مهنة يسوع كـ نجار ؟ هل هي مهنة سيئة ؟
مهنة يسوع كـ نجار ؟ هل هي مهنة سيئة ؟
ينقل لنا متي أن يوسف كان نجار (متي 13 : 55 )، اما مرقس فيطلق هذا اللقب علي يسوع نفسه :”أليس هذا النجار أبن مريم ” مرقس 6 : 3. لا شك في ان يوسف علم يسوع المهنة التي كان يزاولها هو. فقد كانت العادة في تلك الايام ان يورث الأب مهنته مع عدتها ومشغلها لابنه من بعده. لم يكن الحافز لذلك مالياً فحسب، أي تامين معينشة العائلة، او عائلياً وراثياً، لتخليد ذكري الأب، بل ايضاً ديني.
فكان العمل اليدوي عند اليهود شيئاً مقدساً ومحترماً جداً. وكان التلمود يوصي الآباء بتعليم اولادهم المهن اليدوية، لان من لا يعلم ابنه مهنة يدوية يصنع منه لصاً “وكان الربانيون يفضلون الشخص الذي يعتاش من مهنته علي الذي كان يعيش حياة التقوي بطالاً. حتي هم انفسهم كانوا يزاولون مهن يدوية تعيلهم هم وعائلتهم. :الرابي هيلل، مثلاً كان حطاباً وشاول الفريسي المحافظ كان خائط خيم.
غير ان مفردة τέκτονος التي استعملها متي، والتي تترجم عادةً انها نجار، هي لا تعني النجار الذي يعمل في الخشب ويصنع العربات والنير واسائر المنتوجات الخشبية فحسب، بل ايضاً البناء الذي يعمل في الحجارة، ونحن نري ان هناك نصوصاً عديدة تبين لنا معرفة يسوع باصول البناء وبعض مصطلحاته:
- ضرورة وضع حجر الاساس والخرائط قبل مباشرة البناء ( لوقا 14 : 28 – 30 )
- البيت المبني علي الصخر أمتن من البيت المبني علي الرمل (متي 7 : 24 -27 )
- استشهاد يسوع بالمزمور 118 : 22 “الحجر الذي رذله البناؤون هو الذي صار رأساً للزاوية ( متي 21 : 42 )
المرجع: سنوات يسوع الخفية الاب ميلاد جاويش بتصرف