الرد على شبهة أخذ موسى قصة الخلق من الاساطير البابلية
الرد على شبهة أخذ موسى قصة الخلق من الاساطير البابلية
الرد على شبهة أخذ موسى قصة الخلق من الاساطير البابلية
-يدعى البعض من المشككين زور اً وبهتاناً على موسى النبى-كليم الله-بانه اخذ قصة الخلق من اساطير الحضارات السابقة له,ولاقىِ هذا الادعاء قبول وأستحسان فى بعض الاوساط المسيحية,ناسيين مُتناسيينمفهوم الوحى,ضاربيين به عرض الحائط,ولم يدرى اى منهم ان بتلك الدعوة يسقط الايمان,ان لم يضيع فى وسط تلك الافكار .
-يقوم هذا الادعاء على ان موسى النبى قد اخذ من اساطير[البابليين,الاشوريين, الأينوما إيليش, جلجامش,الجيباتا وغيرها من الاساطير ],ولكن قبل ان نقوم بالمقارنة بين كل من تلك الاساطير وما ورد فى سفر التكوين لابد ان نوضح امرً هام وهو ان كل الاساطير السابق ذكرها قد تكلمت عن الخليقة,وعن الطوفان ولكن من خلال نِسق الاساطير الموروثة فقط على خلاف ما تكلم عنه تكوين موسى.
-واذا قُمنا بمقارنة بسيطة بين تلك الاساطير بعضها البعض لاكتشفنا كم التضارب بين اسطورةواخرى ,وربما تجد التناقض والتضارب فى اسطورة واحدة لحضارة واحدة ,وابسط طُرق الاستدلال تقودنا الى اكتشاف كمِ من عدم التنظيم واللَغِط بالمقارنة بقصة التكوين التى تُعد اكثر تنظيم وانضباط كما سنرى فيما يلى.
-وسنتكلم فى هذا المقال عن الاسطورة السومرية والبابلية والاينوماعلى امل ان نكتب ردودنا على بقية الاساطير فى اقرب وقت.بنعمة الله.
-تبداء قصة الخلق فى الحضارة السومرية بوجود عدد من الالهة يشتكون من عناء اعمالهم ومتاعبهم اليومية,فيشتكون الى الاله”انكى”الذى كان نائم فى”الابسو”فيُقرر ان يخلق”خُدام”لحل مشكلة الالهة.وهذا عكس ما جاء فى تكوين موسى ان هُناك اله واحد”ايلوهيم”ولا يوجد تعدديه كما ان الاله لا يتعب من اعماله كما فى الاسطورة,
-وعندما تكلم التكوين ان الله”تعب واستراح”جائت الكلمة(shabath)بمعنى يكف عن ممارسة الشئ[1] وليس بمعنى انه تعب,ومن اوجه الاختلاف ان الله لم يطلب مساعدة احد فى تكوين موسى.
-وتقول نفس الاسطورة بشكل اخر ونِسق اخر ان هؤلاء الالهة المُشتكيين من تعبهم فى العمل,ذهبو فاشتكو الى الام”نمو”فذهبت الام تحمل”دموع الالهة”الى ابنها”انكى”تحُثه ان ينهض ليخلق خُدام الالهة.فاى ذِكر فى تكوين موسى عن”اُم الله”؟واى الهة هؤلاء الذين يشتكون الى اله اخر؟.انها الاسطورة التى يُقارنون بها وحى الله!!.
تمت خِلقة الانسان من خلال مناقشة بين “ننماخ”وبين”انكى”وقام الاثنين بالتنافس على خلق الانسان فى افضل صورة,ولكن كل منهم خلق الانسان ب”عاهة”,فيقوم “انكى”بخلق الانسن ولكنه يخلقه بائس ويخلق اخر طاعن فى السن غير قادر على الحركة ,حتى عندما اعطته “ننماخ “الطعام لم يقدر ان يمد يده لياخذ الطعام .وهذا على خلاف ما اورده موسى النبى,لان فى سفر التكوين بل وفى كل الاسفار لا يوجد سوى خالق واحد وهو الله,لم يكن لديه مُنافس ,وايضاً يذكر تكوين موسى ان الله عندما خلق الانسان قال ان هذا الانسان حسن جداً(تك31:1)عكس خالق الاسطورة الذى يخلق “مشوهيين”و”يائسيين”و”عاجزيي”,فاى اله هذا الذى لا يقدر ان يخلق ما هو حسن وجيد؟انه اله الاساطير,التى يُريدون ان نقتنع ان موسى اخذ منهم؟!!
قامت”ننماخ”باعطائه ليأكل لا يقدر ان يمد يده للاكل,وهذا عكس ما جاء عن ادم وحواء فى تكوين موسى ان كل منهم كانت له القدرة ان يمد يده ويأكل,وكانوا فى صحة جيدة.وتقول اسطورةاخرى ان لسوء قدرة”انكى”على الخلق,حلت عليه لعنى”ننماخ”وما ان رائ الالهة الواقفيين-الملتمسيين العون-هذا العجز فقامو هم بخلق “الخادم”او “الانسان الكامل”
-وتكمل الاسطورة فى عبثها ذاكرة ان الالهة خلقت ذكور واناث على صورة الله,وولدو اولاد[2],على عكس سفر التكوين الذى لم يخلق سوى رجل واحد وانثى واحدة,واانجاب الاطفال كان بعد السقوط وليس بعد الخلقة؟!,فهذا تم اذ انفتحت اعينهم(تك7:3)وعرف ادم حواء(تك1:4)
وقصة اخرى تحكى ان الالهة تُحاصر بيت الاله”انليل”فى منتصف الليل لاجباره على حل مشكلتهم,وتقوم الالهة بقتل الاله”وى”ويتم مزجه بالصلصال لتكوين روح الانسان,وتم تقطيع هذا الصنصال الى14 قطعه وصنعت 7رجال و7نساء[3],واين هذا السرد امام ما سرده موسى بالهام الروح القدوس الذى خلق شخص واحد واخذ من ضلعه امراته,ولم نسمع عن سبعه رجال او 7نساء,واين تم فى تكوين موسى ان الله استخدم دم قتيل ومزجها بالصلصال؟؟.واسطورة اخرى تقول ان الانسان كان فى الاصل حيوان يتحرك على رجله ويده كالخروف ولكنه تطور؟؟؟؟ [4]وتقول نفس الاسطورة ان الانسان يأكل الحشائش وكان يشرب من القنوات,وهذا فى التل المقدس..المعبد..المكان الذى تأكل فيه الالهة الخبر.[5]
هل قال تكوين موسى ان الانسان اصله كالحيوان؟هل اله الكتاب المقدس كان يأكل الخبز؟؟هل يوجد معبد ايام ادم؟ربما لم يكن ادم قد توصل الى اختراع”العِشش”قضلاً ان يكون هُناك معبد…
-ولنذهب الى قصة اكثر سُخرية وهيا قصة خلق حواء,فتقول الاسطورة ان”انكى”كان يعيش فى الفردوس وارسل رسوله”يسمند”الذى قطف النبات واكله ,وهذا النبات كان قد زُرع من خلال”ننخرسا”التى غضب جداً ولعنت “انكى”فمرض,وقامت هيا بخلق اله لتشفيه؟؟[6],هل ارسل ايلوهيم التكوين رسول فى الفردوس؟هل كان هُناك اله يزرع؟هل هناك اله للشفاء واخرى للمرض؟اى عبث هذا؟,اين وجه الشبه بين تلك الاسطورة وبين وحى موسى فى سفر التكوين؟؟هل اكتفى بهذا القدر؟فان اكتفيت بهذا لكان هذا كافى ولكن لن نكتفى…
-ويسرد الدكتور حمدى راشد قصة مُشابهة لما سبق,فيقول فى مقالة “اسطورة الخلق عند مختلف الشعوب”
[تكتب الدكتورة ايمان الراجحي: حسب اسطورة الخليقة السومرية، قد كان يطلق على الكون اسم (ان – كي)، وهي كلمة مركبة تعنى (السماء- الارض). في هذه الثنائية تعتبر (آن ـ السماء) رمز الذكورة، اما (كي ـ الارض) فهي رمزالانوثة، ومن اتحادهما ولد (انليل اله الهواء).ثم قام(انليل) بفصل السماء عن الارض، وجعل والده مستقلا بعيدا، في حين استحوذ هو على امه الارض و لعلكم ستلاحظون وجه الشبه مع عقدة اوديب والتى شغلت تفكير كل علماء النفس و اعتنقها (سيجموند فرويد) و صار من أكبر المروجين لها وتستمر اساطير الخلق السومرية لتؤكد على دور الانثىالفعال، حيث نجد الالهة (كى)بعد ان تضاجع (انليل) تلد (القمر)وهوبدوره ينجب الشمس …….(
[اين التشابهة بين هذا الهُراء وبين عظمة وحى تكوين موسى؟؟]
-و من خلال هذه الأسطورة نجد ان الآلهة الانثوية كانت دائما تمتلك الكلمة العليا، وكانت على درجة المساواة مع الآلهة الذكورية،ولم تكن مهمة الخلق موكولة باله واحد، اذ جاء (انكي)مكملا عمل اسلافه، حيث تناديه امه(نمو) بعد ان كان نائما:
(يا ابنى قم واخلق لنا خدم للالهة لينتجوا اشباههم).. ثم اعطاها (انكي) وصفة من اجل خلق البشر. هكذا خلق البشر بطلب من الهة انثى…
وهذا ما يقوله انكي لها:
) ايا امي ان المخلوق الذي نطقت بأسمه موجود(
(اربطي عليه صورة الالهة(
(اخلطي قلب الصلصال الذي فوق الغور(
(ان الخالقين الطيبين يكتفون بالصلصال(
(ان ننماخ الالهة الام سوف تعمل معك من فوق(
(والهة الولادة سوف تقف معك في خلقك(
(يا امي قرري مصير هذا الوليد([7]
-وهذا عينه ما وردى فى “خَزْعَل الماجي ” ملحمة سومر,مع بعض الاضافات ,سوف نذكرها بعد قليل,راجع(انجيل سومر ص138-135)[8][هل تكوين موسى قال ان الله خلق الانسان باِيعاذ من اخريين؟؟؟]
-ويُكمل الدكتور حمدى رشدى فيقول:ـان ((عينانا)) لدى السومريين والتي حملت اسم ((عشتار)) لدى الاكديين، هي الام العظمى ورمز الانوثة التى عبدت في كل البلاد، وفي البداية في جنوب العراق (منطقة الاهوار بالتحديد). انها كانت الرمز الانثوي للخليقة والمعبرة عن الخصب.كان اتحادها مع (دموزي( ـ رمز الذكورة يعنى عودة الحياة. من اوائل ما يصلنا عن شكل ((عينانا)ـ (عشتار)) كان عبر المزهرية الصخرية من جمدة نصر 3000ق م وفيها نجد ((عينانا)) واقفة وامامها رجل عاري يقدم لها سلة من النذور وخلف ((عينانا)) شعارها حزمتا القصب(الذي يكثر في اهوار العراق). وهذا رمز يصعب فهم مضمونه الا انه يعطينا الاحساس بالانوثة.((عينانا)) لا يختلف شكلها كثيرا عن حامل النذور الا انها ترتدي ملابس طويلة وشعرها طويل كذلك. نستطيع ان نفهم بان ((عينانا)) لم تكن تختلف عن الانسان الاعتيادي وقد منحت شكلا انسانيا بحتا، ولكن رموز
الالوهية تحيطها وتبرز اهميتها وتجعلها مختلفة عن الكاهن او ربما المتعبد الذي يقدم لها سلة من الفاكهة. انتهى الاقتباس[9].
-ويسرد فراس السواح نفس القصة بشكل مختلف فيقول:ـ
[وتحكى أسطورة الخلق السومرية عن خلقة الآلهة، ففي البدء كان الإلهة “نمو ” NAMU التي تعتبر البحر الأزلي، فهكذا رأت بعض الشعوب القديمة أن خروج كل شيء من الماء، مثلما يخرج الجنين من الماء الرحمى للأم، وقد اعتقد السومريون أن البحر الأزلي ولد ابنه “آن ” الذي يمثل السماء أو إله السماء، وابنته “إنكى ” التي تمثل الأرض أو إلهة الأرض، وتزوج “آن ” من أخته “إنكى ” فكان يحنو عليها ولا يفارقها، ويغمرها بالمطر، فولدت “إنكى ” ابنها “أنليل ” إله الهواء، الذي لم يطق أن يعيش في السجن الضيق مع أبيه “آن ” وأمه “كى”، فدفع بأبيه “آن ” إلى أعلى،وبذلك اتسعت المساحة بين السماء والأرض، وراح “أنليل ” يلهو ويمرح، وعندما جلس “آن ” على عرش السماء خلق “الأنانوكى ” أي مجلس للآلهة ليحكم الكون بالعدل، وظهر من الآلهة السومرية سبعة آلهة كبار وخمسون إلهًا صغيرًا. أما “آن ” فكان هو الأكبر والأعظم في الآلهة،له العرش والتاج والغلبة فهو إله السماء، وقد أورث ابنه “أنليل ” قوته وبطشه، وفوضه في حكم الأرض، فصارت كلمة “أنليل ” مقدَّسة على الأرض، وتصوَّر السومريون الأرض (إنكى) قرصًا منبسطًا تحده الهند شرقًا، والبحر المتوسط غربًا، والأناضول شمالًا، وجزيرة العرب جنوبًا، ويقع أسفل الأرض العالم السفلى (مقر الأموات).]
[ثم ولد “أنليل ” إله الهواء ابنه “نانا ” إله القمر، وولد “نانا ” ابنه “أوتو ” إله الشمس الذي فاقه في الضياء. ثم خلقت الآلهة الكواكب والنجوم، وظهرت معالم الحياة على الأرض] [10]
[ورغم توجهات فراس الا انه يسرد القصة بكل امانة,وتلك القصة تؤكد براءة الوحى المقدس فى سفر التكوين]
ويلخص الدكتور عبد الحكيم ما سبق :ـ
1- في البدء كانت الإلهة “نمو” ولا أحد معها، وهي المياه الأولى التي انبثق عنها كل شيء.
2- أنجبت الإلهة “نمو ” ولدًا وبنتًا. الأول “آن ” إله السماء الذكر، والثاني “كى” إلهة الأرض المؤنثة، وكانا ملتصقتين مع بعضهما، وغير منفصلين عن أمهما “نمو “.
3- ثم أن “آن ” تزوج “كى ” فأنجبا بكرهما “أنليل ” إله الهواء الذي كان بينهما في مساحة ضيقة لا تسمح له بالحركة.
4- “أنليل ” الإله الشاب النشط، لم يطق ذلك السجن، فقام بقوته الخارقة بإبعاد أبيه “آن ” عن أمه“كى”. رفع الأول فصار سماء، وبسط الثانية فصارت أرضًا، ومضى يرتع بينهما.
5- ولكن “أنليل ” كان يعيش في ظلام دامس، فأنجب “أنليل ” ابنه “نانا ” إله القمر، فيبدد “نانا ” الظلام في السماء وينير الأرض.
6- “نانا ” إله القمر أنجب بعد ذلك “أوتو ” إله الشمس الذي بزه في الضياء.[11]
7- بعد أن أُبعدت السماء عن الأرض، وصدر ضوء القمر الخافت، وضوء الشمس الدافئ، قام أنليل ” مع بقية الآلهة بخلق مظاهر الحياة الأخرى.[12]
-من خلال ما سبق نكتشف عدة امور فى غاية الاهمية:ـ
1) ليس معنى ان الاساطير المختلفة تكلمت عن الخلق والطوفان,فبذلك يكون موسى قد اقتبس منها,لانه لا توجد اسطورى لم تتكلم فى تلك الامور ولكن بشكل اسطورى خيالى,مُضاف اليه بعض الافكار الخيالية, لم يقتبس موسى من اى منها,بل اعتمد على ما تسلمه من الاباء والوحى المقدس,فموسى كتب حوادث قديمة قبل ولادته ولا شك انه كان يعرف تلك الحوادث وقد توصل اليها عن طريق عدة طرق:ـ
a) الاباء والاسلاف الموحى اليهم,فمن موسى الى ادم هُناك خمسة من الاباء المشهود لهم بالورع والتقوى,الاول متوشالح الذى كان معاصر لادم,والثانى سام الذى كان معاصر لمتوشالح,واسحق الذى عاصر سام,ولاوى الذى عاصر اسحق,وقهات ابن لاوى وابو عمرام والد موسى وكان معاصره[13]
b) الوحى انه فضلاً عما تقرر ان اعتمادنا على صحة هذه الاسفار وغيرها من اسفار الكتب المقدسة هو الوحى ,ولولا هذا ما كنا نقبلها دستوراً لايماننا ولو كان لها الوف من الادلة على صحة احداثها اما ادلتنا على ان الله اوحى بها لكليمة موسى فهى خير دليل.[14]
3)فى الاساطير كان خلق الانسان يتم من خلال مزج طين(صلصال)بدم الاله الخبيث ,عكس ما ورد فى سفر التكوين ان الله اخذ تراب من الارض ونفخ فيه,ولم نسمع لا من قريب ولا من بعيد على دم الاله الخبيث.واختلافات كثيرة كما اوردنا فى مقدمة البحث.
-نقطة اخيرة نختم بها هذا البحث وهيا ان موسى النبى وُلد فى مصر(راجع خر1)وتربى فيها وتعلم لغتها,وبعد اربعين عام مضت على ميلاده,وابتداء موسى فى عمل نبؤته(خر3)حتى نجد ان الله يكلم موسى باسمه “يهوه” فى سفر(خر15:3)ومن هنا تبداء النبؤة من داخل مصر,حتى تحرر العبرانيين من العبودية.ونقطة هامة اننا لم نسمع ان موسى ذهب الى مكان غير مصر فى بيت فرعون والتيه فى البرية,
-فان كان موسى لم يذهب الى البابليين فى اقصى الشرق,فمن اين له ان يعرف بتلك الاساطير؟؟ربما يقول البعض ان موسى لم يذهب الى البابلين بل اخذ الاسطورة من الجيباتا,اى من اساطير المصريين,فردنا على اسطورة البابليين هو هو ردنا على قصة الخلق فى الاسطورة الفرعونية.كما سنوضح فى المقال القادم.
-فان رددنا على نقطة”الجيباتا”نخلص الى نقطة هامة جداً وهيا ان لم يحدث اى تلاقى بين البابليين والعبرانيين الا اثناء السبى البابلى فقط,وكان هذا فى القرن الخامس قبل الميلاد,او القرن السابع,ويكون هناك فارق بين موسى والسبى ما يقرب من الالف عام[15],
-ونختم بان اللغة التى كتبت بها الاساطير البابلية هيا اللغة السومريةوكان هذا3300ق[16],ونعلم ان لغة موسى كانت اللغة المصرية القديمة,فان كانت فى نية موسى ان يقتبس من الاساطير فكيف له ان يعرف واللغات مختلفة؟وحتى لو كان يعرف لغة السومريين او سمع عن القصة من اخريين فاين دور الوحى الذى كان يُلهم موسى,واين يهوة الذى كان يتكلم مع موسى وجه لوجه؟!,فاذا كان موسى هو كليم الله,فكيف له ان ياخذ من اساطير الاخريين؟؟
-وان كان الله قد منع شعبه العبرانى من الاختلاط بالهة الامم,فكيف لموسى ان يعرف اساطير الامم التى لم يختلط بهم اطلاقاً
-ننتقل الى نقطة اخرى فى هذا البحث وهيا هل اقتبس موسى النبى من” الأينوما إيليش”
ولكى نُجيب على هذا الادعاء علينا ان نُقارن بين “الاينوما ايليش”[17]وبين قصة” تكوين”موسى,ولننظر الى اللوح الذى يتكلم على قصة الخلق فى “الاينوما ايليش”وهو اللوح الاول,وبه 162 سطر[18],ولنقراء:ـ
[فى الاعالى حيث لم تُسم السماء,
واليابسة الثابتة من اسفل لم تكن قد سُميت,
ولم يكن هناك الا الازلى”ابسو”والدها,
و”موموتيامات”التى حملت كل شئ ومياههما تختلط فى جسد واحد,
واذا بالالهة تتكون فيهما,
“لاهمو”و”لهامو”نشا بهذين الاسمين دُعيا,
“انشر”و”كيشار”كُونا وفاقا الاخرين,
و”عانو”بكر “انشر”كان مساوياً له][19]
-هل هُناك اى تشابه بين هذا وما هو موجود فى تكوين موسى؟؟افيدونا؟؟
مينا فوزى
[4] د.فوزى رشيد – خلق الإنسان في الملاحم السومرية والبابلية ص21.
[5] د. سيد القمنى – قصة الخلق أو منابع سفر التكوين ص50.
[6] مغامرة العقل الأول ص192، 193.
[7] مقال الدكتور حمدى الراشدى بعنوان””اسطورة الخلق عند مختلف الشعوب”
[8] كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها – أ. حلمي القمص يعقوب س274
[9]المرجع السابق.
[12] كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها,واعتمدنا على هذا الكتاب بصورة كاملة فى كتابه هذا المقال.
[14]المرجع السابق
[15]راجع خريطة التفسير التطبيقى للكتاب المقدس
[17]“الأينوما إيليش ” Enuma Elish من أشهر أساطير الخلق البابلية، وأول من فك رموز هذه القصيدة “جورج سميث ” ومن أقدم هذه الترجمات الترجمة الفرنسية التي لم تعد صالحة الآن.
[18]) فراس السواح – مغامرة العقل الأولى ص 46
[19]علم الاثار يؤيد الكتاب المقدس للدكتور جون الدر