ما جاء في الكتب الغنوسية وما جاء في إنجيل يهوذا – القمص عبد المسيح بسيط
ما جاء في الكتب الغنوسية وما جاء في إنجيل يهوذا – القمص عبد المسيح بسيط
عند قراءة إنجيل يهوذا المنحول، الأبوكريفي، للمرة الأولى يكتشف الدارس، خاصة الدارس للفكر الغنوسي ومكتبة نجع حمادى، بسهولة أنه كتاب هرطوقي غنوسي يخلط بين القليل من الفكر المسيحي والكثير من الفكر الوثني السابق للمسيحية والمعاصر لها، وهذا الخلط لم يكن له أي وجود قبل منتصف القرن الثاني الميلادي ويتماثل تماما مع ما سبق أن قاله عنهم القديس إيريناؤس سنة 180م ومع ما جاء في بقية كتب مكتبة نجع حمادي والتي تضم حوالي 52 كتاباً، منها خمسة تسمى أناجيل وهي؛ إنجيل توما (يرجع زمن كتابته لسنة 150م) وإنجيل الحقيقة (يرجع لسنة 150م) وإنجيل المصريين (يرجع لسنة 180) وإنجيل مريم المجدلية (يرجع لسنة 200م) وإنجيل فيلبس (يرجع لسنة 300م)، وبعضها يسمى بأعمال الرسل مثل أعمال يوحنا، وبعضها يسمى رؤيا مثل رؤيا بطرس. وجميعها مترجمة إلى القبطية وترجع إلى ما بين 350 و400م.
هذا إلى جانب إنجيل يهوذا الذي أُعلن عن اكتشافه في 6 إبريل سنة 2006م. وفي معظمها تقدم فكرها عن المسيح، خاصة ما بعد الصلب والقيامة، وخلق العوالم الروحية والمادية، من وجهة غنوسية وثنية، ولا تقدم أعمال المسيح أو تعاليمه ومعجزاته، أو لمحات من سيرة حياته، بل تقدم أفكاراً وفلسفات وحوارات لا تمت لأسلوب المسيح البسيط السهل بأي صلة، بل هي حوارات فلسفية لاهوتية تقدم فكر كتابها الغنوسيين الوثني.
ولم يكتبها أحد من تلاميذ المسيح أو خلفائهم بل كتبها مفكرو وقادة الهراطقة بعد سنة 150م، أي بعد انتقال رسل المسيح وتلاميذه وخلفائهم من العالم. ورفضتها الكنيسة في حينها، بل وانحصرت داخل دوائر الهراطقة أنفسهم لأنهم اعتبروها كتبا سرية مكتوبة للخاصة فقط وليسن للعامة!! وقد اعتمدت أساساً على فكر الأناجيل القانونية الموحى بها ولكنها كانت في جوهرها غنوسية فلسفية وخليطاً بين عدة ديانات وفلسفات مصرية هيلينية ذردشتية وثنية. ومن أهم سمات هذه الكتب:
(1) تزعم أن المسيح أعطى تلاميذه تعاليم سرية خاصة بهم وحدهم يتعلمها ويعرفها فقط الخاصة من الناس، بل وقد أعطاها بشكل سري وخاص لواحد أو بعض تلاميذه، وعلى سبيل المثال يقول إنجيل توما: ” هذه الأقوال السرية التي تكلم بها يسوع الحي “!! وهذا ما يقوله أيضاً إنجيل مريم المجدلية: ” قال بطرس لمريم, أختاه نعلم أن المخلص احبك أكثر من أي امرأة أخرى. قولي لنا كلمات المخلص التي تذكرينها وتعرفينها, ولم نسمعها من قبل. أجابت مريم وقالت, ما هو مخفي عنكم سأطالب به من أجلكم.
وبدأت تقول لهم هذه الكلمات: أنا, رأيت الرب في رؤيا وقلت له، يا رب لقد رأيتك اليوم في رؤيا, فرد قائلا لي، مباركة أنت لأنك لم ترتعشي لرؤيتي. لأنه حيث يكون العقل يكون الكنز “. وهكذا يقول أيضاً إنجيل يهوذا: ” الرواية السرية للإعلان الذي تكلم به يسوع في حديث مع يهوذا الإسخريوطي خلال ثلاثة أيام من الأسبوع قبل أن يحتفل بالفصح “!! ويقول أن المسيح قال ليهوذا أيضاً: ” تعال بعيدا عن الآخرين وسأخبرك بأسرار الملكوت. فمن الممكن لك أن تصل إلى ذلك “.
وهذا عكس تعليم المسيح الحقيقي الذي قاله لتلاميذه: ” الذي أقوله لكم في الظلمة قولوه في النور. والذي تسمعونه في الأذن نادوا به على السطوح ” (مت10 :27)، ” لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور وما كلمتم به الأذن في المخادع ينادى به على السطوح ” (لو12 :3). وقال لرئيس الكهنة عندما سأله عن تعليمه: ” أنا كلمت العالم علانية. أنا علّمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما.وفي الخفاء لم أتكلم بشيء. لماذا تسألني أنا. اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلمتهم. هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت أنا ” (يو18 :20و21). لم يكن للمسيح أي تعليم سري، بل كان علانية لجميع الناس في كل العالم والأمم، وليس لفئة خاصة ” الله الذي يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ” (1تي2 :3و4).
(2) كما تصور المسيح ككائن روحاني وتتكلم عنه كلاهوت فقط وأنه ظهر فجأة على الأرض بدون أي تفصيلات تخص الميلاد أو التجسد … الخ؛ وأنه كان يظهر في أشكال متنوعة وليس في شكل واحد وأنه فقط كما يقول إنجيل فيلبس: ” يسوع أخذهم كلهم خلسة، لأنه لم يظهر لهم كما هو بالحقيقة، لكن بالأحرى بالطريقة التي بها يقدرون أن يروه. لقد اظهر ذاته لهم جميعا: اظهر ذاته كعظيم للعظيم. كصغير للصغير. اظهر ذاته كملاك للملائكة، وللبشر كانسان. بسبب هذا خبئت كلمته ذاتها عن كل احد. البعض بالفعل رأوه، معتقدين أنهم رأوا ذاتهم، لكن عندما ظهر لتلاميذه على الجبل في مجد، لم يكن صغيرا.
لقد أصبح عظيما لكنه جعل تلاميذه عظماء، حتى يكونوا قادرين أن يروه في عظمته “. ويقول كتابهم يوحنا السري أو الأبوكريفي المنحول ” وانفتحت السماء وكل الخليقة التي تحت السماء ظهرت وأهتز العالم، وكنت خائفاً، ونظرت ورأيت في النور شاب وقف إلى جواري، وبينما نظرت إليه صار مثل رجل عجوز،. ثم غير مظهره (ثانية) وأصبح مثل خادم، ولم يكن هناك تعدد أمامي ولكن كان هناك مظهر ذو أشكال متعددة في النور والأشكال ظهرت خلال كل منها وكان المظهر له ثلاثة أشكال “. وهكذا في رؤيا بولس الأبوكريفية المنحولة، وكتاب الحديث الثاني لشيث العظيم، وما يسمى برؤيا بطرس الأبوكريفية المنحولة. ونفس الفكرة ذاتها نجدها في إنجيل يهوذا حيث يقول: ” عندما ظهر يسوع على الأرض عمل معجزات وعجائب عظيمة لخلاص البشرية … وغالباً لم يظهر لتلاميذه كما هو، ولكنه وُجد بينهم كطفل “.
وهذا عكس الإنجيل الموحى به بالروح القدس بأوجهه الأربعة التي نرى فيه المسيح في لحظات الحبل به من الروح القدس ومن مريم العذراء وختانه وتجواله بين الناس ” الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لان الله كان معه ” (أع10 :38)، ويسير بنا حتى القبض عليه وصلبه وموته وقيامته وصعوده.
(3) تنادي بفكر خليط بين المسيحية والديانات والفلسفات الوثنية فتقول بوجود (أ) إله سامي غير مدرك ولا معروف وإله اقل هو الذي خلق العالم المادي أسموه بالديميورج وقال بعضها أنه يهوه إله اليهود، وذلك إلى جانب العديد من الآلهة الأخرى والملائكة التي تقوم بعمل الخلق. (ب) الروح خيرة، وقالوا أنها شرارة إلهية داخل الإنسان، والمادة شر، (ج) أن روح الإنسان مسجونة في الجسد المادي الشرير وستخرج من هذا السجن عند الموت، (د) لا يوجد قيامة للجسد الذي يفنى عند خروج الروح منه ولا يعود.
ويقول إنجيل يهوذا الأبوكريفي المنحول بنفس الفكر عن الروح: ” قال يهوذا ليسوع: ” وهل تموت الروح الإنسانية؟ “. قال يسوع: ” لهذا السبب أمر الله ميخائيل أن يعطي البشر أرواحاً كإعارة, ليقدموا خدمة، ولكن الواحد العظيم أمر جبرائيل أن يمنح أرواحاً للجيل العظيم دون حاكم عليها – هذا هو الروح والنفس “. وأيضاً ” الروح [التي] بداخلك تسكن في هذا [الجسد] بين أجيال الملائكة ولكن الله سبب المعرفة لتعطى لآدم وأولئك الذين معه,حتى لا يحكم عليهم ملوك الفوضى والعالم السفلي “.
وهذا عكس الكتاب المقدس الذي ينادي بإله واحد ” الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي. ولا يخدم بأيادي الناس كأنه محتاج إلى شيء. إذ هو يعطي الجميع حياة ونفسا وكل شيء.
وصنع من دم واحد كل امة من الناس يسكنون على كل وجه الأرض وحتم بالأوقات المعينة وبحدود مسكنهم ” (أع17 :24-26). هذا الإله الواحد خلق كل شيء بكلمته ” لكن لنا اله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له. ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به ” (1كو8 :6)، ” الله خالق الجميع بيسوع المسيح ” (أف3 :9)، كلمته وصورة جوهره؛ ” في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس ” (يو1 :1-4)، ” الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين.الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل ” (كو1 :15-17).
(4) تنادي بأن الخلاص بالمعرفة، معرفة الإنسان للإله السامي غير المدرك ومعرفة الإنسان لنفسه كروح خيرة، شرارة إلهية، مسجونة في جسد مادي شرير، يقول إنجيل الحقيقية: ” الذي لديه المعرفة يعرف من أين أتي وإلى أين يذهب “. ويصور كتاب تعليم سلافينوس المسيح كالمعلم الذي يعلم الخلاص بالاستنارة المعرفية: ” الذهن هو المرشد، ولكن العقل هو المعلم، فهما سيخرجانك من الدمار والأخطار … أضيء عقلك … النور هو المصباح داخلك “. ويقول إنجيل يهوذا: أن المسيح كشف لتلاميذه الكثير من المعرفة: “ دعُا تلاميذه الأثنى عشر. وبدأ الحديث معهم عن أسرار ما وراء العالم وما سيحدث في النهاية “، ولكنه كشفها أكثر ليهوذا لأنه، كما يزعم هذا الكتاب المزيف كان هو الأقدر منهم على ذلك، وقال له: ” [تعال]: حتى أعلمك [أسرار] لم يرها أحد قط “!!
وهذا تعليم صوفي فلسفي معقد يتنافى مع تعليم المسيح البسيط الذي كان يقدمه بأمثال بسيطة: ” هذا كله كلم به يسوع الجموع بأمثال. وبدون مثل لم يكن يكلمهم ” (مت20 :28)، ” كان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ” (لو4 :22).
(5) وتصور المسيح كمعلم غنوسي جاء فقط ليعلم تعاليم غنوسية صوفية سرية!! يقول إنجيل توما (قول 13): ” قال يسوع لتلاميذه: قارنوا لي. وقولوا لي من أشبه. قال له سمعان بطرس. أنت كملاك صالح. قال له متى أنت كرجل حكيم متفهم. قال له توما: سيدي, لن أجهد فمي لأقول لك من تشبه. قال يسوع, أنا لست سيدك, لأنك سكرت، أنت سكرت من الينبوع الفوار الذي أرقته. وأخذه, وذهب به جانبا, وقال له ثلاث كلمات. وعندما رجع توما إلى أصحابه, سألوه ماذا قال لك يسوع؟ قال توما لهم: لو أخبرتكم بواحدة من كلماته التي قالها لي, فستحملون حجارة وترمونني بها. وستخرج نار من الحجارة وتحرقكم “.
ويقول في إنجيل يهوذا: ” فقالوا: ” يا معلم, أنت […] ابن إلهنا “. قال لهم يسوع: ” كيف تعرفونني؟ الحق [أنا] أقول لكم, ليس من بينكم جيل من الناس سيعرفني … وعندما سمع تلاميذه ذلك بدءوا يغضبون ويحنقون وبدءوا يجدفون عليه في قلوبهم. ولما رأى يسوع قلة [معرفتهم، قال] لهم: ” لماذا أدت بكم هذه الإثارة إلى الغضب؟ إلهكم الذي بداخلكم و […] هو من دفعكم إلى الغضب [داخل] نفوسكم “. أنه يتكلم عن مسيح غامض جاء من عالم أسطوري غير مدرك!!
وهذا لا يتفق لا مع مسيح الإنجيل الموحى به بالروح القدس الذي يقول؛ ” تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. تعلموا مني. لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم ” (مت11 :28و29). ولا مع مسيح التاريخ، الذي ولد وعاش ومات وقام. ولا وجود لمثله لا في كتب آباء الكنيسة ولا في أي كتب غير هذه الكتب الغنوسية الهرطوقية.
(6) يصف تلاميذ المسيح، عدا يهوذا، بأنهم يعبدون إله أخر أقل من الإله غير المدرك الذي جاء منه أو الذي أرسل المسيح، وأنهم لم يعرفوا الإله الحقيقي غير المدرك الذي لم يعرفه إلا يهوذا فقط!! ” فأجاب وقال لهم: ” أنا لا اضحك منكم, < فأنتم > لا تفعلون ذلك لأنكم تريدون, ولكن لأنه بذلك سُيمجد إلهكم “. فقالوا: ” يا معلم, أنت […] ابن إلهنا “.
قال لهم يسوع: ” كيف تعرفونني؟ الحق [أنا] أقول لكم, ليس بينكم جيل من الناس سيعرفني “.
وعندما سمع تلاميذه ذلك بدأوا يغضبون ويحنقون وبدأوا يجدفون عليه في قلوبهم. ولما رأى يسوع قلة [معرفتهم، قال] لهم: ” لماذا أدت بكم هذه الإثارة إلى الغضب؟ إلهكم الذي بداخلكم و […] هو من دفعكم إلى الغضب [داخل] نفوسكم. فليأت أي واحد منكم [قوى بما يكفى] بين الكائنات البشرية، ليخرج الإنسان الكامل ويقف أمام وجهي “.
فقالوا جميعا: ” نحن نملك القوة “.
لكن أرواحهم لم تجرؤ على الوقوف [أمامه] فيما عدا يهوذا الإسخريوطي, الذي كان قادراً على الوقوف أمامه, لكنه لم يقدر أن ينظر إليه في عينيه فأدار وجه بعيدا.
[وقال] له يهوذا: ” أنا اعرف من أنت ومن أين أتيت, أنت من العالم الخالد لباربيلو Barbelo وأنا لست مستحقاً بان انطق باسم ذلك الذي أرسلك “.
كما وصف التلاميذ، عدا يهوذا، بالجهل وعدم المعرفة وتضليل من يسيرون خلفهم:
” قال لهم يسوع: ” هؤلاء الذين رأيتموهم يتسلمون التقدمات عند المذبح – هؤلاء هم انتم. هذا هو الإله الذي تخدمونه … انظروا لقد قبل الله تقدماتكم من أيدي كاهن ” – هذا هو خادم الخطية, لكن الرب, رب الكون، هو الذي يوصي: ” في اليوم الأخير سيعيشون في العار “.
كما يقول أنهم لم يفهموا تعليم المسيح ولا إنجيله الحقيقي ولم يكن لديهم المعرفة الحقيقية التي كانت عند يهوذا الذي يزعم أنه وحده الذي عرف حقيقية الإله الحقيقي ومن ثم فقد كشف له المسيح، وحده، أسرار الملكوت:
” ولمعرفته أن يهوذا كان يتأمل في شيء ما كان مرتفعاً، قال له يسوع: ” تعالَ بعيدا عن الآخرين وسأخبرك بأسرار الملكوت. فمن الممكن لك أن تصل إلى ذلك “!!
وهذا عكس ما جاء في الإنجيل الموحى به بالروح القدس وبقية العهد الجديد، فقد كشف الرب يسوع المسيح لتلاميذه كل ما يحتاجونه للكرازة بالإنجيل في العالم أجمع، كما كشف لهم أسرار ملكوت السموات: ” فأجاب وقال لهم لأنه قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السموات ” (مت13 :11)، وشرح لهم كل ما سبق أن تنبأ به عنه أنبياء العهد القديم: ” وقال لهم هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم انه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث.
وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم. وانتم شهود لذلك ” (لو24 :44-48). وبعد قيامته يقول الكتاب: ” الذين أراهم أيضا نفسه حيّا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله ” (أع1 :3). وأعدهم ليكونوا له شهودا: ” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. وتشهدون انتم أيضا لأنكم معي من الابتداء ” (يو14 :26و27)، ” وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى أقصى الأرض ” (أع1 :8).
(7) وهنا يستخدم كاتب هذا الكتاب الأبوكريفي اسم الإله باربيلو Barbelo الذي يمثل في الفكر الغنوسي الانبثاق الأول من الإله السامي غير المدرك وغير المعروف وغير المرئي في روايات الخلق، خاصة الخاصة بجماعة السيزيان Sethians (الشيثيين) وهي الفرقة التالية بعد القاينيين الذي يرى العلماء أن كاتب هذا الكتاب الأبوكريفي متأثر بأفكارها. هذا الباربيلو يوصف بالإله المخنث أو المزدوج الجنس والإنسان الأول، ويوصف في كتاب يوحنا الأبوكريفي الغنوسي بقوله: ” هذا هو الفكر الأول، صورته، صارت رحم كل شيء، لأنها هي التي تسبقهم جميعاً، الأم – الأب، الرجل الأول (أنثروبوس – الإنسان)، الروح القدس، المذكر الثلاثي، القوي الثلاثي، ذو الاسم الثلاثي المخنث، والأيون الأبدي بين غير المرئيين، والأول الذي أتي “. كما يوصف بالأم.
وهذا الفكر الوثني لا مثيل له في المسيحية ولا يتفق مع عقيدة الله الواحد. بل يرجع للفكر الوثني الذي يؤمن بتعدد الآلهة!!
(8) ومثل معظم الأساطير الغنوسية الوثنية تكلم هذا الكتاب الأبوكريفي المنحول عن الروح العظيم الغير المرئي الذي انبثق منه كل وجود، وعن الإله الموجود الذاتي، وعن الأيونات: ” قال يسوع: ” [تعال]: حتى أعلمك [أسرار] لم يرها أحد قط، لأنه يوجد عالم عظيم ولا حد له، الذي لم ير وجوده جيل من الملائكة قط [ الذي فيه] يوجد [روح] عظيم غير مرئي “.
الذي لم تره عين ملاك قط. ولم يدركه فكر قلب قط. ولم يدع بأي اسم قط “. وتحدث عن إله أخر هو المولود الذاتي ” الروح الإلهي المنير المولود الذاتي “، خالق المنيرين الأربعة والأيونات المنيرة وبقية الأيونات!! والأيونات ومفردها أيون وتعني في اليونانية ” فترة الوجود ” أو ” الحياة ” ويعني في أساطير الخلق عند معظم الجماعات الغنوسية، كما هنا في إنجيل يهوذا، انبثاق من الإله غير المدرك أو من المولود الذاتي، وتمثل هذه الأيونات سلسلة لا تحصى من الانبثاقات المختلفة التي انبثقت من الإله غير المدرك أو الروح العظيم أو الأيون الكامل أو بيثوس Bythos، العمق، والبرو أرشي، أي الموجود قبل البدء.
وهذا يختلف عن الفكر المسيحي وكل من يؤمن بإله واحد، فنحن هنا أمام عدد من الآلهة والأيونات الروحية لا حصر لها وتختلف عن فكر الكتاب المقدس والذي يقول ” الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك ” (تث6 :4و5).
(9) كما يصور هذا الكتاب الأبوكريفي آدم أو آداماس كمخلوق ليس من الله بل عن طريق الإله سكالاس وملائكته الذين خلقوا البشرية والعالم ” من السحابة ظهر [ملاك] أضاء وجهه بالنيران, وتلوث ظهوره بالدماء. وكان اسمه هو ” نبرو – Nebro” الذي يعني المتمرد, ودعاه أحرون ” يالدابوث – Yaldabaoth” وجاء ملاك أخر من السحابة هو سكالاس (Skalas)، وهكذا خلق نبرو ستة ملائكة – وأيضاً سكالاس (Skalas) – ليكونوا مساعدين, وهؤلاء أنتجوا اثني عشر ملاكاً في السموات, وكل واحد منهم تسلم نصيباً في السموات “. وعن سكالاس الشرير الخالق، يقول: ” وبعدها قال سكالاس (Skalas) لملائكته: لنخلق كائناً بشرياً على شكل وعلى صورة, فشكلوا آدم وزوجته حواء، التي تدعى في السحاب زوي ” Zoe– الحياة “. ويعني اسم ” سكالاس ” الأحمق وهو اسم غنوسي كما يقول العالم الألماني كالوس سكلنج Klaus Schilling ” والشيطان مدعو أيضاً Saclas (أحمق) مصطلح يوجد غالباً في الأدب الغنوسي للديميورج (الصانع)، إله العهد القديم “. وهذا بالطبع عكس الكتاب الذي يقول أن الله خلق الكون بكلمته.
(10) وبرغم أن هذا الكتاب المنحول أتفق مع الأناجيل القانونية الأربعة على حقيقة تسليم يهوذا سيده لليهود مقابل المال، كقوله ” فأجابهم يهوذا كما أرادوا منه واستلم بعض المال وأسلمه لهم “، وصلبه وموته بالجسد المادي فدية عن البشرية، إلا أنه يختلف عنها في حقيقة جوهرية هي أن الأناجيل القانونية ترى فيما عمله يهوذا، برغم علم الرب السابق به، خيانة، وهذا الكتاب المنحول يرى في ذلك قمة التضحية فقد قام بهذا العمل بناء على تكليف المخلص له وقبله برغم العار الذي سيلحق به!!
وهذا لا يتفق مع شخص المسيح وسموه فقد كان عمله الفدائي بموته على الصليب وقيامته محتوماً ولم يكن في حاجة لشخص يسلمه لليهود ليسلموه بدورهم للرومان، فقد حاولوا قتله أكثر من مرة برجمه أو بإلقائه من على الجبل ومع ذلك لم يستطيعا أن يمسوه، وكان في إمكانه أن يترك نفسه أو يسلم نفسه لهم دون الحاجة إلى يهوذا أو غيره كما عبر هو نفسه قائلاً: ” أن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه. ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد ” (مت26 :24).
(11) كما لا يمكن أن تسمى كتب الغنوسية الستة المسماة بالأناجيل بهذا الاسم لأنها لا تحمل أي سمات للإنجيل. فهي لا تحوي شيئاً لا عن ميلاد المسيح أو لمحات من حياته ولا أعماله ولا موته أو قيامته، وأن كانت تلمح لها باعتبار أن ذلك موجود في الأناجيل القانونية التي أعترف بها هؤلاء الهراطقة أيضاً، سواء جزئياً أو كلياً، باعتبارها أناجيل العامة وأن كتبهم هي أناجيل الخاصة، كما يقول القديس إيريناؤس: ” الأرض التي تقف عليها هذه الأناجيل أرض صلبة حتى أن الهراطقة أنفسهم يشهدون لها ويبدأون من هذه الوثائق وكل منهم يسعى لتأييد عقيدته الخاصة منها “(1).
ولذا لم يقتبس منها أحد من آباء الكنيسة في القرون الأولى وما بعدها على الإطلاق، بل رفضوها لأنهم كانوا يعرفون جيدا مصدرها ومن أنتجها من الهراطقة، كما قال القديس إيريناؤس (170م) ” أن الهراطقة الماركونيين أصدروا عددا لا يحصى من الكتابات الأبوكريفية والمزورة والتي زيفوها بأنفسهم ليذهلوا عقول الحمقى(2). وقال عن تلفيق جماعة القاينيين لإنجيل يهوذا: ” ولذا فقد لفقوا تاريخا مزيفاً أسموه إنجيل يهوذا “. وقال العلامة أوريجانوس (185 – 253م)؛ ” الكنيسة لديها أربعة أناجيل والهراطقة لديهم الكثير جداً “.
4 – عقائد قادة الفرق الغنوسية واتفاقها مع إنجيل يهوذا:
ولكي ندرس أفكار قادة هذه الفرق الغنوسية ونفهم ما كانوا يقولونه، ونفهم أيضاً ما جاء في إنجيل يهوذا الأبوكريفي المنحول الذي خرج من أحد فرقهم، كما كتب عنهم القديس إيريناؤس سنة 180م، والذي ثبت صحة كل ما قاله عنهم وعن أفكارهم، خاصة بعد اكتشاف مكتبة نجع حمادي ودراسة نصوصها، نقدم هنا ملخصاً لأفكارهم مع عرض ما كتبه عنهم وعن آلهتهم العديدة وسلاسلها المعقدة!!
(1) عقيدة ساتورنينوس (Saturninus) في خلق الكون:
كما شرحها القديس إيريناؤس. ونلخصها كالآتي:
(1) الآب (غير المدرك وغير المرئي).
(2) الممسوح (أو المسيح).
(3) القوات الفائقة.
(4) سبعة ملائكة خلقوا العالم، من بينهم إله اليهود (صباؤوت).
(5) ملائكة أخرى ورؤساء ملائكة وسلطات وقوات.
(6) الشيطان.
(7) أرواح شريرة.
(8) أول كائن بشري (آدم – آداماس).
(9) سلالة بشرية شريرة.
(11) سلالة بشرية خيرة تملك شرارة الحياة بداخلها.
يقول القديس إيريناؤس ” ومن هؤلاء جاء ساتورنينوس … وأشار إلى آب واحد (مفرد) غير مدرك من الكل خلق الملائكة ورؤساء الملائكة والقوات والسلاطين. أما العالم وكل ما فيه فقد خلقته جماعة معينة من سبعة ملائكة. وعلاوة على ذلك فقد خُلق الكائن البشري (الإنسان) بواسطة الملائكة استجابة لظهور صورة مضيئة انبثقت من حضرة القوة الفائقة (المطلقة). وعندما لم يستطع (هؤلاء الملائكة)، كما يقول، كبح ذلك حيث تراجعوا في الحال فحذروا أحدهم الآخر قائلين ” لنصنع الإنسان على صورتنا كشبهنا “. وعندما أتخذ شكلا لم يكن قادرا على أن يقف منتصباً لعدم مقدرة الملائكة أن يعطوه القوة ولكنه انطوى على الأرض مثل الدودة. ثم أشفقت عليه القوة الفائقة لأنه جاء إلى الوجود على شبهها، وأرسلت له (هذه القوة) شرارة الحياة، التي أنهضت الكائن البشري وجعلته حياً.
ثم يقول، وبعد نهاية (حياة الإنسان)، ترجع شرارة الحياة هذه إلى العناصر المثيلة لها (مجال الخلود) وتنحل العناصر الأخرى التي جاءت منها إلى الوجود.
ثم أدعى أن المخلص الذي لا جنس له (بلا ميلاد) غير مادي (بلا جسد) ولا شكل له ظهر (افتراضا) ككائن بشري في المظهر فقط. وقال أن إله اليهود هو أحد الملائكة. وبسبب أن كل القوات أرادت أن تبيد أبيه (الآب)، فقد جاء المسيح ليدمر إله اليهود وليخلص الذين يؤمنون به، أي الذين فيهم شرارة الحياة. هذا الهرطوقي كان أول من قال أن الملائكة خلقوا سلالتين من البشر، واحدة شريرة والأخرى صالحة (ربما يقصد ذرية قايين وذرية شيث). ولأن الأرواح الشريرة كانت تساعد الأشرار فقد جاء المخلص ليدمر البشر الأشرار والأرواح الشريرة وليخلص الصالحين.
قارن ذلك مع نص إنجيل يهوذا الفقرات (3 إلى 5 من المشهد الثالث).
(2) عقيدة باسيليدس (Basilides) في خلق الكون:
يقول القديس إيريناؤس أن باسيليدس طور عقيدة خلق الكون كالآتي: فقال ” أن العقل (ناوس – Nous) كان هو بكر الآب غير المولود (الذي لم يولد). والذي منه ولد اللوجوس (Logos)، ومن اللوجوس (Logos) فرونيسيس (Phronesis)، ومن فرونيسيس (Phronesis) صوفيا (الحكمة Sophia) وديناميس (القوة – Dynamis)، ومن صوفيا (الحكمة – Sophia) وديناميس (القوة – Dynamis) خُلقت القوات والسلاطين والملائكة. الذين يدعونهم الأول، وبواسطتهم خُلقت السماء الأولى.
ثم تشكلت قوات أخرى منبثقة من هذه وخلقت سماء أخرى شبيهة بالأولى؛ وبنفس الطريقة، عندما تشكلت قوات أخرى بالانبثاق عنهم ومتماثلين مع الذين فوقهم تماماً، شكلوا هم أيضاً سماء ثالثة، ثم من هذه المجموعة الثالثة، في ترتيب أدنى، كان هناك تتابع رابع لهذه القوات وهكذا، على نفس المثال أعلنوا أن هناك الكثير والكثير من القوات والملائكة، وثلاثمائة وخمس وستين سماءً، تشكلت !! أي أن عدد السموات على عدد أيام السنة !!
وقد شكل (خلق) هؤلاء الملائكة الذين يحتلون السماء السفلى، أي المرئية لنا كل شيء في هذا العالم. وجعلوا لكل منهم حصة على الأرض وعلى الأمم التي عليها. وكان رئيس هؤلاء (الملائكة)، كما زعموا، هو إله اليهود، ولأنه أراد أن يخضع كل الأمم لشعبه، أي اليهود، فقد قاومه كل الرؤساء الآخرين وواجهوه. وكانت كل الأمم الأخرى في عداوة مع أمته. ولكن الآب غير المولود (الذي لم بولد) ولا اسم له أدرك أنهم يجب أن يدمروا، أرسل مولوده الأول العقل (ناوس – Nous)، الذي يسمى المسيح، ليخلص الذين يؤمنون به من قوة أولئك الذين خلقوا العالم “.
قارن الفقرة الأخيرة مع قول إنجيل يهوذا الفقرات 6و7 عن خلق الملائكة لآدم والكون المادي!!
ويقول عن المسيح: ” وظهر على الأرض كإنسان، لأمم هذه القوات وصنع معجزات … كان قوة غير مادية، وعقل Nous الآب غير المولود (الذي لم يولد). وكان يغير مظهره كما يشاء “. وهذا يتطابق مع قول إنجيل يهوذا: ” عندما ظهر يسوع على الأرض عمل معجزات وعجائب عظيمة لخلاص البشرية …وغالباً لم يظهر لتلاميذه كما هو، ولكنه وُجد بينهم كطفل “.
(3) عقيدة كاربوكريتس (Carpocrates) في خلق الكون:
ويقول القديس إيريناؤس ” يقول كاربوكريتس وأتباعه أن العالم والأشياء التي فيه خلقتها الملائكة الأقل بدرجة عظيمة من الآب غير المولود (الذي لم يولد). وقالوا أيضا أن يسوع هو ابن يوسف، وكان مثل البشر الآخرين باستثناء أنه يختلف عنهم في الاعتبارات التالية، فقد كانت نفسه نقية وراسخة، وقد تذكر بدقة تلك الأشياء التي شاهدها داخل مجال الآب غير المولود (الذي لم يولد). وعلى هذا الاعتبار فقد نزلت عليه قوة من الآب التي بواسطتها يمكن أن يهرب من خالقي العالم. ويقولون أنه بعدما مر من خلالهم جميعاً وبقي في نقطة حراً، صعد ثانية إليه وإلى القوات التي بنفس الطريقة احتضنت مثل هذه الأمور لنفسها “.
ولا نجد فرقاً كبيراً بين ما قاله كاربوكريتس وما جاء في إنجيل يهوذا فنفس الأفكار هي هي واحدة في جوهرها ومحتواها!!
(4) عقيدة ماركيون (Marcion)؛
والذي نادى بأن إله الناموس والأنبياء هو خالق الشرور الذي يبتهج بالحرب … ولكن يسوع أشتق من الآب الذي هو فوق الإله الذي خلق العالم، وجاء إلى اليهودية في زمن بيلاطس البنطي الحاكم الذي كان وكيلا لطيباريوس قيصر وظهر في شكل إنسان لأولئك الذين في اليهودية لاغياً الناموس والأنبياء وكل أعمال ذلك الإله الذي خلق العالم، والذي يدعوه أيضا بخالق الكون. وبتر الإنجيل الذي بحسب لوقا، وأزال كل ما كتب فيما يختص بسلسلة نسب الرب، ووضع جانباً كماً كبيراًَ من تعليم الرب الذي فيه يسجل أن الرب يعترف بأن خالق الكون هو أبوه. ” وأزال من رسائل بولس الرسول كل ما يختص بكون الله هو خالق العالم وأنه أبو الرب يسوع المسيح. كما أزال الكتابات النبوية التي اقتبسها للإعلان عن مجيء الرب مقدماً.
وعلم أن الخلاص يمكن أن تحصل عليه تلك النفوس التي تعلمت هذه العقيدة فقط … وقال أن قايين ومن هم على شاكلته والسدوميين والمصريين وآخرين غيرهم، بل وكل الأمم التي سلكت كل أنواع البغض، خلصت بواسطة الرب في نزوله إلى الهاوية وفي جريهم إليه ورحبوا به في مملكتهم. ولكن الحية التي كانت في ماركيون أعلنت أن هابيل وأخنوخ ونوح والرجال الأبرار الآخرين الذين جاءوا من البطريرك إبراهيم، مع كل الأنبياء وأولئك الذين أرضوا الله لم يشاركوا في الخلاص، حيث يقول لأن هؤلاء الناس علموا أن إلههم كان يجربهم بثبات، لذا فالآن شكوا في لأنه كان يجربهم، ولم يسرعوا إلى يسوع، ولم يؤمنوا بإعلانه، ولذا فقد أعلن أن نفوسهم ستبقى في الهاوية “.
وما قاله مركيون يتفق في نصه وجوهره مع معظم ما جاء في إنجيل يهوذا، وخاصة حديث ماركيون عن قايين والسدوميين والمصريين … الخ
وهكذا يتبين لنا كيف أن إنجيل يهوذا الهرطوقي الغنوسي الأبوكريفي المنحول خرج من دوائر هؤلاء الهراطقة ولم يخرج من داخل الكنيسة والتسليم الرسولي المسلم مرة للقديسين، من المسيح إلى رسله، رسل المسيح وتلاميذه، إلى خلفائهم وخلفاء خلفائهم في تسلسل رسولي عبر الأجيال.
(1) Ag. Haer. 3:11,8.
(2) Against Her. 32.