برهان علم الكونيات : الإنفجار العظيم – لي ستروبل جـ2
برهان علم الكونيات : الإنفجار العظيم – لي ستروبل جـ2
برهان علم الكونيات : الإنفجار العظيم – لي ستروبل جـ2
طريق العلم
عند هذه النقطة غيرنا مسارنا كي نبدأ في مناقشة الدليل العلمي للكون الذي خلق في الانفجار العظيم منذ بلايين السنين. سألت كريج: “ما هي الاكتشافات التي بدأت في توجيه العلماء على هذا النموذج؟”
“عندما طور ألبرت اينشتين نظريته العامة عن النسبية في العام 1915 وبدأ تطبيقها على الكون ككل، صُدم عن اكتشافه أنها لم تسمح بكون استاتيكي. وطبقاً لمعادلاته، يجب أن يكون الكون منفجراً للخارج أو منفجراً للداخل. ولكي يجعل الكون استاتيكياً، كان عليه أن يتلاعب في معادلاته بوضع عامل يُبقي الكون ثابتاً”.
“وفي العشرينات، تمكن عالم الرياضيات الروسي ألكسندر فريدمان، وعالم الفلك البلجيكي جورج لوميتر نماذج مبنية على نظرية اينشتين. وتنبأوا بأن الكون كان يتمدد. وبالطبع كان هذا معناه إن رجعت بالزمن إلى الوراء، فإن الكون سيرجع إلى أصل منفرد لم يكن يوجد من قبل. وقد دعاه الفلكي فريد هويك ساخراً بالانفجار العظيم – وهكذا ثبت هذا الاسم!”
“بدءً من العشرينات، بدأ العلماء في العثور على أدلة تجريبية أيدت هذه النماذج الرياضية البحتة. فمثلاً، في العام 1929، اكتشف عالم الفلك الأمريكي أدوين هابل أن الضوء الذي يأتي إلينا من مجرات بعيدة يبدو أنه أكثر احمراراً مما يجب، وأن هذه خاصية كونية للمجرات في كل أجزاء السماء. وأوضح هابل أن هذا اللون الأحمر يرجع إلى حقيقة ان المجرات تتحرك بعيداً عنا. واستنتج أن الكون حرفياً يتحرك بسرعة هائلة. وكانت ملاحظات هابل الفلكية أول تأكيد تجريبي لتنبؤات فريدمان ولوميتر.
“ثم في الأربعينات، تنبأ جورج جامو أنه إن كان الانفجار العظيم قد حدث فعلاً، يجب أن تكون درجة الحرارة الخلفية للكون أعلى من الصفر المطلق بدرجات قليلة. وقال إن هذا سيكون تذكاراً من مرحلة مبكرة جداً للكون. وفي العام 1965، اكتشف عالمان بالصدفة الإشعاع الخلفي للكون، وكان أعلى من درجة الصفر المطلق بحوالي 3,7 درجة. ولا يوجد تفسير لهذا بعيداً عن حقيقة أنها أثر لحالة مبكرة جداً وكثيفة جداً للكون تنبأ عنها نموذج الانفجار العظيم”.
“والجزء الثالث الرئيسي من دليل الانفجار العظيم هو أصل العناصر الخفيفة. فالعناصر الثقيلة كالكربون والحديد تتركب داخل النجوم، ثم تنفجر في الفضاء من خلال السوبرنوفا. لكن العناصر الخفيفة جداً كالديوتيريوم والهيليوم لا يمكن ان تكون قد تركبت داخل النجوم، لأنك ستكون بحاجة إلى فرن أكثر قوة لخلقها. وهذه العناصر لا بد وأنها تشكلت في فرن الانفجار العظيم ذاته في درجات حرارة وصلت إلى بلايين الدرجات. وليس هناك تفسير آخر”.
“وهكذا فإن التنبؤات عن الانفجار العظيم تحققت بتناغم بواسطة البيانات العلمية. وعلاوة على ذلك، فقد تأيدت إثر فشل كل محاولة سعت لتزييفها بتبديل النماذج. ولا جدال أن نموذج الانفجار العظيم يتمتع بمصداقية علمية مؤثرة”.
فأشرت قائلاً: “وهذا ما أدهش الكثيرين”.
فصرح: “لقد كانت صدمة رهيبة! فحتى هذا الوقت تم التسليم بأن الكون ككل شيء استاتيكي أبدي الوجود”.
ومع ذلك، كنت أعرف أنه كانت هناك تحسينات حديثة أكثر لنموذج الانفجار العظيم المعياري. فقلت: “إن معظم العلماء سيضيفون نظرية التضخم لوصف كيف بدأ الكون. فكيف غير هذا من طريقة نظرتنا للانفجار العظيم؟”
فاعترف قائلاً: “نعم، فالتضخم ذريعة يحب معظم واضعي النظريات إضافتها. توقف لحظة ثم استطرد: “شخصياً، ورغم ذلك، أعتقد أن أسبابه مشكوك فيها قليلاً”.
فصدمنى هذا، فسألته: “لماذا”
“لم يكن الانفجار العظيم حدثاً فوضوياً مشوشاً. لكنه يبدو أنه كان مهيئاً لوجود حياة ذكية ذات تعقيد ودقة تتحدى الإدراك البشري. أي أن الكون الذي نراه اليوم – ووجودنا نحن شخصياً – يعتمد على مجموعة من الشروط المبدئية عالية المستوى. وهذه الظاهرة دليل قوي على أن الانفجار العظيم لم يكن صدفة، بل أنه كان مصمماً. وأصحاب النظريات الذين لا يرتاحون لهذا يريدون تجنب المشكلة بمحاولة تفسير كيف يمكنك أن تحصل على كون مثل كوننا بدون هذه الشروط المبدئية الخاصة والتضخم محاولة لعمل هذا.
كنت قد قرأت عن نظرية التضخم في العديد من الكتب والمقالات، لكني طلبت من كريج أن يصفها كي ننطلق من تعريف مشترك.
“تقول نظرية التضخم أنه في التاريخ المبكر جداً جداً للكون، اجتاز الكون فترة من التمدد هائل السرعة أو “المتضخم”. ثم استقر على التمدد الأكثر تمهلاً الذي نراه اليوم. وهذا التمدد المتضخم يتجنب افتراضاً مشكلة الشروط المبدئية للكون باستبعادها خارج إطار ما يمكن أن نلاحظه. وبهذا المعنى لا يكون التضخم شيئاً تخفره الأدلة العلمية، لكنه يُحفز برغبة لتجنب هذه الشروط المبدئية الخاصة الموجودة في النموذج المعياري”.
“والتضخم نفسه عصفت به المشكلات. فمن المحتمل ان هناك 50 نموذجاً متضخماً مختلفاً. ولا أحد يعلم أيها صحيح، هذا إن صح أحدها أصلاً. ولا يوجد أي اختبار تجريبي يبرهن حدوث التضخم. ولذلك، رغم أن معظم واضعي النظريات يقبلون التضخم اليوم، فإني أشك تماماً في الموضوع كله، لأنه يبدو أنه محفز بتحيز فلسفي”.
توقفت لتحليل تعليقات كريج. ففيما كنت أفكر في نظرية التضخم، لم أفهم كيف ستحطم ثقة أي أنسان في نموذج الانفجار العظيم بأكمله. قلت: “حيث أن هذه الفترة المتضخمة قد حدثت افتراضاً بعد مايكروثانية من الانفجار العظيم، فلا تؤثر حقاً على مسألة أصل الكون”.
فأجابني كريج: “هذا صحيح. فقبل التضخم، كان الكون لا يزال يتقلص إلى خصوصية”.
رفعت يدل لأوقفه قائلاً: “ماذا؟”
فكرر الكلمة: “خصوصية. هذه هي الحالة التي يصير فيها منحنى الزمن، جنباً إلى جنب مع درجة الحرارة، والكثافة، والضغط لا متناه. إنها نقطة البداية. النقطة التي حدث فيها الانفجار العظيم”.
أومأت رأسي معترفاً بالتوضيح، وقلت: “حسناً، كيف تقيم إذا صحة نموذج الانفجار العظيم اليوم؟”
فأجاب: “إنه المثال المعياري لعلم الكونيات المعاصر. سأقول بأن بنيته العريضة مقرر كحقيقة علمية بشكل محكم جداً. وقال ستيفن هاوكنغ: “كل إنسان تقريباً يؤمن الآن بأن الكون، والزمن نفسه لهما بداية في الانفجار العظيم”[1].
بالوصول إلى هذه النقطة من نقاشنا، كان كريج قد قدم حقائق مؤكدة لتدعيم المقدمتين المنطقيتين لحجة “كلام”. وكان كل ما تبقى هو خاتمة الحجة، والتضمينات المذهلة تماماً التي تنبع منها منطقياً.
الخطوة الثالثة: إذاً الكون له علة
في صياغة حجج وجود الله، افترض الفيلسوف المسيحي توما الأكويني من القرن الثالث عشر افتراضاً مسبقاً دائماً وجهة نظر أرسطو أن الكون أبدي. وعلى أساس هذا الافتراض الصعب، سعى بعدها لإثبات أن الله موجود. لماذا اتبع هذا المدخل؟ لأنهن كما قال بنفسه، إن كان قد بدأ بمقدمة ان الكون كانت له بداية، لصارت مهمته سهلة جداً! فمن الواضح أنه إن كانت هناك بداية، فإن شيئاً ما كان عليه أن يأتي بالكون إلى الوجود.
ولكن الآن، فإن علم الفيزياء الفلكية الحديث، وعلم الفلك الحديث قد حمّلا المسيحيين بدقة مسؤولية المقدمة المنطقية التي – وفقاً لتوما الأكويني – تجعل وجود الله لا يمكن انكاره افتراضياً.
قدم كريج هذه القصة لتأكيد نقطته التالية. قال: “بافتراض أن كل ما يبدأ أن يوجد له علة، وأن الكون قد بدأ في الوجود، فلا بد أن تكون هناك عله فائقة لأصل الكون”.
فحتى الملحد كاي نيلسن قال: “افترض أنك سمعت فجأة ضجة عالية …. وسألتني: “ماذا سبّب هذه الضجة؟” فأجبتك: “لا شيء، لقد حدثت فحسب”، فلن تقبل مني هذا”[2]. وهو على حق بالطبع. فإن كانت العلة مطلوبة لتفسير ضجة بسيطة مثل هذه، فهي مطلوبة أيضاً لتفسير الانفجار العظيم. وهذا استنتاج لا يمكن الهروب منه – فهو تأكيد مدهش للتعليم اليهودي المسيحي القديم عن الخلق من العدم”.
بينما كان لا أدرياً، اضطر الفلكي الأمريكي روبرت جاستور للاعتراف بأنه رغم اختلاف التفاصيل، فإن “العنصر الأساسي في تقارير سفر التكوين الفلكية والكتابية هي نفس التقارير[3]؛ فسلسلة الأحداث التي تقود إلى الإنسان بدأت فجأة وبحدة في لحظة محددة من الزمن، في ومضة من الضوء والطاقة”.
ولكن رغم أن المنطق يقرر أن علة قد أطلقت الانفجار العظيم، كنت أتساءل كيف يتسنى للمنطق أن يخبرنا أيضاً عن هويته”. فسألت كريج: “ما الذي يمكنك أن تستنتجه تحديداً عن هذه العلة؟”
فأجاب: “هناك عدة صفات يمكن تعيينها. فعلة الفضاء والزمن لا بد أن تكون غير مسببة، أزلية، خالدة، لا يجدها مكان، لا مادية، كياناً شخصياً يتمتع بحرية الإرادة والقوة الهائلة. وهذا مفهوم جوهري عن الله”.
فقلت بإصرار: مهلاً، مهلاً! فكثير من الملحدين يجدون تناقضاً رهيباً. فهم لا يفهمون كيف يمكنك أن تقول إن الخالق من الممكن أن يكون “غير مُسبَّب” [بلا علة]. فمثلاً، يقول الملحد جورج سميث “إن كان لا بد أن تكون هناك علة لكي شيء، فكيف صار الله استثناء؟”[4] وفي ضرورة الإلحاد The Necessity of Atheism، يقول ديفيد بوكس: “إن كان لا بد أن تكون هناك علة لكل شيء، فلا بد أن “العلة الأولى” لها أيضاَ علة. ومن هنا: من خلق الله؟ فأن تقول بأن هذه العلة الأولى كانت دائمة الوجود هو أن تنكر الافتراض الأساسي لهذه النظرية”[5]. ماذا تقول لهم؟”
فعقد كريج حاجبية، واندهش قائلاً: “حسناً، فهذا لا يُصيب الهدف! فمن الواضح أنهم لا يتعاملون مع المقدمة المنطقية الأولى في حجة “كلام”، والتي لا تقول بأن كل شيء له علة، بل كل ما يبدأ في الوجود له علة. ولا أعرف أي فيلسوف محترم يقول إن كل شيء له علة. ولهذا فهم ببساطة لا يتعاملون مع صيغة صحيحة من حجة “كلام””.
“وهذه ليست مرافعة خاصة في قضية الله. فعلى العموم، استمر الملحدون يؤكدون طويلاً أن الكون ليس بحاجة إلى علة لأنه أبدي. فكيف يمكنهم تأكيد أن الكون يمكنه ان يكون أبدياً وبلا علة، ومع ذلك أن الله لا يمكنه أن يكون خالداً وبلا علة؟”
حينئذ طرأ اعتراض آخر إلى ذهني. فسألته: “لماذا لا بد أن يكون هناك خالق واحد؟ لماذا لم يكن ممكناً أن يكون خالقون كثيرون قد اشتركوا؟”
فأجابني: “رأيي هو أن Oekham,s razor* سيزيل تماماً فكرة وجود أي خالقين إضافيين”. “وما هو Oekham,s razor هذا؟”
“إنه مبدأ علمي يقول إننا لا يجب أن نضاعف العلل أكثر من المطلوب لتفسير الأثر. فطالما أن خالقاً واحداً يكفي لتفسير الأثر، فليس مصرحاً لك أن تتخطى الدليل لافتراض وجود تعددية”.
فقلت: “هذا يبدو مريحاً قليلاً بالنسبة لي”.
“حسناً، إنه مبدأ مقبول عالمياً من كل المناهج العلمية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن حجة “كلام” لا يمكنها أن تبرهن كل شيء عن الخالق. ولا شيء يقيدنا عن النظر باعتبارات أوسع. فمثلاً، نادى يسوع الناصري بحقيقة التوحيد، وقد تبرهنت قيامته من الأموات التي لدينا أدلة تاريخية مقنعة عنها[6]. ونتيجة لذلك، لدينا أسس قوية لكي نصدق أن ما قاله كان حق”.
سلّمت بهذه النقطة، ولكن في نفس الوقت بدأ ذهني يمتلئ باعتراضات أخرى خاصة بهوية علة الكون. وكان من بين أقسى الاعتراضات هو ما إذا كانت حجة “كلام” يمكنها أن تخبرنا ما إذا كان الخالق شخصي، كما يؤمن المسيحيون، أم أنه مجرد قوة غامضة كما يقول كثيرون من دعاة العصر الجديد New Age.
الخالق الشخصي
قلت لكريج: “سبق أن ذكرت أن هناك أدلة على أن علة الكون كانت شخصية. ولا أفهم كيف يمكن استنتاج هذا منطقياً. في الواقع، شكا سميث من أن حججاً كحججك أنت لا يمكنها إثبات ما إذا كانت العلة الأولى كانت، أو ما زالت، حية أو واعية، ويقول إن إلهاً غير حي وغير واعٍ يمثل فائدة قليلة للإلحاد”[7]. إنه لديه رؤية، أليس كذلك؟”
“لا أعتقد ذلك. إن إحدى المميزات الهامة لمناقشات الكلام هي أنها تعطينا أكثر من مجرد سبب فائق أو مبهم للكون. إنها أيضاً تتضمن خالقاً شخصياً”.
“كيف ذلك؟”
“هناك نوعان من التفسير– علمي وشخصي. التفسيرات العلمية تفسر ظاهرة طبيعية بمصطلحات شروط مبدئية معينة وقوانين طبيعية تفسر بدورها كيف أن هذه الشروط المبدئية تتطور لإحداث ظاهرة تحت الاعتبار. وعلى النقيض، فإن التفسيرات الشخصية تفسر الأشياء بواسطة عامل أو إرادة هذا العامل”.
فقاطعته لأطلب منه توضيحاً. فتفضل بالقول: “تخيل أنك دخلت المطبخ، ورأيت غلاية تغلي على الموقد، فتساءلت “لماذا تغلي الغلاية؟”، فقد تقول زوجتك: “إن الطاقة الناشطة للهيب تتوصل من خلال القاعدة المعدنية للغلاية إلى الماء، وتتسبب في اهتزاز جزيئات الماء أسرع وأسرع حتى تتطاير في هيئة بخار”. هذا سيكون تفسيراً علمياً. وقد تقول: “لقد وضعتها لأعمل فنجاناً من الشاي”. وهذا سيكون تفسيراً شخصياً. وكلاهما مقبول، لكنهما يفسران الظاهرة بطرق مختلفة”.
كان الأمر حسناً حتى هذه النقطة. فتساءلت: “ولكن ما صلة هذه بعلم الكونيات؟”
“لا يمكن أن يوجد تفسير علمي عن الحالة الأولى للكون. فحيث أنها الحالة الأولى، لا يمكن ببساطة تفسيرها بمصطلحات الشروط المبدئية الأولية والقوانين الطبيعية التي تقود إليها. ولهذا، إن كان هناك تفسير للحالة الأولى للكون، فلا بد أن يكون تفسيراً شخصياً – بمعنى وجود عامل له إرادة لخلقه. وسوف يكون هذا هو السبب الأول وراء أن علة الكون لا بد أن تكون شخصية.
“هناك سبب ثان؛ وهو أنه بسبب أن علة الكون تفوق الزمن والفضاء، فلا يمكن ان تكون حقيقة فيزيائية. بل لا بد أن تكون لا فيزيائية ولا مادية. هناك نوعان فقط من الأشياء التي يمكن أن تكون خالدة ولا مادية. النوع الأول هو الأشياء المجردة كالأرقام أو الكيانات الرياضية. ومع ذلك، فإن الأشياء المجردة لا يمكنها أن تتسبب في إحداث أي شيء. والنوع الثاني من الحقيقة اللامادية سيكون عقلاً. فالعقل يمكنه أن يكون علة، وهكذا يكون من المعقول أن الكون هو نتاج عقل غير متجسد جاء به إلى الوجود”.
“وأخيراً، دعني أقدم لك تشابهاً يساعد في تفسير سبب ثالث لكون العلة الأولى شخصية. الماء يتجمد عند درجة حرارة صفر. وإن كانت درجة الحرارة تحت الصفر منذ الماضي السحيق، فإن أية مياه كانت موجودة في ذلك الوقت ستكون مجمدة منذ الماضي السحيق. وسيكون من المستحيل بالنسبة للماء أن يكون قد بدأ في التجمد منذ زمن متناه. أي إنه حالما تتقابل الشروط الكافية – أن درجة الحرارة كانت منخفضة بشكل كاف – فعندئذ ستكون النتيجة ان الماء سيتجمد أوتوماتيكياً”.
“ولهذا، فإن كان الكون مجرد نتيجة ميكانيكية سوف تحدث حالما تتقابل شروط كافية، وأن الشروط الكافية قد تقابلت أبدياً، فسوف يوجد من الماضي السحيق. وسوف يكون الأثر مماثلاً للعلة أبدياً”.
“كيف تفسر إذاً أصل كون متناه من علة خالدة؟ يمكنني أن أفكر في تفسير واحد: أن علة الكون هي عامل شخصي يتمتع بإرادة حرة. ويمكنه أن يخلق أثراً جديداً دون أية شروط مسبقة محددة. يمكنه أن يقرر قائلاً: “ليكن نون”، فينطلق الكون إلى الوجود. لم أر أية استجابة طيبة لهذه الحجة من جانب أي ملحد”.
ولتبسيط القضية، قدم الفيزيائي البريطاني ادموند ويتتيكر ملاحظة مشابهة في كتابه بداية ونهاية العالم The Beginning and End of the World: “لا أساس لافتراض أن المادة والطاقة كانت موجودتان من قبل، وفجأة خضعت للعمل. لأنه ماذا يميز تلك اللحظة عن كل اللحظات الأخرى في الأبدية؟ من السهل افتراض مبدأ الخلق من العدم – الإرادة الإلهية تنشئ الطبيعة من العدم”[8].
كان كريج قد قدم دفاعاً موفقاً لعلة أن الكون شخصي، لكنه لم يقدم دليلاً بخصوص ما إذا كان الخالق ما زال حياً اليوم. ربما يكون الخالق قد وضع الكون في وضع الحركة ثم توقف عن الوجود. سميث أيضاً يقدم هذا التحدي، قائلاً بأن حجة كحجة كريج “قادرة فقط على توضيح وجود علة أولية غامضة في الماضي البعيد. ولا تقرر الوجود الحاضر للعلة الأولى”[9].
ومع ذلك، فهذا الاعتراض لم يزعج كريج. فقال: “من المقبول بالتأكيد ان هذا الكيان لا يزال موجوداً، لأنه يسمو على الكون، ومن ثم فإنه فوق قوانين الطبيعة التي خلقها. ومن هنا يبدو أنه من غير المحتمل أن أي شيء في قوانين الطبيعة يمكنه أن يميزه. بالطبع يؤمن المسيحيون بأن هذا الخالق لم يظل ساكناً، بل كشف عن نفسه بشكل حاسم في شخص، وخدمة، وقيامة يسوع الناصري التي تشير إلى أنه ما زال موجوداً حولنا، وما زال يعمل في التاريخ”.
ومرة أخرى أقول إن حجة “كلام” لا يمكنها إثبات كل شيء، وهذا جيد. نحن نتمتع بحرية البحث عن أدلة أخرى أن الخالق ما زال موجوداً. دعنا نرى ما إذا كان يستجيب الصلاة، وما إذا كان قد أقام يسوع من الأموات، وما إذا كان قد كشف عن نفسه في تحقيق النبوءات، إلخ. يبدو أن ثقل البرهان يجب أن يتركز على الشخص الذي يؤكد أنه كان موجوداً، لكنه لم يعد موجوداً”.
ورغم أن هذا الكلام كان يبدو أنه يشكل معنى، إلا أن شيئاً ما في داخلي كان يقول “ليس بهذه السرعة!” كانت حجة “كلام” روتينية جداً؛ ودليل كريج بدا أنه محكماً للغاية. هل كان استنتاجه بأن خالقاً شخصياً كان وراء الانفجار العظيم مؤكداً، أم أن هناك طريقة لتجنبه؟
كانت هناك خطورة كبرى بعدم فحص كل إمكانية معقولة، بما فيها ما إذا كان هناك تفسير ينكر الحاجة إلى بداية مطلقة للكون – ومن هنا نستثني الخالق الذي يتضمنه الانفجار العظيم.
بدائل الانفجار العظيم
تكثفت مجهودات الخروج ببدائل عن نموذج الانفجار العظيم ببدائل عن نموذج الانفجار العظيم المعياري في السنوات الأخيرة. فكثير من العلماء لا يرتاحون لحقيقة أن بداية العالم تستلزم خالق. وآخرون يقلقون لأن قوانين الفيزياء لا يمكنها تفسير حدث الخلق.
اعترف أينشتين أن فكرة الكون التمدد “تزعجني”[10] [وقال عالم بارز “ربما بسبب مدلولاتها اللاهوتية][11]. وأطلق عليها الفلكي البريطاني آرثر ادينجتون [12]”كريهة”. وقال فيليب موريسون من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا MIT “أود أن أرفضها”[13]. وقال جاسترو إنها بغيضة للعقل العلمي”. وأضاف:
“هناك نوع من الدين في العلم، وهو دين إنسان يؤمن بوجود نظام وتناسق في الكون. وكل حدث يمكن تفسيره بطريقة منطقية عاقلة كنتاج بعض الأحداث السابقة؛ فكل أثر لا بد أن تكون له علته؛ وليست هناك علة أولى…. فهذا الإيمان المتدين للعالم يُنتهك باكتشاف أن العالم كانت له بداية تحت شروط لا تصلح لتفسيرها قوانين الفيزياء المعروفة، وكنتاج للقوى أو للظروف التي لا يمكننا اكتشافها. وعندما يحدث هذا، يكون العالم قد فقد سيطرته. ولو فحص المدلولات حقاً، سيتعرض للأذى”.
فسألت كريج: “هل حفز هذا الاتجاه جهود تجنب فكرة الانفجار العظيم؟”
فأجابني: “أعتقد ذلك. ومثالاً جيداً على هذا هو نظرية الحالة الثابتة Steady State التي اقترحت في العام 1948. قالت هذه النظرية إن الكون كان يمتد، لكنها ادعت أنه كما تتباعد المجرات عن بعضها البعض. فإن مواد جديدة تخرج إلى الوجود من العدم وتملأ الفراغ. هكذا – على خلاف القانون الأول للديناميكا الحرارية الذي يقول بأن المادة ليست مخلوقة ولا مُدمرة – فأن الكون من المفترض أنه يستكمل على الدوام بمواد جديدة”.
كان المفهوم خادعاً، فتساءلت: “وماذا كان دليل هذا؟”
فقال: “لم يكن هناك دليل! فهو لم يضمن أبداً اثباتاً تجريبياً واحداً. فقد كان محفزاً أصلاً برغبة لتجنب البداية المطلقة للكون التي تنبأ بها نموذج الانفجار العظيم. وفي الواقع، فإن أحد مؤسسيها – سير فريد هويل – كان صريحاً تماماً في هذا الأمر. فقد كان أميناً لإعلانه عن رغبته في تجنب المدلولات اللاهوتية والميتافيزيقية في الانفجار العظيم، وذلك باقتراح نموذج كان أبدياً في الماضي”.
فقاطعته قائلاً: “مهلاً، يا بيل” فحين استعدت تعليقاً للعالم الفيلسوف ستيفن مير في لقائي السابق معه، تساءلت: “ألا تتفق أن الدوافع الكامنة وراء نظرية ما تنفصل عن قيمتها العلمية؟”
فأجاب: “نعم، أوافق على هذا. ومع ذلك، في هذه الحالة لم تكن هناك بيانات علمية تؤيدها. وهذا توضيح جيد عن كيف أن العلماء ليسوا مجرد ماكينات مفكرة، لكنهم يستندون إلى عوامل فلسفية وشعورية أيضاً”.
وبدلاً من نقد دوافع علماء الكونات، قررت ان أسأل كريج عن بدائل عديدة لنموذج الانفجار العظيم المعياري الهائل الذي تداول عبر السنين. فربما ينجح أحدها في إسقاط الخاتمة الإيمانية لحجة “كلام”.
استكشاف كون “ساجان”
كان البديل الأول الذي ذكرته لكريج – النموذج المتذبذب للكون – قد أشيع بواسطة الفلكي كارل ساجان في برنامجه التلفزيوني Cosmos. وهذه النظرية تتجاهل الحاجة إلى بداية مطلقة للكون باقتراح أن الكون يتمدد، ثم ينهار، ثم يتمدد من جديد، ويستمر في هذه الدورة إلى ما لا نهاية. ومن المثير أنه حتى ساجان اقتبس من الكتب المقدسة الهندوسية كي يُظهر مدى تناغم هذه الفكرة مع موضوعاتها الدورية. عندما سألت كريج عن نظرية ساجان، قال إنه كان على دراية كاملة بها.
قال كريج: “كان هذا النموذج شائعاً في الستينات، ولا سيما بين علماء الكون الروس. وفي العام 1968، عندما كنت في المؤتمر العالمي للفلسفة في دوسلدروف، سمعت جبهة علماء الكون الروس يعتنقون هذا النموذج، وذلل ببساطة لتكريسهم للمادية الجدلية. لم يمكنهم إنكار خلود المادة لأن هذا كان جزءً من الفلسفة الماركسية، ولهذا، ورغم الدليل، كانوا يمنحون الفرصة للنموذج المتذبذب”.
فقاطعته قائلاً: “لكن من الواضح ان دعم هذا النموذج لم يتضاءل. ففي العام 2003 قال بيل برايسون في كتابه الأعلى مبيعاً “مختصر تاريخ تقريبي لكل شيء A Short History of Nearly Everything “إن فكرة عامة واحدة” بين العلماء هي: “أننا مجرد واحد من دائرة أبدية لأكوان متمددة ومنهارة، كبالون في ماكينة أوكسيجين[14].
فأجاب: “حسناً، لقد كانت هناك مشكلات عدة خاصة بالنموذج المتذبذب لعدة عقود. فمن ناحية، يتعارض مع قوانين الفيزياء المعروفة. والنظريات التي قدمها هاوكنغ، وبنروز توضح أنه طالما أن الكون تحكمه النسبية العامة، فإن وجود أحادية – أو بداية – لا مفر منه، وأنه من المستحيل المرور من خلال أحادية إلى حالة لاحقة. ليست هناك فيزياء معروفة يمكنها أن تعكس كوناً منقبضاً، وتجعله فجأة يثب قبل أن تصيب الأحادية. لقد كانت النظرية ببساطة تجريداً نظرياً. فالفيزياء لم تؤيدها على الإطلاق”.
“ومشكلة أخرى هي أنه لكي يتمكن الكون من التذبذب، عليه أن ينقبض عند نقطة ما. ولكي يحدث هذا، لا بد أن يكون الكون كثيفاً بدرجة كافية لتوليد جاذبية كافيه تبطئ اخيراً من تمدده حتى يتوقف، ثم، وبسرعة متزايدة، يقبضها إلى سحق كبير. لكن التقديرات أشارت بطريقة ثابتة أن الكون أقل بكثير من الكثافة المطلوبة للانقباض، حتى إن تضمنت لا مادته المضيئة فحسب، بل كل المواد المظلمة غير المرئية أيضاً”.
“والاختبارات الحديثة – التي أجرتها خمسة معامل مختلفة في العام 1988 – أكدت بنسبة 95٪ ان الكون لن ينقبض، لكنه سيتمدد إلى الأبد. وفي الواقع، في تطور غير متوقع بالمرة، أظهرت الدراسات أن التمدد لا يتباطأ، بل يسرع حقاً. وهذا ما يضع المسامير في نعش النموذج المتذبذب”.
“وهناك مشكلة أخرى: فحتى إذا سمحت الفيزياء للكون بأن ينقبض، فإن الدراسات العلمية أظهرت أن الإنتروبيا* سوف تُحفظ من دورة لأخرى. وسوف يكون لهاذا تأثير كل تمدد بأن يزداد أكثر فأكثر. والآن تتبع هذا في الزمن الماضي، فماذا تجد؟ إنها تصغر أكثر فأكثر حتى تصل أخيراً أصغر دورة ومن ثم بداية الكون. ولهذا، يقرر جوزيف سيلك في كتابه الانفجار العظيم أنه حتى وإن كان الكون متذبذباً، فلا يمكن أن يكون قد اجتاز أكثر من مائة تذبذباً قبل هذا اليوم”[15].
في الحقيقة، كان يبدو أن هذا كله يقضي على هذه النظرية. فقلت: “كان ساجان لا أدرياً يجب أن يقول إن الكون “موجود بأكمله، أو كان موجوداً بأكمله، أو سيوجد بأكمله”[16]. لكنك تقول إن الدليل يشير إلى أن نموذج التذبذب ذاته يتضمن بداية الكون التي سعى أنصاره لتجنبها”. هذا صحيح، قالها كريج.
فأشرت قائلاً: “لكن تعديلات نظريته ما زالت تقدم حتى اليوم. أخرجت مقالاً صحفياً من حقيبتي، وقرات عنوانه لكريج: فيزيائي من برنستون يقدم نظرية الكون الدوري”[17].
قلت: “عالم الكونيات هذا يقول بأن الانفجار العظيم ليس هو بداية الزمن، لكنه جسراً لعصر ما قبل الوجود. ويقول أن الكون يجتاز تلاحق لا متناه من الحلقات ينقبض فيها انقباضاً كبيراً ويظهر من جديد في صورة انفجار عظيم متمدد، وبين كل دورة والأخرى بلايين السنين من التطور. ويقول إن “طاقة مظلمة” غامضة تدفع الكون أولاً بعيداً بمعدل متسارع، لكنها تغير أسلوبها وتجعله ينقبض ثم يرتد في دورة وراء دورة”.
كان كريج على دراية بهذا المفهوم، فشرح قائلاً: هذا النموذج مبني على ترجمة معينة لنظرية الخيط، وهي أحد بدائل النموذج الجزيئي المعياري لفيزياء الجزيئات”.
“يفترض السناريو أن كوننا هو غشاء ثلاثي الأبعاد في فضاء خماسي الأبعاد، وأن هناك غشاء آخر ثلاثي الأبعاد يقع في دروة أبدية تقترب من غشاءنا وستصطدم به. وعندما يحدث هذا، يُفترض أن يتسبب في تمدد كوننا بسبب التصادم. ثم يرتد كوننا ويعيد الدورة من جديد، وهكذا”.
“فكرة ذلك هي أن هذا الكون خماسي الأبعاد أبدي وأزلي. ولهذا يكون نموذجاً دورياً من كوننا الذي يتمدد، ومع ذلك فإن هذا الكون ذي الأبعاد الأكبر هو أبدي ككل”.
رغم صعوبة صياغة هذه الفكرة، إلا أنها كانت تتمتع بقدر من القبول. فتساءلت: “ما رأيك في هذا النموذج؟”
فقال: “هذا ليس حتى نموذجاً؛ بل مجرد سيناريو، لأنه لم يتطور. فمعادلات نظرية الخيط لم تتقرر بعد، ولم يتم حلها. ولهذا فهي أمور تأملية وغير مؤكدة. ولكن دعنا نفكر فيها على أساس مزاياها”.
“هذا السيناريو الدوري يضج بالمشكلات. من ناحية، لا يتناغم مع نظرية الخيط نفسها التي بُني عليها! فلم يتمكن أحد من حل تلك المشكلة. والأهم، هذه هي ببساطة المرادف خماسي الأبعاد للكون المتذبذب ثلاثي الأبعاد. وبهذا فهي تواجه كثيراً من نفس المشكلات التي واجهها النموذج المتذبذب القديم”.
“لكن الأكثر تشويقاً هو أنه في العام 2001، كتب الباحث المؤيد لنظرية التضخم آلان جوث، وعالما فيزياء آخران مقالاً حول كيف أن التضخم ليس ماضياً سحيقاً. وتمكنوا من تعميم نتائجهم لتوضيح أنها كان يمكن تطبيقها أيضاً على النماذج متعددة الأبعاد، مثل النموذج الوارد في المقال. ومن هنا يتضح أنه حتى النموذج الدوري خماسي الأبعاد لا بد أن تكون له بداية”.
تنهد كريج بينما استرخى في جلسته، وقال: “من المدهش كيف يقع هذا في نموذج متناغم. فالنظريات المصممة لتجنب بداية الكون اتضح إما أنه يصعب الدفاع عنها كنظرية الحالة الثابتة، أو أنها تتضمن بداية الكون نفسها التي كان مؤيدوها يستميتون لتجنبها”.
“ماذا إذاً عن مستقبل هذا السيناريو الدوري؟”
“من المحتمل أن ستعود بفائدة على البحث اللاحق. فقد قال باحث لامع آخر مؤيد لنظرية التضخم، وهو أندرية ليندي، إن هذا المفهوم كان شائعاً للغاية بين الصحفيين، وغير شائع بالمرة بين علماء الكونيات”.
فقلت: “لقد اقترح ليندي نظرية أخرى اسمها التضخم الفوضوي تتخلص من فكرة الحاجة إلى نقطة بداية”.
فقال كريج: “هذا صحيح. فقد تأمل أنه من المحتمل أن التضخم – هذا التمدد السريع للكون – لا يتوقف أبداً. وقال إنه محتمل أن الكون يتمدد كالبالون. وعندما يصل إلى نقطة معينة ينشأ عنه التضخم، ويبدأ في التمدد، ثم يتمدد عن ذلك شيء ما. وهكذا يكون لديك تضخم يُنشئ تضخم، ويستمر الأمر إلى الأبد. والسؤال الواضح هو هذا: هل كان من الممكن أن يكون التضخم أزلياً في الماضي؟ هل كان من الممكن أن يكون كل مجال تضخمي هو خليقة مجال أسبق حتى أن الكون هو كيان متضخم أزلياً وذاتي الإنتاج؟”
“هل هذا ممكناً؟”
“لا أعتقد ذلك. فكما ذكرت سابقاً، فإن كوناً يتضخم أزلياً نحو المستقبل لا يمكنه أن يكون ماضياً سحيقاً. وقد شرح هذا اثنان من الفيزيائيين المشهورين في العام 1994. كان لا بد أن تكن هناك بداية عند نقطة ما في الماضي غير معروف. وقد صرح ليندي أنهم كانوا على حق”.
فكرت في بديل شائع آخر: النماذج الكمية للكون، مثل نموذج ادوارد تايرونز الذي ذكرته سابقاً. هناك تنوعات عديدة، لكنهم يدّعون أساساً أن كوننا جزء من كون أم أكبر مصنوع من فراغ كمي حيث تحدث تقلبات وتتحول إلى أكوان وضيعة. وأن كوننا واحد من هذه السلالة. فبينما يتمدد كوننا، فإن الكون الأم الأكبر يكون لامتناه وأبدي.
عندما ذكرت هذا المفهوم، أشار كريج إلى مشكلتين خطيرتين تتعلقان به. قال: “تذكر أننا قلنا سابقاً أن فراغاً كمياً ليس لا شيء، لكنه بحراً نشيطاً جداً من الطاقة المتقلبة التي تتطلب بنفسها تفسيراً عن كيف جاءت إلى الوجود. ما تفسير بدايتها؟ وثانياً، هناك احتمالية إيجابية – أي لا صفرية – أن تقلباً سيحدث، وأن كوناً سينشأ عند كل نقطة في هذا الفراغ الكمي”.
“وهكذا، إن كان الكون الأم أزلياً، لكان قد تشكل كون عند كل نقطة. فكر في هذا. فسوف تصطدم هذه الأكوان أخيراً ببعضها البعض، أو تلتحم معاً حتى يمتلئ الفراغ الكمي في الكون الأم بكون كبير لا متناه، وهذا يناقض ملاحظاتنا. ولهذا لم يدم هذا النموذج”.
تحدي هوكنج
معظم التطورات في علم الكونيات تقبع في ثنايا صفحات الدوريات العلمية الغامضة، وأكثرها غرابة تنال حتى أقل ذكر من قبل الصحافة العامة. واللامعون في هذا المجال مثل ليندي، وجوث لهم أسماء غير معروفة. ولكن عندما يتكلم ستيفن ويليم هوكنج، يستمع الجمهور.
هوكنج فيزيائي نظري – الذي يحمل درجة أستاذ الرياضيات في جامعة كمبريدج، تلك الوظيفة التي تقلدها سابقاً سير اسحق نيوتن – أصبح أسطورة علمية. باع ملايين النسخ من كتابه “تاريخ موجز للزمن A Short History of Time“، رغم أن مجلة Business Week ذكرت ان هذا الكتاب هو “الأعلى مبيعاً والأقل قراءة على الإطلاق”[18] وقد انطلقت شهرته حين صمم شكل كرتوني في الرسوم المتحركة The Simpsons، ولعب دوراً صغيراً في Star Trek، حيث تحدى لمواجهته في دور شطرنج.
كان هوكنج – الذي يستخدم كرسياً متحركاً للتنقل، وجهازاً للتحدث بسبب مرض عصبي عضلي خطير – يبحث عن نظرية “كل شيء” المراوغة التي ستوحد النسبية العامة مع نظرية الكم. وخلال ذلك، اقترح نموذج جاذبية كمية للكون ويقول بأنها تستثني الحاجة إلى خصوصية؛ أي الانفجار العظيم.
عندما سألت الممثلة شيرلي ماكلين هوكنج ما إذا كان يؤمن بأن الله خلق الكون، أجابها ببساطة: “كلا”[19] وقال لمحطة BBC: “نحن مجرد مخلوقات ضئيلة على كوكب صغير من نجم متوسط جداً من الأماكن الخارجية من واحدة من مائة ألف مليون مجرة. ولهذا فمن الصعب أن نؤمن بإله يهتم بنا أو حتى يلاحظ وجودنا”[20].
وفي فصل عنوانه “أصل ومصير الكون” من كتابه “تاريخ موجز للزمن A Short History of Time “، يقول هوكنج “طالما أن الكون كانت له بداية، يمكننا أن نفترض أنه كان له خالق. ولكن إن كان الكون حقاً مستقل ذاتياً تماماً، وليس له حداً أو طرفاً، فلن تكون له بداية ولا نهاية: سيوجد ببساطة. فأين المكان إذاً لخالق؟”[21]
طرقت نظرية هاوكنج لكريج، وقلت: “يبدو بالتأكيد أنه يتمكن أخيراً من استبعاد الله”.
فأجابني كريج: “ليس تماماً”.
وعندما طلبت منه السبب، سحب ورقة وقلماً من درجه الأعلى وقال: “دعني أرسم لك صورتين توضحان ما أقصده”.
“يمكن توضيح نظرية الانفجار العظيم المعيارية برسم شكل مخروطي، قال هذا وهو يرسم ما يشبه مخروطاً فارغاً من السكر من أيس كريم Baskin-Robins. حافة المخروط تمثل بداية الكون – أي الخصوصية التي حدث فيها الانفجار العظيم. إنها حافة البداية، والتي عليها طرف حاد[22]. وتمدد الكون – فيما يزداد عمراً ونمواً – يتمثل في شكل المخروط المتمدد كلية”.
أومأت له مشيراً إلى أنني كنت أتتبعه. ثم أخذت ورقة ثانية، وبدأ في رسم صورة لنظرية هوكنج. وقال. “إن نموذج هوكنج يشبه مخروط أيضاً، إلا أنه لا يصل إلى حافة”. رسم صورة تشبه طائراً صغيراً، وبدلاً من الوصول إلى حافة حادة، جعل نهاية المخروط مستديرة.
وقال كريج: “كما ترى، لا توجد خصوصية. لا توجد حافة حادة. فإن بدأت عند فوهة المخروط، وعدت بالزمن إلى الوراء فلن تعود إلى نقطة البداية. قالها بينما كان قلمه يتتبع الجانب الطويل للمخروط. لكنك ببساطة ستتبع المنحنى، وفجأة ستجد نفسك متجهاًت بالزمن إلى الأمام من جديد”.
كان هذا متناغماً مع الطريقة التي صور بها كُتاب سير حياة هوكنج نظريته. فقالوا إنها ستشبه الاتجاه شمالاً حتى تصل إلى القطب الشمالي، وإن واصلت المسير، ستجد نفسك متجهاً نحو الجنوب[23]. قال كاتب “ليست هناك بدية ولا نهاية ولا حدود. فالكون كان موجوداً، ويظل موجوداً، وسيظل موجوداً دائماً”[24].
وضع كريج قلمه. فقلت بينما نظرت إلى الرسم: “بسرعة! لا بداية، ولا خصوصية، ولا انفجار عظيم – أي لا حاجة إلى الله”.
فكشر كريج، وقال: “دعنا نفكر في هذا الأمر للحظات قبل أن تصل إلى هذه النتيجة”.
عالم الأرقام التخيلية
تساءلت: هل أخطأ هوكنج؟ فمجرد الاقتراح بدا مستحيلاً!”
فأجابني: “أعتقد أنه أخطأ خطأ فلسفياً باعتقاده أن وجود بداية يستلزم وجود نقطة بداية. وهذه ببساطة ليس القضية”.
أشار إلى رؤيته لنموذج هوكنج، وقال: “بافتراض عدم وجود أية خصوصية هنا، لاحظ أن الكون ما زال متناهياً في ماضيه. ما زالت له بداية بمعنى أن شيئاً ما له فترة ماضية متناهية. وبكلمات أخرى، اختر فترة زمنية، مثلاً ثانية، أو دقيقة أو سنة. لأنه لأي فترة متناهية من الزمن تختارها، هناك عدد متناه من الفترات المتساوية يسبق ذاك الزمن. وبهذا المعنى، يكون نموذج هوكنج له بداية. حتى إن قال إن الكون له أصل من العدم بمعنى أنه لا يوجد شيء على الإطلاق يأتي قبله.
“وهكذا يمكن أن يكون هذا مثالاً لنموذج له بداية، لكنه لا يتضمن خصوصية. وهذا ما يحاول علماء كثيرون أن يصلوا إليه، لأن قوانين الفيزياء سوف تطبق على كل ما سبق. إنها لا تتعطل بسبب خصوصية. وهذا أمر أكثر قبولاً بالنسبة لهم”.
وقبل أن أتمكن من طرح سؤالاً آخر، أضاف كريج: “لقد كنتُ أتعامل الآن مع نموذج هوكنج على محمل الجدية، ولكن من المهم أيضاً أن نلاحظ أنه قادر فقط أن يحقق هذا الأثر المكتمل باستبدال “الأرقام الخيالية” بالأرقام الحقيقية في معادلاته”.
“ما هي الأرقام الخيالية؟”
“إنها مضاعفات الجذر التربيعي للأرقام السالبة. وفي هذا النموذج لها أثر تحويل الزمن إلى بعد من الفراغ. والمشكلة هي أنه عندما توظف الأرقام الخيالية، تكون مجرد وسائل حاسبة تستخدم لتكييف المعادلات، والحصول على النتيجة التي يريدها الرياضي. هذا رائع، ولكن عندما تريد الحصول على نتيجة فيزيائية حقيقي، فعليل بتحويل الأرقام الخيالية إلى أرقام حقيقية. ولكن هوكنج يرفض تحويلها. فهو يُبقي كل شيء في العالم الخيالي”.
“وماذا يحدث إن حولت الأرقام إلى أرقام حقيقية؟”
“تظهر الخصوصية بسرعة! في الواقع، فإن الخصوصية موجودة طوال الوقت؛ لكنها مستترة فقط وراء ما يُسمى بالزمن الخيالي. ويعترف هوكنج بهذا في كتاب لاحق شارك في تأليفه مع روجر بنزوز[25]. لقد قال إنه لا يتظاهر بأن يصف الحقيقة، لأنه يقول إنه لا يعرف ما هي الحقيقة. ولهذا فإن هوكنج بنفسه يدرك أن هذا ليس وصفاً واقعياً للكون أو أصله؛ لكنها مجرد طريقة رياضية لنمذجة بداية الكون بطريقة لا تظهر فيها الخصوصية”.
لقد اندهشت! فرغم أن موقع هوكنج الإلكتروني يقول بأن نظريته تتضمن أن الكون “كان مقرراً تماماً بقوانين العلم”[26]. إلا إنه لم يتمكن بنجاح من استبعاد الله من الصورة.
“من المهم أن تفهم يا لي Lee، كيف انعكس الموقف منذ مائة عام مثلاً. فإن رجعنا إلى هذه الفترة، سنجد أن المسيحيين كان عليهم التمسك بإيمانهم بالكتاب المقدس أنه رغم كل مظاهر التناقضات، إلا أن الكون لم يكن أزلياً، لكنه خُلق من العدم منذ فترة محددة. والآن، فإن الموقف عكس ذلك تماماً”.
“الحاصل الآن هو أن الملحد هو الذي عليه التمسك بإيمانه أن – رغم كل الدلائل العكسية – الكون لم تكن له بداية منذ وقت محدد، لكنه أزلي بعد كل هذا بطريقة يصعب تفسيرها. ومن هنا نستنتج أن الموقف قد انعكس تماماً. فالمسيحي يمكنه الصمود واثقاً داخل إطار الحق الكتابي، عالماً أنه يساير الاتجاه العام لعلم الفيزياء الفلكية وعلم الكونيات. لكن الملحد هو الذي يشعر بعدم الارتياح الشديد والتهميش اليوم”.
بينما كنت جالساً في مكتب كريج، لم يتمكن ذهني من استحضار سيناريو عقلاني يمكنه تفنيد المنطق العنيد لحجة “كلام”. فالدليل الفلسفي والعلمي لعلم الكونيات المعاصر كان يشير بطريقة مقنعة نحو استنتاج ان خالقاً شخصياً للكون موجود. وقد كان هذا دليلاً قوياً، وكان لا يزال أمامي طريق طويل لاستكمال بحثي.
ومع ذلك، فقد تساءلت كيف يمكن لعالم كونيات أو عالم طبيعة أن يرد على كريج. فبقدر قوة حجة “كلام” بطريقة لا يمكن إنكارها، فهل لديها القوة حقاً لتغيير ذهن عالم؟ أم أنها ستكون مجرد طعم لمزيد ومزيد من حجج واعتراضات مضادة إبداعية، أو كما يقول البعض محبطة؟ غالباً ما يحذر المسيحيون ان المتشكك لا يمكن مجادلته في الإيمان. ومع ذلك، إن وجد إنسان منفتح الذهن بأمانة، فهل سيكون دفاع كريج كافياً لتقديم برهان شخصي في صالح الله؟
عبرت عن تأملي هذا لكريج بصوت مرتفع. ففكرة للحظات ثم بدأ قصة جذابه عن رسالة دكتوراه، وكتيب مصنوع باليد، وحياة تغيرت.
القوانين الطبيعية والقوانين الروحية
بينما كان بيل في ألمانيا للحصول على درجة الدكتوراه الثانية، كان مع زوجته يحضران أحد مؤتمرات مؤسسة Alexander Von Humboldt؛ وهو مؤسسة ألمانية عريقة مكرسة لدفع البحث الدولي بين الدارسين. وبينما كانا يتحدثان مع علماء كثيرين، التقيا بعالمة فيزياء لامعة من أوربا الشرقية وصفت لهما كيف أن علم الفيزياء قد حطم إيمانها بالله.
استدعى كريج ذاكرته: “لقد قالت إنها عندما تنظر إلى العالم، فكل ما تراه هو الظلام من الخارج والظلام من الداخل. وأتذكر كيف أن هذا قد روعني بقوة شديدة”. يا له من وصف لورطة العالم الحديث – لا معنى كلي، ويأس مطلق”.
“وفجأة قالت لها زوجتي جان: “يجب أن تقرأي رسالة دكتوراه بيل؛ فهو يستخدم الفيزياء لإثبات وجود الله”.
اتسعت عينا كريج فيما استعاد الموقف، وقال: “كان أول ما خطر على بالي هو: أوه، لا، فماذا ستقول عالمة الفيزياء المشهورة هذه؟” لكنها قالت بأنها ستكون مهتمة للغاية بقراءتها.
“ولهذا أعطيناها نسخة من رسالة الدكتوراه الخاصة بي حول حجة “كلام” الكونية – وهي نفس المادة التي كنا نناقشها اليوم، يا لي Lee. وفيما كانت تقرأها على مدار الأيام التالية، بدأت في الشعور بالمزيد من الدهشة. وقالت لي: أعرف هؤلاء الناس الذين تستشهد بهم! إنهم زملائي في الجامعة!” وأخيراً أعادت لنا رسالة الدكتوراه، وأعلنت: “الآن أؤمن بوجود الله. أشكركما كثيراً لاستعادة إيماني به”.
فقلنا: “لقد اندهشنا! هل تودين معرفته بصورة شخصية؟” فترددت قليلاً، لكنها قالت: “نعم، طبعاً”. ولهذا طلبنا منها مقابلتنا تلك الليلة في المطعم المحلي.
“في تلك الظهيرة أعددت مع جان نسخة صغيرة مكتوبة من القوانين الأربعة الروحية التي تعرف كيف يمكن لشخص أن يصير تابعاً ليسوع[27]. وعندما جلسنا معها للعشاء في تلك الليلة، فتحنا الكتيب وقرأنا أول جملة: “مثلما توجد قوانين فيزيائية تحكم العالم الطبيعي، هناك أيضاً قوانين روحية تحكم علاقتك بالله”. فقالت: “يا للدهشة، قوانين فيزيائية! وقوانين روحية! هذا شيء يمكنني أن أفهمه! فهذا مناسب لي تماماً!”
“وأخيراً وصلنا في الكتيب إلى نقطة ما إذا كان الله خارج حياتك أم متربع على عرش حياتك. فوضعت يدها على الكتيب وقالت: “نعم، هذا أمر شخصي للغاية! ولا يمكنني الإجابة الآن”. فقلنا لها: “حسناً اسمحي لنا أن نوضح لك كيف يمكنك أن تقبلين المسيح مخلصاً شخصياً لك”. وشرحنا لها كيف يمكنها أن تصلي وتطلب من الله غفران خطاياها، وتقبل يسوع غافراً وقائداً لها. وبعد ذلك سمحنا لها أن تأخذ معها الكتيب إلى بيتها.
“وفي اليوم التالي عندما رأيناها، كان وجهها يشع فرحاً! وقالت لنا إنها عادت إلى البيت في تلك الليلة، وصلت في غرفتها أن تقدم حياتها للمسيح. ثم أخذت كل مهدئاتها ومسكراتها وألقتها في المرحاض!”
“أعطيناها نسخة من العهد الجديد وافترقنا لعدة شهور. وعندما رأيناها فيما بعد في مؤتمر آخر، سألناها عن إيمانها. لكنها كانت تتمتع بنفس الفرح، ونفس التألق، ورحبت بنا بمحبة، وقالت إن أثمن ممتلكاتها هو العهد الجديد وكتيب القوانين الروحية الأربعة المكتبة بخط اليد”.
ابتسم بيل، وقال: “لقد تساءلت ما إذا كان الله يمكنه أن يستخدم علم الكونيات لكي يغير حياة عالم. نعم، لقد رأيت هذا بنفسي. رأيته يحدث مع كل أنواع المتشككين. ففي إحدى المرات ألقيت حديثاً في إحدى الكليات بكندا عن حجة “كلام”. وبعد المحاضرة قال طالب: “لقد كنت لا أدرياً طوال حياتي. ولم أسمع شيئاً كهذا أبداً. والآن أؤمن أن الله موجود! ولا أطيق الانتظار قبل أن أذهب لمشاركة إيماني هذا مع اخي الملحد!”
تطلع كريج خارج النافذة وهو يفكر فيما يقوله بعد ذلك. ثم التفت إليّ، وقال “بكل تأكيد كانت هناك عصور مبكرة كانت فيها الثقافة أكثر تعاطفاً مع المسيحية. لكن أعتقد انه مما لا جدال فيه أنه عبر التاريخ لم يكن هناك عصر كان فيه أدلة العلم أكثر تأكيداً على الإيمان بالله أكثر من اليوم”.
بسطت يدي، وأوقفت جهاز التسجيل. فلم يمكنني أن أفكر في انتقال أفضل للقائي القادم. والآن، قدم كريج دفاعاً قوياً عن الله كخالق للكون. وأن الأوان للتفكير في قوانين الفيزياء. وتساءلت هل هناك أية مصداقية للادعاء بأنها قد تكيفت لدقة بالغة كي تخلق موطناً ملائماً للبشرية؟
لمزيد من الأدلة
مصادر أخرى حول هذا الموضوع
Graig, William. “Design and the Cosmological Argument.” In Mere Creation, ed. William A. Dembski. Downer’s Grove, III.; InterVarsity, 1998.
– , Reasonable Faith, William, III.: Grossway, revised edition, 1994
-, and Quentin Smith. Theism, Atheism and Big Bang Cosmology. Oxford: Oxford University Press, 1993.
Moreland, J. P. and Kai Nielsen. Does God Exist? N. Y.: Prometheus, 1993.
[1] Stephen W. Hawking and Roger Penrose, The Nature of Space and Time (Princeton, N.J: Princeton University Press, 1996). 20.
[2] Kai Nielsen, Reason and Practice (Ney York: Harper & Row, 1971), 48.
[3] Roberl Jastrow, God and the Astronomers (New York: W. W. Norton, Revised edition, 1992), 14.
[4] George H. Smith, Atheism (Amherst, N. Y. Prometheus, 1989), 239 (emphasis in original).
[5] David M. Broods, The Necessity of Atheism (New York: Freethought Press Association, 1933), 102-103, quoted in: Ibid.
* قاعدة في العلم والفلسفة تقرر أن الكيانات لا يجب أن تتضاعف دون حاجة. ومعنى هذه القاعدة أنه إن كانت هناك نظريتان أو أكثر في ساحة المنافسة، فإن أبسطها هو الأكثر تفضيلاً، وأن تفسيراً ما لظاهرة مجهولة يجب تهيئته أولاً في مصطلحات معروفة أصلاً.
[6] For a surmmary of evidence for evidence for the Resurrection see: Lee Strobel, The Case for Ester (Grand Rapids, Mich: Zondervan, 2004).
[7] George “H. Smith, Atheism, 237.
[8] Edmund Whittaker, The Beginning and End of the World (Oxford: Oxford University Press, 1942), quoted in : Robert Jastrow, God and the Astronomers, 103, (emphasis added)’
[9] George H. Smith, Atheism, 237.
[10] Einstein Made this comment in a letter in a letter to Willem Desitter. See: Robert Jastrow, God and the Astronomers, 21.
[11] Robert Jastrow. God and the Astronomers, 21. Said Jastow of Einstein: “We know he had well-defined feelings about God, but not as the Creator or the Prime Mover. For Einstein, the existence of God was proven by the Laws of nature; that is, the fact that there was ordt in the Universe and man could discover it.”
[12] Ibid., 104.
[13] Ibid., 105
[14] Bill Bryson, A Short History of Nearly Everthing, 13.
* عامل رياضي يعتبر مقياساً للطاقة غير المستفادة في نظام دينامي حراري.
[15] See: Joseph Silk, The Big Bang (San Francisco: W. H. Freeman, 1689), 311-12).
[16] Carl Sagan, Cosmos (New York: Ballantine, 1993), 4.
[17] See: Deborh Zabarenko, Reuters New Agency, “Princeton Physicist Offers Theory of Cyclic Universe,” Orange County (Calif.) Register (April 26, 2002).
[18] The Business Week Best-Seller List, Business Week (Decebber 31, 2001).
[19] See: Michael Shermer, How We Believe, 102.
[20] Ibid.
[21] Stephen Hawking, A Brief History of Time (New York: Bantam, 1988), 141.
[22] As a side note, Craig said singularities do not have to be a mathematical point in time, but could theoretically have different geometries.
[23]See: Michael White and John Gribbin, Stephen Hawking: A Life in Science (New York: Plume/penguin, 1992).
[24] Michael Shermer, How We Belive, 103.
[25] Stephen W. Hawking and Roger Penrose, The nature of Space and Time (Princeton, N.J.: Princeton University Press, 1996).
[26] See: www.hawking .ort.uk/about/aindes.html (accessed June 7, 2003)
[27] The Four Spiritual Laws were written by the Late Bill Bright, founder of Campus Crusade for Christ, as a summary of the Gospel. Law No.1: God lovers you and created you To Know him personally. He had a wonderful plan rated from God, so we cannot know him personally or experience his life and plan (Romans 3: 23; Romans 6:23(. Law No. 3: Jesus Christ id God’s only provision for our sing.
Through him alone we can know God Personally and experience God’s love and plan (Romans 5: 8; 1 Corinthians 15: 3-6; John 14: 6). Law No. 4: We must individually receive Jesus Christ as Savior and Lord; then we can know God personally and experience his love (John 1: 12; Ephesians 2: 8,9; John 3: 1-8, Revelation 3: 20). See: www.campulscrusadeforChrist.org (accessed June 9, 2003).