أنا والآب واحد – ألوهية المسيح وقوة السياق – الأخ وحيد يرد على جهالات أحمد ديدات
يقدم لنا ديدات مُناظر مسيحي وهمي، يدعى ديدات أنه قابله في مطعم ما، وحول المائدة سأله ديدات عن ألوهية المسيح، فأجابه مناظره من الكتاب المقدس عن الآية التي قال فيها المسيح ( أنا والآب واحد ).. غير أن ديدات سأله عن سياق هذه الآية في النص الإنجيلي، وكعادة هؤلاء العلماء المسيحيين الذين يقابلهم ديدات، فهم لا يعلمون شيئاً عن كتابهم المقدس، وهم يحملون أسماء مثل “القس” أو “العالم المسيحي”.. المهم أن مُناظره لا يعرف السياق، بل إنه يسأل ديدات ويقول له: وما هو سياق هذه الآية؟..وواصل ديدات حديثه تحت عنوان (ما هو السياق؟) فكتب:
(ويقول إنجيل يوحنا: فاحتاط به اليهود وقالوا له: إلى متى تعلق أنفسنا. إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً..وكانت شكواهم الحقيقية تتلخص في إنهم لم تعجبهم طريقته في الدعوة، ولم يرتاحوا إلى ذمِّه لهم..لكن عيسى عليه السلام لم يستطع أن يفحمهم أكثر من ذلك كان عددهم كبيراً، وكانوا يميلون إلى الشجار.. إن التعقل الشجاع هو أفضل عناصر الشجاعة.
وبروح الاسترضاء قال لهم عيسى: كما ورد بالإنجيل: أجابهم يسوع إني قلت لكم ولستم تؤمنون. الأعمال التي أعملها باسم أبي هي تشهد لي. ولكنكم لستم تؤمنون لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم.. إنه يخبر اليهود ويسجل للأجيال الاتحاد الحقيقي والعلاقة بين الآب والابن، خصوصاً عندما يقول “أنا والآب واحد”).
أولاً: مغالطات فاضحة:
أغلب الكلام هنا، لا وجود له في الإنجيل المقدس، إنه تأليف من أكاذيب ديدات.. فبينما يقول أن اليهود احتاطوا بالمسيح وسألوه (إلى متى تعلق أنفسنا: إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً)..وهذه حقيقة، فقد كانوا هنا يتضرعون للمسيح ليكشف لهم عن شخصيته: إن كان هو المسيح المنتظر أم لا؟..غير أن ديدات يحولهم من متضرعين إلى مهاجمين.
فكتب (لكن عيسى عليه السلام لم يستطع أن يُفحمهم أكثر من ذلك. كان عددهم كبيراً وكانوا يميلون إلى الشجار)..أين هذا الكلام في الإنجيل؟ إنها أكاذيب ديدات ليدخل بالقارئ إلى حالة معينة هو يريدها. فطالما اليهود عدد كبير ويميلون للشجار، فجعل ديدات أن عيسى يخشاهم، فيعمل على استرضائهم..ويصف ديدات حالة عيسى هنا قائلاً (إن التعقل الشجاع هو أفضل عناصر الشجاعة)..فهل يعرف ديدات الفرق بين التعقل الشجاع وبين الاسترضاء الجبان..ولكن هذه ليست القضية.
القضية أن هذا الأمر من إختراعات ديدات..فهو لا يلتزم بنص الإنجيل، وإنما يؤلف نصوصاً في منامه، ويفرضها على الآخرين..والدليل أنه يقع في الكذب والتناقض، وهما وجهين لعملة اسمها ديدات.. فقد كتب عن عيسى في هذا الموقف (وبروح الاسترضاء قال لهم عيسى كما ورد بالإنجيل: أجابهم يسوع إني قلت لكم ولستم تؤمنون. الأعمال التي أعملها باسم إبي هي تشهد لي: ولكنكم لستم تؤمنون لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم)..
حالة الاسترضاء وعددهم الكبير، إنها ليالي ديدات..المهم فحسب كلامه، أن عددهم كبير، وكانوا يميلون إلى الشجار، وأن المسيح عمد إلى استرضائهم..فياترى: هل ما قاله المسيح لهم، يدخل تحت الاسترضاء؟ يعني هل لو أن المسيح أراد أن يسترضي اليهود، يقول لهم (إني قلت لكم ولستم تؤمنون)؟
ويقول لهم (لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم)، فهم غير مؤمنين وخارج حظيرة الخراف الحقيقية! فهل هذا استرضاء أم مواجهة صادقة دون مجاملة؟
كل هذه اللغط هو تحضير ديدات لذهن القارئ ليصل به مخدراً، إلى صورة معينة رسمها لعيسى. عيسى الذي يجامل اليهود ويسترضيهم ويخاف عددهم، ليصل إلى طبيعة حوار معين يستطيع أن يلوي فيها عبارة (أنا والآب واحد)! ولكنه فشل فشلاً ذريعاً وسقط كعادته سقوطاً كبيراً..
ثانياً: السياق يصدم ديدات:
إن ديدات قصد بتعبير السياق الذي ملأ به كتابه صياحاً وضجيجاً..قصد به: وجوب فهم كلام المسيح حين قال (انا والآب واحد). فقط يُفهم في سياق حواره مع اليهود. في هذه النقطة فقط..أي دون الاستشهاد بأي آية من هنا أو هناك..
جيد، فلقد قبلت السياق الذي شرحه ديدات متحدياً به المسيحيين على حد قوله هو – فنحن لا نتحدى أحداً بهذه الطريقة – غير أن ديدات كعادته، لا يلتزم بأي شيء، فقد هرب من تحديه، وترك السياق الذي أقترحه، ليتكلم عن آيات أخرى، وصدقني عزيزي القارئ لم أستغرب هذا الهروب الذي أتوقعه دائماً من أي مزور للحق الإنجيلي الإلهي..
كتب ديدات تحت عنوان (ما هو السياق ص87) (..ولكنكم لستم تؤمنون لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم .. إنه يخبر اليهود ويسجل للأجيال الاتحاد الحقيقي والعلاقة بين الآب والابن خصوصاُ عندما يقول “أنا والآب واحد” السؤال هو، فيم التوحيد؟ في العلم بكل شيء؟ في طبيعتهما؟ في كمال قدرتهما؟ كلا! إنهما واحد من حيث القصد والغرض!
ذلك أنه عندما يتحقق للإنسان الإيمان، فإن عيسى عليه السلام يرجو أن يظل هذا الإنسان الذي تحقق له الإيمان على إيمانه. والله العلي القدير يحب أيضاً أن يظل هذا الإنسان على الإيمان. هذه هي الغاية الواحدة والقصد الواحد والهدف الواحد للآب والابن والروح القدس. وهي أيضاً غاية كل مؤمن ومؤمنة. ولندع يوحنا نفسه يفسر ما دبجه مثيراً الجدل من اعتراضات إذ يقول: “ليكون الجميع واحداً، كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا) (يوحنا17: 20-22).
هكذا هرب ديدات من السياق ليضع فيه كلامه الشخصي وتفسيراته الخاصة، وليس سياق الوحي الإلهي الذي تحدانا به.. فكل الكلمات التي تحتها خط، هي من تأليف ديدات لا من السياق الإنجيلي..
ديدات يعرف جيداً أنه لا يصمد أمام أي سياق في الكتاب المقدس. حتى أنه في النص السابق، لم يكسر فقط مبدأ السياق بأن لا يضع فيه كلامه الخاص، بل أيضاً قفز من الأصحاح العاشر إلى الأصحاح السابع عشر، كاسراُ بذلك السياق للمرة الثانية..بالرغم من أنه حذر من الخروج عنه إلى آيات أخرى..
من الواضح أن سياق الآيات صدم ديدات. ففضل الهروب..والعجيب في قوة الوحي الإنجيلي، أن ديدات عندما ظن أنه هرب من صدمة السياق هنا في الأصحاح العاشر، وأنه تخلص منها حينما انتقل إلى الأصحاح السابع عشر فإذا به يقع في سياق آخر لا يقل قوة عن سابقه..فهشم السياق الجديد ما تبقى من ديدات، وبات ليلته لا يدري أنه أحكم الأغلال على نفسه.. وسأتعرض للسياق الجديد أيضاً، فلن أترك لديدات منفذاً للهروب..
ثالثاً: تفسير ديدات لعبارة “أنا والآب واحد”:
فهل يحق له تفسير الإنجيل؟ إنه ديدات يفعل كل شيء، إلا الصواب..ثم هو يسأل وهو يجيب ويفسر، فهل هناك عبقرية أكثر من ذلك؟ كان يجب أن يسأل ثم يرجع للتفاسير المسيحية فيضعها هنا، ثم يناقشنا فيها..لكن أن يفسر الإنجيل الذي يعتبره محرفاً، فهذا حال الضعفاء ليس إلا..
وفي تفسيره (“أنا والآب واحد” السؤال هو، فيم التوحيد، في العلم بكل شيء؟ في طبيعتهما؟ في كمال قدرتهما؟ كلا! إنهما واحد من حيث القصد والغرض!)
وبافتراض هذا الفهم الديداتي الساذج، والذي هو حجة على ديدات وليس علينا، فبداية: حتى هذا الفهم لا يتماشى مع الآية، ناهيك عن السياق..فكيف يتجاسر شخص ويقول أنا والله واحد في القصد والغرض؟ كيف يتجاسر ويضع نفسه في موازنة وتطابق فكري مع الله؟ وهل لو افترضنا جدلاً فهم ديدات الساذج هذا، أن هناك شخص يريد أن يقول: أن قصدي مثل قصد الله وغرضي مثل غرضه، يقول (أنا والله واحد)؟ فهنا يسقط ديدات أيضاً، لأن الله لا يطابقه غير شخصه فقط..
رابعاً: القفز فوق السياق المقترح:
القفز عنوان ديداتي شهير، فهو دائم القفز فوق السياجات. سياج الأمانة، وسياج البحث الجاد، وسياج الصدق للوصول للحقيقة..
فهنا حينما يقول المسيح (أنا والآب واحد)، بالتأكيد يريد أن يصل إلى حقيقة أعظم من مجرد وحدانية في الهدف والقصد، فهو يؤكد بهذا التعبير على وحدانيته مع الآب في الجوهر والطبيعة والسرمدية والألوهية..الخ. في كل شيء..ولأن ديدات يعرف ذلك سأل (فيم التوحيد؟ في العلم بكل شيء؟ في طبيعتهما؟ في كمال قدرتهما؟ كلا! إنهما واحد من حيث القصد والغرض!)..
والسؤال الذي يفرض نفسه: هل قال المسيح هذه العبارة (أنا والآب واحد)، لوحدها دون أن يكون معاها أي كلام آخر يفسرها؟ فأين السياق الذي تحدنا به ديدات؟ لماذا هرب منه..
خامساً: حقيقة السياق:
لا بد أن نضع ديدات أمام السياق الذي هرب منه، وليسمح لي عزيزي القارئ، بأن أكتب هنا سياق الآيات في الإنجيل المقدس، التي تبكم جميع الأفواه المدلسة..فقد قال المسيح لليهود
(خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي. أبي الذي أعطاني أياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد. فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه. أجابهم يسوع أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي، بسبب أي عمل منها ترجمونني؟ أجابه اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان، تجعل نفسك إلهاً.) (“يوحنا10: 27-32”)..
هذا هو الجزء الأكبر في السياق، وسأتناول الباقي لاحقاً، لأني أريد أن أضبط ديدات فيه متلبساً أيضاً..
أما ألان، فالسؤال هو: ما الذي نراه ياترى في حقيقة هذا السياق؟
1- سلطان الحياة:
كيف – أن لم يكن المسيح هو الله – يعلن هنا لليهود، بأنه صاحب السلطان في منح المؤمنين به الحياة، فيقول (وأنا أعطيها حياة). فهل من خصائص النبي أو الرسول، أن يمنح حياة لمن يريد أن يمنحه من البشر؟ إنها صفة إلهية، يعلن المسيح قدرته عليها، وأنها في سلطانه..
2- سلطان منح الحياة الأبدية:
فالمسيح هنا، لا يتكلم عن منحه لمجرد حياة وقتية، أبداً، فهو يتكلم عن منحه حياة لا تنتهي، فقد قال (وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد)، إن لم يكن المسيح هو الله، فبهذه التصريحات، يكون مجدفاً على الله، وحاشا له تبارك اسمه..وهذا ما اتهمه به اليهود، لأنهم فهموا جيداً أنه ينسب الألوهية لنفسه..فبالكاد يشكر النبي الله كل يوم على الحياة، فكيف يكون المسيح مجرد نبي، وهو يَعِد المؤمنين به، بأنه يعطيهم حياة أبدية، ولن يهلك أحد منهم إلى الأبد؟!
فبعد أن يُعطيهم الحياة، فإنه يضمن لهم هذه الحياة إلى الأبد في المجد معه..ألا يكذب ديدات حينما يدعي، أن المسيح ليس أكثر من مجرد نبي؟! إن المسيح هنا، يؤكد لهم سلطانه الأبدي، فليس سلطانه وقتي زمني، وإنما هو أبدي، كما هو أزلي، فهو السرمدي..وهي صفة لاهوتية واضحة، ينسبها المسيح لنفسه في هذا السياق الذي هرب منه ديدات.
4- الحياة الواحدة:
عجيب المسيح في تدرجه وهو يكشف عن شخصيته اللاهوتية لليهود مرحلة تلو الآخرى، فقد بدأ بالإعلان عن صفات الألوهية الخاصة به..مثل سلطان الحياة، وسلطان الأبدية، وقوته المطلقة.. وكلها صفات لا تنطبق ألا على الله وحده..
وهنا ينتقل بمستمعيه نقلة أكبر، وكشف أعمق، فيقول لهم، بأن يده هي بذاتها يد أبيه السماوي.. فقد قال عن المؤمنين به (ولا يخطفها أحد من يدي. أبي الذي أعطاني أياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي) أنظر فهو مرة يقول عن المؤمنين بأنهم في يده هو (ولا يخطفها أحد من يدي)، ومرة يقول بأن المؤمنين في يد أبيه (ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي).
والسؤال: أين الخراف يا سيدي المسيح؟! هل هي في يدك[1] أم في يد أبيك؟ وإن كانت في يد أبيك؟! فكيف تقول: إنها في يدك أنت؟! والعكس، فإن كانت في يدك، فكيف تقول بإنها في يد أبيك؟!..إن المسيح يتكلم في صيغة لاهوتية فهمها اليهود جيداً، فهو عقل الله وكلمته، واليد هي يد الله الواحد[2]، وليس اليد فقط، بل وينتقل بهم المسيح نقلة أكبر وأعمق فيقول لهم:
5- أنا والآب واحد:
هنا يوجه المسيح الكلام لليهود علانية، ويكشف عن شخصه بكل قوة وجلاء (أنا والآب واحد)، ليست فقط يدي هي يد أبي والعكس، وإنما أنا وهو واحد..وحيث أن الآب هو الله، فهو يقول لليهود إذن (أنا والله واحد)، وحيث لا يوجد غير الله الواحد، وحيث أن الله لا ينقسم ولا يتجزأ ولا يتفتت، فإنه بذلك يؤكد على أنه هو الله الظاهر في الناسوت البشري..
عزيزي القارئ: هذه هو السياق الذي هرب منه ديدات وترك آياته القوية هذه، ليصدر خرافته التي يريدها..وقد فبركها دون خجل فقال سابقاً (عندما يقول “أنا والآب واحد” السؤال هو: فيم التوحيد؟ في العلم بكل شيء؟ في طبيعتهما؟ في كمال قدرتهما؟ كلا! إنهما واحد من حيث القصد والغرض!) إن الوحدة المقصودة هنا، تتخطى مجرد القصد والغرض[3]..فأي وحدة في القصد وفي الغرض تجعل المسيح ينسب لنفسه كل هذه الصفات اللاهوتية؟ فيقول:
أن يده هي يد الله، بل إنه والله واحد[4]..ولماذا لم يقل لهم (أنا والآب واحد في القصد والغرض؟) ولماذا ترك هذه الوحدانية مجردة مطلقة هكذا (أنا والآب واحد)؟!..ببساطة لأنه يقصدها، نعم يقصد هذا الإطلاق في مساواته الكاملة بالذات الألوهي في كل شيء..
ولكن الحلقة بهذه الطريقة ليست كاملة، لأنه يجب علينا أن نتسائل ونقول: ما الذي فهمه اليهود من كلام المسيح؟!.
6-المساواة التامة لله:
ما قصده المسيح، فهمه اليهود جيداً، ويقول الوحي المقدس بأنه عندما قال المسيح (أنا والآب واحد) عندها (تناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه. أجابهم يسوع أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي، بسبب أي عمل منها ترجمونني. أجابه اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف، فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً).
ليس هناك أوضح من هذا السياق الذي تحدانا به ديدات وهرب منه..يمكنك الآن عزيزي القارئ أن تدرك سبب هروب ديدات من هذا السياق..
فلقد فهم اليهود تدرج المسيح معهم في إعلان ألوهيته..وعندما وصل إلى قلب الإعلان عن طبيعته الإلوهية، فهم اليهود أنه يعادل نفسه بالله، ولهذا أخذ اليهود حجارة ليرجموه، لأنهم حسبوه مجدفاً..فبعبارته (أنا والآب واحد) يؤكد أنه الله، كما فهموا تماماً (تجعل نفسك إلهاً)..
ديدات لا يقرأ السياق، بل يؤلف كما يريد، ويقفز فوق السياج كيفما شاء، ولكننا والشكر لله قبضنا عليه متلبساً فوق السياج، ولو كان أميناً في السياق، لدخل من الباب لا فوق السياج..وقد قال المسيح له كل المجد عن أمثال ديدات (الحق الحق أقول لكم: إن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يطلع من موضع آخر، فذاك سارق ولص) (يوحنا 1:10)…
[1] لا نتكلم هنا عن يد المسيح البشرية، وإنما نتكلم هنا عن يده اللاهوتية، وحيث أن اللاهوت – الله – ليس لديه يد أو رأس أو وجه، فإننا نفهم هنا أننا عندما نقول (يد الله)، فإنما نقصد عمل الله، أو قدرته الحافظة وحمايته.. وهكذا، ولهذا فالمقصود هنا اليد اللاهوتية، أي القدرة الإلهية، التي للآب والابن والروح القدس، الإله الواحد.
[2] نقصد هنا ذات اللاهوت الذي يلد عقله أو ابنه الذي هو المسيح، ولنفهم هذا الأمر..فلا يمكن مثلاً بالنسبة للإنسان الواحد، أن يقول عقله مثلاً: أن هذه اليد هي يدي، بينما تقول روحه: لا إنها يدي أنا..أن هذا لا يمكن أن يحدث أبداً، لأن يد الإنسان هي يد الكيان كله روحاً ونفساً وجسداً وعقلاً لإنه إنسان واحد..هكذا الأمر بالنسبة لله، فيد عقله اللاهوتية هي يد ذاته هي يد روحه، وهي يد معنوية بالنسبة للألوهية وليست مادية.
[3] الكثير من الأنبياء الذين كانوا صالحين، كانت حياتهم تتفق في بعض الأحيان مع إرادة الله في القصد والغرض والأعمال (أعمال 22:13) ومع ذلك لم يتجاسر أحدهم فيقول: (أنا والله واحد)، ولم يُعطوا لأنفسهم أية صفات ألوهية، كما فعل المسيح هنا، وبكل عناية.
[4] سأعرض لك عزيزي القارئ – بنعمة المسيح – لاحقاً بعض آيات أخرى صريحة يكشف فيها السيد المسيح عن ألوهيته، ولكن بعد أن أكمل السياق تماماً..لأن هذا السياق يكفي كما ترى لإثبات ألوهية المسيح منه..
- انجيل توما الأبوكريفي لماذا لا نثق به؟ – ترجمة مريم سليمان
- مختصر تاريخ ظهور النور المقدس
- هل الله يتغير؟ وهل يعبد المسيحيون الجسد؟ – المذيع المسلم يذيعها مدوية: أنا لا أعرف شيء
- عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الأول – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث
- عندما يحتكم الباحث إلى الشيطان – الجزء الثاني – ترتيب التجربة على الجبل ردًا على أبي عمر الباحث