البرهان العظيم لوجود الله بنظرية الانفجار العظيم – ترجمة جان كرياكوس
البرهان العظيم لوجود الله بنظرية الانفجار العظيم – ترجمة جان كرياكوس
البرهان العظيم لوجود الله بنظرية الانفجار العظيم – ترجمة جان كرياكوس
اشراف فريق اللاهوت الدفاعي
الجدال التالي يدور حول منطقية الايمان بوجود اله عظيم كما يدعي الكتاب المقدس في المسيحية.
يؤكد علم الكون الحديث ان الكون له بداية، وطبقا للعالم البارز Stephen Hawking ” يعتقد الأن معظم الناس ان الكون و الزمن لهما بداية، و هي وقت حدوث الانفجار العظيم” (1). بمعني اخر، انه قبل الانفجار العظيم لم يكن يوجد شيء علي الاطلاق. و بالطبع اذا لم يكن يوجد شيء، فحتما لم يكن يوجد ما قد يتسبب في وجود شيء. و هكذا تكون محاولة اثبات انه قد يتكون شيء من دون سبب تعتبر بمثابة أمر عبثي و غير منطقي ولا معني ، فأساس قواعد المنطق الرئيسية تقول انه لا يمكن ان تحدث ظاهرة دون مسبب لها. فيمكننا القول بأن لا احد بأي مجال سواء في الفيزياء او ما هو ابعد من ذلك، قد اعلن عن ظاهرة دون ذكر سببها.
ربما حاول Peter Atkins محاولة عبثية لشرح هذا، لاثبات ايمانه الالحادي، فناقش ان الكون لا يحتاج لمسبب طالما ان اصله يتكون من تموجات في مقدار الفراغ. و لكن من المعروف ان الفلاسفة و العلماء اعلنوا ان هذه تعد فكرة عبثية نظرا للكم الكبير للعالم. بعد كل هذا، قد يتسأل احد عن سبب هذه التموجات؟ ما هو الموقف الذي ادي لمقدار الفراغ؟ لابد ان تكون الاجابة عثيرة، و لكنها تظل انه اذا كان هناك زمن حين لم يكن يوجد اي شيء، فسوف يظل لا شيء. يتأمل الفيلسوف William Lane Craig قائلا “اعتقاد انه يمكن ان يظهر شيء للوجود بطريقة فجائية دون سبب، تعتبر ابعد من الاعتقاد في السحر. فعلي الاقل في السحر يوجد الساحر و القبعة”(2).
من الواضح ان ذلك يدل علي انه كان لابد من وجود شيء ما يتسبب في وجود الكون. و بما اننا نعرف انه توجد بداية للكون، فسوف يتبع هذا كل الاشياء المكونة التي تسبب في وجودها مسبب سابق. يشرح الفيلسوف Richard Swinburne ذلك قائلا ” هناك نوعان من التفاسير المسببة: التفسير العلمي بالمصطلحات القانونية و الحالات الأولية و التفسير الشخصي بمصطلحات العملاء و ارادتهم… و هكذا لا يوجد تفسير علمي للحالة الاولي للكون، لانه لم يكن يوجد شيء قبله، و هكذا لا يمكن ان نعدها ضمن المصطلحات القانونية التي تعمل علي الحالات الأولية. يمكن فقط عدها ضمن مصطلحات العميل و ارادته، التفسير الشخصي”(3).
يبدو هذا منطقيا لآنه لم يعرض احد علي الاطلاق تركيبة تكونت من ذاتها، فلابد ان يوجد عامل عرضي تسبب في تكوينها. و بما ان هذا متفق مع خبرة كل البشرية، منما يجعل برهان الاثبات يقع علي عاتق المتشكك، ليوضح كيف يمكن ان يتكون مركب من دون سبب، يتسأل Craig “اذا كان من الممكن ان يتكون شيء من دون سبب، لماذا لا نري ذلك يحدث طوال الوقت؟ لا.
ان خبراتنا اليومية و البرهان العلمي يؤكدان افتراضنا الأول – اذا بداء شيئا في التكون، حتما يكون هناك سببا”(4). هذا يحتم ان سبب وجود الكون لابد ان يكون غير مادي (بما انه قد خلق الكون المادي)، غير محدود (بما انه قد خلق المحدود)، ذاتي الوجود و غير مبرر (بما انه قد خلق كل ما هو موجود)، سرمدي (بما انه قد خلق الزمن)، ذو قوة خارقة (بما انه قد خلق الكون بما فيه بأكمله). نحن نستطيع ان نعرض ذلك من خلال مناقشة استنتاجية تعرف ب Kalam Cosmological Argument او مناقشة دراسة الكون:
كل ما هو بدأ في الموجود له مسبب.
الكون له بداية وجود.
اذن، الكون له مسبب.
نستطيع الان اضافة استنتاج رابع:
المسبب يجب ان يكون غير محدود، سرمدي، غير مادي، غير مبرر، و قوته خارقة.
اذا اتبعنا هذه النتيجة، فسوف نصل الي الله، و تحديدا الاله المذكور بالكتاب المقدس المسيحي. و يلخص Craig ما سبق، “ان مناقشة دراسة الكون توضح انه من المنطقي ان تؤمن بوجود الله”(5).
المراجع:
Hawking, S. & Penrose, R. 1996. The Nature of Space and Time. P. 20
The Kalam Cosmological Argument. 2015.
Richard Swinburne quoted by William Lane Craig & J.P. in Moreland in Blackwell Companion to Natural Theology. 2012. P. 192-3
Craig, W. Transcript: The Kalam Cosmological Argument.
Craig, W. Ibid.