الذي أعددته لرؤية الكسوف، حالما انتهت المرحلة الكلي للكسوف، عندما كان يمكنك رؤية هالة الشمس الجميلة وهي مظلمة نسبياً، فقد هتف الناس تصفق تلقائياً كما لو كانوا يشاهدون عرضاً. لقد كان جميلاً للغاية”.
وقد صور جونزاليز الكسوف، وأجرى حسابات علمية. لكنه لم يكتفي بذلك. فذهنه لم يتمكن من تجاهل فكرة معينة: أن عمليات الكسوف والخسوف يمكن رؤيتها بوضوح من على الأرض أفضل من رؤيتها من على أي كوكب آخر في مجموعتنا الشمسية.
قال: “هناك التقاء مثير للخواص النادرة التي تسمح للناس على الأرض أن يشهدوا عمليات الكسوف الكلية للشمس. ولا يوجد قانون فيزيائي يحتم هذا. في الواقع، من بين الكواكب التسعة بأقمارها التي تزيد عن 63 قمراً في مجموعتنا الشمسية، فإن سطح الأرض هو أفضل مكان يتمكن فيه المشاهدون أن يشهدوا كسوفاً شمسياً كاملاً، وهذا ممكن فقط بالنسبة للمستقبل “القريب”[7].
“والأمر المدهش حقاً هو أن عمليات الكسوف الكامل ممكنة لأن الشمس أكبر من القمر 400 مرة، وهي أيضاً أبعد منه 400 مرة. وهذا التزامن العجيب هو الذي يخلق تماثلاً كاملاً. وبسبب هذا الوضع، ولأن الأرض هي أعمق كوكب ولها قمر، فإن المشاهدين على الأرض بإمكانهم تمييز جو الشمس وهالتها بالتفصيل أفضل من على أي كوكب آخر، وهذا يجعل رؤية عمليات الكسوف هذه ثرية علمياً”.
وقال: “ما أدهشني هو أن نفس مكان وزمان ظهور الكسوف الشمسي الكامل في كوننا يتطابق أيضاً مع نفس مكان وزمان وجود مشاهدين لرؤيتها”.
هذا “التزامن” كان رائعاً جداً بالنسبة لي حتى إنني طلبت منه أن يكرر عبارته الأخيرة قبل أن يواصل حديثه. وبعدما فعل ذلك، أضاف: “الأكثر من ذلك أن عمليات كسوف الشمس الكلية نتجت عنها اكتشافات علمية مهمة كان يمكن أن تكون صعبة إن لم تكن مستحيلة في أماكن أخرى حيث لا تحدث عمليات كسوف”.
“أية اكتشافات؟”
سأقدم لك ثلاثة أمثلة فقط. أولاً، ساعدتنا عمليات الكسوف الشمسية الكلية في معرفة طبيعة النجوم. فعندما استخدم الفلكيون منظار التحليل الطيفي، عرفوا كيف تنتج ألوان الطيف في الشمس، وقد ساعدتهم هذه البيانات فيما بعد في تحليل ألوان طيف النجوم البعيدة”.
“ثانياً، ساعد كسوف شمسي كلي في العام 1919 فريقين من علماء الفلك أن يؤكدوا حقيقة أن الجاذبية تثني الضوء، وكان هذا بمثابة تنبؤ لنظرية النسبية العام لأينشتين. وقد كان هذا الاختبار ممكناً فقط أثناء كسوف شمسي كلي، وأدى للقبول العام لنظرية أينشتين”.
“ثالثاً، قدمت عمليات الكسوف الشمسي الكلي سجلاً تاريخياً مكن علماء الفلك لحساب التغير في دوران الأرض على مدار آلاف السنوات الماضية. وقد ساعدنا هذا في وضع التقاويم القديمة على نظامنا التقويمي الحديث، وهو أمر مهم للغاية”.
أما ريتشاردز – الذي كان يصغي عن كثب – فقال: “الشيء الغامض هو أن نفس الظروف التي تعطينا كوكباً صالحاً للسكنى هي التي تجعل أيضاً من موقعنا هذا مكاناً مدهشاً جداً للقياس والاكتشاف العلمي. ولهذا يمكننا أن نقول بوجود صلة بين هذا القابلية للسكنى والقابلية للقياس”.
“إن الشكل المحدد للأرض والشمس والقمر لا يسمح فقط بعمليات الكسوف الكاملة، لكن نفس هذا الشكل حيوي أيضاً لتدعيم الحياة على الأرض. لقد ناقشنا حتى الآن كيف أن حجم وموقع القمر يُثبت ميلنا، ويزيد من مدّنا، وكيف أن حجم الشمس وبعدنا عنها تجعل أيضاً الحياة ههنا ممكنة”.
واستنتج قائلا ً: “إن فكرتنا الرئيسية هو عدم وجود سبب واضح يدعونا لافتراض أن نفس الخواص النادرة التي تسمح بوجودنا هي أيضاً التي تقدم أيضاً أفضل وضع نهائي لعمل اكتشافات عن العالم من حولنا. وفي الحقيقة، نعتقد أن الأحوال المهيأة للاكتشافات العلمية على الأرض معدلة تماماً حتى إنك ستكون بحاجة إلى قدر كبير من الإيمان كي ترجعها لمجرد الصدفة”.
القابلية للسكنى والقابلية للقياس
بدافع دراستهم لعمليات الكسوف الشمسي الكلي، بدأ جونزاليز وريتشاردز في بحث الالتقاء المذهل بين القابلية للسكنى والقابلية للقياس في أوضاع أخرى. وقدما مجموعة كبيرة من الأمثلة التي رفعت من دهشتهما.
قال جونزاليز: “على سبيل المثال، نحن لا نسكن فقط موقعاً في الطريق اللبني الذي تتصادف ملائمته للحياة، لكن موقعنا أيضاً يتيح لنا أفضل خطة كلية لعمل مجموعة متنوعة من الاكتشافات لعلماء الفلك وعلماء الكونيات. إن موقعنا بعيداً عن مركز المجرة، وفي المكان المستوي من القرص يعطينا أفضلية خاصة لملاحظة النجوم القريبة والبعيدة”.
“ونحن أيضاً في مكان ممتاز لكشف الإشعاع الخلفي الكوني الذي يمثل أهمية قصوى لأنه ساعدنا على إدراك أن كوننا كانت له بداية في الانفجار العظيم. والاشعاع الخلفي يحتوي على معلومات قيمة للغاية عن خواص الكون عندما كان عمره 300,000 عام. وليست هناك طريقة أخرى للحصول على هذه البيانات. وإن كنا في مكان آخر في المجرة، لأعيقت قدرتنا على اكتشافها بدرجة شديدة جداً”.
وقدم ريتشاردز توضيحات أخرى قائلاً: “إن القمر يُثبت ميل الأرض، وهذا ما يُعطينا مناخاً مهيأً للحياة، ويحافظ أيضاً على مستودعات كميات الجليد العميقة في المناطق القطبية. وهي المستودعات بمثابة بيانات قيمة للغاية بالنسبة للعلماء.
“بأخذ عينات من أعماق الجليد، يمكن للباحثين جمع بيانات ترجع إلى مئات الآلاف من السنين. فأعماق الجليد يمكن أن تخبرنا عن تاريخ سقوط الجليد، وعن درجات الحرارة، والرياح القريبة من المناطق القطبية، وكمية الغبار البركاني، والميثان، وثاني أكسيد الكربون الموجود بالغلاف الجوي, وتسجل دورة البقع الشمسية من خلال تنوعات في تركيز عنصر البيريليوم 10. وتسجل حتى الضعف المؤقت للمجال المغناطيس للأرض منذ 40 ألف سنة مضت. في العام 1979، تعرف العلماء على علاقة مؤقتة بين نتوءات النيترات في عينة جليدية من المحيط القطبي الجنوبي وبين سوبرنوفا قريب. وبأخذ عينات من مكان أكثر عمقاً، فمن الممكن فهرسة كل السوبرنوفا القريبة على مدار مئات الآلاف من السنين الماضية وبدون هذا لكان الأمر مستحيلاً”.
قال ريتشاردز إن مثالاً آخر للعلاقة الغريبة بين القابلية للسكنى والقابلية للقياس هو وضوح غلافنا الجوي. “إن عمليات أيض الكائنات الأرقى تتطلب ما بين 10٪ إلى 20٪ من الأوكسجين الموجود في الغلاف الجوي؛ وهي أيضاً الكمية المطلوبة لتسهيل الحريق، مما يسمح بتطوير التكنولوجيا”[8]. ولكن هذا يحدث كثيراً لدرجة أن بنية غلافنا الجوي تمنحه أيضاً الشفافية، التي ما كانت لتحصل عليها إن كانت غنية بالذرات التي تحتوي على الكربون كالميثان. والغلاف الجوي الشفاف يسمح بنمو علمي الفلك والكونيات”.
فقلت: “مهلاً، ألا يتسبب بخار الماء في غلافنا الجوي في إحداث غيوم قد تعطل علم الفلك؟ ولهذا السبب فإن وضع تلسكوب في الفضاء كان بمثابة إنجاز هائل”.
فقال جونزاليز: “في الواقع، يفضل الفلكيون غلافاً جوياً غائماً جزئياً أكثر من الغائم تماماً، وأو عاصف أو غباري على الدوام. علاوة على ذلك، لا نقصد أن كل حالة من القابلية للقياس مهيأة بصورة فريدة وشخصية على الأرض. فحجتنا تعتمد على ما يسمى بالتفاوض المهياً للأحوال المتنافسة”.
وهذا ما قاله هنري بتروسكي في كتابه “الاختراع بالتصميم Invention by Design”: “التصميم كله يشتمل على أهداف متصارعة ومن ثم اتفاق، وأفضل التصميمات ستكون دائماً تلك التي تخرج بأفضل اتفاق”[9]. وللخروج باكتشافات على مدى واسع من الفروع العلمية، لا يد أن تكون بيئتنا اتفاقاً جيداً لعوامل متنافسة، ونحن نجدها هكذا”.
هناك صلة مدهشة أخرى بين القابلية للسكنى والقابلية للقياس تتضمن الألواح التكتونية. فكما أوضح جونزاليز وريتشاردز سابقاً، فإن الألواح التكتونية أساسية لوجود كوكب قابل للحياة. وهناك نتاج لحركة هذه الألواح القشرية هو الزلازل، والتي بدورها زودت العلماء ببيانات بحثية كان يصعب الحصول عليها بطرق أخرى.
قال ريتشاردز: “قامت الآلاف من أجهزة قياس الزلازل على سطح الكوكب بقياس الزلازل عبر السنين. وفي العقود الأخيرة السابقة، تمكن العلماء من استخدام هذه البيانات لإنتاج خريطة ثلاثية الأبعاد عن بنية باطن الأرض”.
وقال إن الأحوال الاستثنائية التي تخلق بيئة ملائمة للحياة على الأرض كثيراً جداً ما تجعل كوكبنا مناسباً تماماً لرؤية وتحليل وفهم الكون.
وتساءل ريتشاردز: “هل هذه مجرد دعابة كونية؟ هل نحن مجرد محظوظين؟ أعتقد أن الحكمة تمتلك القدرة على تمييز الاختلاف بين مجرد الصدفة والنموذج ذي المعنى. فلدينا هنا ما هو أكثر بكثير من مجرد الصدفة. أكثر بكثير.
القياس المنطقي للحياة
قال جونزاليز وريتشاردز إنهما عندما كانا يحاولان تفسير وجود الحياة، واجها قياساً منطقاً trilemma [قياس منطقي له ثلاث حالات شرطية – المراجع]. الاحتمال الأول هو أن ضرورة طبيعية معينة، كقوانين الفيزياء، تقود بقوة إلى الحياة. ومؤيدو SETI – أي البحث عن ذكاء خارد الأرض – يروق لهم هذا الاحتمال. ومع ذلك فالكثير الكثير من الاكتشافات العلمية تُظهر كم انه من غير المحتمل تماماً ترتيب الشروط الصحيحة للحياة. ويستنتج علماء كثيرون أن الحياة الذكية، على حدها الأدنى، أكثر ندرة مما كنا نعتقد. وفي الحقيقة، قد تفرد بها الأرض فقط.
التفسير الممكن الثاني هو الصدفة: الحياة هي ضربة حظ. اخلق كواكب كافية تدور حول نجوم كافية، وسوف تؤكد الشواذ أن واحداً على الأقل ستكون به حياة. ويبدو أن وورد وبراونلي مؤلفا “الأرض النادرة” ينجذبان لهذا التفسير.
ولكن هناك احتمال ثالث: أن الحياة خلقت. فبعد دراسة كل الحالات النادرة الاستثنائية التي ساهمت في وجود الحياة على الأرض، ثم إضافة الطريقة المدهشة التي تفتح بها هذه الحالات باب الاكتشافات العلمية، وقد وافق جونزاليز وريتشاردز على هذا الاحتمال.
قال ريتشاردز: “أن تكتشف أن لدينا كوناً تكون فيه نفس الأماكن التي نجد فيها ملاحظين هي أيضاً أفضل الأماكن للملاحظة، فهذا مدهش. إني أرى التصميم، ليس فقط في ندرة الحياة في الكون، بل أيضاً في نموذج القابلية للسكنى والقابلية للقياس هذا.”
اتجهت نحو جونزاليز، وسألته: “ما استنتاجك؟”
فأجاب: “استنتاجي بصراحة هو أنا الكون قد صمم للملاحظين الذين يعيشون في أماكن يمكنهم فيها القيام باكتشافات علمية. وقد تكون هناك أغراض أخرى للكون، لكننا على الأقل نعرف أن الاكتشاف العلمي كان واحداً منها”.
فتداخل ريتشاردز قائلاً: “وهذا موجود في التقليد المسيحي. فقد آمن المسيحيون على الدوام بان الله يشهد عن وجوده من خلال كتاب الطبيعة والكتاب المقدس. وفي القرن التاسع عشر أغلق العلم كتاب الطبيعة بفعالية. ولكن الآن، فإن الاكتشافات العلمية الحديثة تفتحه من جديد”.
فتساءلت: “ولكن إن كان الكون قد صمم، ويمكننا استيعاب هذا، فلماذا هو بمثل هذا الاتساع؟ فهناك الكثير من الفراغ. أليس هذا مسرفاً وغير ضروري؟”
فأجاب ريتشاردز: “لأن الكون صمم للاكتشاف؛ فنحن نحتاج إلى ما نكتشفه. إن الكون واسع ونحن صغار، ولكن لدينا الوسيلة لذلك. وهذا هو الأمر المدهش. يمكننا رؤية الإشعاع الخلفي الذي جاء منذ أكثر من عشرة بلايين سنة ضوئية”.
وأضاف جونزاليز: “وبالإضافة إلى ذلك، كنا بحاجة إلى السوبرنوفا لبناء العناصر الثقيلة حتى يمكن أن تتطور الكواكب الحاملة للحياة. وهناك نوع خاص من السوبرنوفا مفيد للغاية “كشمعة معيارية”. وطراز a 1 من السوبرنوفا به “مضيئات مدرجة” حتى يمكننا استخدامها لتحديد المسافات وسبر غور تاريخ امتداد الكون. ومن جديد نرى العلاقة بين القابلية للسكنى والقابلية للقياس.
أبدى ريتشاردز ملاحظة شيقة أخرى، فقال: “ذات مرة اشتكى دارون أن اللقاح لا يمكن أن يكون قد صمم. وبعد ذلك قال: أنظر إلى الإتلاف! ملايين الملايين من الجزيئات تنتج، لكن القليل جداً منها تستخدم في نمو الزهور”.
“ومع ذلك، كان الذي لم يدركه هو أن اللقاح أحد أهم الأدوات التي لدينا في الاكتشافات العلمية في الماضي، جزئياً، لأنه يمكن معرفة تاريخه من خلال كربون 14. وعندما نجد اللقاح في رواسب البحيرات وعينات قلب الجليد، يمكننا أن نستخدمه في قياس مدرى عمر الطبقات المترسبة، وكيف كان المناخ القديم”.
“لقد نظر دارون إلى اللقاح من وجهة نظر بيولوجية فقط، وعندما ننظر إلى الصورة الكلية، سنجد أن له استخدام آخر لم يتوقعه أبداً. وربما ينطبق نفس الشيء في حالات كثيرة أخرى عبر الكون”.
مجموعة من المخلوقات المدللة
رجعت بالكرسي إلى الوراء كما لو كنت قد أكلت وجبة شهية. وهذا ما حدث فعلاً بشكل ما. فقد قدم لي جونزاليز وريتشاردز مأدبة فاخرة – حقيقية وراء أخرى، ودليل يتبعه دليل، واكتشاف بعده آخر، مما أدى في النهاية لاستنتاج مذهل. وفيما كنت جالساً محاولاً استيعاب البيانات، تحول ذهني إلى كتاب “الله والفلكيون God and the Astronomers”، والذي كنت أقرأه في الطائرة قبل لقائنا.
وفي أحد الفصول، يصف جون أوكيفي كيف أنه ذهب إلى المدرسة في سن الرابعة عشرة، وبدأ الدخول في مجادلات مع زملائه عن الله. وقد حولته هذه المواجهات إلى الفلك؛ وهو مجال كان العلماء يبدأون فيه اكتشاف أدلة جديدة ومثيرة عن إمكانية وجود خالق.
وبعد حصوله على درجات علمية من جامعتي هارفارد وشيكاغو، واصل أوكيفي المسيرة ليصبح فلكياً مشهوراً وأحد رواد أبحاث الفضاء. وقد دعاه الراحل يوجين شوميكر “الأب الروحي للجيولوجيا الفلكية” وقد حصل على الكثير من الشهادات الفخرية، بما فيها أعلى وسام من مركز جودارد للطيران الفضائي Goddard Space Flight Center، وهو معروف باكتشافات مذهلة كثيرة في بحثه العلمي في وكالة ناسا NASA[10].
وقد كانت اكتشافات الفلك هي التي دعمت إيمان أوكيفي بالله. ففي احدى المرات أجرى بعض الحسابات لتقدير احتمال الأحوال الصحيحة لوجود الحياة في مكان آخر. واستنتج أنه إن كانت افتراضاته صحيحة، فبناءً على الاحتمالات الرياضية، “فإن كوكباً واحداً في الكون توجد فيه حياة ذكية. ونحن نعرف كوكباً واحداً، وهو الأرض، ولكن ليس مؤكداّ أن هناك كواكب أخرى كثيرة، وربما لا توجد كواكب أخرى”[11].
قال اوكيفي إنه لن يواجه أية مشكلة لاهوتية لو كانت هناك حضارات أخرى بالفعل. وهذا هو موقف كثير من المسيحيين[12]. فمن المؤكد أن الله كان بإمكانه خلق كواكب أخرى مأهولة بالحياة لا يكشفها الكتاب المقدس. لكن عدم الاحتمالية المطلقة بأن تكون التزامنات هي التي تعاونت على خلق الحياة على الأرض قادت أوكيفي لهذا الاستنتاج:
نحن – بالمقاييس الفلكية – مجموعة مخلوقات مرفهة مدللة، والادعاء الداروني بأننا الذين فعلنا ذلك بأنفسنا ادعاء سخيف كمجهود شجاع لطفل يقف على قدميه ويرفض يد أمه. فإن لم يكن الكون قد صنع بأقصى مستوى من الدقة، لما كنا قد أتينا إلى الوجود. ورؤيتي هي أن هذه الظروف تشير إلى أن الكون قد خلق من أجل الإنسان كي يعيش فيه[13].
ومن أجل الإنسانية كي تستكشف. إن اكتشافات جونزاليز وريتشاردز أن الكون قد صمم للاكتشاف قد أضافت قوياً للدليل المؤيد لوجود خالق. وبصراحة، فإن تحليلهما يشكل معنى.
فإن كان الله قد بنى موطناً مدهشاً لخليقته بكل الدقة، والعناية، والحب، والدهشة، سيكون من الطبيعي بالنسبة له أن يريد منهم أن يستكشفوه، ويقيسوه، ويتحروه، ويقدروه، ويكون مصدر وحي لهم، وفوق كل هذا، والأهم، أن يجدوه من خلاله.
* تأثير العوامل الجوية في ألوان الأشياء المعرضة لها من حيث التركيب أو الشكل.
* التكتونية Tectonics هي علم تشكل الصخور.
[1] Ibid., 5-6.
[2] Quoted in Peter D. Ward and Donald Brownlee, Rare Earth, 266.
[3] Ibid., 220. For an Excellent discussion of the importance of plate tectonics, 191-220.
[4] Ibid.
* مصطلح ألبيدو يشير إلى انكسار الضوء الذي يعكسه جسم أو سطح. ويستخدم عموماً في الفيزياء لوصف الخواص العاكسة للكواكب أو الأقمار أو الكويكبات. فالأسطح البيضاء بها ألبيدو قريبة من ا والأسطح السوداء بها ألبيدو قريبة من صفر.
[5] See: R. J. Charlson, J. E. Loverloek, M. O. Andres, and S. G. Warren, “Oceanic Phytoplankton, atmospheric sulfur, cloud albedo and climate,” Nature 326 (1987); and R. J. Charlson et al., “Reshaping the Theory of cloud formation,” Science 293 (2001).
[6] “The Genesis of Ores,” Scientific American, May, 1991.
[7] Gonzaler noted that one of Sturn’s moons, Prometheus, comes close, but it’s shaped like a potato and results n eclipses that last less than a second.
[8] See Michael J. Denton, Nature’s destiny, 117.
[9] Henry petroski, Invention by Design (Cambridge, Mass.: Harvard University Press, 1996), 30.
[10] See: www.geocities.com/CapeCanaveral/Campus/4764/OKeefeObitEOS. pdf (accessed June 1, 2003).
[11] John A. O’keefe, “The Theological Impact of the New Cosmology” in: Robert Jastrow, God and the Astronomers (New York: W. W. Norton, 1992), 122.
[12] Astronomer Hugh Ross Makes an Interesting related observation. He cites seven reasons to believe why it’s lidely that micro-organisms form Earth have ended up on Mars. Based on “the transportability and survivability of Earth’s life forms,” he said that “there are many reasons to believe that millions of Earth’s minute creatures have been deposited on the surface of Mars and other solar system planets.” He said Mars’s inhospitable environment would make germination of such life unlikely, and “thus <adult> organisms should be quite rare on Mars.” He added: “The discovery of microbial life and creatures perhaps as large as nematodes on Mars – a discovery we can expect as technology continres to advance – will probably be touted as proof of naturalistic evolution, when in truth it proves nothing of the kind. It will prove something, However, about the amazing vitality of what God created.” See Hugh Ross, The Creator and the Cosmos (Colorado Springs: Navpress,1993), 144-46.
[13] John A. O’Keefe, “The Theological Impact of the New Cosmology,” In Robert Jastrow, God and the Astronomes, 118 (emphases added).