ما الهدف من ذكر سلالة نسب المسيح؟ – د. عدنان طرابلسي
ما الهدف من ذكر سلالة نسب المسيح؟ – د. عدنان طرابلسي
توجد أكثر من غاية كُتبت من أجلها سلالة نسب الرب يسوع. يمكن تلخيصها في غايتين رئيسيتين: 1-يسوع النصري هو ابن إبراهيم، ابن داود الذي كمّل نبوات العهد القديم (متى)، فهو بالتالي المسيح المنتظر، “يهوه المخلّص”، الذي تاق إليه اليهود طويلاً. وهو أيضاً ابن آدم، ابن الله (لوقا)، الآتي إلى العالم ليخلّص جميع المؤمنين باسمه من اليهود ومن الأميين على حد سواء.
2-تحوي سلالة النسب تلخيصاً لسر التدبير الإلهي كله. فالله يتجسّد في عمق التاريخ البشري، في عمق خزايته وضعفاته. إنه، وهو مدفوعٌ بالمحبة الإلهية للإنسان، لا يستحي أن يقبل خطاة أسلافاً له، حتى يجعل الجميع أولاداً له. فالله، له المجد، لم يظهر فجأة في أولى صفحات العهد الجديد، في بيت لحم. يسوع الناصري نفسه كان حاضراً وكائناً منذ الأزل لأنه الكائن والحياة وهو مصدر الكينونة والحياة.
هذا التجسد الإلهي كان مرسوماً منذ الأزل في التدبير الإلهي لخلاص الإنسان، ولم يحدث بغتة. لقد خطب الله لنفسه الطبيعة البشرية نفسها التي لعبت دور بغي (عظات الذهبي الفم على إنجيل متى 5:3)، وقدّسها من كل خطيئة وعيب لتصير عروساً عفيفة عذراء للمسيح.
هكذا يأتي يسوع الناصري في لجة التاريخ، ابناً لداود ليحقق النبوات المسيّانية، وابناً لإبراهيم لتتبارك به جميع شعوب الأرض. ومع ذلكن فهو ابن الله أيضاً الذي صار في ملء الزمان ابن آدم، ابن الإنسان، حتى يقدّس الإنسان، ويعيد له مجد الصور الإلهية الضائع فيه، ويعيده ابناً لله، إلهاً مخلوقاً، متأّلهاً بالنعمة([1]). (د. عدنان طرابلسي)
([1]) راجع ترجمة شرح إنجيل متى للذهبي الفم، الجزء الأول.