منهجيات البحث الكتابي المعاصر
منهجيات البحث الكتابي المعاصر
طوّر البحث الكتابي في الفترة الأخيرة مقاربات عدّة للكتاب المقدّس. وهو يدخل فيها الدراسة المقارنة للغات والمخطوطات القديمة، التحليل النقديّ لأدب العَالم الكتابيّ وتاريخه، كما الطرائق التفسيريّة التي بها يستخرج معنى مناسباً من الكتاب. ليس مفاجئاً أنّه، كما في أيّ حقل علميّ آخر، الدراسات الكتابيّة تحدّد بتعابير تقنّية وأوجه معقّدة ونظريّات مختلفة. طرائق هذه الدراسات ونتائجها يجب أن تقوّم بشكل مطلق على أساس افتراضاتها المسبقة وملاءمتها صلب الموضوع اللاهوتيّ في الكتاب.
في أيّ حال، وصف المنهجيّات العلميّة المعاصرة هو، افتراضياً، مستحيل بسبب طبيعة هذه المنهجيّات وأهدافها المتباعدة إلى حد التعارض أحياناً. العرض التالي للطرائق والمقاربات التي يستعملها البحث الكتابي المنتشر اليوم، يتبع ثلاث فئات كلّ منها أقلّ تماسكاً من التي قبلها.
الفئة الرئيسة الأولى هي الطريقة التاريخيّة – النقديّة. هيمنت هذه المقاربة على الدراسات الكتابيّة في القرنين الأخيرين كدراسة “علميّة” للكتاب المقدّس. إنّها نقديّة بمعنى البحث المتأنّي عن كلّ الدلائل الموجودة وتقويمها. كما أنّها تاريخيّة بمعنى السعي إلى إنارة حقيقة الدليل عبر الفحوى والخلفيّة التاريخيّتين. إنّها عمليّة لا على طريقة العلوم الحتة الضيقة، إنّما بمعنى العمل منهجيّاً وعبر معايير محدّدة وقابلة للتغيّر دائماً. لا تمثّل هذه الطريقة التاريخيّة – النقديّة طريقة متماسكة واحدة إنّما هي مقاربة واسعة مؤلّفة من عتقود مَرن من الطرائق المترابطة.
يأتي القد النصّيّ (textual) في المستوى الأدنى ويُدعى أحياناً “النقد الأدنى” ويقوم على الدراسة المقارنة وتصنيف آلاف مخطوطات الكتاب المقدّس. بما أنّ أيّاً من أسفار الكتاب المقدّس ليس موجوداً في مخطوطات أصليّة (autographs)، فهدف النقد النصّيّ هو استعادة، بأكثر دقّة ممكنة، تركيبة الكلمات الأصليّة في كلّ كتاب من طريق درس المخطوطات الباقيّة درساً مقارناً، وعادةً بالاتكال على الأكثر قدماً. النتيجة هي “نصّ نقديّ عمليّ” للأصلين العبريّ واليونانيّ، مفتوح دائماً للمراجعة التي عليها تُوضَع أكثر الترجمات الحديثة، مثل The Revised English Bible, The New American Bible, New Revised Version.
النقد الأعلى أو ما هو معروف بالنقد التاريخيّ هو أكثر إثارة للجدل. إنّه يستلزم مساحة أوسع في البحث سعياً لتأكيد أصور كلّ من أسفار الكتاب، كاتبه، مراجعه، شكله التاريخيّ، خلفيّته الثقافيّة، محتواه الفكريّ وعلاقته بالحقيقة التاريخيّة. مثلاً، لماذا تتشابه الأناجيل الأربعة في بعض الأوجه وتختلف في غيرها؟
مَن كتبها، ومتى، وفي أيّة ظروف؟ ما هي المصادر المستعملة؟ كيف تترابط الأناجيل؟ ما هي دّقة عرضها رسالة يسوع؟ كيف تُفسّر فروقاتها في التسلسل الزمنيّ واختلافاتها في إظهار يسوع؟ ومن الممكن أن ندرك سوء الفهم الذي قد يسبّبه البحث الحرّ في أسئلة من هذا النوع للمؤمنين الذين يوقّرون الكتاب المقّدس. لهذا السبب، البحاثون والدارسون مسؤولون عن وضع الأمور في نصابها عند ممارستهم مهمّتهم بهدف تلافي أذى لا حاجة إليه.
يتضمّن بُعد فُقه اللغة (Literary Criticism) من النقد التاريخيّ مجالات عدّة من البحث. فهو يتضمّن أوّلاً البحث عن المصادر الممكنة، المكتوبة عادة، التي تكمن وراء وثيقة كتابيّة ما. يسمّى هذا النطاق، بشكل أكثر دقّة وبساطة، نقد الأصول (source criticism) بهدف تلافي الخلط مع دراسات ما بعد الحداثة post-modern المذكورة لاحقاً. في القرن العشرين، تطوّر نقد الأصول إلى مهمّات أكثر تهذيباً من البحث اللغويّ، سوف نناقشها في الفصل المتعلّق بالأناجيل في الجزء الثاني من هذا العمل.
هنا سوف نذكرها بشكل مبسّط. يحدّد نقد الشكل (form criticism) الأشكال الصغيرة أو الوحدات في أسفر الكتاب، كالقوانين والصلوات وأقوال الحكمة والتفوّهات النبويّة والأمثال وغيرها، التي تعود إلى التقليد الشفويّ واستعمالها في حياة الجماعة الدينيّة المستمرّة. يفحص النقد التنقيحيّ (redaction criticism)، المسمّى أيضاً نقد أسلوب التأليف (composition criticism)، شكل الكتاب النهائيّ بهدف استنتاج كيف أنّ كاتباً ما استعمل المصادر الشفويّة والمكتوبة الموجودة وما كانت اهتماماته في ذلك.
نقد التقليد (tradition criticism) هو مجهود أكثر دقّة مرتكز على الحدس كثيراً لفحص المراحل المتوسّطة لرؤية كيف شكّل التقليدُ الأمثال وقصص العجائب والصلوات وغيرها، قبل أن يعطيها الكاتب شكلها النهائيّ. يهتّم نقد النوع الأدبيّ (genre criticism) بدراسة الشكل الشموليّ أو النوع الأدبيّ لكتاب كامل كإنجيل أو رسالة أو الأعمال أو الرؤيا. كلّ ما سبق ذكره هو جزء من مقاربة الكتاب التاريخيّة – النقديّة الواسعة والتي هيمنت على الدراسات الكتابيّة الحديثة وأدّت إلى نتائج غنيّة لفهم أصول الأناجيل وغيرها من الأسفار وتيركيبها.
الفئة الثانية إلى حدّ ما وتتمثّل بالنقد الأدبيّ الحديث[1]. تتبع هذه المنهجيّات، كما في حالة النقد التاريخيّ السابقة، سوابق وتقنيّات طوّرت في الدراسات الأكاديميّة العلمانيّة. وفي تطبيقها صدرت جزئياً كنتيجة لعدم الاكتفاء من المقاربة التاريخيّة – النقديّة ومن جهة أخرى كتطوير لها وإغناء. مع أنّ لهذه المنهجيّات الجديدة جذوراً في الدراسات الفقهيّة السابقة، إلا أنّها تشير إلى النقد ما بعد الحداثة بسبب تشديدها على غرار الاهتمام التاريخيّ – النقديّ بالحقيقة الموضوعيّة للطريقة التاريخيّة – النقديّة. من بين هذه المنهجيّات عدد من المقاربات المتنوّعة كالإنشائيّة (structuralism) أو التحليل الأعراضيّ (semiotic analysis) أو النقد القصصيّ (narrative) أو التحليل الموجّه إلى القارئ، التحليل البلاغيّ (rhetorical) والتقاطع (chiasmus)[2].
على العموم، تضع هذه المجموعة الواسعة موضوع الصحة التاريخيّة جانباً تاركةً إيّاه للمقاربة التاريخيّة – النقديّة. هدف النقد الأدبيّ الجديد هو إغناء فهم الكتاب المقدّس من طريق تحليل النصوص الكتابيّة بحسب النظريّات والمنهجيّات الأدبيّة المعاصرة، لما فيها من اهتمام حيويّ بالعالم القرينيّ واهتمامات القرّاء المعاصرين أنفسهم الذين يطلبون معنى مناسباً من الإنجيل. الافتراض هو بأن للعمل الأدبيّ الذي قد كُتب حياة بذاته خلف نوايا كاتبه وقرّائه الأوائل وبيئتهم التاريخيّة.
التدقيق اللغويّ في عمل ما يمكن أن يُظهر بنى عميقة من التواصل البشريّ ونماذج أدبيّة معقّدة وتأثيرات مختلفة على القراء اللاحقين. تساهم هذه البُنى في فهم هذا العمل بشكل كبير. ما زال النقد الأدبيّ الحديث بتعبيراته المختلفة في مراحله الأولى. إنّ تقديراً أكثر كمالاً وتقويماً أكثر عدلاً لهذه المقاربات الأدبيّة المتنوعة يتوقّفان على قيمة النتائج في المستقبل وديمومتها.
أخيراً، هناك فئة ثالثة من المنهجيّات التي يترابط بعضها ببعض وينفصل بعضها الآخر كلياً. ما تتقاسمه شكليّاً هو أنّها موجّهة باهتمامات محدّدة تتخطّى الدراسة التاريخيّة والأدبيّة. من وجهة نظر التقليد، يركّز النقد القانونيّ (canonical criticism) على دراسة علميّة تشكّل الأسفار الكتابيّة وشكلها النهائيّ كما تظهر في القانون[3]. الاهتمام هنا هو التأكيد على موثوقيّة الكتاب في شهادته اللاهوتيّة من طريق برهان العلاقات الداخليّة بين الأسفار الكتابيّة والجماعة الدينيّة التي أنتجتها وجعلتها قانونيّة كجماعة ساعيّة إلى التعبير عن إيمانها وهويّتها.
مارس الباحث اللامع الراحل رودولف بولتمان التفسير الوجوديّ (existentialist)مقروناً ببرنامج نزع الخرافة (demytheologization) من منظار فلسفيّ[4]. سعت هذه المقاربة الاختزاليّة (reductionist) إلى عصرنة الكتاب المقدّس من طريق تفسير “الخرافات” التي فيه، مثل قيامة يسوع وعطيّة الروح، على أنها تعابير عن فهم الجماعة المسيحيّة الجديدة لنفسها، وإن كان هذا الفهم يتحقّق بنعمة الله.
يختار التفسير التحرريّ (liberationist)، من منظار اجتماعيّ وسياسيّ، التشديد بشكل مميّز على الفقير والمضطَهَد سعياً إلى استثمار العناصر والأفكار التي في الكتاب المقدّس والتي تعطي الراحة للفقراء والدعم لاهتماماتهم الاجتماعيّة – السياسيّة والاقتصاديّة، بخاصّة في العالم الثالث[5]. بشكل موازٍ، ينشأ التفسير الأنثويّ (feminist) ويخدم الكفاح النسائيّ في المجتمع المعاصر وهو يظهر بأشكال مختلفة[6].
من وجهة نظر العلوم الاجتماعيّة، لقد حقّقت أيضاً المقاربات الاجتماعيّة والنفسيّة مساهمات في الدراسات الكتابيّة[7]. هذه المقاربات الاجتماعيّة – النفسيّة، بما فيها التفسير الأنثويّ، تتعلّق بالقوى الاجتماعيّة والشخصيّة التي تحرّك القرّاء عند تفسيرهم الكتاب وتطبيقه. يجب تمييز هذه الدراسات عن الأعمال التاريخيّة التي تعالج عالم الكتاب الاجتماعي استناداً إلى الطريقة التاريخيّة – النقديّة[8].
يلخّص هذا العرض السابق المقاربات والطرائق المختلفة في الدراسة الأكاديميّة السائدة للكتاب المقدّس. تفسير العصمة الحرفيّة (fundamentalist) هو ردّ فعل متشدّدة على هذا التقليد الليبراليّ الأكاديميّ، وله تعابير تتراوح بين التبسيط والتعقيد[9]. مع أنّ التفسير المتشدّد تطّور في معارضة مدروسة للدراسات الكتابيّة الليبراليّة، بخاصّة النقد التاريخيّ، فقد أُرغم على تقليد بعض وسائل العدو المدركة. فاستناداً إلى اهتماماته الإيديولوجيّة الخاصّة، ميزته النهائيّة هي استعمال المذهب العقليّ حتى ولو اصطناعياً للدفاع عن مواقف مثل خلق العالم وعصمة الكتاب المقدّس.
لقد انتشرت هذه الظاهرة في مختلف أنحاء العالم مع يقظة الإرساليّات البروتستانتيّة المحافظة، مع أنّها بدأت كظاهرة أمريكيّة خاصّة في أواخر القرن التاسع عشر. المقاربة المتشددّة أيديولوجيّة في أنها تنحو إلى الدفاع عن موقف مطلق للوحي التام والإعلان الافتراضيّ والعصمة التامّة للكتاب المقدّس في ما يتعلّق بكلّ الحقائق، العلميّة والتاريخيّة واللاهوتيّة، بشكل يتجاوز ادّعاءات الكتاب ذاته ودلالاته. فيما الرغبة بدعم الكتاب بموثوقيّة هي رغبة جديرة بالإطراء، لا يمكن الدفاع عن المواقف المتطرّفة التي أدّت إليها هذه المقاربة، بما فيها المغالطة الفكريّة والتعصب.
الأصوليّة المسيحيّة، سواء بين البروتستانت أو الكاثوليك أو الأرثوذكس، هي بالإجمال ردّة فعل ظلاميّة، ولو مفهومة، على الإفراط المربك في العصرانيّة (modernism). وغالباً ما ترتكز على خوف غير واعٍ من خسارة الأسس الموضوعيّة للحفاظ على الإيمان الشخصيّ في وجه اكتشافات البحث العلميّ والتاريخيّ الجديدة. في أيّ حال، كما أشار كثيرون، رفض مواجهة الوقائع المنطقيّة في العلم والتاريخ ليس برهاناً على الإيمان الصحيح بل على الافتقار إليه.
أبعد من الأصوليّة، في تقويم المنهجيّات المختلفة التي يستعملها علماء الكتاب، يجب التأكيد أنّ لها جميعاً منافعها ويمكن لها أن تُغني بعضها بعضاً مع أخذ أهدافها ومحدوديّاتها في الاعتبار. منهجيّات مثل هذه، وبخاصّة تلك المتعلّقة بالمقاربة التاريخيّة – النقديّة والنقد الأدبيّ الحديث، هي مقاربات مجرّدة تساعد على الكشف سعياً إلى توضيح معنى النصّ الكتابيّ الكامل من وجهات نظر مختلفة وعلى مستويات عدّة.
في تفسير الكتاب بما في ذلك خلفيّته، معناه التفسيريّ، تاريخ تفسيره كما المعاني المتعدّدة والتطبيقات التي يراها القرّاء المعاصرون، يمكن تسليط الضوء على نفاذ البصيرة التاريخيّ والأدبيّ من دون الحاجة إلى إهماله، إذا افتراضنا بعض التنظيم الشخصيّ المقبول في البحث. تنشأ المشاكل في الاستخدام هذه المنهجيّات بسبب الاّدعاءات الحصريّة أو الافتراضات الفلسفيّة التي يتمسّك بها الممارسون بخاصّة في ما يتعلّق بمسألة المعنى النهائيّ أو المعياريّ للنص. هذا الأمر كثير البديهيّة في حالات التفسيرات الإيديولوجيّة. ويمكن للمقاربتين التاريخيّة – النقديّة والأدبيّة أن تصبحا إيديولوجيّتين إما بسبب افتراضات فلسفيّة مخبّأة أو بالتخلّي عن مسألة المعنى المعياريّ للكتاب المقدس.
في كلّ حال، مسألة المعنى المعياريّ هي في مستوى آخر وتتعلّق بالتأويل أكثر من أيّ منهجيّة تفسيريّة محدّدة. ما قد يعتبره المرء المعنى المعياريّ للكتاب يتوقّف على اختيار المبادئ المطلقة والقيم التي على أساسها اختيَرت محتويات الكتاب وقُبلَت والتزامها. هنا يتقدّم المرء، عن وعي أو لا، خطوة حاسمة أبعد من المنهجيّات المحدّدة وربما أبعد من التأويل كتأملّ مجرّد في عالم وجود الإنسان الشخصيّ والجماعة التي يُثبت المرء انتماءه إليها، سواء كانت دينيّة أو اجتماعيّة – سياسيّة أو أكاديميّة.
هذه الأرضيّة الشخصيّة والاجتماعيّة لكلّ القَيم تشكّل الأساسَ الرئيس للسعي البشريّ إلى المعنى. قصور كلّ المنهجيات، منفردةً أو في تركيبات، كما كلَ النظريات في التأويل عن حلّ مشكلة المعنى المعياريّ أو النهائيّ للكتاب المقدّس، تشكّل عجزاً في الدراسات الكتابيّة بالنسبة إلى الكنيسة.
[1] See T. J. Keegan, Interpreting the Bible: A Popular Introduction to Biblical Hermeneutics: E. V. McKnight, Post-Modern Use of the Bible; and S. L. McKenzie; and S. R, Haynes, To Each Its Own Meaning: An Introduction to Biblical Criticisms and Their Application (Louisville: Westminster, 1993).
[2] Daniel Patte, What is Structural Exegesis? (Philadelphia: Fortress, 1983); M. A.Powell, What is Narrative Criticism: From Formalism to Post-Structuralism (Baltimore: John Rhetorical Criticism (Chapel Hill: University of North Carolina, 1984). The Orthodox biblical scholar John Breck has contributed the major work The Shape of Biblical Language: Chiasmus in the Scriptures and Beyond (Crestwood: St. Vladimir’s Seminary Press, 1994).
[3] The main exponents, with important differences between them, are Brevard S. Childs in his Introduction to the Old Testament as Scripture, The New Testament as Canon: An Introduction, and Biblical Theology of the Old and New Testaments: Theological Reflection on the Christian Bible, and J. A. Sanders, Torah and Canon (Philadelphia: Westminster, 1972), Canon and Community, and From Sacred Story to Scared Text.
Childs prefers to speak of a “canonical approach,” not canonical criticism, because historical criticism still remains in force, albeit significantly tempered by attention to the authoritative theological witness of Scripture. In contrast, Sanders insists on the complexity and diversity of the canonical process itself within the ongoing community, rather than on the authoritative witness of the final form of the canon, and thus advocates a pluralistic approach to the contemporary interpretation of Scripture. For more nuanced distinctions and further developments, see Gerald T. Sheppard, “Canonical Criticism,” ABD, Vol. pp.861-866.
[4] R. Bultman, Jesus Christ and Mythology (New York: Scibner’s 1958); Kerygma and Myth, ed. H. W. Bartsch and trans. R. H. Fuller (New York: Harper, 1961), and Ian Henderson, Rudolf Bultman (Richmond: John Knox, 1966).
[5] For example, R. S. Sungirtharajah, ed., Voices from the Margins: Interperting the Bible in the Third World (Maryknoll: Orbis, 1991).
[6] Numerous works have been written, including M.Lefty, ed.. Feminist Interpretation of the Bible (Philadelphia: Westminster, 1985); Elizabeth Schussier, Bread Not Stone: The Challenge of Feminist Biblical Interpretation (Boston: Beacon, 1984); and by the same, Searching the Scriptures. Vol. I. A Feminist Introduction (New York: Crossroad, 1993) and Vol. 2. A Feminist Commentary (New York: Crossroad, 1994).
[7] For example, W. Wink, The Bible in Human Transformation and W. G. Rollins, Jung and the Bible (Atlanta: John Knox, 1983).
[8] See Carolyn Osiek, R.S.C.J. What are they saying about the social setting of the New Testament? (New York: Paulist, 1984); J. E. Stambaugh and D. L. Balch, The New Testament in Its Social Environment (Philadelphia: Westminster, 1993).
[9] For a critique of the Gospels: A Catholic Response to Fundamentalism, and two works by J. Barr, Fundamentalism (Philadelphia: Westminster, 1978) and Beyond Fundamentalism (Philadelphia: Westminster, 1984).