الرد على بارت ايرمان في ادعاء “جهل التلاميذ”
الاعتراض المتداول من قبل بعض المشككين امثال بارت ايرمان وغيره ان التابعين ليسوع هم مجرد مجموعة من اقل الدرجات الاجتماعية الجهلة فبطرس ويوحنا عاميان[1]. لكن هل هذه هي الحقيقة؟
يذكر لنا الباحث في العهد الجديد Timothy Paul Jones ان ايرمان يعطينا كالمعتاد جزء من الصورة:
الصعوبة الاولي التي تواجه ايرمان هي ان كلمة ἀγράμματος agrammatos عديمي العلم لا تعني بالضرورة ان بطرس ويوحنا اميين. لكن في السياق الداخلي يتضح المعني انهم لم يتعلموا في مدارس الربيين الشريعة اليهودية. وفي هذه الحالة يشير اعضاء المجلس انهم على الرغم من الجرأة التي يتحدثون بها في تفسير الاسفار المقدسة العبرية لكن بطرس ويوحنا لم يدرسوا كالرابيين”[2]
ثم يتناول Jones ما تعمد بارت ايرمان عن اغفاله كالمعتاد بتقديم صوره ناقصة للناحية الدراسية ويجيب على الموضوع بنوع من التفصيل: –
متي جابي الضرائب
في انجيل متي نجد ان متي هو عشار او جابي ضرائب. ومن الصعب ان أحد المسيحين الاوائل ينسب لنفسه هذه المهنة المحتقرة. وايضاً كون يسوع ان يطلب أحد جامعي الضرائب ان يسير على خطاه هو امر محرج بعض الشيء. فعندما كُتب الانجيل كانت السلطات الرومانية تجمع الضرائب وكانوا جامعي الضرائب يقتنون الاموال لخاصتهم عن طريق غش الناس. فليس من المدهش ان جباه الضرائب نادراً ما يكونوا محبوبين من المواطنين.
في خطاب روماني اشار الي ان شخصاً ما يعمل كجابي ضرائب فسيكون شرفة موضع تساءل للكل .وايضاً في كتابات يوسيفوس المؤرخ اليهودي قال عن كيفية جمع Florus القائد الروماني المرتشي الفاسد الضرائب .وسرعان ما ادي الامر الي ثوره .ووفقاً للأناجيل كان هناك قوماً في يهوذا والجليل يجمعون الضرائب ونجد الوصف من قبل الاشخاص ان جامعي الضرائب مثل الظالمين الزناة الشاربين الخمر والوثنين وهذا ما نستشفه من هذه النصوص ” متي 11 : 19 , متي 18 : 17 , لوقا 18 : 11 ” ففي النهاية لم يكن جامعي الضرائب محبوبين ولهم قاعده جماهيرية في العالم القديم.
ولكن كان لديهم مهاره واحده تميزهم وهي مهاره القراءة والكتابة.
فكان جابي الضرائب يحمل جداول pinakes على الواح خشبية مكسوة بالشمع. ويستخدم اقلام من المعدن او العظم لحفر على هذه الالواح الضرائب. وتم تغير هذا الامر بالتتابع في مصر وأصبح التدوين علي ورق البردي حيث يمكن ايضا كتابة ايصالات للمواطنين.
وعلى الرغم من وصف ايرمان بازدراء للتلاميذ انهم غير متعلمين وجهله. ها هو العشار متي لا يمكن ان ينطبق عليه هذا الوصف. فمهام جابي الضرائب تتطلب من متي النسخ وتسجيل المعلومات وايضاً لغات متعددة[3].
لوقا الطبيب
يستكمل Jones رده بوصف المهارة الطبية في العالم القديم التي على الارجح يمتلكها لوقا قائلاً: –
“ان الطبيب يجب ان يكون لديه علي اقل تقدير القدرة علي قراءة الخلاصات التي تختص بالمعرفة الطبية التي ازدهرت في القرن الاول وما هو اكثر من هذا. وورق البردي في مصر اثبت ان الاطباء القدماء كتبوا عن امراض وعن اصابات واسباب محتمله للوفاة. ونجد في الواقع ان ما جاء في رسالة كلوسي ووصف لوقا بالطبيب الحبيب يقترح على القارئ انه من غير المفترض ان يكون امي او غير متعلم. وخصوصاً تأكيد لوقا في بداية انجيله عن تتبع شهادات شهود العيان وجمع الأدلة كتقرير متكامل فمقدمة لوقا تكفي[4].
يوحنا ومرقس
في القرن الاول كان هناك كتبة متمرسين يكتبون الرسائل ويترجموها ايضاً وكانوا يكتبون العقود القانونية. ويكتبون رسائل الافراد وايضا الايصالات التجارية فوظيفتهم اشبه بالسكرتارية. وكان هؤلاء الكتبة منتشرين في مناطق في أفسس وروما وايضاً في الجليل ويهوذا. وايضا الاشخاص الذين من طبقات اجتماعية صغيره توظف الكتبة. ونجد انه على الرغم من ان بولس كان قادراً تماماً على الكتابة باللغة اليونانية مثل ما جاء في رسالة غلاطية 6: 11، فليمون 1: 19 – 21. ومع ذلك كان يدع كتبة يكتبون له مثل ما جاء في رسالة ” رومية 16: 22. وهذا الاسلوب ايضاً مستخدم في رسالة بطرس الاولي 5: 12
فبفرض ان يوحنا ومرقس كانوا اميين فقد كان هناك الكتبة وهي مهنة معروفة يكتبون لهم ما يقولونه عن طريق فهمهم الطاهر عن حياة يسوع. فلا يوجد اشكال حتى لو لم يكن هم من كتبوا بأنفسهم. على الرغم ان هذا ليس مذكور ولا يوكد تأكيد عليه.[5]
في النهاية نكتشف عدم امانة ما قاله ايرمان فهو دائما ينقل الصورة منقوصة مستخدماً عباره اخطر الكذب ما به صدقاً او اسقاط الحقائق لأجل غرض معين
مدونة ميمرا يهوه
[1] As quoted by Timothy Luke Jones in Misquoting Truth, p. 113.
[2] Timothy Luke Jones, Misquoting Truth, 113-114.
[3] Ibid., p. 115.
[4] Ibid., p. 117.
[5] Ibid., p. 117-118.