مارابارسيرابيون – يسوع التاريخي في المصادر القديمة
مارابارسيرابيون – يسوع التاريخي في المصادر القديمة
الجزء الخامس – مارابارسيرابيون
مارابار سيرابيون: الملك اليهوديّ الحكيم
في وقتٍ ما بعد 73 للميلاد، كتب رجلٌ يُدعى “مارابارسيرابيون” رسالةً بليغةً باللغة السريانية إلى ابنه الذي كان يُدعى “سيرابيون”. يعود النصّ الوحيد الباقي، والموجود الأن في المتحف البريطانيّ، إلى القرن السابع عشر. لا نعرف شيئاً آخر عن “مارا” أو “سيرابيون” ماعدا هذه الرسالة. لم يصف الكاتب مدرسته صراحةً، لكن تدلنا رسالته على أنه كان رواقياً[1].
ونستنتج أنه لم يكن مسيحياً بسبب فشله بذكر اسم يسوع أو المسيح صراحةً، وبسبب إعلانه أن خلود يسوع يعود إلى قوانينه الجديدة وليس إلى قيامته. وفي كتابته لـ”سيرابيون” يتحدّث “مارابارسيرابيون” عن يسوع على أنه “ملك اليهود الحكيم”، الذي انتقم الله لموته بعدل، حيث تستمر “قوانينه الجديدة”.
دُمّرت مدينة “مارابارسيرابيون” في حربٍ مع روما، وسيق مارابارسيرابيون وآخرون أسرى لدى الرومان. ويشير في نهاية رسالته أنّ الرومان الذين يحتلّون أرضه كطغيانٍ إمبراطوريّ سيلقّون الخزي والعار على أفعالهم. ويضيف: إذا سمح الرومان لنا بالعودة إلى أمّتنا بعدلٍ وإنصاف…، سيعتبرون جيدين وصالحين، وستكون الأمّة التي يعيشون فيها آمنةً أيضاً. ومعظم الرسالة يحمل النصح للبحث عن الحكمة من أجل التعامل مع المصاعب المحتومة في الحياة.
فالحكمة تساعد الناس على التعامل مع خسارتهم للأماكن والممتلكات والأشخاص، وبذلك يتمكنون من أن يكونوا صالحين وآمنين على الرغم من مصاعبهم. كما تجلب الحكمة خلوداً معيناً. يقول: يا بنيّ، إنّ حياة الناس لن تطول في هذه الدنيا، لكن بالنسبة للحكماء فإنّ فضائلهم وشهرتهم تبقى إلى الأبد.
ولتوضيح هذه الفكرة يقول “مارابارسيرابيون” مع الإشارة في البداية إلى مشاكله الخاصّة، أنّه عندما يتم قمع الحكماء فلا تنتصر حكمتهم في النهاية فحسب، بل أنّ الله يعاقب مضطهديهم:
ماذا يمكننا أن نقول أيضاً عندما يُبعد الحكماء بالقوة من قبل المستبدين، وتُحاط حكمتهم بالإهانات، ويضطهدون بدون القدرة على الدفاع، ما الفائدة التي حظي بها الأثينيون من قتل سقراط[2]، الأمر الذي عوقبوا عليه بالمجاعة والوباء؟ أو ما الفائدة التي حظى بها الساموسيون من حرق فيثاغورث[3]، حيث غطّيت بلدهم بالرمل في ساعةٍ واحدة؟ أو اليهود من قتل ملكهم الحكيم، حيث أُخذت مملكتهم في ذات الوقت؟
لقد عوّض الله لهؤلاء الحكماء الثلاثة بشكلٍ عادل فقد مات الأثينيون من المجاعة، وغمرت مدينة الساموسيين بالرمال بشكلٍ كامل، أمّا اليهود الذين أخرجوا من مملكتهم فقد تشتتوا في كلّ الدول. لم يمت سقراط بسبب أفلاطون، وكذلك فيثاغورث، لم يمت بسبب تمثال جونو، ولم يمت الملك الحكيم بسبب القوانين الجديدة التي وضعها.
على الرغم من عدم تسميته، وعلى الرغم من أنّ “الملك الحكيم” ليس لقباً مسيحياً شائعاً على الإطلاق، فإن يسوع من دون أيّ شك هو المقصود بعبارة “الملك الحكيم”.
أولاً، يتحدث “مارابارسيرابيون” عن هذا اليهوديّ الحكيم بوصفه ملكاً، ولقب “ملك” يرتبط بشكلٍ جليّ فيما نُقش على صليب يسوع حول محاكمته وموته على وجه الخصوص – (مرقص 15:26).
ثانياً، يتماثل ربط “مارابارسيرابيون” بين تدمير أمّة اليهود وموت “الملك الحكيم” مع العرف المسيحيّ، حيث يُعتبر تدمير القدس عقاباً لرفض اليهود ليسوع. تشير الأناجيل السينوبتية إلى هذا الربط بشكلٍ ضمنيّ، مثال : متّى (23:37، 24:2، 27:25). ومرقص (13:12)، ولوقا (19:42-44، 21:5-6، 20-24، 23:28). لكنّ “يوستونيوس” هو أوّل من يصرّح بذلك (الاعتذار الأول 4: 6-32، 47-49، 53:2-3. والحوار 25:5، 108:3). أمّا لدى كتّاب الكنيسة اللاحقين فقد أصبح هذا موضوعاً شائعاً.
ثالثاً، إنّ عبارة: “القوانين الجديدة التي وضعها”، هي على الأرجح إشارةٌ إلى الدين المسيحيّ، وخاصّةً تشريعها الأخلاقيّ، فلا نعرف أيّ شخصٍ آخر غير يسوع في التاريخ القديم كان يماثل هذا الوصف.
على أية حال، إذا كان “مارابارسيرابيون” يقصد يسوع فلماذا لم يستخدم اسمه؟ إنّ عدم استخدام “مارا” لكلمة “يسوع” أو “مسيح” أمرً لافتً، لأنه يدعو إلى شهرة تعاليم الملك الحكيم بشكلٍ ضمنيّ. إن هذا الملك وتعاليمه بمستوى واحد مع سقراط وفيثاغورث اللذين كانا اسمين مشهورين في العالم القديم.
ويقترح “جوزيف بلنز”، وبدون أي حجج داعمة، أنّ: الكاتب لم يكن على معرفةٍ باسم يسوع أو مسيح. وبينما يبدو هذا الاقتراح ممكناً، فمن غير المحتمل أنّ “مارابارسيرابيون” يدعو إلى شهرة حركةٍ جديدة، ومع ذلك ليس على علمٍ باسم مؤسسها. والمرجّح أنّه يكتم اسم يسوع للسبب نفسه الذي لا يصرّح من أجله بأن يسوع قد قُتل.
وقبل قرنٍ مضى، اقترح “دبليو. كرتن” أنّ اضطهاد الرومان للمسيحيين في الوقت الذي كُتبت فيه هذه الرسالة هو ما دفع “مارابارسيرابيون” إلى كتم اسم يسوع، بينما يقوم بإشاراتٍ ضمنيّةٍ إليه لا يمكن إغفالها. وهذا أيضاً أمرٌ محتمل. فعلى الرغم من أن التاريخ غير المؤكّد لهذه الرسالة، والطبيعة المحليّة والمتفرّقة لمعظم ملاحقات المسيحيين، كلها تجعل من الصعب معرفة هذا بشكلٍ يقينيّ.
الاحتمالٌ الثالث يعتمد على الأسلوب الأدبيّ، فسابقاً في الرسالة، يشير “مارابارسيرابيون” إلى سقراط وفيثاغورث، لكنه لا يشير إلى يسوع ضمن قائمةٍ تضمّ أسماء مشاهيرٍ من القدماء، ويعقّب : أنّ فضائلهم وشهرتهم تبقى إلى الأبد. في نصنا هذه يأتي على ذكر هؤلاء الاثنين مرّة أخرى دون ذكر يسوع، ليبقى مطابقاً لعباراته السابقة. إن هذه الاحتمال غير مُرضٍ، كما أنه لا يشرح كيف أنّ شخصاً مشهوراً لتعاليمه يكون مجهول الاسم.
ربما لا يكمن السبب في وضع المسيحيّة، بل في وضع “مارابارسيرابيون”، حيث أنه لا يذكر اسم يسوع لأن الرومانيين هم من دمّر وشتت اليهود، وهو لا يريد أن يُزعج محتليه. كما أنه قد لا يرغب أن يُشير، في ظّل احتلال بلده، إلى أن الرومان كانوا أداة الله في إعادة سيطرتهم على يهودا.
إنّ أولئك الذين درسوا رسالة “مارابارسيرابيون” يعطونها عدداً من التواريخ المتنوّعة، لكنّ الغالبية يعودون بها إلى القرن الأول، بعد فترة قصيرة من الغزو الروماني لمملكة ” كوماجين” [4] عام 73، وهو فيما يبدو العام الذي يشير إليه الكاتب. يبيّن “بروس” أنّ الرسالة تعود إلى وقت غير محدد بعد عام 73 للميلاد، لكن يبدو أنه يُفضّل تاريخاً غير بعيد عن ذلك العام. “بلينز” و”إيفانز” أيضاً يعيدان الرسالة إلى القرن الأول.
“مورو” ينسب الرسالة إلى الفترة الممتدة بين عامي 73 و399، قائلاً إنّه من المستحيل إعطاء دقّة أكثر من ذلك. يرى “فرانس” أنّها يجب أن تكون بعد تدمير القدس عام 70، ويمكن أن تكون كتبت في القرن الثاني، ويتبع تحليل “براون” التقدير ذاته. أماّ “ليون دوفور” فيؤرخها أبعد من الباقين، حوالي عام 260.
لكن القرن الثاني هو التاريخ المرجّح، فهو يناسب وضع الكاتب بقدر القرن الأول تماماً، ويناسب وضع الشعب اليهوديّ أكثر. وكما يبيّن “كرتين” في مناقشته لتاريخ منتصف القرن الثاني، يقول “إنّ المشاكل التي يشير الكاتب إلي وقوعها عليه وعلى مدينته تنطبق على أولئك الذين عانوا على يد الرومان في البلاد التى تقع حول نهري الفرات ودجلة. هذه البلاد كانت متحمّسة للثورة ضدّ الرومان تحت قيادة “لوسيوس فروس” 162-165 للميلاد…حيث نُهبت مدينة سلوقية وأُحرقت من قبل الرومان”.
والأكثر إقناعاً حيث تشير الطريقة التي يتكلّم بها الكاتب عمّا حدث لأمّة اليهود إلى تاريخ زمانه بعد الثورة اليهودية الثانية – (132-132). يقول “مارابارسيرابيون”: أنً مملكتهم قد سُلبت، وأنهم دمّروا. وهذه اللغة تتناسب مع الفترة التي أعقبت أماّ الثورة الأولى أو الثانية. لكن إشارته إلى أنّ ” اليهود اخرجوا من مملكتهم، وشُتتوا في كلَ الدول” تنطبق بالأخض على ما بعد الثورة الثانية، فعندها فقط، وبقرارٍ من الإمبراطور “هادريان”[5]، تّم طرد كافّة اليهود من مدينة القدس وضواحيها.
جاعلاً منها مستعمرةً رومانيّة لا يُسمح لآيّ يهوديّ بدخولها. لا شكّ في أن هنالك بعض المبالغة في لغة “مارابارسيرابيون” لكن الأمر أكثر من المبالغة في الكلام. وبذلك يمكننا أن نستنتج ببعض الثقة أنّ تاريخاً في النصف الثاني من القرن الثاني هو المرجّح.
من اين حصل “مارابارسيرابيون” على معلوماته عن يسوع؟ لم يذكر “مارابارسيرابيون” مصادره، كما العديد من الكتّاب القدماء، وبذلك ينبغي التوصل إليها بإنفسنا. ويُفضّل هنا مصدرٌ غير مسيحيّ لأن “مارا” لا يصرّح أن موت يسوع كان فداءً للبشرية، ولا أنّه يعيش من خلال إعادة بعثه، وهي عناصر أساسيّة في معظم الطوائف المسيحيّة. استطاع بعض الاعتذاريين[6] المسيحيين أن يُقارنوا يسوع بسقراط وفلاسفةٍ آخرين، لكن برؤية أنّ يسوع كان أرفع مقاماً، وليس مساوياً لهم، كما يشير مارابارسيرابيون.
ويُرجّح مصدرٌ غير مسيحيّ أيضاً لأنّ “ملك” ليست لقباً مسيحياً تقليدياً في الأدب المسيحيّ المبكّر، كما أن “الملك الحكيم” لم تُثبت أبداً. ومع ذلك، فإن موازنة الدليل ترجّح مصدراً مسيحياً.
أولاً، يبيّن “مارا” أن اليهود قتلوا يسوع ظلماً، قتلوه تماماً كما قتل الأثينيون سقراط ظُلماُ، وكما قتل الساموسيون فيثاغورث. وبينما يقرّ العرف اليهوديّ أنّ السلطات اليهوديّة أعدمت يسوع، ومن الجائز أن يكون “مارا” قد علم عن موت يسوع من مصادر يهوديّة، فإن هذا العرف كان على الأرجح نقطة خلاف بين الكنيسة المسيحيّة والكنيس اليهوديّ، لكنّه لم يجد طريقاً ليصبح جدلاً أكبر يمكن لـ”مارا” أن يعلم به. علاوةً على ذلك، يبدو أنّ العرف الذي وصل “مارا” يحتوي حكماً سلبياً فيما يخصّ موت يسوع لم يكن موجوداً في العرف اليهوديّ الذي يبرّر موت يسوع بأنه كان قانونياً.
ثانياً، كما رأينا فإن “مارا” يربط موت يسوع بدمار الأمّة اليهوديّة، كما فعل العرف المسيحي فقط. ومع أنّ مصدراً مسيحياً للمعلومات مرجّحٌ إلاّ أنه لا يمكننا إنكار أنّه كان لـ”مارا” مصدرٌ غير مسيحيّ للمعلومات أيضاً، خاصّةً إن كانت “القوانين الجديدة” لـ”الملك الحكيم” معروفةً أيضاً كما يشير.
إن نتائج دراسة يسوع التاريخي ضئيلة جداً. ورسالة “مارا” ليست شاهداً مستقلاً على وجود يسوع، وذلك لسببين.
أولاً، أنّها تربط حياة “الملك الحكيم” بحركتها وتعاليمها، بما يجعل من المحتمل أنّ “مارا” عَلِمَ عن الملك الحكيم من مسيحيين.
ثانياً، إن تأكيد الرسالة على أنّ اليهود قتلوا يسوع هو أمرٌ مريب. فبناءً على توجهه، سيكون تضمين “مارا” في هذا الأمر مناقضاً لرؤيته الأساسيّة وهي أنً أولئك الذين يضطهدون رجالهم الحكماء يقومون بذلك على مسؤوليتهم الشخصيّة.
بالمجمل، تتحدث رسالة “مارا” عن المسيحيّة أكثر مما تتحدث عن المسيح. والمثير في الأمر أنّ هذا الكاتب الرواقي الذي يعود إلى منطقةٍ خارج الإمبراطورية الرومانية، يرى المسيحيّة بمنظورٍ إيجابيّ، ويقارن مؤسسها بسقراط وفيثاغورث. تظهر رسالة “مارا” وهي أقدم إشارةٍ فلسفيّة غير مسيحيّة إلى المسيحيّة، الجاذبية التي كانت للمسيحيّة لدى بعض المثقّفين. ولا يحب تفسير إشارة “مارا” إلى المسيح والمسيحيّة على أنها تأييد لها أكثر من اعتبار ذكره لسقراط وفيثاغورث تأييداً لمدارسهم الفلسفية. لكنّه يستخدم مثال يسوع وتعاليمه ليحثّ مواطنيه على التحملّ والرومانيين على الرأفة.
لقراءة بقية السلسلة:
- ثالوس – يسوع التاريخي في المصادر القديمة
- بليني الاصغر – يسوع التاريخي في المصادر القديمة
- سوتونيوس – يسوع التاريخي في المصادر القديمة
- تاسيتوس – يسوع التاريخي في المصادر القديمة
- لوقيان السميساطي – يسوع التاريخي في المصادر القديمة
- كلسس – يسوع التاريخي في المصادر القديمة
[1] تعتمد المدرسة الرواقية التي ظهرت بعد فلسفة أرسطو على إرساء فن الفضيلة ومحاولة اصطناعها في الحياة العملية، ولم تعد الفلسفة تبحث عن الحقيقة في ذاتها، بل أصبحت معياراً خارجياً تتجه إلى ربط الفلسفة بالمقوم الأخلاقي. وتعد الفلسفة عند الرواقيين مدخلاً أساسياً للدخول إلى المنطق والأخلاق والطبيعة. ارتبطت هذه المدرسة بالفيلسوف زينون (336-264ق.م) الفينيقي الأصل. وازدهرت منذ 4 ق.م وحتّى ق 4 م.
[2] سقراط: سقراط (469-399 ق.م). فيلسوف ومعلم يوناني جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الشجاعة، أحد أشهر الشخصيات التي نالت الإعجاب في التاريخ. فنتيجة لتهكمه على الديمقراطية في أثينا تمت إدانته وحكم عليه بالإعدام.
[3] فيثاغورث: فيلسوف ورياضي إغريقي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، ولد في جزيرة ساموس على الساحل اليوناني. في شبابه قام برحلة إلى بلاد ما بين النهرين وأقام في منف بمصر. وبعد تعلم كل ما هو معروف في الرياضيات من مختلف الحضارات المعروفة آنذاك عاد إلى ساموس لكنه اضطر إلى الفرار لمعارضته للدكتاتور بوليكراتس حول الإصلاحات الاجتماعية. واستقر في جنوب إيطاليا فذاع صيته واشتهر.
[4] كوجامين: مملكة نشأت بعد انقسام إمبراطورية الإسكندر الأكبر، في منطقة شمال سورية من الجزيرة وحتى منابع الفرات، كانت عاصمتها هيرابوليس أو منبج اليوم.
[5] هارديان: 76-138م، إمبراطور روماني وفيلسوف رواقي وأبيقوري. في أعقاب ثورة يهودية شيد هارديان مدينة جديدة على أنقاض القدس أطلق عليها اسم: كولونيا إيليا كابوتالينا، وحرم على اليهود دخولها.
[6] المدافعين: أو التبريريين، ظهرت الاعتذاريات المسيحية في مجال اللاهوت بهدف تقديم أساس من بولس الطرسوسي ومروراً بأوريجانوس وأوغسطينوس، وحتى المسيحية الحديثة من خلال جهود عدة كتاب. واستدل الاعتذاريون المسيحيون بالأدلة التاريخية، والحجج الفلسفسية، والتجريبات العلمية، والإقناع الخطابي وغيرها.