المخلوق / غير المخلوق – المولود / غير المولود مفهوم هذه المصلحات عند أثناسيوس الرسولي
المخلوق / غير المخلوق – المولود / غير المولود مفهوم هذه المصلحات عند أثناسيوس الرسولي
مفهوم الاصطلاحات
“غير المخلوق” (AKTISTON)، و” المخلوق” (KTISTON)،
“غير المولود” (AGENNHTON)، و”المولود” (GENNHTON)
في التعاليم اللاهوتية للقديس أثناسيوس
بروفيسور بنايوتيس خريستوس
أستاذ علم الآباء بجامعة تسالونيكى ـ اليونان[1]
في الواقع لا يمكن تبرير الانطباع العام بأن الصراع بين الأرثوذكسية والآريوسية في القرن الرابع والتعاليم اللاهوتية التي أنتجها، كان يدور فقط حول الاصطلاحات ” من نفس الجوهر ” (ÐmooÚsioj)، ” من جوهر مشابه ” (ÐmoioÚsioj)، ” مشابه ” (Ómoioj)، “غير مشابه ” (¢nÒmoioj). وهذا يتضح ليس فقط من عدم استقرار استخدام هذه التعبيرات بواسطة هؤلاء الذين صاغوها، بل أيضًا من تحير القديس أثناسيوس بين التعبيرين الأولين منهما.. فالقديس أثناسيوس، البطل الأول للأرثوذكسية ضد الآريوسية، ولكي لا يسبب ردود أفعال، فإنه بالفعل فضّل أولاً تعبير ” من جوهر مشابه” (ÐmoioÚsioj) بدلاً من تعبير ” من نفس الجوهر ” (ÐmooÚsioj) الذي كان سيتسبب في انقسام المسيحيين. لكن عندما أدرك أن أنصاف الآريوسيين أعطوا لتعبير “من جوهر مشابه ” (ÐmoioÚsioj) معنى يخالف المعنى الذي قصده هو، اختار التعبير الآخر ” من نفس الجوهر ” (ÐmooÚsioj) والذي هو تعبير نيقاوي أصيل، وذلك لكي يصل في النهاية إلى الوضع الذى أكد منه أن هذين التعبيرين مناسبين للتعبير عن العلاقة بين الأقانيم. لذلك يهمنا فقط أن نفهمهما بطريقة صحيحة ونفسر معناهما بطريقة مستقيمة.
وليس ما أشرنا إليه فقط، بل هناك أدلة أخرى كثيرة تظهر أن هذه التعبيرات والتي تدور حولها تساؤلات كثيرة، لم تحظى حينذاك بهذه الأهمية الكبيرة التي نعطيها نحن اليوم لها.
وبالرغم أن هذه الاصطلاحات تعكس بالتأكيد بعض وجهات النظر اللاهوتية، وبالأكثر طالما أنها مثلت نقاط مناقشة في المجامع المسكونية التي وضعت قوانين الإيمان، إلاّ أنها في الواقع كانت بالأكثر ” شعارات ” في الصراع الدائر، كل كلمة منها تحوى معانى لاهوتية كثيرة كان من الممكن التعبير بها بطريقة كاملة عن التعاليم اللاهوتية الخاصة بعقيدة الثالوث لكل من الأطراف المتصارعة.
وعلى وجه الخصوص، فإن القديس أثناسيوس لم يعط أهمية كبرى للألفاظ وهذا يتضح في كتابات كثيرة له نذكر منها ما جاء في رسالته الأولى إلى سرابيون عن الروح القدس : “أنه يكفى أن نعرف أن الروح ليس مخلوقًا ” [2]. وليس هناك حاجة إلى أمور أكثر. إن هذا يوضح أين يوجد بالضبط أساس الخلاف اللاهوتي بين الأطراف المتصارعة: ماهية الروح، مخلوق أم غير مخلوق ؟ ماهية الابن، مخلوق أم غير مخلوق ؟ وتتوقف على إجابة هذه الأسئلة كل باقى الموضوعات اللاهوتية والخلاصية.
ومن ناحية أخرى نجد أن القديس أثناسيوس يبني أساس تعليمه اللاهوتي، بصفة عامة، على محاربة اصطلاحات آريوس الآتية: ” من العدم “، ” كان وقت لم يكن فيه موجودًا”، ” طبيعة متغيرة “، ” مخلوق “، ” مصنوع ” [3]، وذلك لأن تلك الاصطلاحات لها علاقة واضحة بعملية الخلق..
إن القطبين المتناقضين في الكون هما “غير الفاني”، “الفاني” وهما يقابلان طريقين للوجود “غير المخلوق “، ” المخلوق “. وهذا التمييز له علاقة مباشرة بقدرة الله الخلاقة، والتي تربط غير المخلوق بـ المخلوق. فإن إحضار كائنات مخلوقة إلى الوجود بواسطة القدرات الخلاقة للكائن غير المخلوق تمثل عنصر أساسي للنظرة المسيحية للأشياء. فالمسيحيون يربطون الفكرة عن الله بفكرة الخالق.
مع أن نفس الشيء لا يحدث بين الفلاسفة اليونانيين، ومن غير الممكن ألاّ نذكر هنا التفسير الخاطئ الذي يُقال دائمًا في هذه النقطة. وإنه لموقف غريب لكثير من الباحثين الذين يظهرون المسيحية كعدو للهللينية، غير أنه لا مجال هنا الآن لمناقشة هذا الأمر.
على أي حال، فإن الإدعاء المعتاد بأن رأي الفلسفة اليونانية في هذا الموضوع هو على العكس تمامًا من الرأي المسيحي، هو إدعاء يستند على سطحية في البحث غير مبررة. لأن الفلاسفة اليونانيين كانوا يعرفون ليس فقط معنى مصطلح “غير الصائر ” (¢gšnhtoj) كما كان يعرفه أثناسيوس[4]، بل وأيضًا مصطلح ” خالق” (dhmiourgÕj). فبالنسبة لكل النظام الفلسفي اليوناني القديم تقريبًا كان هناك فرق بين الواحد، الكائن غير المتغير، وبين الأشياء الأخرى، المتغيرة والوقتية.
ورغم تأكيدهم على هذا الفرق وقناعتهم الثابتة به، إلاّ أن فكرة الخالق لم تكن موجودة باستمرار في هذه النظم الفلسفية، وإن وجدت فإنها لا تظهر الخالق مؤديًا عمله ولا بنفس القوة، كما هو الحال في الفكر المسيحي.
وسوف نقصر الكلام هنا عن أهم اثنين يمثلان الفكر اليوناني: أولاً أفلاطون، يميز بين غير المخلوق والذي هو أزلى، وبين المخلوق والذي هو قابل للفناء [5]. غير أنه يضيف بعد ذلك شيئًا ثالثًا وهو ” الخاص بالمكان ” (tÁj cèraj) والذي ربما نستطيع أن نطابقه مع ما يسميه أرسطوطاليس بالمادة. فالـ” المكان ” (cèra) عند أفلاطون هو المادة التي لا شكل لها والتي يمارس فيها الله فعله.
أما عند أرسطوطاليس فإن المادة تمثل عنصر الصيرورة والفناء، وهي تمتد لحد معين ومن بعدها يوجد “عالم غير المتغير”، وهو القدرة، فالقدرة فقط هي الفاعل الأول، هي الله، والذي عن طريق قدرته الفائقة تُجبل المادة مرة أخرى متخذة شكلاً ويُخلق عالم الفانيات.
وبالتالى فإن فكرة الخالق ترد عند كل من أفلاطون وأرسطوطاليس. لكن الخليقة عند الاثنين تظهر وكأنها خلقت من مادة موجودة.
فالمادة بالتأكيد هي ” تقريبًا العدم “[6]. فالمادة إذن ليس لها نوع ولا مقدار أو أي شئ آخر من الأشياء التى تحدد الموجود، القائم.
فعند هؤلاء الفلاسفة، وحسب مسلماتهم، فإن الخليقة كان من الممكن أن تعتبر مخلوقة من العدم، لو كانت المادة هي العدم، أي لو كانت هي ” غير الموجود “.
غير أن المادة ـ حسب اعتقادهم ـ ليست هي بالعنصر السلبي فقط، بل هي عنصر إيجابي أيضًا. لأن داخلها الميل نحو التشكل، نحو الإمكانية في حدوث شئ، المادة هي قدرة (dun£mei). وهنا بالضبط يمكن الفرق بين هذه الآراء الفلسفية والتعاليم المسيحية التي تنادى بأن الخليقة قد خلقت من العدم المطلق، أي من ” لا شئ “. فالخالق ـ حسب الفلسفة اليونانية ـ قد قام بعمل محدد بعناصر موجودة خارجة وفي هذا فإن الخليقة لا توصف كما توصف في المسيحية. ولقد كان من الطبيعي أن الفلاسفة اليونانيين في فكرتهم عن الله لا يصلون بالضرورة ولا مباشرة إلى الخالق.
وكان مناسبًا لهم استخدام مصطلحات ” غير الصائر “، ” والصائر ” بدلاً من مصطلحات ” غير المخلوق “، و” المخلوق “.
ومع هذا، وكما اتضح مما سبق، فإن معاني المصطلحات “غير المخلوق “، ” المخلوق ” بكل خصائصها توجد ليس فقط في التعاليم اللاهوتية المسيحية بل أيضًا في الفلسفة اليونانية وهذا ما يهمنا في بحثنا الآن.
وبسبب الأهمية الكبرى لمعنى الخليقة في الفكر اللاهوتي المسيحي، فإن القديس أثناسيوس يفضل استخدام مصطلحات ” خالق ” (dhmiourgÕj)، ” بارئ ” (kt…sthj) بدلاً من ” غير الصائر ” (¢gšnhtoj) وذلك لأن الأخير يشمل معنى سلبيًا ولا يستطيع وصف القدرة الخلاقة لله. ومع هذا فإن القديس أثناسيوس لا يرفض هذا المصطلح ” غير الصائر ” بل وأحيانًا يستخدمه طالما أنه كان يمثل شعارًا على شفاه الآريوسيين في محاولاتهم في التمييز بشدة بين الابن المخلوق والصائر والله غير الصائر[7]. ويستخدم القديس أثناسيوس هذا المصطلح الأخير عادة بتحفظ وفي النادر بغير تحفظ. ومن الجيد أنه يوجه الانتباه إلى أن استخدام هذا المصطلح هو غير مناسب لبيان التميز بين الآب والابن طالما أن هذا المصطلح يدل فقط على التمييز بين الخالق والخليقة [8].
إن الاصطلاحات ” صائر “، ” غير صائر ” تشير إلى وجود فجوة بين الله والعالم وعدم إمكانية إدراك الله.
إن الله الذي يوجد بالأكثر في كل جوهر صائر، هو غير مدرك وذلك لأنه هو غير صائر من جهة، بينما الإنسان جاء من العدم وبالتالى فلا تكون هناك ” أي شركة أوأي تشابه بين المخلوق والخالق “[9].
وحسب هذا التميز فإن القديس أثناسيوس يصف الله مستخدمًا تعبيرات أفلاطون بأنه “غير متغير على كل وجه ” [10]. بينما توصف المخلوقات على أنها ” متغيرة ” وذلك لأنها جاءت من العدم عن طريق التغير [11].
وبسبب طريقة نشأة هذه المخلوقات فليست هناك وجه شبه حسب الجوهر بينها وبين الخالق [12]. إنما لديها ميل طبيعى نحو الفناء، ميل للنقصان، فطالما أنها أتت من العدم، فحتمًا تميل للعودة إلى العدم.
والعودة هذه ستتم عن طريق الفناء [13]، فالفناء هو نتيجة. هذه النتيجة يمكن التغلب عليها عن طريق إمداد الإنسان بالمشابهة الكبيرة مع الله والتي إن احتفظ بها بدون تشوه يتمكن من التغلب على حالة الفساد الطبيعي ولأصبح في حالة عدم فساد (عدم فناء)[14].
لقد أعطى آريوس اهتمامًا زائدًا لموضوع الخلق واضعًا أمامه مدافعى القرن الثاني الميلادي كنماذج له، والمنارخيون [15] المتشددون وبالأكثر أوريجينوس. فليس من السهل تحديد إلى أي مدى استطاع المدافعون أن يميزوا بين مراتب الكيان الإلهي والكشف الإلهي، لكن من المؤكد على أي حال أنهم ربطوا الله (الكلمة) بعمل الخلق بطريقة لا يمكن فصلها.
فلقد ربط كل من آريوس وأريجينوس وبطريقة حاسمة ميلاد الابن بصيرورة العالم وإن لم يبنوا على هذا الأساس مفهومهم عن كل من ميلاد الابن، وصيرورة العالم.
فأوريجينوس وهو يتبع الخط اللاهوتي المسيحي لم يستطع أن يفكر في الله بدون أن ينتقل حالاً إلى فكرة الخلق. ولكنه اخطأ عندما أراد أن يحدد الأمور تحديدًا دقيقًا حينما ركّز بشدة على تطابق فكرة الله مع كونه الخالق، وذلك لمواجهة الآراء الغنوسية التي نادت بالفصل التام بين الفكرتين. وبناءً على مبدأ أن الخالق لابد وأن يكون هو الله، استنتج أن الله لابد وأن يكون خالقًا. غير أن هذا الاعتقاد قاد إلى أن الله لابد وأن يكون خاضعًا لضرورة ما، بمعنى ان الله كان دائمًا خالق وأن الخليقة هي نتاج أزلى له وانعكاس طبيعي له بشكل ما.
لكن إن كانت الخليقة أزلية ـ وطبيعي أن الكلمة أيضًا أزلى ـ إذن فكيان الكلمة يرتبط بالخليقة. ولأن أوريجينوس كان يدرك بالتأكيد الخطر المحدق باللاهوت المسيحي من جراء التعليم بأن العالم هو أزلى مثل الله، فقد نسب أزلية العالم ليس إلى طبيعة الله بل إلى أرادته. غير أن أوريجينوس في هذا الشأن، وفي عثرة ثانية له وبسبب العلاقة النظامية القوية (لله) الكلمة بالعالم حسب ما علّم، فقد اعتبر أن الكلمة هو أيضًا مولود من الآب حسب الإرادة [16]. ورفض بذلك الرأى بأن الكلمة مولود من الآب حسب الطبيعة وكأنه انساق وراء تعاليم الغنوسيين عن الله، بدون أن يعلم أنه في تعليمه هذا يجرد الابن من ألوهيته. حيث أن ولادة الابن من الآب بحسب الإرادة لا تعنى أنه من نفس جوهره، لكن فقط حسب النعمة..
إن فكرة آريوس، التي لا تهتم إلاّ بإيضاح قدرات الله الخلاقة لها أساس من ” التعاليم عن العالم ” (كوزمولوجيا kosmologˆa) وبدلاً من أن يرفع الخليقة إلى الأزلية كما فعل أوريجينوس، أنزل الكلمة (Ð LÒgoj) إلى دائرة الزمن. فحقيقة أنه قد وضع وجود الكلمة “قبل الأزمنة وقبل الدهور “[17]، انتفت باستخدامه كل تلك التعبيرات والتي أدت إلى وصف الابن على أنه مخلوق [18]. وبالتالى فإن العبارة ” قبل الأزمنة وقبل الدهور ” هى مجرد تعبير طالما أن الابن في صيرورته وخلقته حدث فيه مثل هذه الصيرورة. وهذه الصيرورة يمكن أن تفهم داخل حدود الزمن فقط. والفرق الوحيد في هذه الحالة هو أن خلق (الكلمة) حدث فقط قبل صيرورة باقى الكائنات الأخرى ومن أجل خلقة باقى الكائنات بصفته وسيط ضرورى للخلق.
وهكذا فحسب اعتقاد آريوس، فإن عدم المخلوقية (¢genhsi£ toà qeoà) الفريدة قد حُفظت بالنسبة لله الآب فقط. فالله الآب وحده هو غير المخلوق، غير المبتدئ الأزلى. وبهذا وضع آريوس خطًا فاصلاً لا بين الله والمخلوقات، بل بين الله وبين كلمته مع باقى المخلوقات. فالكلمة كمخلوق لا يشابه الآب، فهو متحول ومتغير بالرغم من أن ألوهيته أصيلة [19].
والفرق بين خط التفكير الآريوسي هذا والخط الأرثوذكسى يكمن في أن هذا الخط الأخير يرسم لنا صورة أعمق وأشمل عن الله، فالله هو بالتأكيد خالق، لكنه ليس فقط هذا، لأنه كائن خارج طاقاته الخلاقة هذه، فالشيء الآخر الذي يكون في كيان الله هو الطبيعة، فالله بحسب الخط الأرثوذكسى، هو طبيعة وإرادة في نفس الوقت. والأولى تفوق الثانية ” إن في الله شئ أعلى من مشيئته ” [20] فهو معًا كيان وإرادة، وعندما نستخدم الاصطلاحات اللاهوتية اللاحقة فهو جوهر وطاقة، ونحن هنا بصدد تمييز أساسي وليس أسمى في كيان الله [21]. هذا التميز لم يستطع أن يدركه لا الفلاسفة اليونانيين ولا المدافعين ولا أوريجينوس ولا آريوس.
ويقابل هذين النوعين من الكيان الإلهي : الجوهر، والإرادة، تميز مماثل، ففي الجوهر هناك تمايز في الكيان أو بعبارة أكثر دقة، تمايز الأقانيم الثلاثة التي لها نفس الجوهر الإلهي من الداخل، ومن ناحية أخرى يوجد في الإرادة تمايز في العلاقات الخالقة أي التى تتكشف لنا من الخارج (أي خارج الجوهر الإلهي). فما يناسب الجوهر الإلهي من الداخل هو الولادة، وما يناسب الجوهر الإلهى من الخارج هو الخلق.
ومن ثم فإن الله هو في نفس الوقت أب وخالق. فبينما الآب هو أب طبيعيًا أي يُحسب الضرورة الطبيعية، فإنه خالق حسب الإرادة الحرة. وبالتالى كان من الممكن ألاّ يكون خالقًا وبالتالى كان يمكن أن العالم المخلوق لا يوجد بالمرة.
فالخط الفاصل في المسيحية، وفي اللاهوت الأرثوذكسى هو بين الله والمخلوقات، هو بين غير المخلوق والمخلوق.
فإن أصل كلمة لوغوس (LÕgoj Ð) هو أمر خاص بالطبيعة أو الجوهر.
لقد ” اتخذ الله قرارًا ” بشأن المخلوقات التى كانت في وقت ما غير موجود حيث إنها هى نتاج لإرادته، أما كلمته المولود طبيعيًا من ذاته فلم يجرى بشأنه طبعًا أى تفكير مسبق [22]. فوجود الكلمة لا يرتبط بالخليقة بشكل مباشر فإن كان الكلمة خالقًا كما هو في الحقيقة فهذا لا يرجع إلى أنه استُخدم كأداة ضرورية للخلق، بل لأن الكلمة هو الصورة غير المتغيرة لله[23]. ومن ناحية أخرى فإن الله لا يحتاج إلى وسيط أو كما يقول أثناسيوس ” لأن كلمة الله لم يصر من أجلنا بل بالحرى نحن قد صرنا من أجله. وبه خُلقت كل الأشياء. وليس بسبب ضعفنا نحن كان هو قويًا وصائرًا من الآب وحده. لكي يخلقنا بواسطته كأداة ! حاشا ! فالأمر ليس كذلك. لأنه حتى لو لم يستحسن الله أن يخلق المخلوقات. فالكلمة مع ذلك كان عند الله وكان الآب فيه وفي نفس الوقت كان من المستحيل أن تكون المخلوقات بغير الكلمة لأنها قد صارت به ” [24].
فالكلمة إذن، وهو قد أتى (من الآب) بهذه الطريقة فمن المستحيل أن يتطابق مع الخليقة بل تفصله عن الخليقة نفس الهوة التى تفصل بين الآب والخليقة. فالكلمة مع أنه حاضر في الخليقة إلاّ أن ذلك بحسب طاقاته فقط، وهو يحفظ الخليقة بقدرته هذه حتى لا تعود إلى العدم[25]. أما بحسب جوهره فهو خارج الخليقة ويرتفع عنها [26].
فالكلمة المولود من الآب، وغير المخلوق، يتمتع بكل الخصائص الطبيعية لغير المبتدئ، لغير المتغير، لغير المائت، لغير الفانى. إنه أيضًا من نفس الجوهر الواحد معه (ÐmooÚsioj). وبالتالى فليس من الممكن أن يوجد أكثر من جوهر واحد غير مخلوق، بمعنى أنه لا يمكن أن توجد جواهر عديدة غير مخلوقة. فالجوهر غير المخلوق هو واحد.
وبحسب إحدى البديهيات الأساسية للفلسفة اليونانية، فالتعدد في الكيان (الجوهر) يعنى الارتباط بالزمن كما يعنى التغير، بينما الوحدانية تعنى الأزلية وعدم التغير (والثبات). فكون أن الروح القدس هو فريد فهو لا يحسب ضمن قائمة الموجودات المتشابهة. فعدم وجود أرواح كثيرة مقدسة، يدل على أنه (الروح القدس) غير مخلوق وبالتالى فهو من نفس جوهر الآب ، كما أن الابن هو أيضًا بالطبع كذلك [27].
لقد حوّل القديس أثناسيوس بتعاليمه عن غير المخلوق (غير الصائر¢gšnhtoj)، و المخلوق (الصائر genhtÒj) كل الخط اللاهوتى المسيحي في القرن الرابع من الحديث عن صيرورة الابن إلى الحديث عن ولادة الابن، ونفس هذا يسرى بالنسبة للروح القدس فطالما أن الخليقة هي خارجة بالنسبة لله ذاته لذلك تستخدم اصطلاحات غير المولود ¢gšnnhtoj والمولود genhtÒj لوصف العلاقة الثالوثية أي تستخدم الآن نفس الكلمات السابقة مع كتابتها بحرفين (n) بدلاً من (n) واحدة، وبالطبع تختلف في المعنى. وتجدر الإشارة حول أن هاتين الكلمتين ” مولود ” (genhtÒj)، ” غير مولود ” (¢gšnnhtoj). نسج القائلين بعدم المشابهة (‘AnÒmoioi) كل نظريتهم، فلقد تبنوا هذين الاصطلاحين لكي يخرجوا من المأزق، وذلك بتفسيرهما بطريقة محرّفة. فحسب وجهة نظرهم توجد بين هذين المصطلحين هوة كبيرة بسبب حرف(a) [الذي يعنى (غير) ] وبالتالى فهاتين الكلمتين تصفان شخصين ينتميان لعالمين مختلفين تمامًا. الأول ينتمى إلى العالم الأزلى غير المتغير، طالما أن وجوده لم يتطلب ميلادًا ولا تغيرًا، والثانى ينتمى إلى العالم الزمنى والمتغير. فطالما أن وجوده تطلب عملية الولادة، يقول أفنوميوس: ” إن كان غير مولود فهو ليس ابنًا، وإن كان ابنًا فهو ليس غير مولود ” [28].
فحسب تعاليم أفنوميوس، فإن كان الكلمة (Ð LÑgoj) غير مولود فلا يمكن أن يكون ابنًا، وإن كان ابنًا فلا يمكن أن يكون غير مولود، وطالما أنه ابن فهو إذن بالضرورة مولود وبالتالي فإنه متحول ومتغير.
ومن الممكن القول أن المنادين بعدم التشابه (‘AnÒmoioi) يعودون إلى التعاليم الأساسية لآريوس مستخدمين اصطلاحات مختلفة. أي أنهم يستخدمون مصطلح ” غير المولود “، بمعنى “غير الصائر” و ” غير المخلوق “، ومصطلح ” مولود ” بمعنى ” صائر ” و ” مخلوق “. وبالتالى فإن تغيير المنادين بعدم التشابه للتعبيرات ـ الأمر الذي فرضته عليهم أسانيد القديس أثناسيوس ضد أن الابن مخلوق ـ لم يغير فى الواقع شيئًا من أفكار الآريوسيين.
لم يحدث نفس الأمر بالنسبة للآريوسيين المعتدلين الذين أظهروا تعاطفًا شديدًا ليس فقط لهذه الاصطلاحات الجديدة بل أيضًا لمعانيها الدقيقة.
فقد شدد المجمع المنعقد في أنكيرا سنة 358 برئاسة أسقف أنكيرا باسيليوس وبكل وضوح على التمييز بين ” غير الصائر ” (¢gšnhtoj)، باعتباره ” غير مخلوق ” لكنه “خالق”، وبين ” غير المولود ” (¢gšnnhtoj)، باعتباره ” غير مولود “، لكنه ” والد”.
” فالخالق والخليقة شئ، والآب والابن شئ آخر ” [29]. ونجد في هذا التعبير كيفية الوجود الإلهي : حسب الإرادة والتى بها يخلق ولهذا فهو خالق، وحسب الجوهر والتى بها يلد الآب الابن حسب الطبيعة ولهذا فهو آب..
وهكذا بالنسبة لهم فالتغيير في المصطلحات يتطابق مع خط أثناسيوس اللاهوتى.
غير أن هذا التطابق لم يشمل إلاّ نصف الأمر، فلو كانوا أنصاف الآريوسيين قد كفوا عن استخدام معنى ومصطلح ” مخلوق ” بالنسبة للابن، إلاّ أنهم لم يكفوا عن استخدامه بالنسبة للروح معتبرين إياه بأنه غير مساوٍ في الجوهر [30]. وأنه ” مخلوق ملائكى ” [31]. فقد كانت تعاليمهم عن أقنوم الروح مثل تعاليم الآريوسيين المتشددين عن أقنوم الابن.
ولقد تمسك القديس أثناسيوس بخط واحد بالنسبة للأقانيم الثلاثة، ولذا واجه بحدة تلك التعاليم السابق ذكرها عن الروح القدس. فلم يكن ممكنًا له أن يقبل وبأى شكل أو حتى مجرد الإشارة إلى أن الروح (القدس) مخلوق، بل إنه أصر على أن الروح منبثق من جوهر الله.
وطالما أنه ـ مثله مثل الابن ـ يصدر من الجوهر الإلهى فالروح القدس إذن غير مخلوق. ورغم أن أثناسيوس لم يستخدم الكلمات ” مولود ” أو ” ولادة ” بالنسبة للروح القدس إلاّ أنه ينسب إليه معنى الولادة. كما أنه هو أمر حقيقي أن القديس أثناسيوس لم يلقب صراحة أو بشكل مباشر الروح القدس بأنه واحد مع الآب في الجوهر أو أنه هو الله. غير أننا هنا بصدد تحفظ، سببه رغبة القديس أثناسيوس في تجنب أسباب صراعات لاهوتية أخرى جديدة وسعيه لإيجاد طرق تقارب بينه وبين الآريوسيين المعتدلين..
لكن على كل حال فإن ما علّم به أثناسيوس عن الروح القدس يشمل كل أبعاد الدفاع عن ألوهيته . فإن كان هو (الروح القدس) فريد في كيانه ومتحد بالآب فإنه بغير شك هو إله. وإن كان هو غير مخلوق فهو بالحقيقة الله. فالقول بأن الروح غير مخلوق يُجمل كل ما نريد أن نقوله عنه، لأن كل ما هو غير مخلوق هو حتمًا الله.
وبالعكس فإن كل كائن أو كل ما يدعى ” إلهًا ” ليس بالضرورة غير مخلوق لأن الكلمة “إله ” تستخدم أيضًا للدلالة على الشركة فى الألوهة [32]. وكانت تستخدم حينذاك للدلالة على الآلهة الكاذبة أو على الآلهة التي صنعها البشر وبالتالى فمن الأكرم أن ندعو الروح القدس بأنه غير مخلوق من أن ندعوه إلهًا.
إن براهين أثناسيوس هذه ترتبط من ناحية بتعاليمه عن الثالوث، ومن ناحية أخرى بالخبرة الروحية للمسيحيين..,
فمنذ نشأة المسيحية وهى تعتمد على الإيمان بالأقانيم الإلهية الثلاثة، ويمكن القول بأن الثالوث كان هو رؤية المسيحية الأكيدة عن الله. فلا توجد مسيحية بالمرة بدون الإيمان بالثالوث.
فنلاحظ أنه منذ ذلك الحين جرت محاولات لفهم أقانيم الثالوث، لكن في القرن الرابع عندما هُزمت بالكلية تعاليم سابيليوس والمونارخيا التي ألغت وجود الأقانيم الثلاثة، نجد أن اللاهوتيين المسيحيين بصفة عامة قد كتبوا بوضوح عن عقيدة الثالوث، وقد تمثل بهم في عملهم هذا معاصروهم من الأفلاطونيين الجدد.
وحينما يعتمد التعليم عن الثالوث على التعليم عن المسيح الذي يركز على خضوع الابن للآب والذي هو أساس التعاليم الآريوسية. فإن فكرة الخضوع هذه تشوه التعليم الصحيح عن الثالوث، غير أن أثناسيوس، وبالرغم من أنه لم يهجر استخدام هذا المصطلح (LÕgoj Ð) بل نجده يستخدمه بكثرة في كتاباته وخصوصًا في كتاباته الدفاعية عن مجمع نيقية، فإنه استبعد فكرة خضوع الكلمة (LÕgoj Ð) للآب وبالتالى كان تعليمه عن الثالوث هو تعليمًا مستقيمًا وهو يرفض تطابق الأقانيم الإلهية الثلاثة لكنه يقبل تطابق جوهر أو طبيعة هذه الأقانيم. فكل أقنوم بكونه غير مخلوق، يملك الطبيعة الإلهية بكاملها. أو الجوهر الإلهي كاملاً ولهذا فهو الله.
ومن الناحية الأخرى فإن أثناسيوس يرفض أيضًا انفصال الأقانيم. فالثالوث ليس غير متماثل وليس هو من طبائع مختلفة بل هو طبيعة واحدة[33]. فالثالوث يتكون من أقانيم غير مخلوقة ومتماثلة في الطبيعة والجوهر . وليس من الممكن فصل الأقانيم عن بعضها ، ولا يمكن أن نقبل ألوهية الآب وفي نفس الوقت نعتبر أن الابن والروح هما من المخلوقات ولا أن نقبل ألوهية الآب والابن ونعتبر أن الروح القدس من المخلوقات. فلا يمكن أن يختلط بجوهر الثالوث أي شئ آخر غريب أو خارجى [34].
فلو كان الكلمة والروح من المخلوقات لكانا خاضعين للزمن وبالتالى ستكون لهما بداية. ولو لم يكونا أزليين لصار الثالوث معتمدًا على الزمن ولكان الثالوث هو ثالوث تدبيرى فقط[35] فالتدبير الإلهى هو ثمرة للثالوث. فالخلاص وتجديد الخليقة بصفة عامة وكل شخص على حده، هو نتيجة للعمل المشترك للثالوث، ولكنه أيضًا هو عمل كل من الأقانيم الثلاثة على حده.
فلو لم يكن الكلمة هو الله فكيف كان يمكن للإنسان أن يتأله لو افترضنا أن الطبيعة البشرية ـ في التجسد ـ ارتبطت بشيء مخلوق وليس بالله ؟ ولو كان ذلك الذي اتخذ جسدًا بشريًا ليس هو ابن بالطبيعة، فكيف يمكن أن يقترب الإنسان من الآب ؟ [36]. ولو كان الروح القدس مخلوقًا وليس هو الله فكيف يمكن لنا أن نصير من خلال الشركة معه شركاء الطبيعة الإلهية ؟ [37]
فالمعمودية التى تتم ليس باسم الآب فقط بل أيضًا باسم الابن والروح القدس، لن تكون لها أية قيمة إن كانت تتم باسم المخلوقات، فالعبد لا يمكن أن يُخلّص العبيد نظرائه. فتقديم الكرامة والاحترام إلى المخلوقات يمثل عبادة لها، عبادة أوثان حقيقية.
فيمكننا أن نرى أن هذه النتائج العملية للتعاليم الآريوسية من جهة التدبير الإلهى وخلاص الإنسان، هي التى دفعت القديس أثناسيوس أكثر من أى دافع آخر أن يواجه الآريوسية بأسلوب حاد اتخذ شكلاً هجوميًا في أحيان كثيرة وذلك بسبب حرصه الشديد وغيرته على بنيان كنيسة الله وخلاص المؤمنين.
ــــــــــــــــــ
هوامش الموضوع:
[1] نُشر هذا المقال فى كتاب :
Qeologika Melethmata 2, grammate‹a toà D/ a„înoj. Qessalonik» 1975, s: 11-23.
وترجمه د. جوزيف موريس فلتس عن اليونانية.
[2] إلى سرابيون عن الروح القدس 17:1.
[3] bl. IW. Karm…rh, t¦ dogmatik¦ ka… sumbolik£ tÁj /OrqodÒxou kaqolikÁj /Ekklhs…aj, tÒm. 1, ‘AqÁnai 1960, s 57 ™.
[4] ضد الآريوسيين34:1 “إذ أن اليونانيين لأنهم لا يعرفون الله لا يقدرون أن يتكلموا عن الآب ويتكلمون عن غير الصائر”.
[5] أفلاطون. tima‹oj 52a; tima‹oj 27d; fa‹dron 245d.
[6] Metafusik£ 23, 1029a.
[7] ضد الآريوسيين 30:1ـ33.
[8] ضد الآريوسيين 33:1.
[9] إلى سرابيون عن الروح القدس20:1.
[10] ضد الآريوسيين 35:1 : ” الآب غير متغير وغير متحول وهو دائمًا هو نفسه كذلك (بدون تغير) “.
[11] ضد الآريوسيين 36:1 ” لأن الأشياء المخلوقة بما أنها نشأت من العدم ولكونها لم تكن كائنة من قبل أن تخلق لذلك فإن لها طبيعة متغيرة حيث إنها عمومًا قد خلقت من العدم “.
[12] ضد الآريوسيين20:1.
[13] تجسد الكلمة 4 ” وتعدى الوصية عودة إلى الوضع الطبيعي لهم “، ” والوضع الطبيعي للإنسان أنه هو مائت حيث إنه صار إلى الوجود من العدم ” الموت والفناء هما (الشيء) الطبيعى للإنسان، غير الطبيعى هو الموت فى الخطية، فوق الطبيعى هو اكتساب عدم الموت عن طريق اقتناء الهبات من قبل الله “.
[14] تجسد الكلمة 4 : ” لأن الإنسان إذ خُلق من العدم فإنه فان بطبيعته، على أنه، بفضل خلقته على صورة الله الكائن، كان ممكنًا أن ينجو من الفساد الطبيعى، ويبقى فى عدم فساد لو أنه احتفظ بتلك الصورة بإبقاء الله فى معرفته “.
[15] المنارخيون : من اعتقدوا بعلو الآب فوق الابن والروح القدس.
[16] ” المولود من إرادة الآب ” كما يذكر مانسي Mansi, Sanctorum Conciliorum Collectio 9,525.
[17] آريوس.. إلى أوسابيوس النيقوميدى، ابيفانيوس، خزانة الأدوية(PG 69,6)، ثيؤدورتيوس، تاريخ الكنيسة63:4:1.
[18] ضد الآريوسيين 5:1 ” فالابن لم يكن موجودًا دائمًا، وكما أن كل المخلوقات قد خلقت من العدم وكل الكائنات هي مخلوقات ومصنوعات هكذا فكلمة الله خُلق من العدم وكان يوجد دائمًا وقت لم يكن فيه موجودًا “.
[19] IW. Kalog»rou. “ tÒ triadikÒn dÒgma kat£ tÕn d> a„wna” s. 287 ˜.
[20] ضد الآريوسيين2:2.
[21] G. Florovsky “The Concept of Creation in Saint Athanasius” in studia Patristica 5 (1961) 56 ˜.
[22] ضد الآريوسيين 61:3 : ” لأن الأشياء التي لم تكن موجودة قبلاً بل صارت فيما بعد من أسباب خارجة عنها، هذه يعملها الخالق بمشورته أما كلمته الذاتى المولود منه بالطبيعة فهو يفكر عنه مسبقًا “.
[23] G. Florovsky, p 47.
[24] ضد الآريوسيين 31:2.
[25] ضد الوثنين 41.
[26] تجسد الكلمة 17 ” وبينما كان حاضرًا في كل الخليقة فقد كان يتميز عن سائر الكون في الجوهر وحاضرًا في كل الأشياء بقدرته “.
[27] إلى سرابيون 27:1 ” وإذ يتضح أن الروح القدس ليس واحد بين الكثيرين وليس هو ملاكًا. ولكن لأنه واحد، وبالأكثر لأنه خاص بالكلمة الذى هو واحد، فهو من نفس الجوهر “.
[28] أفنوميوس : الدفاع 11.
[29] ابيفانيوس: ” خزانة الأدوية ” 3:7.
[30] أثناسيوس : إلى سرابيون 2:1.
[31] كما كان يعلم مقدونيوس : أنظر سقراط في تاريخ الكنيسة 25:2، وأيضًا كما كان المحرفون في مصر يعلمون.
[32] إلى سرابيون 4:2 ” لأن المدعوين آلهة ليس حسب الطبيعة، لكن من خلال اشتراكهم مع الابن “.
[33] إلى سرابيون عن الروح القدس20:1.
[34] إلى سرابيون عن الروح القدس17:1.
[35] IW. Kalog»rou. “ tÒ triadikÒn dÒgma kat£ tÕn d> a„wna”. s298.
[36] ضد الآريوسيين 70:2 : ” لأنه ما كان للإنسان أن يتأله لو أنه اتحد بمخلوق أو لو أن الابن لم يكن إلهًا حقيقيًا. وما كان للإنسان أن يقف فى حضرة الآب لو لم يكن الذى لبس الجسد هو بالطبيعة كلمته الحقيقى “.
[37] إلى سرابيون عن الروح القدس24:1 : ” ولكن إن كنا بالاشتراك فى الروح نصير شركاء الطبيعة الإلهية، فإنه يكون من الجنون أن نقول إن الروح من طبيعة المخلوقات وليس من طبيعة الله. وعلى هذا الأساس فإن الذين هم فيه، يتألهون. وإن كان هو يؤله البشر، فلا ينبغى أن يشك أن طبيعته هى طبيعة إلهية “.