Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

برهان علم الكونيات : الإنفجار العظيم – لي ستروبل جـ1

برهان علم الكونيات : الإنفجار العظيم – لي ستروبل جـ1

برهان علم الكونيات : الإنفجار العظيم – لي ستروبل جـ1

برهان علم الكونيات : الإنفجار العظيم – لي ستروبل جـ1

ضع جانباً التفسيرات القوية الكثيرة عن الانفجار العظيم؛ إن شيئاً ما قد صمع كوناً بأكمله من العدم. إن هذا الإدراك بأن شيئاً فائقاً قد بدأ هذا كله…. يستخدم مصطلحات مثل “المعجزة”.

الصحفي جريج ايستربروك[1]

ربما تكون أفضل حجة…. أن الانفجار العظيم يدعم الإيمان بالله هي عدم الارتياح الواضح الذي من قبل بعض علماء الطبيعة الملحدين. وفي بعض الأحيان أدى هذه إلى أفكار علمية… وهي متقدمة بتماسك يفوق للغاية قيمتها الحقيقية، حتى إن المرء لا يسعه إلا أن يشك في عملية القوى النفسية التي تكمن أعمق جداً من الرغبة الأكاديمية العادية لصاحب نظرية لتدعيم نظريته.

عالم الفيزياء الفلكية إيشام[2]

 

ألقيت نظرة سريعة على المجلات المعروضة بالقرب من منزلي. امرأة جميلة تزين غلاف مجلة Glamour، وعرض جميل لسيارات أنيقة مرتفعة الأداء على مقدمة مجلة Motor Trend. وعلى غلاف مجلة Discover، وهي في مكان منفرد وبلا رسوم، كانت هناك كرة حمراء صغيرة تطفو على بحر له خلفية بيضاء نقية. كانت أصغر من كرة التنس، وأضيق من كرة جولف – قطرها مجرد ثلاثة أرباع بوصة، وليست أكبر كثيراً من بلية رخامية.

كانت هذه الكرة تمثل وهي تتمايل الحجم الفعلي للكون كله عندما كان مجرد جزء متناهي الصغر عمره ثانية واحدة. وكان العنوان المرافق: ” من أين جاء كل شيء؟”[3]

آمن العبرانيون منذ آلاف السنين أن لديهم الإجابة: “في البدء خلق الله السماوات والأرض” تفتتح الكتاب المقدس[4]. وأكدوا أن كل شيء قد بدأ بالصوت الأصلي fiat lux*، صوت الله أمراً بظهور النور إلى الوجود[5]. ولكن هل هذه خرافة ساذجة أم رؤية سماوية موحى بها؟ ماذا يجب أن يقوله علماء الكونيات – الذين يكرسون حياتهم لدراسة أصل الكون – عن هذه القضية؟

بدا لي أن بداية كل شيء نقطة جيدة لبحثي عما إذا كان الدليل الإيجابي للعلم يشير نحو خالق أم بعيداً عنه. وفي ذلك الوقت، لم أكن مهتماً بشكل خاص بالمناظرات المسيحية الذاتية التي كانت تبحث في عمر الكون. فالعمر لم يكن يهمنى بقدر الكيفية – كيف تفسر النظريات العلمية أصل كل شيء؟[6]

شرح عالم الطبيعة الحائز على جائزة نوبل ستيفن وينبيرج في كتابه “الدقائق الثلاث الأولى The First Three Minutes“: “في البدء كان انفجار، ليس انفجاراً كالانفجارات المعتادة على الأرض، يبدأ من مركز محدد ثم ينتشر ليبلغ المزيد من الهواء المحيط، لكنه انفجار حدث تلقائياً في كل مكان، وملاً الفضاء كله من البداية بكل جزيء مادة يندفع من كل جزيء آخر”[7].

في أقل من أصغر جزء من الثانية، وصلت درجة الحرارة إلى 100000 مليون درجة مئوية. كتب وينبيرج: “هذه الدرجة أشد بكثير من مركز أكثر النجوم حرارة، حارة جداً حتى إن لا شيء من مكونات المادة العادية أو الجزيئات أو الذرات أو حتى نواة الذرات كان يمكنها أن تتماسك معاً”[8].

وشرح أن المادة المندفعة كانت تتكون من جزيئات أولية كالالكترونات السالبة والجسيمات الموجبة، والنيوترونات التي تفتقد كلاُ من الشحنات الكهربية والكتلة، ومن المثير أنه كان هناك فوتونات** قال وينبيرج: “كان الكون مملوءً بالضوء”[9].

كتب بيل برايسون في كتابه “تاريخ مختصر عن كل شيء تقريباً A Short History of Nearly Everything“: “لقد تكونت 98٪ من كل المادة الموجودة الآن والتي ستوجد فيما بعد في ثلاث دقائق. نحن لدينا كوناً. إنه مكان لكي إمكانية رائعة ومشبعة وجميلة أيضاً. وقد حدث هذا كله في وقت تستغرقه لإعداد ساندوتش”[10].

وأكثر الأسئلة يثير الاهتمام هو ما الذي تسبب في ظهور الكون فجأة. بالنسبة إلى برايسون وآخرين، إن مجرد وجوده يبون أنه يفسر ذاته. وفي فصل عنوانه “كيف تبني كوناً”، يفكر بوضوح النظريات الغريبة عن “الفراغ الزائف”، أو “المجال العددي”، أو “الطاقة الفارغة” – نوعاً ما من “خاصية أو شيء” ربنا يكون قد “قدمت نوعاً ما من عدم الاستقرار في العدم الذي كان” وبهذا ومضت الانفجار العظيم الذي من خلاله ظهر الكون بأكمله.

قال: “يبدو أنه من المستحيل أن تحصل على شيء من لا شيء، لكن حقيقة انه ذات مرة لم يكن هناك شيء والآن يوجد كون برهان واضح أنه يمكنك هذا”[11].

ومع ذلك، هل يمكن أن يكون هناك تفسير آخر يفسر البرهان بشكل أفضل؟ هل يمكن أن تكون العلة الغامضة سماوية؟ ربما كان ادوارد ميلني على حق عندما أكمل رسالته العلمية في الرياضيات عن نظرية النسبية بالقول: “بالنسبة للعلة الأولى للكون… فهذا متروك للقارئ لإضافته، لكن صورتنا ناقصة بدونه [الله]”[12].

علمت أن هذا البحث سيقودني إلى عالم الفيزياء النظري المنزلق، حيث يصعب احياناً أن تميز بين ما هو متعمق دراسياً وما هو ساذج. وقد شرح هذا جيدً في العام 2002، عندما اندلعت مناظرة حول نظرية تدعو للتأمل الشديد من عالمين فرنسيين في الفيزياء الرياضية (وقد تصادف أنهما توأم) عن الشيء الذي ربما يكون قد سبق الانفجار العظيم.

وكما ان الأمر يبدو مدهشاً ومسلياً، فإن المجتمع العلمي لم يتمكن من فهم ما إذا كان الاخوان “عبقريان حقاً ولهما رؤية جديدة عن اللحظة التي سبقت بداية الكون أم انهما ببساطة عالمان متحمسان يقولان كلاماً فارغاً”. وكما قال مقال في New York Times: “هل هما أ) عبقريان أم ب) مهرجين؟”[13]

وبينما وجد أستاذ جامعة أن عملها “مضللاً”، رفضه آخر بوصفه “غريباً”. ومع ذلك اعترض آخر: “علمياً، من الواضح أنه هراء تام تقريباً، ولكن في هذه الأيام فإن هذا لا يميزه عن الكثير من بقية الأعمال الأدبية”. والصحيفة التي نشرت صفحة كتبها العلماء المتنازعون – الذين حصلوا على درجات الدكتوراه بأقل الدرجات – أنكرت ذلك فيما بعد.

من الواضح أن التنقيب في فجر الكون – عودة بالتاريخ إلى أول عُشر مليون تريليون تريليون تريليون من ثانية، وهي أبعد مسافة يؤمن العلماء أنهم يمكنهم الوصول إليها – سيتطلب درجة معنية من التأمل. فالنظريات تتزايد. اعترف عالم كونيات بجامعة ستانفورد: “هذه أمور قريبة للغاية من الأسئلة الدينية”[14].

بالنسبة لي، لم أكن مهتماً بالتخمينات غير المدعمة او التأملات العميقة لأصحاب النظريات الذين ينفثون الدخان. كنت أريد حقائق الرياضيات الأكيدة، وبيانات علم الكونيات الوثيقة، وأكثر الاستدلالات المنطقية التي يمكن استخلاصها منها. وهذا ما قادني إلى جورجيا لزيارة منزل خبير مشهور درس وناظر هذه القضايا لعقود طويلة.

 

اللقاء الثالث: وليم لين كريج، دكتوراه في الفلسفة، دكتوراه في اللاهوت

عندما كان بيل كريج طالباً جامعياً تخرج في العام 1971، تعلم أن الحجج المختلفة المؤيدة لوجود الله كانت ضعيفة وقديمة وغير فعالة. وكان يؤمن بهذا إلى أن تصادف عثوره على كتاب الفيلسوف ستيوارت هاكيت الذي نُشر في العام 1957: “قيامة الإيمان The Resurrection of Theism“[15].

هذا المجلد الكبير لم يصل أبداً قائمة الأعلى مبيعاً، في الواقع، علق هاكيت المتواضع بعد سنوات أن “الكتاب أجهضَ من المطبعة لأسلوبه الجامد وسياقه التقني”[16]. ومع ذلك كان لا يزال يُدهش كريج.

إن هاكيت مفكر لامع تناول هذه الحجج الإيمانية بجدية، مدافعاً عنها بقوة ضد أي اعتراض يصادفه او يتخيله. وكانت احدى الحجج في الكتاب أن الكون لا بد وأن كانت له بداية، ومن ثم خالق. وكان كريج متأثراً جداً لدرجة أنه قرر أن يستخدم دراسته لنوال درجة الدكتوراه تحت إشراف اللاهوتي البريطاني جون هيك كي يصل إلى قرار في ذهنة متعلق بصحة هذه الحجة. هل ستواجه الفحص حقاً؟ أنهر كريج كتابة رسالته في هذا الموضوع – وهو اختبار أطلقه إلى حياة علم الكونيات الاستكشافي.

تشتمل كتب كريج على مناظرة متميزة مع الملحد كوينتن سميث عنوانها الإيمان، والألحاد، والانفجار العظيم، من إصدار مطبعة جامعة أكسفورد؛ وحجة “كلام” الكونية؛ ووجود الله وبداية الكون؛ والحجة الكونية من أفلاطون إلى ليبنيز؛ والإيمان المعقول، بالإضافة إلى إسهامات أخرى وموضوعات متعلقة بالكتب هل الله موجود؟ والإيمان والعقل؛ ودليل إلى فلسفة الدين؛ وأسئلة عن الزمن؛ والخلق وحده؛ وتاريخ العمل والدين في التقليد الغربي؛ والمذهب الطبيعي: تقييم نقدي؛ والله والزمن.

كما أن مقالاته في موضوعات علم الكونيات ظهرت في عدد كبير من المجلات العلمية والفلسفية مثل: Astrophysics and Space Science، وNature، وThe British Journal for the Philosophy of Science، وThe Journal of Philosophy، وInternational Studies in the Philosophy of Science.

كان كريج عضواً في تسع جمعيات متخصصة بما فيها الجمعية الفلسفية الأمريكية، وملقى العمل والدين، والزمالة العلمية الأمريكية، وجمعية فلسفة الزمن. ويعمل حالياً أستاذ باحثاً في مدرسة تالبوت اللاهوتية.

لم أكن بحاجة إلى توجيهات للوصول إلى بيت كريج في ضواحي أتلانتا. فقد حاورته مرتين فيما قبل بخصوص كتابي “القضية… المسيح؛ والقضية… الإيمان”، وفي كلا اللقاءين كنت أتركه متأثراً تماماً بعمقه الدراسي وأمانته المهدئة. إنه يتمتع بقدرة فائقة على توصيل المفاهيم المعقدة بلغة متداولة ودقيقة علمياً؛ وهي مهارة نادرة كنت سأختبرها بالطبع من جديد بهذا الموضوع الي يثير التحدي.

فتح كريج الباب الأمامي وهو يرتدي قميصاً قصير الأكمام، وبنطلوناً أزرق داكن، وحذاءً بنياً بلا كعب. نزلنا درجات قليلة من السلم إلى مكتبه، حيث هبت نسمة رطبة رقيقة من خلال نافذة نصف مفتوحة. جلس خلف مكتبه، واستند على كرسيه، واضعاً يديه خلف رأسه. جذبت كرسياً وضبطت جهاز التسجيل.

كنا على استعداد لبحث ما كان كريج يؤمن بأنه “أحد أكثر الحجج المعقولة لوجود الله”[17]. وهي حجة مبنية على البرهان بأن الكون ليس أبدياً، ولكن كانت له بداية في الانفجار العظيم.

 

حجة “كلام” الكونية The KALAM Cosmological Argument

قلت في افتتاح حوارنا: “أنت مقترح شهير لحجة عن وجود الله اسمها الرسمي [حجة “كلام” الكونية]. وقبل تعريف هذا، أعطني خلفية عنها. ما معنى Kalam؟

فقال “دعني أصف لك أصول هذه الحجة في اليونان القديمة، آمن أرسطو أن الله ليس هو خالق الكون، لكنه ببساطة هو الذي يغذيه بالنظام. ومن وجهة نظره، فإن كلاً من الله والكون أبديان. وبالطبع كان هذا يناقض الفكر العبراني أن الله خلق العالم من العدم. ولذلك سعى المسيحيون فيما بعد لتفنيد أرسطو. وكان من أبرز الفلاسفة المسيحيين في هذا الموضوع جون فيلوبونوس، من الإسكندرية، ومصر، والذي عاش في القرن الرابع. فقد أكد أن الكون كانت له بداية.

“وعندما استولى الإسلام على شمال إفريقيا، أثار علماء الشريعة المسلمون هذه الحجج لأنهم كانوا يؤمنون أيضاً بالخلق. ولذلك بينما كان هذا التقليد تائهاً بالنسبة للغرب المسيحي، بدأ في النمو السريع في الشريعة الإسلامية. وكان من أشهر المسلمين المؤيدين لها الغزالي الذي عاش من 1058-1111”.

“وأخيراً وصلت هذه الحجج إلى العالم المسيحي الناطق باللاتينية من خلال تأمل المفكرين اليهود الذين عاشوا جنباً إلى جنب مع علماء الشريعة المسلمين، وخاصة في اسبانيا، التي كانت محتلة آنذاك من المسلمين. وتمت مناقشتها بجدية”.

“أيد الفيلسوف الإيطالي بونافينشر هذه الحجج في القرن الثالث عشر، واستخدمها الفيلسوف البريطاني جون لوك في القرن السابع عشر رغم إني لست أدري ما إذا كان على دراية بأصولها الإسلامية أم لا. وأخيراً وجدت طريقها إلى إيمانويل كانت الفيلسوف الألماني في القرن الثامن عشر”.

“والآن، عودة إلى سؤالك عن معنى Kalam، فهي تعكس الأصل الإسلامي للحجة. وهي كلمة عربية معناها “حديث” أو “تعليم”، لكنها بدا أنها تميز حركة الشريعة الإسلامية في العصور الوسطى بأكملها. وهذا ما سُمي بالكلام؛ تلك الشريعة الأكاديمية في العصور الوسطى والتي تلاشت فيما بعد”.

قلت له: “من الواضح أنه ولا واحد من هؤلاء الفلاسفة الأولين عرفوا شيئاً عن أي من الأدلة العلمية عن أصل الكون. فكيف كانوا يؤكدون أن الكون كانت له بداية؟”

فقال: “لقد استندوا إلى أسباب فلسفية ورياضية. ومع ذلك، عندما بدأ العلماء في القرن الأخير في اكتشاف البيانات الأكيدة عن الانفجار العظيم، فقد أعطى هذه أساساً تجريبياً أكثر”.

“كيف ترتب حجة كلام؟”

“الحجة كما صاغها الغزالي بها ثلاث خطوات بسيطة:

“كل ما يبدأ في الوجود له علة.

الكون بدأ في الوجود.

إذاً الكون له علة”.

وبإمكانك عمل تحليل مفاهيمي عن معنى أن يكون للكون علة، وعدد كبير من الصفات الإلهية يمكن تطابقها”.

قررت مناقشة خطوات الغزالي الثلاث التي يعود تاريخها إلى ألف عام، مبتدئاً من نقطة أصبحت أكثر إثارة للجدل في السنوات الأخيرة.

 

الخطوة الأولى: كل ما يبدأ في الوجود له علة

قال كريج: “عندما بدأت لأول مرة في الدفاع عن حجة “كلام”، توقعت أن مقدمتها المنطقية الأولى – كل ما يبدأ في الوجود له علة – سيقبلها كل إنسان بالفعل. واعتقدت ان المقدمة المنطقية الثانية – الكون بدأ في الوجود – ستكون أكثر إثارة للجدل. لكن الأدلة العلمية تراكمت لدرجة أن الملحدين يجدون أنه من الصعوبة إنكار أن الكون كانت له بداية. ولهذا كانوا مضطرون لمهاجمة المقدمة المنطقية الأولى بدلاً من ذلك”.

هز كريج رأسه، وصرح بصوت يرتقع في قوة: “هذا أمر محير تماماً بالنسبة لي! فالأمر يبدو ضرورياً من الناحية الميتافيزيقية أن أي شيء يبدأ في الوجود لا بد أن تكون له علة تأتي به إلى الوجود. فالأشياء لا تخرج إلى الوجود هكذا ببساطة، بلا علة، ومن العدم. ومع ذلك، فإن الملحد كوينتن سميث توصل لتأكيد أن “أكثر عقيدة مقنعة هو أننا جئنا من العدم، وبواسطة العدم، وإلى العدم”[18]. وهذا يبدو استنتاجاً جيداً بالنسبة لجمعية Gettysburg Address of Atheism! إنه لأمر يدهشني أن يفكر إنسان أن هذه هي الرؤية الأكثر عقلانية.

“عموماً، فإن الناس الذين يأخذون هذا الموقف لا يحاولون إثبات خطأ المقدمة المنطقية، لأنهم ببساطة لا يستطيعون. فبدلاً من ذلك يتظاهرون بالتشكك قائلين: “لا يمكنك إثبات صحة هذا”. ويرفعون معدل تشككهم حتى لا يتسنى لأية محاولة أن تقنعهم”.

فاعترضت قائلاً: “من الناحية الأخرى، لديهم كل الحق في التشكك. وفي النهاية، فإن مهمة البرهان يجب أن تقع عليك لتقديم الدليل التأكيدية لإثبات هذه الحجة المنطقية الأولى”.

فقبل كريج إشارتي بإيماءة محذراً: “نعم، ولكن لا يجب أن تطالب بمعاير غير معقولة من البرهان”.

“ما البرهان الإيجابي الذي يمكن أن تقدمه؟”

“في المقام الأول، هذه الخطوة المنطقية الأولى واضحة بديهياً عندما تستوعب بوضوح مفهوم العدم المطلق. إن الفكرة التي تقول بأن الأشياء يمكنها أن تأتي إلى الوجود بلا علة ومن العدم هو أسوء من السحر. فعلى الأقل عندما يُخرج ساحراً أرنباً من قبعة، فها هو الساحر، وها هي القبعة!”

“ولكن بالنسبة للإلحاد، فإن الكون يخرج إلى الوجود هكذا من العدم، دون أي تفسير على الأطلاق. أعتقد أنه حالما يفهم الناس مفهوم العدم المطلق، يكون من الواضح ببساطة بالنسبة لهم أنه إن كان شيء له بداية، فلا يمكن ان يكون قد خرج إلى الوجود من العدم، بلا أنه لا بد وأن له علة تدفعه إلى الوجود”.

بصراحة، كان هذا يصعب تفنيده، لكني كنت بحاجة إلى شيء أكثر واقعية. فسألته: “هل يمكنك تقديم أي شيء أكثر إقناعاً من مجرد الحدس؟ ما الدليل العلمي الموجود؟”

“حسناً لدينا بالتأكيد الدليل التجريبي لصحة هذه المقدمة. وهذا مبدأ مؤكد باستمرار وليس زائفاً أبداً. ونحن لا نرى أشياء تأتي إلى الوجود بلا علة من العدم. ولا أحد يتصور وهو في العمل أن حصاناً مثلاً قد يخرج إلى الوجود بلا علة، ومن العدم، ويظهر في غرفة معيشته، ويلوث السجاد. نحن لا ننشغل بمثل هذه الأمور لأنها لا تحدث أبداً”.

“وهذا مبدأ يؤكده العمل دائماً. على الأقل، يا لي Lee، عليك أن تعترف أن لدينا أسباباً مقنعة لصحتها أكثر من زيفها. ولو قدم لك المبدأ وما ينكره، فإلى أين يشير الدليل؟ من الواضح أن المقدمة المنطقية أكثر قبولاً مما ينكرها”.

“ومع ذلك، فقد قدم بحثي على الأقل اعتراضاً واقعياً واحداً على المقدمة المنطقية الأولى لحجية “كلام”. وهو ينبثق من عالم الفيزياء الكمية الغريب، حيث كل أنواع الأشياء الغريبة وغير المتوقعة تحدث في المستوى دون الذري*؛ وهو مستوى وجد فيه الكون بأكمله في أولى مراحله، حيث كانت الالكترونيات، والبروتونات، والنيوترونات تنفجر في الانفجار العظيم. وقد لا يطبق فهمنا المشترك عن العلة والتأثير في بيئة “الأعاجيب الكمية” هذه؛ وهي مكان – كما يكتب عنه الكاتب العلمي تيموثي فيريز “تُنتهك فيه الأسس المنطقية للعلم الكلاسيكي”[19].

هل الكون وجبة غداء مجانية؟

أخذت نسخة مجلة Discover التي دفعتني لشرائها بعدما رأيت الكون – البلية على غلافها. تصفحتها، وقرأت لكريج ما يلي:

نظرية الكم…. تقول إن فراغاً ما…. عرضة للشكوك الكمية. وهذا معناه ان الأشياء يمكنها أن تصير مادية بعيداً عن الفراغ، رغم أنها تميل إلى الاختفاء فيه بسرعة…. نظرياً، فأي شيء مثل كلب، منزل، كوكب، يمكنه أن يخرج إلى الوجود من خلال المراوغة الكمية هذه، التي يسميها علماء الفيزياء تقلب فراغ. ومع ذلك، فالاحتمالية تقول بأن أزواجاً من جسيمات أصغر من الذرة…. هي المخلوقات الأكثر احتمالاً، وأنها ستدوم لفترة وجيزة…

إن الخلق التلقائي الموصل لشيء ما حتى إن كان كبيراً كجزيء غير محتمل حدوثه أبداً. ومع ذلك، ففي العام 1973 اقترح أستاذ مساعد بجامعة كولومبيا يدعى ادوارد ترايون أن الكون بأسره ربما يكون قد خرج إلى الوجود هكذا… وباقتباس كلما عالم الفيزياء ألان جوث في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا MIT، فإن الكون كله يمكنه أن يكون “وجبة غداء مجانية”[20].

أغلقت المجلة ووضعتها على مكتب كريج، وقلت: “ربما كان ترايون على صواب حين قال: “إنني أقدم الاقتراح المتواضع بأن كوننا هو ببساطة أحد هذه الأشياء التي تحدث من وقت إلى آخر”.

كان كريج يصغي بانتباه، فأجاب: “حسناُ، هذا سؤال جيد. إن هذه الجسيمات الأصغر من الذرة التي يتحدث عنها المقال تسمى بـ “الجسيمات الافتراضية”. وهي كيانات نظرية، وليس من الواضح أنها موجودة فعلاً لتعارض كونها مجرد تركيبات نظرية”.

“ومع ذلك، هناك نقطة أهم من ذلك. فهذه الجسيمات – إن كانت حقيقية – لا تخرج من العدم. فالفراغ الكمي ليس كما يتصوره معظم الناس عندما يفكرون في فراغ بمعنى أنه عدم تماماً. على النقيض من ذلك، إنه بحر من الطاقة المتقلبة، وساحة نشاط عنيف لها بنية فيزيائية غنية، ويمكن وصفها بالقوانين الفيزيائية. وهذه الجسيمات يُعتقد أنها تنشأ من تقلبات الطاقة في الفراغ”.

“وهكذا، لا يمثل هذه مثالاً لشيء ما يخرج إلى الوجود من العدم، أو شيء يخرج إلى الوجود دون علة. فالفراغ الكمي والطاقة المخزنة في الفراغ هما علة هذه الجسيمات. وهنا علينا أن نتساءل: “ما هو أصل كل الفراغ الكمي ذاته؟ ومن أين يأتي؟”

سمح كريج أن يبقى هذا السؤال قليلاً قبل الاستمرار: “لقد أجلت ببساطة قضية الخليقة. والآن عليك أن تفسر كيف أن هذا المحيط النشيط للغاية من الطاقة المتقلبة خرج إلى الوجود. هل تفهم ما أقصد؟ إن كانت القوانين الفيزيائية الكمية تعمل داخل النطاق الذي تصفه الفيزياء الكمية، فلا يمكنك قانونياً استخدام الفيزياء الكمية لتفسير أصل ذلك النطاق نفسه. أنت بحاجة إلى شيء فائق يكون أبعد من ذاك النطاق كي تفسر كيف خرج النطاق بأكمله إلى الوجود. وفجأة، نعود إلى مسألة الأصول”[21].

لقد أرضتني إجابة كريج. في الواقع، لم يبدو أن هناك أي اعتراض عقلاني بإمكانه أن يُعرض التأكيد المبدئي لحجة كلام للخطر. وقد كان الأمر هكذا منذ بدأ الفلاسفة الأولون في استخدامها منذ قرون.

أشار كريج: حتى المتشكك الشهير ديفيد هيوم لم ينكر المقدمة المنطقية الأولى. فقد كتب في العام 1754: “لم أؤكد أبداً على أية فرضية سخيفة تقول بأن أي شيء قد ينشأ دون علة”[22]. ولم يبدأ الناس بالقول إن الكون ربما يكون قد جاء من العدم إلا بعد اكتشاف التأكيد العلمي لبداية الكون في القرن العشرين.

قال كريج: “لم يدافع إنسان عن مثل هذه الوضع السخيف تاريخياً، وهذا ما يجعلني من جديد موجهاً للاعتقاد بأن هذا مجرد مأزق وضعوا فيه بسبب دليل بداية الكون”.

الخطوة الثانية: الكون كانت له بداية

بالعودة إلى المقدمة المنطقية الثانية من حجة “كلام”، قلت لكريج: “افترض أننا كنا جالسون هنا منذ مائة سنة، لكانت فكرة أن الكون قد بدأ في الوجود في نقطة محددة في الماضي فكرة مثيرة للجدل جداً، أليس كذلك؟”

فأجابني: “بلا شك. فقد كان الافتراض منذ أيام الإغريق القدماء يقول بأن العالم المادي أبدي. وقد أنكر المسيحيون ذلك على أساس الإعلان الكتابي، لكن العلم المدني افترض دائماً أبدية الكون. فاتجه المسيحيون للقول: “حسناً، حتى وإن كان الكون يبدو ساكناً، إلا أنه كانت له بداية عندما خلقه الله. ولهذا فإن الاكتشاف في القرن العشرين بأن الكون ليس كياناً أبدياً، وليس بلا تغير كان بمثابة صدمة قاسية للعقول المدنية. كان الأمر غير متوقع بالمرة”.

كنت لا أزال بحاجة إلى دليل، فسألته: “كيف نعرف حقاً ان الكون قد بدأ عن نقطة محددة في الماضي؟”

فقال: “هناك طريقان لإثبات ذلك. أحدهما يمكن تسميته إما رياضي أو فلسفي، والآخر علمي. دعنا نبدأ بالحجة الرياضية التي تركز على تفكير فيلوبونوس وعلماء الشريعة المسلمين الذين ذكرتهم سابقاً”.

طريق الرياضيات

شرح كريج أن الدارسين المسيحيين والمسلمين الأوائل استخدموا استدلالات رياضية لشرح أنه كان من المستحيل أن يكون لدينا ماضي لا متناه. ومن هنا كان استنتاجهم أن عمر الكون لا بد أن يكون متناهياً – أي لا بد وأن كانت له بداية.

“لقد أشاروا إلى أن السخافات ستنتج إن كان لديك عدداً لا متناهياً من الأشياء. وهذا لأن الماضي اللامتناه يتطلب عدداً لا متناهياً حقاً من الأحداث، ومن هنا فالماضي لا يمكنه ببساطة أن يكون لا متناه”.

أخذت لحظة لاستيعاب هذه الجملة. فقد كنت كارهاً دائماً لمادة الرياضيات، ولا سيما تلك التعديلات المقصورة كالحساب اللامتناهي. وقبل الدخول في أية تعقيدات رياضية، بسطت يدي وأوقفت جهاز التسجيل.

قلت له: “مهلاً يا بيل. إن كنت سأواصل معك هذا الموضوع، عليك أن تقدم لي بعض التفسيرات لتوضيح الأمور”.

كان كريج لديه بعض التفسيرات في ذهنه، فأجابني: “حسناً، لا مانع”. وعندما أعدت تشغيل جهاز التسجيل واصل كلامه.

“لنستخدم مثالاً يشمل كرات رخامية. تخيل أنني أملك عدداً لا متناهياً من الكرات الرخامية، وأردت أن اعطيك بعضها. في الواقع، افترض أنني أردت أن أعطيك عدداً لا متناهياً من الكرات الرخامية. إحدى الطرق كي أفعل هذا هي أن أعطيك الكرات كلها. وفي هذه الحالة لن يتبقى لي شيئاً”.

“وطريقة أخرى هي أن أعطيك الكرات الرخامية ذات الأرقام الفردية. وحينئذ سيبقى لي عدد لامتناه أيضاً. قد يكون معك نفس العدد الذي معي، وفي الحقيقة فكل منا سيكون معه نفس العدد الذي كان معي قبل تقسيمه إلى أرقام فردية وزوجية! وطريقة أخرى هي أن أعطيك كل الكرات الرخامية من رقم 4 وما أعلى. وبهذه الطريقة سيكون لديك عدداً لا متناهياً من الكرات الرخامية بينما سيكون معي ثلاث كرات فقط”.

“ما توضحه هذه التفسيرات هو أن مفهوم عدد واقعي لا متناه يؤدي لنتائج متناقضة. ففي الحالة الأولى التي أعطيتك فيها كل الكرات الرخامية، فإن ما لا نهاية – ما لا نهاية = صفر. وفي الحالة الثانية التي أعطيتك فيها كل الكرات الرخامية ذات الأرقام الفردية، فإن ما لانهاية – ما لا نهاية = ما لا نهاية. وفي الحالة الثالثة التي أعطيتك فيها كل الكرات الرخامية من رقم 4 فما فوق، فإن ما لا نهاية – ما لا نهاية = 3 وفي كل حالة طرحنا الرقم المتطابق من الرقم المتطابق، لكننا وصلنا إلى نتائج غير متطابقة.

“ولهذا السبب يُمنع الرياضيون من القيام بعمليات الطرح والقسمة في الحساب اللامتناهي لأن هذا سيؤدي إلى تناقضات. وها أنت ترى أن فكرة اللامتناهي مجرة فكرة مفاهيمية؛ فهي موجودة في أذهاننا فقط. وبالعمل في نطاق قواعد معينة يمكن لعلماء الرياضيات التعامل مع كميات في نطاق قواعد معينة يمكن لعلماء الرياضيات التعامل مع كميات لا متناهية وأرقام لا متناهية في المجال المفاهيمي. ومع ذلك، وهذه هي الخلاصة، إنها ليست وصفاً لما يمكن أن يحدث في العالم الواقعي”.

كنت أتتبع كريج حتى تلك النقطة. فقلت: “أنت تقصد إذاً أنه لا يمكن أن يكون هناك عدد لا متناه من الأحداث في الماضي”.

“تماماً، لأنك ستتعرض لمتناقضات متشابهة. استبدل “الكرات الرخامية” بـ “الأحداث الماضية”، ويمكنك أن ترى السخافات التي ستنتج. ولهذا فإن الكون لا يمكن أن يكون له عدداً متناهياً من الأحداث في ماضيه، بل لا بد وأن كانت له بداية”.

“في الواقع، يمكننا أن نتقدم إلى أبعد من ذلك. فحتى إن كان لديك رقم لا متناه فعلي من الأشياء، فلا يمكنك أن تُكوّن مجموعة بإضافة رقم بعد الآخر. وسبب ذلك هو أنه مهما قمت بالإضافة، فبوسعك دائماً أن تضيف واحداً آخر قبل أن تصل إلى الما لا نهاية. وهذا ما يسمى أحياناً باستحالة اعتراض اللامتناه”.

ولكن إن كان الماضي لا متناه حقاً، فهذا سيكون معناه أننا تمكنا من اعتراض ماضي لامتناه كي نصل إلى اليوم. ويكون الأمر كما لو أن شخصاً ما تمكن من عد كل الأرقام السالبة تنازلياً ليصل إلى الصفر في اللحظة الحاضرة. فمثل هذه المهمة حمقاء بالبديهة. ولهذا السبب أيضاً، يمكننا أن نستنتج أنه لا بد وأن كانت هناك بداية للكون”.

ومع ذلك، فقد حددت تناقضاً هدد بتفكيك حجة كريج. فتساءلت: “إن كانت فكرة أن الكون قديم بشكل لا متناه تقود إلى نتائج غير مقبولة، فماذا عن فكرة أن الله قديم بشكل لا متناه؟ ألا يستبعد تفكيرك بشكل أوتوماتيكي فكرة إله أبدي؟”

“حسب الأحوال. إنها تستبعد مفهوم إله ظل باقياً طوال ماضي لا متناه. لكن هذه ليست هي الفكرة الكلاسيكية عن الله. فالزمن والفضاء من خلق الله. وقد بدأ في الانفجار العظيم. وإذا رجعت إلى ما وراء بداية الزمن نفسه، ستكون هناك ببساطة الأبدية. وأقصد بها الأبدية بمعنى الخلود. إن الله الأبدي خالد في وجوده. فالله لم يبقى لمدة معينة من الزمن حتى لحظة الخليقة؛ فهذا سيكون غير مقبول. الله يسمو على الزمن. فهو يمثل ما وراء الزمن. وحالما يخلق الله الكون، كان بإمكانه أن يدخل الزمن، ولكن هذا موضوع مختلف تماماً”.

سرعان ما راجعت في ذهني ما قاله كريج حتى الآن، مستنتجاً أنه كان مترابطاً من الناحية المنطقية. وسألته: “ما مدى إقناع الطريقة الرياضية في رأيك؟”

فأجاب ضاحكاً: “حسناً، أنا مقتنع بها! في الحقيقة، هذه حجة جيدة حتى وإن كنت أعيش في القرن التاسع عشر. حيث كانت هناك أدلة علمية قليلة على بداية الكون، فسوف أظل أؤمن بأن الكون متناه في الماضي على أساس هذه الحجج. وبالنسبة لي، فإن الدليل العلمي هو مجرد تأكيد لاستنتاج تم التوصل إليه أصلاً على أساس تفكير فلسفي”.

[1] Gregg Easterbrod, “The New Convergence,” Wired (December 2002).

[2] C. J. Isham, “Creation of the Universe as a Quantum Process, “In: R. J. Russell, W. R. Stoeger, and G. V. Coyne, editors, Physics, Philosophy, and Theology (Vatican City State: Vatican Observatory, 1988), 378, quoted in William Lane Craig, Reasonable Faith (Wheaton, 111: Cross- Way, Revised edition, 1994), 328.

[3] Discover (April 2002).

[4] Genesis 1:1.

* ليكن نور باللاتينية.

[5] “And God Said,” Let there light,” and there was light” – Genesis 1: 3.

[6]This is not to suggest that questions concerning the age of the universe aren> t important. My goal at this tead see whether the evidence most widely conceded by non-Christian scentists pointed toward or away from God.

[7] Steven Weinberg, The First Three Minutes (New York: Basic Books, updated edition, 1988),5.

[8] Ibid.

** الفوتون: وحدة الكم الضوئي.

[9] Ibid., 6.

[10] Bill Bryson, A Short History of Nearly Everything (New York: Broadway, 2003), 10.

[11] Ibid., 13.

[12] Quoted in Robert Jastrow, God and the Astronomers (New York: W. W. Norton, Second edition, 1992), 104.

[13] Dennis Overbye, “Are They a) Geniuscs or b) Jokers?” New York Times (November 9, 2002).

[14] Bill Bryson, A Short History of Nearly Everything, 13.

[15] See: Stuart C. Hackett, The Resurrection of Theism (Grand Rapids, Mich: Baker, second edition, 1982).

[16] William Lane Graig and Mark S. Mcleod, editors, The Logic of Rational Theism: Exploratory Essays (Lewiston, N. Y.: Edwin Mellen, 1990), 11.

[17] William Lane Craig, Reasonable Faith, 92.

[18] William Lane Craig and Quentin Smith, Theism, Atheism and Big Bang Cosmology (Oxford: Clarendon Press, 1993), 135.

* متعلق بباطن الذرة او بالجسيمات الأصغر من الذرة – المترجم.

[19] Timothy Ferris, The Whole Shebang (New York: Touchstonc, 1998), 265.

[20] Brad Lemley, “Guth’s Grand Gress,” Discover (April 2002).

[21] Ibid., 35.

[22] David Hume, The Letters of David Hume, Two Volumes, J.Y.T. Greig editor (Oxford: Clarendon press, 1932)m 1: 287, quoted in: William Lane Craing, Reasonable Faith, 93.

برهان علم الكونيات : الإنفجار العظيم – لي ستروبل جـ1

Exit mobile version