كيف أرى إلهي؟
كيف أرى إلهي؟
مقدمة
والآن.. نتقدم خطوة إلى درسنا الثاني وموضوعه هو “الله” ونرجو أن تسمح لي هنا بأن أقتبس فقرة من كتاب “معرفة القدوس” تأليف: أ.و. تورز حيث يقول: “الفكرة الوضعية عن الله التي تكاد أن تسود جميع الناس هي السبب في مئات من الشرور أقل خطراً من مواضع كثيرة.
ونتج عن فقدان الشعور بالجلال والوقار ضياع الرهبة الدينية والإحساس بحضور الله في صمت تعبد وخشوع، ولم تعد المسيحية العصرية تنتج الشخص المسيحي الذي يفهم الحياة بالروح ويعيشها، ولم يعد القول “كفوا واعلموا أني أنا الله“، يعني الكثير للعابد المتكل على ذاته، والذي يعيش في دوامة الحياة في نهاية القرن العشرين.. والسبيل الأوحد لتعويض خسائرنا الروحية هو الرجوع إلى السبب في تضاؤل معرفتنا للقدوس، فإذا ما عرفنا من جديد جلال الله تعالى ساعدنا ذلك كثيراً على إصلاح حالنا.
ومن المستحيل أن نبقى على سلامة تصرفاتنا الأدبية وميولنا الداخلية بينما فكرتنا عن الله فكرة خاطئة أو غير مواتية، فإذا أردنا أن نستعيد القوة الروحية في حياتنا فيجب علينا أن يكون تفكرنا عن الله أقرب ما يكون إلى ذات الله”.
إن كنت تتفق معنا، ومع أ.و.تورز، فهذا الكتيب سيفيدك.
لذا تعالوا معنا نصلي هذه الصلاة:
“أيها الرب الإله القدير، لا رب الفلاسفة والحكماء بل إله الرسل والأنبياء إن الذين لا يعرفونك قد يدعونك بما لا يتفق مع جوهرك. ولذلك فهم لا يعبدونك، بل هم يعبدون مخلوقاً أبدعته تصوراتهم. فأنر بصائرنا لكي نعرفك أنت، فنحب/ك محبة كاملة ونحمدك كما يليق باسم ربنا يسوع المسيح. آمين
كتب أحدهم يقول: “كنت طفلاً صغيراً عندما علمتني أمي كيف أستمتع بمنظر العواطف. وكانت أمي تضع ذراعيها حولي بينما كنا نقف خلف نافذة بيتنا في أمريكا الجنوبية نشاهد الرياح وهي تهز أشجار الموز في حديقة بيتنا. كانت تتفاذقها الرياح تحت ضوء البرق. وبدأ صوت الرعد وكأنه قرع طبول تروي لنا قصة حب الأزهار والعشب للمطر المنعش…
يمكن للناس إما أن يستمتعوا بالعاطفة أو أن يخافوا منها، وذلك يعتمد على ما تعلموه في هذا المجال. ومن المهم أيضاً أن نعرف نوع العاصفة، وهل هي مفيدة أو مدمرة؟!!
كيف يمكنك أن تفهم العاصفة؟
ما هو شكل الريح والمطر والبرق؟
هل يمكنك أن تضع عاصفة في زجاجة؟
بالطبع لا. لكي نفهم العاصفة، لابد أن ندرس مكوناتها: مثال على ذلك، التقاء الهواء البارد بالساخن – ويمكننا أيضاً أن ندرس تأثيراتها وما تفعله للبحر واليابسة. وبطريقة مشابهة، يمكننا أن نقارن الله بعاصفة. فبعض الناس يخافونه والآخرون يحبونه – وذلك اعتمادا على ما أخبروا به عن الله وعلى موقفهم منه. تري ما الذي تعلمناه عن الله منذ نشأتنا!! لا يمكنك أن ترى الله. لكن يمكنك أن تعرف ماذا يعمل.
فالله لا يدركه العقل، لا لأنه مبهم، غامض بحد ذاته، بل على العكس لأنه الحقيقة الساطعة التي ملؤها قدرة العقل على الاستيعاب، فكما أن العين عاجزة عن الشخوص إلى الشمس، لأن نور الشمس يبهرها، هكذا العقل عاجز عن إدراك الله. هذا ما عبر عنه الكتاب المقدس بقوله: “الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يدني منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية. آمين” (1 تيموثاوس 16:6) وقد تعلمنا عن الكتاب المقدس إنه هو المصدر الوحيد الذي يخبرنا عن الله – عن صفاته ومعاملاته مع الجنس البشري.
ويقول أحدهم: “إن الدراسة الصحيحة للجنس البشري هي دراسة الإنسان”. لست معارضاً لهذه الفكرة، بل أعتقد راسخاً بأن الدراسة الصحيحة لمختاري الله تبدأ بالله، والدراسة الصحيحة للمسيحي هي الله – الرأس، وإن أعلى علم وأرفع تأمل وأقوى فلسفة يمكنها أبدأ أن تشغل انتباه أحد أبناء الله هو اسم الإله العظيم وطبيعته وشخصه وأعماله ووجوده – هذا الاله الذي يدعوه المسيحي أباه.
والآن سنمعن النظر في الكتاب المقدس لنكشف القليل من الأمور الكثيرة التي يقولها عن الله وحتى ما تكون مسيرتنا واضحة، يجب أن نعرف أولاً، أن هناك خمس حقائق، أو خمسة مبادئ أساسية تدور حول معرفة الله من شأنها أن تحدد لنا مسرتنا على طول الخط، وهي كالتالي:
1- لقد تكلم الله إلى الإنسان، والكتاب المقدس هو كلمته، وقد أعطيت لنا لتحكمنا للخلاص.
2- الله رب وملك على هذا العالم الذي هو له. وهو يحكم كل الأشياء لمجده، ويظهر كمالاته في كل ما يعمل بغية أن يعبده ويمجدها لإنسان والملاك.
3- الله مخلص وعامل بمحبة عظيمة من خلال الرب يسوع المسيح، لنقذ المؤمنين من ذنب الخطية وقوتها، ولتبناهم وليباركهم تبعاً لذلك.
4- الله مثلث الأقانيم. وفي رأس الألوهة ثلاث أشخاص: الآب والابن والروح القدس. وعمل الخلاص عمل تشترك في إنجازه الأشخاص الثلاثة. فالآب هو منشئ القصد في الفداء، والابن واسطة تأمينه، والروح القدس أداة تنفيذه.
5- التقوى تعني التجاوب مع إعلان الله تجاوباً ملؤه الثقة والطاعة، والإيمان والعبادة، والصلاة والتسبيح، والخضوع والخدمة. والحياة يجب أن ننظر إليها ونعيشها في ضوء كلمة الله، وليس سواه. هذا، ويس سواه، هو الدين الحقيقي.
في ضوء هذه الحقائق العامة والأساسية، سنمضي لنتفحص بالتفصيل ما يظهره لنا الكتاب المقدس عن طبيعة وصفات الله. نحن الآن في موقع المتجولين الذين بعد أن ألقوا نظرة على جبل كبير من بعيد، وداروا حوله، وشاهدوا كيف يهيمن على الأرض التي تمتد على جوانبه، محدداً الملامح الجغرافية حوله، راحوا الآن يقتربون منه مباشرة. بقصد تسلقه والوصول إلى قمته.
وقبل عملية إرتقاء قمة جبلنا، نحتاج أن نقف ونسأل أنفسنا سؤالاً جوهرياً جداً، وهو سؤال يترتب علينا في الواقع مواجهته، كلما وضعنا أقدامنا على أحد طرق دراسة كتاب الله المقدس. السؤال يتعلق بدوافعنا، ومقاصدنا كطلاب. علنا أن نسأل أنفسنا: ما هو هدفي وقصدي النهائي من وراء انشغالي بمعرفة الله؟!!
ماذا أنوي أن أصنع بمعرفتي عن الله بعد حصولي عليها؟!!
إن كنا نسعى للمعرفة، إن كنا نسعى وراءها فقط من أجل الحصول عليها، من شأنه أن يحولنا إلى أناس متكبرين معتدين بأنفسهم، وسننظر إلى غيرنا من أصحاب الأفكار اللاهوتية التي تبدو لنا فظة وغير ملائمة بأنهم نماذج بائسة، الأمر الذي حدا بالرسول بولس إلى التوجه إلى أهل كورنثوس المعتمدين بأنفسهم، بالقول: “العلم ينفخ… فإن كان أحد يظن أنه يعرف شيئاً، فإنه لم يعرف شيئاً بعد كما يجب أن يعرف!” (1 كورنثوس 1:8).
إذاً الانشغال باكتساب المعرفة اللاهوتية كغاية بحد ذاتها، والانكباب على دراسة الكتاب المقدس بدافع ليس أبعد من الرغبة في معرفة كافة الإجابات، هو أقصر طريق للانخداع والاكتفاء الذاتيين. إذاً علينا أن نحفظ قلوبنا من موقف كهذا وأن ندعو الله كي ما يحمينا منه.
هكذا ينبغي أن يكون موقفنا اليوم. فهدفنا من دراسة رأس الألوهة يجب أن ينحصر في معرفة الله نفسه وعلى نحو أفضل. همنا ينبغي أن يتركز في توسيع مجال أمامنا، ليس في مجرد العقيدة الخاصة بصفات الله وحسب، بل بالله الحي صاحب تلك الصفات. وبما أنه هو موضوع دراستنا، وهو معيننا في هذه الدراسة، لذا ينبغي أن يكون هو غاية الدراسة. فعلينا، ونحن ندرس عن الله، أن نسعى لأن ننقاد إلى الله. فالإعلان أعطى من أجل تحقيق هذا الغرض، ولا بد لنا أن نستخدمه في هذا المجال الموضوع له.
ولعل سائل يسأل:
كيف نفعل ذلك؟
كيف نستطيع أن نحول معرفتنا عن الله إلى معرفة الله؟
إن القاعدة التي يجب اتباعها لتحقيق ذلك تتطلب جهداً، لكنها بسيطة. إنها تنطوي على تحويل كل حق نتعلمه عن الله إلى مادة تأمل أمام الله حيث تؤدي إلى صلاة وتسبيح له.
علاقة الله بنا
وقبل أن نتدرج في الحديث عن علاقة الله بنا، دعنا نسأل:
لماذا خلقتنا؟ لنعرف الله.
ما الهدف الذي يجب أن نضعه لحياتنا؟ أن نعرف الله.
ما هي الحياة الأبدية التي يعطيها يسوع؟ معرفة الله “وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفونك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته” (يوحنا 3:17).
ما هو الشيء المفضل في الحياة، الذي يجلب الفرح والهناء والطمأنينة أكثر من أي شيء آخر؟ معرفة الله.
“هكذا قال الرب: لا يفتخرن الحكيم بحكمته ولا يفتخر الجبار بجبروته ولا يفتخر الغني بغناه. بل بهذا يفتخرن المفتخر بأنه يفهم ويعرفني” (ارميا 23:9).
لقد قلنا الكثير جداً من خلال هذه الجمل القصيرة جداً، والتي تبلور أمام أعيينا مدى أهمية معرفة الله. كما أنه من الواضح بادئ ذي بدء أن معرفة الله يه بالضرورة اختبار أكثر تعقيداً من اختبار معرفة إنسان بإنسان آخر. كما أن معرفتي بشخصية جاري هي عمل أكثر تعقيداً من تعرفي ببيت أو بكتاب أو بلغة. فإنه بقدر ما يكون الشيء معقداً بقدر ما تكون معرفته معقدة. إن معرفة الأشياء المجردة كاللغة مثلاً تكتسب بالتعلم، ومعرفة الأشياء الجامدة مثل أهرامات الجيزة تتحقق بالفحص والاستكشاف.
هذه النشاطات مع أنها تتطلب تعباً وجهداً، إلا أنه يسهل وصفها نسبياً. لكن عندما يأتي المرء إلى الأشياء الحية فإن معرفتها عندئذ تصبح أكثر صعوبة وتعقيداً. فالمرء لا يتعرف بكائن حي حق التعرف بمجرد معرفة ماضيه، بل ينبغي عليه أن يعرف ردات فعله وتصرفاته تحت ظروف معينة. فالشخص الذي يقول: أعرف هذا الحصان، يعني ببساطة، ليس فقط أنه قد رآه من قبل، بل كذلك يعرف سلوكه وكيفية التعامل معه.
وهكذا، فمعرفتنا بأي إنسان تتوقف على مدى ما يكشفه هذا الإنسان لنا من جوانب شخصيته المختلفة. وكل ما علينا هو إبداء الرغبة في الاستماع إليه وإشعاره بتعاطفنا القلبي معه.
والآن ماذا يخبرنا الكتاب المقدس..؟!
يخبرنا الكتاب المقدس في (يوحنا 24:4) أن الله روح. ونعرف من المعاجم أن الروح هو العنصر الجوهري الذي يعطي الحياة. وبما أن الله هو الخالق فذلك يعني أنه القوة الخارقة التي تعطي الحياة لجميع المخلوقات. ولأن الله روح فلا يمكن أن يرى ما لم يقرر إظهار نفسه في شكل منظور. فلو لم يأخذ الله مبادرة كشف ذاته للإنسان، لما كان الإيمان به ممكناً ولكنه آخذ أبداً هذه البادرة، إنه يخاطب الإنسان، مظهراً له ذاته، وداعياً إياه إلى مشاركته حياته، وذلك بالوسائل التالية:
1- من خلال آثاره في الخليقة وفي قلب الإنسان.
2- بالوحي الإلهي وتاريخ الخلاص الذي بلغ ذروته بتجسد ابن الله.
تلك هي الطريقة التي يسلكها الله ليأتي إلى ويقرع على باب قلبي، حتى إذا سمعت وفتحت له قلبي (و “القلب” في لغة الكتاب المقدس هو مركز الشخصية، يلتقي فيه القل والشعور والإدارة)، اختبرته بأعماق كياني حضوراً شخصياً يملأني الكون قاطبة، حضوراً لا أمتلكه ولكنني به ومنه وله أحيا. وهذا الإيمان في خاتمه المطاف.
ولقد أظهر الله نفسه بواسطة كلمته. نقرأ في (يوحنا 14:1) أن “الكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملؤاً نعمة وحقاً”.
ولنعود من جديد إلى كلمات السيد المسيح “الله روح”. عندما قال ربنا ذلك كان في نيته أن يحرر المرأة السامرية من الوهم القائل بمكان واحد فقط للسجود، وكأن الله محدود في مكان بطريقة ما. و”الروح” تقابل “الجسد” بمعنى أن فكرة السيد المسيح هي أنه بينما الإنسان، كونه “جسداً”، يمكنه أن يكون في مكان واحد فقط في الوقت الواحد، فإن الله كونه “روحاً، ليس محدوداً. الله ليس مادة، ليس جسداً، وبالتالي لا يحده مكان.
وهكذا، يتابع السيد المسيج القول بأن، الشرط الحقيقي للعبادة المقبولة ليس أن تقف قدماك في أورشليم أو السامرة (راجع يوحنا 19:4-26)، أو أي مكان آخر لتلك الغاية، بل أن يكون قلبك منفتحاً ومتجاوباً مع إعلان “الله روح، والذين يسجدون له، فالبروح والحق ينبغي أن يسجدوا”.
يذهب بعضهم إلى توضيح معنى “روحانية الله” بقولهم إنه “بدون جسد”، أو أعضاء، أو انفعالات. أما أنه “بدون جسد”، فهذا يعني أنه حر من كل المحدودات الظرفية، وهو كلي الحضور، وكون الله “بدون أعضاء” فهذا يعني أن شخصيته وقدراته وخصائصه متكاملة تكاملاً تاماً، بحيث أن شيئاً فيه لا يتغير البتة: “ليس عنده تغيير ولا ظل دوران” (يعقوب 17:1).
وهكذا هو فوق كل المقيدات الزمنية والعوامل الطبيعية، ويبقى إلى الأبد هو هو، أما القول إن الله “بدون انفعالات” فهذا لا يعني أنه بدون شعور (لا يتأثر)، أو أنه خال مما يقابل العواطف والأحاسيس عندنا، إنما من حيث أن الانفعالات البشرية، خاصة المؤلمة، كالخوق والأسى والندم واليأس هي بمعنى من المعاني قابلة للتأثر، ولا إرادية، كونها تثور وتضبط بظروف ليست تحت سيطرتنا، فإن المواقف المقابلة عند الله لها طبيعة الانتقاء المتعمد الإرادي، وبالتالي هي ليست على الإطلاق، من فئة الانفعالات البشرية عينها.
ولقد أعلن الله عن نفسه كونه الآب والابن والروح القدس، أي ثلاثة أقانيم تدعى الثالوث الأقدس وقد أشير إلى هذه الأقانيم الثلاثة في عدة أماكن بالكتاب المقدس منه (متى 19:28) “فإذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.”
إن إحدى أهم الطرق للتعليم أكثر عن الله بدراسة صفاته، فالله صالح وقدوس وعادل وكلي المعرفة وكائن إلى الأبد.
دعنا نتفحص الأعداد التي تذكر هذه الصفات وأيضاً صفات أخرى. نقرأ في (خروج 6:34)
“ونادى الرب إله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء”
وفي (لاويين 44:11) نقرأ:
“إني أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأني أنا قدوس”.
ويمكن أن نرى حقيقة كون الله قادراً على كل شيء في (دانيال 35:4) حيث نقرأ:
“ولا يوجد من يمنع يده أو يقول ماذا تفعل”.
والله يعرف كل شيء (عبرانيين 13:4)
“وليست خليقة غير ظاهرة قدامه بل كل شيء عريان ومكشوف لعين ذلك الذي معه أمرنا”.
وأيضاً في (أيوب 4:9):
“هو حكيم القلب وشديد القوة”. ماذا يعني الكتاب المقدس عندما يدعو الله حكيماً؟ الحكمة في كلمة الله هي صفة أدبية وصفة عقلية. هي أكثر من مجرد الذكاء والمعرفة، وكذلك أكثر من مجرد المهارة أو البراعة. ولكي يكون المرء حكيماً حقاً بحسب المفهوم الكتابي، ينبغي أن يسخر ذكاؤه ومهارته لتحقيق غايات حسنة. والحكمة هي القدرة على رؤية الأهداف وأسماها والنزوع لاختيارها، إضافة إلى أضمن الوسائل لبلوغها.
والحكمة هي في الواقع الجانب العملي للصلاح الأدبي. ومن هذا المنطلق فإن الحكمة لا تتوفر سوى في الله. هو وحده حكيم بالطبيعة وبالكلية وبشكل ثابت.
ونقرأ في رؤيا (يوحنا 6:10) أن الله أبدى إذ أن الملاك “أقسم بالحي إلى أبد الآبدين الذي خلق السماء وما فيهما والأرض ما فيها والبحر وما فيه”.
لكننا نرى أيضاً أنه رحيم ورؤوف، وهو يريد أن يقيم علاقة وثيقة معنا بصفتنا مخلوقاته، إن الأعداد القليلة التي قرأناها والتي تقدم وصفاً مختصراً عن الله، ستساعد على إدراك مدى عظمته وقوته وجبروته من ناحية، ورحمته ورأفته ومحبته من ناحية أخرى.
تمرين للتطبيق
1- اقرأ الشواهد الكتابية التالية (في كتابك المقدس) ثم أكمل الفراغات أدناه:
أ) متى 9:6-11.
يشبه الله بـ…………. محب يوفر احتياجات …………
ب) إشعياء 13:66.
تعزية الله لنا مثل……….تعزى………..
2- اقرأ الآيات المشار إليها ثم أكتب مقابل الشواهد الكتابية لكل منها صفة الله التي تظهرها كل آية، مثل قدوس أو غفور إلى آخره.
أ- 2 ملوك 42:4-44 ………………………………..
ب- تكوين 13:9-17 ………………………………..
ج- 2 أخبار الأيام 13:7-14………………………….
د-خروج 7:3 ……………………………………….
هـ-مزمور 10:97-12………………………………
إن كنت تريد أن تعرف أكثر عن صفات الله، ستجد أن نوعية التمرين الذي أتممته لتوك مفيداً جداً. إختر مزمور آخر، وأثناء قراءتك له دون صفات الله التي تعني لك شيئاً خاصاً.
إن المزمورين 103، 139 يذخران بأوصاف رائعة لله ولعنايته بنا وأيضاً يجب أن نعرف بأن الكتاب المقدس يحدد نقطة أساسية ورئيسية لمعرفة الله وذلك فقط من خلال معرفة يسوع المسيح الذي هو الله نفسه ظاهراً في الجسد “ولم تعرفني … الذي رآني فقد رأى الآب”
“ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي”
(يوحنا 9:14،6). لذا من الأهمية بمكان أن ندرك بجلاء ما تعنيه الكلمة “معرفة” يسوع المسيح.
علاقتنا بالله
تصور الآن أننا سنقابل شخصاً هو أعلى مستوىً منا سواء من حيث المركز الاجتماعي أو الثقافي أو المهارة أو القدرة أو أية ميزة أخرى. فبقدر إحساسنا أننا دونه، بقدر ما نشعر بأنه علينا أن نقوم بواجب الاهتمام به وتقديم الاحترام له وإعطائه فرصة الكلام. (تخيل مثلاً أنك ستقابل رئيس دولتك أو وزير..) لا شك أننا نود أن نتعرف بصاحب هذا المقام الرفيع، السامي، إلا أننا ندرك تماماً أن القرار في هذه المسألة يعود له، وليس لنا.
وإذا التحف برداء الشكليات البروتوكولية في تعامله معنا، فإننا على الأرجح سنصاب بالخيبة، ومع ذلك نحس بعدم قدرتنا على الشكوى، إذ ليس من حقنا المطالبة بصداقته. لكن لنفرض بالمقابل أنه أخذ المبادرة ومنحنا اهتمام مشترك، فدعانا للتعاون معه في مشروع ما وطلب منا التواجد بشكل دائم لتحقيق ذلك التعاون، فإننا ولا شك سنشعر بسعادة وامتياز كبيرين.
وإذا كانت الحياة قبل ذلك الوقت تبدو لنا تافهة وموحشة، فإنها ليست كذلك الآن، إذا أصبحنا في معية رجل عظيم، وأصبح لدينا مادة غنية نستطيع أن نكتب عنها إلى ذوينا، وأًصبح لدينا قضية جديرة بالعيش لأجلها.
كل ما تقدم كان توضيحاً لمعنى معرفة الله. وما أحلى ما قاله الله على فم ارميا النبي: “ليفتخرن المفتخر بأنه يفهم ويعرفني”، لأن معرفة الله هي علاقة تجلب الفرح إلى قلب الإنسان. ذلك لأن الخالق القدير والرب العظيم المهوب الذي أمامه تُحسب الأمم كنقطة في دلو، يتصل بالإنسان ويتحدث إليه من خلال كلمات الكتاب المقدس وتعاليمه. ربما كان ذلك الإنسان ذا إطلاع على الكتاب المقدس والتعليم المسيحي لسنين عديدة من دون أن تعني له شيئاً. إلا أنه في يوم من الأيام يتيقظ لحقيقة أن الله يتكلم إليه – أجل إليه – من خلال الكتاب.
وبينما يصغي إلي ما يقوله الله يجد نفسه يتصاغر كثيراً لأن الله يكلمه عن خطيته وذنبه وضعفه وعماه وحماقته ويدفعه إلى اعتبار نفسه بلا رجاء وبلا حول وبلا قوة، وإذ ذاك يصرخ إلى الله من أجل غفران خطاياه. لكن هذا ليس كل شيء. إذ أنه يكتشف وهو يصغي إلي الله أن الله يفتح له قلبه، ويتصادق معه، ويجعل منه خليلاً له، إنه لأمر صاعق، لكنه واقع، إذ أن العلاقة التي بها يعرف الناس الخطاة الله هي علاقة يقوم الله من خلالها، إذا صح التعبير، بضمهم إلى موظفيه ليكونوا فيما بعد عاملين معه (راجع كورنثوس الأولى 9:3) وأصدقاءه الشخصيين.
إن عمل الله في أخذ يوسف من السجن ليصبح الوزير الأول لفرعون لهو مثال على ما يمكن أن يعمله الله لكل مؤمن.. ينقله من كونه أسير الشيطان، إلى مركز ثقة في خدمة الله، بلحظة تتبدل الحياة. فعلينا إذاً، وعندما نقرأ كلمة الله أن نفتح قلوبنا لتلمس محبته نحونا، بإدخاله إيانا، إلى شركته، فنحبه ومن عمق قلوبنا، وتلك هي أول الوصايا.
وعندما سؤل السيد المسيح في (متى 37:22) عن أية وصية هي العظمى، أجابه قائلاً:
“تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك”
ولكن كيف يمكننا أن نظهر محبتنا لله؟
هناك طرق متنوعة لإظهار محبتنا لله، فعبادتنا وتسبيحنا له يمكن أن يعبر عن محبتنا له ولكن علينا أيضاً أن نظهر له محبتنا بطرق أخرى
حفظ وصايا الرب
“فالآن… ماذا يطلب منك الرب إلهك إلا أن تتقي الرب إلهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك وتحفظ وصايا الرب وفرائضه” (تثنية 12:10-13).
“وأما من حفظ كلمته فحقاً في هذا قد تكلمت محبة الله” (1يوحنا 5:2)
فإن أردنا أن نظهر محبتنا علينا أن نطيع الوصايا التي أعطانا إياها في كلمته وبالطبع لا يمكننا أن نطيع وصاياه بدون الإصغاء إلى كلمته، وقبولها كما يفسرها لنا الروح القدس (الذي هو الله نفسه)، وتطبيقها على الذات.
المشاركة بالعطاء للرب
وتوجد طريقة أخرى نظهر لها محبتنا لله وهي بالعطاء والمشاركة في سد احتياجات الأخرين، نقرأ في (1يوحنا 17:3-18) الآتي: “وأما من كان له معيشة العالم ونظر أخاه محتاجاً وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه. يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق”. كم هذه الكلمات الرقيقة تكشف عن قيمة المحبة العملية والمبنية على العطاء
وأيضاً هناك كلمات السيد المسيح التحذيرية حيث يقول:
“ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده”. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء، فيقهم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار.
ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم، لأني جعت فأطعمتموني، عرياناً فكسوتموني، مريضاً فزرتموني، محبوساً فأتيتم إلى، فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يأرب متى رأيناك جائعاً فأطعمناك، أو عطشاناً فأسقيناك، ومتي رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك. فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم……” (متى 13:25-46) فمن هذه الآيات نرى أن المحبة المبنية على الطاعة والمشاركة هي محبة تحظى بالرضا والتقدير الإلهي.
طلب ملكوت الرب ..
قد أشار يسوع في (لوقا 28:10) أنه إن أحببنا الله أكثر من أي شيء آخر فسنيحا. يظن بعض الناس أن “الحياة الحقيقية” هي الثروة أو النقود أو المركز الاجتماعي. لكن هذه الأشياء في حد ذاتها لن تشبع النفس لأننا خلقنا على صورة الله ولمجده. ولن تجد أرواحنا القناعة الحقيقية إلا فيما هو روحي.
إن الحياة الحقيقية هي في محبة الله، ولقد قال يسوع: “لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم” متى 33:6، فعلا تحصر نفسك في الأمور الثانوية، بل عليك أن تحب الله من كل قلبك.
تمرين للتطبيق
ضع دائرة حول الحرف المقابل للتكملة الصحيحة للقول التالي: –
قبل كل شيء عليك أن تحب
أ-النفوذ لكي تتمكن من الإمساك بزمام حياتك.
ب-الله وتضع هذه المحبة قيد الممارسة العملية.
اقرأ الأعداد التالية وضع دائرة حول تلك التي تخبرك بمسئوليتك الأولى تجاه الله
أ- تثنية 5:6
ب- تثنية 12:10
ج- تثنية 3:13
د- يشوع 5:22
هـ- لوقا 30:12
و- يهوذا 21
الله ثالوث
وأمام محيط واسع وعميق من الإعلانات الإلهية الواضحة عن حقيقة الثالوث نقف الآن. ولكن قبل الكلام عن هذا الحق الجوهري لابد أن تشير إلى حقيقة هامة وهي:
1- وحدانية الله…
وذلك بسرد قليل من الآيات الكثيرة التي في كلمة الله.
“إسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد” (تثنية 4:6)
“إنك قد أريت لتعلم أن الرب هو الإله ليس آخر سواه” (تثنية 35:4)
“…لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا أني أنا هو. قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون” (إشعياء 43:11، 5:45)
“أنت تؤمن أن الله واحد. حسناً تفعل” (يعقوب 19:2)
فهو “الحق” والحق لا ينقسم، والحق في الله مطلق لا حدود له، كلي هو!
وهو “الحياة” والحياة لا تنقسم، فحياة الله مطلقة لا تحد، كلية هي، ودائمة، لا بدء لها ولا نهاية!
وهو “المحبة” والمحبة لا تنقسم، ومحبة الله مطلقة لا يحيط بها فكر، تفيض على كل الخليقة ولا تزال تفيض ولن تنضب أبداً.
وهذه الآيات تعرفنا أن الله واحد، ولكن ترى أي وحدانية تلك إنها؟!!
2- وحدانية الله الجامعة..
لا يقدر مخلوق أن يعرف الله كما هو، وإنما يمكننا أن نعرف بما نميزه عن كل ما سواه، كقولنا: أن الله روح، غير مخلوق، سرمدي، غير متغير في وجوده وقدرته وقداسته وعدله وجودته وحقه، وجميع قوانين الإيمان المسيحي صدرت في عبارات تصرح بهذه الحقيقة.
فالقانون النيقاوي مثلاً: يبدأ بالقول: “نؤمن بإله واحد” ولكن هذه الوحدانية تختلف عما عداها، وذلك في المسيحية فقط، لأنها تؤمن بشخصية الله. أي أنها تؤمن بأن هذا الإله الواحد ليس مجرد قوة أو شيء، بل هو شخص حي عاقل، واجب الوجود بذاته، له مقومات الشخصية في أكمل ما يمكن أن تشتمل عليه هذه المقومات من معان.
وإذا كام من المُسلم به أن الشخصية تقوم دوماً على ثلاثة أركان هي: الفكر والشعور والإدارة، وأن الله هو الشخصية الوحيدة الكاملة إذا قورن بغيره من شخصيات خلائقة، لذلك كان لابد أن نعرف شخصية الله بأنها:
الشخصية الوحيدة الفكر والشعور والإرادة – إذ هو أول كل شيء الإله المدرك لذاته، والمدرك لكل شيء صنعه. وتؤمن المسيحية بأن هذا الإله، الشخص الحي الواحد، ليس جسماً مادياً يمكن أن يرى أو يلمس أو يدرك بالحواس البشرية، فهو كما قال المسيح:
“روح” وهو أيضاً “أبو الأرواح” (عبرانيين 9:12)
بيد أن المسيحي يؤمن بأن وحدانية الله جامعة، أي أن الله ذو ثلاثة أقانيم: الآب والابن والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة واحد ولهم جوهر واحد.
بناء على ما تقدم، إذ قلنا إن الله مثلث الأقانيم وإذا قلنا واحد في الجوهر فهذا ليس معناه، على الأطلاق، أنه هو ثلاثة أو أنه واحد. ليس هو ثلاثة بمعنى العدد، العدد لا علاقة له بالله. لا يستطيع الإنسان أن يعد إلا المحسوسات. الله لا يعد لأن من عده فقد حده.
ومن المعروف أن تعليم وحدانية الله وتمايز الأقانيم أحدها عن الآخر ومساواتها في الجوهر، ونسبة أحدها للآخر، لم يردبه في الكتاب المقدس جملة واحدة بالتصريح به، بل في آيات متفرقة. غير أن جوهر هذه الأمور منصوص عليه من أول الكتاب إلى آخره.
مازلنا نرى أن هذا القول مناف للعقل..!! أليس هذا قولك؟!
ينبغي أن نعرف بأن هذا السؤال، كيف يمكن أن يكون الله واحد وفي نفس الوقت ثلاثة أقانيم؟ وهذا هو ما تعجز عقولنا عن إدراكه، لأنه تعالى ليس واقعاً تحت قياس العقل. إن الله روح، والأعداد هي مبدئياً من خصائص العالم الطبيعي. وعندما يقول البعض، أننا نعبد ثلاثة آلهة، لأنن نقول: “أحدهم الآب وأحدهم اسمه الابن وأحدهم اسمه الروح القدس. ليس هو ثلاثة بمعنى العدد. العدد لا علاقة له بالله. لا يستطيع الإنسان أن يعد إلا المحسوسات.
الله لا يعد لأن من عده فقد حده. إذا أنه يجاب على هؤلاء جميعاً بأنه إذا كان إلهك واحداً وأنت تعده واحداً فهذا كأنك تعده ثلاثة أو أربعة أو خمسة عشر…..الخ لأنك، ومعنى هذا أنك حددته بواحد. الله لا يحد. فمن الخطأ محاولة تصور كائن روحي بالفكر الطبيعي. فالله روح فوق المادة، والاعتراض لا يكون إلا على ما هو مادي. إنه تبارك اسمه، غير مدرك ونحن مدركون، غير محدود ونحن محدودون. لقد سما عن عقولنا سمواً لا نهاية له. وبما أن الله أعلن هذا الحق الجوهري في كلمته فالإيمان يقبله والقلب يفرح به.
إن الكتاب المقدس ملئ بالتعاليم الأخرى التي نؤمن بها مع أننا لا ندرك كنهها. كالتجسد والكفارة وقيامة الموتى وغير ذلك كثيراً جداً، بل أننا في واقعنا المُعاش، كالرياح، والكهرباء، و…. “لأننا نعلم بعض العلم… فإننا الآن في مرآة في لغز…. الآن أعرف بعض المعرفة” (1كورنثوس 9:13-12).
حقاً ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء!
إن الآب هو الله، والأبن هو الله، والروح القدس هو الله. ولكنهم ليسوا ثلاثة ألهة بل إله واحد ورب واحد.
إن كلمة “أقنوم” هي كلمة سريانية تشير إلى كائن حي يقدر أن يقول عن ذاته “أنا” وللأقنوم الآخر “أنت” كما يقال عنه “هو“.
“أنت ابني أنا اليوم ولدتك” (مزمور 7:2، عبرانيين 5:1، 5:5)
“هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” (مت 17:3 أنظر أيضاً يوحنا 16:14،26)
وكلمة أقنوم تشبه كلمة شخص في اللغة العربية مع هذا الفارق وهو أن كلمة شخص تفيد الشخصية المنفصلة المستقلة أما كلمة أقنوم فتفيد التميز بلا استقلال وتفرد بلا انفصال.
تمرين للتطبيق
ضع دائرة على الحرف المقابل للتكملة الصحيحة للقول التالي:
تؤمن المسيحية بأن الله واحد
أ – بمعنى أنه واحد رقمي (أي عددي).
ب – بمعنى أن وحدانية الله جامعة، أي أن الله ذو ثلاثة أقانيم: الآب والابن والروح القدس.
أكمل الفراغات بالكلمات المناسبة مستعيناً بما قرأت:
+ جميع قوانين……….. المسيحي صدرت في عبارات تصرح بهذه ………………… فالقانون……………..يبدأ بالقول: “نؤمن بإله …………..” ولكن هذه ……………… تختلف عما عداها، وذلك في المسيحية فقط، لأنها …………….. بشخصية الله. أي أنها تؤمن بأن هذا ……………. الواحد ليس مجرد قوة أو ………..، بل هو …………….. حي عاقل، واجب الوجود بذاته، له …………. الشخصية في أكمل ما يمكن أن تشتمل عليه هذه المقومات من……………………
+كلمة أقنوم هي كلمة………. تشير إلى………..حي يقدر أن يقول عن ذاته “أنا” وللأقنوم الآخر “أنت” وكلمة أقنوم تشبه كلمة شخص في اللغة ………. مع هذا الفارق، وهو أن كلمة …….. تفيد الشخصية…… المستقلة، أما كلمة أقنوم تفيد……… مع عدم الانفصال
لاهوت الابن
بقف الباحث في العقائد المسيحية أمام عدد من القضايا الخطيرة، وفي مقدمتها اعتقاد المسيحين أن يسوع المسيح الذي ولد من مريم العذراء هو ابن الله. أو الله الابن.
قد يصعب على الكثيرين أن يقبلوا هذ الاعتقاد، إلا أن الصعوبة لا تضير المسيحية في كونها عقيدة وحدانية صحيحة، بدليل إيمان المسيحين بما جاء في الكتب المقدسة، كقول الله:
“هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه، رب الجنود: أنا هو الأول والآخر ولا إله غيري” إشعياء 6:44
“لأنه يوجد إله ووسيط واحد بين الله والناس، الأنسان يسوع المسيح” 1 تيموثاوس 2:5 “فأجابه يسوع: إن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا واحد” مرقس 29:12
ولكن المسيحية تؤمن بوجود إله أزلي، يعلن نفسه بأنه أب وإبن وروح قدس، ليس لوجوده بداية ولا نهاية، فقد كان دائماً، ويكون دائماً، وسوف يكون دائماً وفقاً لما هو مكتوب:
“فقال لموسى أهيه الذي أهيه وهكذا تقول لبني إسرائيل: أهيه أرسلني إليكم” (خروج 14:3)
“أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية، يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي” (رؤيا 8:1)
ويؤكد لنا قانون الإيمان أن الابن “مساو للآب في الجوهر” أي أن له الطبيعة الإلهية نفسها التي لله الآب. وكما أن الابن في دنيا البشر يأخذ عن أبيه الإنسان طبيعته الإنسانية، هكذا ابن الله يستمد من الآب طبيعته الإلهية، وكما أن النور الصادر من الشمس له طبيعة الشمس نفسها التي هي نور، هكذا الأبن الصدار من الآب (وهذا معنى كلمة “مولود”) له طبيعة الآب عينها: “نور من نور، إله حق من إله حق”. وينتج من ذلك أن الصفات الإلهية التي للآب كالأولية والقدرة على كل شيء والمعرفة التامة والقداسة الكاملة، هذه الصفات كلها هي للابن أيضاً.
الابن صادر عن الآب ولكنه “مولود غير مخلوق” فالمخلوق يخرج من العدم إلى الوجود بإرادة الله، ولكن ابن الله يصدر من صميم الله الآب نفسه. لذلك فإن هوة تفصل الخالق والمخلوق. أما ابن الله والله فهما على الصعيد نفسه لأنهما يشتركان كلاهما في الطبيعة الإلهية الواحدة.
البشر يدعون أبناء الله فقط من أجل محبة الله لهم واعتنائه بهم. هذه المحبة تجتاز الهوة التي بين الخالق والمخلوق ولكنها لا تزيلها. أما يسوع المسيح فهو ابن الله بطبيعته أي أنه بحد ذاته في وحدة كاملة مع الآب ولذلك دعي “ابن إله الوحيد” أي أن وحدة ابن الله بالمعنى الكامل لهذه العبارة، بينما نحن لا ندعى أبناء الله إلا لأن محبة الله تتبنانا رغم الهوة السحيقة بطبيعة الله وطبيعتنا المخلوقة.
والمخلوق يبدأ في الزمن أي أنه يكون غير موجود من قبل ثم في لحظة معينة من الزمن يظهر في الوجود. لذلك يكون الابن البشري في البدء دون أبيه لأن أباه سبقه في الوجود واكتسب بنموه ما لم يكتسبه الابن بعد. أما ابن الله فلم يكن هناك زمن لم يكن موجوداً فيه، النور صادر من الشمس ولكن لا شمس بدون نور، هكذا الابن إذاً ملازم لوجود الآب كما أن وجود النور ملازم لوجود الشمس ووجود الفكر ملازم لوجود العقل.
وكما أن الآب ابتداء له أي أزلي لأنه أصل كل شيء ولا أصل له، كذلك الابن أزلي مثله: “مولود من الآب قبل كل الدهور”
ودعنا الآن نستعرض الإعلانات الواردة في الكتاب المقدس عن أبوة الله للمسيح:
1- ابن الله .. أطلق الاسم “ابن الله” على المسيح أربعين مرة، عدا اتصال كثيراً بالضمير مثل “ابنه” و”إبن” ويظهر هذا اللقب الإلهي واضحاً عن المسيح كما جاء قول الإنجيل.
“من أجل هذا كان اليهود أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أن الله أبوه، معادلاً نفسه بالله” (يوحنا 18:5)
2- الابن الوحيد .. “الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر” (يوحنا 18:1) ورد لقب “الابن الوحيد” خمس مرات، وهذا يدل على أن زعم البعض أن يسوع المسيح إبن الله، بذات المعنى الذي به زعم غير صحيح. أنظر قوله له المجد:
“فإذ كان له ابن واحد حبيب إليه، أرسله أيضاً إليهم أخيراً قائلاً: إنهم يهابون ابني” (مرقس 6:12)
3- ابن العلى .. قال الرب لمريم العذراء: “ها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلى يدعى” (لوقا 31:1، 32)
4- الابن الحبيب .. فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وإذا السماوات انفتحت له، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه. وصوت من السماوات قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” (متى 16:3، 17)
5- أبي .. قال المسيح في أحد أمثاله: “أنا الكرمة وأبي الكرام” (يوحنا 1:15)
“خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية. ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي. أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي” (يوحنا 27:10-29)
6-الآب والابن .. قال يسوع في حديثه إلى الجماهير: “كل شيء قد دفع إلى من أبي. ليس أحداً يعرف الابن إلى الآب، ولا أحد يعرف الآب إلى الابن، ومن أراد الابن أن يعلن له، تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” (متي 27:11، 28)
حين نتأمل هذا الإعلان بعمق يتضح لنا أنه ليس لإنسان عادي، ولا لرسول، ولا الملاك من السماء، ولا لرئيس ملائكة، أن يدرك سر المسيح الذي لقبه إشعياء النبي “بالعجيب” وهذا يعني صراحة أن طبيعة المسيح غير محدودة بحيث لا يقدر أحد أن يدركها غير الآب نفسه.
ومما لا شك فيه أن هذا الإعلان المجيد جداً يعلمنا أن من وظيفة المسيح باعتبار وحدته الأزلية مع الآب، أن يعلن لنا في شخصه هذا قال الفيلسوف الفرنسي باسكال: “إن الله المستعلين في المسيح إله يقترب إليه الإنسان في غير كبرياء، ويتضع أمامه في غير يأس أو إهدار للكرامة. وفي يسوع المسيح لا نعرف الله فقط، بل نعرف أنفسنا أيضاً، وبدونه لا نعرف ما هي حياتنا، ولا ما هو موتنا، ولا من هو الله ولا ما هي أنفسنا”.
والحق إن شهادة المسيح لنفسه ما كانت لتقوم لولا أنه إله وليس مجرد إنسان، لأن الله وحده الذي يشهد عن نفسه. أما كون المسيح إلهاً، فهذا واضح.
تمرين للتطبيق
اقرأ الشواهد التالية وأكتب ما تعلنه لنا:
أ- متي 27:11، 28
ب- متى 16:3 ،17
ج- مرقس 6:12
د- يوحنا 27:10-29
لاهوت الروح القدس
لما كانت تسمية أقانيم الثالوث الأقدس من الأسرار الإلهية التي لا تستطيع عقولنا القاصرة إدراكها، وجب أن نحصر كلامنا فيما يعلنه لنا كتاب الله عنها. وعلى ما نرى أنه سمى بالروح القدس، ليس لأن بين الأقنومين الآخرين تمييزاً في روحانية الجوهر (لأنهم متساوون في ذلك) بل إشارة إلى عمله غير المنظور، وهو إنارة أرواحنا وإرشادها وتقديسها. ولذلك سُمى أيضاً روح القداسة وروح الحق، وروح الحكمة، وروح السلام، وروح المحبة، لأنه ينشئ كل ذلك فينا ولفظة “القس” تميزه عن جميع الأرواح المخلوقة.
أولاً: ماذا في العهد القديم عن الروح القدس؟
سُمى فيه بالروح، والروح القدس، وروح الله، وروح الرب، وروح قدس الله. وأضيف إلى ضمير الجلالة في التكلم والخطابة والغيبة. فقال الله: روحي، قبل له: روحك، قيل فيه: روحه. ومما نسب إليه من الأعمال.
1- الخلق .. كقول موسى: “وروح الله يرف على وجه المياه” (تكوين 2:1) إشارة إلى اشتراك الروح المبارك في خلق الكائنات، وكقول اليهود: “روح صنعني ونسمة القدير أحيتني” (أيوب 4:23)
2- التعلم .. قال نحميا: “وأعطيك روحك الصالح لتعليمهم، ولم تمنع منك عن أفواههم” (تكوين 2:1)
3- الحزن .. قال اشعياء: “ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه” (إشعياء 10:63)
4- الإدانة .. “فقال الرب: لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد لزيغانه” (تكوين 3:6)
5- الوحي .. قال زكريا النبي: “فكلمني ملاك الرب: هذه كلمة الرب إلى زربابل لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود” (زكريا 6:4)
6- العناية .. “ترسل روحك فتجدد الأرض” (مزمور 30:104)
إذاً روح الله الذي يرف على وجه المياه، ودان في الإنسان قبل الطوفان، وحزن بسبب تمرد الشعب، وألهم الأنبياء ليس مجرد قوة إلهية، بل شخص إلهي ويتضح من كل ما قيل في العهد القديم عن الروح القدس أنه أقنوم ممتاز، غير أنه لم يتضح لكنيسة ذلك العهد أنه الأقنوم الثالث من اللاهوت كما إنجلي لكنيسة العهد الجديد.
نعم إن الله في ثلاثة أقانيم، في جوهر منذ الأزل، غير أن معرفة ذلك أعلنت للبشر بالتدريج.
ثانياً : ماذا قيل في العهد الجديد عن الروح القدس؟
الكلام عن الروح القدس في العهد الجديد كثير وصريح، غير أنه أقل من الكلام عن المسيح ومن أسباب ذلك أن المسيح بما أنه الله ظهر في الجسد حسب المواعيد والنبوات والرموز الكثير، وقدم نفسه كفارة عنا لأجل تبريرنا وخلاصنا، لزم إطالة الكلام عنه في ما عمله لإثبات لاهوته، وبيان أن تلك المواعيد والنبوات قد تمت به، وإيضاح فوائد فدائية. وأما الروح القدس، فبما أنه روح وعمله فينا روحي. جاء الكلام عنه وافياً بالمقصود وصريح العبارة، وإن كان أقل من الكلام عن المسيح. ومن أسماء الروح القدس في العهد الجديد:
روح الله، روح المسيح، وروح الرب، وروح القدس، وروح الله القدوس، وروح الموعد، وروح الحياة، وروح النعمة، وروح الحق، وروح المجد، والمعزي، والمرشد، وروح النصح.
وكل هذه الأسماء، وكل ما قيل في عمله يدل على أقنوميته ومجده الإلهي، وبذا فهو ليس “جبريل” كما زعم – أو اعتقد – البعض.
ومما يدل على أقنوميته هو استعمال الضمائر المختصة بالذات العاقلة له في اللغة اليونانية التي كتب بها العهد الجديد أصلاً. فيما يلي التي تثبت أقنومية الروح القدس.
1-هو الله. “فقال بطرس: يا حنانيا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس؟ أنت لم تكذب على الناس بل على الله” (أعمال 3:5، 4)
2-يتكلم. “لذلك كما يقول الروح القدس: اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم” (عبرانيين 7:3، 8)
3-يعين للخدمة. “وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهم إليه” (أعمال 2:13)
4-يشهد للمسيح. “قال له المجد: “ومتي جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي” (يوحنا 26:15).
5-يرشد المؤمنين. “وأما جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق” (يوحنا 13:16).
6-عالم بكل شيء. “فأعلنه الله لنا بروحه، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله” (1كورنثوس 10:2).
7-يعلم. “وأما المعزى الروح القدس الذي سيرسله الآب بإسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم” (يوحنا 26:14).
8-يحيي. “وإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكناً فيكم، فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائته أيضاً” (رومية 11:8)
9-يبكت العالم. “ومتى جاء ذلك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة” (يوحنا 8:16)
10-يعطي المواهب للمؤمنين. “فإنه لواحد يعطي بالروح كلام لآخر كلام علم بحسب الروح الواحد. ولآخر إيمان بالروح الواحد. ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات، ولآخر نبوة، ولأخر تمييز الأرواح. ولآخر أنواع ألسنة ولأخر ترجمة ألسنة. ولكن هذه كلها يعلمها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء” (1كورنثوس 8:12-11)
11-يزيد المؤمنين رجاء. “وليملأكم إله كل سرور وسلام في الإيمان لتزدادوا في رجاء بقوة الروح القدس” (رومية 13:15)
لنتوقف الآن قليلاً ونتأمل فيما قلنا مذكرين قلوبنا وأذهاننا بأنه من المهم أن نحول كل ما درسناه عن الله إلى معرفة الله ذاته. وقد كانت طلبة السيد المسيح من الآب لنا:
“أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته” (يوحنا 3:17)
وبروح متأملة ندون النقاط التالية:
أولاً: إن معرفة الله هي مسألة “تعامل شخصي”، شأنها كل تعارف مع الكائنات الشخصية. إن معرفة الله هي أكثر من المعرفة عن الله، إنها مسألة تعاملك مع الله على قدر ما يكشف عن ذاته لك، وتعامله معك على قدر ما تسمح له إن المعرفة عن الله ضرورية كخطوة أولي نحو الثقة به.
“كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به” (رومية 14:10). إلا أن معرفتنا العقلية عن الله ليست بالضرورة مقياساً لمعرفتنا الروحية العميقة به. لو كانت معرفة الله مسألة نظريات لكان من الواضح أن علماء الكتاب المقدس هم الذين يعرفون الله أكثر من أي شخص آخر. لكن الأمر ليس كذلك.
يمكنك أن تحمل في ذهنك كل الأفكار والنظريات الصحيحة من دون أن تذوق في قلبك طعم الحقائق التي تشير إليها تلك الأفكار والنظريات، بينما قارئ عادي للكتاب المقدس، ومستمع بسيط للمواعظ، ممتلئ من الروح القدس، يقدر أن ينمي في نفسه تعارفاً مع إلهه ومخلصه أعمق بكثير مما يفعل أهل العلم الذين يكتفون بصحة عقائدهم اللاهوتية.
السبب في ذلك هو أن هذا الأخير يريد أن يعيش الحق الإلهي بصورة عملية تطبيقية أما أولئك فلا.
ثانياً: إن معرفة الله هي مسألة “احتواء كلي ذاتي” بالفكر والإرادة والشعور، بغير ذلك لا يمكن أن تكون علاقة شخصية كاملة. أن معرفة الشخص الآخر تستلزم الانخراط في شركته وعمله والاستعداد للاتحاد مع اهتماماته. بدون ذلك تبقي العلاقة سطحية ولا طعم لها ويقول المرنم في المزمور 8:34 “ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب”.
ثالثاً: إن معرفة الله هي مسألة نعمة، إنها علاقة فيها يأخذ الله من الأول إلى الآخر زمام المبادرة – كيف لا، والله المتعالي جداً ونحن الآثمة الخطاة قد خسرنا كل حق لاسترضائه. لسنا نحن الذين نصادق الله، بل هو الذي يصادقنا، ويقربنا إليه لنعرفه معلنا في محبته لنا. يعبر بولس الرسول عن هذه الفكرة عندما يكتب إلى أهل غلاطية فيقول “وأما الآن إذ عرفتم الله بل بالحري عُرفتم من الله” (غلاطية 9:4)
فالأمر العام والذي له الأولوية هو ليس أني أعرف الله بل أنه هو يعرفني… ندعو الله أن تكون هذه المعرفة النظرية التي قدمانا من خلال هذه الدراسة تكون سبب معرفة عملية لك مع الله الذي يحبك..آمين
الأن. أنت قد اتممت الدرس الثاني وموضوعه “الله” ولعلك أدركت الآن بعض المعرفة لموضوع هام جداً لحياتنا الروحية، وما قدمناه ما هو إلا القليل القليل، ولكن هذ هو إيماننا.