هل كان لاهوت المسيح اختراع في مجمع نيقية؟ الرد علي كتاب بارت ايرمان ‘How Jesus Became God’ جزء 1
هل كان لاهوت المسيح اختراع في مجمع نيقية؟ الرد علي كتاب بارت ايرمان ‘How Jesus Became God’
مايكل كروجر بتصرف
يمكن أيضا قراءة عدة مواضيع عن البحث في لاهوت المسيح في مجمع نيقية من هنا: مجمع نيقية وألوهية المسيح ويمكنك قراءة العديد من المواضيع والإثباتات حول ألوهية المسيح من الكتاب المقدس وأقوال الآباء.
احد الاعتراضات التي توجه للمسيحية اليوم ان لاهوت المسيح صناعة مجمع نيقية .وانه لا يوجد احد من المسيحين الاوائل كان يعتقد بالوهية يسوع . وانه كما يقال انه كان انساناً عادياً .واصبح يسوع الهاً في مجمع نيقية.
واحد الامثلة التي تبنة هذا الراي هو كتاب شفرة دافنشي .كما هو مشار عن تيبنج .
” إذ يتحدث تيبنج عن مجمع نيقية، وهو اجتماع مسكوني للأساقفة تم عقده بعد حوالي ثلاثمائة عام من زمن يسوع، فيعلن تيبنج أنه حتى تلك اللحظة من التاريخ، كان يسوع يُرى بواسطة أتباعه على أنه نبي بشري.. رجل عظيم وقوي، ولكنه مجرد إنسان. ليس لدينا أي جدل بشأن حقيقة أن يسوع كان إنساناً. ولكن فكرة أن ألوهية يسوع قد تم اختراعها في مجمع نيقية “
وبالطبع تطورت الاعتراضات حول اعتقاد المسيحين الاوائل بالوهية المسيح من خلال ما كتبه بارت ايرمان في كتاب ” كيف اصبح يسوع الله” فيقول “انه سيتضح في الفصول التاليه ان يسوع لم يعتبر الله في الاصل ” (44) وبالطبع هناك العديد من الردود علي هذه الادعاءات من قبل ايرمان وايضاً دافنشي .ويمكن الاطلاع علي مراجعتي لكتاب ايرمان علي هذا الرابط
http://www.reformation21.org/articles/how-jesus-became-god-a-review.php
لكن موضوعنا اليوم هو اعاده النظر في السؤال المطروح وهو متي آمن المسيحين الاوائل بان يسوع هو الله ؟ وهذا هو نفس اعتقاد ايرمان في دراسته عن تاريخية المسيحية المبكرة ؟
هناك العديد من الردود للرد علي هذا السؤال لكن لي غرض هو ان ارد برد قصير .وهي النظر ببساطة لتعاليم بولس الرسول بشأن هذه المسئله .لكن لماذا بولس بالتحديد . يشرح Larry Hurtado ويوضح ان بولس هو الافضل ويقول
“مسيحية بولس هي اقرب شكل للحركة المسيحية المبكرة التي تقودنا مباشرتاً للمصادر الاولية .
sources” (Lord Jesus Christ, 85).
وكما سنري ان بولس لم يكن يؤمن ببساطة ان يسوع هو الله فقط .بل كان ينظر اليه ايضا انه هو اله اسرائيل وخالق قبل ان يوجد الكون . فدعونا ننظر الي اثنين من الامثلة التي تبين طبيعة المسيح الحاضرة في اقرب المصادر في كورنثوس الاولي 8 : 5 – 6
5 لأنه وإن وجد ما يسمى آلهة، سواء كان في السماء أو على الأرض، كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون
6 لكن لنا إله واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء، ونحن له. ورب واحد: يسوع المسيح، الذي به جميع الأشياء، ونحن به
في هذا الاصحاح يتحدث بولس ويظهر قلقه من جهة المذبوح للاوثان ويطالب بالتمسك بان الله واحد وهو الذي يستحق العباده بخلاف الالهة الباطلة الموجوده في العبادات الوثنية .
ومن الواضح في سياق تلك النصوص ان بولس رسم رسماً واضحاً للوحدانية المعروفة قديماً في اسرائيل “الشيما ” من سفر التثنية 6 : 4 اسمع يا اسرائيل : الرب الهنا رب واحد ” وهذا تاكيد ايضا ايمان بولس ان يسوع هو الخالق ومن خلاله كل الاشياء ونحن موجودون من خلاله .فيسوع لم يكن الاداه للعمل بل هو العمل نفسه . وهنا يلخص لنا Bauckham ان اعلي مفهوم للكرستولوجيا يوجد في كورنثوس الاولي 8 : 6 عند بولس وهي تتميز بالطابع المشترك لكرستولوجيا العهد الجديد .
وايضاً ما جاء في موضع اخر مثل رسالة فيلبي 2 : 6- 11 .
6 الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله. 7 لكنه أخلى نفسه، آخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس. 8 وإذ وجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. 9 لذلك رفعه الله أيضا، وأعطاه اسما فوق كل اسم 10 لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، 11 ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب.
وهذا يعتبر من اعمق الاعلانات التي توضح ان يسوع هو ربنا .وبولس لا يكتفي بهذا بل يؤكد ان لاهوته موجوداً قبل تجسده. بقوله اذا كان في صورة الله اخذ شكل عبد ووجد في الهيئة كانسان ولكي تجثوا كل ركبة في السماء وعلي الارض ومن تحت الارض ليسوع ويعترف الجميع انه رب لمجد الله الآب . فقوله تجثوا كل ركبة هو مشابه تماما لما جاء في اشعياء 45 : 23
23 بذاتي أقسمت، خرج من فمي الصدق كلمة لا ترجع: إنه لي تجثو كل ركبة، يحلف كل لسان.
والله لا يعطي مجده لاخر وبولس يشير الي انه رب لمجد الله الآب .مطابقاً هذا القول علي يسوع وهذا تعبير يوضح هوية يسوع الالهية.
وبالتالي ما جاء في فيلبي هو وصف كامل لعمل المسيح وتسلسل لما حدث بدءاً من وجوده .الي تجسده .الي اهانته . واخيراً تمجيده . Hurtado, 2003:123.
ومن الجدير بالاهتمام ان المقطع الذي جاء في فيلبي يقول العلماء انه تقليد قديم سبق رسائل بولس نفسه .ويطلق عليها ترنيمة وبولس وضعها في هذه الرساله وبالمثل ما جاء في كورنثوس الاولي 8 تعتبر من اولي التصريحات التي تعلن عن العقيده المسيحية المبكره في كلام بولس .
فهي مقاطع ليست مكتوبة فقط في كتابات بولس لكن ترجع الي ما قبل بولس من الاصل.
في النهاية هناك خياران لا ثالث للمشككين في الوهية يسوع يمكنهم القول ان المسيحين الاوائل اعتقدوا اعتقاد خاطئ ان يسوع هو الله او من ناحية اخري ان المسيحين الاوائل اعتقدوا حقاً ان يسوع هو الله . استناداً لما ذكرناه من ادله .ويبدوا ان الخيار الاول افضل بكثير للمشكك من الخيار الثاني .فالناس احرار فيما يقولون حول اعتقاد المسيحين الاوائل لكن ليس هناك شك من اعتقاد المسيحين الاوائل بالوهية يسوع .
المرجع
Was the Divinity of Jesus a Late Invention of the Council of Nicea? Probing Into What the Earliest Christians Really Believed Michael J. Kruger