قيامة المسيح بين الخرافة والمنطق والتاريخ – ريمون منير
حين نريَ التحول العجيِب لأتباع يسوع الأوليين والتلاميذ من الخوف والإنكار والتشكيك، إلى الإيمان والكرازة باسمه، فيجب أن يكون السبب هو حدث ضَخم كحقيِقَة قيامّة المسيح من الموت. !
وإلا أخبرونا: مَن الذي حول بطرس من شخص جبان أنكرَ يسوع ثلاث مرات، إلى شخص واعظ لليهود وقال في وعظته أجرأ الكلام. وصُلب في سَبيل إيمانهِ.
من الذي حول توما من شخص مُشكِك في قيامتهِ إلي تلميذ جريء قُتل بطعنة حربه من أجل إيمانه.
من الذي حول شخص من شاول الطرسوسي الإرهابي الذي تعند المسيحيين وقتل منهم الكثير واضطهدهم. إلي بولس الرسول أعظم مُبشر بالمسيح في التاريِخ. وتنازل عن جيشه وأستُشهدَ علي أسم المسيح؟ !
هل كذبه وخدعه هي التي حولت حياتهم بهذا الشكل؟!
فللمسيح اثني عشر تلميذاً. أحدي عشر منهم استشهدوا بطرق مختلفة وبشعه، هل اتفقوا جميعهم بالتضحية بحياتهم مِن أجل تخليد خُدعه وكذبه؟ أم قيامته من المَوت حقيِقّه ودافع قوي لهم بالتضحية بحياتهم؟!
ومن أهم الأدلة القوية هي شهادة شهود العيان، فهي الشهادة التي يؤخذ بها في اي محكمه وهي التي تقلب موازيين أي قضية ويقبل بها أي قاضي.
وأحدي أهم شهادات شهود العيان هو ما قاله لنا يوحنا الرسول في إنجيله: الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم “
وأيضا الرسول بطرس يقول: لأننا لم نتبع خرافات مصنعه إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه بل قد كنا معاينين عظمته ” ويقول أيضا: أيها الرجال الإسرائيليون، اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجل تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون “.
ويشهد أيضا الفيلسوف بولس الرسول في رسالة إلى أهل كورنثوس: فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً: أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب، وأنه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمس مئة أخ، أكثرهم باقِ إلى الآن. ولكن بعضهم قد رقدوا.
نعم إيماننا أن يسوع صلب ومات ودفن وفي اليوم الثالث قام ورآه كثيرون.
وكان الرسول بولس يقول: ((أكثرهم باقِ إلى الآن، فاذهبوا وتحققوا منهم صدق قولي، فشهادة الشهود العيان أقوي شهادة)).
ويقول الفيلسوف الفرنسي باسْكال: ” إن الزعم بأن الرُسل كانوا أشخاصاً مُحتاليِن منافِ للعقل وسخيف، دعونا نتصور اثني عشر شخصاً يجتمعون بعد موت يسوع المسيح ويتآمرون على القول بأنه قد قام، إن من شأن هذا الزعم أن يُشكل تهديِداً للسلطتين المدنية والدينية، ولو أن أحد هؤلاء الرجال استسلم لمثل هذهِ التهديدات القوية بالسجن والتعذيب، لضاعوا جميعاً “.
ويقول العلامة ترتليان: ” لا يمكن لإنسان أن يكون مستعداً للموت ما لم يكن متيقناً من أنهُ يعرفَ الحق “.
فإذا قال أحدهم أنَ تلاميذه قاموا بسرقة الجسد فهذا يتنافى مع ما فعله اليهود: وضعُ اليهود الرومان حجر ضخم علي قبر المسيح من اجل إن حاول تلاميذه سرقه الجسد يعتبرون إنهم يخربون المنشآت العامة. وعقوبة هذه التهمه هي الاعدام عند الرومان. !
وإذا كانت الجثة في القبر تحت حِراسة الرومان، يقول جوش ماكدويل: لماذا عندما كرزَ التلاميِذ بقيامة يسوع في أورشَليم، لم يخرجوا الجُثة ويضعوها على عربة لتعبر وسط المدينة ليراها كل الناس؟ لقد كان من شأن هذا الإجراء أن يُحطِم المسيحية في مهدِها.
ويشهد المؤرخ اليهودي يوسيفوس لقيامة المسيح في مؤلفاته التاريخية، ولد سنة 37 وتوفي عام 100 م.
يقول يوسيفوس: {وفي ذلك الوقت كان هناك رجل حكيم يدعي المسيح، إذا صح هنا أن ندعوه رجلا” فقد كان صانعا” لأعمال عظيمة ومعلما” لأناس قبلوا الحق بفرح جذب إليه كثيرين من بين اليهود وكثيرين من الأمم، كان هو المسيا أو المسيح، غير أن بيلاطس البنطي بعدما سمع أن قادة اليهود قد اتهموه حكم عليه بالموت صلبا” أما الذين أحبوه قبلا” فلم يتخلوا عن حبهم له وفي اليوم الثالث ظهر لهم حيا”، لأن أنبياء الله قد تنبأوا عن هذه الأشياء وأشياء أخري كثيرة، وإلى هذا اليوم لم تندثر قبيلة المسيحيين التي سميت على اسمه}
المرجع: (تراث اليهود 18: 3 0 3 ص 63 ـ 64)
وأخيراً: يقول العالم الإنجليزي بروك فوس ويسكوت: ” إذا أخذنا الأدلة مجتمِعة، فليس من المُبالغة القول بأنه لا توجد حادثة تاريخية مدعومة ببراهين أفضل وأكثر تنوعاً من قيامة المسيح.
إقرأ أيضًا: يسوع الناصري وشهادة التاريخ والآثار عنه – يسوع التاريخي – ريمون منير