Site icon فريق اللاهوت الدفاعي

تأثير القديس أثناسيوس الرسولي فى التعليم اللاهوتي للكنيسة القبطية (2)

تأثير القديس أثناسيوس الرسولي فى التعليم اللاهوتي للكنيسة القبطية (2)

تأثير القديس أثناسيوس الرسولي فى التعليم اللاهوتي للكنيسة القبطية (2)

تأثير القديس أثناسيوس الرسولى فى التعليم اللاهوتي للكنيسة القبطية

تأثير القديس أثناسيوس الرسولى فى التعليم اللاهوتي للكنيسة القبطية د. جوزيف موريس فلتس

(الحلقة الثانية)

شملت دراستنا فى الحلقة الأولى كلا من الجزء الأول فى هذا البحث والذى تناول ـ بصفة عامة ـ تأثير القديس أثناسيوس فى حياة الكنيسة القبطية وتعليمها اللاهوتى ابتداءً من القرن العاشر الميلادى وإلى الآن. وفى الجزء الثانى من البحث والذى يتناول تأثير القديس أثناسيوس فى التعليم اللاهوتى لأحد كُتّاب الكنيسة القبطية المشهورين فى القرن الثالث عشر الميلادى ألاّ وهو الأسقف القبطى بولس البوشى أسقف مصر عام 1240م. عرضنا ـ بإيجاز ـ لشخصية هذا الراعى وملامح عصره وكتاباته اللاهوتية وسماتها ، ثم تناولنا إحدى مقالاته وهى تدور حول موضوع ” التثليث والتجسد وصحة المسيحية “، فقمنا بتحليل الجزء الخاص بقضية التجسد من حيث الشكل وتركيب النص.

وفى هذه الحلقة سنتابع بعضًا من أفكار وتعاليم بولس البوشى اللاهوتية حول عقيدة التجسد، باحثين فيها عن مدى تأثره بفكر وتعاليم القديس أثناسيوس.

+ التعليم عن التجسد للأسقف بولس البوشى :

اعتمد بولس البوشى ـ كراعٍ وأسقف قبطى ـ فى تعليمه عن التجسد على الكتاب المقدس وعلى من سبقوه من آباء الكنيسة الكبار ، وذلك لكى يواجه مشاكل عصره ، والتى وإن اختلفت فى مظهرها الخارجى ، إلاّ أن جوهرها يتفق مع مثيلاتها فى القرون الأربعة الأولى ، كما يتضح من مضمون الأسئلة الافتراضية التى سبق الإشارة إليها.[1]

فلقد واجه الآباء الكبار كلاً من مشاكل إنكار ألوهية الابن وإمكانية تجسد الله الكلمة ، وأيضًا حتمية وضرورة تجسد ابن الله الوحيد. ومن أشهر من تصدى لهذه الأمور العقيدية فى القرن الرابع القديس أثناسيوس الرسولى ، بطريرك الأسكندرية العشرون ، الذى دافع بضراوة عن ألوهية الابن ضد ضلال آريوس وأتباعه وترك لنا مقالاته ” ضد الآريوسيين ” كأعظم نصوص دفاعية عن ألوهية الابن المتجسد ، وفى كتبه ” ضد الوثنيين ” ، ” تجسد الكلمة ” سلّم لنا تعليمًا أرثوذكسيًا عن عقيدة التجسد وضرورته لخلاص البشرية حيث عجز الإنسان الساقط عن استعادة علاقته بالله بسبب الموت الذى دخل إلى البشرية بالخطية ، فكان لابد أن توهب له الحياة مرة أخرى عن طريق تجسد ابن الله الحى ، الذى شهد هو عن نفسه بأنه ” الطريق والحق والحياة “.

إذن، فقد دافع بولس البوشى عن عقيدتى التجسد وألوهية المسيح مقتفيًا آثار القديس أثناسيوس ، وقدم فى وضوح تام لشعبه وكنيسته تعليمًا أرثوذكسيًا آبائيًا عنهما.

 

I ـ التجسد عهد جديد بين الله والإنسان:

فهم البوشى التجسد على أنه عهد جديد بين الله والإنسان ، إذ أن الله تعاهد الإنسان الساقط قديمًا ” بالناموس والأنبياء والوعد والوعيد ” [2]. غير أن البشرية تمادت فى طريق الضلال وابتعدت عن الإله الحق ، متخذة لنفسها آلهة كثيرة. وفى ابتعادها هذا وعصيانها، تعرضت للفناء بعد أن كان لها إمكانية عدم الفناء إن هى أبقت الله فى معرفتها، ولهذا كله احتاجت البشرية إلى تعاهد جديد ونهائى ، وهكذا نرى أن البوشى يرى التجسد فى ضوء “التعاهد الذى للعهد الجديد بين الله والبشر ” [3].

 

يستهل البوشى مقالته ـ موضع البحث ـ بوصف مختصر لتعاهد الله للإنسان وعنايته به، فيذكر فى الفقرات الثلاث الأولى من مقدمة مقالته أنه ” هكذا تعاهد الله خلقته بالناموس [4]، والأنبياء والوعد والوعيد ، ولما اشتد عصيانهم أدبهم بالضربات والنقمات والغلاء والجلاء ، وملوك عاتية تسود عليهم تسبونهم ” [5].ثم يتابع حديثه فيستعرض بعد ذلك الحالة التى جعلت من تدخل الله ضرورة [6].

ومن الجدير بالملاحظة أن القديس أثناسيوس وبولس البوشى كليهما يذكران هذه الأمور. فالقديس أثناسيوس يذكرها فى بداية كتابه ” تجسد الكلمة ” ثم يتعرض لها بالتفصيل فى الفصول الأربعة الأولى [7] عندما يتحدث عن أفعال الشر وعصيانهم وعباداتهم الوثنية والتى اتخذت أشكالاً مختلفة ، بينما نجد أن بولس البوشى يختصرها فى الفقرات الثلاثة السابق الإشارة إليها. وربما كان السبب ـ على ما نعتقد ـ فى إيجاز البوشى لوصف هذه الأفعال، أن تلك العبادات الوثنية لم تكن منتشرة بهذا الشكل فى عصره ، بينما كانت لا تزال منتشرة كلها أو بعضها فى زمن كتابة القديس أثناسيوس لتجسد الكلمة.

 

II ـ ضرورة التجسد لشفاء البشرية:

الله صالح بل هو نبع الصلاح [8]، والصالح لا يخرج إلاّ صلاحًا ، والشر ليس له كيان ، والله لم يخلق شيئًا شريرًا ، فكل ما خلقه الله وعمله كان ” حسنًا جدًا “[9] وبالتالى فالخطية هى مرض أصاب البشرية وأبعدها عن الله.

ولقد أدرك البوشى هذا التعليم الكتابى والآبائى، فعبر عنه فى مقدمة مقالته ، ليوضح ضرورة التجسد لشفاء البشرية. فالبشر فى سلوكهم فى الظلمة بعيدًا عن النور الحقيقى “تمادوا فى الرديء ، فاشتد الداء وكثر السقم وتزايدت العلة ” [10]. فبولس البوشى يدعو الخطية : ” الرديء ” وهى ” داء ” ، وهى ” سقم ” ، وهى ” علة “. وعندما ” أدنف المريض ” أى ثقل مرضه وأشرف على الموت[11] ، احتاج إلى ” غاية العلاج من الطبيب الحقيقى ” [12] ” مشفى النفوس والأجسام وهو تجسد الإله الكلمة ” ، ويبنى البوشى فهمه هذا على ما ذكره السيد المسيح عن نفسه، إذ قال للكتبة والفريسيين ” لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ، لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة ” [13].

فالمقارنة هنا واضحة بين الخطية والمرض ، بين الخطاة والمرضى ، والعلاقة قوية بين التجسد بمعنى أن يأتى الله فى الجسد وعمله كطبيب حقيقى يعالج مرض البشرية ويخلصها لأنه هو خالقها. ولهذا يضيف البوشى ” لأن الصنعة لا يقدر أن يصلحها إلاّ صانعها ، وهكذا الخليقة لما هلكت احتاجت إلى تعاهد الخالق له المجد“[14]. فالبشرية صارت بعد السقوط فى طريقها إلى الفناء، وبالتالى كانت هناك حاجة إلى تجديدها ، ” والكلمة ” لأنه هو الخالق كان لابد أن يأخذ على عاتقه أمر تجديد خليقته [15].

III ـ التجسد وعلاقته بخلق الكون:

هناك علاقة وثيقة بين سر التجسد وسر الخلق ، والقديس أثناسيوس الرسولى كان هو أول من أوضح هذه العلاقة الوثيقة ، إذ يذكر فى بداية كتابه تجسد الكلمة ” إذن فيليق بنا أن نبدأ بحث هذا الموضوع (سبب ظهور كلمة الآب الجليل القدر فى الجسد) بالتحدث عن خلقه الكون وعن الله بارئه، وعندئذ يمكننا أن ندرك أن تجديد الخليقة كان من عمل نفس “الكلمة” التى خلقها فى البداية، إذ سوف يتضح أنه لم يكن أبدًا مخالفًا أن يتمم الله خلاص العالم بذلك الذى خلقه به أولاً ” [16]. ولقد فهم البوشى عمق هذا التعليم الجوهرى الآبائى ونجده قد أوجزه بوضوح كامل ‎نلمسه فى وضعه لسؤال افتراضى من أحد المعترضين على القول بتجسد الله الكلمة: ” ما الذى اضطر الله للتجسد ” [17].

وإجابته عليه بسؤال آخر ” ومن الذى اضطره لخلق آدم وذريته ” [18]. وتتابع السؤالين يدل عن وعى البوشى بتعليم أثناسيوس الآبائى وإدراكه لأهمية هذا الربط بين سر التجسد وسر الخلق فى إثبات ألوهية الابن المتجسد كما سنرى.

وجواب السؤالين عند البوشى واحد ، فسر الخلق وسر التجسد مصدرهما شئ واحد هو “محبة الله للبشر ” [19]، فسر التدبير الإلهى لم يبدأ فقط بالتجسد ، بل إن هذا التدبير قد بدأ فى سر خلق الإنسان وذلك بسبب محبة الله وصلاحه من نحو الإنسان وبذلك يكون التجسد هو امتداد لمحبة الله التى هى منذ البدء ‎لهذا يعطى البوشى جوابًا لمن يسأل عن سر الخلق وسر التجسد فيقول ” وإن سألوا عن ذلك يُقال لهم : جوده وتفضله ” [20]. مستخدمًا تعبير القديس أثناسيوس بأن التجسد كان عملاً يتناسب مع جود الله إذ يقول ” حقًا لقد كان هذا العمل العظيم متفقًا مع جود الله بشكل عجيب ” [21].

ويعطى البوشى أهمية كبرى لحقيقة ارتباط سر التجسد بسر الخلق ، إذ هى هامة وضرورية فى حواره مع الذين يرون استحالة تجسد الله الكلمة وينكرون ألوهية الابن ‎. فالذى يعترف بأن الله خالق عليه وبالضرورة أن يعترف أن الابن المتجسد هو الله ، وذلك لأن التجسد هو امتداد للخلق ودليل على محبة الله وصلاحه كما سبق القول.

كما أن ربط سر التجسد والخلاص ، بسر الخلق ـ حسب كتابات البوشى ـ يثبت ألوهية الابن المتجسد. فالله الكلمة الذى خلق البشرية بنفسه [22] لا بواسطة ملاك ، كان ينبغى عليه أن يصلح الخليقة بنفسه لا بواسطة ملاك. وإذا كان هدف التجسد هو “إصلاح الخليقة”، لذلك كان ضروريًا أن يتجسد هو بنفسه لا ملاك من دونه ” لأن الصنعة إذا فسدت لا يقدر أن يصلحها إلاّ صانعها ” [23]، فالملاك إذن، ولأنه مخلوق لا خالق لا يستطيع أن يجدد الخليقة.

لو أن ملاكًا تولى خلقة البرية من دونه (من دون الله) لكان واجبًا أن يرسله (الله) ليصلح خليقته ” [24] وهنا تجدر ملاحظة أنه بينما يتحدث القديس أثناسيوس فى الفصل 13 من كتابه “تجسد الكلمة” ، عن عدم إمكانية تجديد الإنسان الذى خُلق على صورة الله بواسطة الملائكة أو البشر ، ويعزى ذلك إلى أن الملائكة لم يكونوا صورًا لله ‎[25]، نجد أن البوشى يعزى ذلك إلى أن الملائكة لم يتولوا خلقة البرية ، ويتحاشى استخدام مصطلح ” صورة ” للسبب السابق الإشارة إليه [26] ولهذا السبب عينه نجده ـ وهو يعلل عدم استطاعة البشر أيضًا ، تجديد الخليقة ، لا يصف ” كلمة الله ” بأنه هو صورة الآب كما يفعل القديس أثناسيوس فى الفقرة السابق الإشارة إليها [27].

IV ـ الموت هو النتيجة الحتمية للسقوط:

يتابع البوشى شرح تعليمه عن التجسد فيصف أولاً الحالة التى وصل إليها الإنسان ، وينعتها بـ ” الورطة التى كانت من البشرية “[28] ثم يعود فيعطى تفصيلاً لتلك الحالة بهدف إيضاح السبب الرئيسى الذى من أجله، كان لابد لله الكلمة فقط وليس غيره أن يتجسد.

وفى تركيز البوشى على أن الموت جاء تابعًا للسقوط ، وأن ثمرة التجسد الأولى هى تجديد البشرية ، نجده يتبع نفس الخط التعليمى الذى للقديس أثناسيوس، الذى يشدد على أن الموت ساد على البشر بالفناء ، وذلك لكى يوضح ضرورة وحتمية التجسد [29] الذى سيحول “المائت ” إلى ” الحياة الجديدة “. [30]

لقد كانت تعاليم القديس أثناسيوس عن سقوط الإنسان ، كسبب لتجسد الكلمة من فرط محبته للبشر ، تعاليم مناسبة وأساسية بالنسبة للبوشى لمواجهة أفكار عصره غير المسيحية عن الخلاص.

فحسب تعاليم أثناسيوس والتى تتفق مع الكتاب المقدس ، كان التجسد ضروريًا ، ليس للأسباب سابقة الذكر فقط ، بل ولأن التوبة لم تكن تصلح لرفع الفناء الذى أصبح طبيعة للإنسان نتيجة سقوطه [31]. غير أن هذه التعاليم هى غريبة على الفكر غير المسيحي ، والذى كان سائدًا حتى عصر البوشى أيضًا. فحسب اعتقادهم، فإن معصية آدم لا تعتبر خطية موجبة للموت. فآدم عصى وصية الله ، غير أنه تاب وقبل الله توبته. وحسب هذا الاعتقاد ونتيجة له، لا تُعطى لقضية الموت والفناء كنتيجة للتعدى ، تلك الأهمية التى لهما فى عقيدة الخلاص فى المسيحية الشرقية. وبالتالى فتجسد الله الكلمة ـ والذى بواسطته رُفع حكم الموت ووُهبت للإنسان حياة جديدة أبدية ـ لا يمثل أهمية أو ضرورة حسب هذا الفكر.

ولقد وضع البوشى إصبعه على هذه النقطة الخطيرة فى فكر الذين لا يرون ضرورة ولا حتمية لتجسد الله الكلمة ، للقضاء على الموت ولمنح الإنسان الحياة الجديدة ، ولهذا كتب لهم ” أن هذا الشيء بَعُد عن ذهنكم لكونكم لم تألفوه بالتربية، ولم تفهموا أقوال الأنبياء والرسل لأجله ” [32].

وفى إدراكه لخطورة هذا الفكر ، حاول البوشى أن يعطى المعنى العميق والكيانى لتعدى الوصية والبعد الواقعى للسقوط ـ فهو يري أن عدم طاعة آدم هى خطيئة مميتة، وذلك لأن الله عندما نهاه أن يأكل من ” عود المعصية ” [33] قال له ” فى اليوم الذى تأكل منه موتًا تموت ” [34].

وهنا يفرق البوشى بين نوعين من الموت ، الموت المحسوس وهو عبارة عن ” افتراق النفس من الجسم ” [35] ، والموت ” المعقول ” أو الموت الروحى ، وهو عبارة عن ” افتراق روح الله عن نفس الإنسان ” [36] وبمقارنة نوعى الموت وتأثيرهما على الإنسان ، نجد أن البوشى يصف الموت الروحى بأنه ، ” هو أشد الموت وأشنعه ” [37] إذ بالموت يفقد الإنسان كل اتصال له وشركة مع الله مصدر الحياة، وهو ما حدث بالفعل عندما أكل آدم من الشجرة، فلقد ” مات بحق ذلك اليوم ، الموت المعقول ” لقول الله الصادق ” إن فى اليوم الذى تأكل منه موتًا تموت ” [38].

ونلاحظ أن البوشى يكرر عبارة سفر التكوين ” موتًا تموت ” مرتين [39]. وتكرار الكلمة فى التعبير العبرى ” موتًا تموت ” هدفه التشديد على المعنى ، أى أن الموت سيلحق بالإنسان بالتأكيد وان هذا الموت هو الموت الحقيقى. أو كما يعلق القديس أثناسيوس على نفس الشاهد بقوله ” وماذا يعنى بقوله (موتًا تموت)؟ “. ليس المقصود مجرد الموت ، بل البقاء إلى الأبد فى فساد الموت ” [40].

وتجدر الإشارة هنا إلى أن البوشى استخدم الشاهد الكتابى فى سفر التكوين بشيء من التغيير فى التعبير ، فذكر أن الله نهى آدم أن يأكل من ” عود المعصية ” بدلاً من ” شجرة معرفة الخير والشر ” قائلاً : ” فى اليوم الذى تأكل منه موتًا تموت ” وهدف البوشى من هذا التغيير ـ على ما نعتقد ـ هو أنه يريد أن يلفت الانتباه من البداية إلى أن توابع المخالفة أى ” المعصية ” هو الموت ، الموت الحقيقى والذى سيتبعه الموت المحسوس أو بتعبير البوشى “ثم بعد الموت المعقول حُكم عليه بالموت المحسوس ” [41].

نتيجة لكل هذا وُجدت البشرية فى ” ورطة ” وبالتالى فلقد وصل الحال بآدم أن ” رجاء الحياتين قد انقطع منه ، أعنى الحياة المؤبدة (الأبدية) مع الله والحياة الزمنية ” [42] وليس آدم فقط بل وكل ذريته.

وبينما يصف القديس أثناسيوس حالة آدم وذريته بعد السقوط ” نُزعت منهم النعمة التى سبق أن أُعطيت لهم وهى مماثلة صورة الله ” [43]، يستخدم البوشى عبارة أخرى ليوضح نفس الحالة فيقول ” فعند أكله من الشجرة نزع الله منه فى ذلك الوقت روح قدسه “ [44].

ومن هذه المقابلة يتضح أن البوشى يطابق بين النعمة الإضافية التى أعطاها الله للإنسان بخلقته إياه ” حسب صورته ” حسب تعبير أثناسيوس [45]، وبين ” روح الله ” بمعنى ” نسمة الحياة ” التى نفخها الله فى آدم وحده [46] دون سائر المخلوقات.

وهذا التطابق نجده أيضًا عندما يصف البوشى حالة الإنسان قبل السقوط والإمكانيات التى كان يتمتع بها حينذاك ، فيقول البوشى إن الروح القدس ” كان سبب حياته المؤبدة (الأبدية) مع الله “ [47] ونتيجة لهذا كان آدم ” متصلاً مع القوات العقلية الغير متجسدة وحيا مع الله دائمًا “ [48].

بل أن آدم قبل السقوط ، كان يقيم حوارًا مع الله من خلال الروح ” كذلك كان كلامه معه أولاً فى ذوات الأرواح ” [49]. حالة آدم هذه، والتى تكلم عنها البوشى يوضحها القديس أثناسيوس قائلاً أن الله ” لم يكتف بخلق البشر مثل باقى الكائنات غير العاقلة على الأرض ، بل خلقهم على صورته وأعطاهم قوة ” كلمته “، حتى يكون لهم بطريقة ما بعض ظلال “الكلمة” صائرين عقلاء ، فيستطيعوا أن يبقوا فى سعادة ويحيوا الحياة الحقيقية ، حياة القديسين فى الفردوس ” [50].

وبمقارنة تعاليم بولس البوشى بتعاليم القديس أثناسيوس نخلص إلى أن الإنسان ـ حسب فكرهما ـ كمخلوق على صورة الكلمة ، أو ككائن لديه شركة روح الله ، لم يكن لديه أى عقبات فى أن يعرف الله ، لأن الشبيه بالشبيه يُعرف ، غير انه ابتعد عن الله ، فعاد إلى العدم بعد أن كان فى شركة مع الله ، الكائن الحقيقى وحده. ‎لقد كانت هذه الشركة هى الضمان الوحيد لوجوده ، لكيانه ، ‎وطالما كانت للإنسان هذه الشركة ، فقد كان بالفعل كائنًا ، كان بالفعل موجودًا.

ولقد أدرك البوشى ان ما يقصده أثناسيوس فى النص السابق بعبارة ” على صورته ” ، يشير إلى الجانب الروحى فى الإنسان، والذى بسببه يمكن تمييز الإنسان عن الحيوانات الغير عاقلة ، لهذا نجد البوشى يصف تبعات فقدان الإنسان لحالة الخلق ” حسب الصورة ” بنفس تعبيرات القديس أثناسيوس تقريبًا. فنرى أن القديس أثناسيوس يذكر أن البشر بعد السقوط “لم يعودوا يظهرون بعد، كخليقة عاقلة ، بل دلت طرقهم على أنهم مجردون من العقل ” [51]، وبالمثل يصف البوشى نفس هذه الحالة بقوله ” فعاش آدم كمثل حياة البهائم ” [52]

ولم تكن تبعات التعدى هى الموت فقط بل أيضًا الفساد (الفناء). ويربط القديس أثناسيوس بشدة مصطلحى ” الموت ” ، و” الفناء ” كما يتضح من مواضع عديدة فى كتابه “تجسد الكلمة” [53]. غير أن البوشى فى حديثه عن حالة الإنسان بعد السقوط لا يظهر أنه يستخدم تعبير ” الفناء ” ، بل يذكر فقط معنى هذا المصطلح مرتبطًا بمصطلح “الموت”، فيقول إن آدم ” أُفقد ذلك المجد والبهاء الذى كان له أولاً ثم مات ورجع إلى ترابه ” [54]. ومن الملاحظ أنه استخدم مصطلح ” الفناء ” الذى استخدمه أثناسيوس وأيضًا مرتبطًا بمصطلح ” الموت ” فى سياق حديثه عن قيامة المسيح، حيث يصفه ‎بأنه ” غالب الموت والفناء ” [55].

V ـ حتمية تجسد الله الكلمة:

نختم بحثنا هذا لبعض أفكار وتعاليم بولس البوشى اللاهوتية حول عقيدة التجسد ومدى تأثرها بأفكار وتعاليم القديس أثناسيوس الرسولى اللاهوتية ، باستعراض نقطة جوهرية فى هذه العقيدة ، مفادها أن إنسانًا لا يستطيع أن يخلص البشر من الموت ، ولهذا لابد وأن يتجسد الله الكلمة ليقوم بهذه المهمة [56].

فبعد أن أوضح البوشى فى النقطة IV أن تبعة السقوط هى الموت ، يحاول الآن أن يتكلم فى المقابل عن الحياة الأبدية ، تلك التى يستطيع الله الكلمة وحده ، بتجسده أن يهبها للبشرية الساقطة ‎..

فبسبب السقوط ساد الموت على آدم وبنيه ” ثم مات ورجع إلى ترابه كقول الله ، وهكذا نسله من بعده صائرون إلى التراب مثله، تابعون أبيهم” [57] ونتيجة لهذا “كل من أتى من نسله من النبيين والصديقين، لم يقدر أحد منهم بالجملة أن يوصل إلينا الحياة المؤبدة (الأبدية)” [58]ويُرجع البوشى عدم استطاعة أى منهم، إلى أن “الحياة الأبدية لم تكن فى جوهره“[59] فالكل باق فى الفساد[60].

فالبشر هم جميعًا من المخلوقات ، وحياة كل مخلوق لها بداية كما أن لها نهاية. أما ذلك الذى يستطيع وحده أن يهب الحياة الأبدية ويقضى على الموت ، فهذا لا يُحسب ضمن المخلوقات. فهو أزلى أبدى، ” لأن الحياة التى بلا نهاية لم تكن إلاّ للذى بلا ابتداء ” [61]. والمخلوقات لها بداية ولها نهاية ، أما كلمة الله فهو غير مخلوق لكونه ” خارجًا عن الطريقتين أعنى الابتداء والانتهاء ” [62]. ولهذه الأسباب لا يستطيع أحد من البشر نبيًا كان أم صديقًا‎ أن يهب الحياة الأبدية ، ناقضًا الموت للبشرية الساقطة إلاّ الله وحده، والذى بتجسده أوصل إلينا الحياة الأبدية ـ بالنسبة لذلك الجسد المأخوذ منا [63].

وهنا يشدد البوشى ولمرة أخرى على أن الكلمة المتجسد، ليس هو مجرد إنسان مُرسل من الله ليخلص شعبه ” لكنه هو الخالق والذى بسبب كمال تحننه وتفضله تعاهد بريته وصنعته للخلاص ” [64].

وبهذه الطريقة يُجمل البوشى أدلته على ألوهية الابن المتجسد أمام من ينكرونها ، مستعينًا فى ذلكن بلاهوت آباء الكنيسة الكبار وخصوصًا القديس أثناسيوس الرسولى والذى واجه نفس هذه الأفكار فى عصره عندما قاوم الهرطقة الآريوسية والتى حَسَبت الابن المتجسد من بين المخلوقات فأنكرت بذلك ألوهيته..

وأخيرًا فلقد أعطى البوشى فى اعتماده على فكر القديس أثناسيوس وتعاليمه ـ بالرغم من مرور حوالى تسعة قرون حينذاك على انتقاله ـ مثلاً حيًا لأهمية تراث هذا الأب والمعلم ليس فقط لعصر البوشى بل لجميع العصور وحتى الآن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش الموضوع:

[1] أنظر الحلقة الأولى من هذه الدراسة : دورية دراسات آبائية ولاهوتية، السنة الأولى 1998، العدد 2، ص 50ـ51.

[2] بولس البوشى : مقالة فى التثليث والتجسد وصحة المسيحية ، تحقيق الأب سمير خليل اليسوعى : سلسلة التراث العربى المسيحى 4 ، لبنان 1983:فقرة1.

[3] وهذا الفكر مؤسس على الفكر الكتابى والذى يوضحه القديس بولس الرسول فى بداية رسالته إلى العبرانيين قائلاً ” الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه ” (عب1:1ـ2).

[4] حسب فكر القديس أثناسيوس ، تظهر عناية الله بالإنسان خاصة ، دون باقى المخلوقات غير العاقلة فى أنه خلقه على صورته ومثاله (تجسد الكلمة فصل3). والبوشى لا يجهل هذه التعاليم الكتابية والآبائية بل يذكرها فى مواضع أخرى من كتاباته أنظر :

Nagi Edelby: Bulus al- Busi, l’homolie de l’annonication. Pontificia universitas Gregoriana, facultas Theologie, Romae, P. III.

وأيضًا القس منقريوس عوض الله : مقالات الأنبا بولس البوشى ، أسقف مصر وأعمالها ، القاهرة 1972، المقالة الرابعة عن الشعانين ص 48ـ54 وخصوصًا ص 54. غير أن البوشى هنا يتحاشى استخدام عبارة ” خلق الإنسان على صورة الله ومثاله ” بسبب أن مقالته هذه دفاعية يمكن ان تصلح أيضًا لغير المؤمنين ، وبالتالى فهو يحاول استخدام تعبيرات لاهوتية مفهومة بالنسبة لهم.

[5] البوشى : المرجع السابق فقرة 1ـ3 ص189.

[6] المرجع السابق : فقرة4ـ7 ص 189.

[7] أثناسيوس الرسولى : تجسد الكلمة الفصول 3،4،5،8،10،11.

[8] القديس أثناسيوس : تجسد الكلمة فصل 3 ” لأن الله صالح أو بالحرى لابد وأن يكون هو مصدر الصلاح “.

[9] تكوين 31:1.

[10] البوشى : المرجع السابق فقرة 4 ص 189 ، وهنا أيضًا نرى تأثر البوشى بالقديس أثناسيوس فى فهمه عن تمادى البشر فى الشر والخطية حيث يقول القديس أثناسيوس ” وإذ تسفل إهمال البشر قليلاً قليلاً إلى السفليات ، أعد الله مرة أخرى علاجًا لضعفهم ” أى لمرضهم. تجسد الكلمة فصل 12. وأيضًا فصل 5 يقول ” لأن البشر لم يقفوا عند حد معين فى سوء أفعالهم بل تدرجوا فى الشر حتى تخطوا كل حدود ” ، وفصل 8 ” وإذا رأى فوق هذا شر البشر المستطير وأنهم يتزايدون فيه شيئًا فشيئًا “

[11] قارن ” جلبوا على أنفسهم الموت والفساد ” أثناسيوس : تجسد الكلمة فصل 5.

[12] والبوشى كأسقف وراعى ، مشبع فكره بصلوات الكنيسة يستعير من أوشية المرضى فى رفع صلوات بخور عشية وباكر تعبير ” الطبيب الحقيقى ” غير أن هذا التعبير يتكرر كثيرًا فى كتابات آباء الكنيسة مثل القديس أثناسيوس، والقديس كيرلس، والقديس غريغوريوس النيسى ، وهنا نسوق وصف القديس أثناسيوس لعمل الرب المخلص فى تجسده وعلاجه لهذا الداء “فليعلموا أن الرب لم يأت لكى يتظاهر ويتباهى بل لكى يشفى ويعلم أولئك الواقعين تحت الآلام. فالطريق لمن يريد أن يتظاهر هو أن يظهر ويبهر أنظار الناظرين ويذهل عقولهم ، أما الطبيب والمعلم فعليه أن لا يكتفى بمجرد حلوله هنا بل أن يقدم نفسه لمساعدة المحتاجين ” تجسد الكلمة فصل 43.

ويكرر القديس أثناسيوس نفس التعبير بإضافة صفة ” المخلص ” ليوضح حقيقة هذا العمل وهدفه أى الخلاص أو ما عبر عنه البوشى بعبارة ” غاية العلاج ” فيقول أثناسيوس فى فصل 44 ” أما وقد خلق الإنسان وأصبح الأمر يحتاج بطبيعة الحال إلى علاج ما هو موجود ، لا ما هو ليس موجودًا ، دعت الضرورة بطبيعة الحال إلى أن يظهر الطبيب والمخلص فيما وُجد ووصل إلى تلك الحال لكى يبرئ (يشفى) ما وُجد “.

كما نجد الصورة التى رسمها البوشى لذلك ” الطبيب الحقيقى ” تتكرر عند القديس غريغوريوس النيسى فى كتاباته ضد أبوليناريوس PG45.1180C وأيضًا فى مقالة للموعوظين J.H.Srawley, M.A:The Catechetical Oration of Gregory of Nyssa, Cambridge 1956, ch.29. حيث يقول إن ” الطبيب الحقيقى ـ لأنه متمكن من نفسه ـ فلكى يعالج المرضى علاجًا تامًا وشافيًا فقد تركه لكى تظهر أعراضه (أدنف المريض حسب تعبير البوشى) وحينذاك يكون تدخله حاسمًا ويكون بذلك عمله هو ” غاية العلاج “.

[13] مرقص17:2.

[14] البوشى : المرجع السابق : فقرة 6ـ7 ص 190.

[15] يرد هذا الفكر الأساسى فى فهم عقيدة التجسد عند القديس أثناسيوس الرسولى فى كتابه تجسد الكلمة فصل 7 ” أو من ذا الذى يستطيع أن يعيد إليه (للإنسان) تلك النعمة ويرده إلى حالته الأولى إلاّ كلمة الله الذى خلق كل شئ من العدم فى البدء؟” وأيضًا يكرر هذا التعليم فى فصل 10 ” إنه لم يكن مستطاعًا لأحد آخر أن يرد البشرية عن الفناء الذى بدأ ، غير كلمة الله الذى خلقهم أيضًا من البدء “

[16]تجسد الكلمة فصل 1، وأيضًا “لأننا عند التحدث عن ظهور المخلص بيننا يتحتم علينا التحدث عن أصل البشر ” فصل4.

[17] البوشى : المرجع السابق : فقرة 84 ص 205.

[18] البوشى : المرجع السابق : فقرة 85 ص 205

[19] وهنا يرجع البوشى للقديس أثناسيوس الذى يذكر أن خلقه البشر كانت بسبب محبة الله وتحننه فيذكر أن البشر إذ ” كانت لهم طبيعة عدم الوجود إلاّ أنهم بحضور الكلمة وتحننه دُعوا إلى الوجود ” (تجسد الكلمة فصل 4)، كما أن التجسد كان بسبب تعطف الرب ومحبته ” إن عصياننا استدعى تعطف الرب ” فصل16 وأيضًا ” لأن المخلص بمحبته للبشر يتم بتأنسه شيئين ” فصل16.

[20] البوشى : المرجع السابق : فقرة86 ص 205.

[21] أثناسيوس : تجسد الكلمة : فصل 4 وأيضًا يقول : “… ولأنه هو محب البشر وصالح فقد أعد من قبل تدبير خلاصنا بكلمته الذاتى الذى به أيضًا خلقنا ” (ضد الآريوسيين75:2).

[22] يضع البوشى سؤالاً افتراضيًا “ لماذا لم يرسل (الله) ملاكًا من دونه لخلاص شعبه.. أو يرسل رسولاً ويعضده لخلاص شعبه ” (فقرة 95 ، 101) ويريد بسؤاله هذا أن يوضح ويثبت ألوهية الابن المتجسد أمام من ينكرون ذلك ويؤمنون بإمكانية إصلاح البشرية عن طريق ملاك أو نبى آخر ، ويصل البوشى فى شرحه إلى أن الخالق هو وحده القادر على إصلاح خليقته وبالتالى فالكلمة المتجسد الذى يمكنه إصلاح الخليقة هو بالتالى الله الخالق.

[23] البوشى المرجع السابق فقرة6 ص 190.

[24] البوشى : المرجع السابق فقرة 96 ص 209.

[25] ” كان ذلك مستحيلاً أن يتم بواسطة البشر لأنهم هم أيضًا خُلقوا على مثال تلك الصورة ولا أيضًا بواسطة الملائكة لأنهم لم يكونوا صورًا لله ” (تجسد الكلمة13).

[26] أنظر الملاحظة رقم 4 من المقالة ” حسب فكر القديس أثناسيوس.. “.

[27] أثناسيوس : تجسد الكلمة فصل 13 ” لهذا أتى كلمة الله بذاته لكى يستطيع وهو صورة الآب أن يجدد خلقة الإنسان ذلك المخلوق على حسب الصورة “. غير أن البوشى لا ينكر بالطبع هذه الحقيقة الجوهرية فى الإيمان المسيحى. ففى بداية مقالته هذه يعطى وصفًا ” للكلمة ” يوضح فيه كل هذه الحقائق الإيمانية مستندًا فيه على الكتاب المقدس وقانون الإيمان ، فيقول فيه عن كلمة الله إنه ” القدوس الذى لا يتدنس ، الصورة الأزلية التى لا تفسد ” فقرة 12.

[28] البوشى : المرجع السابق فقرة 99 ص 209.

[29] أثناسيوس : تجسد الكلمة فصل 8 ” وإذ رأى الجنس (البشرى) العاقل يهلك وأن الموت يملك عليهم بالفناء ، وإذ رأى أيضًا عقوبة التعدى (الموت) قد خلدت الفناء فينا.. إذ رأى أن كل البشر خاضعين للموت ، رحم جنسنا.. فقد اتخذ لنفسه جسدًا لا يختلف عن جسدنا “.

[30] أثناسيوس : تجسد الكلمة فصل 10 ” لأنه بذبيحة جسده وضع حدًا لحكم الموت.. ووضع لنا بداية جديدة للحياة برجاء القيامة.. وهذا هو السبب الأول الذى من أجله تأنس المخلص “.

[31] أثناسيوس : المرجع السابق فصل 7 ” لأنه لو كان (تعدى الإنسان) مجرد خطية ولم يستتبعه فساد ، كانت ستصبح التوبة كافية “.

[32] البوشى : المرجع السابق فقرة 104 ص210.

[33] البوشى : المرجع السابق فقرة 108 ص 211.

[34] البوشى : نفس الفقرة.

[35] البوشى : المرجع السابق فقرة 111 ص 211.

[36] البوشى : المرجع السابق فقرة 113 ص 211.

[37] البوشى : المرجع السابق فقرة 114 ص 211.

[38] البوشى : المرجع السابق فقرة 118 ص 212.

[39] فى الفقرات 108 ص211، 118 ص212.

[40] أثناسيوس : تجسد الكلمة : فصل 3.

[41] البوشى : المرجع السابق فقرة 119 ص 212، ويذكر القديس إيريناوس أن الله سمح بموت الإنسان (الموت المحسوس) حتى لا يبقى فى الخطية إلى الأبد ” أنظر : ‘ElegcÒj G’ XXIII.6.

[42] البوشى : المرجع السابق فقرة 121 ص 213.

[43] تجسد الكلمة فصل 7. وهنا أيضًا يتضح تجنب البوشى لاستخدام تعبير ” صورة ” كما سبق القول.

[44] البوشى : المرجع السابق فقرة 116 ص 212.

[45] تجسد الكلمة فصل 3.

[46] تك8:2.

[47] البوشى : المرجع السابق فقرة 117 ص 212.

[48] البوشى : المرجع السابق نفس الفقرة ، ويقصد البوشى بتعبير ” القوات العقلية الغير متجسدة ” والذين أيضًا ربما كان يقصد القديس أثناسيوس فى قوله عن حياة القديسين الحقيقية ” ويحيوا الحياة الحقيقية ، حياة القديسين فى الفردوس ” (تجسد الكلمة فصل3) أنظر أيضًا Hl. Moutsoula, H areianikh eris kai o megas Aqanasios, meros B’, Aqhnai 1978, sel. 159..

[49] البوشى : المرجع السابق فقرة 115 ص 211ـ212.

[50] أثناسيوس : تجسد الكلمة : فصل 3.

[51] أثناسيوس : تجسد الكلمة : فصل 12.

[52] البوشى : المرجع السابق فقرة 122 ص 213، حيث يعنى تعبير البهائم ” الكائنات الحية غير العاقلة “.

[53] تجسد الكلمة : فصول 4،6،8،9،10،13.

[54] البوشى : المرجع السابق فقرة 122ـ123 ص 213.

[55] البوشى : المرجع السابق فقرة 145 ص 217.

[56] كان هذا الفرض وراء إثارة البوشى لسؤاله الافتراضى ممن ينكرون ألوهية الابن المتجسد والذين يعتقدون فى إمكانية خلاص البشر بواسطة نبى ، وسألوا ما الدليل على تجسده هو خاصة (فقط) ؟ فقرة 102 ص 210. ومن خلال استعراضه لعجز الإنسان إذ هو مخلوق مائت ليست له الحياة الأبدية فى جوهره ، يصل فى نهاية حديثه وبيانه لصفات المخلص.. فيقول ” ولم يكن كذلك إلاّ الله الكلمة ” فقرة 129 ص 214.

[57] البوشى : المرجع السابق فقرة 124 ص 213.

[58] البوشى : المرجع السابق فقرة 125 ص 214، وهذا تعليم ليس فقط كتابى لكنه أيضًا آبائي حيث يذكر القديس أثناسيوس ” ولهذا فهناك أمثلة لكثيرين قد تقدسوا وتطهروا من كل خطية.. ومع ذلك فقد ملك الموت.. وهكذا ظل البشر مائتين وقابلين للفساد كما كانوا ومعرضين للأوجاع الخاصة بطبيعتهم ” (ضد الآريوسيين 33:3).

[59] البوشى : المرجع السابق فقرة 126 ص 214، وهنا يشير البوشى إلى الرب المخلص والذى يملك الحياة الأبدية فى جوهره. قارن أثناسيوس ضد الآريوسيين 77:2 ” ولم يكن من اللائق إذن ان تؤسس حياتنا بأى طريقة أخرى سوى ان تؤسس فى الرب الذى هو كائن منذ الأزل والذى به قد خُلقت العالمين لكى نستطيع نحن أيضًا ان نرث حياة أبدية إذ أن هذه الحياة كائنة فيه “.

[60] البوشى : المرجع السابق فقرة 126 ص 214.

[61] البوشى : المرجع السابق فقرة 127 ص 214.

[62] البوشى : المرجع السابق فقرة 128 ص 214.

[63] البوشى : المرجع السابق فقرة 133 ص 215، قارن أثناسيوس : ضد الآريوسية 69:2 ” لو كان الابن مخلوقًا لظل الإنسان مائتًا كما كان قبلاً حيث إنه لم يتحد بالله فإنه لا يستطيع مخلوق أن يوحد المخلوقات مع الله ، إذ أنه هو نفسه فى حاجة لمن يوحده بالله ، وليس فى وسع جزء من الخليقة أن يكون خلاصًا للخليقة إذ هو نفسه فى حاجة إلى الخلاص. ولكى لا يحدث هذا أرسل الله ابنه وصار ابن الإنسان باتخاذه الجسد المخلوق. وحيث إن الجميع كانوا خاضعين للموت وكان هو مختلفًا عن الجميع فقد قدم جسده الخاص للموت من أجل الجميع. إذن حيث إن الجميع ماتوا بواسطته هكذا قد تم الحكم ، وهكذا فإن الجميع يصيرون بواسطته أحرارًا من الخطية واللعنة الناتجة عنها. ويبقى الجميع على الدوام قائمين من الأموات ولابسين عدم الموت وعدم الفساد “.

[64] البوشى : المرجع السابق فقرة 97 ص 209.

تأثير القديس أثناسيوس الرسولي فى التعليم اللاهوتي للكنيسة القبطية (2)

Exit mobile version