أصحاب الإعاقة والتشوهات – هل احتقرهم الكتاب المقدس ومنعهم من دخول الهيكل؟
أصحاب الإعاقة والتشوهات - هل احتقرهم الكتاب المقدس ومنعهم من دخول الهيكل؟
أصحاب الإعاقة والتشوهات – هل احتقرهم الكتاب المقدس ومنعهم من دخول الهيكل؟
مرة أخرى مع جهالة من جهالات مدراء قناة البينة، إقتبس أحدهم نصاً من سفر اللاويين والأصحاح 21:
Lev 21:16 وقال الرب لموسى:
Lev 21:17 قل لهارون: اذا كان رجل من نسلك في اجيالهم فيه عيب فلا يتقدم ليقرب خبز الهه.
Lev 21:18 لان كل رجل فيه عيب لا يتقدم. لا رجل اعمى ولا أعرج ولا افطس ولا زوائدي
Lev 21:19 ولا رجل فيه كسر رجل او كسر يد
Lev 21:20 ولا احدب ولا اكثم ولا من في عينه بياض ولا اجرب ولا اكلف ولا مرضوض الخصى.
Lev 21:21 كل رجل فيه عيب من نسل هارون الكاهن لا يتقدم ليقرب وقائد الرب. فيه عيب لا يتقدم ليقرب خبز الهه.
Lev 21:22 خبز الهه من قدس الاقداس ومن القدس يأكل.
Lev 21:23 لكن الى الحجاب لا ياتي والى المذبح لا يقترب لان فيه عيبا لئلا يدنس مقدسي لاني انا الرب مقدسهم».
ويعلق هذا هذا متهكمًا، أن “الإنسان” صاحب الإعاقة هو إنسان نجس ومنجس للمعبد!، فهل يحتقر الكتاب المقدس من له إعاقة جسدية؟
بالطبع من جهل طارح الشبهة أنه لا يعلم أن لاويين 21 مخصص للكهنوت وليس لأي انسان بل، وأن النص الذي إقتبسه فيه ما يؤكد هذا، حيث قال الرب “من نسل هارون الكاهن لا يتقدم ليقرب” (لا 21: 21)، ومن المعروف بداهة أن نسل هارون هو نسل كهنوتي، فهو لا يتكلم عن مجرد أولاد لهارون بل عن الكهنة من نسله، ولهذا قال “يقرب” أي “يعطي القرابين”، بل وأكثر من هذا، أن النص الأول في هذا الأصحاح يقول وبكل وضوح:
Lev 21:1 وقال الرب لموسى: «قل للكهنة بني هارون: لا يتنجس احد منكم لميت في قومه
وسأوضح هذا لكن ينبغي ان نفهم عده معايير اولاً حينما تتقدم لكلية ضباط الشرطة يشترط الأمر عليك عدة شروط فعلى سبيل المثال ألا يقل الطول عن 170 سم وألا يزيد العمر عن 22 عاماً وتقرر الجهة الطبية المختصة استكمال الطالب شروط اللياقة. وغيرها من الشروط.
وعند رغبة الإنسان في تعلم ال السباحة مثلا، فسيكون من المستحيل تقريبا أن يتقدم شخص وذراعاه لا يستطيع تحريكهما أو مبتوران، أو أن يكون هناك لا يرى بعينيه بشكل جيد ويتقدم ليكون “قناص” مثلا، وقِس على هذا كل التخصصات في العالم، في كرة القدم، هل يمكن ان يكون هناك لاعب ولا يستطيع تحريك قدمه؟ أو ذات الأمر في كرة اليد، هل يمكن ان يكون هناك لاعب لكرة اليد ويداه لا يحركهما؟ ..إلخ.
لكن، هل هذا يقلل من قيمة أي من هؤلاء الأشخاص الاجتماعية والدينية؟ بالطبع لا، فقد يكون هذا الشخص أفضل من شخص صحيح ليس لديه أية مشاكل جسدية، فما علاقة القيمة الاجتماعية والأدبية والروحية..إلخ بممارسة عمل او وظيفة او نشاط محدد؟ فمثلاً، هل يمكن ان يكون هناك مفسرا للقرآن وهو لا يقرأ اللغة العربية من الأساس؟ هل هذا يعني ان من لا تنطبق عليهم هذه الشروط بهم نقص من ناحية النظر الاجتماعية؟ بالطبع لا.
لكن هذا ببساطة يعني ان هذه الشروط الخاصة بهذه المهمة لم تستوفى من قِبلهم. ولا يعني هذا دونية الرؤية او احتقار، هكذا ما جاء في سفر اللاويين 21 وهذا الاصحاح موجة للكهنة فيقول الرابي ديبرا اورينستين فيما معناه ان لاويين 21 يركز ويلقي الضوء على الكهنة الذين يخدمون في الهيكل وما الذي يجب أن يكون عليه الكهنة. وكيفية الحفاظ على نقاء الطقوس.
وأحد الامور التي ينبغي ان تتوفر في الكهنة هو الكمال الجسدي. (فتحدثت التوراة أن الكاهن ينبغي ان يكون بلا عيب او عله) بحسب لاويين 21: 21 كل رجل فيه عيب من نسل هرون الكاهن لا يتقدم ليقرّب وقائد الرب. فيه عيب لا يتقدم ليقرّب خبز إلهه. وتم استبعاد ايضاً مجموعة من الاعراض التي قد توجد في الرجال المتقدمين للكهنوت وهي تشمل العمى او العرج او الافطس او الزائدي. وحتى كسر اليد وكسر الرجل. ولكن كل هؤلاء لهم الحق ان يكونوا بالفعل مثل اخوتهم في اكل الخبز متساويين تماماً كما قلنا ان عدم استيفاء الشروط لا يعني نقص او دونية في المتقدم لكلية الشرطة.
ذلك لأن الكاهن هو مثال للرب يسوع المسيح الذي هو كامل وبلا عيب وبلا خطية، فكان لابد أن يرتبط هذا المعنى عند الشعب في بداية تأسيس شعب إسرائيل لإعداده لمجيء الرب يسوع منه، وهذا هو أيضاً نفس المبدأ اللاهوتي في إختيار الذبيحة من الخراف الحولية (أي التي أتمت للتو عام واحد) فقد إشترط الرب أن يكون الخروف بلا عيب ولا إعاقة، فهل يخرج علينا أحد الجهلة ليقول إن هذا لإعطاء ميزة للخروف وهي ان نذبحه؟! فيصير الكمال الجسدي الظاهري هو سبب لقتل هذا الخروف بل وتفضيل قتله على غيره؟ أنا لا أستبعد أن يقولوا هذا، فمستواهم متدني جداً.
وبشكل عام النظام القرباني يعزز القداسة للأشخاص من الثقافات المختلفة. فالكهنة كانوا حرصين ومدققين على نقاء الطقوس حتى تكون متاحة لمساعدة من يحتاجون إلى تطهير. سواء من مرض جلدي او بدني مثل التشوهات الجسدية او التشوهات الروحية من الخطية. فكل فرد خُلِق على صورة الله هو مقدس.
في حين ان “من به عيب” من الكهنة لا يستطيع ان يقدم الضحية لكن يمكن ان يتناول ويأكل الخبز مثلما جاء في لاويين 21: 22
Lev 21:22 خبز الهه من قدس الاقداس ومن القدس ياكل.
فهو يأخذ نفس الحق مثل اخوته القادرين جسدياً. فمن الناحية الروحية لم يكن التشوه الجسدي باي حال من الاحوال يفسر انه تشوه روحياً. وبالتالي ينبغي أن نكون حذرين في تفسير أي وضع جسدي على ضوء التقييم الروحي. فنحن نشهد دائماً الحيوية الروحية للمعاقين جسدياً.
فهذا ليس قصد الكتاب المقدس. وتوجد قصة في التلمود شهيرة في Sanhedrin 98a عن الرجل الذي سيكون وضعه يدعوا للرثاء مضروباً بالبرص مضمد قروحه. ويجلس مع البرص والمتسولين عند مدخل اورشليم. بالتأكيد هو المسيا او ايليا الذي سيكون المنادي الرسمي بمجيء المسيا. فيوجه الرابي يشوع ابن لاوي هذه العلامات لنفسه. وان البرص سيكون ضماداتهم دفعة واحده سيحدث تضميد للجروب عندما يأتي المسيح ويحكم. وهذا سيحدث فجأة للعالم.
ويسال الرابي يشوع الابرص المختار ويقول له متى اتيت يا سيدي؟ ويجيوب المسيا اليوم. فهناك اتقياء من ذي العيوب مثلهم تماما امام الرب لأنهم صورة الله. ومن به عيب ولم يسمع ويطيع كلام الرب وذهب إلى الحجاب واقترب للمذبح فهو يدنس مقدس الرب. وهذا انذار من الرب للتحذير ان كسر ما اوصي به هو تدنيس لمقدسه.