أبحاث
الدفاع الثالث للقديس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة
الدفاع الثالث للقديس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة
الدفاع الثالث للقديس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة
الدفاع الثالث للقدّيس يوحنا الدمشقي ضد هؤلاء الذين يهاجموا الأيقونات المقدّسة
- كثيرًا ما أري محبّين ينظرون إلى ملابس محبوبهم، يحتضنون الملابس بعيونهم وشفاههم كما لو كانت الملابس هي محبوبهم. يجب أن نعطي كل إنسان حقه، كما يقول الرسول المقدّس بولس: “فأعطوا الجميع حقوقهم، الجزية. لمن له الجزيّة الجبايه لمن له الحبايو. والخوف لمن له الخوف. والإكرام لمن له الإكرام.” (رو13: 7) لكل إنسان حسب مقياس كرامته.
- في أيّ مكان من العهد القديم أو العهد الجديد تجد بوضوح هذه التعبيرات” الثالوث” “تحول الخبز والخمر إلي جسد ودم” “الطبيعة الواحدة لله” أو أيّ شيء عن أن “المسيح أقنوم وأحد ذات طبيعتين” ومع ذلك معنى كل هذه الأشياء موجود، موضّح بجمل أخرى يحتوية الكتاب المقدّس، والآباء فسروها لنا، ونحن قبلنها وحرمنا أيّ إنسان لا يقبلها. لقد أثبت لك أنّه تحت العهد القديم امر الله بأقامت الصور: أولاً الخيمة، وبعدها كل شيء في داخلها. وفي الإنجيل الرب نفسه اجاب عندما سأله الفرسيون “أيجوز أن تعطى جزيّة لقيصر أم لا؟ فقال له أروني معاملة الجزيّة. فقدّموا له دينارًا. فقال لهم لمن هذه الصورة والكتابة؟ قالوا له لقيصر. فقال لهم أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله.” (مت22: 17–21) حيث أن العملة تحمل صورة قيصر، فهي مرتبطة بشخص قيصر ويجب عليك أن تعطيها له. كذلك أيقونة المسيحوفهي جزء منه، ويجب أن تعطيها حقّها.
- الرب دعى رسوله مقدّسين، لأنّه قال ” طوبى لعيونكم لنها تبصر، ولأذانكم لأنّها تسمع. فإنّي الحقأقول لكم أن أنبياء وأبرارًا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا.”(مت13: 16–17) الرسل رءوا المسيح في الجسد، شاهدوا آلامه ومعجزاته، وسمعوا كلامه. نحن أيضًا نشتهي أن نري، ونسمع لك نمتلئ من الخير. رءواه وجهًا لو جه، حيث أنّه كان موجود ماديًا، نحن نسمع لكلامه عندما يقراء من الكتاب، وبسماعة تتطهّر أنفسنا وتمتلئ من البركة. فنعبده، مكرمين الكتاب الذي سمعنا منه هذه الكلمات. كذلك أيضًا من خلال الصور المرسومه، نصبح قادرين على أستيعاب شكله الجسدي، معجزاته، آلامه، وبهذا نتطهّر، نتبارك ونمتلئ بالفرح. باحترام نكرم ونعبد شكله الجسدي، وبتأمّل شكله الجسدي، نكون فكرة على قدر إمكاننا لمجد ألوهيته. وحيث أنّنا مصمّمين من جسد ونفس، وأن نفسنا ليست روح عارية بل مغطاه، لكما لو كانت بحجاب جسدي، فهو من المستحيل لنا أن نفكر بدون استعمال الصور الماديّة. مثلما نستمع للكلمات المعروفة لكي نفهم الأشياء الروحيّة، كذلك باستعمال الرؤية الجسديّةنصل إلى التأمّل الروحي. لهذا السبب أخذ المسيح جسد ونفس، حيث أن الإنسان مصنوع من كلاهما. وبالمثل العماد يكون بالماء والروح. ونفس الشيء في التناول. الصلاة. قرأة المزامير، الشموع، أو البخور، جميعهم له تأثير روحي ومادي.
- الشيطان تفادى كل هذه الأشياء، ما عدا عاصفته على الأيقونات فقط. غيّره من الأيقونات يمكن أن تعرف ممّا قاله “سفرونيس sophronius ” بطريرك أورشليم، في “حديقة الروح”. (القصة مذكوره قرب نهاية الدفاع الأول) أترى كيف أن الذين يمنعون تبجيل الصور هم مقلدين وألات للشيطان، لأنّه بدلاً من أغراء الرجل العجوز أكثر، الشيطان حاول أن يحرم أيقونة سيّدتنا من التكريم، لأنّه يعرف أيهما سوف يكون الشرّ الأعظم.
- حيث أنّنا نتكلّم عن الصور وتبجيلها، دعنا إذا نحضر ونمحص كل موضوع يخصّهم. دعنا نفكر في الأسئلة الآتية: 1. ما هي الصور؟ 2. لماذا تصنع الصور؟ 3. كم نوع من الصورموجود؟ 4. ماذا يمكن رسمه في الصور وماذا لا يمكن؟ 5. من الذي صنع الصور أولاً؟
- بخصوص العبادة، دعنا نفحص الآتي: 1. ما هي العبادة؟ 2. كم نوع من العبادة موجود؟ 3. كم عدد الأشياء في الكتاب المقدّس، التي يمكن اكتشاف أنّها عبدت؟ 4. كل العبادات من أجل الله، المعبود بطبيعته. 5. أيّ تكريم يعطى للصورة ينقل إلي النموذج الأصلي.
النقطة الأولي- ما هي الصورة؟
- الصورة هي شبه، أو مثل، أو شكل لشيء. تعرض في نفسها ما رسم. الصورة لا تكون مثل النموذج الأصلي في كل شيء. لأن الصورة شيء. والمرسوم شيء آخر. المرء يمكن دائمًا أن يلاحظ الفرق بينهم، حيث أن الواحد ليس الاخر والعكس صحيح. اعرض هذه الأمثال: صورة إنسان، حيّ وإن كانت تشبه في الشكل الجسدي، فإنّها لا تستطيع أن تحتوي قوّته العقليّة. ليس فيها حياة، لا تستطيع التفكير، ولا الكلام، ولا السمع، ولا الحركة. الابن هوالصورة الطبيعيّة للآب، ومع ذلك يكون مختلف لأنّه الابن وليس الآب.
النقطة الثانيه – لماذا صنعت الصور؟
- كل الصور تكشف وتجعل الأشياء المخفيه مفهومة. مثلاً، الإنسان ليس له معرفة لحظية للأشياء الغير مرئية، حيث أن النفس محجوبه بالجسد. وليس للإنسان معرف بالأشياء البعيدة عن بعضها أو المنفصله بالمكان، لأنّه هونفسه محدود بالزمان والمكان. لذلك صنعت الصور لكي تعطي الإنسان تقدّم في المعرفة، ولكي تكشف الأشياء السريّة ونصبح مفهومة. لذلك فالصور هي مصدر فائدة، مساعدة، وخلاص للجميع، حيث أنّها تجعل الأشياء ظاهرة، وتمكننا من فهم الأشياء المختفية. وبذلك نتشجع لاشتهاء وتقليد الخير ونكره الشر.
النقطة الثالثة – كم نوع من الصور موجود؟
- هناك أنواع مختلفة من الصور. أولاً الصورة الطبيعيّة. في كل شيء يجب أن تأتي الصورة الطبيعيّة أولاً، وبعدها الصور التي تصنع من الكلام أو العرض الفني. أولاً كان الإنسان، بعد ذلك يمكن أن يكون هناك كلامات وصور، ابن الآب هوالصورة الطبيعيّة الدقيقة المشابه لله الغير مرئي، لأنّه يعلن الآب في أقنومه.”لم يري أحد الله” ومرّة أخرى “لم يري أحد الآب” الرسول يقول أن الابن هوصورة الآب: “الذي هوصورة الله الغير منظور” (كو1: 15) وإلى العبرانيّين يقول: “… الذي هوبهاء مجده، ورسم جوهره” (عب1: 3) في إنجيل القدّيس يوحنا نري أنّه يعلن الآب في نفسه، لنه عندما قال له فيلبس “أرنا الآب وكفانا” قال له يسوع “أنا معكم زمان هذا مقدارة، ولم تعرفوني يافيلبس الذي رأني فقد رأى الآب” (يو14: 8-9). الابن هوالصورة الطبيعيّة للآب، مشابه للآب تمامًا في كل شيء فيما عدا أنّه مولود من الآب والآب غير مولود. الروح القدس هي صورة الابن، لأنّه لا يستطيع أحد أن يقول أن المسيح إله إلاّ بالروح القدس. من خلال الروح القدس نعرف المسيح، الذي هو الله وابن الله، وفي الابن نري الآب. الكلمة هوالرسول الذي يجعل الطبيعة الإلهيّة مفهومة لنا، الروح القدس هوالمفسر للكلمة. الروح القدس هوالصورة الدقيقة للآبن، يختلف فقط في الترتيب، لأن الابن مولود لا يمكن أن يسبق. ابن أيّ أب يكون هوالصورة الطبيعيّة له. لذلك أول نوع من الصور هي الصورة الطبيعيّة.
- النوع الثاني من الصور هي معرفة الله السابقة للأشياء التي سوف تحد، هدفة الغير متغيّر من قبل كل الدهور. الطبيعة الإلهيّة غير متغيّرة، وهدفه بدون بداية. خطته موضوعة من قبل كل الدهور، ويتحققوا في الوقت المحدّد لهم من قبل. الصور والأشكال للأشياء التي لم يفعلها بعد، وهدف كل منها، سماهم المقدّس “ديونيسيس” الترتيب المسبّق. الله في حبّه لنا، حدّد هذه الأشياء، وصفها، رسمها حتى قبل أن تصبح واقع.
- النوع الثالث من الصور صنعة الله كمثال لنفسه: الذي هوالإنسان. كيف للمخلوق أن يشارك طبيعتة هوالغير مخلوق، إلاّ بالتقليد؟ كما أن الابن، والابن الذي هوالكلمة، والروح القدس، هما الله واحد، كذلك العقل، والروح يكونوا الإنسان حسب سيطرة الله وسلطته. لأن الله يقول: “نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا”، وبعدها مباشرة يضيف “فيتسلّطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلي كل الأرض” (تك1: 26).
- النوع الرابع من الصور يتكون من ظلال وأشكال وأنواع الأشياء الغير مرئيّة التي وصفت في الكتاب المقدّس بتعبيرات ماديّة. هذا يعطينا فهم بسيط لله وبدونها لا يكون عندنا أيّ شيء من هذا القبيل، لأنّه من المستحيل أن نفكر في أشياء غير مرئية إلاّ إذا رأينا أشكال متوافقة معها، كما قال القدّيس العظيم “ديونيسيس” من أريوس باغوس. أيّ إنسان يستطيع القول أن عدم قدرتنا على توجيه أفكارنا لفهم الأشياء العاليه يجعل استخدّام الأشياء المألوفة التي نستخدمها في كل يوم ضروري لإعطاء شكل مناسب لمن لا شكل له، ويجعل الغير مرسوم مرئي، وبذلك نستطيع أن نكون فهم متوافق. لو كان كلمة الله ليوفّر لنا كل ما نحتاج، دائمًا يقدّم لنا الغير ملموس لأبسًا شكل، ألم يفعل ذلك بصنع صورة مستخدمًا ما هومألوف في الطبيعة، وبذلك أحضر لنا هذا الذي نطوق إليه ولكن لا نستطيع أن نراه؟ جريجوري الفصيح يقول العقل المصمّم على إهمال الماديّات سوف يجد نفسه في ضعف وتوتّر. منذ أن خلق العالم والأشياء الغير المرئيّة لله تري عن طريق الصور. نري صور في الخليقة التي بالرغم من أنّها ضوء خافت ولكنّها تذكّرنا بالله. مثلاً، عندما نتكلّم عن الثالوث الأبدي المقدّس، نستخدم صورة الشمس، النور، والأشعة المحرقة. أو نافورة الماء. أو النهر الممتلئ، أو العقل، والكلام، والروح في داخلنا، أو شجرة الورد، الوردة، والرائحة الذكيّة.
- النوع الخامس من الصور يقال أنّه يصور ما سوف يحدث، مثل العلقة المشتعلة، أو الصوف والندي، الذان يصوران العذراء والدة الأله، كما أن عصا هارون وقسط المنّ. الحيّة البرنزيّة تمثّل الصليب، وهذا الذي شفي لدغة الحيّة بتعلّقه عليه. نعمة العماد تمثّل بالسحاب وماء البحر.
- النوع السادس من الصورصنع للتذكّرة بأحداث الماضي، مثل المعجزات أو الأعمال العظيمة. لتمجيدهم، تكريمهم، ولكي تعطي ذكري أبديّة لهؤلاء الذين جاهدوا في حماس. أنّهم يساعدوا على زيادة الفضيلة، لكي يخزى فاعلي الشرّ وينهزموا. وأيضًا سيفيدوا الأجيال القادمة، لأنّه بالنظر إلى هذه الصور سوف يتشجعوا على الهروب من الشر، ويشتهوا الخير. هذه الصور تكون من نوعين: أما أن تكون كلمات مكتوبة في الكتب، في هذه الحالة تكون الكلمات المكتوبة هي الصورة، كما حدث عندما نقش الله لو حيّ العهد (تث5: 22)، وكما أمر أن تسجّل سير الرجال المقدّسين، (خر17: 14). أو أنّها صور ماديّة، مثل قسط المنّ، عصا هارون، التي كانت محفوظه في تابوت العهد كزكرى دائمة، (خر16: 33-34) أو مثل حجرين الجزع الذي نقش عليهم أسماء أسباط إسرائيل والتي حفظت على كتفي الرداء (خر28: 11-12) أو الأثني عشر حجر الذي أمر بأخذهم من الأردن للذكري الثانية. (هذه الأسر هي أعظم ما حدث للشعب المؤمن) وهي حمل التابوت، وشق البحر. لذلك نحن الآن نصنع صورلتذكّر الرجال الأقوياء، لكي نشتهي بحماس أن نتبع مثلهم. أما أن تزيلوا كل الصور مع بعضها، أو إنّكم ترفضوا سلطته خوالذي أمر بصنعها، أو إنّكم تقبلوهم بالأسلوب والاحترام التي يستحقوّةا.
النقطة الرابعة- ما الذي يمكن أن يرسم في الصورة وما لا يمكن رسمه، وكيف تصنع الصور
- الأشياء الفزيائيّة التي لها شكل، الأجسام المحدودة، والتي لها ألوان، هي مناسبة لصنع الصور. ومع ذالك بالرغم من أن الملاك ليس له جسد، ولا نفس، وكذلك الشيطان، لكنّهم يمكن رسمهم وتحديدهم حسب طبيعتهم. لأنّهم مخلوقات مدركة، ويعتقد أنّهم يوجدوا غير مرئيي ويعملوا روحيًا. أنّه من الممكن أن نصنع تمثيل جسدي لهم كما صنع موسى الكاروبين. هؤلاء المستحقّين رءوا هذه الصور، وهذا المنظر الجسدي المدرك ظهر عنطريق أشياء فزيائيّة. الطبيعة الإلهيّة وحدها هي التي لا يمكن أن تحدّد وهي دائمًا بدون شكل ولا جسم ولا يمكن أن تفهم. لو أن الكتاب المقدّس ألبس الله شكل يبدوا كأنه مادي، أو شكل مرئي، فهذه الأشكال مازلت غير ماديّة، لأنّهم لم يرأهم كل الناس، ولا كان من الممكن رؤيتهم بالعين الجسديّة المجرّدة، ولكنّهم نظروا بالرؤية الروحيّة للأنبياء، أو غيرهم، بطريقه أخرى يمكن القول أنّه يمكن عمل الصور لك شكل يمكن أن نراه، ويكون فهمنا لهذه الأشكال عن طريق النظر. لو كنّا في بعض الأحيان نفهم بعض الأشكال عن طريق العقل، ولكن في أحيان أخرى ممّا نري، فهذين الطرقين نصل للفهم. ونفس الشيء بالنسبة للحواس الأخرى: بعد الشم أو التذوق، أو اللمس نقرن معلوماتنا بالعقل ونصل إلي المعرفة.
- نحن نعلم أن من المستحيل أن ننظر إلى الله، أو إلي روح، أو إلي الشيطان، كما هما في طبيعتهم. ولكن يمكننا أن نراهم إذا ظهروا في أشكال غريبة عن طبيعتهم. الله في رعايته لنا لبس شكل الذي هوالجسد بمظهره، حتى نستطيع أن نعرفه أكثر، خوفًا من أنّنا نجهل بالكامل الله والمخلوقات الغير جسديّة. الله فقط هوالوحيد الذي بدون جسد بالكامل، ولكن الملائكه والارواح أو الشيطان بالمقارنة بالله (الذي وحده لا يمكن مقارنته بأي شيء) فهما لهم جسد، ولكن بالمقارنة بالأجسام الماديّة فهم بدون جسد. الله يسمح أن لا نكون جاهلين بالكامل للمخلوقات الغير جسديّة، لأنّه ألبسهم بأشكال واستخدم صور مفهومة لطبيعتنا، أشكال ماديّة يمكن رؤيتها بالبصيرة الروحيّة للعقل. من هذه نصنع صور وعروض، وألا كيف كان يمكن للكاروب أن يظهر في شكل؟ ولكن الكتاب المقدّس أيضًا فيه أشكال وصور لله نفسه.
النقطة الخامسة – من الذي صنع الصور أولاً ؟
- في البدء هو الله أنجب ابنه الوحيد، كلّمته، الصورة الحيّة لنفسه، الشبيه الطبيعي الدقيق لأبديّته. وصنع الإنسان على صورتخ ومثاله. ورأي أدام الله وسمع صوت أقدامة يمشي في الفردوس، في وقت المساء، وخبئ نفسه (تك3: 8). يعقوب رأى وتشاحن مع الله، لأنّه من الواضح أن الله ظهر له كإنسان. (تك32: 24) موسى رأى كما لو كان ظهر إنسان، إشعياءء رآه كرجل جالس على عرش. دانيال رأى شبه إنسان، ووحّد مثل ابن الإنسان قادم قبل قديم الأيام (دا 7: 9). لم يري أحد الطبيعة الإلهيّة، ولكن صور وأشكال الذي سوف يأتي. لأن ابن وكلمة الله الغير مرئي سوف يصبح إنسان، لكي يتّحد مع طبيعتنا، ولينظر في الأرض. كل من رأى هذه الشكل والصور عبدها، كما قال بولس الرسول في رسالته للعبرانيّين: “في الإيمان مات خرلاء أجمعون، وهم لم ينالوا المواعيد، بل من بعيد نظروها وصدقوّةا وحيوها” (عب11: 13) فهل لا يصح أن أصنع صورة له الذي نظر في الجسد من أجلي؟ إلاّ يجب أن أعبدة وأكرمه هو من خلال تبجيل وتكريم صورته؟. إبراهيم لم يرى الطبيعة الإلهيّة، لأنّه لم يري إنسان أبدًا الله، ولكنّه رأى صورة الله، فسقط وعبدها. يشوع ابن نون لم يرى الملاك كما هوبالطبيعة، ولكن صورة، لأن الملاك بالطبيعة غير مرئي للعين الجسديّة، وبالرغم من ذلك سجد وعبد، ودانيال فعل نفس الشيء بالرغم من أن الملاك مخلوق وخادم لله، وليس الله. ولكنّهم سجدوا وعبدوا أمام الملاك ليس كإله ولكن كخادم روحي لله. فهل أصنع صور للأصدقاء؟ ألا يجب أن أكرمهم، ليس مثل الله، ولكن كصورة أصدقاء الله؟ لا يشوع ولا دانيال عبدوا الملائكه كإلله، ولا حتى أنا، فأنا لاأعبد الصورمثل لله، ولكن من خلال صور المسيح، والدة الإله، والقدّيسين، أحضر العبادة والتكريم لله، بسبب الحترام الذي أكرم به أصدقائة. الله لم يتّحد مع الطبيعة الملائكيّة، ولكن مع الطبيعة البشريّة، الله لم يصبح ملاك ولكنّه أصبح إنسان في الطبيعة وبالحقيقة. لأنّهم ليسوا الملائكه التي يهتم بهم الله، ولكن بنسل إبراهيم، أقنوم ابن الله لم يأخذ الطبيعة الملائكيّة، ولكن الطبيعة البشريّة، الملائكه لا تشترك في هذا، لم يصبحوا ورثه للطبيعة الإلهيّة. ولكن بعمل النعمة اشترك الإنسان وأصبح وريث، بقدر ما يأكل من جسد الرب المقدّس ويشرب من دمه، حيث أن أقنومه متحد مع اللآهوت، وطبيعتين جسد المسيح الذي نأكله مشتركين بغير اِنفصال في أقنومة. ونحن شركاء في الطبيعتين، في جسده ماديًا وفي لأهوته روحيًا، نحن لا نصبح نفس الأقنوم مثله، لأنّنا لنا أقنوم خاص، ولكن نتحد فيه فقط بالختلاط بجسده ودمة. لذلك فنحن أعظم من الملائكة، إذا حافظنا على هذه الشركه بمراعات الوصايا. لأن طبيعتنا المتواضعة اقل بكثير من طبيعة الملائكه، بسبب الموت وثقل الجسد، ولكن حسب إرادة الله الحسن اتّحدت طبيعتنا به، وأصبحت الطبيعة البشريّة اعلي من الطبيعة الملائكيّة. الملائكه تقف بخوف وترتعب أمام طبيعتنا، لأنّه رفعنا معه وأجلسنا في الأمكان السمائيّة في يسوع المسيح، وسوف يقفون في خوف يوم الحكم، لم يذكر في الكتاب المقدّس أنّهم سوف يجلسون معنا، أو أنّهم سوف يصبحون ورثه للطبيع الإلهيّة. “أليس جميعهم أرواحًا خادمّه مرسلة للخدمة لأجل العتدين أن يرثوا الخلاص؟.” (عب1: 14) لأنّه ليس مكأنّهم أن يحكموا ويتمجّدوا مع هؤلاء الذين سوف يجلسوا على مائدة الآب، القدّيسين في الناحيّة الخري هم أبناء الله، أبناء المملكة، ورثه الله ووارثين مع المسيح (رو8: 17) لأنّهم خدّام بالطبيعة، أصدقاء بالانتخاب، وأبناء وورثه بالنعمة الإلهيّة، كما قال الرب للآب.
الآن وقد تكلّمنا عن الصور، دعونا نتكلّم عن العبادة. في المكان الأول دعونا نحدّد ماهي.
عن العبادة. ما هي العبادة؟
- العبادة هي علامة للخضوع. الخضوع يتضمن التحقير والإهانة. هناك أنواع عديدة من العبادة.
عن نوع العبادة
- أول نوع من العبادة هوالعبادة المطلقة (adoration) التي نقدمها لله وحدة، هو وحده بالطبيعة مستحق أن يعبد. هذه العبادة تقدّم بعدة طرق. أولاً هي العبادة المعطاه من الخدّام. كل المخلوقات تعبدة، كما يخدم الخدّام سيّدهم، كل الأشياء خدّامه. عبادة البعض اختياريّة، بينما عبادة البعض الاخر أجباريه. الأبرار يعبدون بإرادتهم وبمعرفة، في حين أن الآخرين ومثل الشيطان، يعبدون بمعرفة، ولكن ليس بإرادتهم. والبعد لايعرف من هو الله ولكن في جهلهم يقدّموا عبادة غير اختياريّة.
- النوع الثاني من العبادة المطلقة الشوق والحنين لله بسبب المجد الذي له بالطبيعة. هو وحده مستحق أن يمجّد، ولكن لا يمكن لأحد أن يمجّده من نفسه، لأنّه هو مصدر كل المجد، كل الخير، النور الذي لا يمكن الاقتراب منه، العذابة التي لا تقارن، الكمال الغير محدود، لج الخيرًات، الحكمة الغير ملامة، القوّة اللآمتناهية، هو وحدة المستحق أن يعبد، ويمجّد، ويشتهى.
- النوع الثالث من العبادة المطلقة هوأعطاء الشكر عن كل ما خلق لنا، كل شيء هودين بشكر الله، ويجب أن نقدم له عبادة غير منقطعة، لأن كل الأشياء نوجد به، وفيه تتمسك الأشياء ببعضها. يعطي بسخاء من هباته للجميع، دون أن يسأل، يشتهي خلاص كل البشر والمشاركة في خيرًاته. فهو يتألّم كثيرًا بسببنا نحن الخطاة، لأنّه يشرق شمسه في الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين. (مت5: 45)، هوابن الله ومع ذلك أصبح أصبح واحد منّا من أجلنا، وجعلنا مشتركين في الطبيعة الإلهيّة، لكي ” نكون مثله” كما يقول يوحنا اللآهوتي في رسائله الكاثوليكيّة.
- النوع الرابع من العبادة المطلق ينبع من حاجتنا ورجائنا لبركته. حيث أنّنا لاحظنا أنّنا بدون مساعدته لن يكون فينا خير ونكون غير قادرين على عمل أيّ شيء، نعبده ونتوسّل إليه أن يسمع لكل حاجاتنا ورغباتنا، لكي ننجا من الشيطان ونبقى في الخير.
- النوع الخامس من العبادة المطلقة هوالتوبة والاعتراف. كخطاه نعبد الله ونخضع أنفسنا أمامه، متوسّلين إليه أن يغفر خطايانا. كما يليق بالخدّام أن يفعلوا. وهذا يحدث بثلاث طرق: الإنسان ممكن أن يندم لأنّه يحب الله، أو لأنّه فشل في الحصول على بركات الله، أو لأنّه يخاف من العقاب. الأول ينبع من عرفان الجميل واشتهاء الله، وهذا تصرّف الأبناء، والثاني هو تصرّف المزارع المستأجر، والثالث هو تصرّف العبيد.
كم من الأشياء نجد في الكتاب المقدّس التي كانت تعبد عبادة نسبيّة؟ وما هوالفرق في طريق العبادة التي نقدمها لهذه الأشياء المخلوقة؟
- أول شيء، الأماكن التي أرتاح فيها الله، المقدّس وحده. لقد أرتاح في أماكن مقدّسة: وهذه هي الثيؤطوكوس والقدّيسين. هؤلاء الذين أصبحوا مثل الله بقدر المستطاع، حيث أنّه اختاروا أن يتعاونوا مع الانتخاب الإلهي. لذلك سكن الله فيهم. فإنّه حقًا يدعوا آلهة، ليس بالطبيعة ولكن بالتبنّي، مثلما ندعو قضيب الحديد الساخن مشتعل، ليس بطبيعته، ولكن لأنّه اشترك في العمل مع النار. هو يقول “تكونون قدّيسين لأنّي قدّوس الرب ألهكم”(لا 19: 2) هذا أولاً، بعد ذلك اختيار الخير، وبمجرّد أن نختار الخير، الله يساعد الذي اختار الخير أن يزيدوا في الخير، لأنّه يقول ” واسير بينكم” (لا 26: 12) نحن هياكل الله وروح الله ساكن فينا(1 كو 3: 16) “وأعطاهم سلطان على أرواح نجسة حتى يخرجوها، وشفوا كل مرض وكل ضعف.” (مت10: 1) وأيضًا “من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا، ويعمل أعظم منها”(يو 14: 12) “يقول الرب حاشا لي أن أكرم الذين يكرّمونني” (1صم2: 30) و” أن كنّا نتألّم معه لكي نتمجّد أيضًا معه” (رو 8: 17) “الله قائم في مجمع الله. في وسط الآلهة يقضي” (مز 82: 1). لذلك حيث أنّهم حقًا آلهة، ليس بالطبيعة، ولكن لأنّهم شاركوا في الطبيعة الإلهيّة، فيجب أن يبجّلوا، ليس لأنّهم يستحقّونها، ولكن لأنّهم يحملوه هو في داخلهم الذي هو معبد وبالطبيعة. نحن لا نبتعد ونرفض أن نلمس الحديد المشتعل بسبب طبيعته ولكن لأنّه اشترك مع ما هو ساخن بالطبيعة، القدّيسين يبجّلوا لأن الله مجدهم. ومن خلاله أصبحوا مخيفين للأعداء، ومفيدين للإيمان. هم ليسوا آلهة بطبيعتهم، ولكن لأنّهم كانوا خدّام محبّين لله، لذلك نبجّلهم، لأن الملك يتكرم من خلال العبادة المقدمّة لخدّامه المحبوبين. هم خدّام طائعين، وأصدقاء مقربين، ولكنّهم ليسوا الملك نفسه. عندما يصلّي المرء بإيمان مقدّمًا دعواه باسم صديق مفضّل فإن الملك يقبل الدعوى من خلال الخادم الأمين، لأنّه يقبل التكريم الذي أعطي لخادمة. لذلك هؤلاء الذين يتقدّمون إلى الله من خلال الرسول يستمتّعون بالشفاء، لأن ظل الرسل أو مناديلهم ومناشفهم التي تلمسهم تكون مملوئه من الدواء. هؤلاء الذين يرغبون في عبادتهم مهل الله فهم ممقوتين ويستحقّوا النار الأبديّة. وأما الذين بسبب عجرفتهم يرفضون أن يكرّموا خدّام الله، سوف يحكم عليهم على عجرفتهم وإظهارهم عدم التكريم لله. الأطفال الذين أساءوا إلي إليشع هم مثل لذلك، لأن الدببة افترستهم (2 مل 2: 23).
- النوع الثاني من العبادة النسبيّة هي العبادة المقدمّة للأشياء المخلوقة الأماكن التي استخدمها الله ليتمّم خلاصنا، سواء كان قبل مجيء الرب، أو بعد التجسّد، مثل جبل سيناء، والناصريّة، الكهف والمزود في بيت لحم، جبل الجلجثة المقدّس، خشب الصليب، المسامير، الأسفنجة، القصبة، الحربة المخلّصة، الرداء القماش، القماط، القبر المقدّس الذي هو نافورة خلاصنا، الحجر الذي أغلق القبر، جبل إسرائيل المقدّس وجبل الزيتون المقدّس، بركة بيت صيدا حديقة جثماني المقدّسة وكل الأماكن المماثلة. أنا أُبجّل وأكرم كل معابد الله المقدّسة وكل شيء حيثما يوجد اسم الله، ليس من أجلهم، ولكن لأنّهم أوعية لقوّة الله. فيهم ومن خلالهم سر الله أن يتمّم الخلاص. أنا أُكرم وأُبجّل الملائكة، والنسان، والمادة التي اشتركت في القوّة الإلهيّة، لأن هذه الأشياء ساعدت في خلاصي، وعمل الله من خلالهم. أنا لا أكرم اليهود، لأنّهم رفضوا أن يشتركوا في القوّة الإلهيّة، ولم يتمنوا خلاصي، صلبوا إلهي، رب المجد، هاجموا على الله المحسن إليهم بالحسد والكراهيّة. داود يقول: “يا رب أحببت محل بيتك وموضع مسكن مجدك” (مز 26: 8) وأيضًا “ولندخل إلي مسكنه. لنسجد عند موضع قدميه” (مز 132: 7) وأيضًا “واسجدوا في جبل قدسه” (مز 99: 9) الثيؤطوكوس المقدّس هي جبل الله الحيّ، والرسل هم الجبال المتكلّمة لله. “الجبال قفزت مثل الكباش، والآكام مثل حملان الغنم” (مز 114: 4).
- النوع الثالث من العبادة النسبيّة نعطيه للأشياء المكرسه لله، مثل الإنجيل والكتب الأخرى، لأنّهم كتبوا لإرشادنا نحن الذي أنتهت إلينا أو خر الدهور. من الواضح أن الطبق والكأس والشمعدان، والمذبح يجب أن يحصلوا على الاحترام. تذكّروا ماحدث عندما أمر بيلشاصر الملك أن يقدّم الخمر في الأنيه المقدّسة. وكيف أنهي الله مملكته.
- النوع الرابع من العبادة النسبيّة يعطى للصور التي رأها الأنبياء (لأنّهم رءواا الله في صور في بصيرتهم) هذا الصور كانت مستقبلية مثل عصا هارون، الذي تمثّل سر العذراء، أو قسط المن، أو المذبح.يعقوب سجدا أمام عكاز يوسف. يوسف هوصور المخلّص. صور أحداث الماضي تؤكد أنّها ستبقي في الذاكرة. الخيمة كانت صورة عامه لكل العالم. قال الله لموسى “وانظر فاصنعها على مثالها الذي أظهر لك في الجبل” (خر25: 40) وهذا يتضمن الكاروب الذهبي والكاروب المترس على حجاب قدس الأقداس. لذلك فنحن نبجّل شكل الصليب المكرم، أو شبيه الشكل الجسدي لإلهنا، أو هي التي ولدته في الجسد، وأي شخص يكون جزء منه.
- النوع الخامس من العبادة النسبيّة هي تبجيلنا الواحد للآخر، حيث أنّنا ورثة الله، وصنعنا حسب صورته، وخاضعين لبعض، وبذلك نتمّم قانون المحبة.
- النوع السادس من العبادة النسبيّة يعطي بهؤلاء الذين أعطوا السلطة لقيادتنا. الرسول يقول: “فأعطوا الجميع حقوقهم… والإكرام لمن له الإكرام” (رو13: 7) يعقوب سجد أمام عيسو أخيه الأكبر، وأيضًا لفرعون، القائد الذي عيّنه الله.
- النوع السابع من العبادة النسبيّة يقدّم للسيّد من خادمه، وللمحسن الذي يعطي الطالب منه، كما كان الحال مع إبراهيم عندما اشتري مغارة المكفيلة من عفرون (تك23: 7-12).
- لا نحتاح أت نقول أن الخوف، والتكريم، والاشتياق كلّها علامات للعبادة. كذلك الخضوع، ونكران الذات. ولكن لا ينبغي لأحد أن يعبد أيّ شيء مثل الله. الذي يعبد مثل الله هو وحده، الذي هو الله بالطبيعة. وأي شيء آخر يعطي من أجل الله.
- أترى القوّة الإلهيّة التي تعطى للذي يقبل صور القدّيسين بإيمان وضمير نقي. لذلك، يا اخوتي، دعونا نقف على صخرة الإيمان وعلى عادات الكنيسة، وأن لا نزيل التخم الذي وضعه آبائنا المقدّسين، ولا نسمح بمكان لهؤلاء الذين يقبلون التجديدويحطموا بناء كنيسة الله الكاثوليكيّة (في حالتنا الأرثوذكسيّة) الرسوليه. لو سمح لك هؤلاء الذين يحاولون أن يضعوا مبادئ جديدة، فإنّه في وقت قصير سوف ينتهي بناء الكنيسة كلة. لا يا اخوتي، لا، يا أبناء الكنيسة المحبين للمسيح، لا تعرضوا أمكم للخزي، لا تتركوها قطعًا. رحبّوا بسلطتها التي أدافع عنها. تعلّموا ما قاله الله عنها “كلّك جميلة ياحبيبتي، ليس فيك عيبة” (نش4: 7) دعنا نعبد خالقنا صانع الجميع، لأنّه هو وحده بالطبيعة مستحق أن يعبد كإله. دعونا نكرم الثيؤطوكوس، ليس كإله ولكن كوالدة لله حسب الجسد، دعونا أيضًا نبجّل القدّيسين، لأنّهم أصدقاء الله المختارين. وهم واضحين أمامه. لو أن الإنسان يكرّم اٌلإمبراطور الذي عادة ما يكون فاسد، وخاطئ عديم التقوى، وأيضًا المكلّفين من قبله ليحكموا الأفاليم، الذين يكونون عنفاء طمّاعين، لكي يتمّم كلمات الرسول المقدّس ” كانوا خاضعين للحكام والسلطات”، وأيضًا ” أعطوا كل إنسان حقه، التكريم لمن له التكريم، والاحترام لمن له الاحترام”(رو13: 7) وأيضًا ” أعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله”(مت22: 21). فكم بالأكثر يجب علينا عبادة ملك الملوك؟ الذي هو وحده سيّد بالطبيعة. خدّامه وأصدقائه قد انتصروا على العواطف وعينوا حكام على كل الأرض. ” سيجعلهم حكاما في الأرض” يقول داود. لقد أعُطوا سلطاناُ على الأمراض والشياطين.(لو9: 1) وسوف يحكموا مع يسوع في المملكه الغير فاسدة. ظلهم وحده كان يخرج الشياطين (اع5: 16). إلاّ يعتبر الظل أضعف وأقل كرامة من الأيقونة؟ الأيقونة هي صورة أكثر وضوحًا للنموذج الأصلي، يا اخوتي، المسيحي هو أنسان الإيمان. الذي يمشي في الإيمان يربح كل شيء، ولكن الذي يشكل يشبه موج البحر الذي يدفعه الريح، ولكن يأخذ أيّ شيء من الرب، كل القدّيسين كانوا سبب سرور للرب بإيمانهم. دعونا نأخذ عادات الكنيسة ببساطة القلب، بدون الأسئلة الباطلة، حيث أن الله خلق الإنسان ليكون مستقيم، ولكنّه شغل نفسه بأسئلة كثيره (جا7: 30). دعنا لا نسمح لانفسنا أن نتعلم إيمان جديد، مغاير لعادات الآباء. الرسول المبارك يقول” أن كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم، فليكن أناثيما” (غل1: 9) نحن نبجّل الصور، ولكن التبجيل لا يقدّم للمادة، ولكن لهؤلاء المرسومين في الصور من خلال المادة، أيّ تبجيل يعطى للصورة ينتقل إلى النموذج الأصلي كما يقول بازل العظيم.
- ليملأكم المسيح، يا رعيّته الكهنوتيّة، الشعب المسيحي، آلامه المقدّسه، جسد الكنيسة، بفرح قيامته، ويجعلنا مستحقين أن نتمثّل بالقدّيسين، الرعاة والمعلّمين للكنيسة، ليقودنا لنتمتّع بمجده في نور القدّيسين. لنعطيه الحب والمجد للأبد، مع أبيه، الذي له المجد إلى دهر الدهور آمين.
بعد ما تكلّمنا عن الفرق بين الأصنام والأيقونات، وعلمنا ما هى الأيقونات. الآن هو الوقت لنضيف شهادة أخرى. كما وعدنا.