الدرس السابع في أساسيات الإيمان المسيحي: الثالوث القدوس
الدرس السابع في أساسيات الإيمان المسيحي: الثالوث القدوس
الدرس السابع: الثالوث القدوس
الدرس السابع في أساسيات الإيمان المسيحي: الثالوث القدوس
تعبير الثالوث يصف طبيعة الله ويُعرف ملء اللاهوت من ناحية وحدته وتنوعه، فالله واحد في الجوهر لكن له ثلاثة أقانيم. فوحدة الله هي من ناحية جوهره وكينونته في حين تنوع الإلوهية عُبر عنها بالأقانيم.
هذا يُفسر لنا عدم وجود تعبير الثالوث القدوس في الكتاب المقدس، لانه تعبير يصف الطبيعة الإلهية الجلية في الكتاب المقدس، فالكتاب المقدس يُعلن لنا ان الله واحد ويعلن لنا في نفس الوقت الألوهية التامة للآب والإبن والروح القدس. فتعبير الثالوث الغير موجود في الكتاب المقدس لا يعني عدم وجود فكر الثالوث لانه صيغة ووصف يُستعمل ليصف طبيعة الله التي أعلنت لنا في الكتاب المقدس.
نستطيع فهم الثالوث من خلال النظر لأعمال الله وإشتراك الأقانيم فيها. فنرى مثلاً ان الله حقق خلاصه في البشرية كالآتي:
- الآب يبدأ الخلق والفداء
- الأبن يفتدي الخليقة
- الروح القدس يجدد ويُقدس ويطبق الفداء على المؤمنين.
لقد حافظت الكنيسة بكل حرص على هذا التعليم فلم تترك المجال لأي هرطقة تدعي بأن الأقانيم هي ظهورات أو تثليث (تعدد الألهة). هذا يعني إن الكنيسة كانت واعية وفاهمة للمعنى الحقيقي للإعلان الإلهي عن الثالوث القدوس وفي نفس الوقت استطاعت التمييز والتفرقة بين الهرطقات وبين الإعلان الإلهي.
بالرغم من الإعلانات الإلهية والإشارات الواضحة في الكتاب المقدس عن الثالوث والأقانيم الا إن هذا التعليم الكتابي لا يشرح طبيعة الله بصورة شاملة، بل بالاحرى يشرح لنا الطبيعة الألهية التي يُريد الله الإعلان عنها (لاننا بعقلنا المحدود لا نستطيع إستيعاب طبيعة الله كاملةً) واضعاً حدوداً لا يجب علينا ان نتعداها.
الخلاصة
عقيدة الثالوث تُعلن وتؤكد لنا ان الله مثلث الأقانيم فالله واحد في الجوهر وله ثلاثة أقانيم هي الآب والإبن والروح القدس. في نفس الوقت يؤكد لنا الكتاب المقدس وحدانية الله وإلوهية كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة. عقيدة الثالوث لا تشرح طبيعة الله بالكامل بل تقدم لنا الإعلان الإلهي المحدود بحدود تفكيرنا البشري القاصر عن فهم الله بالكامل.
شواهد كتابية للتأمل