القوانين الرسولية – تعاليم الكنيسة الجامعة في الشهداء
القوانين الرسولية – تعاليم الكنيسة الجامعة في الشهداء
عن كتاب: القوانين الرسولية – سلسلة النصوص الليتورجية – أقدم النصوص المسيحية – الكسليك 2006
تعريب الأب: جورج نصور
1- واجب الاهتمام بالشهداء الذين يتكبدون الالام لاجل اسم المسيح
- اذا حكم على مسيحي من قبل الاثمة، -لأجل اسم المسيح ولإيمانه بالله ومحبته- بدخول حلبة المصارعة او بمقاومة الأسود، او بالعمل في المناجم، فلا تنسوه. بل بتعبكم وبعرقكم (1) أرسلو اليه بما يحتاجه من قوت، وادفعو الجزية للجنود لكي يخففوا عنه ويريحوه، حتى بفعلكم هذا لا يكون أخوكم الطوباوي في ضيق.
- فالذي حكم عليه لأجل اسم الرب الاله يعتبر شهيدا قديسا، أخا المسيح “ابن العلي“(2)، إناء الروح القدس الذي بواسطته “يضيء نور مجد الانجيل”(3) الذي تسلمه كل مؤمن. وقد استحق اكليلا لا يفنى(4) بشهادته لالام المسيح والشركة في دمه “ليصير على صورة المسيح في موته”(5) وينال التبني.
- لذلك ايها المؤمنون جميعا، وبواسطة اسقفكم، اخدموا القديسين من اموالكم(6) ومن تعبكم. وإذا كان احد ليس لديه شيء فليصم ويجعل نصف قوته كل يوم للقديسين. ومن كان في يسر فليخدمهم بحسب استطاعته. والذي يعطي كل ما يستملكه لينقذهم من السجن، فطوبى له انه صديق المسيح.
- والذي “اعطى كل ما له للمعوزين”(7)، وهو يقدر الاشياء الإلهية وخاصة الشهداء، فهذا يكون مستحقا لله ويكمل إرادته(8)، إذ يكرم القديسين الذين اعترفوا له “أمام الأمم والملوك وبني إسرائيل”(9). فعنهم تكلم الرب قائلا: “كل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضا به قدام أبي”(10).
- فإذا كان هؤلاء يشهد لهم المسيح عند الآب، أفلا يجب عليكم ألا تخجلوا من زيارتهم في سجونهم؟ وإذا فعلتم ذلك يحسب لكم شهادة كامنة في المحنة. إنكم لتشاركونهم في جهادهم.
- ولقد تكلم الرب في موضع عن هؤلاء قائلا: “تعالو يا مباركي أبي، رثو الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم. لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني. وكنت مريضا فعدتموني ومحبوسا فأتينم إلي.
- “حينئذ يجيبه الصديقون قائلين: يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك، او عطشان فسقيناك، ومتى رأيناك غريبا فآويناك او عريانا فكسوناك. ومتى رأيناك مريضا او محبوسا فجئنا اليك؟
- “فيجيبهم قائلا “إن كل ما صنعتموه الى واحد من إخوتي هؤلاء الأصاغر فإلى قد صنعتموه”(11)، فيذهب هؤلاء الى الحياة الخالدة(12).
2- طوبى للمضطهدين
- وإذا ادعى أحد انه من الاخوة ولكن اغراه الشرير فصنع الشر واستحق الزجر وحكم عليه بالموت لاتهامه بالفسق والقتل، ابتعدوا عنه لتكونوا في أمان ولكيلا تكونوا شركاء في جرمه ومثلا يحتذى به المسيحيون في مخالفة الناموس بدون خوف. لا تقربوا هؤلاء وابتعدوا عنهم.
- أما الذين لأجل المسيح وقعو فريسة الأثمة في السجن، او حكم عليهم بالموت او بالقيود والنفي، فأعينوهم بكل عزيمة ونجوا اعضاءكم من ايدي الاثمة.
- واذا وقع احد من المعنيين في قبضتهم ولاقى العذابات، فطوبى له لأنه اصبح مشاركا للشهداء ومتشبها بآلام ربنا يسوع المسيح (13).
- ونحن ايضا اخذنا ضربات كثيرة لأجل المسيح من قبل قيافا والإسكندر وحنان(14). وكنا نخرج فرحين لأنا استحققنا ان نقاسي هذه الآلام لأجل اسم مخلصنا (15).
وانتم افرحوا اذا تألمتم هكذا، لأنكم تصبحون طوباويين في ذلك اليوم (16).
3- إقبلوا المضطهدين لأجل الإيمان
- اما المضطهدين لأجل الإيمان، والذين هربوا من مدينة الى مدينة (17)، حسب وصية الرب فاقبلوهم واهتموا بهم واحتسبوهم من الشهداء. وافرحوا لأنكم شاركتموهم في اضطهادهم، عالمين ان المسيح قد طوبهم.
- لأنه هو نفسه قال: “طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وافتروا عليكم بكل سوء من أجلي؛ إفرحوا وابتهجوا فإن أجركم عظيم في السماوات. فإنهم هكذا اضطهدوا الأنبياء الذين قبلكم”(18).
- وأيضا: “إن كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم أيضا”(19). وأيضا: “ومتى اضطهدوكم في هذه المدينة فاهربوا الى أخرى”(20)، لأنه “في العالم ستكونون في شدة”(20). “سيسلمونكم الى المحافل وستساقون الى الولاة والملوك من أجلي لتشهدوا أمامهم …. ومن يثبت الى المنتهى فذلك يخلص”(22).
- فالذي اضطهد لأجل الإيمان وشهد وتعذب لأجله، فهو حقا رجل الله(23).
4– الجاحد عدو الله
- وإذا أحد جحد المسيح هربا من الاضطهاد، محبا نفسه أكثر من الرب”(24) “الذي في يده نسمته” (25)، فهذا مسكين معذب، يريد ان يكون صديق الناس وهو عدو الله. لا نصيب له مع القديسين، بل هو ملعون مبغوض.
وبدل ملكوت المباركين تكون حصته “في النار الأبدية التي أعدت لإبليس وملائكته”(26). إن من يجحد المسيح لا يكون مبغوضا من الناس فحسب، بل يطرده الله من وجهه ويرذله.
- وعنه أعلن الرب قائلا: “من ينكرني أمام الناس، ومن يستحي بإسمي، سأنكره أنا ايضا أمام أبي الذي في السماوات”(27).
- وعن هذا ايضا قال الرب لتلاميذه: “من أحب أبا او أما أكثر مني فلا يستحقني، ومن أحب ابنا او ابنة أكثر مني فلا يستحقني، ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني. من وجد نفسه أضاعها، ومن أضاع نفسه من أجلي وجدها”(28).
“ماذا ينفع الإنسان ان يربح العالم كله إذا خسر نفسه؟ أم ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟”(29).
- وأيضا: “لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولا يستطيعون ان يقتلوا النفس، بل خافوا بالحري ممن يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في الجحيم”(30).
5- التخلي عن النفس حبا بالمسيح
- كل إنسان يرغب في تعلم مهنة، فليراقب معلمه كيف يعمل وبأية حذاقة يؤدي عمله! ليسع هو ايضا ان يعمل مثله، ليتقن الصنع. وإذا فشل فهو غير أهل لهذه الصنعة.
- ونحن ايضا لنا معلم، ربنا يسوع المسيح، فلماذا لا نتمثل بتعليمه؟
- فقد تخلى عن الراحة والطعام والمجد والغنى والكبرياء وحب السيطرة، وعن أمه وإخوته، وحتى عن نفسه، لأجل خضوعه للآب ومحبته لنا نحن البشر. إنه احتمل ليس فقط البغض والإضطهاد والتعيير والتحقير، بل قبل الصلب على خشبة حتى يخلص اليهود واليونانيين التائبين.
- فإذا كان هو قد تخلى عن كل شيء(31)، ولم يخجل من الصليب ولم يرذل الموت، فلماذا لا نتمثل نحن بآلامه، ولماذا لا نتخلى من أجله عن أنفسنا، فيعطينا الصبر من عنده.
- لقد احتمل هذه الأشياء لأجلنا، فلنتحملها لنفسنا. فهو لا يحتاج إلينا(32)، أما نحن فإننا بحاجة الى رحمته. لا ينتظر منا سوى إيمان صادق (33)، كما يقول الكتاب: “إن بررت فبماذا تمن عليه وماذا يأخذ من يدك؟ إنما نفاقك يضر إنسانا وبرك ينفع إبن الإنسان”(34).
6- فلنعترف الأعتراف الحسن
- لنتخل إذن عن أهلنا واقربائنا وأصدقائنا، عن امرأتنا وأولادنا وممتلكاتنا، وعن كل ما يتعلق بالمعيشة (35) حتى لا تعيقنا في التقوى.
- علينا ان “نصلي لئلا ندخل في تجربة” (36). وإذ دعينا للإستشهاد، فلنعترف بثبات بالإسم الكريم، وإذا عوقبنا بسببه فلنفرح إذ نسرع نحو القيامة.
- ولا نتعجب من ان نضطهد. “لا نحب ما في العالم” (37)، ولا مديح البشر (38)، ولا إكرام ومجد الحكام، كما فعل قوم من اليهود، كانوا يتعجبون من معجزات الرب، ولكنهم لم يؤمنوا به خوفا من الرؤساء والكهنة. “إنهم آثروا مجد الناس على مجد الله”(39).
- “فلنعترف الإعتراف الحسن (40)، لا فقط لنخلص بل لنسعف المستنيرين الجدد، ولنجعل الموعوظين مؤمنين.
- فإذا رفضنا شيئا من الاعتراف وجحدنا الإيمان لأجل كبرياء في المعرفة او خوفا من عذاب طفيف، فإننا لا نبتعد فقط عن المجد الأبدي، بل نكون سببا في هلاك آخرين. وبذلك نصبح عرضة لعقاب مضاعف اذ نبذر الشك بسبب جحودنا، ونظهر ان تعليمنا مغلوط بما انه صادر لتمجيد ذاتنا.
- لذلك لا نستسلم الى المخاطر، لأن الرب يقول: “صلوا لئلا تدخلوا في تجربة”(41). “إن الروح نشيط، اما الجسد فضعيف”(42)، وإذا سقطنا عن ضعف فلا نخف من الاعتراف.
- وإذا جحد أحد رجاءه الذي هو يسوع(43)، وشعر بدنو الموت، أخذ الغد يتقلب على فراش المرض بأوجاع لا تطاق في بطنه او معدته او راسه، أو بألم عضال كالانحلال، او الغرغرينة او الفالج او الاستسقاء، او بمرض في الأمعاء. انه يسعى سريعا على ازالة تلك الكوارث ولو كانت الحياة تفارقه. إنه يرغب ألا يحرم من الحياة الزمنية، فكيف يهمل الأشياء الابدية حتى “يلقى في الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصريف الأسنان”(44).
- والذي استحق نعمة الاستشهاد فليفرح بالرب(45)، فقد حصل على اكليل الكمال وخرج من هذه الحياة بالاعتراف. وإذا كان موعوظا فليمض بلا خوف، لأن الآلام التي تحملها لأجل المسيح هي له بمثابة عماد أفضل. هو قد مات مع الرب حقا، أما الباقون فعلى مثاله.
- فليفرح من يتشبه بالمعلم، لأنه قال: “كل تلميذ كامل يكون كمعلمه”(46). فمعلمنا الرب يسوع ضرب لأجلنا وأهين وعير(47)، فاحتمل كل ذلك بطول اناة وصبر. وقد لطم على وجهه وتألم ورفع على الصليب بعد ان جلد وشرب خلا ومرا(48)، وبعدما أكمل كل ما كتب عنه(49)، قال لله أبيه: “في يديك أستودع روحي”(50).
- لذلك من أعطى عهدا أن يكون له تلميذا، فليسع على أن يقتدي بعذاباته، وليتشبه بصبره. وليعلم أنه حتى لو ألقي في النار من قبل البشر لن يناله سوء، مثل الفتية الثلاثة(51). وإذا أحتمل شيئا من الالام فأنه ينال أجره عند الرب بإيمانه بالواحد الأوحد، الله الحق(52) والآب، بيسوع المسيح الحبر العظيم(53) مخلص النفوس ومكافئ(54) المجاهدين له المجد أبد الدهور. آمين.
7- في قيامة الموتى
- الإله القدير هو الذي يقيمنا بربنا يسوع المسيح، حسب وعده الصادق. إنه يقيمنا مع جميع الذين رقدوا منذ الدهر. نحن الآن على هذه الهيئة لا ينقصنا شيء غير الفساد، ولكننا سنقوم عادمي الفساد(55).
- وإذا ادركنا الموت في البحر وتشتتنا في الأرض، أو افترستنا الوحوش او قطعتنا الطيور، فإن الله يقيمنا بقدرته، لأن العالم كله هو في يد الله. فقد قال: “شعرة من رؤوسكم لا تهلك … بثباتكم تنقذون انفسكم”(56).
- في ما يخص قيامة الأموات وجزاء الشهداء، يقول جبرائيل لدانيال: “وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، بعضهم للحياة الأبدية وبعضهم للعار والرذل الأبدي. ويضيء العقلاء كضياء الجلد والشمس والكواكب” (57).
- سبق القديس جبرائيل فقال بأن القديسين يضيئون مثل النيرات. شهد لهم أنهم يعرفون الحق واسمه القدوس. إنه لم يبشر بالقيامة للشهداء فقط، بل لجميع البشر، صالحين وأشرار، أبرارا واثمة، لكي ينال كل واحد حسب ما يستحقه، إذ قال: “سيحضر الله كل عمل ليدين على كل خفي خيرا كان او شرا”(58).
- لم يؤمن اليهود بهذه القيامة، إذ قالوا: “قد يبست عظامنا وانقطعنا … فلهم يقول الله: هائنذا افتح قبوركم واصعدكم من قبوركم .. وأجعل روحي فيكم فتحيون .. فتعلمون أني أنا الرب تكلمت وفعلت .. “(59).
- ويقول على لسان أشعيا: “سيحيا الأموات ويقوم الأشلاء من القبور ويرنم سكان التراب. لأن الندى الذي من لدنك يكون دواءا لهم”(60).
- ولقد قيل الكثير في القيامة وفي المجد الدائم للأبرار، وفي عقاب الأثمة وهلاكهم وزيفهم ودينونتهم واحتقارهم، وزجهم في النار الأبدية (61) والدود الذي لا يفنى (62).
- ولو أراد الله ان يبقى الناس أحياء لأستطاع ذلك. فقد بين ان أخنوخ(63) وإيليا(64) لم يدركهما الموت. ولو أراد في كل جيل ان يقيم الراقدين لأستطاع ذلك بذاته او بغيره، كما أقام ابن الأرملة(65) على يد إيليا، وابن الشونمية على يد أليشاع (66).
- نحن متأكدون ان الموت ليس عقابا، اذ خضع له القديسون ورب القديسين نفسه، يسوع المسيح “حياة المؤمنين وقيامة الراقدين”(67).
- ولذلك نحن كرجال في مدينة عظمى نجاهد مع المجاهدين الى ان يأتي الإنحلال بعد قليل، ثم يقوم كل واحد إما للدينونة وإما لإكليل المجد.
- فالذي كون من التراب(68) جسد آدم والآخرين، يقيم أجساد هؤلاء والرجل الأول، لأنه قال: “يسمع جميع من في القبور صوت ابن الله، والذين يسمعون ينهضون للحياة”(69).
- نؤمن أن قيامتهم ستكون لأجل قيامة الرب. لأنه هو الذي أقام لعازر بعد أربعة أيام(70)، وابنة يائيروس(71)، وابن الأرملة(72).
وأقام ذاته بأمر الآب بعد ثلاثة أيام وصار عربون قيامتنا(73). هو الذي أخرج يونان من بطن الحوت(74) حيا وبلا ألم بعد ثلاثة أيام، والفتيان الثلاثة من أتون بابل(75)، ودانيال من جب الأسود(76)، ألا يستطيع ان يقيمنا نحن أيضا؟
- وإذا استهتر اليونانيون ولم يؤمنوا بكتبنا المقدسة، فليؤمنوا بنبيتهم “سيبلا”؛ هذا ما قالته لهم، حسبما نقرأ: “ومتى اضمحل كل شيء وصار رمادا، وهدأ الله السرمدي النار التي أضرمها، كون من جديد الرجال من عظم ومن رماد، وجعلهم أمواتا من جديد كما كانوا أولا. وعندئذ صدر الحكم الذي اصدره الله نفسه، أصدر الحكم على العالم من جديد. فالذين أخطأوا تحت إثم هؤلاء تغطيهم الأرض من جديد. أما الذين ساروا في التقوى فيعيشون في العالم من جديد. يعطي الله الروح والحياة والنعمة لهؤلاء الأتقياء، ويرى الجميع بعضهم بعضا”.
- فاذا كانت هي قد اعترفت بالقيامة ولم تنكر الميلاد الثاني، وميزت الأتقياء من الأثمة، فنكرانهم لكتبنا إذن باطل.
- إننا تتكلم عن القيامة وتظهرها بوضوح. فلا يصغ المؤمنون إذن الى أقوال اليونانيين. يقال إنه يوجد طير وحيد اسمه “يتيم زمانه”، وهذا الطير هو البرهان الأعظم للقيامة. يقولون إنه يبقى بتولا ووحيدا في القدرة، وإنه كل خمس مئة سنة يأتي الى مصر على مرتفع في الشمس وحاملا كثيرا من البذور والأغصان، ويقف وجهة الشرق كما يزعمون، ويتضرع الى الشمس تلقائيا فيصبح رمادا. وهذا الرماد يتحول الى دودة، ثم يسخن فيخرج “يتيم زمانه” جديد ويطير الى الجزيرة العربية. وهذا مما يتعدى الشريعة المصرية.
- فإذا كانوا، كما يقولون أنفسهم، يبرهنون عن القيامة بواسطة طير غير ناطق، فلماذا يرفضون براهيننا؟ إننا نعترف أن الذي يستطيع ان يخرج شيئا من العدم الى الوجود (77)، يمكنه أن يبعث الى الحياة من مات.
- ولإثبات هذه العقيدة نحن نساق للضرب والإضطهاد والموت. فإذا كنا نحتمل هذه العذابات ونحن لا إثبات لدينا، فما نبشر به يكون باطلا.
- وكما آمنا بما قاله موسى أن “في البدء خلق الله السماوات والأرض”(78)، وقد عرفنا نه لم يحتج الى المادة بل الى ارادته فقط، التي بها أمر المسيح فتكون كل شيء اي السماء والأرض والبحر، والنور والليل والنهار، والنيرات والنجوم، والطيور والأسمال والدواب والحيات، والأشجار والنبات. وبالطريقة نفسها يقيم الجميع بإرادته دون ان يحتاج الى مساعدة.
- فإن فعل قدرته هو أن يجبر الكون ويقيم الموتى. عندما خلق الإنسان من العدم صنعه من عناصر مختلفة، وأعطاه نفسا لم تكن من قبل.
أما الآن، فلهذه النفس الكائنة يعطي جسدا كان قد اضمحل. فالقيامة هي للراقدين وليست للموجودين.
- فالذي كون الأجساد الأولى من لا شيء، وكونها في صور مختلفة، هو الذي يقيم الأموات بإحيائهم. هو الذي يكون الإنسان في الأحشاء بنطفة قليلة ويخلق فيه نفسا من العدم.
هكذا يقول لإرميا في موضع: “قبل أن أصورك في البطن عرفتك”(76). وفي موضع آخر: “أنا الرب باسط السماء ومؤسس الأرض والبحر، جابل روح الإنسان فيه” (80).
هو يقيم جميع البشر الذين هم خلائقه. هكذا يشهد الكتاب المقدس عندما يقول الله لإبنه الوحيد، المسيح: “لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا … فخلق الله الإنسان على صورته، ذكرا وأنثى(81) خلقهم”(82).
- وأيوب الإلهي الصبور الذي قال الكتاب عنه: “كتب أنه سيقوم مع الذين يقيمهم الرب، هو يقول للرب: ألم تكن قد صيبتني كاللبن وجمدتني كالجبن، وكسوتني جلدا ولحما وحبكتني بعظام وعصب، وحياة نعمة آتيتني، وحفظت عنايتك روحي. هذا كله صنعته في، وأنا أعلم أنك قدير على كل شيء ولا يعسر عليك شيء”(83).
- ويقول لله حبيب الله داود: “يداك صنعتاني وكونتاني”(84). وأيضا: “إنك عالم بجبلتنا”(85). وبعده: “أنت كونتني وجعلت علي يدك. علم عجيب فوق طاقتي، أرفع من أن أدركه … رأتني عيناك جنينا وفي سفرك كتبت جميع الأكوان”(86). ويتضرع أشعيا الى الله قائلا: “نحن الطين وأنت جابلنا”(87).
- إذا كان الإنسان هو خليقة الله بالمسيح، فكل ميت سيقوم به، إما لتتويجه على أعماله الصالحة وإما للعقوبة على آثامه. واضع الناموس يجري حكما عادلا: فكما أنه يعاقب الأثمة كذلك يخلص المؤمنين القديسين الذي ذبحهم الناس، الذين يضيئون كالنجوم ويلمعون كالنيرات(88)، كما قال جبرائيل لدانيال.
- كل تلاميذ المسيح يجب أن يبقوا مؤمنين؛ ونحن نؤمن بمواعيده لأنه صادق غير كاذب. فقد قال الطوباوي داود: “الرب صادق في كل أقواله وبار في جميع أعماله”(89).
- الذي كون له جسدا من العذراء، والذي أقام ذاته من بين الأموات، هو الذي يقيم الراقدين.
- الذي من حبة حنطة تدفن في الأرض يخرج سنبلة سمينة، ومن شجرة مقطوعة يخرج أغصانا، الذي من عصا هارون اليابسة أخرج نبتا (90)، هو الذي يقيمنا في المجد.
- الذي أقام المخلع صحيحا(91) وأبرأ يابس اليد(92)، الذي أعاد البصر للأعمى(93) من التراب والبصاق، هو الذي يقيمنا.
- الذي من خمسة أرغفة وسمكتين أشبع خمسة آلاف(94) وفضل اثنتا عشر قفة(95)؛ وحول الماء خمرا(96)؛ ومن فم سمكة أخرج ستارا على يدي، أنا بطرس، لدفع الجزية للجباة(97)، هو الذي يقيم الموتى.
- فنحن نشهد لهذه الأشياء كلها التي عملها، والباقي يشهد به الأنبياء.
- نحن الذين أكلنا وشربنا معه(98)، وعاينا معجزاته وحياته وتصرفاته، وأقواله وآلامه، وموته وقيامته من بين الأموات، وصعوده الى السماوات بعد أربعين يوما(99) من قيامته، وتسلمنا أمره هذا: “إكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها”(100)، “وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بموتي”(101).
حسب إرادة إله الجميع الذي هو ابوه، وشهادة الروح القدس الذي هو المعزي، نحن نعلمكم هذه الأشياء كلها التي امرنا بها، عندما ارتفع الى السماء (102)، على مرأى من أعيننا الى الذي أرسله(103).
- فإذا آمنتم بها فطوبى لكم(104)؛ وإن لم تؤمنوا نكون نحن أبرياء وأطهارا من عدم إيمانكم.
8- تكريم الشهداء
- في ما يختص بالشهداء، نقول لكم: ليكونوا عندكم موضع اعتبار كما كانوا عندنا محل تقدير. مثل الطوباوي يعقوب الأسقف، والقديس إسطفانوس شريكنا في الخدمة.
- إنهما موقران من الله ومن الرجال الأبرار، طاهران من كل دنس، غير ميالين الى الخطيئة، ثابتان في عمل الخير، لا يغرهما المديح. وعنهم قال داود:”كريم في عيني الرب موت اصفيائه”(105). وسليمان:”ذكرالصديق بركة”(106). وعنهم قال أيضا النبي:”الرجال الصديقون يرفعون”(107).
9- التمييز بين الشهداء
- هذا كله قلناه بحسب الحقيقة عن الذين استشهدوا للمسيح، وليس عن الشهداء الكذبة الذين قال عنهم الكتاب المقدس: “اسم المنافقين يبلى”(108)، لإن “الشاهد الأمين لا يكذب وشاهد الزور ينفث الكذب”(109).
- فالذي ذهب للإستشهاد ليشهد للحق، هذا حقا شهيد ويستحق الثقة في شهادته بكلام التقوى وبإراقة دمه.
10- يوم الأحد يوم فرح روحي
- ننصحكم أيها الأخوة والشركاء في الاستعباد، ان تهربوا من الكلام الأجوف ومن كلام السوء والكلام السمج، من السكر والشره ومن باطل الكلام(110)، خاصة في أيام الآحاد حيث نمنحكم الفرح. فلا يكن شيء غير لائق لا بالقول ولا بالفعل. لأن الكتاب المقدس يقوم في موضع: “أعبدوا الرب بخشية وابتهجوا برعدة”(111)،
- يجب أن تكون أفراحكم بخشية ورعدة. فلا يحق للمسيحي المؤمن أن يقرأ تسبيحا وثنيا أو نشيدا خليعا، إذ أنه يتحد به بواسطة التسبيح للأوثان الذي يردده بالأسماء الشيطانية. وبدل ان يجذب اليه الروح القدس يدخل الروح الشرير.
11- لنبتعد عن الأصنام
- فلنبتعد عن القسم بها او عن ذكر اسمها المرذول، او عن السجود لها، أو أن نخافها كآلهة. فهي ليست آلهة بل شياطين شريرة أو أصنام مصطنعة(112).
- يقول الله في موضع لبني إسرائيل: “قد تركني بنوك وحلفوا بما ليس إلها”(113). وبعده: “إني أستأصل اسماء الأصنام”(114) عن الأرض فلا تذكر من بعد. وفي موضع آخر:”هم أغاروني بمن ليس إلها وأغضبوني بأباطيلهم”(115).
ففي جميع الكتب المقدسة هذه الأصنام مرذولة عند الله.
12- وعن العبادات الوثنية
- لا يجب فقط ألا نحلف بالأوثان، بل ننصحك ألا تأخذ شرائعك من النيرات، وألا تحلف بها أو تعبدها. فقد قيل: “لا ترفع طرفك الى الشمس والقمر والكواكب … فتجتذب وتسجد لها”(116). وفي موضع آخر: “لا تتعلموا طريقة الأمم ولا تفزعوا من آيات السماء”(117).
- فالنجوم والنيرات هي لإنارة البشر(118) وليست لنسجد لها، وإن كان الإسرائيليون قد عبدوها عن خبث، “واتقو المخلوق وعبدوه دون الخالق”(119) واحتقروا الخالق بدل أن يعجبوا به. وصنعوا عجلا كما فعلوا في البرية(120)، وسجدوا لبعل فغور(121).
وفي مكان آخر، البعل(122) وتموز(123) وعشتاروت الصيدونية(124)، ثم مولك(125) وكاموش(126). وفي مكان آخر عبدوا الشمس، كما هو مكتوب في سفر حزقيال(127)، وحتى الحيوانات غير الناطقة كعجل آبيس عند المصريين، والعجل المنذيسي، وآلهة من فضة وذهب، كما صنعوا في يهوذا.
- فلأجل هذه كلها يهدد الرب على لسان النبي قائلا: “أقليل لآل يهوذا أن يصنعوا من الأرجاس ما صنعوه هنا؟ فإنهم ملأوا الأرض جورا وعادوا يسخطونني. وها هم يستهزئون. فأنا ايضا أعاملهم بالحنق، لا ترثي عيني ولا اشفق. وإذا صرخوا على مسمعي بصوت عظيم فلا أسمعهم”(128).
- رأيتم أيها الأحباء، كيف يظهر الرب غضبه بهذه التهديدات ضد عبدة الأوثان والذين يكرمون الشمس والقمر.
- لذلك يجب على رجل الله(129)، أي المسيحي، ألا يحلف بالشمس أو بالقمر او بالنجوم، ولا بالسماء ولا بالأرض(130)، ولا بأي شيء من العناصر، كبيرا كان او صغيرا.
- إذا كان المعلم أمرنا بألا نحلف بالله الكائن حتى يكون كلامنا صادقا أكثر من قسمنا؛ والا نحلف بالسماء نفسها، لأن هذا كفر اليوناني؛ ولا بأورشليم أو بمقدسات الله أو بالمذبح، ولا بالقربان ولا بذهب الهيكل، ولا برأسنا(131)، فتلك هي عادة اليهود الرجسة، ولذلك فهي ممنوعة عندنا. فليكن كلام المؤمنين: “نعم نعم، ولا لا، وما زاد على ذلك فهو من الشرير”(132).
فكم بالحري يحاكمون من يحلفون بقسم على أشياء كاذبة ويكرمون الأشياء الوهمية أكثر من الحقيقية. هؤلاء اسلمهم الله بسبب شرهم(133) إلى التهور ليفعلوا ما هو محرم.
13- أعياد التقويم الكنسي
- إحفظوا أيام الأعياد، أيها الإخوة، وأولها ميلاد الرب الذي تتمونه في 25 من الشهر التاسع.
- ومن بعده عيد الظهور يكون عندكم مكرما. ففي هذا العيد أظهر لكم الرب لاهوته. وليكن هذا العيد في اليوم السادس من الشهر العاشر.
- ومن بعدها حافظوا على الصيام الأربعيني ذكرا لتدبير الرب وتعليمه. أتموا هذا الصيام قبل صيام الفصح. يبتدئ يوم الإثنين وينتهي عند التهيئة (الجمعة مساء).
- وبعد هذا وقد أنهيتم الصيام، ابتدئوا أسبوع الفصح بالصوم وبالمخافة والرعدة. وصلوا في هذه الأيام لأجل الذين هلكوا.
14- شرح أسبوع الآلام المقدس
- إن اليهود ابتداوا يتشاورون على الرب في السبت الثاني من الشهر الأول أي نيسان. ويوم الثلاثاء من بعد السبت، كثرت المشورة. ويوم الأربعاء قرروا موته على الصليب.
- وكان يهوذا يعلم بذلك، وقد ابتعد عنا منذ زمن طويل، فاسقطه الشيطان بحب المال، وكان من قبل قد اؤتمن على صندوق النفقة وسرق مال الفقراء(134)، فلم يرذله الرب، لأنه طويل الأناة.
وبينما كنا نأكل معه أراد أن يؤدبه ويعلمنا معرفته، قال: “الحق الحق أقول لكم: إن واحدا منكم سيسلمني”(135).
- فشرع كل واحد منا يقول: “ألعلي أنا؟”(136). والتزم الرب الصمت فوقفت أنا، أحد الإثني عشر، الذي كان يسوع يحبه أكثر من الآخرين، وعانقته ثم سألته من هو ذاك الذي سيسلمه؟”(137) فلم يقل لنا اسمه، الرب الصالح، بل أعطى علامتين للمسَّلِم: الأول عندما قال: “الذي يغمس يده معي في الصحفة”(138)، والثانية: “الذي أعطيه اللقمة التي أغمسها”(139).
- ولما سأله هو: “ألعلي أنا يا معلمي.”(140). لم يجب الرب: “نعم”، بل “أنت قلت”. أراد بذلك أن يخيفه، فقال: “ويل لذلك الرجل الذي يسلم ابن الإنسان، فلقد كان خيرا لذلك الرجل الا يولد”(140).
- فلما سمع ذلك خرج؛ وسال الكهنة: “ماذا تريدون أن تعطوني وأنا اسلمه إليكم.” فجعلوا له ثلاثين من الفضة (142).
- ويوم الخميس أكلنا معه الفصح. ومد ذاك يده الى الصحفة (143) وتناول الطعام وخرج في الليل(144). فقال لنا الرب: “لقد أتت الساعة حيث تتفرقون كل واحد من جهته وتتركونني وحدي”(145). فاكد كل واحد بأننا لن نتركه.
وقلت له، أنا بطرس، بأني مستعد أن أموت معه(146). فقال:” الحق اقول لك: قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات، أنك لا تعرفني”(147).
- وعندما أعطانا الأسرار –التي هي مثال الحقيقة- جسده ودمه الكريم(148)، لم يكن يهوذا حاضرا معنا. وخرج الى جبل الزيتون(149) “عبر وادي قدرون حيث كان بستان”(150). فرفعنا التسابيح كالعادة(151) ومكثنا هناك.
- ثم ابتعد قليلا وصلى لأبيه قائلا: “يا أبتاه، إن شئت فاجز عني هذه الكأس، ولكن لا تكن مشيئتي بل مشيئتك”(152). وفعل ذلك ثلاث مرات. ونحن استسلمنا الى النوم لكثرة الأسى. فقال لنا: “ها قد دنت الساعة، وابن الإنسان يسلم الى أيدي الخطأة”(153).
- حينئذ جاء يهوذا ومعه جمع (154) من الأثمة. وكان قد أعطاهم علامة (155) ظهرت بقبلته الغاشة (156). فقبلوا العلامة وقبضوا على الرب، وكبلوه واقتادوه الى دار قيافا رئيس الكهنة(157)، حيث كان قد اجتمع عدد كبير –ليس من الشعب- بل منا لجماهير المرتزقة.
كان هناك محفل –ليس محفل الكهنة- بل محفل متعدي الناموس، محكمة الأثمة. هؤلاء شنعوا به، لطموه وضربوه(158)، عيروه وامتحنوه، وطلبوا منه أن ينتبأ ضد النبؤات؛ ونعتوه بالأحمق والمجدف ومخالف لناموس موسى، وناقض الهيكل(159) والذبائح، وعدو الرومان ومقاوم لقيصر(160).
- حقروه بهذه الأشياء الى مطلع الفجر؛ ثم أخذه “الثيران والكلاب”(161) الى حنان صهر قيافا(162). وهناك عاملوه المعاملة نفسها. وعند يوم التهيئة(163) سلموه إلى والي الرومان(164)، بيلاطس، لائمين إياه في أشياء خطيرة لا صحة لها(165). فسخط الوالي(166) عليهم وقال: “أنا لا أجد عليه علة”(167).
- أما هم فأحضروا شاهدي زور(168) بغية ان يفتروا على الرب. فوجدا غير متفقين في شهادتهما عند إثبات ادعائهما، قالا: “هذا الرجل يقول إنه ملك، ويمنع إداء الجزية لقيصر”(169)
- فصاروا هم المتهمين والشهود والقضاة، واصدروا الحكم قائلين: “أصلبه، اصلبه”(170)، حتى يتم ما كتب عنه في الانبياء(171): “قد قام علي شهود زور ونافثو جور”(172). وأيضا: “قد احاطت بي كلاب كثيرة، زمرة من الأشرار أحدقت بي”(173). وفي موضع آخر: “صار لي ميراثي كأسد في الغابة رفع علي صوته”(174).
- فبيلاطس امتهن شأن الحكم بجبن، واتهمه بالشر. وبدل ان يضمد جراح البار، ويشهد أنه إنما أسلم ظلما، حكم عليه أنه يستحق الموت، وأسلمه للصلب. مع أن قوانين الرومان لا تحكم على أحد بالموت دون دفاع.
- فأخذ الجند رب المجد(175) ورفعوه على الصليب. وكانت نحو الساعة السادسة(176) عندما صلبوه(177). وفي الساعة الثالثة (178) أخذوا القرار بشأنه.
- وبعده “أعطوه خلا ممزوجا بمر، ثم اقتسموا ثيابه بينهم”(179). ثم صلبوا لصين معه(180)، واحدا من كل جهة، لكي يتم المكتوب(181). “جعلوا في طعامي مرارة، وفي عطشي سقوني خلا”(182). وأيضا: “اقتسموا ثيابي بينهم وعلى ردائي اقترعوا”(183). وفي موضع آخر: “إنه أحصي مع العصاة”(184).
- بعد ذلك طبق الظلام على الأرض ثلاث ساعات “من الساعة السادسة حتى الساعة التاسعة”(185). ثم سطع النور من جديد حتى المساء، كما هو مكتوب: “ويكون يوم… ليس بنهار ولا ليل، بل يكون وقت المساء نور”(186).
- ونحو الساعة التاسعة صرخ الى إبيه قائلا: “إلهي، إلهي لم تركتني؟”(187). وبعد قليل صرخ بصوت عظيم(188): “يا أبتاه، إغفر لهم فإنهم لا يدرون ما يفعلون”(189).
وأردف: “في يديك أستودع روحي”(190) وأسلم الروح. وعند غروب الشمس وضع في قبر جديد(191).
- وعند فجر الأول من الأسبوع(192) قام من بين الأموات متمما ما قاله لنا قبل آلامه من أنه: “ينبغي لإبن البشر أن يقيم في جوف الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال”(193).
- ولما قام من بين الأموات “ظهر اولا لمريم المجدلية ومريم أم يعقوب”(194). وبعد ذلك لكليوبا في الطريق(195). وبعده لنا نحن تلاميذه وكنا قد هربنا خوفا من اليهود(196)، وكنا نبحث سرا عما يخصه، وهذا كله مدون في الإنجيل.
- فأمرنا إذن أن نصوم هذه الستة أيام لاجل إثم اليهود وتعديهم الشريعة، أن ننوح عليهم ونندبهم لأجل هلاكهم. لأنه هو نفسه “بكى عليهم … لأنهم لم يعرفوا وقت افتقادهم”(197)، وأمرنا أن نصوم يومي الأربعاء والجمعة: الأول لأجل الخيانة، والثاني لأجل الآلام. وحدد أن نكف عن الصيام في اليوم السابع عند صياح الديك.
إننا نصوم ذلك السبت لا لأنه يجب الصيام يوم السبت –فهو يبقى يوم الراحة عن العمل- ولكن لانه يجب الصيام في ذلك اليوم فقط، لأن القدير كان تحت الأرض في ذلك اليوم.
- لأن في يوم عيدهم قبضوا على الرب، ليتم ذاك المقول: “جعلوا راياتهم شعارا في وسط عيدهم ولم يعرفوا”(198)، يجب أن نحزن عليهم لإن الرب جاء ولم يؤمنوا به، بل رفضوا تعليمه وحكموا على أنهم غير مستحقين للخلاص.
15- طوبى لكم أنتم الذين من الأمم
- أما أنتم فطوبى لكم:أنتم الذين لم يكونوا قبلا شعبا، وأما الآن فأمة مقدسة”(199). قد تخلصتم من ضلال الأصنام والجهل والنفاق، “أنتم الذين لم يكونوا مرحومين وإما الآن فمرحومون”(200).
- لأن لكم فتح باب الحياة، أنتم الذين من الأمم، الذيم لم تكونوا قبلا محبوبين، أما الآن فأنتم أخلاء، “شعب مقتنى”(201) يقوده الله نحو الفضائل، الذين عنهم قال المخلص:”إني اعتلنت لمن لم يسألوا عني، ووجدت ممن لم يطلبوني. قلت هاءنذا لأمة لم تدع بإسمي”(202).
- أنتم لم تسألوا عنه قبلا، ولكنه هو سأل عنكم. وأنتم آمنتم به وأطعتم دعوته، وتركتم جنون الأصنام ولجأتم الى الحقيقة الوحيدة، الى الله القدير بيسوع المسيح، واصبحتم كمال عدد الذين حصلوا على الحياة، “ربوات ربوات وألوف ألوف”(203) كما هو مكتوب في سفر داود.
- أما لإسرائيل غير المؤمن، فيقول: “بسطت يدي النهار كله نحو شعب عاص يسلكون طريقا غير صالح وراء أفكارهم، شعب يغضبونني في وجهي”(204).
16- أنتم عرفتم الله أو بالحري عرفكم الله
- أنظروا إذن كيف اغضب الشعب الرب لكونه لم يؤمن به! لذلك يقول: “أغضبوا الروح القدوس فتحول لهم عدوا”(205).
- إن عماهم منعهم عن البصر لأجل سوء ظنهم. ذلك أنهم رأوا يسوع ولم يؤمنوا به أنه مسيح الله المولود منه قبل كل الدهور. الأبن الوحيد، الكلمة الله، الذي لم يعرفوه لعدم إيمانهم، ولم يفهموا معجزاته ولا ما كتب عنه الأنبياء:
- من أنه يولد من عذراء، وقد جهلوا هذا: “ها إن العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل”(206)؛ “لأنه قد ولد لنا صبي، اعطي لنا ابن، فصارت الرئاسة على كتفه ودعي اسمه ملاك المشورة العظمى عجيبا مشيرا، رئيس السلام أبا الدهر الآتي”(207).
- ولأجل أنهم تمادوا في الشر ولم يطيعوه، يقول: “يا رب، من آمن بما سمع منا، ولمن أعلنت ذراع الرب؟”(208). وبعده:” إسمعوا سماعا ولا تفهموا، وانظروا نظرا ولا تعرفوا، فقط غلظ قلب هذا الشعب”(209).
- ولذلك ضاعت عنهم المعرفة، لأنهم نظروا ولم ينظروا، وعرفوا ولم يعرفوا. أما لكم أنتم الذين من الأمم، فقد أعطي الملكوت(210)، لأنكم لم تعرفوا الرب لكنكم آمنتم بالكرازة: “عرفتم الله بل بالحري عرفكم الله”(211)، بيسوع المخلص وفادي جميع الذين وضعوا رجاءهم فيه.
- فقد تركتم عاداتكم الأولى الباطلة، واحتقرتم الأصنام التي لا نفس لها، ورفضتم أعمال الشياطين التي في الظلمة وأسرعتم الى “النور الحقيقي”(212)، وعرفتم بواسطته “الإله الحقيقي الوحيد””(213) والآب، وصرتم ورثة لملكوته.
- وإذا “اعتمدتم لموت الرب ولقيامته”(214)؛ “وكأطفال ولدوا حديثا”(215) إبتعدوا عن كل خطيئة، “لأنكم لستم بعد لنفسكم، بل لمن اشتراكم بدمه”(216).
- وفي ما يخص عدم إيمان إسرائيل، يقول الرب: “إن ملكوت الله ينزع منكم ويدفع الى أمة تستثمره”(217)، ليدل أنه اعطى لكم الملكوت، أنتم الذين كنتم قبلا بعيدين منه، على رجاء أن تأتوا بثمار.
- أنتم الذين أرسلتم الى الكرم قديما ولم تسمعوا، أما أولئك فسمعو(218)، والان وقد ندمتم على تصرفكم المتناقض فاعملوا للخير. أنهم خانوا العهود وأهملوا الكرم؛ وزادوا على ذلك أنهم قتلوا مدراء الكرم(219) الذين أرسلهم الرب الكرام، إما بالرجم أو بالسيف أو بالنشر(220)، وقتلوا آخر مرسل داخل المقدس “بين الهيكل والمذبح”(221). وأخيرا قتلوا الوارث نفسه: “طرحوه خارج الكرم وقتلوه”(222).
- وحجر الأساس الذي رذلوه قبلتموه أنتم كرأس للزاوية (213). لذلك يقول الله عنكم: “شعب لم أعرفه يتعبد لي، حالما يسمعونني يطيعونني”(224).
17- تقويم عيد الفصح
- يجب عليكم ايها الأخوة، الذين اشتريتم بدم المسيح الكريم(225)، أن تقيموا أيام الفصح بدقة وبكل اعتناء، في وقت الإعتدال الربيعي، لكي لا تقيموا مرتين في السنة ذكرى الآلام، بل مرة واحدة في السنة للذي مات مرة واحدة. فلا تعيدوا مع اليهود،
- لأنه لم تعد لنا شركة معهم(226). لأنهم زاغوا في حكمهم الذي ظنوا أنه قد اكتمل، فصاروا ضالين في كل مكان وبعيدين عن الحق.
- أما أنتم فاحفظوا بدقة ساعة اعتدال الربيع التي تأتي في الثاني والعشرين من الشهر الثاني عشر أي شهر آذار. فتراقبونه حتى الحادي والعشرين من القمر، حتى لا يقع الرابع عشر من القمر في أسبوع آخر فيحصل خطأ عن غير قصد، فنعيد الفصح مرتين في السنة نفسها. لا نعيد فصح ربنا يسوع المسيح في يوم آخر سوى يوم الأحد.
18- صيام الفصح
- فصوموا إذن أيام الفصح مبتدئين من الإثنين الى التهيئة والسبت، ستة أيام تستعملون أثناءها الخبز والملح والبقول، والماء للشرب. وامتنعوا عن الخمر واللحوم في تلك الأيام، لأنها أيام حزن وليست أعيادا.
- صوموا يومي الجمعة والسبت معا، للذين يستطيعون ذلك، لا تأكلوا شيئا حتى صياح الديك في الليل. وإذا لم يستطع أحد ان يصوم اليومين معا، فليحافظ أقله على السبت. لان الرب يقول عن نفسه في موضع: “ومتى رفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الأيام”(227).
19- مراسيم ليلة الفصح
- في تلك الأيام رفعه عنا اليهود (228)، متعدو الشريعة، واقتادوه للصلب “واحصي مع الأثمة”(229).
- لذلك ندعوكم الى الصيام في هذه الأيام –كما نحن صمنا عندما رفع عنا- حتى الغروب. في باقي الأيام التي تسبق يوم الجمعة، ليأكل كل واحد عند الساعة التاسعة او في الغروب. وإذا كان يستطيع ذلك فليصم من مساء الخميس الى صباح الديك.
- في صباح أول الأسبوع(230) أي يوم الأحد، فمن الغروب الى صياح الديك تجمعوا في الكنيسة، واسهروا في الصلاة والتضرع الى الله في السهر، تقراون الناموس والأنبياء والمزامير الى صياح الديك. ثم تعمدون موعوظيكم وتقرأون الإنجيل بمخافة ورعدة، وتكلمون الشعب بما يفيد خلاصهم. كفوا عن حزنكم وتضرعوا الى الله لهداية اسرائيل حتى يسلك طريق التوبة (231) ويمحوا إثمه.
- لأن الحاكم الغريب غسل يديه قائلا: “أنا برئ من دم هذا الصديق، أبصروا أنتم”(232). فصرخ إسرائيل:”دمه علينا وعلى أولادنا”(233). فأجاب بيلاطس: “أأصلب ملككم؟” – فصاحوا قائلين: “لا ملك لنا إلا قيصر(234) .. إصلبه، إصلبه(235). كل من يجعل نفسه ملكا يقاوم قيصر، وإن أنت أطلقته فلست مواليا لقيصر”(236).
ثم إن بيلاطس الوالي وهيرودس الملك أمرا بصلبه. فتم المقول: “لماذا إرتجت الأمم وهذت الشعوب بالباطل؟ قام ملوك الأرض والعظماء ائتمروا معا على الرب وعلى مسيحه”(237)، “وطرحوا الحبيب كالميت الملقى”(238).
- فصلب يوم الجمعة وقام صباح الأحد؛ وتمت الكتابة القائلة: “قم يا الله ودن الأرض فأنك انت ترث جميع الأمم”(239). وايضا:” أقوم الآن، يقول الرب، وأنعم بالخلاص على من اليه يقومون”(240). و “أنت يا رب ارحمني وأقمني فأجزيهم”(241).
- لأجل ذلك أنتم، إذ قد قام الرب، أصعدوا قربانكم الذي أمركم به على لساننا قائلا: “إصنعوا هذا لذكري”(242) وكفوا عن الصوم وافرحوا، لأن عربون قيامتنا، يسوع المسيح، قد قام من الأموات(243). “واحفظوا هذا الأمر فريضة لكم مدى الدهر”(244)، “إلى أن يأتي الرب”(245).
- في نظر اليهود مات الرب، أما عندنا نحن المسيحيين فقد قام. أولئك يصرون على ذلك لعدم إيمانهم، أما نحن فلإيماننا، لنا الرجاء فيه حياة أبدية لا تموت.
20- تقويم ما بعد الفصح
- بعد ثمانية أيام، ليكن لكم عيد جديد مكرم، هو اليوم الثامن، الذي فيه أنا توما غير المؤمن بقيامته غمرني مظهرا لي أثر المسامير والحربة في جنبه (246).
- وبعده من أول أحد عدوا أربعين يوما(247) من الأحد الى الخميس، وعيدوا عيد صعود الرب الذي فيه أكمل كل تدبير وكل أمر، وذهب الى الذي أرسله، الى الله الآب، وجلس عن يمين القدرة(248) واستقر الى أن “يجعل جميع أعدائه تحت قدميه”(249). وسيأتي عند انقضاء الدهر بقوة ومجد عظيم (250) ليدين الأحياء والأموات(251)؛ “ويجازي كل واحد بحسب أعماله”(252). وعندئد سينظرون الى ابن الله الحبيب الذي طعنوه(253) ويعترفون به “وينوحون في ما بينهم كل عشيرة على حدتها.. ونساؤهم على حدتهن”(254).
- والآن في العاشر من شهر أيلول تجتمعون(255) لتقرأوا مراثي إرميا حيث يقول: “روح أفواهنا المسيح الرب، فقد أخذ في حفرهم”(256). وتقرأون باروك حيث هو مكتوب: “هذا هو إلهنا ولا يعتبر تجاهه آخر. هو وجد طريق التأديب بكماله، وجعله ليعقوب عبده ولإسرائيل حبيبه. وبعد ذلك تراءى على الأرض وتردد بين البشر”(257).
وبعدما يقرأون يقرعون صدورهم ويحزنون، كما هي عادتهم إذ يتذكرون الجلاء الذي حصل في عهد نبوكدنصر حقا، فيبتدئون يسمعون الأسى الذي سيحل فيهم.
- بعد عشرة ايام للصعود، أي بعد الأحد الأول، تكون العنصرة، فليكن عيدا عظيما لكم. ففي هذا اليوم عند الساعة الثالثة(258) ارسل الرب يسوع الينا موهبة الروح القدس(259)، فامتلأنا من قوته وتكلمنا بلغات جديدة كما كان يضعها فينا. فبشرنا اليهود والأمم بأن يسوع هو مسيح الله، وقد جعله ديان الأحياء والأموات(260).
- وموسى يشهد بذلك إذ يقول: “وأمطر الرب نارا من عند الرب”(261). وقد رآه يعقوب بصورة إنسان، إذ قال “إني رأيت الله وجها لوجه ونجت نفسي”(262). وقبله إبراهيم كضيف واعترف به ديانا وربا(263).
- هذا الذي رآه موسى في العليقة(264) وقال عنه في تثنية الإشتراع:”يقيم لك الرب إلهك نبيا من بينكم، من إخوتك مثلي، له تسمعون في كل شيء مما قلته لكم. وأي إنسان لم يطع هذا النبي يستأصل من الشعب”(265).
- هذا رآه يشوع بن نون “رئيس جند الرب”(266) متسلحا يحارب في أريحا، فسقط ساجدا له كالعبد أمام سيده. هذا رآه صموئيل “مسيح الله”(267)، ودعا الكهنة والملوك مسحاء.
- هذا رآه داود فرنم له نشيد قائلا: “نشيد للحبيب”(268) فصوب وجهه نحوه وقال:”تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار، وببهائك انجح واركب في سبيل الحق والدعة والبر، فتعلمك يمينك المخاوف. نبالك مسنونة أيها القوي، وشعوب تحتك يسقطون، وتنخلع قلوب أعداء الملك … لذلك مسحك إلهك يا الله بدهن البهجة أفضل من أصحابك”(269).
- وعليه تكلم سليمان وكأنه يراه: “الرب حازني في أول طريقه قبل ما عمله منذ البدء. من الأزل مسحت من الأول من قبل ان كانت الأرض ولدت حين لم تكن الغمار والينابيع الغزيرة المياه. قبل أن أقرت الجبال وقبل التلال ولدت”(270) وايضا: “الحكمة بنت بيتها”(271).
- وعنه قال أشعيا: “ويخرج قضيب من جذر يسى وينمي فرع من أصوله … وفي ذلك اليوم أصل يسى القائم راية للشعوب، إياه تترجى الأمم”(272). وزكريا:” هوذا ملكك يأتيك صديقا مخلصا وديعا راكبا على آتان وجحش ابن آتان”(273).
- ويقول دانيال عنه أنه “ابن الإنسان”(274) الذي يمضي الى الآب فيدفع إليه الحكم والجلال. وأنه “حجر قطع لا باليدين … فصار جبلا كبيرا وملأ الأرض كلها”(275)، فهشم كثرة الحكام وكثرة الأصنام، وبشر بالله الواحد، واختار مملكة الرومان.
- وعنه تنبأ إرميا قائلا: “روح أفواهنا المسيح الرب أخذ حفرهم، الذي قلنا إنا في ظله نحيا بين الأمم”(276)، وحزقيال وباقي النبياء قالوا عنه إنه المسيح الرب، الملك الحاكم المشترع، رسول الآب، الإله الأبن الوحيد.
- به نبشركم ونعلن أنه الله الكلمة، يساعد إلهه وأباه في خلق كل شيء. آمنوا به تحيو؛ وإن لم تؤمنوا تعاقبوا. لأن “من يرفض أن يؤمن بالإبن لن يرى الحياة أبدا، بل غضب الله يستقر عليه”(271).
- وبعدما عيدتم العنصرة، عيدوا أسبوعا واحدا، وبعده صوموا أسبوعا واحدا. لأن من العدل أن نفرح بما وهبنا الله ثم نصوم بعد الراحة.
- فإن موسى وإيليا صاما أربعين يوما(278). ودانيال ناح ثلاثة أسابيع من الأيام، لم يأكل طعاما، ولم يدخل فمه لحم ولا خمر(275). والطوباوية حنة عندما طلبت صموئيل، قالت: “لم اشرب خمرا ولا مسكرا ولكني اسكب نفسي أمام الرب”(280).
- وأهل نينوى صاموا ثلاثة ايام وثلاث ليال(281) ليهربوا من محنة الغضب. وأستير ومردكاي(282)، ويهوديت(283) صاموا ليهربوا من وعيد أليفانا وهامان. ويقول داود: “انثنت ركبتاي من الصوم وهزل جسدي من الضعف”(284).
- فأنتم إذن صوموا وارفعوا الى الرب طلباتكم.
- بعد أسبوع الصوم، نأمركم بأن تصوموا يومي الأربعاء والجمعة من الأسبوع. وصوموا حسب مقدرتكم لتعينوا الفقراء.
- في كل السبوت ما عدا سبتا واحدا، وفي كل احد افرحوا بإقامة الإجتماعات. والذي يصوم يوم الأحد هو عبد للخطيئة، لأن الأحد هو يوم القيامة، كذلك من يصوم في العنصرة أو يحزن في عيد الرب. يجب أن نفرح في هذه الأيام لا أن نحزن.
مراجع
- راجع تك 19:3
- لو 35:6
- 2 قور 4:4
- 1 قور 25:9
- فل 10:3؛ راجع 1 بط 1:5
- لو 3:8
- متى 21:19
- راجع متى 21:7
- رسل 15:9
- متى 32:10
- متى 34:25 – 40
- متى 46:25
- 1 بط 1:5
- راجع رسل 6:4
- رسل 41:5
- لو 22:6 – 23
- راجع متى 23:10
- متى 11:5 – 12
- يو 20:15
- متى 23:10
- يو 33:16
- متى 17:10 – 18 ، 22
- راجع 1 طيم 11:6
- يو 25:12
- دا 23:5
- متى 34:25 و 41
- متى 33:10؛ مر 38:8؛ راجع 2 طيم 12:2
- متى 37:10 – 39
- متى 26:16
- متى 28:10
- راجع لو 33:14
- راجع سي 12:15
- راجع 2 قور 8:8
- أي 7:35 – 8
- راجع لو 26:14
- متى 41:26
- يو 15:2؛ 2 طيم 10:4
- راجع روم 29:2
- يو 42:12 – 43
- 1 طيم 12:6
- لو 40:22
- متى 41:26
- راجع 1 طيم 1:1
- متى 12:8 ؛ 13:22
- راجع فل 1:3؛ 4:4
- لو 40:6
- راجع متى 28:27 – 35
- متى 34:27
- راجع يو 28:19
- لو 46:23
- راجع دا 3
- يو 3:17
- عب 14:4
- راجع رسل 35:7؛ عب 6:11
- راجع 1 قور 52:15
- لو 18:21 – 19
- دا 2:12 – 3
- جا 14:12
- حز 11:37 – 12 ، 14
- أش 19:26
- راجع متى 41:25
- راجع أش 24:66
- راجع تك 24:5
- راجع 2 مل 11:2
- راجع 1 مل 17:17 – 24
- راجع 2 مل 4
- يو 25:11
- راجع تك 7:2
- يو 25:5 و 28
- راجع يو 11
- راجع مر 21:5 – 43
- راجع لو 11:7 – 17
- راجع 1 قور 20:15
- راجع يو 2
- راجع دا 3
- راجع دا 17:6 – 24
- راجع روم 17:4
- تك 1:1
- إر 5:1
- زك 1:12
- أي 18:42 سبعينية
- تك 26:1 -27
- أي 10:10؛ 10 – 13 سعينية
- مز 73:118
- مز 14:102
- مز 5:138 – 6؛ 16
- أش 7:64
- راجع دا 3ك12
- مز 13:144
- راجع عج 16:18 – 26
- راجع متى 1:9 – 8
- مز 1:3 – 6
- راجع يو 1:9 – 17 ؛ مز 22:8 – 26
- راجع متى 17:14 – 21
- راجع يو 1:6 – 13
- راجع يو 3:2 – 11
- راجع متى 24:17 – 27
- رسل 42:10
- رسل 41:10؛ 3:1
- مز 15:16
- متى 19:28؛ روم 3:6
- راجع رسل 9:1 ؛ مز 19:16
- راجع يو 3:17
- مز 16:16
- مز 15:115
- مثل 7:10
- أش 1:57
- مثل 7:10
- مثل 5:14
- راجع قول 8:3؛ أف 4:5
- مز 11:2
- راجع إر 18:51
- إر 7:5
- زك 2:13؛ 7:9
- تث 21:32
- تث 19:4
- إر 2:10
- راجع تك 15:1
- روم 25:1
- راجع خر 4:32
- راجع عد 3:25
- راجع قض 13:2
- راجع حز 14:8
- راجع 1 مل 5:11 و 7
- راجع 2 مل 10:23
- راجع 1 مل 5:11 و 7
- 16:8
- حز 17:8 – 18
- راجع 1 طيم 11:6
- راجع متى 34:5 ؛ بع 12:5
- متى 35:5؛ 16:23 – 22
- متى 37:5
- راجع روم 28:1
- راجع يو 6:12
- يو 21:13
- مر 19:14
- راجع يو 23:13 – 25
- مر 20:14؛ متى 23:26
- يو 26:13
- متى 25:26
- متى 24:26؛ مر 21:14
- متى 15:26
- متى 23:26
- يو 19:3 – 30
- يو 32:19
- راجع متى 33:26؛ يو 37:13
- متى 34:26؛ لو 34:22
- راجع 1 بط 19:1
- متى 30:26
- يو 1:18
- راجع متى 30:26؛ لو 39:22
- لو 41:22 – 42
- متى 45:26
- متى 47:26
- راجع متى 48:26
- راجع لو 48:22
- متى 57:26
- راجع متى 67:26
- راجع متى 59:26 – 65؛ رسل 14:6
- راجع يو 12:19؛ لو 2:23
- مز 13:21 و 17
- يو 113:18
- يو 14:19
- متى 2:27
- يو 30:18
- يو 30:18؛ 4:19
- لو 4:23 و 14؛ يو 38:18
- راجع متى 60: 26
- لو 2:23
- لو 21:23؛ يو 6:19
- متى 56:26؛ لو 22:37
- مز 12:26
- مز 13:21 و 17
- إر 8:12
- راجع 1 قور 8:2
- راجع يو 14:19
- راجع متى 35:27
- راجع مر 25:15
- متى 34:27 – 35
- متى 38:27؛ لو 33:23
- راجع يو 24:19
- مز 22:68
- مز 19:21؛ يو 24:19
- اش 12:53؛ 28:15
- متى 45:27
- زك 7:14
- متى 46:27؛ مز 2:21
- متى 50:27
- لو 34:23
- لو 46:23؛ مز 6:30
- متى 60:27
- متى 1:28
- متى 40:12
- مر 1:16 و 9
- راجع لو 18:24 و 32
- يو 19:20؛ راجع مر 14:16
- لو 41:19 ، 44
- مز 4:73 – 5
- 1 بط 10:2 و 9
- 1 بط 10:2
- 1 بط 9:2
- أش 1:65
- دا 10:7
- أش 2:65 – 3
- أش 10:63
- أش 14:7
- أش 5:9
- أش 1:53
- أش 9:6 – 10 ؛ رسل 26:28 – 27
- متى 43:21
- غل 9:4
- يو 9:1
- يو 3:17
- روم 3:6
- 1 بط 2:2
- 1 قور 19:6 – 20
- متى 43:21
- راجع متى 28:21 – 29
- راجع متى 35:21
- راجع عب 37:11
- متى 25:23
- متى 38:21 – 39
- راجع متى 42:21
- مز 44:17 – 45
- راجع 1 بط 19:1
- راجع 2 قور 14:6 – 15
- لو 35:5؛ مز 20:2
- رؤ 9:2؛ 9:3
- مر 28:15″ أش 12:53
- متى 1:28
- راجع عب 17:12
- متى 24:27
- متى 25:27
- يو 15:19
- يو 6:19
- يو 12:19
- مز 1:2 – 2
- أش 19:14
- مز 8:81
- مز 6:11
- مز 11:40
- لو 19:22؛ قور 24:11
- 1 قور 20:15
- خر 24:12؛ أح 34:19؛ متى 20:28
- 1 قور 26:11
- راجع يو 24:20 – 29
- راجع رسل 3:1
- متى 64:26
- مز 1:109؛ متى 144:22؛ 1 قور 25:15
- متى 30:24؛ 20:28
- 2 طيم 1:4؛ 1 بط 5:4
- روم 6:2؛ مز 13:61
- يو 37:19
- زك 10:12 و 12؛ رؤ 7:1؛ يو 37:19
- راجع أح 29:16
- مز 20:4
- با 63:3 – 38
- راجع رسل 15:2
- راجع رسل 4:2
- رسل 42:10؛ 1بط 5:4
- تك 24:19
- تك 31:32
- راجع تك 18
- راجع خر 3
- تث 15:18، 19؛ أح 29:23؛ رسل 22:3 – 23
- يش 14:5
- راجع 1 صم 3:12 و 5
- مز 1:44
- مز 4:44 – 6، 8
- مثل 22:8 – 25
- مثل 1:9
- أش 1:11، 10؛ روم 12:15
- زك 9:9؛ متى 5:21
- دا 13:7 – 14
- دا 34:2 – 35
- مرا 20:4
- يو 36:3
- راجع خر 38:34؛ 1 مل 8:19
- دا 2:10 – 3
- 1 صم 15:1
- راجع يون 4:3 – 5
- راجع أس 16:4
- راجع يه 6:8
- مز 24:108