كم كان عمر شاول الملك حين ملك؟ كم هى الفترة التي ملك فيها شاول ؟
كم كان عمر شاول الملك حين ملك؟ كم هى الفترة التي ملك فيها شاول ؟
كم كان عمر شاول الملك حين ملك؟ كم هى الفترة التي ملك فيها شاول ؟
المقدمة:
طلب مِني أحد الأصدقاء بشَكل ضِمني أن أرد على موضوع له يظنه ” بحثاً “!، بل ويضع رهانه فيه حيث أنه قد اسماه بنفسه ” حينما يعجز علم النقد الكتابي ويظل الملك رضيعا “فهو يقول أن ” علم النقد الكتابي ” قد عجز! بل وان بهذا العجز ظل الملك رضيعاً، فعلى الفور ووفقاً لما يدعيه هذا الصديق عن نفسه ضمنياً أنه ” متخصص ” في العهد القديم وبالتحديد في لغته الأصلية العبرية فظننت للوهلة الأولى أن الموضوع قوي لدرجة انه يُعجز نقاد النص العبري بحيث يُطلق هذا التصريح في عنوان موضوعه ويقول ” حينما يعجز “!
ولكن سرعان ما عرفت اني كنت على خطأ في ما ظننته بشأن قوة الموضوع في قراءتي الأولى له، ولكن المشكلة أني مازلت اعتقد أن صديقي لم يخدعني عندما إدعى انه ” متخصص ” في العهد القديم ودراساته، فعاودت القراءة مرة أخرى عسى ان أكون مخطيء في المرة الأولى واصحح خطأي في المَرّة الثانية واجد الصعوبة التي يتحدث عنها صديقي ال” متخصص ” وبالتالي أعجز كما عجز علم النقد الكتابي وبالتالي يظل الملك رضيعاً، ولا أخفيكم سراً، ظللت أقرأ وأقرأ وأقرأ وإلى الآن وأنا أقرأ وأطلب منكم ان تدعوا لي بأن أجد هذه الصعوبة التي ستعجز مولكا في هذا الزمن!
الموضوع بكل بساطة، ابسط من البساطة ببساطة!، فالموضوع أو إذا جاز ان نُسميه ” شبهة ” يتكلم عن النص الوارد في إفتتاحية الأصحاح الثالث عشر من سفر صموئيل النبي الأول والذي فيه نجد بحسب ترجمة الفانديك ” كَانَ شَاوُلُ ابْنَ سَنَةٍ فِي مُلْكِهِ، وَمَلَكَ سَنَتَيْنِ عَلَى إِسْرَائِيلَ ” ويسأل من يعتبر هذا النص به مشكلة ويقول كيف يملك ملك وهو عمره سنة؟ وكيف يملك هذا الملك – الذي كان عمره سنة – سنتين؟، فإنه معروف عن شاول انه أنجب يوناثان وكان في صراع مع داؤود الشاب وكان وكان وكان.. إلخ فهل كان يفعل هذا وهو من عمر سنة واحدة إلى ثلاثة سنوات؟!
هذا باختصار كل الموضوع، فكما ترون أن كل المشكلة هى مشكلة تفسيرية لا علاقة لها بالنقد الكتابي وهو ما ستجدون المشكك نفسه يؤكده في ثنايا ” بحث ” ه حيث أكّد أن المشكلة ليست نصية ومع هذا تجده يعطي بحثه عنوانا لامعاً بإسم يحتوي على” النقد الكتابي ” بل والأغرب أنك تجده يؤكد ثبوت النص بصورة تدعوا للغرابة في أن بعد هذا التأكيد يسمي بحثه بإسم يحتوي على النقد الكتابي!
فإن كان النص ثابت ولا مشكلة نصية فيه، حتى من تكلم في اي افتراض نصي كان يتكلم فيه بدافع صعوبة تفسيره للنص المقدس وليس لمشكلة نصية في حد ذاتها، بل والأدهى والأشد غرابة أنكم ستجدوا أن صديقي بنفسه قد حشد بعض الأدلة ضده، سواء كان في الجانب النصي أو الجانب التفسيري، وقد التفت للجانب النصي بقدر ما ولم يلتفت للجانب التفسيري البتّة.
وفوق كل هذا يقول أن هذه المشاكل هى من ” أكبر المشاكل النقدية في العهد القديم “!، باختصار، وبدون إطالة، صديقي كما يقولون بالمصري ” عامل من الحبة قبة “، فهو نسج موضوعاً من لا شيء ولا يحتاج لكل هذا التضخيم منه بل يحتاج إلى دراسة بسيطة.
بدأ صديقي في موضوعه بأن عرض علينا التراجم ليُهوّل من الموضوع، وهذا خطأ صريح في بداية موضوعه ومن المفترض أنه لا يقع فيه من يدعي أنه على علم بالعهد القديم ونقد نصوصه، فعلم النقد الكتابي (الأدنى) يبحث في الوصول إلى النص الأصلي وفقاً لأدوات نقدية متوفرة لديه ووفقاً لأُسس وقواعد وضعها علماء هذا العلم، ومنها يبحثون في أصالة النص الأصلي من عدمه، هل رأيتم أني في السطور الثلاثة السابقة تكلمت عن الوصول إلى نص الترجمات، أعتقد لا!
فعلم النقد النصي للعهد القديم أو حتى للجديد أو حتى بشكل عام يبحث في أصالة النصوص الأصلية للوثيقة محل الدراسة (اي عمل أدبي)، وأعطيكم مثال بسيط من هدف النقد النصي للنصوص العهد الجديد، فهم يبحثون في أصالة الحروف والكلمات والجمل والأجزاء اليونانية بسبب أن العهد الجديد كُتب باليونانية ويحاولون أن يعودوا للنص المكتوب من الكاتب الأصلي (الأول) لهذا السفر، فلن تجدهم يبحثون في ترجمة كين جيمس أو خلافها، والسبب بسيط، أنها ليست أصلاً وإنما، مُجرد ترجمة، فلماذا يتركون الأصل ويبحثون في الترجمة؟!
فأن كانوا قد تأكدوا أن الأصل ثابت بل ولا شبهة فيه فلماذا الإدعاء بأنه به مشكلة تُعد من ” أكبر المشاكل النقدية للعهد القديم “؟!، باختصار، هذا ما فعله صديقنا، أنه بدأ موضوعه بالترجمات وهذا أول خطأ إرتكبه في الموضوع والهدف منه معروف وواضح وهو تشتيت القاريء عن فحوى بحثه الذي يتلخص في السؤالين الذين وضعتهما كعنوان لهذا البحث في الصفحة الأولى، والهدف الثاني هو لا يعجبه ان يخرج بحثه عبارة عن أسئلة فقط، فكيف يكون باحث إذن؟!
كان يجب عليه أن يبدأ بالنصوص العبرية جميعها وإن وَجدَ فيها مُشكلة فيبدأ في العودة إلى أساليب نقد النصوص العبرية للعهد القديم، لا العكس، ولكن للأسف هذا ما فعله.
أولاً: هل يصح أن يكون شاول كان عمره بالتمام هو سنة فقط حين ملك؟!
صراحة من يقرأ الإثنى عشر أصحاحاً قبل هذا الأصحاح أو حتى بعده سيجد ان كاتب السفر يعرف جيداً ويؤكد تماماً أن شاول كان أكبر من هذا العمر (سنة) بكثير، فهو يعرف أنه أكبر من عمر عام واحد ومع ذلك يكتب انه كان إبن عام عندما ملك، وللتأكيد نقرأ كلام الكتاب المقدس:
(1 صموئيل 9، 10):
1 وكان رجل من بنيامين اسمه قيس بن ابيئيل بن صرور بن بكورة بن افيح ابن رجل بنياميني جبار بأس.
2 وكان له ابن اسمه شاول شاب وحسن ولم يكن رجل في بني اسرائيل احسن منه. من كتفه فما فوق كان اطول من كل الشعب.
3 فضلّت اتن قيس ابي شاول. فقال قيس لشاول ابنه خذ معك واحدا من الغلمان وقم اذهب فتش على الاتن.
4 فعبر في جبل افرايم ثم عبر في ارض شليشة فلم يجدها. ثم عبرا في ارض شعليم فلم توجد. ثم عبرا في ارض بنيامين فلم يجداها.
5 ولما دخلا ارض صوف قال شاول لغلامه الذي معه تعال نرجع لئلا يترك ابي الاتن ويهتم بنا.
6 فقال له هوذا رجل الله في هذه المدينة والرجل مكرّم. كل ما يقوله يصير. لنذهب الآن الى هناك لعله يخبرنا عن طريقنا التي نسلك فيها.
7 فقال شاول للغلام هوذا نذهب فماذا نقدم للرجل. لان الخبز قد نفذ من اوعيتنا وليس من هدية نقدمها لرجل الله. ماذا معنا.
8 فعاد الغلام واجاب شاول وقال هوذا يوجد بيدي ربع شاقل فضة فاعطيه لرجل الله فيخبرنا عن طريقنا.
9 سابقا في اسرائيل هكذا كان يقول الرجل عند ذهابه ليسأل الله. هلم نذهب الى الرائي. لان النبي اليوم كان يدعى سابقا الرائي.
10 فقال شاول لغلامه كلامك حسن. هلم نذهب. فذهبا الى المدينة التي فيها رجل الله
11 وفيما هما صاعدان في مطلع المدينة صادفا فتيات خارجات لاستقاء الماء. فقالا لهنّ أهنا الرائي.
12 فاجبنهما وقلن نعم. هوذا هو امامكما. اسرعا الآن. لانه جاء اليوم الى المدينة لانه اليوم ذبيحة للشعب على المرتفعة.
13 عند دخولكما المدينة للوقت تجدانه قبل صعوده الى المرتفعة لياكل. لان الشعب لا ياكل حتى يأتي لانه يبارك الذبيحة. بعد ذلك يأكل المدعوون. فالآن اصعدا لانكما في مثل اليوم تجدانه.
14 فصعدا الى المدينة. وفيما هما آتيان في وسط المدينة اذا بصموئيل خارج للقائهما ليصعد الى المرتفعة
15 والرب كشف اذن صموئيل قبل مجيء شاول بيوم قائلا
16 غدا في مثل الآن ارسل اليك رجلا من ارض بنيامين. فامسحه رئيسا لشعبي اسرائيل فيخلص شعبي من يد الفلسطينيين لاني نظرت الى شعبي لان صراخهم قد جاء اليّ.
17 فلما رأى صموئيل شاول اجابه الرب هوذا الرجل الذي كلمتك عنه. هذا يضبط شعبي.
18 فتقدم شاول الى صموئيل في وسط الباب وقال اطلب اليك اخبرني اين بيت الرائي.
19 فاجاب صموئيل شاول وقال انا الرائي. اصعدا امامي الى المرتفعة فتاكلا معي اليوم ثم اطلقك صباحا واخبرك بكل ما في قلبك.
20 وأما الاتن الضّالة لك منذ ثلاثة ايام فلا تضع قلبك عليها لانها قد وجدت. ولمن كل شهي اسرائيل. أليس لك ولكل بيت ابيك.
21 فاجاب شاول وقال أما انا بنياميني من اصغر اسباط اسرائيل وعشيرتي اصغر كل عشائر اسباط بنيامين. فلماذا تكلمني بمثل هذا الكلام.
22 فاخذ صموئيل شاول وغلامه وادخلهما الى المنسك واعطاهما مكانا في راس المدعوين وهم نحو ثلاثين رجلا.
23 وقال صموئيل للطباخ هات النصيب الذي اعطيتك اياه الذي قلت لك عنه ضعه عندك
24 فرفع الطباخ الساق مع ما عليها وجعلها امام شاول. فقال هوذا ما أبقي. ضعه امامك وكل. لانه الى هذا الميعاد محفوظ لك من حين قلت دعوت الشعب. فاكل شاول مع صموئيل في ذلك اليوم
25 ولما نزلوا من المرتفعة الى المدينة تكلم مع شاول على السطح.
26 وبكروا وكان عند طلوع الفجر ان صموئيل دعا شاول عن السطح قائلا قم فاصرفك فقام شاول وخرجا كلاهما هو وصموئيل الى خارج.
27 وفيما هما نازلان بطرف المدينة قال صموئيل لشاول قل للغلام ان يعبر قدامنا. فعبر. وأما انت فقف الآن فاسمعك كلام الله
1 فاخذ صموئيل قنينة الدهن وصبّ على راسه وقبّله وقال أليس لان الرب قد مسحك على ميراثه رئيسا.
2 في ذهابك اليوم من عندي تصادف رجلين عند قبر راحيل في تخم بنيامين في صلصح فيقولان لك قد وجدت الاتن التي ذهبت تفتش عليها وهوذا ابوك قد ترك امر الاتن واهتم بكما قائلا ماذا اصنع لابني.
3 وتعدو من هناك ذاهبا حتى تأتي الى بلوطة تابور فيصادفك هناك ثلاثة رجال صاعدون الى الله الى بيت ايل واحد حامل ثلاثة جداء وواحد حامل ثلاثة ارغفة خبز وواحد حامل زق خمر.
4 فيسلمون عليك ويعطونك رغيفي خبز فتأخذ من يدهم.
5 بعد ذلك تأتي الى جبعة الله حيث انصاب الفلسطينيين ويكون عند مجيئك الى هناك الى المدينة انك تصادف زمرة من الانبياء نازلين من المرتفعة وامامهم رباب ودف وناي وعود وهم يتنبأون.
6 فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول الى رجل آخر.
7 واذا أتت هذه الآيات عليك فافعل ما وجدته يدك لان الله معك.
8 وتنزل قدامي الى الجلجال وهوذا انا انزل اليك لاصعد محرقات واذبح ذبائح سلامة. سبعة ايام تلبث حتى آتي اليك واعلمك ماذا تفعل
9 وكان عندما ادار كتفه لكي يذهب من عند صموئيل ان الله اعطاه قلبا آخر. وأتت جميع هذه الآيات في ذلك اليوم.
10 ولما جاءوا الى هناك الى جبعة اذا بزمرة من الانبياء لقيته فحل عليه روح الله فتنبأ في وسطهم.
11 ولما رآه جميع الذين عرفوه منذ امس وما قبله انه يتنبّأ مع الانبياء قال الشعب الواحد لصاحبه ماذا صار لابن قيس. اشاول ايضا بين الانبياء.
12 فاجاب رجل من هناك وقال ومن هو ابوهم. ولذلك ذهب مثلا أشاول ايضا بين الانبياء.
13 ولما انتهى من التنبي جاء الى المرتفعة.
14 فقال عم شاول له ولغلامه الى اين ذهبتما. فقال لكي نفتش على الاتن. ولما رأينا انها لم توجد جئنا الى صموئيل.
15 فقال عم شاول اخبرني ماذا قال لكما صموئيل.
16 فقال شاول لعمه. اخبرنا بان الاتن قد وجدت. ولكنه لم يخبره بامر المملكة الذي تكلم به صموئيل
17 واستدعى صموئيل الشعب الى الرب الى المصفاة.
18 وقال لبني اسرائيل هكذا يقول الرب اله اسرائيل. اني اصعدت اسرائيل من مصر وانقذتكم من يد المصريين ومن يد جميع الممالك التي ضايقتكم.
19 وانتم قد رفضتم اليوم الهكم الذي هو مخلّصكم من جميع الذين يسيئون اليكم ويضايقونكم وقلتم له بل تجعل علينا ملكا. فالآن امثلوا امام الرب حسب اسباطكم والوفكم.
20 فقدم صموئيل جميع اسباط اسرائيل فاخذ سبط بنيامين.
21 ثم قدم سبط بنيامين حسب عشائره فأخذت عشيرة مطري وأخذ شاول بن قيس. ففتشوا عليه فلم يوجد.
22 فسألوا ايضا من الرب هل يأتي الرجل ايضا الى هنا. فقال الرب هوذا قد اختبأ بين الامتعة.
23 فركضوا واخذوه من هناك فوقف بين الشعب فكان اطول من كل الشعب من كتفه فما فوق.
24 فقال صموئيل لجميع الشعب أرأيتم الذي اختاره الرب انه ليس مثله في جميع الشعب. فهتف كل الشعب وقالوا ليحي الملك.
25 فكلم صموئيل الشعب بقضاء المملكة وكتبه في السفر ووضعه امام الرب. ثم اطلق صموئيل جميع الشعب كل واحد الى بيته.
26 وشاول ايضا ذهب الى بيته الى جبعة وذهب معه الجماعة التي مسّ الله قلبها.
27 وأما بنو بليعال فقالوا كيف يخلّصنا هذا. فاحتقروه ولم يقدموا له هدية. فكان كاصمّ
ووليس هذا فقط بل أن في نفس الأصحاح الذي يعترض عليه المعترض، وفي الآية التالية مباشرة للآية محل الإعتراض، تصرخ بأعلى صوت أن كاتب السفر يعرف ويؤكد أن شاول ليس عمرة سنة بل شابا كبيراً، فنجد مثلاً:
2 واختار شاول لنفسه ثلاثة آلاف من اسرائيل فكان الفان مع شاول في مخماس وفي جبل بيت ايل والف كان مع يوناثان في جبعة بنيامين. وأما بقية الشعب فارسلهم كل واحد الى خيمته.
3 وضرب يوناثان نصب الفلسطينيين الذي في جبع. فسمع الفلسطينيون. وضرب شاول بالبوق في جميع الارض قائلا ليسمع العبرانيون.
فهل هذه التعبيرات تقال على طفل رضيع عمره عام واحد؟!، تقريباً لا يوجد ولا تعبير واحد في كل هذه الأصحاحات يعبر هذا العمر، فلا أعرف كيف يقول صديقي أن الكاتب يقصد ان عمر الملك في هذه الفترة هو عام واحد فقط ككل بالرغم من كل هذه التأكيدات التي تصرح بأنه أكبر من هذا بكثير؟!
ثانياً: التحقيق النصي
كان يمكنني أن لا أرد على هذا الجزء من الأساس، وأقوم فقط بوضع كلامه هو بنفسه بثبوت النص ” ابن سنة ” وأنتهي من هذا الجزء وارد على ما يبقى من ” بحث “ه، ولكن لأجل القارئ نضع هذا الكلام برغم عدم وجود أهمية له من حيث التحقيق النصي للأصل العبري ولغرض آخر في نفس يعقوب سنعرفه خلال البحث وربما أشير إليه وربما أتركهُ كإختبار ذكاء.
النص الماسوري: בן־שׁנה שׁאול במלכו ושׁתי שׁנים מלך על־ישׂראל׃
نص مخطوطة أليبو (حلب): בן שנה שאול במלכו ושתי שנים מלך על ישראל׃
نص مخطوطة ليننجراد: בן שנה שאול במלכו ושתי שנים מלך על ישראל׃
نسخة BHSالنقدية: בֶּן־שָׁנָ֖ה שָׁא֣וּל בְּמָלְכ֑וֹ וּשְׁתֵּ֣י שָׁנִ֔ים מָלַ֖ךְ עַל־יִשְׂרָאֵֽל׃
ترجوم يوناثان: כְבַר שְנָא דְלֵית בֵיה חֹובִין שָאוּל כַד מְלַך וְתַרתֵין שְנִין מְלַך עַל יִשרָאֵל ׃، ولنا عودة!
النسخة السبعينية بحسب لوسيانوس: بها نفس القراءة ” υἱὸς ἐνιαυτοῦ Σαουλ”.
ترجمة سيماخوس اليونانية: بها نفس القراءة ” υἱὸς ὡς ἐνιαύσιος “.ولنا عودة!
الترجمة اللاتينية للقديس جيروم ” الفولجات “: filius unius anni Saul cum regnare.
وبعد هذا، ما هى المشكلة النصية (أكرر، النصية) في هذا الجزء لكي يذهب صديقنا إلى التحقق النصي بل إلى التراجم؟!
جدير بالذكر أن الترجمة السبعينية قد سقط منها هذا النص كاملاً وأن ثلاث مخطوطات متأخرة فقط منها قد جاء بها الرقم 30 عاما[1]، ويوجد في مخطوطة واحدة لها قراءة ” ابن سنة ” ولكن هذا لا يهم هذا من الأساس فثبوت النص العبري لا يجعلنا نتجه بعيداً عنه للتحقيق في أصالة نص معين.
ملحوظة صغيرة لصديقي: لا يوجد هنا داعي لتفعيل قاعدة القراءة الأصعب لان النص لا يحتوي على قراءات في الأصل العبري لكي ندخل النص في التحقيق النصي فضلاً على تطبيق قاعدة كهذه توحي لغير الدارس أن هناك إختلاف نصي هائل هنا حتى نلجأ إلى القواعد المُتَبعة، فعندما يكون هناك إختلاف كبير في القراءات بين المخطوطات للغة الأصلية للوثيقة نتجة إلى التراجم ومن ثم الإقتباسات ونبدأ في إعمال القواعد المعروفة في علم النقد الأدنى (النصي)، وأما في حالتنا هذه فلا وجود لمثل هذه الأشياء لكي نقفز الى قاعدة القراءة الأصعب!
وكلمة أخيرة، نظرية القراءة الأصعب تقول فيما معناه ” ان القراءة التي من المحتمل أن تربك الناسخ وتسبب له مشكلة بحيث يتجه هو إلى تصحيحها أو الى تخفيفها أو تفسيرها هى القراءة الأصلية ” وفي حالتنا هذه ستجد أن القراءة التي ينطبق عليها هذا الكلام هى قراءة ” سنة ” بشكل حرفي وبالتالي وفقاً لكلامك فلابد أن تجد مخطوطات عبرية كثيرة وتراجم أكثر بها إختلاف ” نصي ” في كلمة ” سنة ” بسبب أنها القراءة الأصعب وهو عكس الواقع الموجود أمامنا والذي شهدت أنت له بنفسك.
فكيف تقول ” والطبيعي جداً أن تحذف هذه القراءة من الترجمات، أي حتى بقاعدة القراءة الأصعب التي وضعها علماء النقد سنجد أن قراءة سنة هي الأقدم لأنها القراءة الأصعب “؟!
فلو كان تطبيقها هنا صحيحاً لكان من الواجب حذفها من النصوص العبرية أولاً ثم الترجومات والسبعينية ثانياً لأنها تسبب صعوبة فهذه القاعدة تُطبق في حالة وجود فوراق نصية وهذا ما لم يوجد هنا فالتطبيق الديناميكي للقواعد دون حسبان شيء لا ينبغي أن يقع فيه من يدسون مبادئ النقد الكتابي، وأما في حالة الترجمات – وليس الأصل – فهذا طبيعي، حيث أن الترجمات تختلف في نوعيتها فليست كلها تنقل النص فقط بل هناك ترجمات تفسيرية وترجمات ديناميكية وترجمات حرفية وترجمات تجمع بين الكل أو البعض فهذا طبيعي.. إلخ.
ما هو الحل؟ متى ملك شاول؟
هذا السؤال أقوله أنا بلسان حال المعترض المسلم والسائل المسيحي وكل من يبحث عن الحق بحقٍ، فيقول المعترض كيف يكون ملك عمره عام واحد فقط؟ أهذا يُعقل؟!، قبل أن نجب على السؤال البسيط، يجب التنبيه إلى اننا أشرنا انه في نفس الأصحاح وفي نفس السفر، ان كاتب السفر يؤكد ويصرخ معترفاً أنه يعرف ان الملك شاول كان متقدماً في العُمر عن العام أي انه لم ينسى بل وأكّد كثيراً وبتعبيرات صريحة مثل طوله الذي فاق طول الشعب من الكتف فما فوق.
إذن ما الحل؟، الحل نجده عندما نعود إلى الكتاب المقدس نفسه فهو كتاب الله الذي يرد على السؤال، فلو عدنا إلى قصة إختيار صموئيل النبي بمشورة الله لشاول بن قيس وبالتحديد عندما صب صموئيل النبي قنينة الدهن على شاول:
1 فاخذ صموئيل قنينة الدهن وصبّ على راسه وقبّله وقال أليس لان الرب قد مسحك على ميراثه رئيسا.
2 في ذهابك اليوم من عندي تصادف رجلين عند قبر راحيل في تخم بنيامين في صلصح فيقولان لك قد وجدت الاتن التي ذهبت تفتش عليها وهوذا ابوك قد ترك امر الاتن واهتم بكما قائلا ماذا اصنع لابني.
3 وتعدو من هناك ذاهبا حتى تأتي الى بلوطة تابور فيصادفك هناك ثلاثة رجال صاعدون الى الله الى بيت ايل واحد حامل ثلاثة جداء وواحد حامل ثلاثة ارغفة خبز وواحد حامل زق خمر.
4 فيسلمون عليك ويعطونك رغيفي خبز فتأخذ من يدهم.
5 بعد ذلك تأتي الى جبعة الله حيث انصاب الفلسطينيين ويكون عند مجيئك الى هناك الى المدينة انك تصادف زمرة من الانبياء نازلين من المرتفعة وامامهم رباب ودف وناي وعود وهم يتنبأون.
6 فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول الى رجل آخر.
7 واذا أتت هذه الآيات عليك فافعل ما وجدته يدك لان الله معك.
8 وتنزل قدامي الى الجلجال وهوذا انا انزل اليك لاصعد محرقات واذبح ذبائح سلامة. سبعة ايام تلبث حتى آتي اليك واعلمك ماذا تفعل
9 وكان عندما ادار كتفه لكي يذهب من عند صموئيل ان الله اعطاه قلبا آخر. وأتت جميع هذه الآيات في ذلك اليوم.
نجد هنا أن الكتاب المقدس قد ذكر أن شاول قد تم مسحه بالدهن المقدس من صموئيل ولكنه هنا في ذلك الوقت لم يملك مباشرة بل عاد إلى ابيه ثم عاد وحارب العمونيين وكل هذا قبل الأصحاح الثالث عشر ثم لما جاء الأصحاح الثالث عشر تم ذكر أنه كان ابن سنة حين ملك، فهل وضح الجواب ام مازال غامضاً؟ الجواب، ان شاول عندما تم مسحه بالدهن فقد أصبح الملك الرسمي، تماما كما حدث مع داؤد من بعده، حيث تم مسحه هو ايضاً ولكنه استلم العرش فعليا بعدها بفترة.
إذن هنا شاول قد ملك مرتان، أول مرة حين تم مسحه بالدهن المقدس وثاني مرة حين ملك فعلياً بعد هذه المعركة مع المونيين حيث ان قبل هذه المعركة كان الشعب يستهزيء به ويتقولون عليه ولكن عندما حارب وفاز وحرك قوى الشعب ضد العمونيين فقد جمَّعّهُم في ” رجُل واحد ” كما قال الكتاب المقدس، فهنا اعترف الشعب كله بشرعيته ضمنياً وقبلوه ملكاً ولهذا أخر الكتاب المقدس ذكره ملكاً إلى ان تمت هذه الحادثة، هذه واحدة.
وأما الثانية، فالكتاب المقدس قد أكّد وقال في أكثر من مرة عن شاول أنه ” تتحول الى رجل آخر ” وأيضاً أن ” الله اعطاه قلبا آخر ” فنلاحظ هنا أنه أكّد على انه ” آخر ” ومن هنا نعرف أن شاول عندما حل عليه روح الرب وتنبأ واصبح بين الأنبياء كما قال عنه من رأووه، فهذا اللفظ أي آخر، يعطينا إشارة ببدء العد من جديد ولكن أي عد؟ هل عد سني عمره؟
بالطبع لا، فعمره لم يحدث له شيء بل عمره الروحي أي حياته تحت اختيار الله وتحت سلطة الله الكاملة فهنا بدأ العد مُنذُ أن مسحه النبي صموئيل فإنه اصبح إنسان جديد، ولهذا فإن عمره الآن هو سنه سواء كانت ملكياً (أي انه بقى لمدة سنة منذ مسحه بالدهن إلى اسلامه السلطة فعلياً) أو كان روحياً (أي انه أصبح إنسان جديد بحسب أمر الله يتحرك ويخرج ويحارب ويتحكم فيه الله تحكم كامل).
أي بإختصار شاول أصبح ملكاً فعلياً بعدما أصبح ملكاً بالمسح بالدهن بعام واحد فأصبح إبن عام واحد في المُلك، ولهذا شواهد كثيرة وقوية، فمثلا نجد أن ترجوم يوناثان ” כְבַר שְנָא דְלֵית בֵיה חֹובִין שָאוּל כַד מְלַך וְתַרתֵין שְנִין מְלַך עַל יִשרָאֵל׃ ” والتي تعني ” as a child a year old, in whom are no sins, was Saul when he became king ” [2]، أي ” كإبن سنة ” والتي لم يفهم صديقنا المعنى وراء هذا التشبيه بل إعتبره انه – أي الترجوم – قال هذا لاستحالة أن يكون المعنى هو انه ابن سنة للعقلاء! فحتى عندما وُجدَ الدليل لم يلحظ صديقنا السبب وراء هذا المعنى!
والديل الثاني هو ترجمة سيماخوس اليونانية فالترجمة قالت ” υἱὸς ὡς ἐνιαύσιος ” والتي تعني ” كإبن سنة ” فإنها قد وضعت أيضا ” ك ” للتشبية، وهذا الحرف بمفرده هو كفيل بتوضيح كل ما إستعصى على فهم البعض فإنه قد نسب هذه الفترة للمجاز وهذه هى الحقيقة حيث أنها فترة ليست للعمل الحقيقي بل للعمر الملكي قبل الملك الرسمي ومنذ ان اصبح إنسانا جديداً.
يقول متى هنري:
Saul was very weak and impolitic, and did not order his affairs with discretion. Saul was the son of one year (so the first words are in the original), a phrase which we make to signify the date of his reign, but ordinarily it signifies the date of one’s birth, and therefore some understand it figuratively—he was as innocent and good as a child of a year old; so the Chaldee paraphrase: he was without fault, like the son of a year.
But, if we admit a figurative sense, it may as well intimate that he was ignorant and imprudent, and as unfit for business as a child of a year old: and the subsequent particulars make this more accordant with his character than the former. But we take it rather, as our own translation has it, Saul reigned one year, and nothing happened that was considerable, it was a year of no action; but in his second year he did as follows:-1. he chose a band of 3000 men, of whom he himself commanded 2000, and his son Jonathan 1000,[3]
وينقل لنا هنري سيمث شهادات آباء مبكرين وعلماء يهود لأخذ نفس المعنى أي المعنى المجازي نظراً لملكه بعد ملكه الأول ونظراً لتغيره في الطباع فيقول:
The earliest endeavour to give the words a sense seems to be recorded in T(الترجوم): Saul was innocent as a child a year old when he began to reign. This is followed by Theod.(ثيؤدوريت، اب كنسي من القرن الخامس) , and the earlier Rabbinical tradition, including the spurious Jerome in the Questiones. Isaaki thinks it possible to render in the first year of Saul’s reign … he chose. RLbG. supposes that a year had passed since his first anointing.[4] [5]
ويقول جون والتون:
Clearly, Saul could not have been literally a year old when he began to reign. Perhaps the number is to be understood differently—for instance, it may have been a year since Saul’s anointing, when he was “changed into a different person” (see comment on 10:6); perhaps the two-year reign refers to the time elapsed between Saul’s inauguration and his definitive rejection by God in 1 Samuel 15:23, 28.[6]
إذن فالآباء والعلماء قد قالوا نفس ما قلناه وهو الصحيح والبسيط، وجدير بالذكر هنا أن في العصور السالفة لم يكن الكتاب المقدس مُقسم إلى أصحاحات وآيات للسفر الواحد بل كان يُقرأ تباعاً للسفر الواحد، أي أن هذه الآية (1 صموئيل 13: 1) كانت تُقرأ مباشرة بعد الأصحاح الثاني عشر الذي يسبقه[7].[8]، ومما يؤكد هذا التفسير أيضاً أن العمر ” سنة ” هو عمر الذي يرمز ألى الشيء الخاص بالله، بمعنى أنه شيء مقدس للرب أو شيء خاص بالرب.
فنجد مثلاً أن الرب عندما كلّم موسى وهرون عن شروط الخروف فقال لهم عنه ” تكون لكم شاة صحيحة ذكرا ابن سنة ” (خروج 12: 5) وهنا نجد أنه قد إرتبط العمر ” سنة ” مع أن تكون الشاة صحيحة، أي ليس بها عيب أو مرض لأنها سيكون ذبيحة، وليس هذا فقط بل نجد أن الرب قد أكد على هذا الأمر في الكتاب المقدس أكثر من مرة ” وتقرّبون مع الخبز سبعة خراف صحيحة حولية ” (لاويين 23: 18) وأيضاً ” وتقرّبون محرقة وقودا رائحة سرور للرب ثورا واحدا وكبشا واحدا وسبعة خراف حوليّة صحيحة ” (العدد 29: 36)، فتعبير ” بن سنة ” يأتي للإشارة للصلاح، كما يقول ديفيد تسُميورا:
The phrase ben-šānāh means “a year old” (e.g., Lev. 23:18; Num. 29:36; etc.) and usually denotes the age of a sacrificial animal. Since no numeral “one” is used here, it may mean either “a year old” or a certain age.[9]
وبهذا يكون قد أجبنا على السؤال الأول وهو الخاص بعمر شاول الملك حين ملك وأوضحنا ما معنى قول الكتاب ” بن سنة “.
كم عام ملك شاول الملك؟
في الحقيقة إن أردنا إجابة مباشرة صريحة على هذا السؤال فاننا سوف نذهب إلى، سفر أعمال الرُسل (13: 21) حيث جاء فيه ” ومن ثم طلبوا ملكا فاعطاهم الله شاول بن قيس رجلا من سبط بنيامين اربعين سنة “، إذن فما هو الداعي لسفر صموئيل الأول أن يقول انه ملك سنتين؟! وهل هذا العمر معقول أو حتى يستطيع ان قاريء للعهد القديم ولو لأول مرة – بشرط قراءة السفر – أن يمر من على هذه القراءة ولا يكن قد لاحظ هذا العمر القصير لملكه؟!
في الحقيقة، الجواب هو، لا، الجواب سهل وصريح ولا يحتاج لكل هذا العناء من صديقنا في نسج خيوظ وركام في شبهة أبسط من البساطة ببساطة!، وينبغي قبل أن نُقدم الجواب أن نتذكر أنه في النصف الأول من الآية كانت الفترة التي تم التعبير عنها ب ” سنة ” هى الفترة منذ ان اختار الرب شاول وتم مسحه بالدهن المقدس وصار ملكا أمام الله واعطاه قلبا آخر فصار رجلا آخر،و الآن الجواب هو، السنتان هما الفترة التي قضاها شاول بهذا القلب الآخر وكإنسان آخر جديد في المملكة، ينفذ فيها تعليمات الرب ولا يحيد عنها، حتى فعل الشرور أمام الرب فرفضه الرب.
وقبل أن نؤكد كلامنا نوضح أيضاً أن بعد رفض الله له وإرشاد صموئيل إلى داؤد النبي ليدهنه بالدهن المقدس، لم يترك شاول الحكم بل إستمر واستمر وجرى بينه وبين داؤد ما نعرفه عنهما والمذكور في الكتاب المقدس حيث كان شاول يريد أن يقتل داؤد، فهذه الفترة (السنتان) هما الفترة بعدما تولى الملك شاول المُلك رسمياً وقبل أن يرفضه الرب ويختار داؤد برغم أنه أكمل بعدها كثيراً في حين أن داؤد كان هو الملك الشرعي أمام الله ولكنه لم يُنَصّب رسمياً إلا بعد فترة كبيرة، ونبدأ في التوثيق، قال الكتاب المقدس ان شاول تولى الحكم رسمياً في الأصحاح الثالث عشر، فتعالوا بنا لنعرف اين تركه،
الأصحاح الخامس عشر كله ونأخذ منه تحديداً:
يقول الرب: 11 ندمت على اني قد جعلت شاول ملكا لانه رجع من ورائي ولم يقم كلامي. فاغتاظ صموئيل وصرخ الى الرب الليل كله.
يقول صموئيل لشاول: 23 لان التمرد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم. لانك رفضت كلام الرب رفضك من الملك
28 فقال له صموئيل يمزّق الرب مملكة اسرائيل عنك اليوم ويعطيها لصاحبك الذي هو خير منك.
ومن الأصحاح السادس عشر نجد الكلام الحرفي:
1 فقال الرب لصموئيل حتى متى تنوح على شاول وانا قد رفضته عن ان يملك على اسرائيل. املأ قرنك دهنا وتعال ارسلك الى يسّى البيتلحمي لاني قد رأيت لي في بنيه ملكا.
14 وذهب روح الرب من عند شاول وبغته روح رديء من قبل الرب.
إذن فقط تركه روح الرب منذ هذا اليوم واصبح ليس الملك في حكم الرب وبالتالي فلم تحُسب له الفترة التالية لهذه مهما كَبُرت وبالتالي فهو قد ملك سنتين، ربما يتساءل البعض ويقول، إذن كيف يقول سفر أعمال ارسل أنه ملك 40 عاما؟
والجواب بسيط، حيث أنه قد ملك سنتان كملك شرعي من الرب وبه روح الرب ويعمل اعمال الرب إلى ان تركه روح الرب وبعدها اطمل الباقي من ال 40 عاماً أي ال 38 عاماً كملك رسمي ولكن ليس شرعي لأن داؤد كان لم يملك بعد، ونبدأ في عرض الأدلة.
In any case, the first clause would seem to speak of his age at his accession and not his length of reign. Some scholars believe that the “two years” should stand alone in the text indicating the length of Saul’s reign from his anointing until David’s anointing. A more likely view is that after he had reigned two years the Philistine war broke out again. Whatever the solution, it is obvious that the reference in Acts 13:21 to a 40-year reign for Saul is based on information with which Paul was familiar. Future manuscript discoveries and textual criticism may eventually provide the original reading of the text.[10]
The two NIV footnotes to v.1 summarize the text-critical reasons for the numbers the NIV restores there. The reference to Saul’s having ruled “forty years” (Acts 13:21) is strengthened by the notation in Josephus (Antiq. VI, 378 [xiv.9]) to the effect that he ruled “eighteen years while Samuel was alive, and two [and twenty] years after his death.” Other attempts to solve the problem of the lacunae are numerous, and none is more certain than any other.
In light of the above discussion, however, all attempts based on the supposed integrity of the present Hebrew text are doomed to failure (cf. the suggestion of Edward A. Niederhiser to the effect that Saul spent one year exercising his kingship and two years being officially anointed king: “One More Proposal for 1 Samuel 13:1,” Hebrew Studies 20 [1979]: 44–46).[11]
ومن هذا نعرف ان هذه الفترة أي السنتان هي الفترة الملكية لحكم شاول كملك به روح الله ويحكم بأوامر ونواهيه، ومنذ أن خالفه لم يتم حساب ما جاء بعد هذه الفترة في العهد القديم حيث أن التركيز هنا كان على زمن الخطية كأول ملك على اسرائيل ولكن بعدما جاء المسيح ورفع الخطية في العهد الجديد فتم ذكر العمر كاملاً بدون النظر إلى زمن الخطية كما ذكرنا في سفر أعمال الرسل.
شهادة المؤرخ اليهودي يوسيفوس:
في هذا الجزء نستكمل الحديث عن الجزء الثاني من الآية، وهو الخاص بالفترة التي ملكها شاول على اسرائيل، وكما قلنا أنه لدينا شهادة مباشرة من الكتاب المقدس في سفر اعمال الرسل تقول بأن شاول مَلكَ لمدة أربعين عاما، وهنا نقول أن هناك شهادة اخرى هى من المؤرخ اليهودي يوسيفوس بأن شاول قد ملك أربعون عاماً[12] أيضاً ومن هنا يجب أن نتأكد انه بالفعل قد ملك أربعون عاماً، كتابيا، وتاريخياً، فما المشكلة؟
المشكلة أن المؤرخ اليهودي يوسيفوس قد قال في مكان آخر أن شاول قد ملك لمدة عشرين عاماً[13]، فكيف هذا؟!، قال الصديق انه تناقض! والحقيقة أنه لو كان دقق في النص الموجود أمامه لن يقول هذا بل أقصى ما يمكن قوله انه مجرد ” إختلاف ” وليس تناقض، وهذا الإختلاف يمكن تفسيره بوضع النصوص وقراءتها قراءة متأنية بفهمٍ، فنجد هذا المؤرخ قد قال في البداية:
To this his sad end did Saul come, according to the prophecy of Samuel, because he disobeyed the commands of God about the Amalekites, and on the account of his destroying the family of Ahimelech, the high priest, with Ahimelech himself, and the city of the high priests. Now Saul, when he had reigned eighteen years while Samuel was alive, and after his death two [and twenty], ended his life in this manner.
وقال أيضاً:
And after this manner have the kings of David’s race ended their lives, being in number twenty-one, until, the last king, who all together reigned five hundred and fourteen years, and six months, and ten days: of whom Saul, who was their first king, retained the government twenty years, though he was not of the same tribe with the rest.
وتحديداً نريد التركيز على ما هو مميز باللون المختلف فنجد أن المؤرخ لم يقل أن فترة حكم شاول أربعون سنة بِذِكر كلمة ” أربعون ” بل قام بتفصيل هذه ال ” أربعون ” إلى ” 18 عام في حياة صموئيل ” ثم ” عامان بعد موته ” ثم ” عشرون ” فنجده هنا قد قسّمَ هذه الفترة وبالتأكيد كان هذا لسببٍ ما وليس بالكيف!، ومن هنا يمكن أن يكون أن العشرون الأولى والتي هى 18 + 2 لها دلالة تاريخية لم يذكرها هو ولكنه يعرفها لأنه بعد السنتين ذكر العشرين عاماً ولم يقل إثنان وعشرون عاماً دفعة واحدة بل قد فصّل أول عشرون عاما إلى 18 في حياة صموئيل وإثنان بعد مماته.
أي أنه جعل عام إنتقال صموئيل النبي هو المحور الذي حدد على أساسه عمر شاول في الملك،و انا شخصياً أُفسر هذه التقسيمة كالآتي، 18 عاماً كملك في حياة صموئيل، 2 هما الفترة بين موت صموئيل وبين ذهاب شاول إلى العرّافة وظهور صموئيل له (بحسب يوسيفوس)، 20 بين هذا الحدث وبين موت شاول الفعلي، وأعود وأقول، هذا مجرد إقتراح وحل لهذا الإختلاف في الرقمين وليس ضرورياً أن يكون صحيح ولكنه من المستحيل أن يكون متناقضاً في كلامه بسبب هذا التفصيل.
السبب الآخر المؤيد لهذه النظرية هو انه في الشهادة الثانية له قال ” retained the government twenty years ” أي فيما معناه أنه بقى في الحكم (وليس المُلك) عشرون عاماً، وأقول أن شهادة يوسيفوس لا ثقل لها هنا لأن الكتاب المقدس قد كفّى ووفى، فلا نحتاج هنا إلى دليل خارجي رغم أنه أيّدَ شهادة الكتاب المقدس..
إيضاحات ختامية:
في هذا الجزء سنناقش الإعتراضات والإفتراضات ونرد عليها، في البداية نناقش إختلاف التراجم نفسها، فالحقيقة هنا أن هذا الإختلاف ليس نابع من اي مشكلة في النص الأصلي العبري بل في صعوبة تفسيريّة وجدها العلماء بشأن أحداث تاريخية وهى عمر شاول حين ملك والزمن الذي قضاه شاول في المملكة كملك، فنجدهم انهم قد وضعوا في بعض التراجم الرقم 30 وفي البعض الرقم 40 وفي البعض 42 وفي بعض آخر تركوا مكانهم فارغ وابدلوه بالنقط كهذا “……. ” ولكن كل هذا نابع عن صعوبة تفسير وجدوها هُم في فهم النصوص المقدسة واقول هذا على البعض فهناك علماء قد عرفوا الحل فعلاً كما أوضحنا.
والحقيقة ان كل هذه الإفتراضات خاطئة بسبب عدم وجود ما يدعمها البتة فلا دليل نصي عبري يقول بمثل هذه الأرقام أو حتى الفراغات، وعلى الجانب الآخر فالقاريء في كتب التفاسير العالمية سيجد العلماء إفترضوا على الأكثر أن النص العبري حدث به سقط للرقمين وهذا ما هو إلا فرض لا يستند الى اي دليل سواء كان قوي أو ضعيف بل هو دليل فكري فقط فهذا الإفتراضات كلها لا تعدوا كونها ” إفتراضات ” وليس أكثر فعلى كثرتها فلا قيمة لها هنا لأنها مجرد إفتراضات ولا تستند على دليل واحد عبري، اتكلم هنا بشأن الشق النصي، وأما عن الشق التفسيري في الترجمة.
فمعروف للقاصي والداني أن هناك أنواع من التراجم، فمنها التراجم التي تهتم بالحرف أكثر من المعنى ومنها ما تهتم بالمعنى اكثر من الحرف ومنها ما تهتم بكلاهما معاً فجميعهم ليسوا أصلاً بل مجرد ترجمة قد تصاب بالضعفات البشرية فالترجمات هى عمل بشري هذا بالإضافة الى نوع الترجمة، فمثلاً لا نخطيء الترجمات التي قالت 30 أو التي قالت 40 على عمر شاول حين ملك فكلاهم تراجم تفسر المعنى واي منهم يمكن ان يكون صحيحاً فيمكن ان يكون عمر شاول حين ملك 30 ويمكن ان يكون 40 ولا مشكلة فهنا الترجمة تشرح عمر شاول ولا تنقل النص حرفياً حيث انه مذكور في بعض التفاسير التي اقتبست النص الذي هو مخالف للنص العبري في هذه الأرقام.
قد ذكرت ان الأصل العبري ليس كذلك وقامت بذكر الأصل العبري وشرحت ان هذه مجرد تفسيرات وليس أكثر، وعليه فان التفسيرات قد كثرت منهم بسبب التخمينات التي لا دليل تستند عليها، ولذا فكلها بلا قيمة هنا.
يقول:
في الحقيقة إذا غضضنا النظر عن المعنى فإن كل دارس لعلم النقد الكتابي سيرجح معي القراءة التي تقول سنة. حيث أنها قراءة الأصل العبري وبعض مخطوطات السبعينية وكذلك النسخة المنقحة عن السبعينية التي أعدها لوسيان في القرن الرابع وكذلك قراءة الترجوم وكذلك التلمود وكذلك ترجمة سيماخوس والفولجاتا اللاتينية وإن كانوا (الترجوم، التلمود، سيماخوس، الفولجاتا) قد حولوا المعنى إلى تشبيه لحال شاول عندما ملك بحال الطفل الذي ليس له معصية، وبهذا يظل الملك رضيعاً ويصبح المعنى غير مقبول أو معقول، ويعجز علم النقد الكتابي عن الوصول إلى كلام الله الأصلي.
الرد:
في البداية نقول لصديقنا، لا داعي لغض النظر عن المعنى فهات ما عندك بل هات أقوى ما عندك وتأكد من نهايته فالمسيحيية تستطيع ان ترد على أي شيء خاطيء ضدها فأعطنا أقوى ما لديك صديقنا، وأما عن ما قلته في أمر القراءة فهو لم يكن له فائدة من ادراجه لإن القراءة أثبت من الصخر! (بماذا تذكرك هذه الجملة؟)، وأما عن تعليقك بشأن الترجوم والتلمود وسيماخوس والفولجاتا فمن العجيب أن تعترض على الحل بدون أن تراه! وأما عن غير معقول أو غير مقبول فلم تخبرنا عن سبب هذا العدم!
يقول:
قلنا من قبل أن النص بأكمله غير موجود في أكثر المخطوطات اليونانية، لكن المخطوطات التي تحتوي على هذا الجزء تقول سنتين، فهل ترجمت هذه النصوص من نفس المخطوطة التي فيها فقد الرقم؟!! طبعاً شيء غير معقول أو متصور. وهذا يدل على أن المشكلة قديمة جداً ربما يكون قدمها من قدم كتابة النص لأول مرة.
الرد:
بالطبع هذا الكلام هو الشرح التطبيقي ل ” الخيال ” فهو ضرب للخيال ” كتابة النص لأول مرة ” بالخيال ” نفس المخطوطة التي فيها فقد الرقم “، فصديقنا يعتقد أن قراءة سنتين بها مشكلة نصية فذهب للبحث عن من ترجم مِن مَن ومتى! ولكن حتى في هذا فالمنطق ضعيف جداً وأوهن من خيوط العنكبوت!، فسواء كانت السبعينية تقول في هذا الجزء ” سنتين ” أو لا تقول فلا مشكلة أصلاً كي تقول ” طبعاً شيء غير معقول أو متصور ” فربما غير معقول لك لان ما هو غير معقول لك هذا طبيعي ولكن ليس للكل، وأما ثانيا فهو يقول ” نفس المخطوطة التي فيها فقد الرقم ” وهذا وهمٌ! فلم يوجد ولا إثبات واحد انه يوجد فقد! ولكن صعوبة تفسيريّة واجهها العلماء فعزوا عدم تفسيرهم إلى سقط في النص لكن المشكلة ليست نصية بأي حال وهذا هو ما نرد عليه في الأساس، أن المشكلة لا دخل لها بالنقد الكتابي على الإطلاق!
يقول:
عندما يقال في العبرية سنتين لا يُستخدم שְׁתֵּי שָׁנִים كما أتى في النص الذي معنا ولكن التعبير الكتابي المعتاد عن سنتين يكون שְׁנָתַ֫יִם
الرد:
وصراحة هذا الإدعاء خاطيء تماماً في نصفه الأول، فالتعبير الأول تم استخدامه فعلاً في الكتاب المقدس بل وفي نفس السفر! ونرى:
2 صموئيل 2: 10
وكان ايشبوشث بن شاول ابن اربعين سنة حين ملك على إسرائيل وملك سنتين. وأما بيت يهوذا فانما اتبعوا داود.
בן־ארבעים שנה איש־בשת בן־שאול במלכו על־ישראל ושתים שנים מלך אך בית יהודה היו אחרי דוד׃
2 ملوك 21: 19
كان آمون ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنتين في اورشليم. واسم امه مشلّمة بنت حاروص من يطبة.
בן־עשרים ושתים שנה אמון במלכו ושתים שנים מלך בירושלם ושם אמו משלמת בת־חרוץ מן־יטבה׃
2 أخبار الأيام 33: 21
كان آمون ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك وملك سنتين في اورشليم.
בן־עשרים ושתים שנה אמון במלכו ושתים שנים מלך בירושלם׃
فكيف يقول هذا صديقنا!؟ لا أعرف!
« إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ »
لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أو يُنَاقِضُوهَا
(لو 21: 15)
†Molka Molkan
24 / ديسمبر / 2010
[1]Vannoy, J. R. (2009). Cornerstone Biblical Commentary, Volume 4a: 1-2 Samuel (119). Carol Stream, IL: Tyndale House Publishers.
[2]Driver, S. R. (1913). Notes on the Hebrew text and topography of the books of Samuel (96). Oxford: Clarendon press.
[3]Henry, M. (1996, c1991).Matthew Henry’s commentary on the whole Bible: Complete and unabridged in one volume (1 Sa 13:1). Peabody: Hendrickson.
[4]Smith, H. P. (1899). A critical and exegetical commentary on the books of Samuel. (92). New York: C. Scribner’s sons.
[5] بالطبع لقد قمت بإختصار التقسير لأننا في مرحلة الإثبات واستخراج الأدلة التي شرحت السبب، وسوف نجيء الى فكرتها قريباً.
[6]Walton, J. H. (2009). Zondervan Illustrated Bible Backgrounds Commentary (Old Testament) Volume 2: Joshua, Judges, Ruth, 1 & 2 Samuel (325). Grand Rapids, MI: Zondervan.
[7]Clarke, A. (1999). Clarke’s Commentary: First Samuel (electronic ed.). Logos Library System; Clarke’s Commentaries (1 Sa 13:1). Albany, OR: Ages Software.
[8] قمت بحذف الجزء الأول لأني سأجمع افكار هذه الأجزاء في النهاية وأرد عليها، وهو بإختصار يتكلم عن اختلاف التراجم والتي ادرجها صديقنا، ويتكلم عن ان طريقة عرض عمر الملك حين يملك ومن بعدها عرض فترة مُلكهِ ويقول أنها طريقة متبعة في العهد القديم وفي سفر صموئيل الثاني، فسأقوم بتجميع كل هذه الأفكار في النهاية وسأرد عليها، اقول هذا لكي لا يأتي متذاكي ويقول أني اُدلس على القاريء!
[9]Tsumura, D. (2007). The First Book of Samuel. The New International Commentary on the Old Testament (333). Grand Rapids, MI: Wm. B. Eerdmans Publishing Co.
[10]Believer’s Study Bible. 1997, c1995. C1991 Criswell Center for Biblical Studies. (electronic ed.) (1 Sa 13:1). Nashville: Thomas Nelson.
NIV The New International Version
[11]Youngblood, R. F. (1992). 1, 2 Samuel. In F. E. Gaebelein (Ed.), The Expositor’s Bible Commentary, Volume 3: Deuteronomy, Joshua, Judges, Ruth, 1 & 2 Samuel (F. E. Gaebelein, Ed.) (654). Grand Rapids, MI: Zondervan Publishing House.
[12] Antiquities 6.378
[13] Antiquities 10.143