لماذا تهمنا تاريخية يسوع؟ وارنر والاس – ترجمة بطرس نبيل
كل منا يحتاج إلى القليل من المساعدة في وقت ما أو آخر وبخاصة عندما تصبح الاوقات عصيبة فنحتاج الى بعض النصائح الحكيمة، فيمكنا أن نذهب إلى أصدقائنا، والدينا، ومرشدينا أو فلاسفة ومفكرين الماضى ,وقد عرفت شخصيات يستقوا راحتهم والحكمة من المفكرين أو الكتاب التاريخين مثل المهاتما غاندي و رالف والدو إمرسون، أو حتى جون لينون ومصادر الحكمة من الماضي تبدو اكثر عقلانية من الحالية ويظهر ذلك واضحا عندما يتم احتضان الحكمة من قبل افراد او ثقافات عبر العصور.
على النقيض من ذلك، فإن بعض الناس تنظر الى بارني الديناصور (بطل مسلسل أمريكي للأطفال) أو يودا (شخصية كرتونية ) كمصادر معقولة للحكمة , ولماذا لا؟! طالما يعطى بارني ويودا كثير من النصائح الهامة وطالما هذه النصائح تواجه الصعوبات التى تتعرض لها في حياتك. ونتيجة لذلك فلماذا لا يتم اعتباار حكم بارنى ويودا مصدر موثوق للحكمة؟
والاجابة عزيزي القارئ انت تعرفها جيدا وهي ان عدم اعتبار حكم بارنى ويودا مصدر موثوق للحكمة لأنهم بكل تاكيد شخصيات خيالية لذا فما هي الفئة التي ينتمي اليها يسوع ؟، هل هو المعلم الحكيم الذي نستطيع ان نتلقى منه حكمة، أو شخصية وهمية خيالية علينا أن نرفضها؟
ويعتقد البعض ان يسوع يندرج في الفئة الأخيرة (أي فئة انه شخص خيالي). في وقت سابق من هذا العام، اشتهرت قصة في ممفيس (تينيسي)، عندما رفض استاذ فى مدرسة ابتدائية اعتبار السيد المسيح كمصدر موثوق للحكمة والراحة النفسية. وذلك عندما طلب هذا المعلم من ايرن شيت طالبة فى المرحلة الابتدائية ان تكتب عن شخص تحبه جدا وتتمثل به. فأختارت ايرين ان تكتب عن الله وكتبت. “اتطلع الى الله وأحبه واحب يسوع ابنه الوحيد “.
فرفض المعلم اختيارها وقال لها ان يسوع لا يمكن ان يكون نموذج لهذا المشروع وسمح لها اختيار مايكل جاكسون لتكتب عنه. فرفعت للتو ام ايرن قضيتها امام مجلس المدرسة. وفي نهاية المطاف وافق المجلس وسمح للطفلة ايرين ان تكتب عن يسوع.
فلماذا أي شخص اذاً ينظر الى مايكل جاكسون كمصدر موثوق للحكمة والإعجاب ويرفض يسوع؟ وهذا من الأرجح بسبب التحيز المتنامي ضد الايمان بالله بشكل عام، او راجعا إلى الكفر بيسوع كشخص حقيقي من التاريخ
على مدى السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك، يتحدى الكثير من الاعمال الادبية تاريخ المسيح بطرق عدة كفلم الله الذي لم يكن هناك (The God Who Wasn’t There) وفيلم روح العصر (zeitgeist) الذى حصل على الكثير من المشاهدة على الانترنت والفيلمين يتحدوا تاريخية يسوع ويروا يسوع انه ليس أكثر من شخصية اسطورية مصوغة من اساطير مماثلة سابقة له. وتناول الكثير من الادباء والكتاب مثل ديفيد فيتزجيرالد، ريتشارد كارير وروبرت برايس هذه الفكرة في الكتب الخاصة بهم.
ولأن ثقافتهم عدائية على نحو متزايد إلى للنظرة المسيحية، فإن المؤلفين والمخرجين يتناولون يسوع باعتباره شخصية وهمية ستختفى مع الوقت . إذا كان يسوع هو مثل بارني أو يودا، لذا فلا يوجد أي سبب للاستماع إلى تعاليمه وقبول رسالته
ولكن يسوع ليس مثل بارني أو يودا. والدليل على تاريخية يسوع كبير ومقنع ,فيسوع ليس إعادة خلق الأساطير في وقت مبكر. تم تأكيد وجوده من خلال المصادر التاريخية القديمة غير الكتاب المقدس وتم الحفاظ على هذه الوثائق حتى الان . حتى المؤلفين غير الكنسين أكدوا وجود يسوع.فبذلك الأدلة التاريخية لوجود يسوع مقنعة جدا وساحقة للمشككين ، فحتى الملحد المتحمس مثل بارت ايرمان وقد كتب علنا عن هذا الموضوع (في الكتاب الإلكتروني بعنوان هل يسوع موجود ؟: الحجة التاريخية ليسوع الناصري).
ايرمان قد لا يكون مسيحيا، لكنه يعرف ان يسوع اشخصية تاريخية حقيقية.اذًا فتاريخية يسوع مؤكدة من قبل المؤريخين والنقاد ايضا حتى ولو نكرت من قبل المؤليفين وصناع الافلام
أنت وأنا، كمسيحيين،فى حاجة لإتقان مسألة تاريخية يسوع. وهذا الامر هام للغاية . فلو تؤمن ان عاش المسيح حقيقاً فلابد ان يملك المسيح على كل انتباهك وعقلك مثل غاندي، أو ايمرسون او لينون.وكلماته اذكى وافضل من خيال افضل الكتاب والمؤليفين . فهي كلمات الحكمة ليسوع ، وستدوم إلى الأبد.. فاذا تحدثنا عن حكمة غاندى فهى مؤثرة على المستوى الشخصى ،فعلينا ان نتحدث عن كيف ان حكمة يسوع غيرت حياتنا لأنه شخص حقيقي. هذا هو السبب في اهمية تاريخية يسوع.
المرجع:
Why the Historicity of Jesus Matters BY J. Warner Wallace