علامات يوم القيامة – ما هو التعليم الكتابي حول اليوم الأخير (يوم القيامة)؟
ما معنى 666 عدد سمة الوحش في سفر الرؤيا؟
هل كان المسيح يجهل يوم وساعة نهاية العالم؟
علامات نهاية العالم في الكتاب المقدس هل حددها الكتاب المقدس؟ ومتى تكون هذه النهاية؟
في النصوص الكتابية، إن تعبير “اليوم الأخير” متعلق عادة ب “يوم الرب”. فالعهد القديم يستعمل التعبير الأخير للتحدث عن مجيء قاضٍ إلهي، يأتي على أعداء إسرائيل وعلى إسرائيل نفسه لأنه هجر عهده مع الله (إشعيا 13، زكريا 12، 14). وفي الأدب النبوي (إشعيا 2، 11، 19، 25؛ زكريا 2: 11)، يشير ذلك اليوم أيضاً إلى الاستعادة المستقبلية لإسرائيل ويشمل حتى فداء الأمم الأجنبية.
أما في العهد الجديد فإن تعبير “يوم يهوه” (أي يوم الرب) ذو إشارة خاصة إلى المجيء الثاني ليسوع بالمجد (اكورنثوس 1: 8؛ 5: 5؛ 2كورنثوس 1: 14). وكما نتعلم من نصوص مثل فيليبي 2: 9-11، فإن المسيحين الأوائل قد نقلوا اسم “رب” (كيريوس) من الله (الآب، إله إسرائيل الفريد) إلى يسوع، الذي ظهر وأعلن ابن الله الأزلي، القائم من الأموات.
سيأتي ثانية ليدين الأرض ويؤسّس حكمه الفائق الطبيعة أو المتعالي على كل الخليقة (راجع 1تسالونيكي 4: 13- 5: 2؛ 2تسالونيكي 1: 5 – 2: 2؛ 2بطرس 3: 10-13). سيشمل هذا دينونة البشرية كلها: فكلاً من العادلين وغير العادلين، الأبرار والخطاة سيقومون من الموت، العادلون والأبرار إلى “قيامة الحياة”، وغير العادلين والخطاة إلى “قيامة الدينونة” (يوحنا 5: 29).
إن أبرز إشارة ل “اليوم” في سفر الرؤيا موجودة في 16: 14. فهنا يتكلم النبي يوحنا عن “ذلك اليوم العظيم، يوم الله القادر على كل شيء”، مشيراً على الأرجح إلى قدوم المسيح، إنما أيضاً إلى الصراع النهائي بين الخير والشر في معركة هرمجدون. يوضح سفر الرؤيا 20 أن انتصار الله سيشمل سجن إبليس لمدة ألف سنة، بعدها سيُحلّ “زماناً يسيراً”، ليجذب العالم إلى معركة عظيمة نهائية.
عندئذ فإن إبليس وتابعيه سيُهزمون ويُطرحون في “بحيرة النار“، ليقاسوا عذاباً أبدياً. عندها تلي القيامة العامة والدينونة النهائية، بعدها سيُقضى على الموت والجحيم. عندئذ يعلن الأصحاح 21 تحوّل الخليقة السابقة إلى “سماء جديدة وأرض جديدة”. ويشمل رؤية يوحنا للشهداء المخلصين الذين سيشاركون في حكم المسيح الألفي.
إن لغة سفر الرؤيا هي لغة رمزية جداً ومشهورة بصعوبة تفسيرها. فتقليد حكم المسيح لألف سنة قد تطور في إطار التفسير الألفي للكتاب. مع ذلك، لا يقول نص سفر الرؤيا إن حكم المسيح سيحدث بالضرورة “على الأرض” (الالتباس مبني ربما على دمج نص 5: 10 بالأصحاح العشرين). المؤلّف (يوحنا اللاهوتي) يعبر بسرعة من الرؤى الأرضية إلى الرؤى السماوية، ومن الصعوبة بمكان تقرير الضبط متى يصف رؤى بدلاً من أخرى.
على كل حال، يجب فهم هذا التصوير بصورة رمزية. فبالنسبة لآباء الكنيسة الأرثوذكسية، إن حكم “ألف سنة” للمسيح يجب أن يُفهم على أنه العصر الحالي للكنيسة. هذا العصر يبلغ أوجه بالمجيء النهائي لإبليس (أو لضد المسيح، راجع 1يوحنا 2) وباندلاع معركة بين قوى المسيح وقوى أعدائه الشياطين. هؤلاء الأخيرون ومَن يتبعهم سيخضعون للحكم والدينونة، بينما أتباع المسيح المخلصون سيُبرَّرون ويرتقون إلى المجد في أورشليم السماوية. هذه الصورة الأخيرة هي أيضاً صورة رمزية.
فهي لا تشير إلى تجديد حرفي لمدينة أورشليم الحالية، وإنما إلى تحويل الخليقة بأكملها. سيحكم المسيح على تلك الخليقة الجديدة مع شعبه الأمين، حتى “النهاية القصوى”، عندما سيقدّم كل شيء لأبيه، “كي يكون الله الكل في الكل” (1كورنثوس 15: 28).
إذا علينا أن لا نتوقع أن يأتي المسيح حرفياً “على سحاب السماء”، بل أن حضوره (“قدومه”) ستحقق بالكامل في نهاية الأزمنة الي خصصها الله للخليقة الحاضرة أن تحتمل. إننا نعيش الآن في “الأيام الأخير”، “الآخرة” أو فترة “حكم المسيح الألفي”، التي هي عصر الكنيسة. ونحن نتوقع بصبر “الإنسان من السماء”، “آدم الجديد” أو ابن الله، الذي سيأتي بمجدٍ ليمكّن الذين ينتظرونه منا بإيمان ومحبة أن يشاركوا في ذلك المجد نفسه إلى الأبد. (الأب جان بريك)
“عندئذ، يا أخوتي، ستنالون السيادة العادلة، إكليل كل شهواتكم، من يد الرب، وعندئذ ستحكمون مع المسيح إلى الأبد. عندئذ ستنالون نِعم الله الموعودة للذين يحبّونه ويخدمونه. ستكونون آمنين من كل أذى آنئذ، ولن تعتريكم الهموم بعد. فحينئذ لن تكون الشمس نوراً لكم في النهار، ولا القمر في الليل، بل المسيح سيكون نوركم الذي لا يغيب، والله مجدكم” (القديس أفرام السوري)
“اقبلنا نحن الجاثين لك، والهاتفين: أخطأنا، فإننا لك أُلقينا من الحشا، ومن بطن أمّنا أنت إلهنا” (صلاة السجدة، عيد العنصرة المجيد)