ما معنى كلمة بارقليط ؟ ومن هو البارقليط؟
تعني كلمة “ البارقليط ” (ad-vocatus) باللُغة اليونانية، الشخص الذي نستدعيه إلى نجدتنا. إنّه بلُغة اليوم “المُحامي” المُستدعى إلى جانب المُتهم لكي يُدافع عن قضيّته ويصِل بها إلى ملء النجاح.
الروح القُدُس الذي أرسله إلينا الإبن هو البَارقليط. “هو في العمل منذ خلق العالم، وقديماً “نَطَقَ بالأنبياء“، وهو الآن إلى جانب التلاميذ وفيهم، لكي يُعلِّمهم ويُرشدهم “إلى الحقيقة كلّها“(يو16\13)“(التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، فقرة 243).
وهو”البارقليط الآخر“، لأنّه “أُقنومٌ إلهيّ آخر بالنسبة إلى يسوع والآب“(المرجع ذاته)، وهو سيَحِلُ محلَّ يسوع الذي صعد إلى السّماء، فيُتابع إنجاز رسالته الخلاصية، فيُعلِّم الحقّ، ويذكّر بكلام الإنجيل، ويُوحي بالإستقامة، ويُشَجّع على أعمال البرّ، ويُثَبّت في الإيمان والرّجاء، ويُدافع عن الخطأة ويشفع بهم أمام الله الآب.
وهذا البارقليط هو أيضاً المُعَزّي. المعنى المُعطى للتعزية هُنا هو عمل الله وخطته الموضوعة لخلاص الإنسان عبر تحريره من الخطيئة. وهذا العزاء يُحقّقه الروح بواسطة كلمة الله:”هذه تَعزيتي في بؤسي، إنَّ قَولَك يُحييني”(مز119\50)، يقول صاحب المزمور. نُلاحظ هُنا الصِلَة القويّة بين التعزية والكلمة: إنَّ تَعزيتي هي كلمة، وليست أيّة كلمة بل قَولك، أي كلامك الذي يَرُدُّ لي الحياة من جديد. إذاً، يُعزّينا الروح القدس بكلام الإنجيل الذي ينتشلنا من موتنا الروحيّ ويَهب لنا الحياة الأبدية.
يستخدم القديس بولس كلمة التعزية نفسها في تسالونيكي الأولى ويُعطيها معاني ومُرادفات مُختلفة توضح معناها بقوة: وَعظ، تَشجيع، حَثّ على السلوك الحَسن، وعلى تشجيع صغار النفوس.